بين الحب والصداقة

    • بين الحب والصداقة

      بين الحب والصداقة

      (((هو يقول وهي تقول)))

      ? أصبح عندي ما يشبه اليقين الآن بأن الصداقة أطول عمراً من الحب... وأنها شجرة جميلة تعيش طويلاً... وليس مثل الحب عمره قصير مثل زهرة الياسمين.

      إن الصداقة إحساس عميق تمتد جذوره عبر سنوات عمرنا ويشعرنا بدفء العلاقات الإنسانية.

      ? إني أعترض... لا يمكن أن نقارن الصداقة بالحب... فليس هنا أي وجه للمقارنة... لا يمكن أن تكون الصداقة عوضاً عن الحب. فأنا لا أنهي صداقاتي لأبدأ قصة حب... ولا أنهي حباً بسبب صداقة!


      --------------------------------------------------------------------------------

      ? لا أنكر أن الحب إحساس متفرد. ولا شبيه له... إنه قطعة واحدة من حجر كريم لم يعثر الإنسان على مناجمه وأماكنه ومحتوياته... إنه إحساس يشبه الزلازل... لم يعرف الإنسان حتى الآن أسبابها ولم يعرف أيضاً مواعيد قيامها. والحب زلزال يجتاحنا في لحظة ويتركنا بعد ذلك وقد تغيرت كل الأشياء...

      ? أوافقك تماماً...


      --------------------------------------------------------------------------------

      ? ولكن بقدر كل الأشياء الجميلة في الحب فإن عذابه طويل ودموعه غزيرة وأيامه صعبة... وأصعب ما في الحب الأشواق. إنها تحاصرنا في أوقات كثيرة ولا نجد منها مهرباً... وإذا زاد الشوق تحول إلى حنين... وإذا ارتفعت درجة الحنين تحول إلى ألم عنيف.

      ? أوافقك تماماً...


      --------------------------------------------------------------------------------

      ? وأصعب ما في الحب أنه يؤمن بمبدأ الملكية.. أي أن فيه قدراً من الأنانية.. وأجمل الأشياء في الحب أنك تشعر بالسعادة وأنت تفقد حريتك واستقلالك أمام شخص آخر.

      إن الحب هو الإحساس الوحيد الذي نشعر فيه بالسعادة في ساعة استسلام .. وأقسى ما في الحب أن يتحول إلى وهم جميل والحب بالوهم يخسر كل شئ... وقد يعيش بالأحلام بعض الوقت .. ولكنه لا يعيش بها كل الوقت.

      وإذا كان من السهل أن تبدأ قصة حب فإن من الصعب دائماً أن تحافظ على من تحب.. عندما نحب يزداد إحساسنا بالأنانية فنحاول أن نمتلك الحبيب بكل شئ فيه... وهنا يكون الحصار.. وتكون الغيرة.. ويكون الشك أحياناً.

      ? الحب أنانية في كل ما يتعلق بالوفاء وبالإخلاص. لست أتصور نظاماً يسع أكثر من ملك واحد. وفي نفس الوقت لا يوجد نظام دون حاشية!

      فالحب والعشق دائماً وأبداً لشخص واحد بلا شريك. وهذا هو قانون الطبيعة. هذه هي منتهى الطبيعة.

      فكما قلت.. أنك تفقدين حريتك واستقلالك أمام شخص آخر.. هذا صحيح جداً.. وصح أيضاً بشرط أن يكون الشخص الآخر قد قرر أن يفقد حريته واستقلاله لك.

      فإن كنت حبيبي... لن تحاول... ولن أحاول أن أمتلك كل شئ. لأنها ستكون محاولات فاشلة تماماً. أتدرك لماذا هي محاولات فاشلة؟ لأننا يوم أعلنا الحب... هو يوم إعلان الاستعمار والجهورية والاشتراكية والحرية والمساواة معاً. هو يوم وقّعنا فيه بدمائنا على وثيقة امتلاك دائمة بمنتهى الحب ومنتهى الحرية!

      فإن كنت حبيبي... لماذا الحروب من أجل هدف ليس له أساس أو وجود؟!

      هذا هو الحب... بمنتهى الصدق... دون غيرة أو حصار أو شك!


      --------------------------------------------------------------------------------

      ? وإذا مات الحلم انتحر الحب... وإن الحلم هو الهواء الذي يتنفسه الحب... ولهذا كثيراً ما تجد قصص الحب الجميلة وقد تناثرت بقايا على أرصفة الأحلام الضائعة.

