بسم الله الرحمن الرحيـــــــم
السلام عليكم اخواني \اخواتي .. ورحمة الله وبركــاته
هذه المشاركة سنضع فيهــا اراء العملــاء المسلمين حول التفرق والتعصب المذهبــي ..
لنــؤكد لاهل الفتنة .. ان اصحــاب المذهب ((السني والأبــاضي والشيعي)) وغيرهم .. اخوة في الله والدين ..
ولنــؤكد اصرارهم على وحدة الأمـة .. وندحض ان علمــائنا يسعون الى الفتنة والشقــاق .. وانما هذا ما يسعى اليه من يفهمون ان الدين تكفير وقتــل .. وسرقة وسبي
لن أطــيــل الشرح كثيــراً .. واتمنى ممن يريد المساهمة ان يتفضــل مشكورا وله الأجــر ان شاء الله ..
***********************************************************************
ابدأ هذه السلسلة مع الشيخ العــلامة .. أحمــد بن حمـد الخليلي .. ورده في بـرنامج سؤال أهــل الذكــر ..
وان شاء الله ســأضع ردود علمــاء آخرين من مختلف المذاهب .. فــإلى سماحة الشيخ ..:)
السؤال : لماذا يختلف المسلمون وهم يقدمون للعالم أرقى القواعد في فقه الاختلاف ؟ هل هناك نواح أخرى تتدخل في مسائلهم؟
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ،والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :
فلا ريب أن كل من رضي بالله تعالى رباً ، وبالإسلام دينا ، وبالقرآن هادياً ودليلاً ، وبمحمد صلى الله عليه وسلّم قائداً ورسولاً ينزع منزع الوحدة ما بينالأمة ، لأن الوحدة يصبح بالنسبة إليه هو الهم الذي يؤرقه ، والشاغل الذي يلم بباله، والهدف الذي يسعى إليه في حياته .
فالناس دائماً بالنظر إلى هذه العقيدة عندما ينطلقون منها وتكون نفوسهم مخلصة لله تبارك وتعالى ونواياهم طيبة إنما يسعونإلى لم الشعث ورأب الصدع وتوحيد الكلمة وتأليف النافر وتقريب البعيد .
وقبل أن أخوض في هذا أريد أن أقول بأن كل ما في دين الإسلام إنما يؤدي إلى الوحدة منعبادات ومن أخلاق ومن مُثل .
هذه الصلاة جعلها الله تبارك وتعالى سبباً للوحدة عندما تؤدى على الوجه المشروع ، ويكفي ما نشاهده من مظهرها بحيث إن القويوالضعيف يقفان معاً ، والحاكم والمحكوم أيضاً يصفان جميعاً ، والغني والفقير لا فرقبينهما ، والعربي والأعجمي أيضاً لا يفترقان في شيء .
فإذن هذه الصلاة تقضي على جميع الحواجز التي تفصل بين الإنسان والإنسان ، فهي تحطم الحواجز ، وتجتثالنعرات ، وتنتزع السخائم والأحقاد عندما يجتمع المسلمان راكعين ساجدين واقفين بينيدي الله تعالى .
كذلك بالنسبة إلى الصيام ، كذلك بالنسبة إلى الزكاة ،كذلك بالنسبة إلى الحج ، كل من ذلك يؤدي هذه الغاية التي ينشرها الإسلام في أبنائه .
ومن فضل الله تبارك وتعالى على عباده أنه لم يتركهم لأهوائهم ونزعاتهم ونزغاتهم ، بل أرسل إليهم رسله وأنزل عليهم كتبه ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حيعن بينة .
