السعادة المنشودة ؟!
قال الأصمعي : قيل لاعرابي : من لم يتزوج امرأتين لم يذق لذة العيش ، فتزوج امرأتين ثم ندم فقال :
تزوجت اثنتين لفرط جــــــــــــهلي بما يشـــــــــــــقى به زوج اثنتــــــــيـــــــن
فقلت اصير بينهما خــــــــــــــــــروفا أنعـــــــــم بين اكــــــــــــــرم نعجــــــــــتين
فصرت كنعجة تُمسي وتضـحي ترَدَّدُ بين أخــــــــــــبث ذئبـــتـــــــــــــــــــين
رضى هذه يهيج سخط هـــذي فما أعرى من احدى السخطتـــين
وألقى في المعيـــــشة كل بؤس كــــــــــــــذلك كالمرء بين الضــــــــــرتين
لهذي ليله ولتلك أخـــــــــــــرى عتـــــــــــــــــاب دائم في الليــــــــــــــلتين
الشعر في حرب الضرائر:
تزوج رجل امرأة وكانت له زوجة قبلها وكان له من القديمة أولاد وبنات ومن الحديثة كذلك اولاد وبنات
فكانت بنت الزوجة الحديثة تقف على باب الزوجة القديمة وتقول :
وما تستوي الرجلان رجل صـــــــــــــحيحة
ورجــــــــل رمى بها الزمان فشلــــــت
ثم تقول :
وما يستوي الثوبان ثوب به الــــــبلى
وثوب بأيدي الـــــــــــــبائعين جديـــــــــــــــــد
تقصد الفارق بين امها الزوجة الجديدة وبين الزوجة القديمة لأبيها .
فكانت بنت الزوجة القديمة تنتصر لأمها فتأتي باب بيت الزوجة الحديثة فتقول :
نقل فؤادك حيث شئت من الهوى ما القلـــــــــــــب الا للحبيب الأول
كم منزل في الأرض يألفه الفـــتى وحنيـــــــــــــــنه أبدا لأول منــــــــــــــزل
يا رب متى الخلاص؟
ولقد ابتلي زوج بزوجة سيئة الخلق جعلت حياته جحيما حتى انه كان يتمنى موتها كل يوم فكان يقول :
وإني لمشتاق الى موت زوجتــــــــــي ولكن قرين الســــــــــوء باق معمر
فياليتها في القبر اضحت ضجيعة يعذبها فيه نكـــــــــــــير ومنـــــــــــــــكر
وقال آخر بعد ان مرضت زوجته فماتت:
وأهنأ أوقاتي التي قضـــــيــــــــــــــــــتها
بعشرة زوجــــــــــي تلك من لا اسميــــــــــــها
ليالي كانت في الفراش طريــــــحة
تكــــــــــــــابد آلاما لقـــــــــــد أثرت فيـــــــــــــــــــــــــها
فقد خف عني حمل متعب شرها
وأحــست من روحي بروح يُحَيَّـــــــــــــــــــــيها
ومع حالها هذي فما كنت ســالما
من اللســــــــع والتعـــــــريض بالشتم من فيـها
وكم كنت ادعو الله عالم حالتـــي
لها باجـــــــــــتيــــــــــاح او صــــــــــــلاح يهديــــــــــــها
وطالت علي الاستجابة مــــــــــــــــدة
ظــــــــــــنــنت بها ان ليــــــــــــــــس ربي يلبيــــــــــــــها
ولكن عدل الله لا بـــــــــــــــــــــد واقع
فقـــــــــــــــــد هدها من بعد بطــــــــــــــــش يقويها
وأمرضها فورا ليالي اربعــــــــــــــــــــــــــا
والحقــــــــــــها بالميتــــــــــــــــين من اهلـــــــــــــــــــيها
عفا الله عنها قد اقلت عثارها
وسامحـــــــــــــــــتها فالموت يا صاح يكفـــــــيها
ماتت زوجته فكاد يطير من الفرح
ولقد اشتهرت في مصر وغيرها من المحيطات انه اذا مات ميت فكان يؤتى بما يسمى النداب او النائحة تبكي على الميت مقابل مال يعطى له اولها ولقد حكي ان احد اعيان مصر قد مات فطلبوا ندابا مشهورا ليندبه وعرضوا عليه مبلغا مغريا لانه كان يتفنن في الندب والبكاء لا بل التباكي فأبى الرجل ان يجيب طلبهم رغم المبلغ المغري جدا والذي عرض عليه وكان الجواب والسبب ما قاله لهم ان امرأته ماتت قبل ايام قليلة وانه فرِح بموتها لما كان يقاسي من ظلمها وسوء خلقها وانه لا يستطيع ان يتصنع ويتظاهر بالحزن في مأتم الرجل الميت بينما هو في الحقيقه يعيش حالة من الفرح الغامر بسبب موت زوجته .
أنا اترمل عنك
ولقد كان أحد الأزواج يتظاهر بحب زوجته اتقاء شرها وسلاطة لسانها وسوء أخلاقها فكانت اذا مرضت واشتكت من يدها يقول لها ( ايدي عن ايدك ) فاذا اشتكت من عينها قال لها : ( عيني بدل عينك ) فاذا اشتكت من صداع في رأسها قال لها : ( رأسي عن رأسك )
وذات صباح جاءت اليه تقص عليه رؤيا رأتها في المنام وكان مضمون الرؤيا انها تترمل ويموت زوجها فقال لها : ( أنا أترمل عنك ) يقصد ان تمون هي لانه لم يكن يحبها وليس بينهما مودة .
لا في الدنيا وفي الآخرة
وحكي ان رجلا صالحا قد ابتلاه الله بالزواج من امرأة سوء فقاسى معها الكثير وعانى من عشرتها وكان ذات يوم يقرأ القرآن الكريم فمر على قول الله سبحانه في الاية من سورة الزخرف ( أنتم وازواجكم تحبرون ) فتوقف الرجل عن القرآن ورفع يديه الى السماء وأخذ يقول : اللهم لا تفعل ، اللهم لا تفعل اللهم باعد بيني وبينها في الدنيا والآخرة فلما سمعته زوجته وهو على تلك الحالة قالت له: ما أصابك يا رجل فقال لها بأن الله سبحانه يقول بانه سيجمع بين الأزواج وزوجاتهم في الجنة وأنا أدعو الله ان لا يكون ذلك ، ألا يكفيني من ما ألاقيه في الدنيا . فخجلت المرأة من نفسها وعادت عن سلوكها ذاك وقالت لزوجها : لا تدع ربك واني تبت مما كنت عليه .
