تقنية حديثة لتصوير الأمعاء

    • تقنية حديثة لتصوير الأمعاء

      ارتقى الدواء إلى مستوى التخيلات الهوليوودية، فقد وافقت الحكومة على طرح كاميرا مثبتة داخل كبسولة صغيرة يمكن أن يبتلعها المرضى لتعطي الأطباء صورة مقربة للأمعاء الرفيعة.
      وتنطلق الكاميرا دون عناء أو ألم في القناة الهضمية مستعملة تكنولوجيا لاسلكية لبث صورة ملونة للأمعاء. ويدعى القرص ـ الفيديو هذا «كبسولة التصوير M2A القابلة للابتلاع، وهي تذكرنا بفيلم Fantastic Voyage الخيالي العلمي الكلاسيكي الذي تحقن فيه غواصة طبية مجهرية في جسم إنسان.
      وقال الدكتور بلير لويس من معهد طب ماونت سايناي في نيويورك الذي جرب قرص الفيديو على 20 مريضا وقرر أنه ناجح إنه «قرص خيالي علمي جدا»، ولم أصدق ما سمعته عندما راجعني مسؤولون من شركة Given Ltd الصانعة قبل سنتين. ولقد تبين أنني كنت على خطأ ـ إنه قابل للتصديق وواعد جدا».
      ويقول لويس إن كثيرين من حوالي 25000 شخص يعانون من النزف الداخلي دون سبب واضح يصلحون لتجربة القرص عليهم.
      ولن يحل القرص مكان الأساليب المعروفة لفحص الأمعاء، وبعض التعليمـات المزعجة إلى حد ما حيث تنزل كاميرات صغيرة مثبتـة على أنبوب رفيع (المنظـار) في الحلق لإلقاء نظرة على الأمعاء. والواقع أن دائرة الأغذية والأدوية قالت في معرض الموافقـة على القرص الجديد إنه ينبغي أن يستعمل إلى جانـب تلك الفحوص وليس كوسيلة فحص مستعملة. غير أن المناظير لا تستطيع دائما أن تصـل إلى قـاع المصران الرفيـع (ستة أمتار) مما كان يستوجب إجراء عمليات جراحية استكشافية لم تشخص حالتهم بصورة واقعية.
      ويوفر القرص الفيديو بديلا خاليا من الألم ـ وقد يبين للأطباء بعض المواقع التي لم يسبق أن تمكنوا من رؤيتها في السابق لأن المنظار لا يصل إلى كافة الزوايا والتعرجات. وقال الدكتور دان شولتز مدير قسم الأجهزة البطنية في دائرة الأغذية والأدوية إن القرص يمثل خطوة تكنولوجية إلى الأمام، وهو بداية طريق طويل لمثل هذا النوع من التكنولوجيات، مع أن القرص مخصص حاليا لمرضى معينين يعانون من مشاكل معوية صغيرة.
      وتقول دائرة الأغذية والأدوية إن الجسم يلفظ الكاميرا القابلة للتخلص، مع الغائط بعد مرور 72 ساعة على ابتلاعها، وحتى ذلك الوقت يرسل الجهاز صورا إلى جهاز لاقط خارجي يلبسه المستعمل مثل ساعة اليد.
      ويعطي الطبيب القرص للمريض ثم يصرفه، ويشجعه على المشي لمساعدة القرص على التحرك في الأمعاء. وبعد حوالي يوم واحد يقوم الطبيب بتفريغ الصور من الجهاز اللاقط إلى كمبيوتر ليرى ما إذا كانت تساعده على تشخيص المرض.
      ولن يحل القرص مكان منظار القولون في فحص سرطان القولون لأن بطاريته لا تكفي للوصول إليه. ولا يمكن استعماله لأي شخص معروف أو مشتبه أنه يعاني من انسداد معوي، بما في ذلك الدمامل والحصور التي تعيق تقدم القرص.
      وأظهرت دراسة شملت 57 شخصا أصحاء أن قرص الفيديو يمكن أن يمر بالقناة الهضمية بسلام. وفي دراسة على 20 شخصا أثبت القرص فعالية بنسبة 60 في المائة في كشف حالات الخلل المعوي بالمقارنة مع 35 في المائة نسبة تشخيص الخلل بالمنظار التقليدي