ان ورقة "نابليون" الاسلامية كانت حيلة سهلة لخداع المصريين، سواء في ذلك العامة أو العلماء من مشليخ الأزهر.
ولابد من الاعتراف -لسؤ الحظ- أن الخدعة جازت على المصريين في ذلك الوقت بمن فيهم العامة والعلماء، وربما يغفر لهم جميعا أن ضيقهم بجور الحكام المماليك جعلها على استعداد لحلف مع الشيطان اذا كان ضروريا للخلاص من أولئك الذين استبدوا بأقدارهم وأرزاقهم، وعجزوا في نفس الوقت عن حماية ديار الاسلام وديارهم. ولفد جاء الشيطان اليهم يلبس عمامة، وصدقوه لأنهم كانوا يريدون تصديقه، ولأنه لم يكن في مقدورهم ألا يصدقوه.
وعلى أي حال، فان ورقة "نابليون" الاسلامية توقفت عند هذا الحد، لكن ورقته اليهودية هي الوثيقة التي تستحق الاهتمام في السياق التاريخي لأأنها الأثر الاستراتيجي الباقي في المنطقة من تلك الأيام وحتى نهاية القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين.
ان "نابليون بونابرت" لم يكن يهوديا ولا كان مواليا لليهود، والعكس صحيح، لكن ورقته اليهوديه -المتمثلة في ندائه ليهود العالم من خارج أسوار القدس -لم تكن أكذوبة كما هو الحال في ورقته الاسلامية. ذلك أن ورقته الاسلامية كانت موجهة الى كتلة بشرية من سكان مصر، عددهم ذلك الوقت يفوق المليونين، وفي استطاعنهم اذا قاوموا أن يجعلوا مصر مصيدة لجيشه وليس رأس جسر، وهو لهذا مستعد لخديعتهم بأن يكذب عليهم.
أما ورقته اليهوديه فهي في حالة مختلفة، لأن اليهود في فلسطين ذلك الوقت لم يزد عددهم على ألفين، وبالتحديد وطبقا لتقرير مرفوع الى "نابليون" نفسه من مجموعة ضباط استكشاف سبقت جيشه الى فلسطين، هو 1800 (منهم 135 في مدينة القدس). وهؤلاء ليس في مقدورهم مهما فعلوا أن ينصروه ولا أن يخذلوه. وهكذا فان ورقة "نابليون" اليهودية تحتاج الى تفسير اخر غير التفسير الذي حيال ورقته الاسلامية.
واذا لم تكن ورقة "نابليون" اليهودية أكذوبة، واذا لم تكن خدعة سياسية مثل ورقته الاسلاميه، فماذا تكون اذن؟
ان التفسير الصحيح- والحوادث اللاحقه شاهد- هو أن هذه الورقة كانت" رؤية".
وهي لم تكن "رؤية نبي"، وانما رؤية امبراطور يملك حسا استراتيجيا نابها وبعيدا.
الحلقه القادمه "بريطانيا"
ولابد من الاعتراف -لسؤ الحظ- أن الخدعة جازت على المصريين في ذلك الوقت بمن فيهم العامة والعلماء، وربما يغفر لهم جميعا أن ضيقهم بجور الحكام المماليك جعلها على استعداد لحلف مع الشيطان اذا كان ضروريا للخلاص من أولئك الذين استبدوا بأقدارهم وأرزاقهم، وعجزوا في نفس الوقت عن حماية ديار الاسلام وديارهم. ولفد جاء الشيطان اليهم يلبس عمامة، وصدقوه لأنهم كانوا يريدون تصديقه، ولأنه لم يكن في مقدورهم ألا يصدقوه.
وعلى أي حال، فان ورقة "نابليون" الاسلامية توقفت عند هذا الحد، لكن ورقته اليهودية هي الوثيقة التي تستحق الاهتمام في السياق التاريخي لأأنها الأثر الاستراتيجي الباقي في المنطقة من تلك الأيام وحتى نهاية القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين.
ان "نابليون بونابرت" لم يكن يهوديا ولا كان مواليا لليهود، والعكس صحيح، لكن ورقته اليهوديه -المتمثلة في ندائه ليهود العالم من خارج أسوار القدس -لم تكن أكذوبة كما هو الحال في ورقته الاسلامية. ذلك أن ورقته الاسلامية كانت موجهة الى كتلة بشرية من سكان مصر، عددهم ذلك الوقت يفوق المليونين، وفي استطاعنهم اذا قاوموا أن يجعلوا مصر مصيدة لجيشه وليس رأس جسر، وهو لهذا مستعد لخديعتهم بأن يكذب عليهم.
أما ورقته اليهوديه فهي في حالة مختلفة، لأن اليهود في فلسطين ذلك الوقت لم يزد عددهم على ألفين، وبالتحديد وطبقا لتقرير مرفوع الى "نابليون" نفسه من مجموعة ضباط استكشاف سبقت جيشه الى فلسطين، هو 1800 (منهم 135 في مدينة القدس). وهؤلاء ليس في مقدورهم مهما فعلوا أن ينصروه ولا أن يخذلوه. وهكذا فان ورقة "نابليون" اليهودية تحتاج الى تفسير اخر غير التفسير الذي حيال ورقته الاسلامية.
واذا لم تكن ورقة "نابليون" اليهودية أكذوبة، واذا لم تكن خدعة سياسية مثل ورقته الاسلاميه، فماذا تكون اذن؟
ان التفسير الصحيح- والحوادث اللاحقه شاهد- هو أن هذه الورقة كانت" رؤية".
وهي لم تكن "رؤية نبي"، وانما رؤية امبراطور يملك حسا استراتيجيا نابها وبعيدا.
الحلقه القادمه "بريطانيا"