مرض فقر الدم ......ماهو؟

    • مرض فقر الدم ......ماهو؟

      إن فقر الدم هو مجرد نقص في عدد الكريات الدموية الحمراء في الدورة الدموية. وبالرغم من أن معظم الناس يفكرون في أن فقر الدم هو مرض محدد، فهو ، عمليا، تعبير عام ينطبق على الكثير من الاضطرابات المختلفة. ويستطيع فقر الدم أن ينتج عن نقص في صنع الكريات الحمراء في نقي العظام، أو عن التدمير السابق لأوانه لهذه الكريات في الجسم، أو عن فقدانها في النزف الخارجي أو الداخلي. وفي الكثير من الحالات، نجد أن فقر الدم هو ظاهرة ثانوية تحدث بوصفها نوعا من رد الفعل على أمراض مختلف أجهزة الجسم؛ وفي حالات أخرى نجد أن فقر الدم هو ذاته يشكل المشكلة الرئيسية.

      ونجد بين الأسباب الكثيرة لفقر الدم، أن البعض منها غير مألوف، والبعض الثالث غريب أو دخيل. ولكن ثمة مجموعة من فقر الدم تكون مألوفة، ويمكن الوقاية منها. ففي هذه الاضطرابات لا يستطيع نقي العظام أن ينتج كمية كافية من كريات الدم الحمراء لأنه يفتقر إلى المواد المغذية التي يحتاج إليها للمحافظة على استمرار صنع هذه الكريات. وإن نقص الحديد هو السبب الأكثر شيوعا لفقر الدم الناجم عن الافتقار إلى المواد المغذية؛ وفي بعض المصابين يمكن أن يُلام النقص في الفيتامين B12 أو حامض الفوليك.
      فقر الدم الناجم عن نقص الحديد:
      الحديد ضروري لبناء وعمل الخضاب الذي هو المادة البروتينية الملونة التي تعطي الكريات الدموية الحمراء لونها، والأهم من ذلك، هو أنه يحمل الأكسجين إلى الأنسجة. ويُمتص الحديد من الطعام بواسطة الجهاز المعوي، ثم يُحمل في الدم إلى نقي العظام حيث يُخزن استعدادا لاستخدامه في صنع الخضاب المعد لكريات الدم الحمراء. وبعد أن تُنهي كريات الدم الحمراء عمرها البالغ شهرين في الدورة الدموية، فإن الحديد الموجود فيها يُسترد ويُعاد إلى نقي العظام لكي يستخدم ثانية في كريات حمراء جديدة. وعموما، فإن هذه الآلية الدقيقة لاستخدام الحديد واسترداده ثانية تدل على أن هذا الحديد هو فعلا مادة ذات قيمة عالية.
      وبالرغم من أهمية الحديد، فإن الجسم لا يخزّن كمية كبيرة منه. فالشخص الراشد المتوسط يملك 4 غرامات من الحديد فقط. ويُفقد جزء من هذا الحديد يوميا في العرق، وفي النفايات التي تخرج من الأمعاء. ولكن كل ذلك لا يساوي سوى كمية قليلة جدا لا تزيد وسطيا على مليغرام واحد تقريبا في اليوم. ويميل الناس الذين يتناولون الأسبيرين إلى فقدان الحديد في الجهاز المعوي؛ وعموما، فحتى الجرعات القليلة، تستطيع أن تضاعف الفقدان العادي للحديد ثلاث مرات. وإن بعض الرياضيين، ولا سيما عدائي المسافات الطويلة، يمكن أن يفقدوا الحديد بنسبة أكبر من المعدل العادي. ولكن الوسيلة الأكثر فقدانا للحديد من المعدل العادي هي دورة الحيض الشهرية لدى النساء. فمعظم النساء يفقدن كمية من الدم أكبر مما يتصورون، وقد تصل هذه الكمية إلى 90-120 غراما في الشهر، وبرغم ذلك، فإن هذه الكمية تعادل وسطيا فقدان مليغرام واحد من الحديد يوميا.
    • شكرا اخي وفقت في هذه المعلومات المفيده عن مرض فقر الدم واضيف على معلوماتك

