أتمنى الخاطرة تعجبكم
زنزانة الأحزان
ذات مساء غائم...و الكون يصدح بأنشودة أمطار الخريف...والزهور تتراقص طربا على إيقاع دموع...و السماء مكفهرة الوجه بغيوم سوداء...والنهار يطرق دفوف الرحيل إلى مغيب...والشمس ترسل أشعتها المختنقة كالرماح المسددة...آه كم ترهبني أيها الأصيل الأحمر...ثم تساقطت حبات البرد بغضب عارم على وجه الأرض العطشى...ساكنة أنا سكون العدم إلا من نبض قلبي الميت...راحلة بأسراجه خيول بلقاء إلى زنزانة الذكريات...إلى ظلمة الأحلام الوردية...فأفتح أبوابها بمفاتيح آمال مذبوحة على أعتاب القدر...عجزت كيف أصور نفسي...أتراني زهرة برية سرقت رحيقها نحلة جائعة؟...أم قطرة ندى أخطأت زهرة ناعسة؟...أظنني مدينة ساكنة كتب لها الفناء...أم تراني نسيم يداعب خدود الماء الزرقاء...
رفيق المساء...رفات أوراقي قد اندثر أخيرا...وأشجاري الصنوبرية أصبحت أشباح...فقد انتحرت أوراقها الخريفية مع غمزات فصلها العابث...هناك على شرفتك يا عالم الأحزان...هرعت أنبش قبري...قبر الماضي الغابر...و لكن وأسفاااااه؟!...فلم أجد سوى عظامه النخرة...فأوقظ أحلامي البائسة...صفحات زماني يلفها سواد مرعب...فأفرع ألوانه ألوان مزيفة غريبة الملامح...وأحلامي المنسية رويتها بوردتي الباردة...وأناقض كلامي البائس...وقطع قلبي المكلوم...فقبحه ما زال يرسم على السطور...(خربشات أمل مقتول)