خلال الأيام الماضية، ومنذ قيام عصابة "فتح الإسلام" الإرهابية بالاعتداء الغادر والجبان على الجيش والسلم الأهلي في لبنان، قامت وسائل الإعلام المرتبطة بالمشروع السياسي للمعارضة بحملة تضليل وتعمية إيديولوجية فاقعة تبارى فيها عدد من الموظفين في أحزاب المعارضة تحت عنوان أنهم من "المتخصصين" في الحركات الإسلامية والأصولية والسلفية والجهادية (.. الى آخر ما هنالك من تسميات) وكل ذلك لإظهار أن ما يسمى "فتح الإسلام" هي تنظيم أصولي إسلامي جهادي مرتبط بـ"القاعدة" وبالسلفية الجهادية وينتسب الى الوهابية والسعودية.. واستخدم هؤلاء الجهابذة كل ما في جعبتهم من أكاذيب وأضاليل لحجب الحقيقة وتعمية الرأي العام وإثارة البلبلة والحيرة والضياع.. الأمر الذي يُسهّل تمرير مخطط إحداث الخروق الأمنية الخطيرة لضرب الاستقرار قبيل موسم الصيف وللتهديد بتفجير لبنان في حال إقرار المحكمة الدولية في مجلس الأمن.
1 ـ السلفية: نسبة الى السلف، هي دعوة الى الاقتداء بالسلف الصالح أي أهل القرون الأولى من عمر الأمة الإسلامية ترجمة للحديث المشهور عن الرسول (ص): "خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته".
وبهذا المعنى العام، أي معنى الاقتداء بصحابة الرسول وأهل بيته، وبالمسلمين الأوائل، فإن جميع المسلمين هم سلفيون طالما ساروا على سنّة الرسول واهتدوا بهديه.. أما بالمعنى السياسي الحديث فقد اختصت تسمية السلفية بفئات محددة دعت الى العودة الى النصوص الشرعية وسيرة السلف الصالح في كل أمور حياتنا. وبداية استخدام المصطلح لعلها كانت عرضاً خلال المجادلات الكلامية التي دارت بين الحنابلة والمالكية من جهة والمعتزلة من جهة أخرى، في مسألة خلق القرآن والقول بنفي الصفات عن الذات الإلهية ومسألة القضاء والقدر في أفعال الإنسان.. وذلك في القرن الثالث للهجرة. والحال أن الإمام أحمد ابن حنبل هو أول من استخدام كلمة سلف حين دافع عن موقفه بعدم خلق القرآن قائلاً: "رُويَ عن غير واحد من سلفنا أنهم كانوا يقولون: القرآن كلام الله غير مخلوق.. وهو الذي أذهب إليه". واستخدمها شيخ الإسلام أحمد ابن تيمية في القرن السابع ـ الثامن للهجرة حين وضع "علماء المسلمين من السلف" في مقابل الفلاسفة وعلماء الكلام... ثم استعادها الإمام الشيخ محمد بن عبدالوهاب في القرن الثاني عشر للهجرة (الثامن عشر ميلادي) حين وصف مذهبه بأنه "مذهب السلف الصالح" في مواجهة مذهب الأحناف والطرق الصوفية المعتمد في الدولة العثمانية.
فالخلاصة أن ما يسمى بالسلفية هو اتجاه "أهل الحديث" في مقابل "أهل العقل والرأي" في مسألة فهم النص القرآني والحديث بعد وفاة الرسول (ص) حيث يرى السلفيون أن صحابة الرسول (السلف الصالح) هم أولى الناس بتأويل النص وتفسيره وأن علينا الرجوع إليهم في ذلك.
ويُقابل هذا الاتجاه عند الشيعة الإمامية: "الإخباريون" الذين قالوا بأخذ الحديث عن أئمة أهل البيت وبأن الحديث المأخوذ عن الأئمة يكفي لمواجهة كل أمور الدنيا والدين. وقد واجهوا الاتجاه المعروف "بالأصولي" (نسبة الى علم وأصول الفقه) ورفضوا الاجتهاد كما رفضوا المرجعية والتقليد وقالوا لا نأخذ إلا بالأخبار الواردة عن الأئمة في تأويل النصوص وشرح الأمور.
وإذا كان ابن حنبل وابن تيمية هما أبرز أعلام المذهب السلفي، فإن الطحاوي (القرن الرابع الهجري) والبيهقي (القرن الخامس) وابن القيم الجوزية (القرن الثامن)، وصولاً الى الشيخ محمد بن عبدالوهاب في الجزيرة العربية في القرن الثاني عشر للهجرة، قد أرسوا دعائم هذا المذهب وقواعده.. والتي يمكن إيجازها في العناوين الآتية:
أ ـ التنزيه في التوحيد ونفي التشبيه.
ب ـ رد الخلق والأفعال الى تقدير الله وعلمه ومشيئته وقدره.
ج ـ تقديم الشرع على العقل، والتسليم بنصوص القرآن والسنة وتفسيرها بلا تأويل ولا هوى.. وذم الكلام والفلسفة.
د ـ إثبات أمور كالإسراء والمعراج بالشخص، واللوح والقلم والعرش والكرسي وعذاب القبر والصراط والميزان وأشراط الساعة.. إلخ.
هـ ـ إثبات الإيمان والإسلام لأهل القبلة فلا يُكفّر أحد منهم بذنب ما لم يستحله.
و ـ البراءة من أهل البدع والأهواء مثل المشبهة والمعتزلة والجهمية والجبرية والقدرية والشيعة وغيرهم ممن "خالفوا السنة والجماعة وحالفوا الضلالة".
