برنامج سؤال أهل الذكر 6 شعبان 1423 ، 13/10/2002

    • برنامج سؤال أهل الذكر 6 شعبان 1423 ، 13/10/2002

      (1)
      برنامج سؤال أهل الذكر
      حلقة الأحد 6 من شعبان 1423 هـ ، الموافق 13/10/2002

      الموضوع : تربية الأبناء
      سؤال :
      ما أهمية الترابط الأسري والاحترام المتبادل والتعاون في تكوين نفوس أطفال صالحين مطمئنين وينتشرون في الحياة على أسس صحيحة ؟

      الجواب :
      بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
      فإن الله تبارك وتعالى جعل الأسرة محضناً للأولاد ، كما جعلها لبنة في بناء المجتمع ومن خلال ذلك تبنى الأمة ، ولذلك كانت الأسرة بحاجة إلى أن تكون متينة الصلة حسنة العلاقة يشد بعضها إلى البعض الآخر حنان وعطف ومودة ، وهذا ما أشار إليه القرآن الكريم عندما قال الله سبحانه ( ومن آياته أن خلق لكم أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ) فإن السكون هنا إنما هو سكون القلب وطمأنينة النفس ، ولذلك كان الإنسان جديراً بأن يحرص على المحضن الصالح لذريته قبل أن يتكون المحضن ومعنى ذلك أن ذلك قبل أن تتكون الذرية ، ومن هنا كان التوجيه النبوي الشريف إلى أن يختار الرجل لنطفه ( اختاروا لنطفكم فإن العرق دساس ) ، ومن أجل ذلك كان أيضاً التوجيه النبوي الشريف إلى أن يختار الرجل الزوجة الصالحة ذات الدين فقد قال عليه أفضل الصلاة والسلام ( تنكح المرأة لمالها وجمالها وحسبها فاظفر بذات الدين تربت يداك ) معنى ذلك أن الميزان إنما هو الدين ، وكذلك بالنسبة إلى المرأة إنما تؤمر أن تختار الرجل الصالح الذي يعينها على الدين ، والذي يتجاوب معها في إطار الفطرة السليمة ويتعاطف معها كما أرشد القرآن الكريم ، وهذا ما دل عليه الحديث الشريف عندما قال عليه أفضل الصلاة والسلام ( إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ) ، ولا ريب أنه إن كانت الأسرة يقوم بناؤها على المودة والرحمة والتعاطف والتفاهم والتلاحم فإنه لجدير أن تكون هذه الأسرة حريصة على أسباب ذلك كله بحيث تتفادى المشكلات فإن ثمرات ارتباط هذه الأسرة الذرية ، والذرية كما هو معروف هم أفلاذ الأكباد وثمرات الفؤاد ولذلك كان حرياً بالإنسان أن يحرص على راحة ذريته وسلامتها واستقرارها ونشوؤها في ظلال الرحمة والمودة وإحساسها بالعطف والرحمة ، وعندما يكون تنافر بين الأب والأم فإن أثر ذلك ينعكس على الأولاد إنعكاساً سلبياً وقد يؤدي ذلك إلى أن ينشأ الولد شاذاً بسبب ما يراه من تنافر أبويه لأنه يسخط على الواقع ومن خلال سخطه على الواقع يسخط على المجتمع ويسخط على الأمة ويسخط على الحياة ولذلك يكون شاذاً في تصرفه وسلوكه وأعماله وهذا هو الذي يؤدي إلى وجود أقوام في هذه الحياة يكونون عبئاً على المجتمع من خلال تصرفاتهم ومن خلال أعمالهم فمن هنا كانت الضرورة إلى التفاهم وإلى المودة وإلى التعاطف وهذا معنى يجب أن يدركه الرجال والنساء معاً ذلك لأن كل واحد مسؤول من جانبه فالرجل مسؤول والمرأة مسؤولة ، الأب مسؤول والأم مسؤولة ، فلذلك من كان من الضرورة أن يتعاون الأب والأم على تربية الأولاد تربية صالحة ، تربية تقوم على أساس المودة بين الأبوين وخشية الله تبارك وتعالى وحب الخير لأولادهما لينعكس أثر ذلك كله في حياة الأولاد ، فإن الولد كالمرآة الصافية ينعكس عليها كل ما يقابلها ، وماذا عسى أن تكون حالة هذه المرآة عندما تكون لا تعكس إلا الشقاق والنفرة والخلاف ، أو عندما تكون لا تعكس إلا الأمور الشاذة التي فيها مخالفة للفطرة ومخالفة لدين الله سبحانه وتعالى ، لا ريب أن ذلك مما ينغرس في نفسية الطفل ويؤدي به ذلك إلى أن يكون كما قلت ناقماً على الحياة شاذاً في مجتمعه ، والله تعالى المستعان .



