كيف تبرمج عقلك !!!! دكتور شريف عرفة !!!!


    • ارسم حياتك!

      كتابة ورسوم: د.شريف عرفة


      في الحلقة دي هنتكلم عن خفة الدم..

      دمك خفيف؟
      ظريف يعني؟
      بتعرف تنكت؟

      مش هنتكلم عن خفة الدم اللي تخلي الناس تحبك وتتقبلك.. مش هاكلمك عن العلاج بالضحك اللي بقى مثبت علميا.. كل ده هاتكلم عنه بعدين.. بس اللي أقصده النهارده هو حس الدعابة بينك وبين نفسك.. بتعرف تنكت؟

      بدل ما أقعد أسالك أسئلة كده ورا بعض.. خلينا نخش في الموضوع..


      نظرتك للعالم

      زي ما عرفنا قبل كده.. كلنا بنعيش نفس الواقع.. وكل واحد فينا بينظر للواقع ده بنظرة مختلفة.. والنظرة دي هي اللي بتحدد: هل أنت سعيد في حياتك أم تعيس؟ ناجح أم فاشل؟
      في ناس بتنظر طول الوقت للنصف الفارغ من الكوب.. وفي ناس بتركز على النصف الممتلئ..

      النص الفارغ..
      الظريف في الموضوع إن في ناس كتير جدا جدا جدا بيتفننوا في التركيز على النصف الفارغ ده.. وبيقدروا يحولوا أي حاجة حلوة في حياتهم إلى حاجة بشعة جدا!

      لو فقير: هيشتكي من قلة الفلوس..
      لو غني: هيشتكي من كتر الفلوس والناس اللي بتطمع فيه طول الوقت..
      لو صحته كويسة هيقول: أعمل إيه بالصحة من غير فلوس؟
      لو معاه صحة وفلوس: هيشتكي من أي حاجة وخلاص.. هيكتشف حاجة يشتكي منها.. مش باقول لك بيتفننوا؟

      عمرك قابلت حد من دول؟
      أكيد!!
      إنهم بيننا!


      النصف الممتلئ..
      فيه ناس بتركز طول الوقت في النصف الممتلئ.. مهما كانت المشاكل اللي حواليهم.. هيقدروا يكتشفوا حاجة كويسة يركزوا عليها..

      فيه ناس كتير من اللي بيبعتوا لنا تعليقاتهم، بيقولوا إن الكلام ده نظري.. وإن الواقع زفت أساسا.. وإن مافيش حل.. وإن الحياة سودا وإن مافيش أمل في إن الواحد يطور نفسه للأحسن.. يعني إنت اتولدت كده، يبقى هتفضل كده.. هي دي الحياة عندهم!

      عارف إن فيه ناس كتير هتبعت لنا تقول الكلام ده كله..
      والناس دول هارد عليهم بنموذج حي من المجتمع بتاعنا.. شاب مصري قابلته واتكلمت معاه.. هاحكي لكم الكلام اللي قاله عشان نتعلم كلنا التكنيك ده منه..


      خد الموضوع بظرف...

      فيه طريقة فعالة جدا للتخلص من الضغوط ومواجهة المشاكل.. وده موجود فينا –احنا المصريين– من زمان..
      الطريقة دي ببساطة هي:

      خد المشكلة بخفة دم.. خد الموضوع بظرف.. ببساطة.. بضحك..
      كده أي مشكلة هتعدي و مش هتسيب ندوب جواك!

      فيه ناس كتير هتبعت تقول لي: يعني آخد الحياة تهريج وماواجهش أي مشكلة؟
      أقول لهم: مش لازم أكتئب عشان أحل مشاكلي!!

      كل كتب إدارة الضغوط والأزمات بتركز في حاجه مهمة جدا وهي إنك تعزل نفسك عن المشكلة... إنك تكون هادي.. ريلاكس!

      وهو ده اللي باقوله دلوقتي.. المشاكل بتتواجه بكذا طريقة.. منهم الطريقة الفعالة اللي باقولها لك دي:
      خد أي مشكلة بخفة دم!

      اضحك على نفسك من الآخر يعني!! عديها وخليك كول!
      وفكر بعد كده في حل المشكلة.. وأنت مرتاح وسعيد أساسا..
      ما هي حياة واحدة اللي هنعيشها يا جماعة.. إن ماكناش هنعيشها سعداء، يبقى هنكون سعداء أمتى؟



      القصة..

      مش هاقول غير مثال واحد للفكرة دي..



      مثال:
      قصة الشخص اللي كلمتكم عنه.. فلنفترض إن اسمه "أحمد"..

      "أحمد" ده أيها السادة شاب زينا.. من سننا..
      شيك جدا.. مبتسم طول الوقت.. روش..
      وبيشتغل في البوفيه في أحد الأماكن التي تنشر لي..

      في أحد أيام الشتاء الماضي.. جلست معه بعد أن انتهيت من تسليم مقالاتي ورسومي.. ورحنا نتجاذب أطراف الحديث..

      قال "أحمد":
      شفت يا دكتور "شريف" المطر اللي غرق الدنيا امبارح ده؟ د أنا اتبهدلت فيه و الله..
      (بالنسبة لي –كاتب السطور- كان أسوأ ما حدث هو أنني اضطررت لغسل السيارة مرة أخرى!)

      تابع "أحمد":
      احنا قاعدين في كشك أساسا.. اللي في الأرض اللي قدام دي..
      بعد ما باخلص شغل بارجع أنام في الكشك..
      تخيل يا دكتور؟ المطر نزل علينا صحانا من النوم.. تقولش السقف ورق؟؟
      المطر نزل غرقنا.. والله العظيم بقيت زي الكتكوت المبلول..
      أمي راحت باتت عند خالتي لأن المطر طول كذا يوم.. فضلت أنا والواد أخويا مع بعض في السيول دي.. كانت مسخرة..
      صاحب الأرض دخل علينا لقانا نايمين قاعدين وكل واحد حاطط حلة على دماغه.. هاهاها.. كان منظرنا يفطس من الضحك..
      قلت له مش تبني لنا سقف عدل بدل ما نتبل كده وتطلع عينينا؟؟
      الراجل قعد يضحك وقال لي هيبني لنا بكره الصبح حاجه أحسن..
      والله ظريف الشتاء ده يا دكتور.. كان يوم زي العسل والله!!!

