الـــــــــرحمة بأطفـــــــــــــالنا

    • الـــــــــرحمة بأطفـــــــــــــالنا



      الرحمة بالأطفال

      أهل القلوب القاسية لا يعرفون الرحمة وليس للعاطفة في صدورهم مكان

      إنهم كالحجارة الصماء ... جفاف في العطاء والأخذ .. وبخل بأرق المشاعر والعواطف الإنسانيه

      أن من منحه الله عز وجل قلباً رقيقاً وحناناً دافقاً فهو صحاب القلب المثالي الحنون .. تكسوه الرحمة وتحركه العاطفة


      عن أنس رضي الله عنه قال

      أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ ولده إبراهيم فقبله وشمّه

      وهذه الرحمة ليست خاصة لأقاربه فحسب بل عامة لأبناء المسلمين

      قالت أسماء بنت عميس زوجة جعفر رضي الله عنها

      دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا بني جعفر فرأيته شمّهم وذرفت عيناه فقلت

      يارسول الله .. أبلغك عن جعفر شيء ؟؟ قال نعم قُتل اليوم فقمنا نبكي ورجع فقال .. اصنعوا لآل جعفر طعاماً فإنه قد جاء ما يشغلهم

      ولما كانت عيناه صلى الله عليه وسلم تفيض لموتهم سأله سعد بن عبادة رضي الله عنه

      يارسول الله ماهذا ؟ فيقول صلى الله عليه وسلم هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده وإنما يرحم من الله من عباده الرحماء

      وعندما ذرفت عيناه صلى الله عليه وسلم لوفاة ابنه إبراهيم قال له عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه

      وأنت يارسول الله !!؟

      فقال ياابن عوف إنها رحمة ثم اتبعها بأخرى وقال

      إن العين تدمع والقلب يحزن ولانقول إلا مايرضي ربنا وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون



      وخُلق الرسول العظيم مدعاة إلى الأخذ به والسير على خطاه في زمن فقدنا فيه الإحساس بمحبة الصغار وإنزالهم منزلتهم

      فهم الآباء غداً وهم رجال الأمة وفجرها المنتظر ... بلغ بنا الجهل والكبر وقلة الرأي وقصر النظر إلى أن تركنا مفتاح القلوب مغلقاً ومضيعاً مع الأطفال والناشئة !! أما الرسول صلى الله عليه وسلم فإن المفتاح بيده وعلى لسانه هاهو يجعل الصبي يُحبه ويُجله ويقدره وهو صلى الله عليه وسلم يُنزل الناشئ منزلة رفيعة

      وكما أن الأطفال مشقتهم وتعبهم وكثرة حركتهم إلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يغضب ولا ينهر الصغير ولا يعا تبه

      كان يأخذ صلى الله عليه وسلم بمجامع الرفق وبخطام وزمام السكينة


      عن عائشة رضي الله عنها قالت

      كان النبي صلى الله عليه وسلم يُؤتي بالصبيان فيدعو لهم فأ ُوتي بصبي فبال على ثوبه فدعا بماء فأتبعه إياه ولم يغسله


      أما خطر في بالك أيها القارئ وأنت تتشرف بالجلوس في بيت النبوة أن تداعب صغارك وتمازح أبناءك وتسمع ضحكاتهم وجميل عباراتهم !!

      كان نبي هذه الأمة يفعل ذلك كله بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم



      عن أبي هريرة رضي الله عنه قال

      كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلاعب زينب بنت أم سلمة وهو يقول يازُوينب يازُوينب مراراً

      ورحمته تطال الصغار حتى وهو في عبادة عظيمة فقد كان يُصلي وهو حامل أمامة بنت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي العاص بن الربيع فإذا قام حملها وإذا سجد وضعها

      وعن محمود بن الربيع رضي الله عنه قال

      عقلت من رسول الله صلى الله عليه وسلم مجّةً مجّها في وجهي من دلو من بئر كانت في دارنا وأنا ابن خمس سنين



      وهو عليه الصلاة والسلام يعلّم الكبير والصغير ..

      عن ابن عباس رضي الله عنهما قال

      كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوماً فقال

      ياغلام إني أعلمك كلمات .. احفظ الله يحفظك أحفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا أستعنت فاستعن بالله


      بعد أن عشنا مع بعض شمائله الكريمة وسيرته العطرة لعلنا نحيي بها القلوب ونقتفي خلفها الأثر في مسيرة الحياة فبيوتنا تُزهر بالصغار والأطفال الذين يحتاجون إلى حنان الأبوة وعاطفة الأمومة وإدخال السرور على قلوبهم الصغيرة فينشأ الصغير سويّ العاطفة سوي الخُلق يقود الأمة رجلاً .. صنعه الرجال والأمهات بعد توفيق الله عز وجل