      سؤال :
      الخلاف طبيعة البشر وحتى عند الزوجين الخلاف حاصل لا محالة ، فإذا حدث شجار أو خلاف كيف يكون التصرف ؟


      الجواب :
      لا شك أن الخلاف من سنن الحياة ولا يمكن أن تصفو الحياة دائماً، وقد أجاد الشاعر عندما قال في وصف هذه الحياة :
      جُبلت على كدر وأنت تريدها صفواً من الأقذار والأكدار
      لا يمكن أن تكون الحياة صافية ، ولذلك كانت الأسر تتعرض للخلافات ، وما من أسرة إلا وقع فيها خلاف ، وهذا أمر معلوم ولكن هنالك أمور تعالج هذا الخلاف ، في بيت النبوة كان خلاف ، كان شيء من الحساسية ، كان شيء من التجاذب والتدافع قد وقع ذلك بين أمهات المؤمنين ، ووقع ذلك بينهن وبين رسول الله صلى الله عليه وسلّم نفسه ، وقد آلى النبي صلى الله عليه وسلّم من أزواجه شهراً بسبب هذا الخلاف نفسه ولأجل ردعهن ، ولكن مع هذا كله هنالك فطر سليمة ، هذه الفطر ترد هذه النفوس إلى الخير ، وتبعثها على العمل بما يرضي الله ، وتجعلها تدّكر ، وتجعلها ترعوي عن غيها وتثوب إلى رشدها ، فمن الضرورة بمكان أن يكون كل واحد من الزوجين يحس بمسؤوليته ، ويعرف مدى ما تحمّله من أمانة الله تعالى من خلال هذه العلاقة الزوجية ، لأن هذه الأمانة ليست أمانة بشرية وإنما هي أمانة الله تبارك وتعالى إذ كل واحد منهما مسؤول عن تربية الأسرة فيما بينه وبين الله سبحانه وتعالى ، ومسؤول أيضاً عن الحقوق الزوجية فيما بينه وبين الله ، فلذلك يؤمر الزوجان جميعاً أن يتقيا الله سبحانه ، فعندما ينشأ الخلاف لا بد من التذكير ، والمرأة بطبيعة الحال قد تكون أكثر حدة وأكثر نُفرة لما يطرأ عليها من أمور طبيعية من بينها الدورة الشهرية ، فإن للدورة الشهرية تأثيراً على سلوك المرأة وعلى طبيعتها ، ومن أجل ذلك أُمر الرجل أن يتقي الله في امرأته في خلال هذه الأيام ، ومن هذا أنه حَرُم عليه تطليقها إبان الدورة الشهرية لأنها قد تكون سريعة الانفعال في هذه الفترة ، وهذه بعض الحكم التي ينطوي عليها التشريع الرباني في أن لا يطلق الرجل امرأته إلا في طهر لم يباشرها فيه ، أي أنه يحرم عليه أن يطلقها إبان عدتها ، وبسبب أن المرأة قد تتعرض لبعض هذه الحالات الشاذة مع أن كثيراً من الرجال أيضاً قد يكونون ضيقي العطن ، تضيق صدورهم من أي شيء من معاملات نسائهم مع أن الرجال من المفروض عليهم أن يكونوا أكثر احتمالاً .
      لأجل هذا – أي لما ذكرته من طبيعة النساء – كان توجيه الأمر الرباني إلى الرجال عندما قال ( واللائي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا ) ، يعني بما أن الرجل هو القوّام جُعل له أن يعالج هذه الأمور التي تكون في بيته بالتدريج وذلك أن يبدأ أولاً بالموعظة الحسنة فإن الموعظة تثير في النفوس الحساسية ، حساسية الخشية من الله تبارك وتعالى ومراقبة الله عز وجل ، فلذلك أُمر الرجل أن يعظ امرأته أولاً ، وأن يذكّرها بسوء العواقب في الدنيا وبسوء العواقب في العقبى ، ثم بعد ذلك إن استمرت هذه المرأة على غيها ولم تثب إلى رشدها وارتكبت ما ارتكبت من الحماقات يؤمر الرجل بهجرها في المضجع لعل في ذلك تذكيراً لها ، فإن تمادت وأصرت على ما هي عليه ولم تقبل أن ترعوي وتزدجر ففي هذه الحالة يضربها ضرباً خفيفاً ، ضرباً غير مؤثر وغير مبرح ، ومعنى ذلك أن يكون هذا الضرب بقدر التأديب لا لأجل أن ينتقم منها ويتشفى منها ويشفي غليله منها فإن ذلك أمر غير محمود ، فإن استمر الشقاق بينهما ففي هذه الحالة تتدخل الأسرتان أسرة الرجل وأسرة المرأة ( وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها إن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما ) كل ذلك لأجل تفادي الطلاق ، لأن الطلاق أمره أمر كبير ، الطلاق يؤدي إلى تشرد الأسر وضياع الأولاد ، فالولد يبقى مشرد الذهن لأنه يفقد إما حنان الأم الرؤوم وإما رعاية الأب الحاني ، ولذلك يبقى فاقداً لجزء مهم فإما أن يكون مع أمه مع فقدانه رعاية أبيه ، وإما أن يكون مع أبيه مع فقدانه حنان أمه ، وهذا أمر فيه كما قلنا الكثير من الخطأ والخطر بخلاف ما إذا كان الأبوان مجتمعين جميعاً ففي اجتماعهما الخير الكبير ، وربما تزوجت الأم وتزوج الأب وكان زوج الأم لا يحتمل أولاد امرأته ، أو كانت زوجة الأب لا تحتمل أولاد زوجها وهذا مما يؤدي أيضاً إلى أن يحس الأولاد بالغربة إما في بيت أبيهم وإما في بيت أمهم ، فمن هنا كانت الضرورة إلى أن يحرص الأبوان ما داما حيين على الألفة وعلى المودة وعلى حسن العشرة بقدر المستطاع .


