دراسة حول ( الصحوة الإسلامية في عمان )

    • ( ب ) الالتفاف حول العلماء والدعاة :

      (21)

      ( ب ) الالتفاف حول العلماء والدعاة :
      ومن عناصر القوة في هذه الصحوة المباركة تحلق الشباب حول العلماء العارفين ، والالتفاف حول المجتهدين الفضلاء ، من علماء الآخرة ، ودعاة الخير والمعروف ..
      فكلما حزب شباب الصحوة أمر من الأمور اتصلوا بالشيخ الجليل أو العالم الفاضل أو الداعية العارف .. يسألونهم عن أمور الدين .. ويستفتونهم في أقضيات الحياة ..
      وإن أراد أحد من شباب الصحوة مشورة في أموره كزواج أو وظيفة أو سفر أو طلب علم .. انلطق بسيارته يقطع القفار متوجها نحو أحد العلماء المنتشرين في عمان يشاوره في أمره ذاك ..
      وغن أرادوا محاضرة دينية ، أو درسا فقهيا ، أو ندوة فكرية .. هرعوا إلى أهل العلم فطلبوا منهم ذلك ، وظفروا بمطلبهم ..
      تجدهم هكذا في الأمور كلها ..
      وتلك نقيبة حسنة فيهم ، وخصلة من الخصال الطيبة التي يمتازون بها ..
      وهي الخصلة ذاتها التي تربى عليها الصحابة رضوان الله عليهم وهم يعيشون بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم .. يرجعون إليه في أمور دينهم .. ويشاورونه في أقضياتهم .. لم يحجبهم عن ذلك حياء أو كبر ..
      وهكذا ظل التابعون وهم يعيشون بين ظهراني الصحابة .. فم توالت هذه الخصلة في أجيال الأمة ، وتعاقبت فيهم ، حتى وصلت إلينا ، والحمد لله على توفيقه ومنته ..
      وهم في هذا كله مستجيبون لقول الله تعالى :[ يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ] ، إذ قالت طائفة كبيرة من أهل التفسير بأن المراد بأولي الأمر علماء الآخرة ، المجتهدون الصالحون .. لأنهم أطباء العالم .. يشخصون أدواء الأمة والناس ، ويضعون العلاج المناسب .. ويرشدون الناس إلى الخير ، ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ..
      ولا مناص للدعاة والفضلاء من التعلق بأهل العلم والصلاح .. والتحلق حولهم .. وأن يكونوا في صفهم ، فالمرء يحشر مع من أحب ، والإنسان يعرف بقرينه ..
      ومن هذا الحب العميق من شباب الصحوة لعلماء الصحوة في عمان ، تجدهم يغارون عليهم ، ويذبون عن حرماتهم ، ولا يسمحون لأي امرئ مهما كان أن ينتقص من حقهم ، أو ينال منهم بسوء ..
      لقد ضربت الصحوة الإسلامية في عمان ـ ولله الحمد والمنة ـ أمثلة ناصعة في احترام العلماء وتقديرهم ، وإنزالهم منازلهم ، ولا غرو في ذلك ، لأنهم من معين القرآن يشربون ، وبالسنة المطهرة يقتفون ..

      >>>>>>>>>>> (22)
    • (ج) التخصص في علوم الشريعة والأحكام :

      (22)

