بشرى لطلاب جامعة بيروت العربية 2008

    • بشرى لطلاب جامعة بيروت العربية 2008

      يحمل كلام رئيس جامعة بيروت العربية الدكتور عمرو العدوي، على مشارف حفل التخرج لطلاب الجامعة لهذا العام، تأكيدا لسياسات جدية للتطوير الاكاديمي والاداري والبحثي للجامعة التي احتوتها جعبته، ودأب على تطبيقها منذ تسلمه مهامه على الرغم من الظروف. فهو يعيد، بلطافة يبدو انها احدى استراتيجياته، شرح هذه السياسات، ليس من باب التكرار، بل من باب التمسك بمشروع يضع الجامعة في صميم متطلبات القرن الواحد والعشرين سواء على المستوى العلمي او لجهة تفاعلها مع المجتمع.
      لذلك، يتحدث بإسهاب مثلاً عن مشاريع إشراك الطلاب والخريجين في وضع دراسات ومشاريع وخدمات تلبي حاجات المجتمع المحلي، ناهيك عن انشاء مكتبة بمواصفات علمية عالية. ولانه مهندس معماري، بل واكاديمي خبر الحياة الجامعية العربية والاوروبية، يعرف سر تألق التعليم في بعض الدول، والتحديات التي على البعض خوضها. لذلك، يولي اهمية للعمل المؤسساتي.
      "المستقبل" التقت العدوي وكان معه الحديث الآتي:
      كيف تقيم العام الدراسي الحالي في ظل الظروف التي عصفت بالجامعة ونحن على مشارف حفل التخرج؟
      ـ على الرغم من كل ما مر بالجامعة والبلاد، فقد استطعنا تحقيق انجازات متعددة خلال العام، وهذا ما يمكن تبيانه من خلال النتائج المرضية جدا للطلاب. اذ استطعنا اجتياز الصعوبات والتحديات، وحققنا نسبة كبيرة جدا من خطط تطوير الجامعة.
      هذه النتائج تقود للسؤال عن رؤيتكم الخاصة لتطوير جامعة بيروت العربية؟
      ـ لقد بدأنا عملية تطوير كبيرة في الجامعة. لكن هدفنا ان تتماشى العملية التعليمية عندنا وفق المعايير العالمية. وفعلا بدأنا خطوات جادة في التعليم وحققنا انجازات كبيرة وانشأنا مركزا اكاديميا، قام بالعديد من الانجازات لتطوير التعليم على مستوى شهادات الليسانس والبكالوريوس والدراسات العليا. كما انشأنا وحدة ضمان جودة في الجامعة.
      تطبق الجامعة هذا العام نظام الساعات المعتمدة بالكامل وفي كل التخصصات. كيف تقيمون هذه الخطوة؟
      ـ نظام الساعات المعتمدة حسب المعايير العالمية، تم البدء فيه منذ عامين، لكننا اكملنا المسيرة ووضعناها في المسار الصحيح بحيث تتماشى مع المعايير العالمية. وقد طبقت في كل الكليات والتخصصات تقريبا، واحتاج الامر الى مجهود لزرع ثقافة جديدة لهذا النظام التعليمي الجديد بين الطلاب والاداريين. انجزنا جزءا كبيرا وطبقنا النظام بصورة سليمة وفي كل التخصصات. كما طبقنا بنجاح نظام المتطلبات الجامعية، او نظام مواد الثقافة العامة، الى جانب اللغتين الانكليزية والعربية والكومبيوتر وحقوق الانسان. ونحن اول جامعة عربية تدرس هذه المادة بالانكليزية. ومن المواد التي لقيت نجاحا، الموسيقى إذ استعنا بخبرات اساتذة من جامعة الروح القدس ـ الكسليك، بالاضافة الى مادة علم الفلك التي باتت تدرس اختياريا. في هذا النظام، بات الطالب مشاركا في العملية التعليمية وليس مجرد متلق لها.
      بوصفك ممن درسوا ودرّسوا في جامعات عربية وغربية، ما هي رؤيتك لتطوير التعليم العالي العربي؟
      ـ اهم ما يمكن ان يساعد في تطوير التعليم العالي، تطوير المناخ الملائم، اي توفير الامكانيات والخدمات، من وسائل تعليمية ومختبرات واساتذة على مستوى عال. الى جانب المناخ المناسب لناحية اجواء الحرية المسؤولة. اتمنى لطلابنا وطلاب لبنان ان يتمتعوا بحرية ممارسة حقوقهم المختلفة شرط الا يؤثر ذلك على العملية التعليمية.
      التطوير الاكاديمي يجب ان يترافق مع تطوير اداري، ما هي رؤيتك الخاصة في هذا الاطار؟
      ـ انتهينا من اعداد استراتيجية للجامعة ستطبق من عام 2007 حتى 2012. لقد قمنا بوضع الملامح القادمة لصورة الجامعة من خلال تجميع البيانات والقيام بتقييم ذاتي داخلي وخارجي، حتى تمكنا من الوصول الى استراتيجية واضحة. ووضعنا الخطة التنفيذية التي سنطبقها في السنوات الخمس القادمة.
      كيف تتفاعل الجامعة مع حاجات المجتمع، في ظل السياسة الجديدة التي تسعون الى تطبيقها؟
      ـ نعمل على محاور اساسية في التطوير، وهي التطوير الاكاديمي في الليسانس والبكالوريوس والابحاث والدراسات العليا، وكذلك الامر في مجال الابحاث والتواصل مع مراكز البحوث في لبنان والخارج. ولدينا ارتباط مع جامعة الاسكندرية ومشروعات مشتركة معها. والمحور الثاني الذي نعمل لتحقيقه هو في تحويل الجامعة الى بيت خبرة يخدم المجتمع اللبناني. وانشأنا في هذا الصدد مركز استشارات وخبرات في كل التخصصات له استقلالية تامة عن الجوانب الاكاديمية يقدم خدماته للمجتمع اللبناني في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والصناعية. وتعاقدنا مع العديد من الجهات الاقتصادية لتقديم خدماتنا.
      اين اصبحت خطوات الجامعة لتأسيس فروع لها في المناطق؟
      ـ سيبقى المقر الرئيسي للجامعة في منطقة طريق الجديدة. وقمنا بالتوسع الى منطقة الدبية وانتقلت اليها كلية العمارة. وستلحقها بعد عام كلية الهندسة ثم العلوم. كما بدأنا بمشروع انشاء فرع جديد للكلية في طرابلس، وآخر في البقاع، الى جانب فرع الجامعة في الاسكندرية والذي يحتوي على ثلاث كليات وهي الحقوق والتجارة والاداب