أروع النصائح للمسلم(للإمام علي (ع))

    • أروع النصائح للمسلم(للإمام علي (ع))

      (أروع النصائح للمسلم) للإمام علي (ع)




      بعض مما علمهُ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام ) ما يصلح للمسلم في دينه ودنياه :
      قال أمير المؤمنين عليه السلام :

      ** ذكرُنا أهل البيت شفاءٌ من العلل والأسقام ووسواس الريب، وجهتنا رضا الربّ عزّ وجلّ .. والآخذ بأمرنا معنا غدا في حظيرة القدس ، والمنتظرلأمرنا كالمتشحّط بدمه في سبيل الله .. مَن شهدنا في حربنا أو سمع واعيتنا فلمينصرنا ، أكبّه الله على منخريه في النار ..
      نحن باب الغوث إذا بغوا وضاقتالمذاهب ، نحن باب حطة - وهو باب السلام - مَن دخله نجا ومن تخلّف عنه هوى ، بنايفتح الله وبنا يختم الله ، وبنا يمحو ما يشاء وبنا يثبت ، وبنا يدفع الله الزمانالكَلِب (أي شديد الضيق ) ، وبنا ينزل الغيث ، فلا يغرّنكم بالله الغرور ..
      ماأنزلت السماء قطرةً من ماء منذ حبسه الله عزّ وجلّ ، ولو قد قام قائمنا لأنزلتالسماء قطرها ،ولأخرجت الأرض نباتها ، ولذهبت الشحناء من قلوب العباد ، واصطلحتالسباع والبهائم حتى تمشي المرأة بين العراق إلى الشام ، لا تضع قدميها إلا علىالنبات ، وعلى رأسها زينتها ، لا يهيجها سبعٌ ولا تخافه .

      ** لا ينام المسلم وهو جنب ، ولا ينام إلا على طهور ، فإنلم يجد الماء فليتيمّم بالصعيد ، فإن روح المؤمن تُرفع إلى الله تبارك وتعالىفيقبلها ويبارك عليها ، فإن كان أَجَلُها قد حضر ، جعلها في كنوز رحمته ، وإن لميكن أَجَلُها قد حضر ، بعث بها مع أمنائه من ملائكته فيردّونها في جسدها ....

      ** كل عينٍ يوم القيامة باكيةٌ ، وكل عينٍ يوم القيامةساهرةٌ إلا عين مَن اختصّه الله بكرامته ، وبكى على ما يُنتهك من الحسين وآل محمد (ع) .. شيعتنا بمنزلة النحل ، لو يعلم الناس ما في أجوافها لأكلوها .. لا تعجّلواالرجل عند طعامه حتى يفرغ ، ولا عند غائطه حتى يأتي على حاجته .. إذا انتبه أحدكممن نومه فليقل :
      " لا إله إلا الله الحليم الكريم الحي القيوم وهو على كل شيءقدير ، سبحان رب النبيين وإله المرسلين ، رب السماوات السبع وما فيهن ، ورب الأرضينالسبع وما فيهن ، ورب العرش العظيم ، والحمد لله رب العالمين " .. فإذا جلس من نومهفليقل قبل أن يقوم : " حسبي الله ، حسبي الرب من العباد ، حسبي الذي هو حسبي منذكنت ، حسبي الله ونِعْمَ الوكيل" ....

      **الصلاة في الحرمين تعدل ألف صلاة ، ونفقة درهم في الحجّتعدل ألف درهم .. ليخشع الرجل في صلاته ، فإنه مَن خشع قلبه لله عزّ وجلّ خشعتجوارحه ، فلا يعبث بشيء ....

      ** إذا قام الرجل إلى الصلاة ، أقبل إبليس ينظر إليه حسداًلما يرى من رحمة الله التي تغشاه ..شر الأمور محدثاتها ، وخير الأمور ما كان للهعزّ وجلّ رضى .. من عَبَد الدنيا وآثرها على الآخرة استوخم العاقبة .



