أمير الأحزان كتب:

أيتها القلوب الغارقة في بحر الدموع والأحزان

نعم أنتي أيتها الصناديق المقفلة بالحديد خلف القضبان
أناديك أنتي ايتها القلوب الفاقدة لأحساس يقال له الحنان
استيقضي من سباتك فقد مللنا الحزن ومللنا البعد والحرمان
أما مللت ذاك السبات الطويل .. أما مللت البكاء والصياح والعليل
هيا أنهضي فلم نجد بين جوارحنا من يوازيك ولم نجد البديل
انتي وحدك تشعرين بالدمعة تتساقط على الخدين بلا دليل
أنتي وحدك تشعرين بالعيون تسهر في دجى الليل الطويل
أنتي وحدك من يشعر بفقد الحبيب والصديق وحتى الزميل
...............

يا قلوب الشوق لن تغرقك بحار الحزن مهما هاجت
ولن تعصف بك رياح الغدر وان هي كثرت أو زادت
كثيرون هم من ذبحوك بالغدر والخيانه
وكثريون هم من اذاقوك طعم المهانه
ولكنك تناسيت ووقفت بكل مهابه
لكن لتعلمي بأن الخائن سيلقى عقابه
وسيشرب من فنجان الغدر والكآبه
وسيعرف كيف هو طعم عذابه
.............
صدقيني أعلم بأن جرح القلوب لا يلتئم
وأعلم بأن الجوارح لجرحها تصرخ وتئن
وأعلم بأنها للدواء تطلب وتشتهي وتحن
اصبري يا قلوب الشوق فلقد وجدنا لكي الدواء
وجدناه ولكن ليس بالأرض ولا حتى في السماء
ولم نجده لا في البحر الكبير ولا في الصحراء
وجدناه ينبض بداخلك ويمدك بالحياة وبالهواء
وجدناه كالدم يسري بداخلك ويمدك بالنقاء
أتعرفين ماهو يا قلوب دوائك
أنه الحب هو من يخلصك من داءك
الحب الذي تعلمين انتي وحدك بأنه مخلصك وصفائك
الحب الذي تناسيته في كل وقت وفي صبحك ومسائك
نعم الحب
الحب الذي كان بالأمس هو السبب
والأن صار هو الطلب
اطلبيه ليعود بطيوره الى بستان حنانك
اطلبيه لترتوي اشجار شوقك وزهور أشجانك
طالما اشتكيت من الظلام الأسود في حياتك
الحب هو من سينير أهدافك وحتى غاياتك
..............
لا أدري لماذا أكتب لك هذه الكلمات
ربما لأني أحسست بحزنك والآهات
اعذريني لأني ايقضتك من نومك والسبات
ربما كان الاجدر بي أن أتركك في حزنك تغرقين
فهناك الكثيرون من من يدفنون قلوبهم في بحار احزانهم
وكثيرون هم من يحكمون عليها بالغرق بسبب تجاربهم
لكن ما ذنبها .. ألا يحق لها أن تنجو من بحار أحزانكم
ها أنا أتكلم باسمها وبصدق احساسي اناديكم
انقذوها قبل أن يفوت الوقت وتموت بايديكم

انقذوها وبنور الحب أحيوها وأنيروها