      سؤال:
      لو إنت مكانه.. وحصل لك نفس الموقف ده.. هل هتنظر له بنفس خفة الدم؟
      تعرف إن الموقف ده ممكن يتحكي بطريقة حزينة؟

      قاعدة:
      معظم المشاكل التي قد تواجهها.. لابد أن تجد فيها شيئا يصلح للسخرية!


      جرب بنفسك:

      خد عندك المشاكل دي جرب فيها مع نفسك.. حاول تحكيها بخفة دم.. السخرية كامنة في كل شيء وتنتظر فقط أن تلاحظها.. أنا رسام كاريكاتير وأعرف ما أتكلم عنه فلا تقلق.. ستجد السخرية.. كل شيء يصلح للسخرية.. فقط، ابحث عنها:

      - انطردت من شغلك لأن المدير لا يحبك..
      - اتزحلقت على قشرة موزة، رجلك انكسرت..
      - تركتك الفتاة التي تحبها، وأحبت بطل الكلية في كمال الأجسام!

      خليك مبتسم.. اسخر من هذه المواقف البلهاء المضحكة..
      البكاء لن يفيد.. الحزن لا يحل المشكل بل هو خلاصة المشاكل نفسها..
      حل مشاكلك ولا داعي لأن تزيدها تعقيدا..


      كن سعيدا!! هكذا ببساطة..
      حتى وأنت تواجه مشاكلك..

      يمكنك أن تحزن طبعا..
      يمكنك أن تبكي وتدمع عيناك..


      لكن لاحظ:
      أن الحزن اختيارك الشخصي..
      كما أن السعادة اختيارك الشخصي!
      لأنك أنت من يقرر طريقة تفكيرك ونظرتك للأمور..
      وأنت حر يا صديقي?!


      وأشوفك الحلقة الجاية إن شاء الله

    • قوة: كما لو!!

      كتابة ورسوم: د.شريف عرفة


      هناك بعض الأشخاص يؤمنون أنهم أفضل منا في شيء ما..
      هناك أشخاص أكثر منا نجاحا..
      أكثر ثقة..
      أكثر جاذبية..

      وأحيانا نحسدهم.. لأنهم ولدوا، وولدت معهم هذه الصفات.. بينما نحن، لسنا كذلك!


      أليس هذا ما يجول بخاطرك أحيانا؟


      بالفعل هناك أشخاص ولدوا وعندهم من الصفات ما ليس عند غيرهم.. قوة الشخصية مثلا.. الثقة.. التواصل بشكل أفضل مع الناس.. لكن الخبر السعيد هنا هو أن كل هذه الصفات يمكن اكتسابها.. يمكنك أن تطور شخصيتك كي تصبح كما تريد لها أن تكون..


      "لو كان أي شخص قادرا على فعل أي شيء.. فمن الممكن لأي إنسان أن يتعلمه ويفعله.."

      (ريتشارد باندلر)

      سنتكلم اليوم عن إحدى طرق تطوير الشخصية.. وهي طريقة..

      (كما لو)..


      يقول "ويليام جيمس":
      تصرف كما لو كنت تستطيع.. وسوف تستطيع بالفعل!

      مثال:
      سأحكي لك قصة:

      كنت مدعوا في إحدى الندوات التي أقامها أحد المواقع.. وكانت الندوة تضم باقة من كتاب الروايات المشهورين (مثل د."نبيل فاروق").. وكنت مديرا في الموقع في هذه الفترة، لذلك كان لابد لي أن أكون متواجدا ومتابعا للحدث..
      قال كل من الكتاب كلمته.. وفوجئت بشخص يدعوني للمنصة لأقول كلمة للقراء أنا الآخر!

      دعك من أنني لم أكن مستعدا لقول أي شيء.. المشكلة الحقيقية كانت أن الجمهور ها هنا لم يكن جمهوري.. أتفهمون ماذا أعني؟

      من السهل أن أتبين قرائي الذين أتوا ليسمعوا ما أقول.. لكن الجمهور هنا كان من قراء الروايات.. وكل ما يعرفونه عني هو أنني رسام كاريكاتير..

      قمت في هدوء بينما الناس تصفق على سبيل جبر الخاطر.. وبينما أنا في طريقي للمنصة تذكرت موضوع حلقة اليوم.. "قوة: كما لو.."

      وأنا في طريقي للمنصة رحت أفكر وأتصرف (كما لو) كنت أكلم جمهوري الذي يعرفني وأعرفه.. (كما لو) كنت قادرا على إبهاره وجعله يستمتع بما أقول..

      صعدت إلى المنصة (كما لو) كنت صاعدا على منصة إحدى ندواتي لألقي كلمة قصيرة جدا.. ورحت أتكلم باسما على هذا الأساس..

      لا أذكر بصراحة ما قلته وقتها..
      لكنني لن أنسى أبدا.. أن الجمهور راح يصفق طويلا جدا..


      قد يفهم الشباب هنا المثال أكثر من الفتيات..
      هل عرفت من قبل فتاة جذابة جدا وأعجبك شكلها.. لكنك حين رأيت صورتها وجدت أنها ليست بهذا القدر من الجاذبية؟

      هل تعرف لماذا؟
      هذه الفتاة تتصرف (كما لو) كانت جميلة.. فأصبحت جميلة حين يتعامل معها الناس.. لكن في الصور لم تظهر قوة (كما لو)..


      مثال:
      "أحمد" طالب متخرج حديثا في كلية طب الأسنان..
      وفي اليوم الأول له في سنة الامتياز... جاءته حالة يبدو أنها عصيبة فعلا..
      امرأة تصرخ بلا انقطاع.. وأنت تعرف ما لتأثير صراخ المرأة على الأعصاب!
      ارتبك "أحمد" بشدة.. فقد كانت هذه –تقريبا– أول حالة طوارئ تأتيه في حياته..
      شعر بالرهبة والارتباك في البداية..

      لكنه يقول إنه تغلب على ذلك:
      - حين رأيت هذه الحالة اهتزت ثقتي في نفسي.. لم أعرف كيف أبدأ ولا كيف أتصرف.. جال بخاطري في هذه اللحظة.. لو كان الكتور فلان –أحد أكبر أساتذة طب الأسنان في العالم- مكاني.. ماذا سيكون تصرفه؟
      - هنا تصرفت (كما لو) كنت الدكتور فلان.. فشعرت بالهدوء وطمأنت المريضة.. وطلبت منها أن تفتح فمها لأرى ما هنالك..
      - وجدت أنه شيء بسيط.. لكن اهتزاز ثقتي في نفسي شل قدرتي على التفكير.. وجعلني لا أخرج كل المهارات الموجودة لدي..


