التحذير من بعض الكتب التي شوهت تاريخ الصحابة !!

  • التحذير من بعض الكتب التي شوهت تاريخ الصحابة !!

    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ) { يأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا } . { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما } .

    أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .

    وبعد ..

    يجب على كل المسلمين السكوت عن الخوض في الفتن التى جرت بين الصحابة رضوان الله عليهم ، وعدم الخوض فيها ، ولقد كثرت الكتب التى تناولت مواضيع الصحابة بالطعن ، وفي هذا الموضوع ستناول بعض الكتب المشهورة والمتدوالة مع الناس التى تناولت سير الصحابة بطعنهم والإساءة لهم .

    وأرجو من الأعضاء الكرام الذين لديهم معرفة من بعض الكتب التى شوهت التاريخ الإسلامي بصورة عامة والصحابة بصورة خاصة أن يذكروها مع توضيح أسباب التحذير منها .

    كما أرجو من الأخوة الأعضاء الكرام التفاعل مع هذا الموضوع نظراً لأهميته ، لأنه مهم جداً ، ويتناول حقبة من أفضل الحقب في التاريخ الإسلامي ويتناول أفضل القرون الذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم ( خير القرون قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم )

    بارك الله فيكم ، ونفعنا وإياكم بالعلم النافع ، والعمل الصالح .


    ومن هذه الكتب :
  • الامامة والسياسة

    1- الإمامة والسياسية المنسوب لابن قتيبة


    من الكتب التى شوهت تاريخ صدر الاسلام كتاب الإمامة والسياسة المنسوب لإبن قتيبة ، ولقد ساق الدكتور عبد الله عسيلان في كتابه الإمامة والسياسة في ميزان التحقيق العلمي مجموعة من الأدلة تبرهن على أن الكتاب المذكور منسوب إلى الامام ابن قتيبة كذباً وزوراً ومن هذه الأدلة :



    - إن الذين ترجموا لأبن قتيبة لم يذكر واحد منهم أنه ألف تاباً في التاريخ يدعى ( الإمامة والساسية ) ولا نعرف من مؤلفاته التاريخية إلا كتاب " المعارف " .

    - إن المتصفح للكتاب يشعر أن ابن قتيبة أقام في دمشق والمغرب في حين أنه لم يخرج من بغداد إلا إلى الدينور .

    -إن المنهج والأسلوب الذي سار عليه مؤلف " الإمامة والسياسة " يختلف تماماً عن منهج وأسلوب ابن قتيبة في كتبه التي بين ايدينا ، فابن قتيبة يقدم لمؤلفاته بمقدمات طويلة يبين فيها منهجه والغرض من مؤلفه ، وعلى خلاف ذلك يسير صاحب " الإمامة والسياسة " فمقدمته قصيرة جداً لا تزيد على ثلاثة أسطر ، هذا إلى جانب الإختلاف في الإسلوب ، ومثل هذا النهج لم نعهده في مؤلفات ابن قتيبة .

    - يروي مؤلف الكتاب عن إبن ليلى بشكل يشعر بالتلقي عنه . وأبن ليلى هذا هو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الفقيه : قاضي الكوفة ، توفى 148 هـ ، والمعروف أن ابن قتيبة لم يولد إلا في سنة 213 هـ ، أي بعد وفاة أبن ليلى بخمسة وستين عاماً .

    -إن الرواة والشيوخ الذين يروي عنهم ابن قتيبة عادة في كتبه لم يرد لهم ذكر في أي موضع من مواضع الكتاب .

    - إن قسماً كبيراً من رواياته جاءت بصيغة التمريض ، فكثيراً ما يجيء فيه : ذكروا عن بعض المصريين ، وذكروا عن محمد بن سليمان عن مشايخ أهل مصر ، وحدثنا بعض أهل المغرب ، وذكروا عن بعض المشيخة ، ومثل هذه التراكيب بعيدة كل البعد عن أسلوب وعبارات ابن قتيبة ولم ترد في كتاب من كتبه .

