(((رواية بين الصحراء والماء)) جماعة نقرأ لنرتقي (13)

    • أستاذي محمد العريمي

      لي بضع أسئلة أود طرحها، عساها لا تكون عبئا أو حرجا:)

      إلى أيّ حد وصلت رؤيتك لمستقبل الرواية في العالم العربي؟

      هل تؤمن بأن هناك دائما عالم مجهول، ربما البعض أو حتى الجميع لم يكتشفه بعد؟؟ " أي في عقولنا وفكرنا" ..........

      هل تشاركني الشعور، بأن قسوة الحياة وما تسببه لنا من نكسات وعوائق، قد تكون سببا في صناعة الإبداع والعبقرية البشرية؟؟؟

    • ردا على سؤال بنت قابوس: "ماذا يمكنك أن تقول من خلال التجربة التي مررت بها خلال فترة الإعصار؟!" كتبت الفقرة التالية.
      "غير أن الكلمة عاجزة عن نقل عمق الحزن.. فالجرح غائر والمعانة كبيرة خاصة من بين من هم أقل حظا في الحياة. ويبقى أن الملحمة التي سطرها أبناء عمان البسطاء في نجدة بعضهم البعض كانت اكبر من أية عناوين و"مانشتات".. هؤلاء لم ينتظروا جلاء الموقف ولا وقفوا ينتظرون إعادة فتح الطريق، ولا تأخروا خوفا من أن يتسرب الغبار إلى رئاتهم وهم يشدون وثاق كمامات الأنوف حول رقابهم، هؤلاء اندفعوا يخوضون الوديان ويتسلقون أكوام الطين والتراب لإيصال عبوة ماء أو علبة حليب لطفل رضيع! فإذا كان ثمة بطولة تمخضت عن هذه الكارثة فهؤلاء هم أبطالها الذين من واجبنا جميعا الاحتفاء بهم".

      ثم أردت أن أستطرد قليلا، فنسيت نفسي، وكتبت حوالي 6 صفحات. وحين قرأت ما كتبت، شكرت الساحة العمانية، وشكرت الأمل "المجروح" على دعوتها لي للمشاركة معكم، وشكرت "بنت قابوس" على سؤالها. وفي صباح اليوم التالي لخصت ما كتبت، ورأيت إرساله إلى جريدة الوطن.
      وهاهي المقالة تنشر على الساحة بالتزامن مع "جريدة الوطن".. عدد اليوم الاحد 17/6/2007
    • الدمع يغمر العين



      محمد عيد العريمي

      كانت الوطأة شديدة والخسائر كبيرة لاسيما بين من كان الإعصار أكثر قسوة عليهم. ويبقى أن الملحمة التي سـطرها أبناء عمان البسطاء لنجدة بعضهم البعض كانت بحجم الكارثة واكبر من أية عناوين. هؤلاء لم ينتظروا انجلاء غبار الإعصار ولا وقفوا ينتظرون إعادة فتح طريق وإنما اندفعوا يخوضون الوديان لإيصال عبوة ماء لشيخ عاجز أو علبة حليب لطفل رضيع. وإذا كان ثمة بطولة تمخضت عن هذه الكارثة فهؤلاء هم أبطالها الذين من حقهم علينا تقدير جهودهم.

      كما أن قوات الأمن بكافة أشكالها لاسيما التي انضوت تحت مظلة "اللجنة الوطنية للدفاع المدني" أدت واجباها تجاه الوطن في أكثر من جانب، وكان أفراد الجيش وأجهزة الأمن متواجدين في أكثر الأماكن خطرا، وبذلوا كل ما في وسعهم لمد يد العون حيثما كانوا بوسعهم مدها. ولم تقتصر مسئوليتهم على إنقاذ الأرواح وتقديم العون، بل امتدت إلى حفظ أمن الوطن وتوفير الأمان للمواطن من ضعاف النفوس الذين يسكنهم الجشع حتى في أحلك الظروف ويستغلون حتى المصائب لجني الأرباح.


      أما الذين أرادوا أن يزيدوا حجم المعاناة على المواطن البسيط ـ الذي لم يكن بوسعه ملء ثلاجته بالمواد الغذائية قبل مرور الإعصار لأن جيبه كان أيضا خاليا كثلاجته ـ كانت نيتهم تحويل تداعيات الإعصار على الوطن مصدرا آخر للربح من دون إحساس أن الكارثة كبيرة وأن من "سـقط سقف بيته فوق رأسه" بحاجة شديدة لمن يقف معه لا من يبتزه على عطشه وجوعه.