رحلة الى جهنم
لما كان من طبع النساء الرغبة في التغيير والضجر من المألوف لذلك نراها تحب التغيير في بيتها ومداومة نظافته وتنقيل وتغيير موضع اثاثه بين المرة والمرة رغبة في كسر الروتين ، وهذا شيء جميل ومحمود ، ولذلك نراها تحب الخروج من البيت كثيرا في محاولة منها للخروج من حصار جدرانه وخدمة من فيه من الزوج والأبناء وهذا من حقها كذلك وهو محمود للزوج ان يبادر فيه ولكن منهن من يبالغن في ذلك الى درجة ان يصبح هذا محرجا للزوج ومكلفا لا بل انه يصبح مذموما .فيحكى في طرفة ان رجلا وامرأته يجمع الله بينهما يوم القيامة في الجنة بعد ان يقضي بين العباد ( أسأل الله ان يجمع بيني وبين زوجتي في الجنة ) وبعد ان يقضيا في الجنة مدة من الزمن يتحقق لهما فيها ما قال الله سبحانه : ( اعددت لعبادي الصالحين في الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على بال بشر ) ومع ذلك تبدأ تلك الزوجة بالتأفف والتذمر من طول المقام وتطالب زوجها بالتغيير وكسر الروتين فتقول له: يا هذا لقد سئمنا ونريد التغيير تعال نذهب الى مكان آخر فيقول لها: يا أمة الله ، وهل يوجد اليوم مكان افضل من الجنة فتقول له: نعم تعال نذهب لجهنم لنرى ما فيها فلقد مللت فيقول لها : لا .. الا هذا (روحي عجهنم لوحدك) اللهم اعذنا من جهنم ومن حر جهنم .. ومن جيران جهنم ومن طعام جهنم ومن شراب جهنم اللهم وادخلنا الجنة نحن واولادنا وازواجنا وابناؤنا وامهاتنا اللهم آمين
فاظفر بذات الدين
سئل حكيم كيف تختار امرأتك؟ فقال : اريدها ليست بالجميله كي لا يطمع فيها غيري ولا بالقبيحة فتشمئز منها نفسي ، ولا بالطويلة فارفع اليها هامتي ، ولا بالقصيرة فأطأطىء لها رأسي ولا بالسمينة فتسد علي منافذ النسيم ولا بالهزيلة فتهوي بها الريح ولا بيضاء كالشمع ولا سوداء كالشبح ولا بالجاهلة فلا تفهمني ولا بالفيلسوفة فترهقني ولا بالغنية فتقول مالي مالي ولا بالفقيرة فتذل من بعدي ، وخير من ذلك ذات الدين كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( فاظفر بذات الدين تربت يداك ) .
أأنت أعلم أم الطبيب؟
قرأت قبل اسبوعين في إحدى الصحف أن شيخا في السعودية بلغ من العمر ثمانين عاما وقد عقد قرانه وتزوج من امرأة بلغت من العمر سبعين سنة وليس هذا فحسب بل انه ذهب بها لقضاء شهر العسل في المنطقة الجميلة الخلابة على جبال تهامة على الحدود بين السعودية واليمن عند شاطىء البحر الأحمر حيث هذه المنطقة ذات خضرة وجبال جميلة وتعتبر منطقة سياحية هناك .
ومع استغرابي لهذه الطرفة الا اني تذكرت قصة تلك المرأة العجوز التي مرضت فذهب بها ابنها الى الطبيب الذي بين له بعد الفحص ان المرأة لا تعاني من مرض عضوي ابدا الا انه كما رآها متزينه بابهى زينة واجمل ثياب فعرف حالها فقال ما احوجها الى الزواج ! فقال له ابنها : ما للعجائز والأزواج ؟ فنظرت العجوز الى ابنها باستغراب وغضب وقالت : ( أأنت أعلم أم الطبيب )؟!
قتلوها قاتلهم الله :
يحدث الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله في كتابه الجميل ذكريات فيقول : ( بينما أنا أجلس ذات يوم انتظر دوري في غرفة الانتظار عند الطبيب وكان هذا في الثلاثينات من القرن الماضي ، واذا بجلبة وصوت خارج العيادة واذا بامرأة عجوز تدخل وهي تتوكأ على اثنين من ابنائها لا تستطيع المشي ، فخرج الطبيب على صوت الجلبة فاستغرب من حال المرأة العجوز وما آلت اليه ، يقول الشيخ الطنطاوي فسمعت ذاك الحوار الذي كان بين الطبيب وبين اولادها ، حيث تبين ان الطبيب قد عالج تلك المرأة قبل ايام واعطى لابنائها قنينة دواء وقال لهم بان يسقوها جرعة منه في الصباح وأخرى في المساء ونبههم بقوله ولكن خضوها قبل ان تسقوها فتبين ان هؤلاء الأبناء وكان جوابهم للطبيب انهم فهموا قصده.
من كلمة خضوها ان يخضوا أمهم وليس الزجاجة فكانوا يمسكونها كل صباح ومساء من اطرافها الأربعة ويخضونها خضاً وهي تتوسل اليهم ثم يسقونها الدواء وهم يقولون لها أأنت أعلم أم الطبيب ! وكان أن المرأة لم تشف وانها ازداد وضعها سوءا الامر الذي اضطر ابناءها للعودة بها الى الطبيب. يقول الشيخ الطنطاوي فراح الطبيب يضرب يدا بيد ويقول قتلوها قاتلهم الله !