ز ـ رفض الخروج على السلطة أو السلطان "لا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أمورنا وإن جاروا، ولا ندعو عليهم ولا ننزع يداً من طاعة، ونرى طاعتهم من طاعة الله عزّ وجلّ فريضة ما لم يأمروا بمعصية، وندعو لهم بالصلاح والمعافاة، ونتبع السنة والجماعة، ونتجنّب الشذوذ والخلاف والفرقة".
ح ـ حب السلف من الصحابة والإيمان بعدالة الجميع، وعدم التبرؤ من أحد منهم، والخلافة للخلفاء الأربعة: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، على الترتيب.
منقووول
تحياتي الطير الحزين
1 ـ السلفية: نسبة الى السلف، هي دعوة الى الاقتداء بالسلف الصالح أي أهل القرون الأولى من عمر الأمة الإسلامية ترجمة للحديث المشهور عن الرسول (ص): "خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته".
وبهذا المعنى العام، أي معنى الاقتداء بصحابة الرسول وأهل بيته، وبالمسلمين الأوائل، فإن جميع المسلمين هم سلفيون طالما ساروا على سنّة الرسول واهتدوا بهديه.. أما بالمعنى السياسي الحديث فقد اختصت تسمية السلفية بفئات محددة دعت الى العودة الى النصوص الشرعية وسيرة السلف الصالح في كل أمور حياتنا. وبداية استخدام المصطلح لعلها كانت عرضاً خلال المجادلات الكلامية التي دارت بين الحنابلة والمالكية من جهة والمعتزلة من جهة أخرى، في مسألة خلق القرآن والقول بنفي الصفات عن الذات الإلهية ومسألة القضاء والقدر في أفعال الإنسان.. وذلك في القرن الثالث للهجرة. والحال أن الإمام أحمد ابن حنبل هو أول من استخدام كلمة سلف حين دافع عن موقفه بعدم خلق القرآن قائلاً: "رُويَ عن غير واحد من سلفنا أنهم كانوا يقولون: القرآن كلام الله غير مخلوق.. وهو الذي أذهب إليه". واستخدمها شيخ الإسلام أحمد ابن تيمية في القرن السابع ـ الثامن للهجرة حين وضع "علماء المسلمين من السلف" في مقابل الفلاسفة وعلماء الكلام... ثم استعادها الإمام الشيخ محمد بن عبدالوهاب في القرن الثاني عشر للهجرة (الثامن عشر ميلادي) حين وصف مذهبه بأنه "مذهب السلف الصالح" في مواجهة مذهب الأحناف والطرق الصوفية المعتمد في الدولة العثمانية.
فالخلاصة أن ما يسمى بالسلفية هو اتجاه "أهل الحديث" في مقابل "أهل العقل والرأي" في مسألة فهم النص القرآني والحديث بعد وفاة الرسول (ص) حيث يرى السلفيون أن صحابة الرسول (السلف الصالح) هم أولى الناس بتأويل النص وتفسيره وأن علينا الرجوع إليهم في ذلك.
ويُقابل هذا الاتجاه عند الشيعة الإمامية: "الإخباريون" الذين قالوا بأخذ الحديث عن أئمة أهل البيت وبأن الحديث المأخوذ عن الأئمة يكفي لمواجهة كل أمور الدنيا والدين. وقد واجهوا الاتجاه المعروف "بالأصولي" (نسبة الى علم وأصول الفقه) ورفضوا الاجتهاد كما رفضوا المرجعية والتقليد وقالوا لا نأخذ إلا بالأخبار الواردة عن الأئمة في تأويل النصوص وشرح الأمور.
وإذا كان ابن حنبل وابن تيمية هما أبرز أعلام المذهب السلفي، فإن الطحاوي (القرن الرابع الهجري) والبيهقي (القرن الخامس) وابن القيم الجوزية (القرن الثامن)، وصولاً الى الشيخ محمد بن عبدالوهاب في الجزيرة العربية في القرن الثاني عشر للهجرة، قد أرسوا دعائم هذا المذهب وقواعده.. والتي يمكن إيجازها في العناوين الآتية:
أ ـ التنزيه في التوحيد ونفي التشبيه.
ب ـ رد الخلق والأفعال الى تقدير الله وعلمه ومشيئته وقدره.
ج ـ تقديم الشرع على العقل، والتسليم بنصوص القرآن والسنة وتفسيرها بلا تأويل ولا هوى.. وذم الكلام والفلسفة.
د ـ إثبات أمور كالإسراء والمعراج بالشخص، واللوح والقلم والعرش والكرسي وعذاب القبر والصراط والميزان وأشراط الساعة.. إلخ.
هـ ـ إثبات الإيمان والإسلام لأهل القبلة فلا يُكفّر أحد منهم بذنب ما لم يستحله.
و ـ البراءة من أهل البدع والأهواء مثل المشبهة والمعتزلة والجهمية والجبرية والقدرية والشيعة وغيرهم ممن "خالفوا السنة والجماعة وحالفوا الضلالة".
ز ـ رفض الخروج على السلطة أو السلطان "لا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أمورنا وإن جاروا، ولا ندعو عليهم ولا ننزع يداً من طاعة، ونرى طاعتهم من طاعة الله عزّ وجلّ فريضة ما لم يأمروا بمعصية، وندعو لهم بالصلاح والمعافاة، ونتبع السنة والجماعة، ونتجنّب الشذوذ والخلاف والفرقة".
ح ـ حب السلف من الصحابة والإيمان بعدالة الجميع، وعدم التبرؤ من أحد منهم، والخلافة للخلفاء الأربعة: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، على الترتيب.
منقووول
تحياتي الطير الحزين