(1)
برنامج سؤال أهل الذكر
حلقة الأحد 6 من شعبان 1423 هـ ، الموافق 13/10/2002
الموضوع : تربية الأبناء
سؤال :
ما أهمية الترابط الأسري والاحترام المتبادل والتعاون في تكوين نفوس أطفال صالحين مطمئنين وينتشرون في الحياة على أسس صحيحة ؟
سؤال :
الخلاف طبيعة البشر وحتى عند الزوجين الخلاف حاصل لا محالة ، فإذا حدث شجار أو خلاف كيف يكون التصرف ؟
سؤال :
هل تنصحون إذا ما حدث هذا الخلاف ولم يلتزموا بهذه النقاط الذي ذكرتموها ، هل تنصحون الأبوين أن يكون بينهما اتفاق في تفريغ هذا الاحتقان بعيداً عن سمع ومرأى الأولاد ؟
يتبع بإذن الله تعالى
برنامج سؤال أهل الذكر
حلقة الأحد 6 من شعبان 1423 هـ ، الموافق 13/10/2002
الموضوع : تربية الأبناء
سؤال :
ما أهمية الترابط الأسري والاحترام المتبادل والتعاون في تكوين نفوس أطفال صالحين مطمئنين وينتشرون في الحياة على أسس صحيحة ؟
الجواب :
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
فإن الله تبارك وتعالى جعل الأسرة محضناً للأولاد ، كما جعلها لبنة في بناء المجتمع ومن خلال ذلك تبنى الأمة ، ولذلك كانت الأسرة بحاجة إلى أن تكون متينة الصلة حسنة العلاقة يشد بعضها إلى البعض الآخر حنان وعطف ومودة ، وهذا ما أشار إليه القرآن الكريم عندما قال الله سبحانه ( ومن آياته أن خلق لكم أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ) فإن السكون هنا إنما هو سكون القلب وطمأنينة النفس ، ولذلك كان الإنسان جديراً بأن يحرص على المحضن الصالح لذريته قبل أن يتكون المحضن ومعنى ذلك أن ذلك قبل أن تتكون الذرية ، ومن هنا كان التوجيه النبوي الشريف إلى أن يختار الرجل لنطفه ( اختاروا لنطفكم فإن العرق دساس ) ، ومن أجل ذلك كان أيضاً التوجيه النبوي الشريف إلى أن يختار الرجل الزوجة الصالحة ذات الدين فقد قال عليه أفضل الصلاة والسلام ( تنكح المرأة لمالها وجمالها وحسبها فاظفر بذات الدين تربت يداك ) معنى ذلك أن الميزان إنما هو الدين ، وكذلك بالنسبة إلى المرأة إنما تؤمر أن تختار الرجل الصالح الذي يعينها على الدين ، والذي يتجاوب معها في إطار الفطرة السليمة ويتعاطف معها كما أرشد القرآن الكريم ، وهذا ما دل عليه الحديث الشريف عندما قال عليه أفضل الصلاة والسلام ( إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ) ، ولا ريب أنه إن كانت الأسرة يقوم بناؤها على المودة والرحمة والتعاطف والتفاهم والتلاحم فإنه لجدير أن تكون هذه الأسرة حريصة على أسباب ذلك كله بحيث تتفادى المشكلات فإن ثمرات ارتباط هذه الأسرة الذرية ، والذرية كما هو معروف هم أفلاذ الأكباد وثمرات الفؤاد ولذلك كان حرياً بالإنسان أن يحرص على راحة ذريته وسلامتها واستقرارها ونشوؤها في ظلال الرحمة والمودة وإحساسها بالعطف والرحمة ، وعندما يكون تنافر بين الأب والأم فإن أثر ذلك ينعكس على الأولاد إنعكاساً سلبياً وقد يؤدي ذلك إلى أن ينشأ الولد شاذاً بسبب ما يراه من تنافر أبويه لأنه يسخط على الواقع ومن خلال سخطه على الواقع يسخط على المجتمع ويسخط على الأمة ويسخط على الحياة ولذلك يكون شاذاً في تصرفه وسلوكه وأعماله وهذا هو الذي يؤدي إلى وجود أقوام في هذه الحياة يكونون عبئاً على المجتمع من خلال تصرفاتهم ومن خلال أعمالهم فمن هنا كانت الضرورة إلى التفاهم وإلى المودة وإلى التعاطف وهذا معنى يجب أن يدركه الرجال والنساء معاً ذلك لأن كل واحد مسؤول من جانبه فالرجل مسؤول والمرأة مسؤولة ، الأب مسؤول والأم مسؤولة ، فلذلك من كان من الضرورة أن يتعاون الأب والأم على تربية الأولاد تربية صالحة ، تربية تقوم على أساس المودة بين الأبوين وخشية الله تبارك وتعالى وحب الخير لأولادهما لينعكس أثر ذلك كله في حياة الأولاد ، فإن الولد كالمرآة الصافية ينعكس عليها كل ما يقابلها ، وماذا عسى أن تكون حالة هذه المرآة عندما تكون لا تعكس إلا الشقاق والنفرة والخلاف ، أو عندما تكون لا تعكس إلا الأمور الشاذة التي فيها مخالفة للفطرة ومخالفة لدين الله سبحانه وتعالى ، لا ريب أن ذلك مما ينغرس في نفسية الطفل ويؤدي به ذلك إلى أن يكون كما قلت ناقماً على الحياة شاذاً في مجتمعه ، والله تعالى المستعان .
