الحزبية في العالم الثالث
تتميز الاحزاب السياسية في دول العالم الثالث بخاصية معينه تميزها عن مثيلاتها في الدول الرأسمالية . فإذا كانت الحزبية في الدول الرأسمالية ذات طبيعة ونشأة إنتخابية , فإن الحزبية في الدول المتخلفة نشأت في البداية من أجل غايات تحررية . لقد كان هدفها الاول تحرير الارض من السيطرة الاجنبية , أما تحرير الانسان فيأتي في المرتبة الثانيه وبعد تحرير الارض وهذا شئ طبيعي لانه لا يمكن أن يحرر الانسان من ادوات القهر والتسلط قبل تحرير الارض من قوات الاحتلال الاجنبي ,ولكن بعد الاستقلال وقعت هذه التنظيمات في محظور السلطة وإغراءاتها فتحولت من حركات تحرر , واداة تحرر , إلى اداة قهر وتسلط على الجماهير , وفرضت هذه القيادات وصاية ابدية على الجماهير . لقد استشهد في معارك التحرير الآلاف , بل الملايين , ولكن لم يباشر السلطة الحقيقية , بعد الاستقلال , إلا المئات بل العشرات من الافراد . استشهاد جماعي من أجل التحرير , يقابله إستئثار فئة قليلة بالسلطة وبمزاياها .
ولكن هذه الخاصية التي تميز أغلب الاحزاب الساسية في دول العالم الثالث , وهي تحولها من حركات تحرير وطنى إلى احزاب سياسية تتصارع على السلطة , ولا يخفي وجود أحزاب ليس لها رصيد نضالي , بل هي حركات انقلابية تكونت ونشأة في ظل السلطة وبفضلها , فتحولت من جماعات هامشية إلى قوة اصطناعية منظمة تعتمد في وجودها وبقائها على القبيلة والعشيرة تارة , وعلى الطائفية والمذهبية الدينيه تارة أخرى . وهكذا تغيرت صورة النضال الاجتماعي والسياسي والاقتصادي في كثير من بلدان العالم الثالث من نضال من أجل تغيير البنيه الاجتماعية وتحسين أحوال المواطنين , وقهر التخلف , إلى معارك طائفية وعشائرية ومذهبية .
الخلاصة :ـ
أنه يوجد صراع مدمر على السلطة , وهذا الصراع وان كان يختلف في طبيعته من مجتمع إلى أخر فإن نتيجته واحدة , وهي تدمير المصالح العليا للمجتمع . فإذا كانت النقابات المهنية , والمجالس النيابية تشكل حلبة للصراع الحزبي على السلطة في الدول الرأسمالية , فإن القبيلة والعشيرة والطائفية والمذهبية وارضاء المصالح الاجنبية تشكل في مجموعها السياج الذي يحمي ظهر هذه الاحزاب المتصارعة . كل ذلك في غياب الشعب صاحب المصلحة الحقيقة في السلطة .
هذه الصورة القائمة لوجه المجتمع السياسي , وتؤكد مقولة الكتاب الاخضر بأنه " ليس للديمقراطية إلا وجه واحد ونظرية واحدة . وما تباين واختلاف الانظمة التي تدعي الديمقراطية إلا دليل على انها ليست ديمقراطية . ليس لسلطة الشعب إلا وجه واحد , ولا يمكن تحقيق السلطة الشعبية إلا بكيفية واحدة وهي المؤتمرات الشعبية واللجان الشعبية . فلا ديمقراطية بدون مؤتمرات شعبية . واللجان في كل مكان " .
وهكذ وبالعودة للاحزاب وبالنظر الى تكوينها فإنها تتكون اما من ذوي :ـ
المصالح الواحدة .
أو الرؤية الواحدة .
او الثقافة الواحدة .
او المكان الواحد .
او العقيدة الواحدة .
فهي اساسا قائمة على ماسبق ذكره لمجموعة من الافراد , يعني تحزبهم العمل على فرض مصالحهم أو رؤيتهم أو ثقافتهم او عقيدتهم على باقي افراد المجتمع .
وهم بذلك يسعون الى الوصول الى السلطة بأي طريقة كانت من أجل تحقيق مراميهم تلك . وهكذا فإن الحزب لا يختلف عن القبيلة أو بمعنى أخر أدق "القبلية " بل انه قبيلة العصر الحديث .
