

وَلَيلٍ كَأنَّ الصُّبحَ ، في أُخرياتِهِ *** حُشَاشَةُ نَصْلٍ ، ضمَّ إفرنْدَهُ iiغِمْدُ
تَسَرْبَلَتْهُ ، والذئبُ وَسْنَانُ هاجعٌ *** بِعين ابن ليلٍ ما له بالكرى عَهْدُ
أُثِيرُ القَطا الكُدْري عن iiجَثَماتِهِ *** وَتَألَفُني فيه الثعالبُ iiوالرُّبْدُ
وأطلسَ مِلْءِ العينِ ، يحملُ زَوْرَهُ *** وأضلاعَهُ ، مِنْ جانبيهِ ، شَوًى نَهْدُ
لَهُ ذَنَبٌ مِثْلُ الرِّشاءِ يَجُرُّهُ *** وَمتنٌ كمتن القوس أعوَجُ iiمُنْأدُّ
طواهُ الطَّوَى حتى استَمَرَّ مَريرُهُ *** فما فيهِ إلا العظمُ والروحُ والجِلدُ
يُقَضْقِضُ عُصْلاً ، في أسِرتِها الرَّدى *** كَقَضْقَضَةِ المقرورِ أرعَدَهُ البردُ
سما لي ، وبي من شِدةِ الجُوعِ مَابِهِ *** ببيداءَ لمْ تُعْرَفْ بها عيشَةٌ iiرَغْدُ
كِلانا بها ذِئبٌ ، يُحدِّثُ iiنَفْسَهُ *** بِصاحِبِه ، والجدُّ يُتْعِسُهُ iiالجَدُّ
عَوى ثم أقعى فارتجزتُ فهِجْتُهُ *** فأقبلَ مِثْلَ البَرْقِ يَتْبَعُهُ الرعدُ
فأوجَرْتُهُ خَرقَاءَ ، تحسبُ رِيشها *** على كوكبٍ ينقضُّ ، والليلُ مُسْوَدُّ
فما ازدادَ إلا جُرْأَةً وَصَرامةً *** وأيقنتُ أن الأمرَ مِنْهُ هُوَ iiالجِدُّ
فَأتْبَعْتُها أخرى ، فأضْلَلْتُ نَصْلَها *** بِحيثُ يكونُ اللبُّ والرُّعْبُ iiوالحِقْدُ
فخَرَّ ، وقد أوردْتُهُ مَنْهَلَ iiالردى *** عَلَى ظَمَإٍ ، لوْ أنهُ عَذُبَ iiالوِرْدُ
وقُمْتُ فَجَمَّعْتُ الحصى ، فاشتَوَيْتُهُ ***عَليهِ ، وللرمضَاءِ مِنْ تَحْتِهِ وَقْدُ
وَنِلْتُ خسيساً مِنْهُ ، ثُمَّ تَرَكْتُهُ*** وأقلعتُ عنهُ ، وهوَ مُنعَفِرٌ فَرْدُ
لم أعد أهتم فمن رحل بإرادته يموت في أعماقنا بإرادته