وقد أتم الله سبحانه وتعالى عليهم نعمته وأكمل لهم الدين بأن بعث فيهم عبده ورسوله محمداً صلى الله عليه وسلّم ، الذي جاء إلى هذا الوجود والناسمتفرقة مسالكهم ، متنوعة نزعاتهم ونزغاتهم ، متباينة أهوائهم ورغباتهم ، كل يدعيأنه على الصواب ، فجمع النبي صلى الله عليه وسلّم بأمر الله هذا الشتات ، وألف اللهتعالى به بين هذه القلوب المتنافرة ، وجمع به بين هذه الفئات المتدابرة ، فإذابالشقاق وفاق ، وإذا بالنزاع وئام ، وإذا بالاختلاف ائتلاف ، جمع الله تبارك وتعالىبه بين الذين ورثوا العداوات وورثوها أولادهم ، فظلوا يتطاحنون في حروب دامية أكلتالأخضر واليابس وأتت على الطارف والتليد وأهلكت الحرث والنسل ، فإذا بهؤلاء يتفقونجميعاً في ظل العبودية لله تعالى .
والله سبحانه يذّكر هؤلاء العباد بالنعمة العظيمة التي أسبغها عليهم بأن أخرجهم من الظلمات إلى النور ومن الشقاق إلى الوفاقومن الاختلاف إلى الائتلاف ومن التدابر إلى الاجتماع والتعاون فيما بينهم يقولسبحانه ( وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءًفَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْعَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُاللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) آل عمران : من الآية103
وقد قبض الله تعالى عبده ورسوله محمداً صلى الله عليه وسلّم بعدما كانت هذه النعمة نعمة سابغة على هذه الأمة شاملة لجميع أفرادها إذ تآلفت قلوبهم برباطالإيمان الذي يوحد ولا يشتت ويجمع ولا يفرق ، ثم بعد ذلك ولي الأمر خلفاؤه الراشدونرضي الله تعالى عنهم وهم الذين ساروا على نهجه واتبعوا هديه إلى أن لقوا الله تباركوتعالى .
ثم تحول الأمر إلى سياسة غاشمة كانت تتبنى توجهاتها حسب أهواء الأفراد الذين تربعوا على سدة الحكم ، فكان الأمر بخلاف ذلك ، إذ أخذت العرى تنقضعروة عروة ووقع الخلاف ، وكل من كان في ركب تلك السياسة كان مرضياً عنه وكانمعدوداً من الصالحين وكان معدوداً من الموافقين ، ومن كان بخلاف ذلك كان أمره خلافه .
ونجد البون الشاسع والفرقة البعيدة والشقة المتنائية ما بين الوضع في عهد الرسول صلى الله عليه وسلّم والوضع في تلكم السياسة التي قامت من بعد ، ففي عهدالخلفاء الراشدين رضي الله تعالى عنهم يقول أحد الخلفاء على مسمع ومرأى من الناس ((أيها الناس إذا رأيتم فيّ اعوجاجاً فقوموني )) فيقوم له أحد من عامة الناس ويقول له : والله لو رأينا فيك اعوجاجاً لقومناه بسيوفنا . فما يكون منه إلا أن يحمد اللهعلى أن جعل في أمة محمد صلى الله عليه وسلّم من يقوم اعوجاجه بسيفه .
بينما الأمر بعد ذلك وصل إلى أن يقول أحد الذين تربعوا على دست ما يسمى بالخلافة يقول:أيها الناس لست بالإمام الضعيف ولا بالإمام المداهن ولكن لن يقول لي أحدكم اتق اللهحتى يكون السيف أسرع إلى عنقه من قوله إلى سمعه . ومع ذلك قيل بأن هذا الذي وليالأمر بالقوة والجبروت هو على حكم الله سبحانه وتعالى ، وأنه أصبح حاكماً بأمر اللهوأصبحت طاعته واجبة على الرعية .
هكذا انقلبت الموازين رأساً على عقب . فبسبب هذا حصل الاختلاف وحصل التفرق ، فمن الناس من سلك في معارضة ما كان قائماًمسلكاً معتدلاً ، لم يخرج به إلى الشطط والانحراف ، بل ظل مع هذا كله يحافظ دائماًعلى مثل الإسلام وأخلاق الإسلام وقيم الإسلام وتعاليم الإسلام .
ومن الناس من أثّرت فيه الأحداث القائمة ردة فعل أدت به إلى الشطط والبعد عن المنهج السويوالغلو والإفراط . فهذا هو الذي أدى بالناس إلى التفرق والاختلاف بطبيعة الحال .