الجمال والتفاح
من طبائع النساء انهن يفاخرن بأنفسهن كثيرا سواءا بما عندهن من ذهب او بما يملكنه من مال او أثاث وأدوات زينه ليس في بيت الجارة او الصديقة القريبة مثله ، لا بل انهن يفاخرن بجمالهن الذي وهبهن الله سبحانه اياه حتى ان هذا اخذ طابع التنافس الرسمي ، فلم يعد الأمر يقتصر على ما تسمى مسابقات ملكات الجمال محليا أو عالميا بل ان هناك مسابقات ملكات جمال السمينات لا بل مسابقات ملكات جمال العجائز ، ومسابقات ملكات جمال الطفلات هذا عدى مع الفارق عن مسابقات ملك جمال الكلاب والحمير لا بل والله اني قرأت عن مسابقة صاحب أقبح وجه في تابلند وليس أجمل وجه وكل هذا من شقاء الانسان وذهابه بعيدا في انجراره خلف الأهواء والشهوات لا بل وانشغاله بالتافه من الأشياء .
فيحكى ان مجموعة من النساء الدميمات جلسن مع بعضهن وراحت كل واحدة منهن تدعي انها الأجمل من بينهن وراحت تفاخر بحسنها وجمالها وطبعا فان كل واحدة منهن زعمت ان هذا الجمال هو لها وليس لغيرها فاختلفن في ذلك ، فقالت احداهن نعطي هذه التفاحة لهذا الغلام الصغير ونقول له اعط هذه التفاحة لأجمل واحدة من بيننا .
فكان أن أخذ الغلام التفاحة وراح يمسكها بيده بينما راح يقلب نظره فيهن يبحث عن الاجمل ، وبعد لحظات أخذ يقضم التفاحة ومشى وهو يبتسم ساخرا منهن ! يعني انهن كلهن دميمات .
الجمال الحقيقي
لما كان أكثر النساء يذهبن الى وسائل التجميل والزينة حفاظا على حسنهن وجمالهن ولعل هذا جائز طبعا ولكن في البيت وليس لخارجه اذ لا يجوز للمرأة ان تتزين ثم تخرج يراها الناس فيكون في هذا فتنة عمياء وشر عظيم ، ومع الأسف ان منهن وهن كثيرات من تتزين خارج البيت يراها الناس فاذا كانت في البيت أهملت نفسها وقصرت في العناية بنفسها لزوجها وهذا هو الجهل بعينه .
واذا نفعت وسائل الزينه في فترة الشباب فانها لن تجدي نفعا عند تقدم السن وفي هذا قال الشاعر :
عجوز تمنــــــــــت ان تكـــــــــــــون صــــــــــــــبية
وقد نحل الجنبان واحدودب الظهر
فراحت الى العــــــــــطار تبغي شبــــــــــــــابها
وهل يصلح العطـــــار ما أفسد الدهر
ولقد لفتت احدى العجائز نظر غيرها فسألنها عن سر احتفاظها بنضارتها وجمالها وبهاء منظرها وقلن لها اي مواد التجميل تستعملين فقالت : استخدم لشفتي الصدق ، ولصوتي الصلاة ، ولعيني الرحمة والشفقة وليدي الاحسان والصدقة ، ولقوامي الاستقامة ولقلبي الحب.
هي درة في صدفة
لما كان الحجاب هو تاج وقار للمرأة المسلمة يحفظها ويصونها من أعين الذئاب الجائعة وبه تستجيب لأمر الله سبحانه فلقد تغنى بالحجاب ووقاره الشعراء فقال الشاعر امين الدين ناصر اللبناني :
قل لمن بعد حجــــــــــــــــــــاب سفرت أبهذا يأمر الغــــــــــيد الشــــــــــــــــرف
أسفور والحـــــــــــــــــــيا يحــــــــــــــــــظره وتقى الله وآداب الســـــــــــــــــــــلف
ليســــــــــــــــــت المــــــــــــــــــــــــرأة الا درة أيكون الدر الا في الــــــــــــــــــصدق
المرأة في حكم السباعي
قال الشيخ مصطفى السباعي رحمه الله تحت عنوان ( انحراف الرجل والمرأة ) المجتمع الجاهل يغفر للرجل انحرافه ويقتل المرأة على انحرافها ، مع ان الشريعة اوجبت على كل منهما الاستقامة ، وانكرت من كل منهما الانحراف واوجبت لكل منهما الستر وحتمت عقوبة كل منهما حين تثبت الجريمة . فمن أين جاءهم الفرق بين الرجل والمرأة في العقوبة والغفران ؟ وقال تحت عنوان ( من عجيب امر المرأة )
من عجيب أمر المرأة انها أقوى سلطانا من الرجل وهي أضعف منه وهي أكثر تبرما منه وهي أظلم منه . وأكثر وفاءا له وهو أغدر منها ، وأكثر منه شكوى وهي أهدأ منه بالاً وألصق بأولادها منه وهم ينسبون اليه وأكثر تخريبا للبيت وهو أقل منها له سكنى وهي أقل منه عبادة وهو أضعف منها ايمانا . وقال كذلك رحمه الله تحت عنوان ( اين يظهر تقدير المرأة ) تقدير الأمة للمرأة يظهر في أمثالها وقوانينها لا في مجالس لهوها وعبثها ولقد رأيت الغربيين يقدمون المرأة في الحفلات ويؤخرونها في البيوت ويقبلون يدها في المجالس واللقاءات العامة ويصفعون وجهها في بيوتهم الخاصة ، ويتظاهرون بالاعتراف لها في حق المساواة وهم ينكرون عليها المساواة في قرارة أنفسهم ، ويحنون لها رؤوسهم في مواطن الهزل وينصرفون عنها في مواطن الجد والمرأة عندنا تخدعها الظواهر كما يخدعها الذين يريدون ارواء شهواتهم انوثتها .
وقال كذلك تحت عنوان : ( الخالدات في التاريخ ) : ملكات الجمال ينسين بعد أيام ولكن العالمات والمخترعات والأمهات اللاتي ولدن عظماء التاريخ سيظل يذكرهن التاريخ ما بقي انسان يقرأ التاريخ .