      سؤال :
      هل تنصحون إذا ما حدث هذا الخلاف ولم يلتزموا بهذه النقاط الذي ذكرتموها ، هل تنصحون الأبوين أن يكون بينهما اتفاق في تفريغ هذا الاحتقان بعيداً عن سمع ومرأى الأولاد ؟


      الجواب :
      نعم ، إن لم هناك بد من المناقشة الحادة بين الأبوين ، المناقشة التي تثور فيها العواطف وتهيج فيها مشاعر الغضب فالأولى أن يكون ذلك في جو بعيد عن حضور الأولاد حتى لا يشهد الأولاد مثل هذا الخلاف الحاد .



      يتبع بإذن الله تعالى
    • (2)


      سؤال :
      في وسط ما نراه الآن من انفتاح في العلاقات وما يراه الشباب في التلفزة ووسائل الإعلام ، ما الذي يجب على الآباء فعله لأبنائهم مع دخولهم سن المراهقة وحدوث تغيرات نفسية وفسيولوجية ؟


      الجواب :
      في هذه الحالة يجب على الآباء قبل كل شيء قبل هذه المرحلة أن يهيئوا أولادهم لهذه المرحلة بالتربية الصحيحة السليمة من بداية نشوءهم وذلك أن يغرسوا فيهم تقوى الله تبارك وتعالى والتعلق بالله عز وجل وذلك من خلال سلوك الأبوين نفسه ، فإن سلوك الأبوين كما قلت ينعكس على نفسية الأولاد ، فعندما ينشا الولد وهو يرى الأب يتقزز من الأمور المنكرات ، ويرى الأم تتقزز من الأمور المنكرة ، ويرى كل واحد منهما حريصاً على الطهر والعفاف والنزاهة ، يرى كل واحد منهما يغض بصره عن الحرام ، ويحرص على تجنب مسالك الغي والضلال فإنه ولا ريب ينشأ هذا الطفل وهو يُعظّم القيم ويُجل الأخلاق ، ينشأ على حب الأخلاق الكريمة ، وينشأ على تقدير القيم السامية ، ومن ذلك أيضاً أن يكون الأبوان ملتزمين للصدق متجنبين للكذب حريصين على الحلال في قوتهما وفي كل شيء فإن هذا مما ينعكس أثره على الطفل ، فإذا جاء إلى هذه المرحلة - مرحلة المراهقة - وكان الأبوان بهذا القدر فإنه ولا ريب هو يحرص أيضاً على تجنب ما عساه أن تُرميه إليه نفسه ويقوده إليه شيطانه .
      ومن الضرورة بمكان والعالم كما قلنا أصبح الآن شبه قرية ، والإنسان وهو في داخل بيته في عقر داره وبين جدران حجرته يغزوه غزو عالمي يقتحم عليه الحواجز ، ويتخطى السدود ، ويلج إلى داخل البيوت بدون استئذان فمن هنا كانت الضرورة إلى البرمجة التي تجعل الأولاد لا يشاهدون ولا يسمعون مما يبث ومما يعرض من خلال الشاشات عبر التلفاز أو شبكات المعلومات أو غيرها إلا ما فيه تهذيب للأخلاق وسمو بالنفس وتربية للضمير وإرهاف للحس بحيث لا يُرخى العنان هكذا لينظر الأولاد ما يشاءون وليتأملوا ما يريدون فإن عاقبة ذلك عاقبة خطيرة على الأولاد أنفسهم وعلى مجتمعهم ، فالأب في هذه المرحلة يجب عليه أن يكون حساساً يراقب أولاده بدقة ، كذلك بالنسبة إلى الأم أيضاً عليها أن تكون حساسة وهي العين الناظرة عندما يكون الأب غائباً فعليها أن تتقي الله في أمانتها وأن تراقب هؤلاء الأولاد ، أن تراقب أفلاذ الأكباد مراقبة دقيقة لئلا يقعوا فيما لا تحمد عاقبته .