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
فإن الله تبارك وتعالى جعل الأسرة محضناً للأولاد ، كما جعلها لبنة في بناء المجتمع ومن خلال ذلك تبنى الأمة ، ولذلك كانت الأسرة بحاجة إلى أن تكون متينة الصلة حسنة العلاقة يشد بعضها إلى البعض الآخر حنان وعطف ومودة ، وهذا ما أشار إليه القرآن الكريم عندما قال الله سبحانه ( ومن آياته أن خلق لكم أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ) فإن السكون هنا إنما هو سكون القلب وطمأنينة النفس ، ولذلك كان الإنسان جديراً بأن يحرص على المحضن الصالح لذريته قبل أن يتكون المحضن ومعنى ذلك أن ذلك قبل أن تتكون الذرية ، ومن هنا كان التوجيه النبوي الشريف إلى أن يختار الرجل لنطفه ( اختاروا لنطفكم فإن العرق دساس ) ، ومن أجل ذلك كان أيضاً التوجيه النبوي الشريف إلى أن يختار الرجل الزوجة الصالحة ذات الدين فقد قال عليه أفضل الصلاة والسلام ( تنكح المرأة لمالها وجمالها وحسبها فاظفر بذات الدين تربت يداك ) معنى ذلك أن الميزان إنما هو الدين ، وكذلك بالنسبة إلى المرأة إنما تؤمر أن تختار الرجل الصالح الذي يعينها على الدين ، والذي يتجاوب معها في إطار الفطرة السليمة ويتعاطف معها كما أرشد القرآن الكريم ، وهذا ما دل عليه الحديث الشريف عندما قال عليه أفضل الصلاة والسلام ( إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ) ، ولا ريب أنه إن كانت الأسرة يقوم بناؤها على المودة والرحمة والتعاطف والتفاهم والتلاحم فإنه لجدير أن تكون هذه الأسرة حريصة على أسباب ذلك كله بحيث تتفادى المشكلات فإن ثمرات ارتباط هذه الأسرة الذرية ، والذرية كما هو معروف هم أفلاذ الأكباد وثمرات الفؤاد ولذلك كان حرياً بالإنسان أن يحرص على راحة ذريته وسلامتها واستقرارها ونشوؤها في ظلال الرحمة والمودة وإحساسها بالعطف والرحمة ، وعندما يكون تنافر بين الأب والأم فإن أثر ذلك ينعكس على الأولاد إنعكاساً سلبياً وقد يؤدي ذلك إلى أن ينشأ الولد شاذاً بسبب ما يراه من تنافر أبويه لأنه يسخط على الواقع ومن خلال سخطه على الواقع يسخط على المجتمع ويسخط على الأمة ويسخط على الحياة ولذلك يكون شاذاً في تصرفه وسلوكه وأعماله وهذا هو الذي يؤدي إلى وجود أقوام في هذه الحياة يكونون عبئاً على المجتمع من خلال تصرفاتهم ومن خلال أعمالهم فمن هنا كانت الضرورة إلى التفاهم وإلى المودة وإلى التعاطف وهذا معنى يجب أن يدركه الرجال والنساء معاً ذلك لأن كل واحد مسؤول من جانبه فالرجل مسؤول والمرأة مسؤولة ، الأب مسؤول والأم مسؤولة ، فلذلك من كان من الضرورة أن يتعاون الأب والأم على تربية الأولاد تربية صالحة ، تربية تقوم على أساس المودة بين الأبوين وخشية الله تبارك وتعالى وحب الخير لأولادهما لينعكس أثر ذلك كله في حياة الأولاد ، فإن الولد كالمرآة الصافية ينعكس عليها كل ما يقابلها ، وماذا عسى أن تكون حالة هذه المرآة عندما تكون لا تعكس إلا الشقاق والنفرة والخلاف ، أو عندما تكون لا تعكس إلا الأمور الشاذة التي فيها مخالفة للفطرة ومخالفة لدين الله سبحانه وتعالى ، لا ريب أن ذلك مما ينغرس في نفسية الطفل ويؤدي به ذلك إلى أن يكون كما قلت ناقماً على الحياة شاذاً في مجتمعه ، والله تعالى المستعان .