اكليل الذهب
يحكى ان أحد الملوك قد أمر بصنع اكليل من الذهب يقدمه جائزه لأعظم عمل يقوم به أحد أفراد رعيته وذات يوم مثل أمامه شاعر وأديب وعالم فتقدم الشاعر وأنشد بين يدي الملك روائع من شعره الجميل ثم تقدم الأديب وقرأ بين يدي الملك مقطوعات من ادبياته البليغة والهادفة ثم تقدم العالم وهو يحمل بين يديه كتبه وراح يشرح للملك مؤلفاته ، وبعض اختباراته وتجاربه التي توصل اليها في كتبه ومختبره .
وفجأة واذا بامرأة عجوز قد كلل الشيب شعرها تتقدم . فقال لها الملك مستغربا مما يمكن ان تكون هذه العجوز قد انجزته لشعبها وأمتها: وماذا لديك ايتها العجوز وماذا قدمت ؟ فقالت : اني قدمت لشعبي ان هؤلاء الثلاثة الشاعر والأديب والعالم هم أولادي وأنا ربيتهم على الصلاح والعلم وقد جئت اليوم لأرى منهم من يفوز باكليل الذهب ، فوقف الملك وقال : لمن حوله : ضعوا اكليل الذهب على رأسها فانها هي صانعة الرجال العظماء .
التأنيث ليس عيبا
كان الامام الثعالبي اذا رأى زوجته يقول لها : ( مرحبا بعقيلة النساء وام الأبناء وجالبة الأصهار والاولاد الأطهار ثم ينشد قائلا:
ولو كل النساء كمـــــــــــــثل هـــــــــذي لفضـــــــــــلت النساء على الرجال
فما التأنيث لاسم الشمس عيب ولا الــــــــــــــــــــتذكير فخر للهلال
فالدنيا مؤنثة: والناس يخدمونها وذكور يعمرونها
والأرض مؤنثه : ومنها خلقت البرية وفيها كثرت الذرية
والسماء مؤنثة وقد زينت بالكواكب وحليت بالنجوم الثواقب
والنفس مؤنثة: وهي قوام الابدان والحياة مؤنثة :ولولاها لم تتصرف الأجسام ولا تحرك الأنام
والجنة مؤنثة : وبها وعد المتقون وفيها الصديقون والشهداء والمرسلون
الزوجة وترويض الأسد
ولقد حكي عن امرأة كانت تعيش في خلاف دائم مع زوجها وانقلبت حياتهما الى جحيم اما هو فيرد السبب الى سلوكها واما هي فتتهمه بان تقصيره ولا مبالاته هي السبب ويبدو انها كانت زوجة عاقلة وان كل محاولاتها لارساء معاني المحبة مع زوجها قد فشلت واوشكت ان تيأس وراحت تطالب بالطلاق ، ولكن قدميها ساقتها الى شيخ فاضل وعالم جليل استنصحته فقال لها : لن اقدم لك النصيحة حتى تأتيني بثلاث شعرات من جسم أسد .. فقالت مستغربة ؟ أسد ؟ وكيف لي أن أصل اليه وأنتف من شعره وهو الأسد فأصر العالم على طلبه . أما هي فقد خلصت الى أن تذهب الى حديقة الحيوان ومعها قطعة كبيرة من اللحم وكلما اقترب منها الأسد القت باللحم بين يديه فراح يأكل اللحم ، وفعلت ذلك عدة مرات حتى أصبح الأسد يألفها وراح يقترب ويحك بجسده في سياج القفص حتى كان اليوم الذي راحت بعد القاء اللحم تداعب جسده بعد أن ألفها أكثر وأكثر حتى انها لما نتفت بعض شعرات من جسده لم يغضب ولم يزأر وظل مشغولا باللحم الذي القته بين يديه . فلما رجعت الى العالم بشعرات الأسد قال لها سبحان الله ، استطعت ان تروضي جسد الأسد ولا تستطيعين ترويض زوجك ؟
فوجدتك مثلي
جاء رجل يشكو زوجته الى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فلما قرع الباب سمع زوجة عمر رضي الله عنه ترفع صوتها عليه وهو ساكت وهو عمر الرجل العظيم الذي كانت تخافه صناديد الرجال ، فولى الرجل منصرفا فخرج عمر يناديه فرجع قال له عمر مالك ؟ قال يا أمير المؤمنين جئت اشكو اليك سوء خلق زوجتي وانها تتجرأ علي فوجدتك مثلي فضحك عمر وقال :احتملتها لحقوق لها علي.
ما أعظم ان يراعي الزوج ظرف زوجته الصحي والنفسي والمعنوي الامر الذي قد يجعلها تخرج عن دائرة المألوف من حسن خلقها وعظيم طاعتها ولعلها ترفع صوتها او ترد على زوجها فان فعلت ذلك فلا يجعل الزوج من ذلك حدثا مميزا وخطا أحمر قد تجاوزته ولا يستعمل يده ضربا او لسانه شتما ولكن ليتسع صدره ويحسن عشرة زوجته بالمعروف فيا من يحصل معك هذا تذكر جيدا ان كلنا مثلك.
من دعاء أمي
وأخيرا فان أمي أحسن الله ختامها وجعل الجنة مأواها كانت كلما رأت زوجتي أو بناتي أو غيرهن من ارحامها تدعو لهن بهذه الدعوات المباركات حفظتها عنها من كثرة ما سمعتها ترددها وتقولها ( ريتك يا ستي مستوره بجاه 114 سورة ) وكانت تقول غفر الله لها كذلك : ( ريتك تعيشي مرضية ، بجاه عايشه وصفيه ، والكعبه المبنيه ) ولعل بل انه أجمل اسم يذكر بعد اسم الله سبحانه واسم رسوله صلى الله عليه وسلم هو اسم الأم انها هي زينة البيت وحياة البيت بأن تكون هي زينة وحياة المجتمع بأن تكون هي ريحانته انه ليس في الدنيا انسان يتحمل العذاب راضيا مختارا في سبيل غيره كالأم في سبيل ولدها وليس في الدنيا انسان يتعرض لجحود ونكران الجميل كالام من ولدها وهذا من أعجب مفارقات الحياة ، ولكن يظل صدرها الحنون يتسع ويحنو لأنها الأم .