    -إن مؤلف "الإمامة والسياسة " يروي عن اثنين من كبار علماء مصر ، وابن قتيبة لم يدخل مصر ولا أخذ عن هذين العالمين .

    - ابن قتيبة يحتل منزلة عالية لدى العلماء فهو عندهم من أهل العلم ، وثقه في علمه ودينه يقول : السلفي : كان ابن قتيبة من الثقات ، ويقول ابن حزم : كان ثقة في دينه وعلمه ، وتبعه في ذلك الخطيب البغدادي ، ويقول عنه ابن تيمية : وإن ابن قتيبة من المنتسبين إلى احمد وإسحاق ... ، ورجل هذه منزلته لدى رجال العلم المحققين .

    فهل من المعقول أن يكون مؤلف كتاب " الإمامة والسياسة " الذي شوه التاريخ وإلصق بالصحابة الكرام ما ليس فيهم ؟؟!!!


    يقول الدكتور علي نفيع العلياني :

    " بعد قراءتي لكتاب الإمامة والسياسة قراءة فاحصة ترجح عندي أن مؤلف الإمامة والسياسة شخص ... ( سبئي أي من أتباع عبد الله بن سبأ ) ، اراد إدماج هذا الكتاب في كتب ابن قتيبة نظراً لكثرتها وتنظراً لكونه معروفاً عند الناس بانتصاره لأهل الحديث ، فان ابن قتيبة له سمعة طيبة عند العلماء .

    قلت – القائل محب الصحابة - : وقد ذكر الدكتور أسباب كثيرة رحج فيها أن مؤلف الإمامة والسياسة من أتباع عبد الله بن سبأ ، لم أذكرها حتى يطول الموضوع وتشتت الأفكار .

    فلنحذر من هذا الكتاب ...

  • أشكر الأخ التوكلي ..

    والشكر موصول للأخ العزيز سداب القلب .. ونحن في إنتظار ما يسطر قلمه في هذا الموضوع .




    وبارك الله في العلماء الذين وقفوا بالمرصاد لمنع تسلسل هذه الكتب في عقول الناس ومنهم الشيخ الدكتور علي بن محمد الصلابي الذي ألف موسوعة سير الخلفاء ودافع عنهم بكل ما أوتي من قوته ..

    وقد أستفدت منه بالنقل من كتبه . فجزاءه الله عن الاسلام خيراً .

    وحشره وإيانا مع الصحابة الأخيار .

  • كتاب الأغاني للأصفهاني

    ·~-.¸¸,.-~*2- كتاب الأغاني للأصفهاني *·~-.¸¸,.-~*


    يعتبر كتاب الأغاني لأبي الفرج الاصفهاني كتاب أدب وسمر وغناء ، وليس كتاب علم وتاريخ وفقه ، وله طنين ورنين في آذان أهل الأدب والتاريخ .

    فليس معنى ذلك أن يسكت عما ورد فيه من الشعوبية والدس ، والكذب القاضح والطعن والمعايب .

    قام الشاعر العراقي والأستاذ الكبير وليد الأعظمي بتأليف كتابه القيم الذي سماه السيف اليماني في نحر الأصفهاني صاحب الأغاني - فقد شمر - جزاءه الله خيراً عن ساعد الجد ، ليميز الهزل من الجد ، والسمّ من الشهد ، ويكشف ما احتواه الكتاب من الأكاذيب ونيران الشعوبية والحقد ، وهي تغلي في الصدور ، كغلي القدور ، وأخذ يرد على ترهات الأصفهاني فيما جمعه من أخبار وحكايات مكذوية وغير موثقة تسئ إلى آل البيت النبوي الشريف ، وتجرح سيرتهم ، وتشوه سلوكهم ، كما تناول مزاعم الأصفهاني تجاه معاوية بن أبي سفيان والخلفاء الراشدين الأمويين بما هو مكذوب ومدسوس عليهم من الروايات ، وتناول الاستاذ عبد الكريم والشاعر الاسلامي القدير وليد الأعظمي في كتابه القيم الحكايات المتفرقة التى تضمنها الكتاب والتى تطعن في العقيدة الإسلامية والدين الإسلامي ، وتفضل الجاهلية عبى الإسلام وغيرها من الأباطيل .



