شهيدا شهيدا شهيدا,,!!

    • شهيدا شهيدا شهيدا,,!!

      هل سوء الحظ أم اتفاقات غير معلنة، تلك التي حرمت الرئيس عرفات من أن يصبح "شهيدا شهيدا شهيدا" كما في مقولته الشهيرة إثر محاصرة مقره في رام الله واقتحامه وقصفه؟ لا نعرف على وجه التحديد، الأمر الوحيد المؤكد أن الرئيس خرج من حصاره سليما معافى رافعاً علامة النصر باصبعيه (على من وكيف؟).. ليصبح مجرد "مشروع شهادة" لكن الشهداء الحقيقيون لقوا وجه بارئهم بعد نضال بطولي ومقاومة باسلة، وبعد نفاذ الذخيرة والزاد والماء، وتخاذل – أو تواطؤ – الجميع عن نصرتهم، بما مكن الإسرائيليين من حصد أرواحهم بقذائف الميركافا.

      خرج "مشروع الشهيد" من أسره بعد أن قام رجله جبريل الرجوب بتسليم من اعتقلهم من مختلف فصائل المقاومة الفلسطينية للإسرائيليين كما يقول قادة "حماس".. وبعد استشهاد المئات من قيادات وكوادر ونشطاء المقاومة، وأسر الآلاف منهم يتعرضون الآن لعمليات غسل مخ داخل المعتقلات الإسرائيلية..خرج "الختيار" بعد أن أدان "العنف المتبادل" الذي يستهدف المدنيين، في إشارة واضحة للعمليات الفدائية الاستشهادية التي أصبحت السلاح الوحيد الفعال في يد المقاومة أمام تواطؤ الجميع وعلى كافة المستويات.. وبعد أن تم اعتقال مروان البرغوثي أحد أنصع وجوه المقاومة وأكثرها صلابة وعزوفا عن اغراءات السلطة..ربما بوشاية من الرجوب أو دحلان!

      تحرر "مشروع الشهادة" من السجن بعد أن حاكم قتلة الوزير العنصري الفاشي المتطرف رحيعام زئيفي وسلمهم بيده الكريمة للجلاد، وبعد أن تم ضرب البنية التحتية الفلسطينية بالكامل في مدن الضفة الغربية، وبعد أن انضمت أعداد إضافية من الفلسطينيين البسطاء إلى قوائم الثكالى والأيامى والأرامل واليتامى، وبعد أن قبل حراسة إسرائيلية لموكبه أثناء تحركاته في الضفة الغربية وغزة بعد أن تم تصفية القوة 17، وقبل أيضا أن تكون تحركاته الخارجية مرهونة بموافقة شارون. ويبدو أن الجميع كانوا ضحية خدعة كبيرة لعب "الختيار" أهم أدوارها بالتواطؤ مع بعض أنظمة التدجين والترويض العربية لتنفيذ سياسة بوش – شارون الشرق أوسطية، التي بدأت بضرب المقاومة الفلسطينية، للتفرغ بعد ذلك للعراق وحزب الله وسوريا وإيران و….وصولاً إلى امتلاك نفط الخليج لأنه من حق اليهود كما يدعي الكاتب الصهيوني البروفيسور ديفيد بولماتر في صحيفة لوس أنغلوس تايمز!!

      ولكي ندرك أبعاد الصفقات الشيطانية الملعونة، نبدأ بما كان يسمى (حروب النسوان) في الحضارة الإغريقية القديمة، وهي صفة كانت تطلق على المحاربين الذين يقذفون السهام والرماح عن بعد ولا يدخلون في مواجهة مباشرة مع الخصم.. ويبدو أن نموذج حرب النسوان قد استهوى العقلية الإسرائيلية المغلقة مثل (الجيتو) اليهودي الشهير..فجميع حروب إسرائيل تمت خارج حدودها مثل حروب الولايات المتحدة الأمريكية تماما، وانتفاضة الأقصى قدمت العمليات الفدائية الاستشهادية التي تغلغلت في العمق الإسرائيلي، وواجهت إرهاب دولة الجنرالات والحاخامات بما لا قبل لهم به، ولا تستسيغه العقلية اليهودية التي تميل إلى القتال غير المباشر من داخل الحصون والأبراج المنيعة.

      هذه (العمليات الانتحارية) أو القنابل البشرية كما يسمونها، أحدثت رعباً حقيقيا هدد التماسك الهش للمجتمع الإسرائيلي متعدد الأعراق والثقافات، كما أن خشية انتقال هذا الشكل الحاد من أشكال المقاومة ورفض الظلم إلى داخل الولايات المتحدة وإلى بعض الأنظمة العربية، شكل تحالفاً غير مقدس بين هذه الأنظمة وأمريكا وإسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية، التي لا تستطيع أن تغامر برصيدها في الشارع الفلسطيني والعربي بتجفيف منابع المقاومة الإسلامية على وجه التحديد، فتم الاتفاق على أن يتولى الجنرال بهذه المهمة بالإنابة عن الجميع، وفي سيناريو شديد الإحكام جري إعداده في مطبخ وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بالتعاون مع الموساد!

      وهكذا تم تنفيذ السيناريو المفضوح الذي يتضمن بعض اللمسات الخاصة بالتعمية، مثل تكثيف القصف على مقر الرئيس، والإعلان المستمر بأنه شخصية غير مناسبة لقيادة الشعب الفلسطيني، رغم قناعة الجميع بأنه الشخص الوحيد القادر على توقيع اتفاقية (سلام) بمواصفاته الإسرائيلية الأمريكية.. لأن البديل الآخر لعرفات هو "الأخ كلاشينكوف" كما يقول الكاتب اليساري الإسرائيلي يوري أفنيري!:eek: :eek: :eek: :eek: المصدر watan.com/Article55.
      بقلم: شوقي حافظ
    • مما لا شك فيه أن الله يمهل ولا يهمل
      وأن الله يمهل الظالم ، حتى إذا أخذه أخذه أخذة لا يفلته بعدها
      وهذا ما أتوقعه لمثل الرئيس عرفات

      ( فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ) (المائدة:52) .