      ** لا ينام الرجل على وجهه ، ومَن رأيتموه نائما على وجهه فأنبهوه ولا تدعوه .. ولا يقومنّ أحدكم في الصلاة متكاسلاً ولا ناعساً ، ولا يفكرنفي نفسه فإنه بين يدي ربه عزّ وجلّ ، وإنما للعبد من صلاته ما أقبل عليه منها بقلبه .

      ** خالفوا أصحاب المسكر وكلوا التمر ، فإن فيه شفاءٌ منالأدواء .. اتبعوا قول رسول الله (ص) فإنه قال : مَن فتح على نفسه بابَ مسألةٍ ،فتح الله عليه باب فقر .. أكثروا الاستغفار تجلبوا الرزق .. وقدّموا ما استطعتم منعمل الخير تجدوه غدا .. إياكم والجدال !.. فإنه يورث الشك .



      ** من كانت له إلى ربه عزّ وجلّ حاجة ، فليطلبها في ثلاثساعات : ساعة في يوم الجمعة ، وساعة تزول الشمس حين تهب الرياح ، وتفتح أبوابالسماء وتنزل الرحمة ، ويصوّت الطير ، وساعة في آخر الليل عند طلوع الفجر ، فإنّملكين يناديان : هل من تائب يُتاب عليه ؟.. هل من سائل يُعطى ؟.. هل من مستغفرفيُغفر له ؟.. هل من طالب حاجة فتُقضى له ؟.. فأجيبوا داعي الله ، واطلبوا الرزقفيما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ، فإنه أسرع في طلب الرزق من الضرب في الأرض ،وهي الساعة التي يقسّم الله فيها الرزق بين عباده.

      **إنّ الله تبارك وتعالى اطّلع إلى الأرض ، فاختارناواختار لنا شيعةً ينصروننا ، ويفرحون لفرحنا ، ويحزنون لحزننا ، ويبذلون أموالهموأنفسهم فينا ، أولئك منا وإلينا ، ما من الشيعة عبدٌ يقارف أمرا نهينا عنه فيموتحتى يُبتلى ببلية تمُحّص بها ذنوبه إما في ماله ، وإما في ولده ، وإما في نفسه حتىيلقى الله عزّ وجلّ وما له ذنبٌ ، وإنه ليبقى عليه الشيء من ذنوبه فيُشدّد به عليهعند موته ....





      **ولو تعلمون مالكم في مقامكم بين عدو كم وصبركم على ماتسمعون من الأذى ، لقرّت أعينكم ، ولو فقدتموني لرأيتم من بعدي أموراً ، يتمنىأحدكم الموت مما يرى من أهل الجحود والعدوان من الأثرة ، والاستخفاف بحقّ اللهتعالى ذكره ، والخوف على نفسه ، فإذا كان ذلك فاعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرّقوا، وعليكم بالصبر والصلاة والتقية ....


      **إذا سمعتم من حديثنا ما لا تعرفون ، فردّوه إلينا وقفواعنده وسلّموا حتى يتبين لكم الحق ، ولا تكونوا مذائيع عجلى ، إلينا يرجع الغالي ،وبنا يلحق المقصّر الذي يقصر بحقنا ، مَن تمسك بنا لحق ، ومَن سلك غير طريقنا غرق ،لمحبينا أفواجٌ من رحمة الله ، ولمبغضينا أفواجٌ من غضب الله ، وطريقنا القصد ، وفيأمرنا الرشد ....


      ** ولا تستصغروا قليل الآثام ، فإنّ الصغير يُحصى ويرجعإلى الكبير .. وأطيلوا السجود فما من عمل أشدّ على إبليس من أن يرى ابن آدم ساجداً، لأنه أُمر بالسجود فعصى ، وهذا أُمر بالسجود فأطاع فنجا .. أكثروا ذكر الموت ويومخروجكم من القبور ، و قيامكم بين يدي الله عزّ وجلّ تهون عليكم المصائب .