      (ج) التخصص في علوم الشريعة والأحكام :
      عملا بقول الله تبارك وتعالى :[ فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليفقهوا في الدين ، ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون ] ، عملا بهذه الآية توجه ثلة من شباب الصحوة الإسلامية في عمان إلى التخصص في علوم الشريعة والأحكام، والتعمق في مسائلها ، والغوص في لجة بحورها ..
      فقد أدرك هؤلاء بأن العلم الشرعي هو السبيل نحو نهضة الأمة ورقيها .. وهو الطريق إلى صياغة الأمة من جديد .. وبنائها على أكمل معاني الرفعة والسمو ..
      وكان للعلماء المجتهدين ـ وفقهم الله تعالى ـ الأثر البالغ في هذا التوجه المبارك ..فعلموا بأيديهم جملة كبيرة من الطلبة النجباء .. وتخرج من معاهدهم دعاة صالحون .. وخطباء عارفون ..وأئمة مؤتمنون ..
      ولا ريب أن الأمة بحاجة إلى هذه التخصصات الشرعية ، لأن الخير منوط بها كما في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ، عند الإمام الربيع رحمه الله : [ من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ] .. والفقه ليس ـ كما يفهمه بعض السطحيين ـ بأنه العلم المتحجر الذي يؤخذ من الأوراق الصفراء والمخطوطات المهترئة !! وان أصحاب الفقه قوم متحجرون !! ليس هذا هو الفقه .. وإنما هو علم الحياة نفسها ، وفقه الواقع بظروفه وملابساته ، فالفقيه رجل موسوعي ، ومطلع كبير ، يتابع حركة العالم ، ويقرأ بين سطور الأحداث ، ويراقب عن كثب مسيرة السياسة والاقتصاد والاجتماع وغيرها من العلوم ..
      وهذا هو الفقيه الذي عرفناه ، وعرفته الصحوة الإسلامية في عمان ، فتعلمت منه هذا المنهج الواضح ، وسارت عليه في بناء الفقهاء وتخريج العلماء ..
      كما أن للمؤسسات الرسمية دور فاعل كذلك .. ودور لا يمكن تجاهله البتة .. كمعهد العلوم الشرعية ( معهد القضاء الشرعي والوعظ والإرشاد سابقا ) في روي ، ومعاهد السلطان قابوس للدراسات الإسلامية في خصب وجعلان وصحار وغيرها ، والمعاهد الدينية الأخرى ..
      ولا يفوتنا أن ننوه بالدور الكبير لقسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية بجامعة السلطان قابوس ، وكذلك معاهد التربية المتوزعة في كافة نواحي عمان الطيبة ..كما أن افتتاح جامع السلطان قابوس الأكبر وملحقاته الأخرى كمركز الثقافة الإسلامية يعتبر رافدا جديدا في طريق الخير .. ومنارة أخرى تنير درب العلم والمعرفة ..
      فقد خرجت هذه المؤسسات فئة أحبت العلم الشرعي ، وتخصصت فيه ، وواصلت البحث والتعلم حتى صار بعضهم ممن يشار إليه بالبنان في الدين والعلم والخلق ..وما تزال هذه المؤسسات تعمل وسعها في تعليم العلم الشرعي ، وبناء جيل إسلامي متفتح ، يعي متغيرات الحياة ، ويدرك واقع الدنيا ، ليتخرج بعدها عضوا فاعلا في المجتمع ، وأداة من أدوات الإصلاح والتغيير .

      >>>>>>>>>>>>> (23)
    • ( د ) حفظ القرآن الكريم والسنة النبوية :

      (23)