قال الأصمعي : قيل لاعرابي : من لم يتزوج امرأتين لم يذق لذة العيش ، فتزوج امرأتين ثم ندم فقال :
تزوجت اثنتين لفرط جــــــــــــهلي بما يشـــــــــــــقى به زوج اثنتــــــــيـــــــن
فقلت اصير بينهما خــــــــــــــــــروفا أنعـــــــــم بين اكــــــــــــــرم نعجــــــــــتين
فصرت كنعجة تُمسي وتضـحي ترَدَّدُ بين أخــــــــــــبث ذئبـــتـــــــــــــــــــين
رضى هذه يهيج سخط هـــذي فما أعرى من احدى السخطتـــين
وألقى في المعيـــــشة كل بؤس كــــــــــــــذلك كالمرء بين الضــــــــــرتين
لهذي ليله ولتلك أخـــــــــــــرى عتـــــــــــــــــاب دائم في الليــــــــــــــلتين
الشعر في حرب الضرائر:
تزوج رجل امرأة وكانت له زوجة قبلها وكان له من القديمة أولاد وبنات ومن الحديثة كذلك اولاد وبنات
فكانت بنت الزوجة الحديثة تقف على باب الزوجة القديمة وتقول :
وما تستوي الرجلان رجل صـــــــــــــحيحة
ورجــــــــل رمى بها الزمان فشلــــــت
ثم تقول :
وما يستوي الثوبان ثوب به الــــــبلى
وثوب بأيدي الـــــــــــــبائعين جديـــــــــــــــــد
تقصد الفارق بين امها الزوجة الجديدة وبين الزوجة القديمة لأبيها .
فكانت بنت الزوجة القديمة تنتصر لأمها فتأتي باب بيت الزوجة الحديثة فتقول :
نقل فؤادك حيث شئت من الهوى ما القلـــــــــــــب الا للحبيب الأول
كم منزل في الأرض يألفه الفـــتى وحنيـــــــــــــــنه أبدا لأول منــــــــــــــزل
يا رب متى الخلاص؟
ولقد ابتلي زوج بزوجة سيئة الخلق جعلت حياته جحيما حتى انه كان يتمنى موتها كل يوم فكان يقول :
وإني لمشتاق الى موت زوجتــــــــــي ولكن قرين الســــــــــوء باق معمر
فياليتها في القبر اضحت ضجيعة يعذبها فيه نكـــــــــــــير ومنـــــــــــــــكر
وقال آخر بعد ان مرضت زوجته فماتت:
وأهنأ أوقاتي التي قضـــــيــــــــــــــــــتها
بعشرة زوجــــــــــي تلك من لا اسميــــــــــــها
ليالي كانت في الفراش طريــــــحة
تكــــــــــــــابد آلاما لقـــــــــــد أثرت فيـــــــــــــــــــــــــها
فقد خف عني حمل متعب شرها
وأحــست من روحي بروح يُحَيَّـــــــــــــــــــــيها
ومع حالها هذي فما كنت ســالما
من اللســــــــع والتعـــــــريض بالشتم من فيـها
وكم كنت ادعو الله عالم حالتـــي
لها باجـــــــــــتيــــــــــاح او صــــــــــــلاح يهديــــــــــــها
وطالت علي الاستجابة مــــــــــــــــدة
ظــــــــــــنــنت بها ان ليــــــــــــــــس ربي يلبيــــــــــــــها
ولكن عدل الله لا بـــــــــــــــــــــد واقع
فقـــــــــــــــــد هدها من بعد بطــــــــــــــــش يقويها
وأمرضها فورا ليالي اربعــــــــــــــــــــــــــا
والحقــــــــــــها بالميتــــــــــــــــين من اهلـــــــــــــــــــيها
عفا الله عنها قد اقلت عثارها
وسامحـــــــــــــــــتها فالموت يا صاح يكفـــــــيها
ماتت زوجته فكاد يطير من الفرح
ولقد اشتهرت في مصر وغيرها من المحيطات انه اذا مات ميت فكان يؤتى بما يسمى النداب او النائحة تبكي على الميت مقابل مال يعطى له اولها ولقد حكي ان احد اعيان مصر قد مات فطلبوا ندابا مشهورا ليندبه وعرضوا عليه مبلغا مغريا لانه كان يتفنن في الندب والبكاء لا بل التباكي فأبى الرجل ان يجيب طلبهم رغم المبلغ المغري جدا والذي عرض عليه وكان الجواب والسبب ما قاله لهم ان امرأته ماتت قبل ايام قليلة وانه فرِح بموتها لما كان يقاسي من ظلمها وسوء خلقها وانه لا يستطيع ان يتصنع ويتظاهر بالحزن في مأتم الرجل الميت بينما هو في الحقيقه يعيش حالة من الفرح الغامر بسبب موت زوجته .
أنا اترمل عنك
ولقد كان أحد الأزواج يتظاهر بحب زوجته اتقاء شرها وسلاطة لسانها وسوء أخلاقها فكانت اذا مرضت واشتكت من يدها يقول لها ( ايدي عن ايدك ) فاذا اشتكت من عينها قال لها : ( عيني بدل عينك ) فاذا اشتكت من صداع في رأسها قال لها : ( رأسي عن رأسك )
وذات صباح جاءت اليه تقص عليه رؤيا رأتها في المنام وكان مضمون الرؤيا انها تترمل ويموت زوجها فقال لها : ( أنا أترمل عنك ) يقصد ان تمون هي لانه لم يكن يحبها وليس بينهما مودة .
لا في الدنيا وفي الآخرة
وحكي ان رجلا صالحا قد ابتلاه الله بالزواج من امرأة سوء فقاسى معها الكثير وعانى من عشرتها وكان ذات يوم يقرأ القرآن الكريم فمر على قول الله سبحانه في الاية من سورة الزخرف ( أنتم وازواجكم تحبرون ) فتوقف الرجل عن القرآن ورفع يديه الى السماء وأخذ يقول : اللهم لا تفعل ، اللهم لا تفعل اللهم باعد بيني وبينها في الدنيا والآخرة فلما سمعته زوجته وهو على تلك الحالة قالت له: ما أصابك يا رجل فقال لها بأن الله سبحانه يقول بانه سيجمع بين الأزواج وزوجاتهم في الجنة وأنا أدعو الله ان لا يكون ذلك ، ألا يكفيني من ما ألاقيه في الدنيا . فخجلت المرأة من نفسها وعادت عن سلوكها ذاك وقالت لزوجها : لا تدع ربك واني تبت مما كنت عليه .