      سؤال :
      كيف يكون التصرف في مثل هذه المراقبة لأن علماء النفس وعلماء التربية يقولون أن الشاب إذا وصل إلى سن المراهقة وكذلك الفتاة فإن تغيرات فسيولوجية ستكون في حياتهما فيكون بينهم وبين الوالدين صراع حول القيم والمبادئ فلا يكون هناك انسجام ، فإذا كانت هناك مراقبة شديدة من الوالدين للشاب الذي يكون في سن المراهقة فإنه سينفر منهما وسيذهب إلى أصدقاءه في الخارج ، فكيف تكون المراقبة ؟

      الجواب :
      على أي حال هذا أمر يجب أن يوضع له أساس من قبل ، كما ذكرت أولاً يجب على الأبوين كليهما أن يمهدا للتربية في هذه المرحلة بالتربية فيما قبل هذه المرحلة
      وينشأ ناشئ الفتيان منا *** على ما كان عوّده أبوه
      ينشأ الولد على ما عوده عليه أبوه ، وعلى ما عودته عليه أمه ، فإن نشأ هذا الولد وهو يسمع الكلام الطيب من أبويه ويرى السلوك الطيب منهما ويرى الصورة المثلى في سلوكهما ويشدانه أيضاً بحديثهما إلى السلف الصالح فإنه ولا ريب تتهيأ نفسه لكل خير ، ومن المعلوم أن كل واحد من الأبوين له أثر لكن الأم هي المدرسة الأولى
      الأم مدرسة إذا أعددتها *** أعددت جيلا طيب الأعراق
      الأم هي المدرسة الأولى ، الأم جديرة بأن تعرف كيف تربي أولادها ، ونحن نرى في التاريخ كما قيل وراء كل عظيم امرأة كيف استطاعت الأمهات الصالحات أن يربين أولادهن على الصلاح وعلى الطهر وعلى النزاهة وعلى حب الخير ، ومن خير الأمثلة التي تدل على ذلك قصة عمر بن عبد العزيز رضي الله تعالى عنه التي ربته أمه ، وأمه هي بنت عاصم بن عمر بن الخطاب ، وكما ذكرنا اختيار المحضن الصالح للأولاد أمر مهم ، هذه المرأة لها تاريخ صالح جدها أبو أبيها عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وأمها كان لها تاريخ عند عمر كان لها شأن فعمر بن الخطاب رضي الله عنه كان في أثناء الليل يجوب طرق المدينة لينظر أحوال الناس ويكتشف ما عسى أن يقوم بإصلاحه من المنكر والفساد فلذلك كان يحرص على أن يجوب طرق المدينة في الليل ويتحسس أحوال الناس فبينما هو في ليلة من الليالي يمر إذا به يسمع صوت امرأة تقول لابنتها : امذقي اللبن. أي اخلطي اللبن بالماء ليكثر هذا اللبن ولترتفع قيمته . فقالت لها : إن أمير المؤمنين نهى عن ذلك . فقالت لها : ومن أين أن يعلم أمير المؤمنين بشأنك . فردت عليها بأنه إن لم يعلم هو فربه هو العليم بذلك هو الذي لا تخفى عليه خافية ، فأعجب بمنطق هذه الفتاة وسأل عنها بعد ذلك وهل هي مشغولة أو غير مشغولة أي هل متزوجة أو غير متزوجة ، فتبين له أنها غير متزوجة فأمر ابنه عاصماً أن يتزوجها ، وقال : أرجو أن