      ( د ) حفظ القرآن الكريم والسنة النبوية :
      عرف عن أهل الحق تمسكهم بالقرآن الكريم ، وانقيادهم لحكمه ، وتدبرهم لمعانيه ، كيف لا وهو دستور هذه الأمة ، والمخلص لها من كل صنوف الفتن والشرور والمفاسد .. ولا يزال هذا الأمر في عمان ظاهرا للعيان ..
      يبدأ أول ما يبدأ بتوجيه الآباء أبنائهم نحو تعلم القرآن الكريم ، على يد ( المعلم ) في الحارة أو القرية .. يذهبون إليه كل صباح .. ويرجعون وقد تعلموا سورة قصيرة ، وحفظوها ، أو بضع آيات من طوال السور ..وتعلموا منه أيضا بعض أحكام العبادات العملية ..
      ومع تطور الحياة .. ونشوء المدارس النظامية ، ارتقى أسلوب التعليم أيضا حتى في مدراس القرآن الكريم ، بفضل الله تعالى .. ثم بفضل جهود الصحوة الإسلامية .. فبنيت مدارس كثيرة .. وخصص للتعليم فيها معلمون أكفاء .. يأتي إليهم الطلبة بعد الانتهاء من المدراس النظامية أو يدرسون أيام العطل والإجازة الصيفية .. والكثير منها يأخذ الأطفال دون السابعة من العمر أي أولئك الذين لم يلتحقوا بتلك المدرس بعد ..
      فنشأ جيل إسلامي .. قرآني النزعة .. نبوي الأخلاق .. وهو ما يزال في السني الأولى من العمر ..
      ثم لما أنشئت المعاهد الإسلامية ـ الآنفة الذكر ـ كان من توجهها تحفيظ القرآن الكريم ، والتأكيد على ذلك ، واعتباره جزءا من المواد المقررة .. وكمثال على ذلك ، كان الطالب في معهد القضاء الشرعي والوعظ والإرشاد ( معهد العلوم الشرعية حاليا) مطالبا بحفظ أربعة أجزاء كل سنة دراسية ، فما يتم السنوات الأربع في المعهد إلا وقد حفظ ما لا يقل عن ستة عشر جزءا .. وقد تخرج الكثير منهم ـ والله الحمد والمنة ـ يحفظون القرآن الكريم كله ..
      ولعل ما يقرب الصورة إلى الأذهان حول هذا الاهتمام .. عندما تفضل جلالة السلطان قابوس بطرح المسابقة السنوية بين العمانيين في حفظ القرآن الكريم ، كان الإقبال عليها منقطع النظير ، وأصبحت مجالا للتنافس الشريف على نيل الدنيا والآخرة ..
      وكم هو مؤثر وجميل أن نرى طفلا أو طفلة في السنة الثالثة أو الرابعة من العمر يتقدمون إلى المسابقة وهم يحفظون ( جزء عم ) وبضع أحاديث من مسند الإمام الربيع ..
      وكم هو شعور بالطمأنينة أن نرى شبابا في العشرين من أعمارهم ، يتقدمون للمنافسة ويحمل كل واحد منهم إنجيلا في صدره .
      وما يقال عن القرآن والاهتمام به .. يقال أيضا عن السنة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام .

      >>>>>>>>>>>>>>>> (24)
    • (هـ) التخصص في العلوم الإنسانية والتقنية :

      (24)

      (هـ) التخصص في العلوم الإنسانية والتقنية :
      كما أن الشباب المتدين في عمان لم يحصر نفسه في مجال واحد من العلوم ، ولم يعتبر التخصص في غير العلوم الشرعية والدينية مجرد ترف فكري كما يحلو للكثيرين أن يسموه ، بل نجد شباب الصحوة الإسلامية في كل فن من الفنون ، وفي أي مجال من مجالات المعرفة ما دام في ذلك مصلحة دينية ، ولم يكن في تعلمه مخالفة لشرع الله عز وجل أو يؤدي إلى مضرة شرعية معتبرة.
      وهذا بلا شك عنصر من عناصر القوة ، إذ وجود الشباب المتدين في هذه المجالات يعطي انطباعا قويا بأن الدين للحياة ، وأن الحياة لابد أن تكون وفق ما يقتضيه الشرع الحنيف ، فتجد التوأمة بينهما ، ثم تأتي الثمرة بعد ذلك طيبة غنية مباركة .
      فوجود الطبيب المتدين يحل مشكلات كثيرة ، ويجعل أمر التعامل معه مبنيا على الثقة والأمانة ، وهو في الوقت ذاته لا يعمل من أجل مصلحة دينية وحسب بل يراعي في عمله المصلحة الأخروية ، ويربط عمله بالتقوى ومراقبة الله سبحانه .
      ووجود المهندس المتدين يجعل الهندسة بناء دينيا ، فالعمارة تقترن بالتقوى والستر ، والصناعة تنسجم مع مقتضيات الشريعة ، والتصليح ينبني على الثقة والالتزام .. وهكذا دواليك ..
      ووجود التاجر المتدين يعني أول الخطوات لبناء اقتصاد إسلامي أصيل ، لا يعتمد على الربا ، ولا يأخذ بالرشوة ، ولا يعمل على الاحتكار ، ولا يتاجر فيما حرمه الله تعالى ، ويراعي في مكسبه الحلال الطيب ويبتعد عن الحرام الخبيث ..
      ووجود المدرس المتدين ، يجعل مسيرة التعليم تخطو نحو مراتب الكمال ، وتربي جيلا فريدا في هذه الأمة ، ويكون العلم ـ مهما كان نوعه ـ في الله ، ولله ، ولخدمة دين الله .
      وهكذا في كل الصناعات والعلوم ، تجد الشباب المتدين ، يعملون كما علمهم الرسول صلى الله عليه وسلم : [ إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه ] .

