شيخ الإسلام الخليلي

    • شيخ الإسلام الخليلي

      بسم الله الرحمن الرحيم
      الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
      فبعد دراستي للمجتمع العماني وتفحصي إياه وجدت جهلا عظيما وظلاما دامسا عن شخصيات مهمه في التاريخ العماني قد تصل النسبة إلى ٩٠٪ من العمانيين لا يعرفون عن هذه الشخصيات أي شيء.
      وقد رأيت أن أبد بالتعريف ونشر هذه الشخصيات المهمة.
      وأرجوا من الأعضاء الذين يمتلكون معلومات عن شخصيات مهمه وعظيمة في التاريخ العماني بأن يشاركونا ولا يبخلوا علينا.
      وإن شاء الله سأبدأ اليوم بشخصية شيخ الإسلام الخليلي.
      والله ولي التوفيق.
    • ١- اسمه ونسبه:
      شيخ الإسلام سعيد بن خلفان بن أحمد بن صالح بن يحيى بن أحمد بن عامر بن ناصر بن عامر بن أبوسالم بن أحمد من نسل الإمام الخليل بن عبد الله بن عمر بن محمد بن الإمام الخليل بن العلامة شاذان بن الإمام الصلت بن مالك بن بلعرب الخروصي ، نسبه إلى الخروص بن شاري بن اليحمد بن عبد الله وعبد ابن الحمى من سلالة نصر بن زاهر بن كعب بن حارث بن كعب بن عبدالله بن مالك بن نصر بن أزد نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشحب بن يعرب بن قحطان بن النبي هود عليه السلام.
      فهو من أسرة علم وفضل، كان لها شأن في التاريخ الإسلامي ، حيث قام أفرادها في أوقات برفع لواء العدل ، وبسط الخير في الناس ، سواء في الفترة التي سبقت الخليلي أو التي تلته إذ ((كان بني خروص بيت الإمامة في عمان ، وهم من اليحمد من الأزد ، وذلك لكثرة الفضل والعلم فيهم ، ولذلك يقول الشاعر أبو مسلم :
      وأين قوام الناس قادتهم*** بني خروص حماة الدين مذ كانوا
      وقد ساق صاحب نهضة الأعيان ذكر ثلاثة وعشرون إماما كانوا من بني خروص.


      ٢- كنيته :
      يكنى بـ أبي محمد وهو أحد أبنائه.

      ٣- لقبه :

      قال السيخ الخصيبي عنه : وقد لقبه بـ "المحقق" لشهرته بتحقيق المسائل وتأصيلها واقترانها بالأدلة..." فهو عالم يرى المسألة وينظر في الدلة ، ويعمل عقله ويستفرغ وسعه ليخرج بالرأي الصواب.
      وقال عنه سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة :((وقد كان شجاعا في رأيه ، كما كان محققا في بحثه ، وهو يحرص أن تكون اراؤه التي يقولها مستندة إلى الدليل ومتفقة مع الأهداف التي جاء من أجلها الدين الحنيف ، ومتفقة مع مقاصد الشرع)).
      ٤- طبقته :

      جمع المحقق الخليلي بين قطبين هما : العلم والشعر ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ، وتجد عالما ليس بشاعرا وهذا كثير ، وقد تجد شاعرا ليس بعالم وهو أكثر ، أما العالم الشاعر والشاعر العالم فهم قليل . وقد عده الشيخ الخصيبي "ثاني الثلاثة الذين هم أعلم الشعراء وأشعر العلماء وهم حسب رأيه :
      ١- اليشخ العلامة : أحمد بن سليمان بن عبدالله... من بني النضر السوئلي.
      ٢- المحقق شيخ الإسلام الشيخ سعيد بن خلفان الخليلي.
      ٣- أبو مسلم ناصر بن سالم بن عديم البهلاني الرواحي.
      والمتأمل في سيرته وشعره واثارة الأدبية والعلمية يدرك مصداق ذلك.


      ٥- مولده :
      ولد في بلدة"بوشر" ونشأ بها ، والمنطقة معروفة بزراعة النخيل والأشجار الحمضية والأمبا والسفرجل والخضروات وتكتنفها الجبال التي تتخللها الشعاب ويفيض بها الوادي المسمى "وادي بوشر" أما من حيث الزمان فقد ختلقت القوال في تاريخ مولده ، فالذي يذهب إليه الشيخ أحمد بن حمد الخليلي والشيخ سعيد بن مبروك القنوبي . أن ولادة المحقق كانت عام ١٢٣١هـ .
      وكان ستشاهده عام ١٢٨٧هـ على يد البغاة عن عمر يناهز (٥٧) سنة.
      ٦- نشأته :


      لم يلبث والد المحقق أن توفي بعد ولادته بقليل وهذا ما جعل جده يحنو عليه ويعوضه حنان الأبوة المفقودة ، فرباه على الفضل والإستقامة على الدين ، وأحسن تربيته فنشأ نشأة مباركة يطلب فيها المعالي ويكسب المحامد . وفي سنيه الأولى بدأ دراسة القران الكريم حفظا وتلاوة في بلده الأصلي "بوشر"
      فطبع قلبه على حب العلم والمعرفة وسمو ىالهمة والعزيمة ، ولقد ترك القران الكريم أثرا عميقا في شخصية المحقق الخليلي بعد ذلك ، وهذا يدل على شدة تعلقه بكتاب الله الله وعميق يقينه ان القران وعاء لجميع العلوم . فعلى هذا المعنى تربى المحقق الخليلي ، فكانت نشأته نشأة قرانية حفظ خلالها ما حفظ من وتعلم تاوة القران الكريم ثم انتقل إلى دراسة العلوم الأخرى.