      مثال:

      المهندسة "مها"... سيدة مسلمة متدينة، وقارئة ممتازة لكتب تطوير الذات..
      رأيت أنها تتحكم في انفعالاتها في الأوقات الصعبة وتدير الأزمات بشكل ممتاز، وتفكر بمنطقية أمام كل المشاكل ولا أذكر أنني سمعتها تشكو يوما..
      سألتها عن السر..
      - ماذا تفعلين حين تواجهك مشكلة؟

      فأجابت وأطلعتني على أسلوبها الفريد.. قالت:
      - أتخيل (كما لو) كان سيدنا محمد (ص) في هذا الموقف.. كيف كان سيتصرف؟!!!

      أفهمت ما تعنيه؟


      عايز تقول إيه؟

      ما أريد قوله هو
      أننا أحيانا لا نستطيع فعل شيء ما.. فقط لأننا أقنعنا أنفسنا أننا لا نستطيع..
      مع أن الطاقات موجودة في داخلنا.. ولا ينقصها سوى أن تسمح لها أنت بالخروج!
      تسمح لها بالخروج عن طريق التفكير بإيجابية..


      وهناك أمثلة كثيرة على ذلك..

      مثال:

      هناك من يقنع نفسه: أنا غير ناجح في التعامل مع الناس!

      لو كانت هذه الفكرة تسيطر على شخص ما.. فما النتيجة؟

      ستكون النتيجة البديهية هي: أن ينطوي ويتجنب الناس قدر الإمكان.. سيصبح فعلا غير ناجح.. لأنه تصرف على هذا الأساس!

      لكن تأمل معي لو تعامل مع الحياة (كما لو) كان ناجحا في التعامل مع الناس.. أو (كما لو) كان هو نفسه فلانا، الماهر في التعامل مع الناس..

      هذه الفكرة ستعطيه الثقة ليخرج كل طاقاته التي كان يقيدها اعتقاده السلبي.. فيكون أكثر نجاحا بالفعل!

      لا تسمح لنفسك بأن تلقي بالأحكام السلبية على نفسك.. فلو اعتقدت أنك فاشل.. فاعلم أن السبب في فشلك هو اعتقادك أنك فاشل!



      تصرف في الموقف الصعب كالتالي:
      - (كما لو) كنت قادرا تماما على اجتيازه..
      - (كما لو) كنت "مثلك الأعلى" في هذا الموقف..

      وستجد كم الطاقات التي لم تعرف يوما أنها في داخلك!


      تصرف
      (كما لو) كنت أنجح الناس وستكون ناجحا..
      تصرف (كما لو)
      كنت رائعا.. وستكون كذلك..


      وفي انتظاركم الحلقة القادمة بإذن الله..


      تحذير أخير:

      قوة (كما لو) تكنيك وضع كي يمدك بالقوة والثقة كي تخرج كل الطاقات والمهارات التي بداخلك.. لا تطبقه -مثلا- في اختبار دخلته دون أن تذاكر شيئا، وتحاول الحل (كما لو) كنت قد ذاكرت!
      بل في أول العام.. تصرف (كما لو) كنت الأول على الدفعة... ماذا يفعل؟ كيف يتصرف؟ كيف يذاكر؟
    • اختر معركتك!

      كتابة ورسوم: د.شريف عرفة


      سأحكي لك قصة..
      استيقظ "مرزوق" من نومه في ضيق.. ذهب ليتناول إفطاره فوجده فولا وطعمية.. فراح يوبخ زوجته لأنها لم تحضر له إفطارا مناسبا.. راح يرتدي ملابسه فلاحظ أن ابنه الذي يستعد للذهاب للمدرسة، لم يربط ربطة عنقه كما يجب.. فراح يوبخه هو الآخر.. خرج من منزله متجها لعمله، فوجد أن السلم ليس نظيفا كالعادة.. فذهب للبواب غاضبا وراح يصيح في وجهه ويخبره بأن عليه أن ينظف السلم كما يجب..

      ركب ليتجه لعمله.. فوجد أن الطريق مزدحم.. فراح يغلي غضبا بسبب "السياسة المرورية" كما يحلو له أن يسميها.. وصل إلى العمل فوجد أن مكتبه لم يتم تنظيفه بعد.. فاستشاط غضبا بسبب اليوم الذي "لم تشرق له شمس" على حد تعبيره.. راح يقرأ الصحف فوجد خبرا أصابه بالضيق.. لماذا لا تسير الأمور في هذا البلد على ما يرام؟؟ تبا لهذا العالم القاسي!

      هنا وفي هذا التوقيت: جاءته مشكلة عويصة في العمل يجب عليه حلها..
      طلبه المدير ليحل مشكلة أو جاءه أحد العملاء يريد شيئا..

      كيف تتوقع أن يكون أداؤه؟
      هل تتوقع هنا أن يكون أداؤه مثاليا؟

      بالتأكيد لن يخرج أداؤه عن: (فوت علينا بكره!) أو (هو احنا في إيه ولا في إيه؟) أو (خلينا في اللي احنا فيه).. أليس كذلك؟

      أو على أكثر تقدير، سيقوم بالعمل في ضيق وضجر ودون اهتمام.. متمنيا أن ينتهي اليوم وخلاص.. حتى يذهب لمنزله ليبدأ في الشجار من جديد.. يالها من حياة!!

      نواجه جميعا مثل هذه التحديات في حياتنا اليومية.. مما يفقدنا التركيز في أمور مهمة كالعمل أو اتخاذ قرار مهم وما إلى ذلك.. مما يجعل النظرة للحياة سوداء حالكة السواد كما رأينا!!

      ما الذي حدث هنا؟

      لكل إنسان منا طاقة محدودة.. لذلك فلا بد من أن ننفق هذه الطاقة في الاتجاه المناسب..لا أن نبذرها فيما لا يفيد..

      هناك حكمة تقول (اختر معركتك) أو (choose your battle).. يعني: لا تبذر طاقتك في معارك لا تفيد.. بل اختر ما يستحق أن تنفق فيه طاقتك!

      الحياة مليئة بالضغوط والتحديات (يسميها البعض مستنزفات الطاقة) لذلك فلا يجب أن نبذر في إنفاق طاقاتنا على كل الضغوط البسيطة التي لا تفيد..