فمهما يكن من أمر فإن تلك الأحداث التي جاءت بعد عهد الرسالة وعهد الخلافةالراشدة هي التي أدت إلى ما أدت إليه وهي التي أوجدت هذا الاختلاف بين الأمة .
ولكن تلك أحداث انقضت عصورها ، تلك أحداث لا ينبغي أن تلاك بالألسن وإن كان كثير من الناس الآن يحرص على السير في ذلكم الاتجاه الذي قلب الموازين رأساً علىعقب بحيث جعل المحق مبطلاً والمبطل محقا ، كثير من الألسن تلوك ذلك .
ولكن نحن نرى أن طي تلك الصفحة وإصلاح الأمة وبنائها على أسس من الفكر السليم ومن السلوكالمستقيم على هدي القرآن الكريم والثابت الصحيح من سنة الرسول صلى الله عليه وسلّمهو الذي سيؤدي بالأمة إلى الوفاق والتآلف من جديد بمشيئة الله ، ولا يصلح آخر هذهالأمة إلا ما أصلح أولها .
فالأمة بحاجة إلى صياغة تكون امتداداً لتلك الصياغة التي كانت في عهد الرسول صلى الله عليه وسلّم ثم في عهد خلفائه الراشدين ،والله تعالى الموفق .
أما الاختلاف الذي يؤدي إلى التفرق والتنابز بالألقاب وقذف كل طائفة أخرى بما تقذفها به ومحاولة وصفها بالأوصاف البعيدة عن الحق هذا هو الذي يعاب وهو الذي لا يقر أبدا .
السلام عليكم اخواني \اخواتي .. ورحمة الله وبركــاته
هذه المشاركة سنضع فيهــا اراء العملــاء المسلمين حول التفرق والتعصب المذهبــي ..
لنــؤكد لاهل الفتنة .. ان اصحــاب المذهب ((السني والأبــاضي والشيعي)) وغيرهم .. اخوة في الله والدين ..
ولنــؤكد اصرارهم على وحدة الأمـة .. وندحض ان علمــائنا يسعون الى الفتنة والشقــاق .. وانما هذا ما يسعى اليه من يفهمون ان الدين تكفير وقتــل .. وسرقة وسبي
لن أطــيــل الشرح كثيــراً .. واتمنى ممن يريد المساهمة ان يتفضــل مشكورا وله الأجــر ان شاء الله ..
***********************************************************************
ابدأ هذه السلسلة مع الشيخ العــلامة .. أحمــد بن حمـد الخليلي .. ورده في بـرنامج سؤال أهــل الذكــر ..
وان شاء الله ســأضع ردود علمــاء آخرين من مختلف المذاهب .. فــإلى سماحة الشيخ ..:)
السؤال : لماذا يختلف المسلمون وهم يقدمون للعالم أرقى القواعد في فقه الاختلاف ؟ هل هناك نواح أخرى تتدخل في مسائلهم؟
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ،والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :
فلا ريب أن كل من رضي بالله تعالى رباً ، وبالإسلام دينا ، وبالقرآن هادياً ودليلاً ، وبمحمد صلى الله عليه وسلّم قائداً ورسولاً ينزع منزع الوحدة ما بينالأمة ، لأن الوحدة يصبح بالنسبة إليه هو الهم الذي يؤرقه ، والشاغل الذي يلم بباله، والهدف الذي يسعى إليه في حياته .
فالناس دائماً بالنظر إلى هذه العقيدة عندما ينطلقون منها وتكون نفوسهم مخلصة لله تبارك وتعالى ونواياهم طيبة إنما يسعونإلى لم الشعث ورأب الصدع وتوحيد الكلمة وتأليف النافر وتقريب البعيد .
وقبل أن أخوض في هذا أريد أن أقول بأن كل ما في دين الإسلام إنما يؤدي إلى الوحدة منعبادات ومن أخلاق ومن مُثل .
