تبادل مولودين يتسبب في كارثة لأسرتين سعودية وتركية

    • تبادل مولودين يتسبب في كارثة لأسرتين سعودية وتركية



      منذ أكثر من أربع سنوات، وضعت سيدتان مولودين في مستشفى الملك خالد في نجران، إحداهما سعودية والأخرى تركية، إلا أن أسرة السيدة التركية شكت بأن مولودها تم استبداله، وتمكنت مؤخراً من إثبات ذلك، بعد أن أجرت فحص الحمض النووي في تركيا، فعاد الزوج ليرفع شكوى لوزارة الصحة السعودية، التي أحالت القضية لإمارة منطقة نجران، وتم تشكيل لجنة، قامت بإجراء تحليل الحمض النووي لأسرة سعودية، وأثبتت التحاليل أن الطفلين تم استبدالهما فعلاً،
      الأسرة التركية
      الأب يوسف جوجا، وهو مقيم بالسعودية منذ سنوات طويلة، ويعمل كهربائياً في إحدى الورش بالمنطقة الصناعية بنجران، له ابن يبلغ الثامنة، ولد في تركيا، وابنة في السابعة أنجبتها الزوجة في نجران، والأخير هو الطفل الذي تم استبداله في المستشفى، وأطلقوا عليه اسم يعقوب، ويبلغ الآن الرابعة من عمره.
      < منذ متى بدأت الشكوك تساورك حول الطفل الذي تم تسليمه لكم في المستشفى؟
      منذ أن رأيته لأول وهلة في المستشفى بعد ولادته بعملية قيصرية، شعرت أنه لا يشبه إخوته من حيث الملامح واللون، وحتى زوجتي راودتها نفس الأحاسيس.
      < لماذا لم تحاول حينها نقل شكوكك إلى إدارة المستشفى؟
      بعد خروج زوجتي ومعها الطفل عدت إلى المستشفى لمقابلة الدكتور الذي أشرف على ولادتها، والذي بدوره طمأنني بأنه ابني على الرغم من عدم اقتناعي بذلك.
      تحليل الـ DNA
      < لماذا لم تطالب بإجراء تحليل DNA لتضع حداً لهذه الشكوك؟
      أقنعني الأطباء أنه ابني، وأن هذا النوع من التحليل مكلف مادياً، ولا يتم إلا عن طريق المحكمة، وعندما أكمل الطفل السنتين أجريت له تحليلاً لمعرفة فصيلة الدم، وتبين لي أنها تختلف عن الفصيلة الموجودة في الملف بمستشفى الملك خالد، وقد بررت المستشفى ذلك بأنه مجرد خطأ في كتابة نوع الفصيلة، وهو ما زاد من شكوكنا.
      وبعد سفر زوجتي وأولادي إلى تركيا، قبل أربعة أو خمسة أشهر، وذلك لارتباطهم بالدراسة هناك، طلبت من زوجتي إجراء تحليل DNA هناك في أحد المراكز الطبية التركية.
      استغرق التحليل 3 أيام، إلى أن ظهرت النتيجة التي كانت بمثابة الصدمة، وكانت عدم التطابق بين زوجتي والطفل، وهو ما كان بمثابة الكارثة لأننا كنا نرغب من خلال التحليل تكذيب تلك الأحاسيس التي كانت تراودنا فقط، ولكن النتيجة فجرت الكثير من المآسي والأسئلة: فمن يكون هذا الطفل الذي تولينا تربيته؟ وأين أهله؟ وأين طفلنا الحقيقي؟ وهل هو حي أم ميت؟ هل هو مقيم في السعودية أم خارجها؟ ومن هو المسؤول عن هذه الكارثة؟..
      < بصراحة ألم تشك للحظة في زوجتك؟
      جميع الشكوك والظنون والاحتمالات المنطقية وغير المنطقية كادت أن تقضي علي، وتفقدني السيطرة على أعصابي.