رحلة الى جهنم
لما كان من طبع النساء الرغبة في التغيير والضجر من المألوف لذلك نراها تحب التغيير في بيتها ومداومة نظافته وتنقيل وتغيير موضع اثاثه بين المرة والمرة رغبة في كسر الروتين ، وهذا شيء جميل ومحمود ، ولذلك نراها تحب الخروج من البيت كثيرا في محاولة منها للخروج من حصار جدرانه وخدمة من فيه من الزوج والأبناء وهذا من حقها كذلك وهو محمود للزوج ان يبادر فيه ولكن منهن من يبالغن في ذلك الى درجة ان يصبح هذا محرجا للزوج ومكلفا لا بل انه يصبح مذموما .فيحكى في طرفة ان رجلا وامرأته يجمع الله بينهما يوم القيامة في الجنة بعد ان يقضي بين العباد ( أسأل الله ان يجمع بيني وبين زوجتي في الجنة ) وبعد ان يقضيا في الجنة مدة من الزمن يتحقق لهما فيها ما قال الله سبحانه : ( اعددت لعبادي الصالحين في الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على بال بشر ) ومع ذلك تبدأ تلك الزوجة بالتأفف والتذمر من طول المقام وتطالب زوجها بالتغيير وكسر الروتين فتقول له: يا هذا لقد سئمنا ونريد التغيير تعال نذهب الى مكان آخر فيقول لها: يا أمة الله ، وهل يوجد اليوم مكان افضل من الجنة فتقول له: نعم تعال نذهب لجهنم لنرى ما فيها فلقد مللت فيقول لها : لا .. الا هذا (روحي عجهنم لوحدك) اللهم اعذنا من جهنم ومن حر جهنم .. ومن جيران جهنم ومن طعام جهنم ومن شراب جهنم اللهم وادخلنا الجنة نحن واولادنا وازواجنا وابناؤنا وامهاتنا اللهم آمين
فاظفر بذات الدين
سئل حكيم كيف تختار امرأتك؟ فقال : اريدها ليست بالجميله كي لا يطمع فيها غيري ولا بالقبيحة فتشمئز منها نفسي ، ولا بالطويلة فارفع اليها هامتي ، ولا بالقصيرة فأطأطىء لها رأسي ولا بالسمينة فتسد علي منافذ النسيم ولا بالهزيلة فتهوي بها الريح ولا بيضاء كالشمع ولا سوداء كالشبح ولا بالجاهلة فلا تفهمني ولا بالفيلسوفة فترهقني ولا بالغنية فتقول مالي مالي ولا بالفقيرة فتذل من بعدي ، وخير من ذلك ذات الدين كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( فاظفر بذات الدين تربت يداك ) .
أأنت أعلم أم الطبيب؟
قرأت قبل اسبوعين في إحدى الصحف أن شيخا في السعودية بلغ من العمر ثمانين عاما وقد عقد قرانه وتزوج من امرأة بلغت من العمر سبعين سنة وليس هذا فحسب بل انه ذهب بها لقضاء شهر العسل في المنطقة الجميلة الخلابة على جبال تهامة على الحدود بين السعودية واليمن عند شاطىء البحر الأحمر حيث هذه المنطقة ذات خضرة وجبال جميلة وتعتبر منطقة سياحية هناك .
ومع استغرابي لهذه الطرفة الا اني تذكرت قصة تلك المرأة العجوز التي مرضت فذهب بها ابنها الى الطبيب الذي بين له بعد الفحص ان المرأة لا تعاني من مرض عضوي ابدا الا انه كما رآها متزينه بابهى زينة واجمل ثياب فعرف حالها فقال ما احوجها الى الزواج ! فقال له ابنها : ما للعجائز والأزواج ؟ فنظرت العجوز الى ابنها باستغراب وغضب وقالت : ( أأنت أعلم أم الطبيب )؟!
قتلوها قاتلهم الله :
يحدث الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله في كتابه الجميل ذكريات فيقول : ( بينما أنا أجلس ذات يوم انتظر دوري في غرفة الانتظار عند الطبيب وكان هذا في الثلاثينات من القرن الماضي ، واذا بجلبة وصوت خارج العيادة واذا بامرأة عجوز تدخل وهي تتوكأ على اثنين من ابنائها لا تستطيع المشي ، فخرج الطبيب على صوت الجلبة فاستغرب من حال المرأة العجوز وما آلت اليه ، يقول الشيخ الطنطاوي فسمعت ذاك الحوار الذي كان بين الطبيب وبين اولادها ، حيث تبين ان الطبيب قد عالج تلك المرأة قبل ايام واعطى لابنائها قنينة دواء وقال لهم بان يسقوها جرعة منه في الصباح وأخرى في المساء ونبههم بقوله ولكن خضوها قبل ان تسقوها فتبين ان هؤلاء الأبناء وكان جوابهم للطبيب انهم فهموا قصده.
من كلمة خضوها ان يخضوا أمهم وليس الزجاجة فكانوا يمسكونها كل صباح ومساء من اطرافها الأربعة ويخضونها خضاً وهي تتوسل اليهم ثم يسقونها الدواء وهم يقولون لها أأنت أعلم أم الطبيب ! وكان أن المرأة لم تشف وانها ازداد وضعها سوءا الامر الذي اضطر ابناءها للعودة بها الى الطبيب. يقول الشيخ الطنطاوي فراح الطبيب يضرب يدا بيد ويقول قتلوها قاتلهم الله !