سؤال :
الخلاف طبيعة البشر وحتى عند الزوجين الخلاف حاصل لا محالة ، فإذا حدث شجار أو خلاف كيف يكون التصرف ؟
الجواب :
لا شك أن الخلاف من سنن الحياة ولا يمكن أن تصفو الحياة دائماً، وقد أجاد الشاعر عندما قال في وصف هذه الحياة :
جُبلت على كدر وأنت تريدها صفواً من الأقذار والأكدار
لا يمكن أن تكون الحياة صافية ، ولذلك كانت الأسر تتعرض للخلافات ، وما من أسرة إلا وقع فيها خلاف ، وهذا أمر معلوم ولكن هنالك أمور تعالج هذا الخلاف ، في بيت النبوة كان خلاف ، كان شيء من الحساسية ، كان شيء من التجاذب والتدافع قد وقع ذلك بين أمهات المؤمنين ، ووقع ذلك بينهن وبين رسول الله صلى الله عليه وسلّم نفسه ، وقد آلى النبي صلى الله عليه وسلّم من أزواجه شهراً بسبب هذا الخلاف نفسه ولأجل ردعهن ، ولكن مع هذا كله هنالك فطر سليمة ، هذه الفطر ترد هذه النفوس إلى الخير ، وتبعثها على العمل بما يرضي الله ، وتجعلها تدّكر ، وتجعلها ترعوي عن غيها وتثوب إلى رشدها ، فمن الضرورة بمكان أن يكون كل واحد من الزوجين يحس بمسؤوليته ، ويعرف مدى ما تحمّله من أمانة الله تعالى من خلال هذه العلاقة الزوجية ، لأن هذه الأمانة ليست أمانة بشرية وإنما هي أمانة الله تبارك وتعالى إذ كل واحد منهما مسؤول عن تربية الأسرة فيما بينه وبين الله سبحانه وتعالى ، ومسؤول أيضاً عن الحقوق الزوجية فيما بينه وبين الله ، فلذلك يؤمر الزوجان جميعاً أن يتقيا الله سبحانه ، فعندما ينشأ الخلاف لا بد من التذكير ، والمرأة بطبيعة الحال قد تكون أكثر حدة وأكثر نُفرة لما يطرأ عليها من أمور طبيعية من بينها الدورة الشهرية ، فإن للدورة الشهرية تأثيراً على سلوك المرأة وعلى طبيعتها ، ومن أجل ذلك أُمر الرجل أن يتقي الله في امرأته في خلال هذه الأيام ، ومن هذا أنه حَرُم عليه تطليقها إبان الدورة الشهرية لأنها قد تكون سريعة الانفعال في هذه الفترة ، وهذه بعض الحكم التي ينطوي عليها التشريع الرباني في أن لا يطلق الرجل امرأته إلا في طهر لم يباشرها فيه ، أي أنه يحرم عليه أن يطلقها إبان عدتها ، وبسبب أن المرأة قد تتعرض لبعض هذه الحالات الشاذة مع أن كثيراً من الرجال أيضاً قد يكونون ضيقي العطن ، تضيق صدورهم من أي شيء من معاملات نسائهم مع أن الرجال من المفروض عليهم أن يكونوا أكثر احتمالاً .