    ولقد تحدث العلماء فيه قديما فقالوا :

    قال الخطيب البغدادي : كان أبو الفرج الأصفهاني أكذب الناس كان يشتري شيئاً كثيراً من الصحف ، ثم تكون كل رواياته منها .

    قال ابن الجوزي : ... ومثله لا يوثق بروايته ، يصّح فيه كتبه بما يوجب عليه الفسق ، ويهوّن شرب الخمر ، وربما حكى ذلك عن نفسه ، ومن تأمَّل كتاب الأغاني ، رأى كل قبيح ومنكر .

    قال الذهبي : رأيت شيخنا تقيّ الدين ابن تيمية يضعّفه ويتهمه في نقله ، ويستهْول ما يأتي به .


    يتبع ان شاء الله تعالى .
  • تابع كتاب الأغاني للأصفهاني

    محب الصحابة كتب:

    ·~-.¸¸,.-~*2- كتاب الأغاني للأصفهاني *·~-.¸¸,.-~*




    يتبع ان شاء الله تعالى .


    وقد تحدث عنه بعض المعاصرين فقالوا :

    قال الأستاذ شوقي أبو خليل مقوماً مصادر فيليب حتَّى في كتابه تاريخ العرب المطوّل ما نصه : واعتمد حتى كتاب الأغاني للأصفهاني ، وهو ليس كتاب تاريخ يعتمد أيضاً ، إنّه كتاب أدب ، وهذا لا يعني مطلقاً أن كل كتاب أدب لا يؤخذ به ، بل يعتمد إن كان صاحبه ثقة ، معروفاً عنه الأمانة في النقل والرِّواية . إن كتاب الأغاني الذي جعله حتَّى مرجعاً تاريخياً معتمداً ، صاحبه متَّهم في أمانته الأدبيَّة والتاريخية ، جاء في ميزان الاعتدال في نقد الرّجال : أن الأصفهاني في كتابه الأغاني كـان يأتي بالأعاجيب بحدثنا وأخبرنا . ومن يقرأ الأغاني يرى حياة العباسيين لهواً ومجوناً وغناء وشراباً .. وهذا يناسب المؤلِّف وخياله وحياته ، ومن يرجع إلى كتب التاريخ الصحيحة يجد صورة أخرى فيها علم وجهاد وأدب ، فكتاب الأغاني ليس كتاب تاريخ يحتج به .

    •وقال أبو عبيدة مشهور بن حسن آل مشهور : .. لا بد من ذكر أمر هام تفطن إليه بعض الباحثين وهو أن أهواء وميول أبي فرج الشيعية لها دور بارز ظهر فيما دوّنه في كتابه هذا ، قال الدكتور محمد أحمد خلف الله في خاتمة كتابه أبو الفرج الأصفهاني ما نصه : ولقد وقفنا على ما لأبي فرج من ميول وأهواء ، فيجب أن نحذر هذه الميول وهذه الأهواء كلما حاولنا الاعتماد على مـا خلَّف الرجل من مرويَّات ، فقد يكون الرجل مضللاً ، وقد يكون صاحب غرض وهوى ، وليس يخفى أنَّ للأهواء حكمها في التاريخ ، وهو حكم قد يملي رغبته لا في ذكر الأخبار فحسب وإنما أيضاً في الكتمان وأخيراً لماذا هذا التحذير ؟ وقد يتساءل البعض : لماذا هذا التفصيل في التحذير من هذا الكتاب ؟


    والجواب : كان هذا التحذير لأسباب كثيرة هي :

    أ ـ لشهرة هذا الكتاب وصيته الذائع .
    ب ـ لاعتماد كثير من أهل التغريب عليه .
    جـ ـ لما حواه من أخبار فيها قدح في الإسلام والصحابة والخلفاء والولاة الصالحين العادلين .
    د ـ لحرص غير واحد من المعاصرين على إظهار ما فيه على أنه حق وصدق ، وقد كتب في ذلك وحرص عليه شفيق جبري في كتاب دراسة الأغاني الذي وضعه بتشجيع من طه حسين والخلاصة أن هذا الكتاب على الرغم من قيمته الأدبية وأسلوبه القوي الأخَّاذ ، إلا أن أخباره ومادته تحتاج إلى وقفات ونقدات
    .