الجمال والتفاح
من طبائع النساء انهن يفاخرن بأنفسهن كثيرا سواءا بما عندهن من ذهب او بما يملكنه من مال او أثاث وأدوات زينه ليس في بيت الجارة او الصديقة القريبة مثله ، لا بل انهن يفاخرن بجمالهن الذي وهبهن الله سبحانه اياه حتى ان هذا اخذ طابع التنافس الرسمي ، فلم يعد الأمر يقتصر على ما تسمى مسابقات ملكات الجمال محليا أو عالميا بل ان هناك مسابقات ملكات جمال السمينات لا بل مسابقات ملكات جمال العجائز ، ومسابقات ملكات جمال الطفلات هذا عدى مع الفارق عن مسابقات ملك جمال الكلاب والحمير لا بل والله اني قرأت عن مسابقة صاحب أقبح وجه في تابلند وليس أجمل وجه وكل هذا من شقاء الانسان وذهابه بعيدا في انجراره خلف الأهواء والشهوات لا بل وانشغاله بالتافه من الأشياء .
فيحكى ان مجموعة من النساء الدميمات جلسن مع بعضهن وراحت كل واحدة منهن تدعي انها الأجمل من بينهن وراحت تفاخر بحسنها وجمالها وطبعا فان كل واحدة منهن زعمت ان هذا الجمال هو لها وليس لغيرها فاختلفن في ذلك ، فقالت احداهن نعطي هذه التفاحة لهذا الغلام الصغير ونقول له اعط هذه التفاحة لأجمل واحدة من بيننا .
فكان أن أخذ الغلام التفاحة وراح يمسكها بيده بينما راح يقلب نظره فيهن يبحث عن الاجمل ، وبعد لحظات أخذ يقضم التفاحة ومشى وهو يبتسم ساخرا منهن ! يعني انهن كلهن دميمات .
الجمال الحقيقي
لما كان أكثر النساء يذهبن الى وسائل التجميل والزينة حفاظا على حسنهن وجمالهن ولعل هذا جائز طبعا ولكن في البيت وليس لخارجه اذ لا يجوز للمرأة ان تتزين ثم تخرج يراها الناس فيكون في هذا فتنة عمياء وشر عظيم ، ومع الأسف ان منهن وهن كثيرات من تتزين خارج البيت يراها الناس فاذا كانت في البيت أهملت نفسها وقصرت في العناية بنفسها لزوجها وهذا هو الجهل بعينه .
واذا نفعت وسائل الزينه في فترة الشباب فانها لن تجدي نفعا عند تقدم السن وفي هذا قال الشاعر :
عجوز تمنــــــــــت ان تكـــــــــــــون صــــــــــــــبية
وقد نحل الجنبان واحدودب الظهر
فراحت الى العــــــــــطار تبغي شبــــــــــــــابها
وهل يصلح العطـــــار ما أفسد الدهر
ولقد لفتت احدى العجائز نظر غيرها فسألنها عن سر احتفاظها بنضارتها وجمالها وبهاء منظرها وقلن لها اي مواد التجميل تستعملين فقالت : استخدم لشفتي الصدق ، ولصوتي الصلاة ، ولعيني الرحمة والشفقة وليدي الاحسان والصدقة ، ولقوامي الاستقامة ولقلبي الحب.
هي درة في صدفة
لما كان الحجاب هو تاج وقار للمرأة المسلمة يحفظها ويصونها من أعين الذئاب الجائعة وبه تستجيب لأمر الله سبحانه فلقد تغنى بالحجاب ووقاره الشعراء فقال الشاعر امين الدين ناصر اللبناني :
قل لمن بعد حجــــــــــــــــــــاب سفرت أبهذا يأمر الغــــــــــيد الشــــــــــــــــرف
أسفور والحـــــــــــــــــــيا يحــــــــــــــــــظره وتقى الله وآداب الســـــــــــــــــــــلف
ليســــــــــــــــــت المــــــــــــــــــــــــرأة الا درة أيكون الدر الا في الــــــــــــــــــصدق
المرأة في حكم السباعي
قال الشيخ مصطفى السباعي رحمه الله تحت عنوان ( انحراف الرجل والمرأة ) المجتمع الجاهل يغفر للرجل انحرافه ويقتل المرأة على انحرافها ، مع ان الشريعة اوجبت على كل منهما الاستقامة ، وانكرت من كل منهما الانحراف واوجبت لكل منهما الستر وحتمت عقوبة كل منهما حين تثبت الجريمة . فمن أين جاءهم الفرق بين الرجل والمرأة في العقوبة والغفران ؟ وقال تحت عنوان ( من عجيب امر المرأة )
من عجيب أمر المرأة انها أقوى سلطانا من الرجل وهي أضعف منه وهي أكثر تبرما منه وهي أظلم منه . وأكثر وفاءا له وهو أغدر منها ، وأكثر منه شكوى وهي أهدأ منه بالاً وألصق بأولادها منه وهم ينسبون اليه وأكثر تخريبا للبيت وهو أقل منها له سكنى وهي أقل منه عبادة وهو أضعف منها ايمانا . وقال كذلك رحمه الله تحت عنوان ( اين يظهر تقدير المرأة ) تقدير الأمة للمرأة يظهر في أمثالها وقوانينها لا في مجالس لهوها وعبثها ولقد رأيت الغربيين يقدمون المرأة في الحفلات ويؤخرونها في البيوت ويقبلون يدها في المجالس واللقاءات العامة ويصفعون وجهها في بيوتهم الخاصة ، ويتظاهرون بالاعتراف لها في حق المساواة وهم ينكرون عليها المساواة في قرارة أنفسهم ، ويحنون لها رؤوسهم في مواطن الهزل وينصرفون عنها في مواطن الجد والمرأة عندنا تخدعها الظواهر كما يخدعها الذين يريدون ارواء شهواتهم انوثتها .
وقال كذلك تحت عنوان : ( الخالدات في التاريخ ) : ملكات الجمال ينسين بعد أيام ولكن العالمات والمخترعات والأمهات اللاتي ولدن عظماء التاريخ سيظل يذكرهن التاريخ ما بقي انسان يقرأ التاريخ .
