تتوج استراتيجية الرئيس الامريكي جورج بوش التي اعلنها امس الاول سلسلة من المشاريع السياسية لإخراج الشرق الاوسط من محنته، فهل جاءت بجديد؟ والأكثر من ذلك هل تستطيع كسر دائرة العنف ؟!.
- ما بين مرحب ومنتقد ومشكك.. ثم منتظر يكون الرئيس الامريكي قال كلمته حول الشرق الاوسط ما يقارب من العام ونصف من التردد او الانتظار، وكشف كل ما في جعبته.
-وحتى لا يتحول هذا الخطاب الى (حلم يقظة) اعتاد الشرق الاوسط على مداعبته كل عشر سنوات حيث تمر لمحة خاطفة في الامل في السلام ثم سرعان ما تنقشع كسحابة الصيف، وتعود الامور كما كانت حروبا وقتالا وسوء فهم ودائرة لا تنكسر ولا تلين من العنف المحتدم ليل نهار.
-ولقد بدأت الملاحظات على الفراغات في الخطاب ولنذكر بها ربما تنفع الذكرى:
ان المتشككين يرتكزون على الشروط الصعبة لاقامة الدولة الفلسطينية دون وجود جدول زمني للتسوية النهائية.
بل ان البعض يرى انه لا يوجد شيء مهم في الخطاب ولا يوجد هناك ما يبعث على الامل، ولا يوجد الحافز للاحتشاد خلف الخطة الامريكية.
واكثر: البعض يرى ايضا ان الخطاب يأتي ضمن سياق اوسع يتمثل في تهيئة الظروف لحشد المزيد من الدول خلف الحملة ضد مكافحة الارهاب وان الخطة مجرد (حبة اسبرين) تسكّن الصداع. ----
------
ومهما يكن، كنا منتقدين او مؤيدين فانه امر جيد ان تلتزم الولايات المتحدة في المساعدة على ايجاد حل (لأزمة الشرق الاوسط). وخاصة من اجل المساعدة على قيام دولة فلسطينية وهي نظرة جديدة للادارة الامريكية تتفتح لأول مرة لتأييد كامل لإقامة تلك الدولة.
ان جوانب كثيرة ومتوازنة في خطاب بوش رغم انه في جوانب اخرى يحتاج الى مزيد من التوضيح.
ففي ما يتعلق بالقيادة الفلسطينية فان ذلك يعود الى الشعب الفلسطيني في اختيار قائده كما هو حق معترف به في كل دول العالم في اختيار الشعوب لقيادتها، رغم ان الخطاب اشار من بعيد الى هذه النقطة ولم يكن فيه ما يدعو الى اقصاء عرفات شخصيا وانما اصلاح السلطة الفلسطينية وايجاد ادارة جديدة.
ولهذه الخطوة وجه آخر اكثر خطورة اذ ان اي فشل لها يعني فقدان الامل ولأمد بعيد لدى الفلسطينيين في اقامة دولتهم ذلك لانهم بلا شك سوف يعتقدون ان اكبر قوة في العالم الان كشفت كل ما لديها ولكن ذلك لم يبعث فيهم الامل.
ان المنطقة امام مفترق طرق اخرى وخاصة بعد وضوح الرؤية الامريكية الجديدة، فاما ان تقود هذه الرؤية نحو الوصول الى السلام او تكون ضبابا آخر يحلق في سماء المنطقة، ونجزم ان المشهد كله يحتاج الى كلمة، وهي ان تفرض الارادة الدولية كلمتها على اساس من الشرعية التي اقرتها الامم المتحدة وتفرض الولايات المتحدة ايضا كلمتها في اطار هذه الشرعية.
فالأيام هي التي سوف تحكم!.
:o