      ** إذا اشتكى أحدكم عينيه ، فليقرأ آية الكرسي وليُضمر فينفسه أنها تبرأ ، فإنها تُعافى إن شاء الله .. توقّوا الذنوب ، فما من بلية ولا نقصرزق إلا بذنب ، حتى الخدش والكبوة والمصيبة ، قال الله عزّ وجلّ : { وما أصابكم منمصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير } .. أكثروا ذكر الله عزّ وجلّ على الطعام ،ولا تطغوا فيه ، فإنها نعمةٌ من نعم الله ورزقٌ من رزقه ، يجب عليكم فيه شكره وحمده .. أحسنوا صحبة النعم قبل فراقها ، فإنها تزول وتشهد على صاحبها بما عمل فيها .

      ** صوم ثلاثة أيام من كلّ شهر : أربعاء بين خميسين وصومشعبان ، يُذهب بوسواس الصدر وبلابل القلب .. والاستنجاء بالماء البارد يقطعالبواسير .. غسل الثياب يُذهب بالهمّ والحزن وهو طهورٌ للصلاة .. لا تنتفوا الشيبفإنه نور المسلم ، ومن شاب شيبته في الإسلام كان له نورا يوم القيامة.

      ** اصطنعوا المعروف بما قدرتم على اصطناعه ، فإنه يقيمصارع السوء .. ومَن أراد منكم أن يعلم كيف منزلته عند الله ، فلينظر كيف منزلةالله منه عند الذنوب ، كذلك منزلته عند الله تبارك وتعالى ....

      ** زوروا موتاكم فإنهم يفرحون بزيارتكم ، وليطلب الرجلحاجته عند قبر أبيه وأمه بعد ما يدعو لهما .. المسلم مرآة أخيه ، فإذا رأيتم منأخيكم هفوةً فلا تكونوا عليه ، وكونوا له كنفسه ، وأرشدوه ، وانصحوه ، وترفّقوا به، وإياكم والخلاف فتُمزّقوا ، وعليكم بالقصد تزلفوا وتوجروا ....




      ** تصدقوا بالليل ، فإنّ الصدقة بالليل تُطفئ غضب الرب جلّجلاله .. احسبوا كلامكم من أعمالكم .. يقلّ كلامكم إلا في خير .. أنفقوا مما رزقكمالله عزّ وجلّ ، فإنّ المنفق بمنزلة المجاهد في سبيل الله ، فمن أيقن بالخلف سختنفسه بالنفقة .. من كان على يقين فشكّ فليمض على يقينه ، فإنّ الشكّ لا ينقض اليقين

      ** إياكم والكسل !.. فإنه مَن كسل لم يؤد حقّ الله عزّوجلّ .. تنظّفوا بالماء من المنتن الريح الذي يُتأذى به .. تعهّدوا أنفسكم ، فإنّالله عزّ وجلّ يبغض من عباده القاذورة الذي يتأنف به من جلس إليه .. لا يعبث الرجلفي صلاته بلحيته ولا بما يشغله عن صلاته .. بادروا بعمل الخير قبل أن تُشغلوا عنهبغيره .

      ** المؤمن نفسه منه في تعب ، والناس منه في راحة .. ليكنجلّ كلامكم ذكر الله عزّ وجلّ .. احذروا الذنوب فإنّ العبد ليذنب فيُحبس عنه الرزق .. داووا مرضاكم بالصدّقة .. حصّنوا أموالكم بالزكاة .. الصلاة قربان كل تقيّ .. الحجّ جهاد كل ضعيف .

      ** جهاد المرأة حسن التبعّل .. الفقر هو الموت الأكبر .. قلّة العيال أحد اليسارين .. التقدير نصف العيش .. الهمّ نصف الهرم .. ما عال امرؤاقتصد ، وما عطب امرؤ استشار ....