      ما حدث قبل الكارثة وأثناءها انتهى ولم يعد الحديث عنه يضيف شيئا غير ما يمكن الاستفادة منه في مواجهة ظروف أخرى لا قدر الله حدوثها، وعلى من يُريد أن يُتوّج بطلا لأنه أدى مسئولية يضطلع بها بموجب موقعه وعينه على "المكافأة"، فلينتظر قليلا فالجرح مازال ينز دما والدمع ما زال يغمر العين.

      أن تتحول مسقط، هذه المدينة الجميلة، التي كنا نَمطّ رقابنا عاليا ونحن ننعتها با"العامرة"، إلى بركة ماء في غضون ساعات، وتغدو بعض مناطقها أشبهه بمدن أشباح؛ فذلك يثير السؤال عن الأسباب التي ضاعفت من تأثير الإعصار المداري "جونو" علينا. ولعلنا ندرك أن الضرر الكبير الذي لحق بمسقط لم تكن أسبابه الرئيسية والمباشرة الرياح والأمطار، على شدتها، وإنما جاء الضرر من السيول التي ضاقت بما حملت ففاضت وغمرت المناطق المجاورة لها لأنها لم تجد مجاريها الطبيعية التي حفرتها طوال آلاف الأعوام.

      إن إقامة بيت أو عمارة على حافة مجرى واد يمثل اعتداء على حق الطبيعة، وما أحدثته الوديان من خراب، كان بالإمكان تفادي حجمه لو أننا فقط راعينا حق البيئة وتحاشينا مزاحمتها.
      وحتى لا يكون الكلام ضربا في الهواء أو تجنيا دعوني استشهد بمنطقة واحدة من المناطق التي أصابها الإعصار وحولها إلى مسخ مكان، وهي المنطقة الممتدة على جانبي مقطع الوادي مابين مركز سلطان مرورا بمنطقة المراكز التجارية (سابكو، العريمي، مركز العاصمة التجاري)، ودوار الهجرة والولاج والحديقة الطبيعية وصولا إلى الطريق البحري بالقرم.

      الغريب في هذا الوادي انه يُعلن عن مكمن خطورته كلما نزلت زخة مطر ورغم ذلك لا أحد يستعني ولا أحد يستجيب. وزيادة في الغي نتمادى أكثر فأكثر ويوما بعد يوم في مزاحمته. فعمليات الردم وبناء قواعد خراسانية لإنشاء مزيد من المحال التجارية والمقاهي والمنازل لا تتوقف على جانبي الوادي، بل أن بعضها اقترب من وسطه. وحين نزل الوادي لم يجد في مجراه متسع، ففاض وعبث بكل شيء.. محولا المنطقة إلى حطام.

      وعند مصب الوادي ـ الواجهة البحرية لمحمية القرم الطبيعية ـ كان الضرر اشد، فقد اعترض جريان السيل "كتل إسمنتية" أقيمت على عرض ما كان يوما دلتا خضراء من أشجار القرم.. يلتقي في شعابها ملح البحر وعذوبة الماء، وتأوي أنواعا مختلفة من الأحياء المائية.

      لقد كشف إعصار "جونو"، بعد انجلاء غباره، أن بعض المرافق الحيوية لم تكن قائمة على أسس فنية سليمة، وان المعايير الهندسية لم تكن مستوفاة في بعض الشوارع وخطوط المياه والكهرباء والاتصالات.

      ثمة مسئولية لزم الوقوف عندها والاعتراف بها لتحديد أسباب ما حدث، وكيف يمكن تفاديه.. لا بمسح اليد على الجرح وإنما باستيصال السبب وكشف الغطاء عنه. هناك مسئولية لا شك بذلك.. بدءً من الجهة التي تضع مواصفات المشاريع ومرورا بالمكاتب الاستشارية التي يجب أن تقدم استشارات وفق ما تفرضه طبيعة مكان المشروع، وانتهاء بأسلوب متابعة المشروع والتأكد من إيفاء الشروط والمعايير المطلوبة.

      لقد جاءت توجيهات حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه بضرورة "الأخذ في الاعتبار التهيؤ لمثل هذه الظروف عند إعادةالأعمار"، فوضعت الإصبع على الجرح، ولتضعنا جميعا مؤسسات وأفراد أمام المسئولية كلا على قدر موقعه وإحساسه بالواجب تجاه وطنه؛ فمصلحة عُمان أولا وفوق كل اعتبار.
    • كاتبنا الرائع ... محمد العريمي

      مقال جمييييل جدا ورائع...

      ويحمل بين طياته أفكار ورؤى عظيمة تنم عن رجل لديه بصيرة قوية ...

      وتوحي لنا بمدى عمق الإحساس لديك بالمسؤولية إتجاه وطننا الغالي...


      بارك الله فيك


      وشكرا لأنك منحتنا الثقة ونشرت مقالتك معنا بالساحة ....