      اختر معركتك..
      أي اختر ما يستحق أن تقلق وتنفعل وتغضب لأجله.. أنفق طاقتك فقط على ما يفيدك.. لا على ما يستنزف طاقتك فلا تستطيع أن تنجز ما هو مهم فعلا لك في حياتك..

      لو عدنا لـ"مرزوق" الذي ذكرناه في أول الموضوع.. ستجد أن مشكلته هي أنه لم يختر معركته..

      أنفق طاقته في شجار مع زوجته لسبب تافه.. ومع ابنه لسبب أتفه.. بذر في طاقته مع البواب بسبب تنظيف السلم وبذر طاقته أثناء حركة المرور وحين وصوله للعمل.. ونفدت طاقته تقريبا حين قرأ الجريدة..

      هنا لم يستطع أن يواجه الأمر المهم الوحيد الذي حدث له في هذا اليوم.. وهو المشكلة التي حدثت له في العمل.. في حين لم يتبقَ قطرة واحدة من الطاقة في خزانته!


      اختر معركتك..
      اختر ما تنفعل من أجله.. ولا تنفق طاقتك (عمال على بطال) في كل حدب وصوب.. ليس تنظيف السلم شيئا مهما يستحق أن تنفعل لأجله.. أليس كذلك؟

      تذكر دائما: الانتصار الحقيقي ليس في خوض كل المعارك والانتصار فيها.. لكن النصر الحقيقي في تجنب المعارك غير المهمة التي لن تعود عليك بشيء سوى تضييع وقتك وطاقتك..

      وفر مجهودك الذهني والعاطفي في ما يفيدك فقط.. فليست الإصابة بأمراض القلب والسكر والضغط شيئا محببا لو كنت قد لاحظت..

      عزيزي القارئ..
      اختر معركتك
      ..

      وأراك في الحلقة القادمة إن شاء الله..


    • قبطان حياتك..

      كتابة ورسوم: د.شريف عرفة


      هل أنت ناجح في الحياة؟
      هل أنت سعيد؟
      ما نظرتك لنفسك؟
      ما تقديرك لقدراتك؟
      هل سألت نفسك يوما هذه الأسئلة؟

      بالتأكيد فكرت يوما في هذه الأسئلة.. وربما جال بخاطرك أنك لست كما كنت تريد لنفسك أن تكون.. وربما العكس؟
      من اللافت للنظر ما يكتبه المختصون حول أهمية هذه الأسئلة التي تدور حول: ماذا تظن عن نفسك؟
      لأن ما تعتقده عن نفسك هو ما ستكونه فعلا!

      أعني أنك إن ظننت أنك ستفشل في شيء ما فإنك حتما ستفشل، حتى لو كانت عندك القدرات التي تؤهلك للنجاح..

      هذه الاعتقادات السلبية التي نفكر فيها أحيانا مثل: (أنا غير كفء- أنا لن أنجح- أنا لا أستحق...) هي دائما أكثر خطورة مما تظن.. لأنها رسائل مباشرة منك من عقلك الواعي إلى عقلك الباطن الذي سيطيعك ويعمل على تنفيذ كل هذه الأوامر..
      يشبه د."جوزيف ميرفي" هذا الموضوع بمثال لطيف جدا:
      - قبطان السفينة يجلس في كابينته على السطح.. ليراقب الاتجاهات والمسافات ويحدد خط السير.. بينما هناك عمال في غرفة المحركات يتولون توجيه الدفة وتشغيل الأجهزة والمحركات...

      القبطان يقرر الاتجاه من موقعه، والعمال في غرفة المحركات ينفذون الأوامر دون مناقشة أو تفكير.. لاحظ أنهم هم من يقومون فعليا بتحريك السفينة.. لكن بأوامر القبطان.

      هكذا الحال بالنسبة لك..
      - أنت قبطان سفينتك.. وعقلك الباطن هو عمال غرفة المحركات الذين ينفذون أوامرك دون أي تفكير..
      فتأكيداتك لنفسك باعتقادات سلبية ما هي إلا أوامر لعقلك اللاواعي سيتولى تنفيذها حرفيا.. "لأن هذا ما يريده سيادة القبطان!".

      فلو اعتقدت أنك لن تنجح في الحصول على وظيفة جيدة.. فإنك بهذا تعطي أمرا مباشرا لعقلك اللاواعي سيعمل على تنفيذه... "لن تحصل على هذه الوظيفة كما أمرت.. سمعا وطاعة أيها القبطان!!"
      هذا أحد قوانين العقل الباطن.. أن قدراتك الشخصية هي ما تتوقعه لنفسك.. لو كنت تثق في قدراتك وتتوقع النجاح.. فسيعمل عقلك اللاواعي على تنفيذ هذا الأمر.. هكذا تسير الأمور!
      كما قلنا سابقا فإن النجاح في الحياة يبدأ من طريقة تفكيرك ذاتها وما تعتقده عن نفسك.. لو آمنت بهدفك وآمنت بقدراتك على تحقيقه.. ستجد نفسك تسير نحو الهدف...

      ((سأحكي لك قصة..))

      مثال:

      لي صديق يهوى الغناء.. صوته عذب وعنده ملكة غير عادية في التأليف والتلحين.. وكان يحلم بأن يكون مطربا..
      لكنه لم يصبح مطربا!!

      هل تعرف لماذا؟
      في قرارة نفسه لم يكن يؤمن تماما بقدراته.. بالتأكيد كانت هناك رسائل سلبية على غرار (أنا لست متميزا –صوتي كصوت الآلاف- أنا لا أستحق.....)

      تكلمت معه لأعرف هذه الرسائل السلبية.. فقالها لي بينما نحن نتحدث:
      "أنا غير وسيم.. لا يمكن أن أكون مطربا!"

      هذه الرسائل كما قلنا هي رسائل مباشرة لعقله اللاواعي سيعمل على تنفيذها.. أتدري كيف؟
      لم يتقدم لأي اختبار حقيقي.. لم يسعَ لمقابلة أي شخص يمكنه اكتشاف موهبته.. لم يعمل حتى لصقل موهبته...

      لم يعطِه عقله اللاواعي الحماس الكافي ليفعل هذا.. بل أعطاه إحساسا دائما بانعدام الأمل.."أنت قررت أنك لا تستحق؟ سمعا وطاعة أيها القبطان.. لن نخذلك أبدا!".

