وأخيرا ... وبعد طول انتظار وترقب ... انفض السامر ... وحانت ساعة الحقيقة ... وأزيح الستار عن مدرب منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم للمرحلة القادمة ( الهامة ) جدا في مسيرة كرتنا العمانية على كافة الأصعدة ... ليغادرنا الارجنتيني جبرائيل كالديرون بعد أقل من (8) شهور لم يحقق فيها أي إضافة جديدة للأحمر الكبير ... سوى أنه ساهم في وصول منتخبنا للدور الثالث لتصفيات مونديال 2010م بجنوب إفريقيا ... مع بقاء الأداء بدون عنوان بارز يشار إليه بالبنان كما كان سابقا ... مع كل الشكر والتقدير لرفيق درب مارادونا على ما قدمه للكرة العمانية طيلة فترة عمله بالسلطنة ...
غادرنا كالديرون ... وجاء الأورجواني خوليو سيزار ريباس بديلا له من أجل قيادة دفة ( برازيل الخليج ) الذي طالما اقترن لعبه بالتميز والتفرد على الساحة الآسيوية في الفترة السابقة ... ومن الآن فصاعدا ليس لدينا أي هدف آخر سوى أن نقف إلى جنب رجالات الاتحاد من أجل أن نصل لمستوى الطموح الذي تتمناه الجماهير العمانية التي لا زالت تطمح في تحقيق الكثير من الإنجازات خاصة التأهل لكأس العالم القادمة 2010 ... وإحراز لقب كأس خليجي 19 هنا بأرض الغبيراء في يناير 2009م بإذن الله تعالى ... والابتعاد عن الانتقادات التي لا تغني ولا تسمن من جوع بل ستكون ذات مردود سلبي على مسيرة المنتخب خلال المرحلة الأهم في عمر كرتنا الحالمة ...
وقد جاء إعلان إقالة كالديرون واستبداله بالمدرب خوليو سيزار ريباس في مؤتمر صحفي عقده السيد خالد بن حمد البوسعيدي رئيس مجلس إدارة الاتحاد العماني لكرة القدم ظهر أمس بمقر الاتحاد ، وذلك بحضور ممثلي وسائل الإعلام المحلية العربية منها والأجنبية المقروءة منها والمشاهدة والمسموعة ، و مراسلي القنوات الخليجية المختلفة ، وقد سبق هذا المؤتمر اجتماع مطول لمجلس إدارة الاتحاد العماني لكرة القدم استمر لقرابة ساعات ثلاث تدارس خلالها الحضور كافة الأمور الهامة بمسيرة المنتخب وفي مقدمتها إقالة المدرب كالديرون واستبداله بمدرب آخر قدم من أميركا اللاتينية في أول تجربة خليجية له طيلة مسيرته التدريبية حتى الآن .
بدأ المؤتمر الصحفي الذي عقده السيد خالد البوسعيدي رئيس مجلس إدارة الاتحاد وبحضور المدرب السابق لمنتخبنا كالديرون بكلمة ترحيبية ألقاها السيد خالد على الحضور ، ثم تطرق للحديث عن أسباب استقالة كالديرون في هذا التوقيت قائلا : الجميع لاحظ ما تناقلته وتناولته وسائل الإعلام المحلية بمختلف أصنافها في الفترة الأخيرة حول مستقبل المدرب الارجنتيني كالديرون مع منتخبنا الوطني ، وحتى لا نبتعد عن ذلك كثيرا فقد ارتأى مجلس إدارة الاتحاد العماني لكرة القدم من أول يوم لاستلامه مهام إدارة الاتحاد بأن يوفر للمدرب كافة الظروف المناسبة لعمله في قيادة المنتخب ، وبعدها يتم إعادة تقييم ما قدمه طيلة فترة إشرافه بنهاية العام الماضي 2007م ومن ثم اتخاذ القرار المناسب تجاهه من قبل المجلس ، وبالفعل قمنا بهذه الخطوات ليكون اجتماع مجلس الإدارة اليوم هو بمثابة تدارس ما قدمه كالديرون خلال تلك الفترة .
وأضاف خالد البوسعيدي : بعد الاطلاع على آراء جميع أعضاء مجلس إدارة الاتحاد والتقييم الشامل للمرحلة التي مرت بقيادة كالديرون والتحديات القادمة ، فقد ارتأى المجلس وبالاتفاق مع كالديرون على عدم استمراريته في المرحلة القادمة في قيادة المنتخب ، وتحدثت معه بطريقة ودية وتم الاتفاق فيما بيننا على ذلك ، وقد ارتأى المجلس بأنه من مصلحة المنتخب الوطني في المرحلة القادمة أن يتم الانتهاء من تنفيذ هذا القرار في اقرب وقت ممكن ، وتعيين مدرب بديل يقود المنتخب في القريب العاجل دون أن تكون هناك فترة فراغ طويلة بين الفترة الانتقالية للمدربين .