      ? أي حلم؟ وأي انتحار؟ الحب لا ينتحر أبداً. الحب يقتل من الخلف.

      نحن نخلط الحب بالإعجاب في معظم الأحيان. فالإعجاب هو الذي عمره قليل. فالإعجاب له أوجه كثيرة... منها فكري ومنها نظري... ومنها فسيولوجي!

      أقواهم هو الفسيولوجي... حيث يختلط الإنسان في مسببات سرعة النبض فيظن أنه حب. فتزول الأعراض فور زوال المسببات. وبطبيعة الحال يزول الحب. هذا هو الانتحار الحتمي لكل قصة إعجاب. إنما الحب... أحلامه لا تموت أبداً.


      --------------------------------------------------------------------------------

      ? ولهذا فإن عمر الحب قليل... أما الصداقة فهي التفاهم وتبادل الآراء والمواقف والأفكار. وفي الصداقة لا توجد مشاعر الأنانية والغيرة والشك... وفي الصداقة لا يحاول طرف أن يمتلك الطرف الآخر لأن الامتلاك من قوانين الحب وليس من قوانين الصداقة... والحب إحساس تجاه شخص واحد... أما الصداقة تكون مع أكثر من شخص... حينما أحب أكتفي بامرأة واحدة.

      ولكن يمكن أن يكون عندي أكثر من صديق.

      ? وأنا عندما أحب أكتفي برجل واحد أيضاً. فأين المشكلة إذن؟ لماذا الامتلاك والأنانية والغيرة والشك؟ المشكلة هي أن تحب امرأة معجبة بك؟ أو تعجب بامرأة تحبك!

      في الحالة الأولى: لن تقبل هذه المرأة سياستك الاستعمارية الاشتراكية.

      في الحالة الثانية: لن تقبل أنت غيرتها وأنانيتها وشكها.


      --------------------------------------------------------------------------------

      ?ولا يمكن أن يتحول الحب إلى صداقة... وكل الذين حاولوا فشلوا... لأنه لا يعقل أن تكون مالكاً للقصر بالكامل... حدائقه... وغرفه... وشرفاته... ثم تجد نفسك لا تملك غير غرفة واحدة يتيمة فيه.

      ? عندما يصبح القصر خالياً... بارداً... وحين تصبح حدائقه جرداء لا أشجار أو ورود فيها نجد أنفسنا نتركه بكل ما فيه... لنكتفي بغرفة صغيرة... فيها شئ من الدفء... شئ من الذكريات.


      --------------------------------------------------------------------------------

      ? ولكن الصداقة يمكن أن تتحول إلى حب... وهذا يحتاج إلى عوامل كثيرة منها الزمن... والوقت... ودرجة التفاهم والتواصل بين الناس.

      ? أوافقك تماماً...


      --------------------------------------------------------------------------------

      ? وأستطيع أن أقول: إن الصداقة أكثر راحة وأطول عمراً وأن الحب شئ جميل وعظيم ورائع... لكنه الآن أصبح غريباً وقليلاً ما تظهر صورته في الشوارع.

      ? أوافقك تماماً... فإن ما يظهر في الشوارع هو الموبايل والجينز والسيارة الآخر موديل... فأنا أيضاً عندي موبايل وجينز وسيارة. لكن ليست آخر موديل. فأنا أهتم أكثر بأن يكون عندي شئ أكبر وأعظم. أن يكون عندي قلب. ولكن لا أحد يهتم بما أملك.

      لقد أصبح البشر يلهثون وراء المتعة السريعة البسيطة في شئ... في الغنوة... في الكلمة... في الشعر... في المسرحية... في الرقصة... ومع الأسف في الحب أيضاً.

      لأن البشر يفقدون صفاتهم الإنسانية مع الوقت... ليتحولوا إلى آلات حاسبات شخصية. ليتهم حتى كانوا كذلك... فالحاسب الشخصي يأخذ معلومة ليعطي معلومة. أما البشر فلا يعطون شيئاً.

      فاروق جويدة + منى

      ((( والخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية )))
      أحبك عندما اشتاج اليك !! ابحث عنك بين دفاتري فدوماً اجدك بين طياتها تنتظرني تشتاج الي تهمس لي احبك عندما استمع الى نبضات جلبي فدوماً تخبرني بأنك جربي ولن تبتعد عني احبك وردة جورية في كل يوم اسقيها حبي فتعطيني املاً في الحياة وتنسيني الجرح والالآم