      >>>>>>>>>>> (25)
    • (و) إقامة الفعاليات الدينية المختلفة :

      (25)

      (و) إقامة الفعاليات الدينية المختلفة :
      وهو جزء من الدعوة إلى الله تعالى في هذا العصر ، والذي يقوم بأعبائه شباب الصحوة الإسلامية بتوجيه من العلماء والمجتهدين ، وتكاتف من أهل الخير والمعروف .
      فلا تفتأ المحاضرات الدينية عن البروز هنا وهناك .. ولا تقف الندوات الثقافية على مكان ما دون آخر .. ولا ينتهي برنامج معين إلا ويتبعه آخر ..
      جهود حثيثة من أجل الإصلاح .. وعمل جاد في سبيل الخير .. وسعي دؤوب إلى كل ما من شأنه رفعة هذه الأمة وأبنائها .. وبين هذه كلها شباب مخلصون .. أتقياء أخفياء .. يعملون في صمت .. ولا يطلبون ما عند الناس .. ولا يريدون منهم جزاء ولا شكورا ..
      بلغني عن داعية من الدعاة في عمان أن بعض الناس تقدم إليه بهدية ، عبارة عن سيارة فخمة جديدة ، فما كان من هذا الداعية إلا أن اعتذر عن قبولها .. مع قدرته على أخذها ..
      إنه العمل من أجل مرضاة الله تعالى .. فهذا الداعية ربما يشعر أنه بسبب دعوته قدم الناس له هذه الهدية .. ولو لم يكن كذلك لما قدمت له أصلا .. وهذا في حد ذاته مدخل من مداخل الشيطان إلى الإنسان .. ليوقعه في العجب .. والتفاخر على الأقران .. إلى غير ذلك من مهلكات ابن آدم ..
      ولا ريب أن هذه الفعاليات الدينية على اختلافها وتنوعها ، تخدم المجتمع والأمة .. وتحيي الضمائر النائمة .. وتنبه العقول الغافلة .. وتجعل النفس تتوق إلى المعالي .. وتشمئز من سفاسف الأمور وحقيرها ..
      كما أن الاهتمام بالحلقات الدينية بعد صلاة المغرب في كثير من مساجد عمان ، وتعهد الدعاة بها ، كان له كبير الأثر في تعليم الناس أمور دينهم .. وتبصيرهم بما يجب عليهم معرفته من العبادات وغيرها ، فلا تكاد منطقة من المناطق إلا وتشهد حلقة من حلق العلم ..
      ثم توسعت هذه الفعاليات والبرامج .. وتطور أسلوب العمل فيها .. فتجد قوائم الإعلانات عن المحاضرات مع جدولتها .. وتبويبها .. وتوزيعها على المساجد ومراكز تجمع الناس .. والأسواق ..
      ثم تبعت ذلك حركة نشطة في الإعلان عن المحاضرات عن طريق الإنترنت .. والدعوة إليها عن طريق البريد الإلكتروني .. مما سهل عملية التذكير .. وزاد الإقبال .. وهو في تزايد مضطرد ، ولله الحمد والمنة على توفيقه .