      إن مرض فقر الدم (أنيميا Anemia) كثير المصادفة وله أسباب كثيرة، والمعالجة الناجحة تعتمد على كشف السبب الذي قد يكون واضحا في بعض الأحيان، ويكون خفيا صعبا في أحيان كثيرة وبالتالي يحتاج إلى كثير من التحريات الدقيقة. ومن أحد أنواع فقر الدم الكثيرة نقص الحديد، وهو مرض كثير الانتشار في العالم وهو يحدث في كل الأجناس والأعمار، وخاصة عند النساء والأطفال.

      ما هو فقر الدم بسبب نقص الحديد؟
      من الممكن تعريف هذا النوع من فقر الدم بعجز نقي العظام عن توليد عدد كاف من الكريات الحمر بسبب نقص الحديد الذي يعتبر ضروريا في تركيب الهيموجلوبين (الخضاب).

      أما نسبة الإصابة بهذا المرض فهي مختلفة من بلد لأخر، ونسبة الإصابة هذه تعتمد على المستوى الصحي في ذاك البلد، فهي قليلة في البلاد المتقدمة ذات المستوى الصحي العالي، وحيث تكون نوعية الغذاء والشراب على مستوى عالي، وعلى العكس تكون الإصابة مرتفعة في البلاد المتأخرة حيث المستوى الصحي المنخفض، هذا ناهيك عن كثرة انتشار الطفيليات والديدان فيها. والنسبة تختلف أيضا في البلد الواحد بين الرجال والنساء وهي أعلى في النساء بسبب متطلبات الطمث (العادة الشهرية) والحمل والإرضاع.

      ما هي أسباب فقر الدم بسبب نقص الحديد؟
      نادرا ما يكون نقص الحديد وحده هو السبب فقر الدم ذلك باستثناء حالات الطفولة، وبعض الحالات التي تتطلب كميات إضافية من الحديد مثل الحمل، وسن النمو عند الأطفال، وبعض الحالات التي يضطرب فيها امتصاص الحديد في الجسم مثل الإسهال الشحمي والسبرو sprue (التهاب مزمن في الغشاء المخاطي للقناة الهضمية)؛ وإسهال المناطق الحارة.

      أما باقي الحالات والتي تشكل معظم حالات فقر الدم بنقص الحديد فهي ذات أسباب أخرى تختفي وراء فقر الدم هذا، والذي يكون نتيجة للمرض الأصلي المسبب، وهنا تكون الأعراض التي يشكو منها المريض والتي يراجع من اجلها الطبيب هي أعراض فقر الدم، وليست أعراض المرض الأصلي المسبب لفقر الدم، فإذا ما شك الطبيب بوجود بؤرة نازفة ولم يستطع كشفها بالفحص السريري،فغالبا ما تكون في الجهاز الهضمي، وان فحص الدم الخفي في البراز والدال على النزف غالبا ما يكون إيجابيا، وتكرار هذا الفحص ضروري حيث لا تكون النتائج إيجابية دوما، لان النزف الهضمي قد يكون متقطعا وغير مستمر. ومن أهم البؤر النازفة في الجهاز الهضمي والمسببة لفقر الدم بنقص الحديد:
      البواسير.
      قرحة المعدة والاثنى عشر.
      المعالجة الطويلة بالأسبرين.
      دوالي المريء.
      سرطان القولون والمعدة.
      الديدان.