      ((سأقول لك مثالا آخر..))
      مثال:

      لي صديق يكتب منذ كنا في المدرسة.. كان يكتب قصصا ساخرة كانت من أروع ما قرأت..
      ماذا حدث بعد ذلك؟

      كبرنا وتخرجنا في الجامعة.. سعيت في اتجاه الصحافة لأنني كنت أؤمن بموهبتي.. كبرت وأصبحت مسئولا عن مساحة للنشر.. لكن صديقي لم يكن قد نشر شيئا بعد في حياته..

      قابلته وعرضت عليه أن ينشر شيئا ما.. لكنه لم يبدِ حماسا وبدأ في التلكؤ..
      سألته بصراحة عن السبب..

      فكانت إجابته هي ما توقعته تماما:
      "لست جيدا لهذه الدرجة!"

      كانت هذه الرسالة السلبية التي كان يرسلها دوما إلا عقله اللاواعي -رغم موهبته الواضحة- وكان هذا الأخير ينفذ الأوامر بعناية:
      "أنت لا تستحق سيادة القبطان؟ سمعا وطاعة.. لن تنشر أبدا!"

      وحين بدأ في الإيمان بقدراته وأنه يستحق.. بدأ حواره الداخلي يختلف: أنا كاتب جيد.. أنا أفضل من الكثيرين.. أنا أستحق!
      وبدأ يكتب انطلاقا من هذا الاعتقاد الجديد..

      ماذا كانت النتيجة؟
      أعجب الكثيرون بأول موضوع نشره في حياته بل وعرض عليه العمل في إحدى المجلات في الخارج!



      ما الحكمة من هذا كله؟

      الحكمة هي أنك ستكون ما تعتقده عن نفسك..

      لو اعتقدت أنك لن تكون سعيدا فسيتحقق لك ما أمرت به.. لو آمنت بقدرتك على النجاح فستلاحظ بنفسك الطاقة التي انبعثت في داخلك لتصل لما كنت تحلم به..

      ألغِ أية رسالة سلبية تجد أنك تفكر فيها.. ألغها تماما واستبدلها برسالة إيجابية ولاحظ الفرق الذي سيتحقق في نظرتك للأمور..

      ستكون سعيدا لو فكرت في هذه الفكرة وقررت أنها واقع حقيقي.. ستكون ناجحا لو آمنت بأنك فعلا ناجح الآن..

      أليس كذلك سيادة القبطان؟


      وأشوفكم الحلقة القادمة يا شباب....

    • مافيش حاجة اسمها واقع!

      كتابة ورسوم: د.شريف عرفة

      وصلنا خطاب بريدي من القارئ "أحمد هلال جاد الحق" من أسيوط.. الخطاب مليء بالشجون ويستحق فعلا أن نعلق عليه في "برمج عقلك"..


      يقول "أحمد" في إحدى الفقرات:
      "... مش عارف مين الصح ومين الغلط.... الدنيا كل يوم بتزيد ضلمة في عيني يا ترى بكره مخبي إيه؟ أكيد مشاكل في مشاكل في مشاكل.. هل هييجي يوم وأتعين وأتجوز وأشرف فيه بلدي وأهلي؟ أشك وألف أشك!"

      ده جزء بسيط جدا من الخطاب اللي بعته يبث فيه آلامه وشجونه وعدم تقبله للواقع..

      عايز أقول حاجة بسيطة كتعليق على آرائك..

      تعرف يا "أحمد" إن مافيش حاجة أصلا اسمها واقع؟ فيه حاجه اسمها إدراك للواقع!

      يعني إيه؟
      يعني مافيش حاجة اسمها واقع سعيد وواقع أليم.. فيه حاجه اسمها إدراك سعيد للواقع، وإدراك أليم للواقع..

      هاحكي لك قصة..


      سألوا اتنين عمال نظافة: ما رأيك في عملك؟
      الأول قال: دي شغلانة زفت وفلوسها قليلة.. وكلها ذل وتعب.. أنا أتعس واحد في الدنيا!
      الثاني قال: ده شغل بيحسسني بالسعادة لأني باحافظ على مظهر بلدي.. أنا فخور بالمجهود ده!

      فهمت أقصد إيه؟ الاتنين بيشتغلوا نفس الشغل وحواليهم نفس الظروف.. الفرق هو نظرتهم للي هم عايشين فيه.. إللي بيحدد سعادتك وتعاستك مش الظروف.. لكن طريقة تفكيرك ونظرتك للظروف دي..

      نيجي على المشاكل اللي إنت قلتها في جوابك..

      فيه طريقتين ممكن نفكر بيهم في المشكلة دي..


      الأسلوب الأول للتفكير: مافيش فايدة!

      "الوضع في البلد مش عاجبني، مش هالاقي وظيفة ولا هاعرف أتجوز.. المستقبل مظلم والعيشة هباب وكل حاجة صعبة في الحياة.. مافيش فايدة!"
      الأسلوب ده في التفكير سهل ومعظم الناس بتفكر بيه.. لكن هيعرضك للإصابة بالاكتئاب وضغط الدم والسكر.. وكمان هيخليك ماتاخدش أي خطوة في حياتك لأن الخوف من الفشل هيشلك، وهتفضل زي ما إنت!

      فيه طريقة تانية للتفكير ممكن تبرمج نفسك عليها.. ببساطة خليك إيجابي:

      الأسلوب التاني للتفكير: الأمل موجود!

      "أنا ظروفي مش بسيطة لكن مين قال إن النجاح سهل؟.. كل ما أتغلب على مشاكل أكتر كل ما كان ده دليل أكبر على قوتي وإني أستحق المكانة العظيمة إللي هاوصل لها!"
      الطريقة دي في التفكير هتخليك تشعر بالثقة وهتديك قوة تقدر تواجه بيها أي عقبات في طريقك..

      واقعك اللي بيحدده هو نظرتك إنت ليه.. ممكن تنظر للعقبات على إنها مصايب وبلاوي مالهاش حل وتكئب نفسك وتجبر نفسك على الفشل.. وممكن كمان تنظر لها على إنها مجرد مطبات لازم تعديها عشان توصل لهدفك اللي إنت مؤمن تماما إنك قادر توصل له...

      طريقة التفكير في المشاكل بتتدرس دلوقتي في التنمية البشرية، عشان هي أهم أسلوب علمي للتغلب على المشاكل.. واحنا ناس متعلمين يا "أحمد" وفاهمين.. ماعادش كفاية إننا نفكر، آن الأوان إننا نفكر في طريقة تفكيرنا نفسها ونخلي مخنا يفكر بالطريقة اللي احنا نحددها له... جرب يا "أحمد" وفكر بأسلوب (الأمل موجود) ده.. وابعت لي الفرق اللي هيعمله في حياتك...

