محمود يعاني من قلق دائم ، صورة أمه لا تفارقه ، لا يشعر بالأمان بين إخوانه ، لذا فإنه انزوى على نفسه ، لا يأنسه أحد سوى حماره وعناقيد عنب المزرعة ، يخاطب السماء كلما جنّ به خوف المستقبل ، ويُسِمع أنينه للظلام الحالك الذي يكتنف بيتهم الصخري ، لم يهنأ بسعادةٍ من نهار ولم يجد حلاوةً في ليل ، ولم يعلم بأنه طبيب نفسه ، وأن نفسه الوجلة المضطربة هي من جعلته يعيش هذه الدوامة التي لا انفكاك منها إلا كما قال تعالى " إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم " ، وقد قال له ضميره يوماً :
كن جميلاً ترى الوجود جميلا ، وابدأ عقد صلحٍ مع الحياة ، "فالحياة حلوة بس نفهمها " .
في المقابل فإن الأخ الأصغر وآخر النسل "سليمان " كان يحمل كل صفات التضاد لدى محمود فهو ضحوك السن بسام العشيات ، حينما تراه تخاله وكأنه ملك الدنيا بحذافيرها ، لا تغادر البشاشة محياه ، ولا تجده مكفهراً أبداً ، ويمتلك من الظرف والدعابة نصيباً كبيراً ، إذ أنه حسن النادرة وبديع الحديث وجميل الوصف ، يعشق الجمال ويهوى محادثة الطيور وصيد الغزلان .
أما أوسط العقد " محمد " كان الأكثر دهاءً وحكمة ، يميلُ إلى مجالسة الأدباء وكبار السن ، فله وجاهةٌ بين الناس وقوله مسموع على صغر سنه ، حباه الله بالبصيرة النافذة والرأي السديد ، يرجع إليه العامة في فصل الخطاب وعقد الصلح ، يهوى السفر والترحال ، وعلى خلقٍ كريمٍ واستقامةٍ في الدين ، ولو وجد اهتماماً لكنّا اليوم نقرأ له الكثير من المؤلفات والنوادر .
"منكم العذر" ،، يتبع ،،،
كن جميلاً ترى الوجود جميلا ، وابدأ عقد صلحٍ مع الحياة ، "فالحياة حلوة بس نفهمها " .
في المقابل فإن الأخ الأصغر وآخر النسل "سليمان " كان يحمل كل صفات التضاد لدى محمود فهو ضحوك السن بسام العشيات ، حينما تراه تخاله وكأنه ملك الدنيا بحذافيرها ، لا تغادر البشاشة محياه ، ولا تجده مكفهراً أبداً ، ويمتلك من الظرف والدعابة نصيباً كبيراً ، إذ أنه حسن النادرة وبديع الحديث وجميل الوصف ، يعشق الجمال ويهوى محادثة الطيور وصيد الغزلان .
أما أوسط العقد " محمد " كان الأكثر دهاءً وحكمة ، يميلُ إلى مجالسة الأدباء وكبار السن ، فله وجاهةٌ بين الناس وقوله مسموع على صغر سنه ، حباه الله بالبصيرة النافذة والرأي السديد ، يرجع إليه العامة في فصل الخطاب وعقد الصلح ، يهوى السفر والترحال ، وعلى خلقٍ كريمٍ واستقامةٍ في الدين ، ولو وجد اهتماماً لكنّا اليوم نقرأ له الكثير من المؤلفات والنوادر .
"منكم العذر" ،، يتبع ،،،