إلتزامات مالية
وعند سؤاله عن الالتزامات المالية المترتبة على هذا القرار أجاب البوسعيدي : هناك التزامات كبيرة لفك الاشتباك بين الاتحاد وكالديرون ومن جانبنا نحترم هذه الاتفاقية وفق البنود التي تم التوقيع عليها مع المدرب إبان الاتحاد السابق ، والاتحاد على أتم الاستعداد للإيفاء بهذه الالتزامات كاملة ، وأضاف : ليس هناك شك بأننا حريصون بأن يكون قرارنا بالاستمرارية مع المدرب من عدمه في توقيت مناسب وحرصنا بألاً يتأخر عن هذا التوقيت ، خاصة وأن الوقت لا يسمح بالتأجيل أكثر من ذلك وأرى بأن الوقت ملائم جدا لاتخاذ هذا القرار خاصة وأننا قريبون جدا من بدء تصفيات كأس العالم ، والمدرب الجديد جيد ويلبي كل الاحتياجات الخاصة بتجهيز المنتخب بالشكل المطلوب .
وأضاف البوسعيدي : حسم الموضوع كان بين خيارين والأمر محصور إما (1) أو (2) بمعنى إما أن يبقى كالديرون وننتظر كيف تسير الأمور معه في تصفيات كأس العالم ونقبل بما يحدث ، وأما أن نتخذ هذا القرار بإقالته واستبداله بآخر ، ولكن كل المؤشرات كانت تقول في حالة استمراريته بأن الأمور ستزداد سوءا لذلك ارتأينا أنه من المناسب ألاً ندخل في تجارب جديدة مع نفس المدرب ، ولكن نجرب مع مدرب جديد وربما ننجح وأتمنى ذلك بإذن الله تعالى ، ورأينا بأن المرحلة القادمة تحتاج إلى عمل أكثر عما شاهدناه لذلك كان القرار من مجلس الإدارة بإقالته .
الطاقم المعاون
وعند سؤاله عن الطاقم المعاون للمدرب الجديد أجاب البوسعيدي : الطاقم المتواجد مع كالديرون كمعاون له لتدريب المنتخب الأول سيتم الاستغناء عنه الآن ، أما الكادر التدريبي الموجود مع المنتخب الأولمبي في السعودية سيبقى في قيادة الفريق هناك وسيتم تقييمه بعد عودته من المشاركة ، وحينها سيتم اتخاذ القرار المناسب تجاهه ، والتوجه لدى المجلس باستقدام طاقم تدريبي متكامل مع المدرب الجديد .
تسريب الأخبار
وفي رده على سؤال تسريب أخبار الاتحاد لأشخاص بعينهم أجاب السيد خالد : نحن لا نسرب الأخبار لأي شخص كان ، ولم نعقد صفقات مع آخرين من أجل التمهيد لقرار الإقالة ، ولكننا نتحدث أحيانا مع أشخاص معنيين بالقرار من باب التشاور لأن الموضوع يهم الجميع في السلطنة الحبيبة ، وعموما كانت الأمور واضحة لدى الجمهور الرياضي في السلطنة والتكهنات بالإقالة كانت موجودة منذ فترة ليست بالقصيرة ، وتم تداولها في الصحف المحلية بأكثر من مناسبة ، وأعتقد ما نشر بالصحف ليس من وحي رجالات الاتحاد ولكن نظير ما يدور في الواقع الذي يعيشه المنتخب ، ولم نشرك بأي حال من الأحوال أي شخص في اتخاذ القرار سواء أكان إعلاميا أو حتى من الجماهير العمانية ، ولم نتشاور معهم كما أشيع في المنتديات وبعض الجلسات الودية ، وأؤكد بأنه لم تكن هناك أي طبخة جاهزة كما تطرق البعض بل أن القرار جاء بعد تراكمات كثيرة وأعتقد بأن الوقت مناسب للاستغناء عنه لأن الأمور كانت ستذهب للأسوأ ، ولا نريد أن ندخل في تفاصيل تضخم المسألة وإنما كان من واجبنا أن نأتي بقرار في وقت حازم ، فإما مدرب جيد أو مدرب آخر غير جيد ، لذلك كان لا بد أن نتخذ قرارا وليس من المناسب تأجيله لأكثر من ذلك .