      ما هي أعراض وعلامات فقر الدم بنقص الحديد؟
      بصورة عامة هناك نوعان من الأعراض:
      أعراض المرض الأصلي المسبب.
      الأعراض الأخرى التي يشكو منها المصاب وهذه تقسم إلى قسمين:
      أعراض وعلامات عامة تشاهد في كل أنواع فقر الدم:
      وهي: الشحوب، سرعة التعب، ضعف عام بالعضلات، صداع، دوار مع الشعور بعدم الثبات، طنين الأذنين، نفخات انقباضية وظيفية، وغيرها....
      وطبعا ليس من الضروري أن يشكو المريض من كل هذه الأعراض السابقة، وإنما في حالات كثيرة تنحصر الشكوى بعرض واحد أو اكثر وذلك حسب شدة فقر الدم لديه.
      الأعراض والعلامات الخاصة بفقر الدم بنقص الحديد:
      إذا استمر فقر الدم مدة طويلة تظهر تغيرات في الفم واللسان والأظافر، فالغشاء المخاطي للسان يصبح في نسبة لا بأس بها من المرضى شاحبا ناعما وبراقا، وتضمر الحليمات اللسانية (خاصة على الجانبين)، ويكون اللسان غير مؤلم إلا إذا أصيبت بقع منه بالالتهاب. أما الغشاء المخاطي للفم والوجنتين فقد يبدو بلون احمر، وقد تظهر تشققات على جانبي الفم يقال لها الصوار cheilosis. أما الأظافر فتبدو مسطحة أو مقعرة كالملعقة وتعرف باسم تقعر الأظافر، وتتصف الأظافر بتشققها وسرعة انكسارها. أما الطحال فقد يتضخم في بعض الحالات القليلة.
      الفحوص المخبرية
      إن استمرار فقر الدم بنقص الحديد لسبب من الأسباب، كأن لم ينقطع النزف عن المريض أو لم تعالج المرأة المصابة بغزارة الطمث أو امتداده، فان مخزون الحديد في الجسم يقل تدريجيا حتى ينضب، وهنا يهبط الهيموجلوبين (الخضاب) والهيماتوكريت وعدد الكريات الحمراء. ويكون هبوط مقدار الخضاب شديدا وقد يصل إلى حوالي 4 غم/100مل في حين أن المعدل الطبيعي الوسطي له هو حوالي 14 غم/100مل، أما عدد الكريات الحمراء فلا ينخفض كثيرا.


      اللطاخة الدموية Blood film
      تبدو فيها الكريات الحمراء صغيرة الحجم ناقصة الصباغ ويتخذ كثير منها أشكالا مختلفة، ويتخذ البعض الأخر أحجاما مختلفة، فبعضها تكون صغيرة الحجم والبعض الآخر كبيرة. وقد يظهر عدد قليل من الكريات الحمراء الفتية في اللطاخة. أما عدد الكريات البيض والصفيحات والشبكات فعادة تكون ضمن الحدود الطبيعية على الغالب، ولكن تحدث فيها تغيرات في حالة النزف.


      كيف تتم المعالجة؟
      تعتمد في الدرجة الأولى على معرفة سبب نقص الحديد، ومداواته بإيقاف النزف أو تحسين تناذر سوء الامتصاص (أي سوء امتصاص الحديد في الجسم) ثم البدء بإعطاء مركبات الحديد. وغالبا فإن العلاج يعطى عن طريق الفم، ومدة العلاج يجب أن تستمر لثلاثة اشهر على الأقل بعد أن يعود مقدار الخضاب إلى الحدود الطبيعية لكي يستعيد الجسم مخزونه من الحديد.

      وإذا كان هناك أي مانع لإعطاء العلاج عن طريق الفم كعدم تحمل الدواء أو غيره، فمن الممكن عندئذ إعطاؤه بشكل حقن عضلية. إن الاستجابة للعلاج عن ممتازة عموما، ويجب معايرة خضاب المريض بعد ثلاثة أسابيع من بدأ العلاج لمعرفة مدى التجاوب. فإذا لم يرتفع الخضاب إلى المستوى المتوقع فيكون سبب ذلك:
      عدم تناول المريض العلاج بشكل مستمر ومنتظم.
      وجود خطأ في التشخيص.
      إصابة المريض بتناذر سوء الامتصاص.
      إذا لم تعالج الإصابة فإنها تسير سيرا مزمنا، وان أهمية الإصابة ليست خطورتها على الحياة، ولكنها تؤدي إلى فقد الفعالية وخفض المقاومة للانتان (عدوى infection).


      والله يقينا من اي مرض ويحفظنا سالمين