لأجل هذا – أي لما ذكرته من طبيعة النساء – كان توجيه الأمر الرباني إلى الرجال عندما قال ( واللائي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا ) ، يعني بما أن الرجل هو القوّام جُعل له أن يعالج هذه الأمور التي تكون في بيته بالتدريج وذلك أن يبدأ أولاً بالموعظة الحسنة فإن الموعظة تثير في النفوس الحساسية ، حساسية الخشية من الله تبارك وتعالى ومراقبة الله عز وجل ، فلذلك أُمر الرجل أن يعظ امرأته أولاً ، وأن يذكّرها بسوء العواقب في الدنيا وبسوء العواقب في العقبى ، ثم بعد ذلك إن استمرت هذه المرأة على غيها ولم تثب إلى رشدها وارتكبت ما ارتكبت من الحماقات يؤمر الرجل بهجرها في المضجع لعل في ذلك تذكيراً لها ، فإن تمادت وأصرت على ما هي عليه ولم تقبل أن ترعوي وتزدجر ففي هذه الحالة يضربها ضرباً خفيفاً ، ضرباً غير مؤثر وغير مبرح ، ومعنى ذلك أن يكون هذا الضرب بقدر التأديب لا لأجل أن ينتقم منها ويتشفى منها ويشفي غليله منها فإن ذلك أمر غير محمود ، فإن استمر الشقاق بينهما ففي هذه الحالة تتدخل الأسرتان أسرة الرجل وأسرة المرأة ( وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها إن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما ) كل ذلك لأجل تفادي الطلاق ، لأن الطلاق أمره أمر كبير ، الطلاق يؤدي إلى تشرد الأسر وضياع الأولاد ، فالولد يبقى مشرد الذهن لأنه يفقد إما حنان الأم الرؤوم وإما رعاية الأب الحاني ، ولذلك يبقى فاقداً لجزء مهم فإما أن يكون مع أمه مع فقدانه رعاية أبيه ، وإما أن يكون مع أبيه مع فقدانه حنان أمه ، وهذا أمر فيه كما قلنا الكثير من الخطأ والخطر بخلاف ما إذا كان الأبوان مجتمعين جميعاً ففي اجتماعهما الخير الكبير ، وربما تزوجت الأم وتزوج الأب وكان زوج الأم لا يحتمل أولاد امرأته ، أو كانت زوجة الأب لا تحتمل أولاد زوجها وهذا مما يؤدي أيضاً إلى أن يحس الأولاد بالغربة إما في بيت أبيهم وإما في بيت أمهم ، فمن هنا كانت الضرورة إلى أن يحرص الأبوان ما داما حيين على الألفة وعلى المودة وعلى حسن العشرة بقدر المستطاع .
لا شك أن الخلاف من سنن الحياة ولا يمكن أن تصفو الحياة دائماً، وقد أجاد الشاعر عندما قال في وصف هذه الحياة :
جُبلت على كدر وأنت تريدها صفواً من الأقذار والأكدار
لا يمكن أن تكون الحياة صافية ، ولذلك كانت الأسر تتعرض للخلافات ، وما من أسرة إلا وقع فيها خلاف ، وهذا أمر معلوم ولكن هنالك أمور تعالج هذا الخلاف ، في بيت النبوة كان خلاف ، كان شيء من الحساسية ، كان شيء من التجاذب والتدافع قد وقع ذلك بين أمهات المؤمنين ، ووقع ذلك بينهن وبين رسول الله صلى الله عليه وسلّم نفسه ، وقد آلى النبي صلى الله عليه وسلّم من أزواجه شهراً بسبب هذا الخلاف نفسه ولأجل ردعهن ، ولكن مع هذا كله هنالك فطر سليمة ، هذه الفطر ترد هذه النفوس إلى الخير ، وتبعثها على العمل بما يرضي الله ، وتجعلها تدّكر ، وتجعلها ترعوي عن غيها وتثوب إلى رشدها ، فمن الضرورة بمكان أن يكون كل واحد من الزوجين يحس بمسؤوليته ، ويعرف مدى ما تحمّله من أمانة الله تعالى من خلال هذه العلاقة الزوجية ، لأن هذه الأمانة ليست أمانة بشرية وإنما هي أمانة الله تبارك وتعالى إذ كل واحد منهما مسؤول عن تربية الأسرة فيما بينه وبين الله سبحانه وتعالى ، ومسؤول أيضاً عن الحقوق الزوجية فيما بينه وبين الله ، فلذلك يؤمر الزوجان جميعاً أن يتقيا الله سبحانه ، فعندما ينشأ الخلاف لا بد من التذكير ، والمرأة بطبيعة الحال قد تكون أكثر حدة وأكثر نُفرة لما يطرأ عليها من أمور طبيعية من بينها الدورة الشهرية ، فإن للدورة الشهرية تأثيراً على سلوك المرأة وعلى طبيعتها ، ومن أجل ذلك أُمر الرجل أن يتقي الله في امرأته في خلال هذه الأيام ، ومن هذا أنه حَرُم عليه تطليقها إبان الدورة الشهرية لأنها قد تكون سريعة الانفعال في هذه الفترة ، وهذه بعض الحكم التي ينطوي عليها التشريع الرباني في أن لا يطلق الرجل امرأته إلا في طهر لم يباشرها فيه ، أي أنه يحرم عليه أن يطلقها إبان عدتها ، وبسبب أن المرأة قد تتعرض لبعض هذه الحالات الشاذة مع أن كثيراً من الرجال أيضاً قد يكونون ضيقي العطن ، تضيق صدورهم من أي شيء من معاملات نسائهم مع أن الرجال من المفروض عليهم أن يكونوا أكثر احتمالاً .