      >>>>>>>>>>>>>>>>> (26)
    • (ز) إقامة المراكز الصيفية :

      (26)

      (ز) إقامة المراكز الصيفية :
      ومع أن هذا العنصر يندرج تحت سابقه إلا أني وضعته في عنصر منفرد لأهميته وعظيم أثره ..
      فإن فترة الصيف غالبا ما تكون أيام فسحة واستجمام .. هربا من القيظ الحارق .. وبحثا عن الراحة والهدوء والجو اللطيف .. وهو أمر لا يمنع منه الشرع الحنيف .. ما دام في مجال المشروعية .. ولم يخرج عن حد الاعتدال إلى الترف الممنوع ..
      فالصيف في عمان .. يتطلب استعدادا محموما ـ مثله تماما ـ من قبل الدعاة والمصلحين .. وطلبة العلم والساعين إلى الخير .. تتطلب من هؤلاء ـن يفكروا في ماهية العمل تحت ظروف الصيف اللاهب .. وأن يجدوا من بين اهتمامات الناس ما يوصل الدعوة إليهم .. ويمحو عنهم آثار الإعياء والتعب بسبب لهاثهم خلف سراب الصيف وغيره من هموم الدنيا ..
      ففكر المصلحون في عمان عن بديل لطيف .. وفكرة رائقة .. ومشروع جميل .. فكانت فكرة المراكز الصيفية ..
      وهي فكرة تقوم على الاهتمام ببعض الحريصين على العلم .. فيدرَّسون علوم الدين والعقيدة والفقه والأخلاق والسير والنحو .. وغيرها ..
      وتختلف تطبيقات المراكز الصيفية هذه بين منطقة وأخرى .. وبين مدرسة ومدرسة .. من حيث النظام الإداري .. وساعات التدريس .. والمناهج المعتمدة .. والأنشطة المصاحبة في هذه المراكز من قبيل الرحلات البرية .. أو المسابقات المتنوعة .. أو الرياضة البدنية .. إلى غير ذلك من الأنشطة .
      وأهم هذا كله .. ما تجده من النظام الإداري الناجح في كثير من هذه المراكز .. إذ يتولى أمر ذلك أكفاء متخصصون في العلم والتربية .. ويستفيدون من خبراتهم السابقة وخبرات الآخرين أيضا .
      وهذا يظهر بكل جلاء عندما نلاحظ ثمرات هذه المراكز .. وأعداد الطلبة والطالبات الذين استفادوا من معطياتها .. وتنافس المجتمع في تقديم يد العون والتأييد لهذه المناشط كلها ..
      ولا ريب أن القائمين على هذه المراكز .. وهم من شباب الصحوة الإسلامية .. جديرون بالتقدير والاحترام .. لأنهم عملوا في أوقات الصيف حيث يبحث الناس عن ملاذ للسياحة والاستجمام .. أما هم فقد هجروا الراحة .. وتبتلوا في محراب خدمة الإسلام والمسلمين .. واحتسبوا في إصلاح المجتمع من الداخل وتربية الأبناء على العلم النافع بدل الخوض في هذه الدنيا والخروج مع رفقاء السوء .. والتسكع فيما يحرم ويكره من الأمور ..
      فلهؤلاء جميعا نقف احتراما وتقديرا .. ونحني جباهنا تبجيلا لجهودهم الخيرة ومسيرتهم المنصورة بإذن الله تعالى ..

      >>>>>>>>>>>>>>>> (27)

    • الأخ الأستاذ / عُكاظ .... المحترم [ اسم مستعار ]