      تقصي الحقيقة
      < وما هو الإجراء الذي اتخذته بعد ذلك؟
      قمت بمراجعة مستشفى الملك خالد، وأخبرتهم بنتائج التحليل الذي أجريناه في تركيا، ولكنهم أخبروني أن احتمال الخطأ وارد في التحليل، خصوصاً وأن التحليل لابد أن يكون للابن والأم والأب معاً، ولكنني لم أقتنع بذلك، وعلى الفور تقدمت بشكوى ضد المستشفى لوزير الصحة الدكتور حمد المانع، الذي أحال الموضوع إلى إمارة منطقة نجران، وعلى الفور تم تشكيل لجنة لتقصي الحقيقة بتوجيه من أمير منطقة نجران الأمير مشعل بن سعود، وتولت اللجنة حصر ملفات المواليد الذكور في مستشفى الملك خالد بنجران الذين تمت ولادتهم بتاريخ 10/ 7/ 1424هـ، وتبين أن عددهم اثنا عشر مولوداً ذكراً، ثم تم تحديد الوقت الذي تزامن فيه ولادة أطفال بذات الوقت، وانتهى الأمر بحصر الموضوع بطفلين، الولد الذي بحوزتنا، وطفل آخر بحوزة أسرة سعودية، وقررت اللجنة قيام الأسرة السعودية بتحليل الحمض النووي للتأكد ما إذا كان الطفل المقيم معهم هو ابنهم، أم لا.
      < هل حاولتم رؤية الطفل الموجود لدى الأسرة السعودية؟
      أخبرونا بعدم إمكانية ذلك إلا بعد ظهور نتائج تحليل الحمض النووي الذي ستقوم به الأسرة السعودية، ونحن نقدر ظروفهم وحالتهم النفسية التي نعتقد أنها تفوق ما نحن عليه.
      < بالنسبة للطفل يعقوب هل تغيرت معاملتكم نحوه؟
      هو لا يزال وسيظل ابننا، حتى لو أثبتت التحاليل عكس ذلك، فمن الصعب أن نتخلى عنه بعد أن ظل معنا لمدة 4 سنوات، فهو ابننا بالرضاعة، وكيف يمكننا أن نفارقه بعد أن أصبح واحداً منا.
      < هل حاولتم اللجوء إلى طبيب نفسي لمساعدتكم في تخطي المرحلة التي تعيشونها؟
      نحاول أنا وزوجتي أن نخفف من وطأة المشكلة على بعضنا البعض دون اللجوء للأطباء.
      الزوجة فوندا
      أما زوجة يوسف جوجا، والتي تدعى فوندا، فأجابتنا بلغة عربية ركيكة وبصوت حزين، إنها تعيش في حالة نفسية سيئة، وأنه بقدر تشوقها لرؤية ابنها الذي يقيم لدى الأسرة السعودية، إلا أنها تشعر بالقلق والحزن لمجرد التفكير في كيفية الانفصال عن يعقوب، الذي أرضعته لمدة سنتين، واحتضنته لمدة أربع سنوات، فالأمر ليس سهلاً أبداً.
      الأسرة السعودية
      التقت “سيدتي” بالأب السعودي، محمد سالم المنجم، 33 سنة، وسألته:
      < كيف تم إبلاغكم بالموضوع؟
      تم ذلك بطريقة سيئة جداً، حيث تم استدعائي واستدراجي وكأنني مجرم، وتم إخباري بأن هناك ابنا لأسرة تركية تم استبداله عن طريق الخطأ، وأن ابني علي من يشتبه أن يكون الطفل الذي تم استبداله مع الأسرة التركية. في الحقيقة كان الأمر بمثابة الصدمة.
      < كيف أخبرت زوجتك بالأمر؟
      تلقيت الخبر في تمام الساعة العاشرة صباحاً ولم أخبر أحداً بذلك، إلى ما بعد موعد الإفطار، فقد كان ذلك في شهر رمضان، وبعد ذلك استجمعت قواي، وأخبرت زوجتي أننا مطالبون من ضمن مجموعة أخرى بعمل تحليل الحمض النووي، وقبل أن أكمل كلامي أخبرتني باستحالة أن يتم ذلك، ولحظتها لم أعرف كيف أتصرف. ولكن بعد ذلك أجرينا الفحص يوم 18/ 9/ 1428هـ، ومنذ ذلك اليوم وهي تقيم في منزل أهلها مع الأبناء.
      < ألم تقم أي جهة رسمية بزيارتكم وتفقد أحوالكم، ومساعدتكم مادياً ونفسياً؟
      نعم حضرت لجنة من الشؤون الاجتماعية، وقامت بدراسة الوضع، ولكن أنا في الوقت الحالي لا يهمني وضعي المادي بقدر العاطفي والإنساني للأسرتين.