    يتبع ...!!
  • تابع التحذير من كتاب الأغاني !!

    * قال الأستاذ وليد الأعظمي في كتابه السيف اليماني في نحر الأصفهاني في مقدمة كتابه بعـد كلام : من هنا بدأت أنظر إلى كتاب الأغاني نظرة جديدة ، ورجعت إلى كتب التضعيف ، والتوثيق والجرح والتعديل ، فوجدت الأصفهانيِّ رجلاً غير مأمون ، ولا يوثق به عند علمائنا الأجلاَّء المدقِّقين الممحِّصين وسلخت من عمري سنتين كاملتين متفرغاً لكتاب الأغاني أتملَّ نصوصه ، وأقواله ، وأقف عنـد كل خبر من أخباره ، حتى فلَّيت سطوره وكلماته ، واستخرجت قَمْلَه من بين شعراته، واصطبرت عليه اصطبار المجاهدين المرابطين على الثغور ، فرأيت نيران الشعوبية والحقد وهي تغلي في الصدور كغلي القدور ، وشعرت بنبال الأعداء تتوجَّه إلينا ، وسهامهم تنثال علينا ، ورددت قول الشاعر :


    لو كان سهماً واحداً لاتَّقَيْتُهُ
    ولكنه سهم وثانٍ وثالث

    فشمرت عن ساعد الجد لأميز الهزل من الجدّ والسمَّ من الشهد ، .. ورحت أفحص رجال السند الذين روى عنهم الأصفهاني ، وبحثت عنهم في كتب نقد الرجال ، وقرأت ما جاء فيهم من أقوال ، فوجدت فيهم كل داهية دهياء ، وبلية سوداء عمياء من الكذابين والمجروحين والمطعون عليهم ، فعزلت أولئك الكذابين وعرّفت بهم ، ثم رحت أحصي روايات الأصفهاني عن كل واحد من هؤلاء ، وهالني ما رأيت من الاعتماد على أولئك الكذابين والرواية عنهم ، والاستقاء من دلائهم ، والاستضاءة بنارهم ورأيت نفسي في وادٍ سحيق رهيب ، ودخلت في كهف مظلم كئيب وإذا كان أولئك الرواة يكذبون في رواية الحديث النبوي الشريف ، فكيف بهم في أخبار الناس وقد تورَّعوا إلى مذاهب وفرق وطوائف ، تتجاذبهم الأهواء والمشارب والمنافع ، وتتقاذف بهم المقاصد والأهداف ؟ وإذا كان الأغناني كتاب أدب وسمر وغناء وليس كتاب علم وتاريخ وفقه ، فليس معنى ذلك أن نسكت عمّا ورد فيه من الدس والكذب الفاضح والطعن والمعايب ، وقد جمع فيه الأصفهاني كثير من أخبار السيرة والتفسير والفقه والأدب إلى أن قال .. واحتوى الفصل الثاني أخباراً وحكايات أوردها الأصفهاني عن آل البيت النبويِّ الشريف ، وهي أخبار تسئ إليهم ، وتجرح سيرتهم ، وتشوِّه سلوكهم ، وتوهِّن أمرهم بما يوافق هوى آل بويه الذين يزعمون الولاء لآل البيت كذباً وزوراً ، وقد ناقشت تلك الأخبار وعلَّقت على كل حكاية بما يناسبها .. وجعلت الفصل الرابع للأخبار والحكايات المتفرقة التي طعن فيها الأصفهاني بالعقائد الإسلامية ، ولعْن دين الإسلام وتفضيل الجاهلية على الإسلام ، مع الكفر البواح والاستخفاف بالصلاة والحج ويوم القيامة ، مع دفاع عن البرامكة وإشادة بالفرس ، وطعون مختلفة بأعلام العرب والمسلمين ، وناقشت كل تلك الأخبار ، وعلَّقت عليها بما يناسب أيضاً .