      مع أرق أمنياتنا لك بالتوفيق والتقدم ...
      سبحان الله وبحمد
    • ردا على سؤال arabic100:إلى أيّ حد وصلت رؤيتك لمستقبل الرواية في العالم العربي؟
      لست في الحقيقة مؤهل لإصدار حكم بهذا الحجم، ولكن يمكنني التحدث عن الرواية العمانية، التي لا زالت تزحف ببطء، ولكن بثبات.
      فتجربة الكتابة الابداعية (غير الشعر) حديثة العهد هنا ولكنها في تطور ولعلها تحتاج الى من يأخذ بيدها. نحن نفتقر الى وجود مبادرات من قبل الجهات الرسمية والخاصة لتشجيع المبدعين وذلك من خلال تنظيم مسابقات تقدم فيها حوافز مادية تدفع الكاتب الى مواصلة الكتابة. لو نظرنا الى جوارنا لادركنا مكمن الخلل، فهناك مسابقات سنوية باسماء تجار ورجال دولة تقدم فيها جوائز مادية مغرية، وهناك مؤسسات حكومية ومهنية تتبنى طباعة ونشر اصدارات مواطنيها وتدفع لهم مبالغ مغرية.
      في الجعبة الكثير ولكن ليس كل ما يعرف يقال.. دمت بخير
    • مرحبا بك مجددا كاتبنا المحترم محمد العريمي...

      بالفعل الكاتب العماني يعاني الكثير من عدم التشجيع المادي والمعنوي...

      وهناك تقصير كبير أيضا في مجال الإعلام حول إبراز الكتاب العمانيون...

      ولكن يبقى الأمل بتحسن الأوضاع ونهوض وزارة الثقافة بدورها الفعال أكثر وأكثر...

      بارك الله فيك
      سبحان الله وبحمد
    • عندي سؤال لك كاتبنا المحترم ...

      ولكني أريد جوابا مطولا ولا أريد اختصار ...:)


      ما هي نصيحتك للشباب العماني من الجنسين ممن يرى في نفسه الرغبة في كتابة القصص القصيرة او قصص الأطفال...؟؟؟

      وهل حاولت الكتابة للطفل ؟؟؟

      سبحان الله وبحمد
    • في المرفقات القصة كاملة


      وهي اهداء خاااص من الكاتب الاستاذ / محمد عيد العريمي


      الى الاعضاء الكرااام بالساحة العمانية

      :)
      ســــــــــــــــــــــبحان الله ،،والحمدلله ولا اله الا الله والله اكبر
    • شكرا كاتبنا المتميز محمد العريمي ...

      كرم منك ...

      وليس هناك أجمل من اقتناء كتاب وقراءة محتواياته بكل انسيابية وتأني...

      شكرا لك ...
      سبحان الله وبحمد
    • ردا على سؤال بنت قابوس: "ما هي نصيحتك للشباب العماني من الجنسين ممن يرى فينفسه الرغبة في كتابة القصص القصيرة او قصصالأطفال...؟؟؟"

      لا إجابة طويلة لذلك يا بنت قابوس. إذا تعتقدي انك تملكين أدوات الكتابة الإبداعية، أي موهبة، وتريدي ان تكتبي قصة فإقرائي مائة قصة. لكن الرغبة وحدها لا تكفي. اما كتابة قصص الاطفال فلا ناقة لي في ذلك ولا جمل. الكتابة للاطفال مهمة عسيرة.. تتطلب اولا فهما عميقا لنفسية الطفل والظروف المحيطة به، والمسؤولية اكبر ففي هذه الحالة تكون انت في موقع التأثير على الطفل وتساهمي في تشكيل وعية.

      الكتابة معايشة، والدخول الى عالم الطفل يستدعي التفكير بطريقته، وعندما يقرر الكاتب ان يكتب للطفل او عنه، فعليه ان يصل الى مستوى الطفل في تفكيره، وهناك من الكتاب من يتقمصون دور الطفل ولكن هذا لا يعني انهم فهموا نفسية الطفل ولا اقتربوا من عالمه.. انها محاولات يراد بها خير.
    • أستاذنا محمد العريمي...

      أشكرك على ردك على سؤالي ...

      وخير الكلام ما قل ودل...

      ولكننا نفرح كثيرا بقراءة كلماتك معنا في الساحة...


      أتمنى أن تعطينا رأيك في الموضوع الذي طرحته أختي بنت العز وأخي اليقظان حول وجود الموهبة والرغبة لديهما لكتابة رواية ولكن تواجههما بعض الصعوبات التي ربما تواجه الكثير من الشباب والفتيات ...

      على هذه الوصلة ..

      http://www.oman0.net/forum/showthread.php?t=180992
      سبحان الله وبحمد