      نشكرك اخي على هذا البحث القيم او الرساله التي تحمل فكراً جيداً ومثابرة وأهتمام منك عن الأعلام العمانيه ، ولمسنا أنشتطهم الثقافية / الدينيه والفقهية وتوجهاتهم السياسية ، فهم حملوا لواء العلم ودافعوا عن مذهبهم الأول الذي بقي متأخراً بسبب تعتيم السياسة في العصور الاسلامية المتتالية وبسبب عُزلة عُمان عن السايسه آنذاك ، ولكن طرحك أشار على أن عمان رغم عزلتها ، ليست بمعزل عن جسد الأمة ، وأن هذه الأطروحة الجيدة ، لهي قوة استمدت جذورها من قوة عُمان الضاربة في أعماق التاريخ وما زنجبار والمغرب الأقصى وبلدان الخليج لهي شواهد قوية تؤكد قوة العمانيين ، يوم أن كانوا تحت لواء لا إله إلا الله ، بشموخ وعزيمة وأمان وإيمان . وعسى أ ن تكون هذه الأطروحات الكبيرة التي تأتي محملة قوة الرد العنيف لمن أراد لأمتنا العمانية حاملة لواء الايمان الأول ، أن تبقى بمعزل وأن توجه اليها التهم ، وعليك ايها الأخ أن توضح ايضاً/ ما سبب تأخر العمانيين/ المذهب الأباضي بعد أن كان في الصدارة بدء من الأمام جابر وارتحاله وبعض الشواهد الدالة الى ذلك .
      ويبقى أن تعطني فهماًعاماً / من هو جابر الذي نقرأ عنه في الروايات والأحاديث / هل هو ابو الشعثاء ام أن جابرا غيره .. لأن كثير من المصادر لم تذكر إلا جابر فقط ، بيد أن جابر بن زيد هو الذي أخذ العلم عن عائشه ،ولماذا لم يأخذ أهل العلم غير الأباضية/ كمصدر موثوق به من صحيح الأمام الربيع ..

      وشكراً لك . مراحب
    • أخي الكريم : mrahib50
      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .

      أشكر لك متابعتك واهتمامك . داعيا الله تعالى أن يجعلنا جميعا ممن يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر .
      أما استفساراتك المهمة فاستأذنك في الاجابة عليها في عنوان مستقل لكونها تتطلب بعض المناقشات مما هو مختلف عن موضوع ( الصحوة الإسلامية في عمان ) .
      وعسى ان يكون ذلك قريبا ان شاء الله تعالى .
    • (ط) الاهتمام بالشريط الإسلامي :

      (28)

      (ط) الاهتمام بالشريط الإسلامي :
      يعد الشريط في هذا العصر أداة فاعلة في الدعوة إلى الله تعالى ، ووسيلة من الوسائل التي سخرها الله سبحانه لعباده ، فاستطاعوا عن طريقها حفظ العلوم من الضياع ، وتوصيل كلمة الحق إلى الناس ، ودعوة الآخرين إلى المنهج الإلهي القويم .
      فبعد أن كانت دروس العلماء تلقى على الناس عامة ، فالحافظ منهم من يستطيع أن يبقي في ذهنه ما وفقه الله تعالى إلى حفظه ، والفاهم يستوعب ما يقال .. أما الآن فإن الشريط يخلد علم صاحبه ، وينتفع به أكبر قدر من الناس .. فهو سهل الحمل .. خفيف الوزن .. قليل التكلفة .. ويبلغ العلم كما نطق به صاحبه دون تبديل ولا تغيير .. ويستطيع الإنسان من خلال الشريط سماع المحاضرة عدة مرات .. وحمله معه إلى بيته أو يستمع إلى المحاضرة في سيارته وهو ذاهب إلى عمله أو في قضاء حاجات حياته ..
      وقد استطاع الدعاة إلى الله تعالى الاستفادة من هذه الوسيلة المهمة .. فغدوا يسجلون كل المحاضرات والدروس والندوات التي يلقيها العلماء والدعاة والمصلحون .. ثم بعدها يقومون بنشرها ليستفيد الآخرون مما قيل ..
      وعلى الرغم من أن المرحلة الأولى من وصول الشريط الإسلامي في عمان لم تكن منظمة ولا مرتبة كما أنها غالبا كانت رديئة التسجيل نظرا لعدم توفر الأجهزة ذات التقنية العالية .. إلا أن المرحلة التالية غيرت هذا المنحى .. وبدلت الوضع إلى وضع أفضل بكثير مما كان عليه ..
      حيث أنشئت التسجيلات الإسلامية المتخصصة في إصدار الشريط الإسلامي ، وقامت بشراء أجهزة متطورة في التسجيل .. كي يكون الصوت واضحا دقيقا .. ثم تضفى عليه بعض اللمسات الفنية المعبرة .. وبعدها يخرج الشريط زاهيا .. تقبل النفوس عليه .. وتهفو الأسماع إلى ما فيه ..
      ثم أنشئت (استوديوهات ) متخصصة للشريط الإسلامي .. لتكون بديلا حاسما لتلك ( الاستوديوهات) التي غالبا ما يقترن بها نوع من أنواع المنكر ..
      وزاد عدد التسجيلات الإسلامية ليربو عددها عن العشرة .. كلها تعمل في تكامل وتعاون .. وفي تنافس شريف لإخراج أفضل الأشرطة .. وتكون جميعها في متناول الكل ..
      ولم يقف الأمر عند هذا الحد .. بل سعت هذه التسجيلات إلى ابتكارات كثيرة من أجل إيصال الشريط إلى الناس .. وذلك من خلال المعارض المتنقلة .. في المدارس والمعاهد والأسواق وفي الجامعة .. ومن خلال الإعلاتات التي توزع قبل إصدار الشريط وبعده ..
      ذلك كله مما يعد عنصر قوة في الصحوة الإسلامية في عمان .. نضيف إلى ذلك أن مادة الاشرطة تحوي نفائس العلم .. وذخائر المعرفة .. لا سيما وأن وأصحابها ممن تضلعوا في علوم الشريعة ووهبهم الله تعالى من فضله ..