اكليل الذهب
يحكى ان أحد الملوك قد أمر بصنع اكليل من الذهب يقدمه جائزه لأعظم عمل يقوم به أحد أفراد رعيته وذات يوم مثل أمامه شاعر وأديب وعالم فتقدم الشاعر وأنشد بين يدي الملك روائع من شعره الجميل ثم تقدم الأديب وقرأ بين يدي الملك مقطوعات من ادبياته البليغة والهادفة ثم تقدم العالم وهو يحمل بين يديه كتبه وراح يشرح للملك مؤلفاته ، وبعض اختباراته وتجاربه التي توصل اليها في كتبه ومختبره .
وفجأة واذا بامرأة عجوز قد كلل الشيب شعرها تتقدم . فقال لها الملك مستغربا مما يمكن ان تكون هذه العجوز قد انجزته لشعبها وأمتها: وماذا لديك ايتها العجوز وماذا قدمت ؟ فقالت : اني قدمت لشعبي ان هؤلاء الثلاثة الشاعر والأديب والعالم هم أولادي وأنا ربيتهم على الصلاح والعلم وقد جئت اليوم لأرى منهم من يفوز باكليل الذهب ، فوقف الملك وقال : لمن حوله : ضعوا اكليل الذهب على رأسها فانها هي صانعة الرجال العظماء .
التأنيث ليس عيبا
كان الامام الثعالبي اذا رأى زوجته يقول لها : ( مرحبا بعقيلة النساء وام الأبناء وجالبة الأصهار والاولاد الأطهار ثم ينشد قائلا:
ولو كل النساء كمـــــــــــــثل هـــــــــذي لفضـــــــــــلت النساء على الرجال
فما التأنيث لاسم الشمس عيب ولا الــــــــــــــــــــتذكير فخر للهلال
فالدنيا مؤنثة: والناس يخدمونها وذكور يعمرونها
والأرض مؤنثه : ومنها خلقت البرية وفيها كثرت الذرية
والسماء مؤنثة وقد زينت بالكواكب وحليت بالنجوم الثواقب
والنفس مؤنثة: وهي قوام الابدان والحياة مؤنثة :ولولاها لم تتصرف الأجسام ولا تحرك الأنام
والجنة مؤنثة : وبها وعد المتقون وفيها الصديقون والشهداء والمرسلون
الزوجة وترويض الأسد
ولقد حكي عن امرأة كانت تعيش في خلاف دائم مع زوجها وانقلبت حياتهما الى جحيم اما هو فيرد السبب الى سلوكها واما هي فتتهمه بان تقصيره ولا مبالاته هي السبب ويبدو انها كانت زوجة عاقلة وان كل محاولاتها لارساء معاني المحبة مع زوجها قد فشلت واوشكت ان تيأس وراحت تطالب بالطلاق ، ولكن قدميها ساقتها الى شيخ فاضل وعالم جليل استنصحته فقال لها : لن اقدم لك النصيحة حتى تأتيني بثلاث شعرات من جسم أسد .. فقالت مستغربة ؟ أسد ؟ وكيف لي أن أصل اليه وأنتف من شعره وهو الأسد فأصر العالم على طلبه . أما هي فقد خلصت الى أن تذهب الى حديقة الحيوان ومعها قطعة كبيرة من اللحم وكلما اقترب منها الأسد القت باللحم بين يديه فراح يأكل اللحم ، وفعلت ذلك عدة مرات حتى أصبح الأسد يألفها وراح يقترب ويحك بجسده في سياج القفص حتى كان اليوم الذي راحت بعد القاء اللحم تداعب جسده بعد أن ألفها أكثر وأكثر حتى انها لما نتفت بعض شعرات من جسده لم يغضب ولم يزأر وظل مشغولا باللحم الذي القته بين يديه . فلما رجعت الى العالم بشعرات الأسد قال لها سبحان الله ، استطعت ان تروضي جسد الأسد ولا تستطيعين ترويض زوجك ؟
فوجدتك مثلي
جاء رجل يشكو زوجته الى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فلما قرع الباب سمع زوجة عمر رضي الله عنه ترفع صوتها عليه وهو ساكت وهو عمر الرجل العظيم الذي كانت تخافه صناديد الرجال ، فولى الرجل منصرفا فخرج عمر يناديه فرجع قال له عمر مالك ؟ قال يا أمير المؤمنين جئت اشكو اليك سوء خلق زوجتي وانها تتجرأ علي فوجدتك مثلي فضحك عمر وقال :احتملتها لحقوق لها علي.
ما أعظم ان يراعي الزوج ظرف زوجته الصحي والنفسي والمعنوي الامر الذي قد يجعلها تخرج عن دائرة المألوف من حسن خلقها وعظيم طاعتها ولعلها ترفع صوتها او ترد على زوجها فان فعلت ذلك فلا يجعل الزوج من ذلك حدثا مميزا وخطا أحمر قد تجاوزته ولا يستعمل يده ضربا او لسانه شتما ولكن ليتسع صدره ويحسن عشرة زوجته بالمعروف فيا من يحصل معك هذا تذكر جيدا ان كلنا مثلك.
من دعاء أمي
وأخيرا فان أمي أحسن الله ختامها وجعل الجنة مأواها كانت كلما رأت زوجتي أو بناتي أو غيرهن من ارحامها تدعو لهن بهذه الدعوات المباركات حفظتها عنها من كثرة ما سمعتها ترددها وتقولها ( ريتك يا ستي مستوره بجاه 114 سورة ) وكانت تقول غفر الله لها كذلك : ( ريتك تعيشي مرضية ، بجاه عايشه وصفيه ، والكعبه المبنيه ) ولعل بل انه أجمل اسم يذكر بعد اسم الله سبحانه واسم رسوله صلى الله عليه وسلم هو اسم الأم انها هي زينة البيت وحياة البيت بأن تكون هي زينة وحياة المجتمع بأن تكون هي ريحانته انه ليس في الدنيا انسان يتحمل العذاب راضيا مختارا في سبيل غيره كالأم في سبيل ولدها وليس في الدنيا انسان يتعرض لجحود ونكران الجميل كالام من ولدها وهذا من أعجب مفارقات الحياة ، ولكن يظل صدرها الحنون يتسع ويحنو لأنها الأم .
وهي مطرقة لم يفكر بالثنتين والله يكون في العون ان كان أكثر .