      وطبعا تشرفني صداقتك يا "أحمد".. وأنا متأكد إن إنت هتكون حاجه كبيرة في المستقبل.. أنا واثق فيك وفي قدراتك...لكن المهم إن إنت اللي تثق فيهم.

      وخليك فاكر..
      احنا بنعيش في الدنيا دي حياة واحدة بس.. خليها تبقى أروع حياة ممكنة..


      وأشوفكم الحلقة الجاية إن شاء الله

    • مفيش فايدة؟؟

      كتابة ورسوم: د.شريف عرفة


      هل حسيت مرة بالإحباط؟

      هل اعتقدت مرة إنك جربت كل الطرق الممكنة عشان توصل لحاجه معينة، وفشلت في كل مرة.. وده خلاك تشعر باليأس وتتوقف عن المحاولة؟

      ناس كتير مننا بيجربوا الفشل.. ولما ده يتكرر بيعتقدوا إن ده مؤشر لأنهم غير ناجحين في حياتهم.. وإن أفضل طريقة عشان يتوقفوا عن الشعور بالإحباط هو أن يتوقفوا تماما عن المحاولة.. ويرضوا بالأمر الواقع.

      إيه الموضوع ده بقى؟


      طيب.. عشان نعرف إيه الحكاية تعالوا نعرف إيه هو النجاح بالضبط.

      ما النجاح؟

      فيه تعريفات كتير للنجاح.. لكن التعريف اللي أقنعني فعلا هو التعريف التالي:
      (النجاح هو القدرة على الانتقال من فشل إلى فشل دون أن تفقد حماسك)

      "ونستون تشرشل"
      خدت بالك من المقولة دي؟

      لو قرأت قصص الناجحين في أي مجال هتكتشف حاجة غريبة قوي.. هتلاحظ إن أي شخص ناجح في أي مجال مر بسلسلة من الفشل في بداية مشواره.. لكنه كمل محاولاته لحد ما وصل للنجاح اللي وصل له..

      يعني الفرق بين الناجح والفاشل هو إن الفاشل توقف عن المحاولة وشعر باليأس.. لكن الناجحين مابيعرفوش الشعور ده..

      ناخد مثال على الموضوع ده..


      مثال:

      "توماس أديسون" واختراع المصباح الكهربائي
      فاكرين قصة "توماس إديسون" اللي حكيتها لكم؟

      كتير من الناس بيعتبروا "توماس أديسون" من أكثر العلماء اللي أثروا في حياتنا باختراعاتهم.. لأن ماحدش فينا يقدر يتخيل الحياة من غير المصباح الكهربائي..

      "توماس أديسون" يعتبر فعلا من أهم العلماء في تاريخ الإنسانية وله أكثر من براءة اختراع.. لكن هل تعلم أنه مر بسلسلة مريعة من الفشل قبل اختراع المصباح الكهربائي؟

      حاول "توماس أديسون" وأجرى العديد من التجارب لأنه كان يؤمن بفكرته.. فكرة إنه يخترع حاجة بتنور..

      وتكررت تجاربه الفاشلة حتى وصلت إلى 9999 تجربة.. تخيل؟؟

      وفي حديث مع وسائل الإعلام سأله أحدهم:
      "سيد أديسون.. لقد فشلت 9999 مرة، إنت فاشل عالمي.. لماذا لا تتوقف عن هذه التجارب الفاشلة؟"

      عارفين كان رده إيه؟؟

      قال "توماس أديسون":

      (الفاشلون هم أناس لم يعرفوا كم كانوا قريبين من النجاح حين توقفوا!!)
      شايف الكلام؟
      يعني لما تجرب كل الطرق الممكنة عشان توصل لهدفك.. قبل ما تشعر باليأس وتتوقف اعرف إنك قربت جدا من هدفك..
      ممكن تكتشف إنك توقفت قبل ما توصل لهدفك بخطوة..

      هاقول لك حاجة صغيرة..

      فيه حكيم صيني قال:
      (حينما ينغلق أمامك باب الأمل.. لا تتوقف لتبكي أمامه طويلا.. لأنه في هذه اللحظة انفتح خلفك ألف باب ينتظرون أن تلتفت لهم!!)
      لما تلاقي نفسك يئست اعرف إن نجاحك قرب.. لما تلاقي فشلك تكرر اعرف إنه مش فشل.. بل تجارب ستسفيد منها في المرة القادمة لتصل إلى هدفك..
      جرب بنفسك

      هاقول لك حاجة تجربها:

      اقعد في مكان هادي وغمض عينيك..
      فكر في فشل حصل لك في أي موقف في مواقف حياتك..

      فكر بينك وبين نفسك:
      هل لو حصل لك دلوقتي (في الزمن الحالي) هذا الموقف.. هل هتتصرف بنفس الطريقة أم لا؟؟
      هه؟؟

      أكيد لأ.. مش كده؟
      عارف ليه؟

      عشان التجربة دي علمتك وخلتك أقوى وأكثر خبرة..
      تبقى مش فشل..!


      مثال:

      في أحد اللقاءات الإذاعية عن النجاح في الحياة.. واحد اتصل بيّ على الهواء وقال لي:
      أنا متضايق جدا.. لأن أنا فشلت في أحد علاقاتي..

      قلت له يحكي لي التفاصيل.. فقال:
      - كنت بحب واحدة لكنها خانتني مع واحد تاني..
      هل ده فشل؟
      جاوب إنت!

      قلت له:
      - التجربة دي إنت خرجت منها أفضل.. لأنك تخلصت من علاقة سيئة ولحقت نفسك قبل ما ترتبط بيها..!

      الراجل استغرب.. بعد ما كان حاسس إنه فاشل، اكتشف إنه كسبان من اللي حصل!

      أيوه.. هي دي الحقيقة.. لو عايز تشوف نفسك فاشل هتشوف نفسك فاشل فعلا.. إنما لو عايز تستفيد من كل المواقف اللي حسيت إنك أخفقت فيها.. هتلاقي جانب مضيء ماكنتش واخد بالك منه.. وهتستفيد من تجارب حياتك بدل ما تخليها تضرك..


      الخلاصة

      مافيش حاجة اسمها فشل..