تلد من يملأ الأرض عدلاً بعد أن تملأ جورا . فولدت لعاصم ابنتها وهذا الابنة تزوجها عبد العزيز بن مروان ، وعبد العزيز هو معلوم من الأسرة الأموية الحاكمة هو أخو عبد الملك بن مروان وكانت هذه الأسرة بلغت من الطغيان مبلغاً عظيماً ، وبعد هذا كله ولد عمر بن عبد العزيز من ابنة تلكم الفتاة التي توسم عمر بن الخطاب رضي الله عنه فيها الخير ، فلما ولد نشأ على تربية أمه وكانت تغذيه بسيرة جدها العظيم عمر بن الخطاب رضي الله عنه وتحدثه بمآثره وسلوكه ومواقفه فكان لذلك أثر كبير عليه ، ولذلك عندما شب عشق سيرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وعندما أفضى إليه الأمر حرص على أن يطبق هذه السيرة وكان كما قال عبدالله بن الأهتم ، وكان عبدالله بن الأهتم من ضمن الذين وفدوا على عمر بن العزيز بعدما ولي الخلافة ولما دخل عليه لم يستأذنه وإنما وقف بين يديه خطيباً فحمد الله وأثنى عليه وذكر النبي صلى الله عليه وسلّم وصلى عليه ثم قال : أما بعد فإن الله خلق الخلق غنياً عن طاعتهم آمناً لمعصيتهم وهم في المنازل والرأي مختلفون ، والعرب بِشر تلك المنازل ، تستباح دونهم لذات الدنيا ورفاهتها حيهم أعمى وميتهم في النار ، فلما أراد الله إكرامهم بعث الله إليهم رسولاً من أنفسهم عزيز عليه ما عنتوا حريص عليهم بالمؤمنين رؤوف رحيم ، فلم يمنعهم ذلك أن جرحوه في جسمه ولقبوه في اسمه .. إلى أن ذكر ما ذكر ، ثم ذكر بعد ذلك ما كان بعده صلى الله عليه وسلّم من سيرة الخلفاء الراشدين ، ثم أشار إلى الانحراف الذي حصل ثم قال : ثم إنك يا عمر ابن الدنيا ولدتك ملوكها وألقمتك ثديها ، فلما وُليّتها ألقيتها حيث ألقاها الله ، وآثرت ما عند الله ، فالحمد لله الذي جلا بك حوبتها ، وكشف بك كربتها ، فامض ولا تلتفت فإنه لا يغني عن الحق شيء . هكذا سار عمر هذه السيرة مع إنه ابن الملوك الذين ودوا بحب الدنيا ، وهو نفسه عمر رضي الله عنه نشأ في بيئة فيها الترف إلا أن تربية أمه هي التي ارتفعت به عن الهبوط في دركات ذلك الترف إلى أن عشق سيرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وحاول أن يعكسها في حياته ، فإذا هكذا تربية الأم .
      فالأب إذاً عندما يمهد لهذه المرحلة بحسن التربية ، والأم تمهد لهذه المرحلة بحسن التربية من أول الأمر بحيث يغرسان العقيدة الصحيحة والقيم الرفيعة في أولادهما منذ بداية الأمر منذ بداية التعقل والفهم والإدراك لا ريب أن ذلك مما يجعلهما قادرين بعد ذلك على التحكم فيما يطرأ على أولادهما من العواطف الجياشة ومن أسباب الخلاف في مرحلة المراهقة ليتجاوزا هذه المرحلة بسلام إن شاء الله .