التغيير مطلوب
وأردف البوسعيدي : التغيير مطلوب لمصلحة المنتخب وكالديرون اقتنع بقرار مجلس الاتحاد ، ولا أخفي عليكم بأن كالديرون قدم خطة وكانت بين مؤيد ومعارض واتضح من خلال سطورها بأنها كفيلة بألاَ نستمر مع كالديرون ، لكن هذه الخطة تتطلب موازنات مالية كبيرة والعمل جار على تنفيذها وبإذن الله سيتم اعتماد هذه الخطة لإعداد المنتخب للاستحقاقات القادمة بعد رفعها للمسؤولين بالوزارة ، والخطة نوقشت معه وحدث عليها بعض التعديلات مثل معسكر المنتخب في الارجنتين ، والبداية الحقيقية لهذه الخطة هي بداية هذه السنة ونحن مستمرون في تنفيذها ، وقد أعدت بعد نهاية كأس الخليج السابقة في أبوظبي وأنا أعتقد بأن أي مباراة طلبها المدرب وفرت له حسب طلبه ووفق الإمكانيات المتوافرة ، وأود أن أوضح أمرا ربما يدور في أذهان البعض بأن اللاعبين ليس لهم أي دور في اتخاذ هذا القرار والاجتماع الذي عقدناه معهم في الأسبوع الماضي لا يمت للقرار بأي صلة ، وإنما هو قرار مجلس إدارة مبني على أسس عديدة وهامة جاءت في مصلحة المنتخب الوطني .
وأضاف البوسعيدي : بعد استعراض عدد من أسماء المدربين من قبل أعضاء مجلس الإدارة في الاجتماع ، وجدنا بأن خوليو سيزار ريباس هو أبرز الأسماء المطروحة وهو جاهز وعلى أتم الاستعداد لبدء مهامه في أقرب وقت ممكن ، وهو ملم بكل الظروف الخاصة بمنتخبنا وجاهز لبدء المهمة .
واختتم البوسعيدي حديثه قائلا : المدرب الجديد خوليو سيزار ريباس هو أوروجواني من إميركا اللاتينية وسيبدأ مهمته منذ الإسبوع القادم ، ولديه قدرات شخصية وإنجازات جيدة وسيرة ذاتية تحكي عن ذاتها ، وقد وقع الاختيار عليه من بين 8 - 10 مدربين بعضهم اسماء معروفة وأخرى غير معروفة كثيرا على الساحة الخليجية ، ويمتلك مواصفات المدرب الجيد والمتكامل ، وسيتم تقديمه خلال مؤتمر صحفي خلال هذا الأسبوع بإذن الله تعالى .
القائمة ضمت كبار المدربين
ضمت قائمة المدربين الذين تمت المفاضلة بينهم من أجل التعاقد معهم لقيادة دفة منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم خلال المرحلة القادمة بعد أن تم الالتقاء بهم خلال فترة البحث عن بديل لكالديرون هم البرتغالي مانويل جوزيه مدرب الأهلي المصري والارجنتيني باساريلا والالماني لوثار ماتيوس والايطالي ماليزاني والتشيكي زيمان والارجنتيني الدكتور بيلاردو وآخرين .
كالديرون يحترم قرار الإقالة..ويؤكد إمكانية عودته كمحاضر
قال المدرب الأرجنتيني كالديرون بعد قرار إقالته بأنه يحترم قرار الاتحاد العماني لكرة القدم بإقالته في هذا التوقيت مشيدا بفترة العمل التي قضاها في السلطنة حيث جاء إليها لهدف معين وواضح وهو قيادة المنتخب الوطني الاول ببرنامج عمل ولكن بعد ذلك حدث تغير في برنامج الإعداد.
وأعرب كالديرون عن سعادته بالعمل في السلطنة حيث سيكون خير سفير لها في مختلف الأماكن التي سيتولى العمل بها مؤكدا بأنه مستعد للعودة مرة ثانية إلى السلطنة كمحاضر في أي وقت يطلب منه ولكنه سيبقى دائما سفيرا لعمان .
وأضاف كالديرون بانه لم يتأثر بتغير مجلس إدارة اتحاد الكرة حيث كان البرنامج الذي وضعه للمنتخب واضحا ولكن في الفترة الحالية حصل عدم توافق بين الطرفين ولذلك كان لابد أن تتم عملية الانفصال بين الطرفين حتى لا يتأثر المنتخب كونه مقبلا على مشاركات هامة.