      >>>>>>>>>>>>>> (29)

    • الأخ // عُكاظ .

      السلام عليكم ورحمة اله وبركاته .

      أما بعد ... هل ترى أن / عرض (الاهتمام بالشريط الإسلامي ) له جدوى كبيرة .. وهل ترى أن الأسهاب الكبير سوف يخدم بحثك من ناحية أُخرى / وهل تروى من جدوى في توضيح وسيلة الهدية ورفضها من قبل العالم // ويكاد نحن نعرفه .!! ولكن ما الفائدة هنا ...!!

      اسمح لي وأعذرني // فقط للتواصل / ولأنك طلبت منا أن نُقدم لكَ ملاحظاتنا وِفْق منظورنا وفهمنا البسيط ..
    • شكرا أخي الكريم مرة أخرى ..

      بالنسبة الى النقطة الاولى
      (( هل ترى أن / عرض (الاهتمام بالشريط الإسلامي ) له جدوى كبيرة ))
      فلاحظ اني أتحدث عن عتاصر القوة في الصحوة في عمان ولا جدال في أن الشريط الاسلامي له الحظ الأوفي في هذا المجال .

      أما النقطة الثانية
      (( وهل ترى أن الأسهاب الكبير سوف يخدم بحثك من ناحية أُخرى ))
      فلأن الاختصار لن يخدم الموضوع كذلك .

      اما النقطة الثالثة
      (( وهل تروى من جدوى في توضيح وسيلة الهدية ورفضها من قبل العالم // ويكاد نحن نعرفه .!! ولكن ما الفائدة هنا ...!!))

      فلأن في ذكرها تذكيرا وحثا على الاقتداء
      وشكرا لك على مداخلتك الطيبة
    • (ي) الاهتمام بالنشيد الإسلامي :

      (29)