      فيه حاجة اسمها تجارب اتعلمنا منها، وهتخلينا نمشي في الطريق الصح.. ومانغلطش نفس الأخطاء بتاعتنا..

      ماتخليش أي حاجة تخليك تتوقف عن المحاولة.. التجارب غير الناجحة دي مجرد خبرات اتعلمنا منها ازاي نكون أفضل.. خليها حافز للاستمرار مش مبرر للتوقف عن المحاولة... ممكن تكون قربت جدا وفاضل لك خطوة.. لكن الإحباط خلاك تتوقف قبل هدفك بسنتيمترات!

      - حاولت تحقق هدفك وجربت أكتر من مرة لحد ما يئست؟
      - دورت على وظيفة ومالاقتش، فتوقفت عن المحاولة؟
      كان لك حلم وبطلت تسعى ليه، لأن حد أقنعك إن مافيش فايدة؟

      كتير من التعليقات اللي هتيجي على المقال ده هتقول إن مافيش فايدة ومافيش أمل والكلام اللي اتبرمجنا عليه.. ماتسمعش الكلام ده وخليك ماشي في طريق نجاحك..

      الناجحين أقل من الفاشلين.. لأن النجاح صعب مش عشان أي حاجة تانية.. اللي يقول لك إن مافيش فايدة، اعرف إنه مستسلم ومش عايز يبقى من القلة الناجحة في الحياة.. لأن الناجحين مابيعرفوش الكلمة دي..

      معظم الناجحين في مصر أو غيرها.. كانت الظروف ضدهم وفشلوا كتير (فكر في الأمثلة اللي تخطر على بالك).. لكنهم ماستسلموش..

      هو ده الفرق..
      لو المستسلمين دول أحبطوك وحسسوك إن النجاح مستحيل.. يبقى اقرأ هذا المقال مرة أخرى...

      وخليك فاكر

      احنا بنعيش في الدنيا دي حياة واحدة بس.. خليها تبقى أفضل حياة ممكنة

    • "بص وطل" على ندوة
      أسرار العلاقات الناجحة









      عندك مشكلة..
      مع صديق لك؟ مع جارك.. مع صاحبك أو مديرك في العمل.. مع أي فرد من أسرتك..

      عندك مشكلة..
      مع الشخص اللي إنت اخترته علشان يكون رفيق عمرك.. ساعات بتحس إنك مش قادر تفهم الناس أو الناس مش قادرة تفهمك.. عندك المشاكل دي كلها على بعض؟


      مافيش مشكلة..

      تعال نفكر سوا ازاي نحل كل المشاكل دي.. نعرف أسبابها وازاي نعالجها..
      هذه كانت الفكرة التي تدور حولها ندوة "أسرار العلاقات الناجحة" التي نظمتها "بص وطل" بالتعاون مع د."شريف عرفة" المتخصص في البرمجة اللغوية العصبية.. والتي عقدت في ساقية الصاوي يوم العاشر من نوفمبر..

      ودلوقت تعالوا نبص ونطل على أحداث الندوة...

      اوعى تاخد حقك.. بدراعك!
      في بداية اللقاء كشف د."شريف" عن بعض من تاريخ البرمجة اللغوية العصبية، وقبل أن يتطرق للأسباب التي تقف حاجزا أمام الواحد منا والتي تجعله غير قادر على التواصل مع الآخرين، فرق في البداية بين ثلاثة أنواع من التواصل بين البشر..


      الأول: لله يا محسنين!
      وفيه يستجدي الفرد رضا واهتمام وتواصل الآخرين، وقد يتم ذلك بشكل لا إرادي، ويؤدي عادة إلى نتائج عكسية فلا ينال أي تواصل أو رضا رغم أنه من الممكن أن يكون من مستحقيه، وذلك بسبب أسلوبه هذا الذي قد يسبب نفورا من الآخرين.

      الثاني: حقي بدراعي!
      وفيه يصممم الواحد منا على أن يأخذ ما يريد من اهتمام وتواصل من الآخرين بالقوة والإجبار والإلحاح حتى ولو كان لا يستحقه، وهذا النوع قد يحقق تواصلا بالفعل، إلا أنه في نفس الوقت سيصنع مسافاتٍ كبيرة بينك وبين الآخرين وسيكونون غير متقبلين لك على الإطلاق.

      أما النوع الثالث: التواصل الفعّال
      ففيه يتم الحصول على الأهداف دون استجداء أو خلافات.. وهذا هو النوع الذي يبنغي على الكل أن يتبعه حتى يتمكن من تكوين علاقة قوية متماسكة بينه وبين الآخرين قائمة على الحب والود والتفاهم.


      إنت.. والحيطة!
      وخلال الللقاء كشف د."شريف" عن أن أحد أهم أسباب عدم القدرة على التواصل مع الآخرين هو التفكير في المشكلة لفترة طويلة دون التفكير في حل لهذه المشكلة، وضرب مثالا بشخص يسير في طريقه ثم فجأة ارتطم بحائط! فظل يقف ويدور حول الحائط قائلا: "ياه.. دي... حيطة.. فعلا حيطة!" ويضيع عمره في وصف الألم الذي يعانيه، هذا ليس حلا، إنما الحل هو التفكير في طريقة يمكن من خلالها تجاوز هذا الحائط.

      بمعنى آخر.. أنك بدلا من الشكوى المستمرة والمتصاعدة من البطالة والغلاء وأحوال البلد وأن الناس لا يفهمونك، فكر في الطريقة التي يمكن أن تتبعها حتى تتواصل معهم وتتحرك لتجد حلا.



      بمعنى آخر.. أنك بدلا من الشكوى المستمرة والمتصاعدة من البطالة والغلاء وأحوال البلد وأن الناس لا يفهمونك، فكر في الطريقة التي يمكن أن تتبعها حتى تتواصل معهم وتتحرك لتجد حلا.


      إنت صح.. وأنا صح!
      ثم بدأ الجزء العملي من الندوة عندما قام د."شريف" بدعوة اثنين من الحضور للصعود على المسرح، وطلب من كل واحد منهما أن يضع يده في إناء مليء بالماء خاص به.. ثم طلب منهما نقل إيديهما ليضعاها في إناء واحد و طلب منهم أن يصفوا درجة حرارة الماء، فتبيانت آراء الاثنين.. فعلى الرغم من أنهما يضعان يديهما في نفس الإناء , فقد قال احدهم أن الماء بارد و أكد الآخر أن الماء ساخن..فالأول وضع يده في إناء به ماء ساخن ثم وضعها في إناء الماء الفاتر فشعر بالبرودة (لأنه أبرد من الأول)، والثاني وضع يده في إناء به ماء بارد ثم وضع يده في إناء الماء الفاتر فشعر أنه ساخن.. (لأنه أكثر سخونة من الأول)..