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .,
تتميز الاحزاب السياسية في دول العالم الثالث بخاصية معينه تميزها عن مثيلاتها في الدول الرأسمالية . فإذا كانت الحزبية في الدول الرأسمالية ذات طبيعة ونشأة إنتخابية , فإن الحزبية في الدول المتخلفة نشأت في البداية من أجل غايات تحررية . لقد كان هدفها الاول تحرير الارض من السيطرة الاجنبية , أما تحرير الانسان فيأتي في المرتبة الثانيه وبعد تحرير الارض وهذا شئ طبيعي لانه لا يمكن أن يحرر الانسان من ادوات القهر والتسلط قبل تحرير الارض من قوات الاحتلال الاجنبي ,ولكن بعد الاستقلال وقعت هذه التنظيمات في محظور السلطة وإغراءاتها فتحولت من حركات تحرر , واداة تحرر , إلى اداة قهر وتسلط على الجماهير , وفرضت هذه القيادات وصاية ابدية على الجماهير . لقد استشهد في معارك التحرير الآلاف , بل الملايين , ولكن لم يباشر السلطة الحقيقية , بعد الاستقلال , إلا المئات بل العشرات من الافراد . استشهاد جماعي من أجل التحرير , يقابله إستئثار فئة قليلة بالسلطة وبمزاياها .
ولكن هذه الخاصية التي تميز أغلب الاحزاب الساسية في دول العالم الثالث , وهي تحولها من حركات تحرير وطنى إلى احزاب سياسية تتصارع على السلطة , ولا يخفي وجود أحزاب ليس لها رصيد نضالي , بل هي حركات انقلابية تكونت ونشأة في ظل السلطة وبفضلها , فتحولت من جماعات هامشية إلى قوة اصطناعية منظمة تعتمد في وجودها وبقائها على القبيلة والعشيرة تارة , وعلى الطائفية والمذهبية الدينيه تارة أخرى . وهكذا تغيرت صورة النضال الاجتماعي والسياسي والاقتصادي في كثير من بلدان العالم الثالث من نضال من أجل تغيير البنيه الاجتماعية وتحسين أحوال المواطنين , وقهر التخلف , إلى معارك طائفية وعشائرية ومذهبية .
الخلاصة :ـ
أنه يوجد صراع مدمر على السلطة , وهذا الصراع وان كان يختلف في طبيعته من مجتمع إلى أخر فإن نتيجته واحدة , وهي تدمير المصالح العليا للمجتمع . فإذا كانت النقابات المهنية , والمجالس النيابية تشكل حلبة للصراع الحزبي على السلطة في الدول الرأسمالية , فإن القبيلة والعشيرة والطائفية والمذهبية وارضاء المصالح الاجنبية تشكل في مجموعها السياج الذي يحمي ظهر هذه الاحزاب المتصارعة . كل ذلك في غياب الشعب صاحب المصلحة الحقيقة في السلطة .
هذه الصورة القائمة لوجه المجتمع السياسي , وتؤكد مقولة الكتاب الاخضر بأنه " ليس للديمقراطية إلا وجه واحد ونظرية واحدة . وما تباين واختلاف الانظمة التي تدعي الديمقراطية إلا دليل على انها ليست ديمقراطية . ليس لسلطة الشعب إلا وجه واحد , ولا يمكن تحقيق السلطة الشعبية إلا بكيفية واحدة وهي المؤتمرات الشعبية واللجان الشعبية . فلا ديمقراطية بدون مؤتمرات شعبية . واللجان في كل مكان " .
وهكذ وبالعودة للاحزاب وبالنظر الى تكوينها فإنها تتكون اما من ذوي :ـ
المصالح الواحدة .
أو الرؤية الواحدة .
او الثقافة الواحدة .
او المكان الواحد .
او العقيدة الواحدة .
فهي اساسا قائمة على ماسبق ذكره لمجموعة من الافراد , يعني تحزبهم العمل على فرض مصالحهم أو رؤيتهم أو ثقافتهم او عقيدتهم على باقي افراد المجتمع .
وهم بذلك يسعون الى الوصول الى السلطة بأي طريقة كانت من أجل تحقيق مراميهم تلك . وهكذا فإن الحزب لا يختلف عن القبيلة أو بمعنى أخر أدق "القبلية " بل انه قبيلة العصر الحديث .
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .,