( أنظر إلى هذا الصباح الذي كعادته يفرك عينيه من نعاس البارحة وأنا يحرق عيناي السهر ، والصيف نهاراته متعبة وطويلة وشمسه حارقة يذيب وهجها كل من يتصدى لحجب خيوط أشعتها وأنا عاري القدمين .. عار المشاعر .. عار حتى من نفسي أقف وحيداً تحت لسعتها ولا أدري هل أذوب على جسدي كالشمعة أم سوف تختنق أنفاسي ببطء في هذا النهار الطويل . قل لي ماذا نريد من بعضنا وكلانا قد سقط في الإختبار وأنت قد خنت الثقة وتبرأت من مواعيدك .. قل لي ماذا نريد ففي ذاتي المنهكة مد وجزر وصراع بين الموت والبقاء ويأس يسبح فيه أمل يحتضر . قل لي كيف أهدهد وجعي وكيف أرخي جفوني وبين رموشها خيانة وكذب وندم يسكن إسمه أنت .
لقد إتضحت ملامح الحقيقة وأكتشفت بعد فوات الأوان كم نحن غريبان عن بعضنا وكم كنا نفتح كل ليلة صفحة للفرح بينما نملأ بقية الصفحات بالحزن والألم .. وكم خدعنا أنفسنا تحت ظل كلمات إعجاب تناقلتها ألسنتنا وأعجبنا كثيراً بأنفسنا وصدقنا حدسنا . . هكذا يا حبيبي كنا بغموض شديد نسير على درب بعيدة فيها ترسم أنت لغدك أمنيات مع غيري سعيدة وأنا أرسم في المقابل قصوري لتشاركني فيها أنت ، وكم كنت تشتكي لوعة الحرمان والغرام العميق وأنا أسمعك بإصغاء مبالغ فيه وكنت أظنني أنا من أشقاك في هذا الغرام لكنك نسيت وناديتني بإسمه حينها إكتشفت أن نهرك حينما كان يجري لا يتجه صوب بحري ولا يصب في بحري أبداً بل إكتشف أن لديك هناك أبحر أخرى تصب في أفواهها وما أنا إلا بحر يستقبل بقايا مخلفات ألقيت عليها زبد رابي وبقايا ألواح . إذن دعني أحفر فوق أخاديد الرمال قبر حبك لأدفنه .. أو دعني أقرع الصحون لأقيم وليمة العزاء على ذاك الذي كنا ندعيه حباً وبعدها سوف أقطع كل أشجار الكستناء التي جمعتنا الأيام تحت ظلالها وسوف أعيد إليك هداياك جميعها هدية عيد الحب وعيد الفلانتاين وعيد العشاق ورأس السنة وعيد الميلاد وأسماء لأعياد أخرى نحن من إخترعها وتبادلنا فيها الهدايا ورسومات التذكار .. دعني أعيد إليك أشياؤك كي أقطع ذكراك من عالمي ولكي أحذف إسمك من على عرش قلبي فما عاد لي فيك شيئاً أحبه أو يجذبني إليك .. دعني بأوجاعي وأخطائي وأسفي بل وندمي على عمر تصاعد بي وأنا أسير أعمى خلف ظل إسمه أنت .. دعني أعاتب نفسي على خطأها .. فطيرك ذاك قد غادر قلبي وعشه قد سقط من أعلى قمته فإصطدم بكل ضلع في داخلي وتناثر حتى تلاشى فلا تعد .. لن تجد لك مكان أبدا . )
جزء من مقالي الذي نشر بتاريخ 28/5/2002 بجريدة عمان .
خضوعاً لرغبات بعض الأخوة المشرفين والأعضاء حول نشر مواضيعي بشكل أوسع فإنني آثرت على زيادة رقعة مساحته بحيث يكون أكبر من جزيئات مواضيعي السابقة وأتنمى أن لا يثير الملل لدى القراء .
لقد إتضحت ملامح الحقيقة وأكتشفت بعد فوات الأوان كم نحن غريبان عن بعضنا وكم كنا نفتح كل ليلة صفحة للفرح بينما نملأ بقية الصفحات بالحزن والألم .. وكم خدعنا أنفسنا تحت ظل كلمات إعجاب تناقلتها ألسنتنا وأعجبنا كثيراً بأنفسنا وصدقنا حدسنا . . هكذا يا حبيبي كنا بغموض شديد نسير على درب بعيدة فيها ترسم أنت لغدك أمنيات مع غيري سعيدة وأنا أرسم في المقابل قصوري لتشاركني فيها أنت ، وكم كنت تشتكي لوعة الحرمان والغرام العميق وأنا أسمعك بإصغاء مبالغ فيه وكنت أظنني أنا من أشقاك في هذا الغرام لكنك نسيت وناديتني بإسمه حينها إكتشفت أن نهرك حينما كان يجري لا يتجه صوب بحري ولا يصب في بحري أبداً بل إكتشف أن لديك هناك أبحر أخرى تصب في أفواهها وما أنا إلا بحر يستقبل بقايا مخلفات ألقيت عليها زبد رابي وبقايا ألواح . إذن دعني أحفر فوق أخاديد الرمال قبر حبك لأدفنه .. أو دعني أقرع الصحون لأقيم وليمة العزاء على ذاك الذي كنا ندعيه حباً وبعدها سوف أقطع كل أشجار الكستناء التي جمعتنا الأيام تحت ظلالها وسوف أعيد إليك هداياك جميعها هدية عيد الحب وعيد الفلانتاين وعيد العشاق ورأس السنة وعيد الميلاد وأسماء لأعياد أخرى نحن من إخترعها وتبادلنا فيها الهدايا ورسومات التذكار .. دعني أعيد إليك أشياؤك كي أقطع ذكراك من عالمي ولكي أحذف إسمك من على عرش قلبي فما عاد لي فيك شيئاً أحبه أو يجذبني إليك .. دعني بأوجاعي وأخطائي وأسفي بل وندمي على عمر تصاعد بي وأنا أسير أعمى خلف ظل إسمه أنت .. دعني أعاتب نفسي على خطأها .. فطيرك ذاك قد غادر قلبي وعشه قد سقط من أعلى قمته فإصطدم بكل ضلع في داخلي وتناثر حتى تلاشى فلا تعد .. لن تجد لك مكان أبدا . )
جزء من مقالي الذي نشر بتاريخ 28/5/2002 بجريدة عمان .
خضوعاً لرغبات بعض الأخوة المشرفين والأعضاء حول نشر مواضيعي بشكل أوسع فإنني آثرت على زيادة رقعة مساحته بحيث يكون أكبر من جزيئات مواضيعي السابقة وأتنمى أن لا يثير الملل لدى القراء .