      < هل لديك أبناء غير علي؟ وهل كان لهذه القضية أي تأثير عليهم؟
      لدي ابنتان هما ردينة 8 أعوام، وبتول، والصغير حمزة، وقد أنجبته زوجتي بعد علي، وهي الآن حامل في شهرها السابع وجميعهم تأثروا بالانقلاب الذي حصل في الأسرة ولكنهم لم يستوعبوا الأمر باستثناء الابنة الكبرى ردينة التي كانت تتعرض للسؤال والاستفسار من قبل زميلاتها في المدرسة.
      < هل ستقوم بتغيير اسم يعقوب؟
      لا لن أفعل ذلك ..لن نضاعف عليه المصائب بتغيير اسمه ايضا.
      < هل من الممكن أن نقوم بالحديث مع أم علي لمعرفة انطباعتها حول القضية ؟
      تمر أم علي بحالة نفسية سيئة وموجات بكاء شديدة، وحتى في منزل أسرتها تعيش في عزلة داخل غرفة بعيدا عن الناس.
      يخلق من الشبه أربعين
      < عندما كنت ترى صورة الطفل يعقوب، الذي يفترض أنه ابنك، بماذا كنت تشعر؟ وهل يشبهكم؟
      صورة الطفل كانت تختلف من مطبوعة إلى أخرى، وأكيد أنها تختلف عن الواقع، وأما عن الشبه فكما يقال يخلق من الشبه أربعين، وعموماً أنا إنسان مؤمن بالقدر.
      < كيف تتوقع أن تكون الإجراءات في المرحلة القادمة بالنسبة للطفلين؟
      من اشتراطاتي في هذا الموضوع أن تتم عملية الفصل بالتدريج، وذلك بعد دمج الأسرتين، لأننا نتعامل مع بشر وكما أنني أفكر باللجوء إلى أحد المحامين للمطالبة بأن تتم الإجراءات القادمة في جو إنساني، وعدم ترك هؤلاء الأطفال الأبرياء يعانون نفسياً.
      < هل لجأت للطب النفسي للنظر في حالة زوجتك أولاً ثم للتمهيد لعملية الفصل؟
      أنا أرى ضرورة تدخل لجان عالية المستوى في الموضوع، لأننا أصبحنا جميعاً ضحايا لهذا الخطأ.
      < هل حقاً تفكر في رفع قضية على المستشفى، وتطالب بتعويض قدره 50 مليون ريال؟
      بالتأكيد سأقوم بذلك.
      شقيق الزوجة
      التقت «سيدتي» بشقيق الزوجة، حشان مانع المنجم، ابن عم الأب السعودي والذي وصف لنا حالة الأسرة بالسيئ جداً، وسألناه:
      < كيف كان وقع الخبر على شقيقتك وزوجها محمد؟
      كان وقع الخبر عليهم قاسياً جداً، حيث طلب منهم إجراء تحليل الحمض النووي ودون أي مقدمات.
      < ألم تلاحظوا اختلافاً في الشبه أو الملامح بين الطفل وإخوانه؟
      أنا لا أؤيدكم في هذه النقطة، فهناك الكثير من الأطفال السعوديين الذين يتمتعون بجمال ولون وبياض، وربما يتفوقون على غيرهم من الأطفال في هذا الجانب.
      < وكيف تصف حالة شقيقتك النفسية؟
      الأم أصابتها صدمة كبيرة، فالموضوع بالنسبة لها كان مفاجأة، لم تتوقع حدوثها في يوم من الأيام، وهو ما انعكس على حالتها النفسية والصحية، وجعلها تغادر منزل زوجها بصحبة أبنائها إلى منزل الأهل لتكون بالقرب منهم ويساندوها في هذه المحنة.
      < ماذا تتوقع فيما يخص الطفلين مستقبلاً؟
      حسب ما نسمع أنه لن يكون هناك تبادل مباشر بين الطفلين، وأنه سيتم دمج الأسرتين سواء كان في السعودية أو تركيا، لتسهيل التعارف بينهما، فمن المستحيل أن ينتقل الطفلان من بيئتين مختلفتين وفجأة وبدون أي مقدمات.
      < ألم يدفعك فضولك لزيارة الاسرة التركية لرؤية الطفل يعقوب؟
      نعم قمت بزيارتهم وبالفعل رأيت الطفل يعقوب وشعرت نحوه بنوع من الألفة والتقارب، وقمت بتصويره من خلال هاتفي الجوال.
