في تغير مفاجئ لموقفها السابق‏‏ أعلنت الأمم المتحدة أنها لن تقوم بإصدار التقرير الذي أعده فريق من مسئوليها بعد زيارة قاموا بها للموقع الذي قصفت فيه مقاتلة أمريكية حفل زفاف في أفغانستان في الأول من الشهر الحالي‏.‏
وذكرت صحيفة‏‏ إندبندنت‏ البريطانية أنه يبدو أن هذا التغير جاء نتيجة للضغوط التي تعرضت لها الأمم المتحدة من جانب الولايات المتحدة كي لا تقوم بإصدار هذا التقرير والذي ترددت أنباء مؤداها أنه يتضمن معلومات تتناقض مع المزاعم التي رددتها واشنطن بشأن الملابسات المحيطة بهذا الهجوم‏.‏
وكان الجدل قد ثار بشأن التقرير لأول مرة يوم الاثنين الماضي عندما أفادت الأنباء بأن النسخة المبدئية من ذلك التقرير الذي كتبته لجنة تقصي الحقائق التي شكلتها الأمم المتحدة حول هذه الواقعة تتضمن أشياء ربما تؤدي إلي إحراج الولايات المتحدة ومن بينها اتهامها بأنها قلصت العدد المعلن للأشخاص الذين لقوا حتفهم في الهجوم علاوة علي قيام الجنود الأمريكيين بإزالة بعض الأدلة من موقع الحادث بقصد طمس حقيقة ما حدث هناك‏.‏
وكان متحدث باسم الأمم المتحدة في وقت لاحق قد صرح بأنه سوف يتم الإعلان عن النسخة النهائية لهذا التقرير في غضون أربع وعشرين ساعة‏..‏ ولكن الأمم المتحدة غيرت موقفها بشكل مفاجئ حيث أصدرت بعثة المساعدة التابعة للمنظمة الدولية في أفغانستان بيانًا جاء فيه أنه قد تقرر الآن أن يتم الاحتفاظ بذلك التقرير كمجرد وثيقة داخلية مع الاكتفاء بعرضه فقط على الحكومتين الأمريكية والأفغانية‏.
يذكر أن الأمم المتحدة ومنذ إنشاءها وهي أداة في يد القوى العالمية في تنفيذ هيمنتها على الشعوب المقهورة، ثم تحولت تدريجيًا وفي أعقاب إنفراد أمريكا بالهيمنة إلى أداة لتوسيع هذه الهيمنة يقبل ما تريده الولايات المتحدة، ويتجاهل طرح ما لا تسمح به, وإذا حاول أحد أن يتخطاها فالفيتو جاهز لتبديد كل ما