هو حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه الذي نزل فيه قوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة }، وكان كتب إلى أهل مكة يعرفهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد غزوهم .
_ من مشاهير المهاجرين ، شهد بدراً والمشاهد.
- وكان رسول النبي صلى الله عليه وسلم إلى المقسوس ، صاحب مصر.
- فقد أرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى المقوقس عظيم القبط يدعوه إلى الإسلام ، وكان حاطب بن بلتعة رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المقوقس ، فكان رد المقوقس على الرسالة : أما بعد ، فقد قرأت كتابك وفهمت من ذكرت وما تدعو إليه ، وقد علمت أن نبياً قد بقي ، وكنت أظن أنه يخرج بالشام ، وقد أكرمت رسولك ، وبعثت لك بجاريتين لهما مكان من القبط عظيم ، وبكسوة ، ومطية لتركبها ، والسلام عليك . وعاد حاطب إلى المدينة بكتاب المقوقس ، مصطحباً معه مارية ، وأختها سيرين ، وعبداً خصياً يدعى ( مابور ) ، وألف مثقال ذهباً ، وعشرين ثوباً ليناً من نسيج مصر ، وبغلة شهباء اسمها (دلدل ) ، وجانباً من عسل ( بنها ) ، وبعض العود والمسك والند .
- وكان تاجراً في الطعام ، له عبيد ، وكان من الرماة الموصوفين.
- عن عبد الرحمن بن حاطب: أن أباه كتب إلى كفار قريش كتاباً. فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا والزبير ، فقال : (انطلقا حتى تدركا امرأة معها كتاب فأتياني به) فلقياها ، وطلبا الكتاب ، وأخبراها أنهما غير منصرفين حتى ينزعا كل ثوب عليها. قالت: ألستما مسلمين ؟ قالا: بلى ، ولكن رسول الله حدثنا أن معك كتاباً ، فحلته من رأسها. قال : فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم حاطباً حتى قرئ عليه الكتاب ، فاعترف فقال : (ما حملك ؟ ) قال : كان بمكة قرابتي وولدي ، وكنت غريباً فيكم معشر قريش.
لذلك كانت أول كلمات اعتذر بها حاطب للنبي صلى الله عليه وسلم أن قال كما في البخاري ( ما فعلت ذلك كفراً ولا إرتداداً ولا رضاً بالكفر بعد الإسلام )
* يقول الشيخ علوي السقاف : واعلم أن قصة حاطب -رضي الله عنه- رواها البخاري في الصحيح (3007،4272،4890،6259) ومسلم في الصحيح(4550) وأبو داود في السنن(3279) والترمذي في الجامع (3305) وأحمد في المسند(3/350) وأبو يعلىفي المسند (4/182) وابن حبان في صحيحه(11/121) والبزار في مسنده(1/308) والحاكم في المستدرك(4/87) والضياء في الأحاديث المختارة(1/286) وغيرهم، وقد جمعت لك ما صحَّ من رواياتهم في سياق واحد –وأصلها من صحيح البخاري- ليسهل تصور القصة واستنباط الأحكام منها، والذي يهمنا منها ألفاظ حاطب وعمر رضي الله عنهما أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم،
[ أختي العنود ـ وكل قارئ ـ أوردت لكِ الحادثة ـ وهي صحيحة واقعة ـ بنصها كما جاءت في كتب الحديث وكما يرويها بعض المؤرخين ، مع أني أجهل حكم مشائخنا في صحة تلك الروايات ، أو بعض الجمل فيها مثل ( لَعَلَّ اللَّهَ اطَّلَعَ إِلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ وَجَبَتْ لَكُمْ الْجَنَّةُ أَوْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ ) فإنها موهمه والله أعلم بصحتها ، فانتبهي ]