      < ألا تعتقد أن حاجز اللغة سيقف نوعا ما كحجر عثرة في تواصل الأسرتين باعتبار أن الطفل يعقوب لا يتحدث سوى اللغة التركية؟
      هذه تعد مشكلة وسيعمل الجميع على التعاون لحلها ولابد من مساهمة لجنة من الاختصاصيين النفسيين والاجتماعيين بآرائهم.
      < شقيقتك أم علي ألم تحاول أن تسألك عن ابنها يعقوب ؟
      أم علي كان الله في عونها تعيش مأساة حقيقية بين شوقها لرؤية ابنها الحقيقي الذي حملت به تسعة أشهر وأنجبته، وبين الطفل الذي احتضنته لمدة أربع سنوات وسهرت على راحته وتربيته.
      < كيف تصف لنا تجاوب المجتمع السعودي مع هذه المأساة الانسانية التي تمرون بها ؟
      الحقيقة لمسنا تجاوبا وردود فعل كبيرة على المستويين الرسمي والشعبي فقد تلقينا عدة اتصالات من مسؤولين وأميرات ومثقفين ومن وسائل الاعلام المحلية وكذلك التركية التي كان لها اهتمام بالحدث.
      < شقيقتك حامل وفي الشهر السابع ألا تخشى من تكرار التجربة ؟
      أجاب ضاحكا...(عليها هذه المرة أن تفتح عيونها)..!
      حلول يقدمها القراء لحل المشكلة
      الإعلامية مريم الغامدي: أولاً لابد من إنزال أشد أنواع العقوبة على الشخص المسؤول عن هذا الإهمال وتبادل الطفلين. وأنا من وجهة نظري أفضل إعادة كل طفل إلى أهله، فألم الفراق في الوقت يمكن أن يتلاشى مع الزمن، فكم من الأطفال تعرضوا للحرمان من أمهاتهم وآبائهم بسبب الموت واستطاعوا أن يتجاوزوا الأزمة. ومن الخطأ أن تفكر الأسرتان في بقاء الطفلين دون عودتهما إلى أسرتيهما الأصليتين، فسينشأ كل منهما في بيئة غير بيئته وعلى عادات وتقاليد مختلفة، وعند معرفته بالحقيقة لاحقاً حتماً سيظل يبحث عن أسرته وعن حضن أمه الحقيقية.
      جود ماجد «موظفة»: أن يتم التعارف بين الأسرتين السعودية والتركية من خلال الزيارات الدورية واستغلال الإجازات في إقامة كل من الطفلين لفترات أطول داخل الأسرة حتى ينشأ نوع من الألفة بين الوالدين الحقيقيين والطفل، وكذلك بينه وبين إخوته، ثم يتم بعد ذلك تبادل الطفلين بالتدريج وبنوع من السلاسة.
      نجلاء الأمين: الحل في بقاء كل طفل مع الأسرة التي تربى معها، لأن كلاً منهما أصبح جزءاً لا يتجزأ من هذه الأسرة.
      ريم: يمكن الاستعانة بالأطباء النفسيين لتهيئة الطفلين بدلاً من تعرضهما لمأساة إنسانية يتجرعان آثارها لسنوات طويلة.
      بيان الإمارة
      أعلن أمير منطقة نجران، الأمير مشعل بن سعود بن عبد العزيز، أن نتائج التحاليل أثبتت أن الطفل الذي يعيش مع أسرة تركية هو طفل سعودي، فيما ينتمي طفل الأسرة السعودية إلى الأسرة التركية، وتمنى الأمير مشعل أن لا تتكرر مثل هذه الأخطاء «لأنها تتعلق بمصير وحياة البشر»، مضيفاً، «الخطأ في جميع الأحوال وارد، غير أننا سنسعى وراء المتسبب فيه، وسنحاسبه حتى لا يتكرر ذلك مستقبلاً».
      وزارة الصحة تتكفل باعداد برنامج
      تأهيلي للطفلين وعائلتيهما

      أمر وزير الصحة الدكتور حمد المانع بتشكيل لجنة برئاسة مدير عام الصحة النفسية والاجتماعية بالوزارة لإعداد برنامج علمي تأهيلي للطفلين وعائلتيهما لتجاوز آثار محنة التبديل النفسية، على أن تتحمل الوزارة تكاليف البرنامج بما في ذلك استئجار منزلين متجاورين للأسرتين إن رأت اللجنة والأسرتان
      ضرورة ذلك، كما وجه لجنة التحقيق مع المتسببين في وقوع الخطأ بسرعة إنهاء التحقيق وإنزال أقصى العقوبات بحق من تثبت مسؤوليته عن الحادثة، على أن يتم إعلان نتائج التحقيق حال الانتهاء منها.