هذه الصلاة جعلها الله تبارك وتعالى سبباً للوحدة عندما تؤدى على الوجه المشروع ، ويكفي ما نشاهده من مظهرها بحيث إن القويوالضعيف يقفان معاً ، والحاكم والمحكوم أيضاً يصفان جميعاً ، والغني والفقير لا فرقبينهما ، والعربي والأعجمي أيضاً لا يفترقان في شيء .
فإذن هذه الصلاة تقضي على جميع الحواجز التي تفصل بين الإنسان والإنسان ، فهي تحطم الحواجز ، وتجتثالنعرات ، وتنتزع السخائم والأحقاد عندما يجتمع المسلمان راكعين ساجدين واقفين بينيدي الله تعالى .
كذلك بالنسبة إلى الصيام ، كذلك بالنسبة إلى الزكاة ،كذلك بالنسبة إلى الحج ، كل من ذلك يؤدي هذه الغاية التي ينشرها الإسلام في أبنائه .
ومن فضل الله تبارك وتعالى على عباده أنه لم يتركهم لأهوائهم ونزعاتهم ونزغاتهم ، بل أرسل إليهم رسله وأنزل عليهم كتبه ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حيعن بينة .
وقد أتم الله سبحانه وتعالى عليهم نعمته وأكمل لهم الدين بأن بعث فيهم عبده ورسوله محمداً صلى الله عليه وسلّم ، الذي جاء إلى هذا الوجود والناسمتفرقة مسالكهم ، متنوعة نزعاتهم ونزغاتهم ، متباينة أهوائهم ورغباتهم ، كل يدعيأنه على الصواب ، فجمع النبي صلى الله عليه وسلّم بأمر الله هذا الشتات ، وألف اللهتعالى به بين هذه القلوب المتنافرة ، وجمع به بين هذه الفئات المتدابرة ، فإذابالشقاق وفاق ، وإذا بالنزاع وئام ، وإذا بالاختلاف ائتلاف ، جمع الله تبارك وتعالىبه بين الذين ورثوا العداوات وورثوها أولادهم ، فظلوا يتطاحنون في حروب دامية أكلتالأخضر واليابس وأتت على الطارف والتليد وأهلكت الحرث والنسل ، فإذا بهؤلاء يتفقونجميعاً في ظل العبودية لله تعالى .
والله سبحانه يذّكر هؤلاء العباد بالنعمة العظيمة التي أسبغها عليهم بأن أخرجهم من الظلمات إلى النور ومن الشقاق إلى الوفاقومن الاختلاف إلى الائتلاف ومن التدابر إلى الاجتماع والتعاون فيما بينهم يقولسبحانه ( وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءًفَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْعَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُاللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) آل عمران : من الآية103
وقد قبض الله تعالى عبده ورسوله محمداً صلى الله عليه وسلّم بعدما كانت هذه النعمة نعمة سابغة على هذه الأمة شاملة لجميع أفرادها إذ تآلفت قلوبهم برباطالإيمان الذي يوحد ولا يشتت ويجمع ولا يفرق ، ثم بعد ذلك ولي الأمر خلفاؤه الراشدونرضي الله تعالى عنهم وهم الذين ساروا على نهجه واتبعوا هديه إلى أن لقوا الله تباركوتعالى .
ثم تحول الأمر إلى سياسة غاشمة كانت تتبنى توجهاتها حسب أهواء الأفراد الذين تربعوا على سدة الحكم ، فكان الأمر بخلاف ذلك ، إذ أخذت العرى تنقضعروة عروة ووقع الخلاف ، وكل من كان في ركب تلك السياسة كان مرضياً عنه وكانمعدوداً من الصالحين وكان معدوداً من الموافقين ، ومن كان بخلاف ذلك كان أمره خلافه .
ونجد البون الشاسع والفرقة البعيدة والشقة المتنائية ما بين الوضع في عهد الرسول صلى الله عليه وسلّم والوضع في تلكم السياسة التي قامت من بعد ، ففي عهدالخلفاء الراشدين رضي الله تعالى عنهم يقول أحد الخلفاء على مسمع ومرأى من الناس ((أيها الناس إذا رأيتم فيّ اعوجاجاً فقوموني )) فيقوم له أحد من عامة الناس ويقول له : والله لو رأينا فيك اعوجاجاً لقومناه بسيوفنا . فما يكون منه إلا أن يحمد اللهعلى أن جعل في أمة محمد صلى الله عليه وسلّم من يقوم اعوجاجه بسيفه .
بينما الأمر بعد ذلك وصل إلى أن يقول أحد الذين تربعوا على دست ما يسمى بالخلافة يقول:أيها الناس لست بالإمام الضعيف ولا بالإمام المداهن ولكن لن يقول لي أحدكم اتق اللهحتى يكون السيف أسرع إلى عنقه من قوله إلى سمعه . ومع ذلك قيل بأن هذا الذي وليالأمر بالقوة والجبروت هو على حكم الله سبحانه وتعالى ، وأنه أصبح حاكماً بأمر اللهوأصبحت طاعته واجبة على الرعية .
هكذا انقلبت الموازين رأساً على عقب . فبسبب هذا حصل الاختلاف وحصل التفرق ، فمن الناس من سلك في معارضة ما كان قائماًمسلكاً معتدلاً ، لم يخرج به إلى الشطط والانحراف ، بل ظل مع هذا كله يحافظ دائماًعلى مثل الإسلام وأخلاق الإسلام وقيم الإسلام وتعاليم الإسلام .
ومن الناس من أثّرت فيه الأحداث القائمة ردة فعل أدت به إلى الشطط والبعد عن المنهج السويوالغلو والإفراط . فهذا هو الذي أدى بالناس إلى التفرق والاختلاف بطبيعة الحال .
فمهما يكن من أمر فإن تلك الأحداث التي جاءت بعد عهد الرسالة وعهد الخلافةالراشدة هي التي أدت إلى ما أدت إليه وهي التي أوجدت هذا الاختلاف بين الأمة .
ولكن تلك أحداث انقضت عصورها ، تلك أحداث لا ينبغي أن تلاك بالألسن وإن كان كثير من الناس الآن يحرص على السير في ذلكم الاتجاه الذي قلب الموازين رأساً علىعقب بحيث جعل المحق مبطلاً والمبطل محقا ، كثير من الألسن تلوك ذلك .
ولكن نحن نرى أن طي تلك الصفحة وإصلاح الأمة وبنائها على أسس من الفكر السليم ومن السلوكالمستقيم على هدي القرآن الكريم والثابت الصحيح من سنة الرسول صلى الله عليه وسلّمهو الذي سيؤدي بالأمة إلى الوفاق والتآلف من جديد بمشيئة الله ، ولا يصلح آخر هذهالأمة إلا ما أصلح أولها .
فالأمة بحاجة إلى صياغة تكون امتداداً لتلك الصياغة التي كانت في عهد الرسول صلى الله عليه وسلّم ثم في عهد خلفائه الراشدين ،والله تعالى الموفق .
السؤال :من خلال كلامكم رأيتم أن الخلاف هذا كان بسبب تأثير سياسي عندما غاب النصح عن أولئك الذين تربعوا على عروشهم ، لكن لماذا استجاب العلماء لهذا الاتجاه وبدأت هناك تصنيفات ومذاهب متفرقة وفهم الموضوع على أنه قضية علماء ومذاهب لا دخل له في الأمور السياسية ؟
الجواب :
على كل حال ينبغي أن نفرق بين اختلاف المذاهب في القضايا الفقهية والقضاياالفرعية التي لا تشتت الأمة ولا توزعها ، هذه لا نعد الاختلاف فيها بلاءً ونقمة ،وإنما نعد الاختلاف فيها رحمة ونعمة .
أما الاختلاف الذي يؤدي إلى التفرق والتنابز بالألقاب وقذف كل طائفة أخرى بما تقذفها به ومحاولة وصفها بالأوصاف البعيدة عن الحق هذا هو الذي يعاب وهو الذي لا يقر أبدا .
يتـــبـّــع ان شاء الله :)
