وقفة مع آية ( وعاشروهن بالمعروف...)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله الذي خلق فقدر وأصلي وأسلم على سيد البشر
يقول الله عز وجل {وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً} معنى {وعاشروهن بالمعروف}أي وأحسنوا صحبتهن وأدّوا حقوفهن التي فرض الله عز وجل عليكم لهن، وخافوا الله فيهن ولا تسيئوا معاملتهن، وتجملوا لهن في أقوالكم وأفعالكم وهيئاتكم بحسب قدرتكم، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصي المسلمين بالنساء كما جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله عليه السلام قال : استوصوا بالنساء خيراً.الحديث، وكما روى الترمذي عن عمرو بن الأحوص الجشمي رضي الله عنه أنه سمع النبي عليه السلام في حجة الوداع يقول : ألا واستوصوا بالنساء خيراً فإنماهن عوان عندكم ليس تملكون منهن شيئاً غير ذلك إلا أن يأتين بفاحشة مبينة فإن فعلن فاهجروهن في المضاجع واضربوهن ضرباً غير مبرّح، فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا، ألا إن لكم على نسائكم حقاً ولنسائكم عليكم حقاً فحقكم عليهن ألا يوطئن فرشكم من تكرهون ولا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون ألا وحقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن. ومعنى قوله عليه السلام: هنّ عوان عندكم أي هن شبيهات بالأسيرات قال في القاموس :والعواني [النساء لأنهن يُظلمن فلا ينتصرن]وقد شبه النبي صلى الله عليه وسلم الزوجة في دخولها في طاعة الزوج تحت حكمه بالأسير وقوله عليه السلام : فإن فعلن فاضربوهن ضرباً غير مبرح، يشعر بأن ذلك إتما يجوز للزوج إذا ارتكبت زوجته هذه الفاحشة المبيّنه، وأن المراد بها النشوز وعدم الانقياد وليس المراد الزنا لأن الزنا ليست عقوبته أن تضرب المرأة ضرباً غير مبرّح، والضرب المبرح هو الشديد الشاق،وقد روى أبو داود بسند صحيح من حديث اياس بن ابي ذياب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(( لاتضربوا إماء الله فجاء عمر رضي الله عنه الى رسول الله فقال : ذئرن النساء على أزواجهن فرخص في ضربهن فأطاف بآل رسول الله عليه السلام نساء كثير يشكون أزواجهن فقال رسول الله عليه السلام : ولقد طاف بآل بيت محمد نساء كثير يشكون أزواجهن ليس أولئك بخياركم )) ومعنى ذئرن أي اجترأن ومعنى أطاف أي أحاط ومعنى بآل بيت محمد أي بأزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهن . وقوله تعالى {فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيرا} هذا التوجيه الرشيد والحكمة البليغة التي تربي في نفس المسلم التسليم لقدر لله والرضا بقضاءه والانقياد لأمره في كل نازلة تنزل بالانسان سواء كانت متصلة بالحياة الزوجية أو غيرها من شئون الحياة العامة والخاصة كما قال سبحانه في آية أخرى: {كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وانتم لاتعلمون }ولاشك أن التمسك بهذه الوصية الإلهية وجعلها نصب أعيينا في جميع المصائب التي تصيبنا هو الأساس المتين لبناء البيت السعيد لأن المسلم قد يسوؤه خلُقٌ من زوجته لكنه إذا فكر وجد بها نعماً جليلة وخيرا كثيرا ،فقد يرزق منها بأولاد يبرونه في حياته ويدعون له بعد مماته وقد تكون سبباً لبر والديه وصلة أرحامه وسعة في رزقه وهناء في عيشه وسكونا وراحة في نفسه مما لايسطيع الإنسان عده وحصره ولذلك روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله عليه السلام قال ((لايفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر )) ومعنى يفرك يُبغض والعاقل برى أن كمال النعمة إنما يكون في الجنة ،
كما قال الشاعر :
إذا أنت لم تشرب مراراً على القذى
ظمئت وأي الناس تصفو مشاربُهُ
فينبغي للمسلم أن يحرص على أن يكون خيراً لأهله فقد روى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ((أكمل المؤمنين أحسنهم خلقاً وخياركم خياركم لنسائهم ))
الخلاصة : أن الله عز وجل يبين في الآية وجوب معاشرة الزوجة بالمعروف ويرغّب الزوج في الصبر على ما قد يراه من بعض ما يكره من خَلق أو خُلق في زوجته.
{فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا}
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم البراء
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله الذي خلق فقدر وأصلي وأسلم على سيد البشر
يقول الله عز وجل {وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً} معنى {وعاشروهن بالمعروف}أي وأحسنوا صحبتهن وأدّوا حقوفهن التي فرض الله عز وجل عليكم لهن، وخافوا الله فيهن ولا تسيئوا معاملتهن، وتجملوا لهن في أقوالكم وأفعالكم وهيئاتكم بحسب قدرتكم، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصي المسلمين بالنساء كما جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله عليه السلام قال : استوصوا بالنساء خيراً.الحديث، وكما روى الترمذي عن عمرو بن الأحوص الجشمي رضي الله عنه أنه سمع النبي عليه السلام في حجة الوداع يقول : ألا واستوصوا بالنساء خيراً فإنماهن عوان عندكم ليس تملكون منهن شيئاً غير ذلك إلا أن يأتين بفاحشة مبينة فإن فعلن فاهجروهن في المضاجع واضربوهن ضرباً غير مبرّح، فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا، ألا إن لكم على نسائكم حقاً ولنسائكم عليكم حقاً فحقكم عليهن ألا يوطئن فرشكم من تكرهون ولا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون ألا وحقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن. ومعنى قوله عليه السلام: هنّ عوان عندكم أي هن شبيهات بالأسيرات قال في القاموس :والعواني [النساء لأنهن يُظلمن فلا ينتصرن]وقد شبه النبي صلى الله عليه وسلم الزوجة في دخولها في طاعة الزوج تحت حكمه بالأسير وقوله عليه السلام : فإن فعلن فاضربوهن ضرباً غير مبرح، يشعر بأن ذلك إتما يجوز للزوج إذا ارتكبت زوجته هذه الفاحشة المبيّنه، وأن المراد بها النشوز وعدم الانقياد وليس المراد الزنا لأن الزنا ليست عقوبته أن تضرب المرأة ضرباً غير مبرّح، والضرب المبرح هو الشديد الشاق،وقد روى أبو داود بسند صحيح من حديث اياس بن ابي ذياب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(( لاتضربوا إماء الله فجاء عمر رضي الله عنه الى رسول الله فقال : ذئرن النساء على أزواجهن فرخص في ضربهن فأطاف بآل رسول الله عليه السلام نساء كثير يشكون أزواجهن فقال رسول الله عليه السلام : ولقد طاف بآل بيت محمد نساء كثير يشكون أزواجهن ليس أولئك بخياركم )) ومعنى ذئرن أي اجترأن ومعنى أطاف أي أحاط ومعنى بآل بيت محمد أي بأزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهن . وقوله تعالى {فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيرا} هذا التوجيه الرشيد والحكمة البليغة التي تربي في نفس المسلم التسليم لقدر لله والرضا بقضاءه والانقياد لأمره في كل نازلة تنزل بالانسان سواء كانت متصلة بالحياة الزوجية أو غيرها من شئون الحياة العامة والخاصة كما قال سبحانه في آية أخرى: {كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وانتم لاتعلمون }ولاشك أن التمسك بهذه الوصية الإلهية وجعلها نصب أعيينا في جميع المصائب التي تصيبنا هو الأساس المتين لبناء البيت السعيد لأن المسلم قد يسوؤه خلُقٌ من زوجته لكنه إذا فكر وجد بها نعماً جليلة وخيرا كثيرا ،فقد يرزق منها بأولاد يبرونه في حياته ويدعون له بعد مماته وقد تكون سبباً لبر والديه وصلة أرحامه وسعة في رزقه وهناء في عيشه وسكونا وراحة في نفسه مما لايسطيع الإنسان عده وحصره ولذلك روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله عليه السلام قال ((لايفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر )) ومعنى يفرك يُبغض والعاقل برى أن كمال النعمة إنما يكون في الجنة ،
كما قال الشاعر :
إذا أنت لم تشرب مراراً على القذى
ظمئت وأي الناس تصفو مشاربُهُ
فينبغي للمسلم أن يحرص على أن يكون خيراً لأهله فقد روى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ((أكمل المؤمنين أحسنهم خلقاً وخياركم خياركم لنسائهم ))
الخلاصة : أن الله عز وجل يبين في الآية وجوب معاشرة الزوجة بالمعروف ويرغّب الزوج في الصبر على ما قد يراه من بعض ما يكره من خَلق أو خُلق في زوجته.
{فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا}
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم البراء