      وهذا هو الاختلاف الذي يأتي عندما نتعرض معا لموقف واحد -ماء فاتر في هذه التجربة- فيقول كل واحد فينا رأيه استنادا إلى خبراته السابقة... "ماء ساخن وماء بارد في هذه التجربة أيضا"، ورغم هذا الاختلاف فإن ذلك لا يعني على الإطلاق أن أحدا فينا على خطأ.. لأن كل واحد فينا يتكلم ويقول رأيه استنادا لخبراته وتجاربه السابقة التي ليس من الضروري أن تكون نفس التجارب والخبرات التي مر بها آخرون.


      غير من نفسك الأول!
      وبخصوص توقف الكثيرون عن التعامل مع الآخرين بسبب كونهم مختلفين وغير متوافقين معهم، قال د."شريف"، إنه إذا واجهتك مشاكل في التواصل مع الآخرين فلا تطلب من الآخرين أن يتغيروا، فعليك أنت أولا أن تتغير، ولا تتعامل مع الناس مثلما تحب أنت أن تعاملهم، بل افعل العكس.. عاملهم وتواصل معهم كما يحبون أن يعاملوا ويتواصلوا هم.. لذلك تطرق للحديث عن أنماط الشخصية المختلفة وطرق التعامل معها، والفرق بين طريقة تفكير كل من الرجل والمرأة..

      ومن هذه الجزئية انطلق المحاضر للحديث عن أسباب فشل العلاقات العاطفية التي تجمع بين أي محبين..



      وقال بأن السبب الأساسي وراء ذلك يرجع لأن أغلبيتنا كوّن فكرته عن الرومانسية من خلال وسائل الإعلام والسينما والتليفزيون وهي الوسائل التي قدمت لنا الرومانسية في مرحلتها الأولى فقط (مرحلة الانبهار) وتهمل المراحل التالية الأكثر أهمية، إذ تظهر العلاقة بين أي اثنين محبين مرتبطة بتبادل كلمات الحب والغرام ودفء المشاعر الدائم، رغم أن الحياة الواقعية لا يمكن أن تكون مطلقا على هذه الصورة، لأن الحب الذي يجمع بين شخصين ويتطور بعد ذلك إلى زواج، يمر بمرحلتين مهمتين هما مرحلة (الاكتشاف) حين تكتشف الصورة الحقيقية للشخص الآخر والتي تختلف عن الصورة الرومانسية القادمة من خيالك، ثم مرحلة (التعايش) التي يستطيع فيها الطرفان أن يتعايشا مع اختلافاتهما، ولذلك لابد على كل اثنين محبين ألا ينخدعا بالصورة الحالمة التي تقدمها السينما كعادات عن المحبين، وأن يتعاملا معًا على أنهما يعيشان على أرض الواقع وليس على شريط سينما!
      انتصر على الصوت اللي جواك!


      وبعد أن فتح المحاضر الباب أمام إلقاء الأسئلة من الحاضرين، وأجاب عليها جميعا وتفاعل معه الحضور، قام بتوزيع مجموعة من الأوراق عليهم وطلب منهم أن يرسموا في عشر ثوان الرسمة البسيطة التي ستظهر على الشاشة.. فاستعد الجميع للرسم، لكنهم فوجئوا أن الرسمة التي ظهرت أمامهم هي لوحة الموناليزا!!

      ضحك الحاضرون ولم يفكر الكثيرون في أن يرسموا أصلا، فالتقط د."شريف" هذه النقطة وقال لهم بأن هذه المشكلة هي المشكلة الحقيقية لأن بداخل كل منا صوتا داخليا يقول له إنه لن يقدر ولن يستطيع إنجاز أي عمل حتى لو بدا سهلا.. فقد كان يمكنهم أن يرسموا ولو حتى خطا صغيرا –كما فعل البعض- بدلا من ترك ورقتهم بيضاء..

      وأضاف في ختام اللقاء أن النجاح هو أن تتغلب على هذا الصوت ولابد أن تنتصر عليه لأننا نعيش في هذه الدنيا مرة واحدة فقط وعلينا أن نجعلها أفضل دنيا يمكن أن نعيشها.



    • معلومات المؤلف:
      د/شريف عرفة:

      *- الإسم :
      د. شريف عرفة
      *- المؤهل :
      بكالوريوس طب وجراحة الفم والأسنان - جامعة القاهرة.
      *- عضو الجمعية المصرية للكاريكاتور.
      - عضو النقابة العامة لأطباء الأسنان .
      *- الموقع على شبكة الإنترنت.3arafawy.com.


      *- يرسم الكاريكاتور بمجلات: روز اليوسف - كاريكاتير- عرب ٢٠٠٠ الكندية - بص و طل - موقع روايتي .

      حاصل على شهادات كتيييير في البرمجة العصبية واللغوية..وله محاضرات وندوات كتيرة في المجال ده منها (برمج عقلك)

      اللي انا جبته من موقع بص وطل

      صورته بالمرة:


      بيتهيألي دي معلومات كفاية
    • السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      في البدايه حبيت أشكرك وأشكر مجودك معنا هنا في الساحه ... احنا بحاجه لمثل هذه المواضيع ...

      كنت من زمان ادور على مثل هالمواضيع ,,, لما فيها من فائده للجمـــيع ... ما شاء الله ابهرتنا يا أخي حلقات وراء حلقات ...


      جزيت خير الجزاء ورفع الله بك الامه ...

      بس اتمنى يا أخي تتطل من مشرف الساحه العامه يثبت لنا الموضوع ... لك منا كل التقدير والاحترام

      الورده
    • السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


      في البدايه حبيت أشكرك وأشكر مجودك معنا هنا في الساحه ... احنا بحاجه لمثل هذه المواضيع ...


      كنت من زمان ادور على مثل هالمواضيع ,,, لما فيها من فائده للجمـــيع ... ما شاء الله ابهرتنا يا أخي حلقات وراء حلقات ...



      جزيت خير الجزاء ورفع الله بك الامه ...


      بس اتمنى يا أخي تتطلب من مشرف الساحه العامه يثبت لنا الموضوع ... لك منا كل التقدير والاحترام


      الورده