      السماح للأزواج بمرافقة
      زوجاتهم داخل غرفة الولادة

      وأكد الدكتور خالد المرغلاني المتحدث الرسمي لوزارة الصحة في مؤتمر صحفي أن القضية سترفع للقضاء الشرعي للبت والحكم فيها وأن الصحة راضية بالحكم الذي سيصدر حتى وإن كان هناك تعويضات مالية للأطراف. وأشار الى أن وزارة الصحة ستتخذ اجراءات جديدة منها: سعودة أقسام الولادة في المستشفيات وتدريبهم وتأهيلهم على ذلك، وكذلك السماح للأزواج بدخول غرف الولادة مع زوجاتهم لمشاهدة المراحل الأولية للولادة.
      مدير المستشفى السابق يرفض مواجهة الاعلام!
      وفي محاولة من «سيدتي» للالتقاء بجميع أطراف القضية، كان لها عدة محاولات للاتصال هاتفيا بالدكتور محمد سالم الصقور والذي كان يتولى ادارة مستشفى الملك خالد بنجران قبل أربع سنوات أي أثناء ولادة وتبديل الطفلين السعودي والتركي الذي رفض الحديث والادلاء بأي تصريح لتوضيح موقف ادارته السابقة من الخطأ الذي حدث ومن العقوبة التي قد تقع على المتسببين به.
      جمعية حقوق الإنسان
      رحب الدكتور مفلح القحطاني، نائب رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، والمتحدث الرسمي باسم الجمعية، بدور الجهات التي شاركت في اتخاذ الإجراءات اللازمة للتحقق من نسب الطفلين ووصولها لهذه النتيجة، وأضاف: لابد من معرفة المتسبب في هذا الخطأ، وإيقاع العقوبة الرادعة عليه، كما تطالب الجمعية الجهات الطبية بمزيد من الحرص والدقة لتفادي الوقوع في مثل هذه الأخطاء مستقبلاً.
      احساس أم
      في أحد المجالس وأثناء تبادل الحديث حول قصة تبادل الطفلين كان للسيدة زبيدة عمر تجربة تقول عنها: بعد أن أنهيت عملية الولادة اصطحبتني الممرضة الى غرفة خاصة، وبعد فترة من الراحة أمرتني بأن أتسلم المولودة لارضاعها وعندما احتضنتها لم أشعر نحوها بنوع من الألفة أو عاطفة الأمومة وكما أن لون بشرتها السمراء وملامحها تؤكد شكوكي نحوها، وعلى الفور طلبت حضور الممرضة وأخبرتها بأن هذه الطفلة ليست ابنتي وعليها التأكد من ذلك ورغم اعتراض الممرضة الا أنها أخذت الطفلة وذهبت، وكنت في حالة من القلق والترقب الى أن حضرت الممرضة وهي تعتذرعن الخطأ وتخبرني وقد رسمت على وجهها ابتسامة عريضة بأنني أنجبت مولودا ذكرا ولتأكيد ذلك أطلعتني على السوارة التي في يده وطابقته بالسوارة التي كانت في يدي والتي تحمل كل منهما اسمي وعندما تسلمت المولود ونظرت اليه شعرت نحوه بنوع من الراحة والألفة.
      رد مستشفى الملك خالد بنجران
      في اتصال هاتفي بالأستاذ سعيد مرزوق، مدير مستشفى الملك خالد بالنيابة، أشار إلى أن هناك لجنة برئاسة مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة نجران وبتكليف من الإمارة، أشرفت على إجراءات التحقيق في القضية، وسيتم تنفيذ ما تراه هذه الجهة من عقوبات، نتيجة لهذه الكارثة الإنسانية، التي يأمل محاكمة المقصرين فيها.