      ** تعرّضوا للتجارة فإنّ فيها غنىً لكم عمّا في أيدي الناس، فإنّ الله يحب المحترف الأمين .. ليس عملٌ أحبّ إلى الله عزّ وجلّ من الصلاة ،فلا يشغلنكم عن أوقاتها شيءٌ من أمور الدنيا ، فإنّ الله عزّ وجلّ ذمّ أقواما فقال : { الذين هم عن صلوتهم ساهون } ، يعني أنهم غافلون استهانوا بأوقاتها ....

      ** المؤمن لا يغشّ أخاه ، ولا يخونه ، ولا يخذله ، ولايتّهمه ، ولا يقول له : أنا منك بريءٌ .. اطلب لأخيك عذراً ، فإن لم تجد له عذراًفالتمس له عذراً .. مُزاولة قلع الجبال أيسر من مُزاولة مُلْك مؤجّل .. واستعينوابالله واصبروا ، إنّ الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين .. لاتعاجلوا الأمر قبل بلوغه فتندموا ، ولا يطولّن عليكم الأمد فتقسو قلوبكم ....

      من قرأ { قل هو الله أحد } قبل أن تطلع الشمس إحدى عشرمرة ، ومثلها { إنا أنزلناه } ، ومثلها آية الكرسي ، مُنع ماله مما يخاف .. من قرأ { قل هو الله أحد } قبل أن تطلع الشمس لم يصبه في ذلك اليوم ذنبٌ وإن جهد إبليس ....

      ** ابدأوا بالملح في أول طعامكم ، فلو يعلم الناس ما فيالملح لاختاروه على الترياق المجرّب ، من ابتدأ طعامه بالملح ذهب عنه سبعون داء ،وما لا يعلمه إلا الله عزّ وجلّ ....

      ** باب التوبة مفتوحٌ لمن أرادها ، فتوبوا إلى الله توبةًنصوحا عسى ربكم أن يكفّر عنكم سيئاتكم ، وأوفوا بالعهد إذا عاهدتم .. فمازالت نعمةٌولا نضارة عيش إلا بذنوب اجترحوا ، إنّ الله ليس بظلاّم للعبيد ، ولو أنهم استقبلواذلك بالدعاء والإنابة لما تنزل ، ولو أنهم إذا نزلت بهم النقم وزالت عنهم النعم ،فزعوا إلى الله عزّ وجلّ بصدق من نيّاتهم ، ولم يهنوا ولم يسرفوا لأصلح الله لهم كلفاسد ، ولردّ عليهم كل صالح ....

      ** خالطوا الناس بما يعرفون ، ودعوهم مما ينكرون ، ولاتحملوهم على أنفسكم وعلينا .. إنّ أمرنا صعبٌ مستصعبٌ ، لا يحتمله إلا ملَكٌ مقرّبٌأو نبيٌّ مرسلٌ أو عبدٌ قد امتحن الله قلبه للإيمان .. إذا وسوس الشيطان إلى أحدكمفليتعوذ بالله وليقل : آمنت بالله وبرسوله مخلصاً له الدين .. إذا كسا الله عزّوجلّ مؤمناً ثوباً جديداً ، فليتوضّأ وليصلّ ركعتين : يقرأ فيهما أم الكتاب وآيةالكرسي و{ قل هو الله أحد } و { إنا أنزلناه في ليلة القدر }، ثم ليحمد الله الذيستر عورته ، وزيّنه في الناس ، وليُكثر من قول : لا حول ولا قوة إلا بالله العليالعظيم ، فإنه لا يُعصى الله فيه ، وله بكل سلك فيه ملك يقدّس له ويستغفر لهويترّحم عليه ....

      المصدر : جواهر البحار \ كتاب الإحتجاج والمناظرة \ الخصال ص 155