لأجل هذا – أي لما ذكرته من طبيعة النساء – كان توجيه الأمر الرباني إلى الرجال عندما قال ( واللائي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا ) ، يعني بما أن الرجل هو القوّام جُعل له أن يعالج هذه الأمور التي تكون في بيته بالتدريج وذلك أن يبدأ أولاً بالموعظة الحسنة فإن الموعظة تثير في النفوس الحساسية ، حساسية الخشية من الله تبارك وتعالى ومراقبة الله عز وجل ، فلذلك أُمر الرجل أن يعظ امرأته أولاً ، وأن يذكّرها بسوء العواقب في الدنيا وبسوء العواقب في العقبى ، ثم بعد ذلك إن استمرت هذه المرأة على غيها ولم تثب إلى رشدها وارتكبت ما ارتكبت من الحماقات يؤمر الرجل بهجرها في المضجع لعل في ذلك تذكيراً لها ، فإن تمادت وأصرت على ما هي عليه ولم تقبل أن ترعوي وتزدجر ففي هذه الحالة يضربها ضرباً خفيفاً ، ضرباً غير مؤثر وغير مبرح ، ومعنى ذلك أن يكون هذا الضرب بقدر التأديب لا لأجل أن ينتقم منها ويتشفى منها ويشفي غليله منها فإن ذلك أمر غير محمود ، فإن استمر الشقاق بينهما ففي هذه الحالة تتدخل الأسرتان أسرة الرجل وأسرة المرأة ( وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها إن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما ) كل ذلك لأجل تفادي الطلاق ، لأن الطلاق أمره أمر كبير ، الطلاق يؤدي إلى تشرد الأسر وضياع الأولاد ، فالولد يبقى مشرد الذهن لأنه يفقد إما حنان الأم الرؤوم وإما رعاية الأب الحاني ، ولذلك يبقى فاقداً لجزء مهم فإما أن يكون مع أمه مع فقدانه رعاية أبيه ، وإما أن يكون مع أبيه مع فقدانه حنان أمه ، وهذا أمر فيه كما قلنا الكثير من الخطأ والخطر بخلاف ما إذا كان الأبوان مجتمعين جميعاً ففي اجتماعهما الخير الكبير ، وربما تزوجت الأم وتزوج الأب وكان زوج الأم لا يحتمل أولاد امرأته ، أو كانت زوجة الأب لا تحتمل أولاد زوجها وهذا مما يؤدي أيضاً إلى أن يحس الأولاد بالغربة إما في بيت أبيهم وإما في بيت أمهم ، فمن هنا كانت الضرورة إلى أن يحرص الأبوان ما داما حيين على الألفة وعلى المودة وعلى حسن العشرة بقدر المستطاع .
سؤال :
هل تنصحون إذا ما حدث هذا الخلاف ولم يلتزموا بهذه النقاط الذي ذكرتموها ، هل تنصحون الأبوين أن يكون بينهما اتفاق في تفريغ هذا الاحتقان بعيداً عن سمع ومرأى الأولاد ؟
الجواب :
نعم ، إن لم هناك بد من المناقشة الحادة بين الأبوين ، المناقشة التي تثور فيها العواطف وتهيج فيها مشاعر الغضب فالأولى أن يكون ذلك في جو بعيد عن حضور الأولاد حتى لا يشهد الأولاد مثل هذا الخلاف الحاد .
نعم ، إن لم هناك بد من المناقشة الحادة بين الأبوين ، المناقشة التي تثور فيها العواطف وتهيج فيها مشاعر الغضب فالأولى أن يكون ذلك في جو بعيد عن حضور الأولاد حتى لا يشهد الأولاد مثل هذا الخلاف الحاد .
يتبع بإذن الله تعالى