      ٧- ثناء العلماء عليه :
      حظي شيخ الإسام المحقق الخليلي باحترام العلماء واعترافهم بفضله وعلمه ، ونورد الان بعض ما قالوه عنه :
      ١- قال الإمام القطب محمد بن يوسف اطفيش عند تفسيره قول الله تعلى :
      (ومثلهم فب الإنجيل كزرع أخرج شطئه فازره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار...)
      ومثل ذلك المثل المضروب في الإنجيل سيخرج قوم ينبتون نبات الزرع ، يخرج منهم قوم يأمرون بالمعروف ينهون عن المنكر فالزرع النبي -صلى الله عليه وسلم- والشطء أصحابه ، وقيل الشطء المسلمون إلى يوم القيامة وهو قول حسن من جهة المعنى ونفس الأمر...( وذكر من جملة الأئمة والعلماء الفضلاء ثم قال : "كل هؤلاء أئمة عدول كبار ، ومن أ>كر أكثر مما ذكر ومن أهل عصري العلامة سعيد بن خلفان...).
      ٢- وقال عهند كلامه عن علوم الكشف والأسرار : "وأظن العلامة ذا القلم والسف سعيد بن خلفان لها حاويا".
      ٣- وقال الشيخ السالمي بعد أ٫ >كر الحكم الذي قضى به الإمام الرضي عمر بن الخطاب الخروصي في تفريق أموال النباهنة :
      قاموا يخاصمون من بها حكم***أيام عزان وذلك العلـــم
      أفتى به في المال والنخيــل***إمامنا المحقق الخليلي
      ٤- وقال الشيخ أبو مسلم الرواحي عندما كان يضرب أمثلة لبعض العلماء والمجتهدين : "...ومثل السيد الجليل العلامة الخليلي...".
      وكان إذا ذكر في موضع قال"قال سيدنا الخليلي"رضوان الله عليه".
      ٥- وقال سماحة الشيخ أحمد الخليلي عنه:"العملاق القطب الرباني والبحر الصمداني أبو محمد سعيد بن خلفان بن أحمد الخليلي الخروصي رحمه الله تعالى ورضي عنه وقال عنه: العملاق المحقق ووصفه بالعملاق العظيم.
      ٦- وقال ذو الغبراء الشيخ خميس بن راشد العبري : "... قد كثرت مكتبة شيخنا العالم سعيد بن خلفان إلينا يريد أن نكون في خدمته... ، ثم قال: " وفي زماننا هذا أنتما أئمة مذهبنا وبكما نقتدي وبعلومكما نهتدي ". يقصد بذلك شيخ الإسلام المحقق الخليلي والشيخ سلطان بن محمد البطاشي (رحمهما الله).
      ٧- وقال الشيخ محمد بن راشد الخصيبي عنه:
      والخليلي ذو العلوم سعبـــد***ابن خلفان كاشف المعضلات
      الامام المحقق القدوة الثبت***زكـي الفعال خير الثقــــــــات
      فهذه الشهادات وغيرها كثير تشير إلى المكانة الرفيعة التي بلغها فب العلم والفضل حتى ينال هذه الأوصاف والمحامد.


      ٩- مكانته الدينية والعلمية:
      كانت له مكانه كبيرة فب عصره لأنه يعد من أهم الشخصيات القيادية في ذلك العصر فقد كان يشغل منصب القاضي قضاة المسلمين ومسؤولا عن الافتاء في كل ما يعرض في الدولة من قضايا ومشاكل دينية واجتماعية في إمامة الإمام عزان بن قيس البوسعيدي إضافة إلى دوره الفعال في تحريك مجرى الأحداث باعتباره رجلا من رجال السياسة والدين في الدولة ، وأهميه هذه جاءت من المسؤلية الملقاة على عاتقه لا سيما في وضع الخطوط العريضة للسياسة العامة للدولة ، وإشرافه على الشؤون القضائية إذ يحدد لها الشكل العام . فمكانته تلك بروت من جهة الدور الذي كان يقوم به من اعتباره عالما من علماء الدين والفقه ، ومفسرا وداعيا للمذهب الإباضي الذي عمل كثيرا في المحافظة على بعثه منذ البداية الأةلى لبعث الإمامة الإباضية(١٨٤ - ١٨٤٦).
      أما مكانته العلمية فقد ارتبطت بالمكانة الدينية التي نالها في عصره . حيث كان مرجعا للفتوى والقضاء والدعوة إلى العقيدة الإباضية ، وهو أحد أئمة العلم في زمانه ، وأهم وأقوى أركان دولة الإمام عزان بن قيس رضي الله عنه المعتمد عليهم في تحريك الأمور الخاصة بمسألة الإمامة.

    • موصوع رائع جدا...

      بارك الله فيك أخي العزيز .... اللامع على مجهودك الطيب ... وفعلا نحن نفتخر بعلمائنا وأشياخنا كأمثال شيخ الإسلام الخليلي.... وندعوا الله أن يجعلنا نسير في طريق الحياة كما ساروا ...

      للعلم.... يوجد بالساحة الإسلامية موضوع واحد متكامل إسمة علماء عمانيون.... بحيث يحوي شخصيات عمانية فذّة....

      ولهذا سأنقل هذا الموضوع الأكثر من رائع.... إلى الساحة الإسلامية... حيث مكانة الأنسب...

      وبارك الله فيك.... وننتظر المزيد والمزيد...