    إلى أن قال في الخاتمة : بعد هذه الجولة الواسعة في كتاب الأغاني لأبي فرج الأصفهاني ، والوقوف عند أخباره ومناقشتها والتعليق عليها ، أرجو أن يكون القرئ الكريم قد تبيَّن مقاصد هذا الشعوبي الحاقد اللئيم ، وقد غضضت وصرفت القلم عن أخبار فظيعة وحكايات شـنيعة لا يكتبها أشدُّ الناس عداوة وبغضاً للعرب والمسلمين ، فقد اتّهم كثيراً من أعلامهم باللواطة ، وكريم نسائهم بالسحاق ، وألصق بهم السخائم من ذميم الخصال وقبيح الفعال ، متستراً بظلال الأدب والسمر والمذاكرة والمؤانسة ، كأن ذلك لا يحصل إلا بشتم سلف هذه الأمة المجيدة في تاريخها وخُلُقها .

    •وقال أنور الجندي : ركز التغريب والغزو الثقافي على كتابي الأغاني وألف ليلة تركيزاً شديداً بهدف رفعهما إلى مرتبة المراجع الأساسية التي يعتمد عليها في تصوير المجتمع الإسلامي ، مع تجاهل عيوب الكتابيين التي تحول دون اعتمادها في المصادر الموثوق بها أما الأول ، فكاتبه شعوبي عدو للإسلام وأما الثاني ، فهو كتاب لقيط ليس مؤلف ، أما كتاب الأغاني ، فهو موسوعة في بضع وعشرين مجلداً ، وضعها أبو فرج الأصفهاني ليسامر بها الأمراء والفارغين من المترفين في أسمار الليل ، ولم يقصد بها إلى العلم أو التاريخ ، وكان الأصفهاني في نفسه إنساناً رافضاً لمجتمع المسلمين والعرب ، وله ولاء بالمولد والفكر جميعاً إلى خصوم المسلمين والباطنية والرافضة وغيرهم ، ولم يكن عمله هذا إلا نوعاً من الحرب العنيفة التي شنتها الشعوبية على الإسلام والمسلمين ، رغبة في هدم فكرهم كوسيلة إلى هدم مجتمعهم وقد حرص التغريب وأصحابه نظرية النقد الأدبي الغربي الوافدة على إلقاء الأضواء الساطعة على هذا الكتاب وإحيائه ، واعتباره مرجعاً في الدراسات الأدبية ومصدراً لتصوير المجتمع الإسلامي ، وكان الدكتور طه حسين جزاه الله بما هـو أهله من أبرز من دعوا إلى ذلك وألحوا عليه ، فقد عمد إلى الأغاني نفسها ، فأصدر اعتماداً على قصصها أحكاماً زائفة على مجتمع المسلمين وتاريخهم أراد بها المساهمة في عملية التغريب الضخمة والتي كانت تجري في الثلاثينيات من هذا القرن وقال : على أن أقل مواجهة لسيرة الأصفهاني تكشف عن أنه كان من الشعوبيين ، وقد عرف بالتحايل والإغراق ، وأثبت كثير من الباحثين والمؤرخين أنه لم يكن مؤرخاً وأكدوا أن كتابه لا يصلح لأن يكون مادة تاريخ ، وإنما هو جماع لقصص وجدها في الكتب والأسواق وأراد بها أن يسجل للأغاني والمغنيين ، وهو جانب واحد في حياة المجتمع الإسلامي الحافل بالجوانب السياسية والاجتماعية والفقهية والصوفية ، وقد شهد عليه الكثير من معاصريه ومؤرخيه بالإنحراف ودمغه المؤرخ اليوسفي بشهادة هي في نظر العلماء كمصدر موثوق به ، إذ قال : إن أبي الفرج أكذب الناس ، لأنه كان يدخل سوق الورقين وهي عدة من الدكاكين مملوءة بالكتب ، فيشتري منها شيئاً كثيراً في الصحف ويحملها إلى بيته ، ثم تكون رواياته كلها منها ، وذكر عنه صاحب معجم الأدباء قوله : كان شأنه في معاقرة الخمر ، وحب الغلمان ، ووصف النساء شأن الشعراء والأدباء الذين كانوا في عصره أو قبله ، حيث يقدم دهاقين الخمارين ، وجلهم من النصارى واليهود والصابئين والمجوس ، وقد عرف بمعاقرته للخمر ولم تكن له عناية بتنظيف جسمه وثيابه .. ثم قال