      إرشادات نفسية للأسرتين
      يؤكد الدكتور ماهر بغدادي، استشاري الطب النفسي بعيادات ميدي كير التخصصية: إن الأسرتين في حالة من الاندهاش الشديد وعدم الثقة بما يدور حولهما، ولذلك هما بحاجة إلى الرعاية والدعم النفسي. ومن المفترض أن تتم عملية التبادل بسرعة، فطفل الأربع سنوات، رغم صغر سنه، إلا أنه يستطيع أن يفهم ويعي ما يدور حوله، مع ضرورة الدعم النفسي ومحاولة شرح ما حدث بطريقة مبسطة تتناسب مع أعمار الطفلين، حتى يعرفا السبب الذي سيؤدي إلى انتزاعهما من أسرتيهما، وحتى إن لم يستوعبا ذلك في الوقت الحالي فسيكون ذلك لاحقاً عندما يكبرا، وذلك أفضل من إخفاء الحقيقة. وبالنسبة للأسرة التركية، فأعتقد أن الأمر بالنسبة لهم كان وقعه أخف، بسبب الشكوك التي كانت تراودهم. أما بالنسبة للأسرة السعودية، فعليهم تقبل الأمر، والنظر إلى أهمية عودة كل طفل إلى أصله وجذوره، مع أهمية إقامة علاقة صلة وصداقة بين الأسرتين، باعتبار أن الطفلين أخوان.
      ...
      .
      .
    • حرام و الله حرام ... أنا بعيد عن الموضوع و ما قادره أستوعب الموقف .. أتخيل نفسي مكان وحده من المهات كيف بتكون حالتي .. ما أقدر أتخلى عن الطفل اللي تعبت عليه و ربيته و ما أقدر أتصور بأن الإهمال (اللي دائما نشكو منه في كل مستشفيات العالم) يكون السبب في ضياع طفلين بريئين .. كيف يقدر هالطفلين إستيعاب الواقع الأليم اللي حطهم القدر فيه .. كيف الإنسان فجأة و بدون أي مقدمات يجبر على مغادرة حياته و أسرته .. كيف يجبر على ترك حضن أمه و ابوه .. و الله أنه موقف قاسي جدا جدا .. ( بصراحة أنا ما قدرت أمسك دموعي .. كيف موقف أهله و أسرته ..)هذا هو نيتجة الإهمال من قبل المستشفيات و الله لو يتم دفع فلوس الدنيا كلها للتعويض عن هذا الخطأ الفادح ما راح يعوض أي شي ما راح يعوض دمعه من دموع الإمهات على صدمتهن الأولى ولا عن فراق أطفالهن ما راح يعوض خوف و رعب الطفلين اللي ما لهم ذنب الا أنهم أنكتب لهم الظهور في الحياة في ذلك اليوم اللأليم .. الله يكون في عونهم جميعا ..
    • اشكرك اختي هوازم عالموضوع

      واثنا قراءتي له كنت اصارع دموعي فلا حول ولا قوة الا بالله
      أخبرتني احدى قريباتي وهي في منزلة خالتي ان جيرانهم من سوريا كانوا يعيشون بجوارهم فى الرياض في المملكه وان جميع ابناء تلك الاسره بيض البشره مثل الام والاب الا طفل واحد فهو(اسود)البشره
      وعندما سألت خالتي جارتها السوريه عنه؟؟اخبرتها انها وضعت في احدى مستشفيات الرياض وعند الولاده اخبروها انها وضعت بنت ولكنها تفاجأت عندما أحضروا ذلك الطفل لترضعه فقد كانت بشرته سوداء وذكر وليس انثى
      فحاولت بشتى الطرق وبكت وتوسلت ولكنهم قالوا لها هذا ابنك ان لم تريديه اتركيه!!!!!!!!!!
      فأخذته معها وارضعته وربته هي وزوجها
      وهم يشعرون انه ليس ابنهم ويحنون لرؤية ابنتهم الحقيقيه ومعرفة حتى اخبارها ولماذا ومن اخذها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
      وفي تلك الايام لم يكن موجود حمضdna ولاهم يحزنون فحسبي الله ونعم الوكيل#h


    • l.sarab

      أشكرك على المرور والمشاركة ... الصراحة ما قرأته من إضافة منك جريمه لا تغتفر بحق الشرع والقانون .. فمن يكون وراء تلك الأفعال فاليبشر بعذاب من الله وسخطه
      ولا حول ولا قوة إلا بالله ...

      تحياتي لك
      وشكرا ًً ل جزيلا على المشاركة والتفاعل