      (ي) الاهتمام بالنشيد الإسلامي :
      الإنشاد ليس بدعا من الأمر ، ولا أمرا مستحدثا لم يكن له وجود في السابق ، بل هو قديم قدم الإنسانية ، وفن من الفنون المعروفة في كل الحضارات البشرية مع اختلاف في الطرق ، والوسائل ، والموضوعات المنشدة ، وأساليب ذلك .
      وقد عرفت العرب الإنشاد ، وكانوا يفعلونه في أسمارهم ، وأسفارهم ، وأثناء أداء عمل معين ، دفعا للسآمة والملل ، وتحفيزا للهمم وجلبا للخفة والنشاط .
      ولما جاء الإسلام ظل إنشاد الشعر معمولا به عند المسلمين ، ولم يكن ثمة ما يفيد إلى منعه أو يقتضي من المسلمين التوقف عنه ، فبقي الأمر على ما هو عليه حتى وقتنا هذا ..
      ومع ظهور الشريط الإسلامي تبعه الاهتمام بالنشيد الإسلامي لكونه الطريقة المثلى في تبليغ الكلمة الطيبة .. بذلك النغم الجميل .. والأداء الحسن .. واللحن المعبر ..
      فبدأت أشرطة الإنشاد الإسلامي تنتشر بسرعة بين فئات الأمة .. وتتناقلها ركبان الصحوة الإسلامية من مكان إلى آخر .. لما فيها من الكلمات التي تجعل الإنسان يعيش هم الأمة .. ويحس بآلامها .. وتلسعه جروحها ..
      لم يكن الإنشاد في هذه الأمة ترفا فكريا .. ولا حالة فراغ يعيشها الدعاة .. ولا بديلا لاشرطة الأغاني الماجنة .. بل هو فن له أصوله الكبرى .. وواقعه الأصيل ..
      وله أهدافه التي ترقى إلى مستوى الخطر المحدق بالأمة .. ويناقش قضايا فكرية وتربوية كثيرة .. ربما لا تستطيع الكلمات المجردة وحدها أن تؤثر كما تفعل الأناشيد الجادة ..
      فضلا عن أن الإنشاد أسلوب محبب إلى الصغار والكبار .. وتقبله النفوس المرهفة .. ويلامس أحاسيس الوجدان والمشاعر ..
      لذا نرى الاهتمام الكبير به في الصحوة الإسلامية في عمان .. كما نرى أيضا الإقبال الذي يحظاه هذا الفن الرفيع من قبل كل فئات الأمة .. من عالم وجاهل ..وكبير وصغير .. ورجل وامرأة .. ولعل أصدق مثال على ذلك مهرجان الجامعة الذي يقام كل عام في المسرح المفتوح .. فقد أشارت الأرقام المنشورة في الصحف المحلية بأن العدد تجاوز اثني عشر ألف شخص .. تجمهروا حول الحناجر الحية .. والتفوا حول راعي المهرجان سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي ـ حفظه الله ـ .. فكانت ليلة من الليالي التي لا تنسى .. وعبقا من عبق الذكريات التي لا يمحوها التأريخ ..
      لقد صعدت إلى سماء الأفق حناجر ذهبية .. صقلها القرآن الكريم .. وكرمها الله تعالى بأن استطاعت إيصال الكلمة الطيبة إلى القلوب .. فكانت رسول الصدق إلى الناس في كل أحوالهم .. فمن يماحك في مقدرة المنشد أحمد الشيباني وروائعه (شموس الحق ـ أمتي ـ سميري .. وغيرها ) ومن يجادل في حماسيات أبي المهند العميري .. ومن لا يرهف سمعه صوت علي الصارمي .. وغيرهم من عمالقة الإنشاد الإسلامي في عمان ..
      إنهم بحق حالة فريدة في سجل الزمن .. وعنوان قوة في هذه الأمة .. وأناس يعملون في الخفاء بينما تتخطف غيرهم أنوار الظهور والعجب والخيلاء ..

      >>>>>>>>>>>>>>>> (30)



    • بسم اله الرحمن الرحيم


      اخي عطاظ ..

      بعد التحية



      هل يُعتبر المولد من الاءنشاد ..!!
      وهل الانشاد المعروف لدى الشيعه في العراق من الانشاد الصحيح الذي تعنيه الأن في دراستك / بحثك / رسالتك ..؟
      وهل يُمكن تحديد التاريخ / الزمني لللانفتاح العرب والمسلمين على النشاد ..!؟

      وهل في عصر النبي كان موجودا!؟ وكيف.؟؟ اريد الدليل لبلوغ تلك الحقيقة التي ابحث عنها / لو سمحت ..؟؟!


      تقبل تحياتي ســـــــــوالف .