أنور الجندي : ولست أدري كيف يصلح مثل هذا الكتاب مرجعاً في نظر الباحثين أو يمكن أن يؤتمـن على رأي أو قول ، ولقد عودتنا مناهج الفكر الإسلامي أن تنظر إلى كاتبه ، فإن وجدناه كريماً أميناً موضع تقدير الناس بالصدق والحق ، قبلنا منه ، وإلا رفضنا ما يقدمه ولو كان صادقاً في بعضه ثم قال تحت عنوان ، كتاب مجنون وخلاعة ما نصه : فقد كان الأصفهاني مسرفاً ، أشنع في الإسراف في الملذات والشهوات ، وقد كان لهذا الجانب في تكوينه الخلقي أثر ظاهر في كتابه ، فإن كتاب الأغاني أحفل كتاب بأخبار الخلاعة والمجون ، وهو حين يعرض للكتاب والشعراء يهتم بسرد الجوانب الضعيفة في أخلاقهم الشخصية ويهمل الجوانب الجدية إهمالاً ظاهراً يدل على أنه كان قليل العناية بتدوين أخبار الجد والرزانة والتجمل والاغتسال ، وهذه الناحية من الأصفهاني أفسدت كثيراً من آراء المؤلفين الذين اعتمدوا عليه ، ونظرة فيما كتبه جرجي زيدان في كتابه تاريخ آداب اللغة العربية ، وما كتبه طه حسين في حديث الأربعاء تكفي للاقتناع بأن الاعتماد على كتاب الأغاني جر هذين الباحثين إلى الحط من أخلاق الجماهير في عصر الدولة العباسية ، وحملها على الحكم بأن ذلك العصر كان عصر فسق وشك ومجون ولا شك أن إكثار الأصفهاني من تتبع سقطات الشعراء وتلمس هفوات الكتاب جعل في كتابه جوّاً مشبعاً بأوزار الإثم ، والغواية ، وأذاع في الناس فكرة خاطئة هي اقتران العبقرية بالترف والطيش . إن الخطر كل الخطر أن يطمئن الباحثون إلى أن لروايات الأغاني قيمة تاريخية ، وأن يبنوا على أساسها ما يثيرون من حقائق التاريخ ، ولقد كان من أخطر أعمال التغريب هو توجيه الباحثين إلى اتخاذ الأغاني مصدراً لدراسة المجتمع الإسلامي ، بينما قصر عند جانب واحد هو جانب اللهو ، ولم يتعرض للجوانب الأخرى الجادة في المجتمع وهي متعددة ، ومن هنا يوحي حين الاعتماد عليه كمصدر أن الحياة الإسلامية في القرن الثاني الهجري كانت لهواً ، وهو ما صرح به طه حسين ورده الكثيرون وكشفوا زيفه .. كذلك اعتمد المستشرق لامنس على كتاب الأغاني في كتابه تاريخ بني أمية ، وكذلك ما أورده المستشرق فلهوزن في كتابه ((الدولة العربية وسقوطها)) ويحاول جبور عبد النور أن يدافع عن الأصفهاني فيسأل : أفمن الضروري إن كان المؤرخ فاسقاً أو مسرفاً يتتبع الإسراف في اللذات والشهوات أن لا يكون مؤرخاً وألا يكون صادقاً فيما يروي أو يقول أو يكتب ؟ ونحن نقول له : نعم ، في فكرنا الإسلامي ، فإن لم يكن في الفكر الغربي كذلك ، فهذا أمر آخر ، إن فكرنا الإسلامي وضع قواعد البحث والنقد والعلم على أساس الارتباط الجذري بين علم الباحث وشخصيته ، فإن كان منحرفاً في حياته ، مضطرباً في شخصيته ، بعيداً عن الأخلاق والدين ، فنحن نرفضه مصدراً علمياً ولا نقبل له شهادة ، والأصفهاني بشهادة الجميع من أنصاره وخصومه على السواء مهدور الرأي ساقط الشهادة ، وإن فسقه الشخصي قد أدخل كثيراً من هواه على ما أورده ، فضلاً عن انحرافه الفكري والعقائدي والاجتماعي مما يفسد آراءه إفساداً ، بالإضافة إلى أن كتاب الأغاني ليس مرجعاً علمياً ، ولكنه من كتب التسلية والسمر التي كتبت لتزجية فراغ بعض المترفين ، ومن هنا فإنه لا يصلح أساساً كمصدر للعلم أو مرجعاً للبحث في الأدب والتاريخ .

    ولقد كان لهذا الكتاب أثر كبير في تشويه تاريخنا ولذلك وجب التحذير منه .


    فالحذر .. الحذر من هذا الكتاب ...!!!
  • محب الصحابة كتب:



    وأرجو من الأعضاء الكرام الذين لديهم معرفة من بعض الكتب التى شوهت التاريخ الإسلامي بصورة عامة والصحابة بصورة خاصة أن يذكروها مع توضيح أسباب التحذير منها .


    :



    موضوع جد رائع ومفيد غفر الله لصاحب الموضوع ولوالديه وجعل ما تخطه يمينه في ميزان حسناته يوم القيامة .

    وإن شاء الله سنتحفكم بالكثير من المشاركات في هذا الموضوع


    ضيفكم الجديد ومحبكم :
    فوارس عمان


    **
    *




  • جزيت خيرا اخي الكريم

    بصراحه ما كنت اعرف ان كتاب الاغاني
    كذا امكن لاني ما قريته
    لكن المشكله ان في بعض المناهج مكتوب عن هذا
    الكتاب

    عموما جزيت خيرا
  • محب الصحابة كتب:

    1- الإمامة والسياسية المنسوب لابن قتيبة







    أتعجب من علماء يحذرون من كتب أظهرت فضائحهم وعيوبهم !!!

    من غير علمائكم حذر من ذا الكتاب ؟؟؟

    سبحان الله

    لكنها لا تعمى الأبصار !!
  • هدوء الأمواج كتب:

    أتعجب من علماء يحذرون من كتب أظهرت فضائحهم وعيوبهم !!!

    من غير علمائكم حذر من ذا الكتاب ؟؟؟

    سبحان الله

    لكنها لا تعمى الأبصار !!





    بارك الله فيك الكتاب لم يفضح شيئا ولا عيوب ولكن نسب الى عالم من علمائنا وما فيه من اغاليط وتشويه للصحابة الكرام الذين طعنت فيهم طائفتين الرافضة والخوارج
    وتجدهم يستدلون منه كي يتناسب مع اهوائهم


    وان كان لك رأي او شيء يذكر تريد ان تنسبه الى العالم ابن قتيبه بطريقة ما فاذكره بطريقه علميه فدع التعصب وافتعال الطائفية المقيتة

    وفي النهاية نردد القول ان كان هناك اي شبهة صحابة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فنحن من عقيدتنا الذب عنهم وحبهم وحب اهل بيته فاسرد شبهك وان كانت من الكتاب نفسه او من مشايخك الذين سبقوك