      يتبع بإذن الله تعالى
    • (3)


      سؤال :
      في بعض الأحيان يتعرض الأبوان لأسئلة محرجة من الأبناء فيما يخص العقيدة وكذلك فيما يخص الحياة الأسرية والحياة الجنسية فربما يسأل الولد أباه أين الله ؟ ولماذا لا نراه ؟ وكيف شكله ؟ ، وربما يسأل من أتيت أنا ؟ فكيف يتعامل الوالدان مع هذه الأسئلة المحرجة ؟


      الجواب :
      على أي حال بالنسبة إلى السؤال عن الله تبارك وتعالى الجواب ينبغي أن يكون بقدر عقلية هذا الطفل بحيث يغذى بالعقيدة السليمة ، ويقال له بأن الله تبارك وتعالى هو أجلّ من أن تكتنفه الأقطار ، وأسمى من أن يحل في مكان ، هو تبارك وتعالى قد كان قبل خلق الزمان والمكان ، ولأن كنت أيها الطفل لا ترى عقلك ولا ترى روحك وهذه الروح ترى أثرها وهو هذه الحياة التي تدب في جسمك فأنى لك أن تستطيع أن تتوصل إلى إدراك خالقك العظيم ، فالعجز عن الإدراك هو الإدراك ، ينبغي أن يلقن هذه العقيدة بقدر المستطاع .
      أما من أين أتيت أولاً قبل كل شيء يُعرّف بأن الذي خلقه إنما هو الله ولكن ولدته أمه ، وأبوه هو الذي يرعاه ويقوم عليه ، لا يخبر بالأمور الجنسية التي قد تكون كبيرة عليه من أول الأمر وإنما يدرج في إخباره شيئاً فشيئا حتى يتوصل إلى درك الحقيقة ، والله تعالى الموفق .


      سؤال :
      في كثير من الأحيان يرتكب الآباء أخطاء فادحة في مسألة العقيدة نفسها فعندما يريد بعض الآباء أن يصور لابنه يوم القيامة وأن يبين له أن هناك جنة وأن هناك نار ، يستغل هذا في التربية فيزجر الولد بالنار ويقول له إن فعلت هكذا فإنك ستصطلي بالنار فدائماً ما يخوف الولد بالنار حتى صارت هذه عادة عند الأطفال فإذا رأى طفلاً يخالفه في الأمر فإنه يقول ستكون من أهل النار فانكسر حاجز الخوف من النار بسبب هذه الأمور التي تتردد على ألسنة الآباء مع أطفالهم حتى غدت العملية سهلة .
      فإذا أراد الوالد أن يبين لولده صورة الجنة والنار ويوم القيامة ، فما هي الطريقة المثلى حتى تبقى هذه الأمور مخافة عند الولد في جانب النار ومرغوبة في جانب الجنة ؟


      الجواب :
      مما ينبغي أن يغرس في نفس الطفل أن الجنة ونعيمها أجلّ من أن يستطيع تصور ما فيها من النعيم أحد ، وهذا هو الواقع فإن الله تبارك وتعالى يقول ( فلا تعلم نفس من أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون ) ، فإذا انغرس في نفس الطفل أن هنالك نعيماً أعظم من مدارك البشر ، وأسمى من أن تكتنهه عقول الناس ، يكون دائماً متشوقاً إلى ذلك النعيم ، هذا مع أنه يغرس في نفسه بأن أي أحد لا يستطيع أن يقطع لنفسه بالسلامة والنجاة من النار والفوز بالجنة ، ولا يستطيع أن يحكم عليها أيضاً بأنها من أهل الشقاء وأنها من أهل الحرمان حتى يكون هنالك توازن بين الخوف الرجاء ، بين خوف العقاب والرجاء للثواب ، وبالنسبة إلى النار يذكّره ضعف الإنسان دائماً أن الإنسان لو آذته بعوضة يتأثر بإيذائها ، ولو لحقه لفح من نار الدنيا فإنه يتأذى بذلك ولا يطيق هذا اللفح فكيف لو صلي نار يوم القيامة ونار يوم القيامة أشد من نار الدنيا ، وعذابها عذاب أكبر ، ومن دخلها خُلّد فيها ( وما هم عنها بغائبين ) ، كل ذلك مما يجعله يعيش بين التعلق بالجنة والرغبة في نعيمها والخوف من النار والإشفاق على نفسه من جحيمها ، مع غرس العقيدة الصحيحة فيه وهي أنه لا يُقطع لأحد بعينه لم يُنص عليه بأنه من أهل الجنة أو أنه من أهل النار فذلك لا يهدد أحداً بأنك ستدخل النار قطعا لأن ذلك تدخل سافر في أمر الله تعالى إذ الله تعالى وحده هو الذي يعلم خواتيم عباده وهو وحده الذي يعلم السعداء والأشقياء منهم .


      سؤال :
      ما هي نصيحتك سماحة الشيخ لأولياء الأمور الذين لا يهتمون بأولادهم ويهتمون بأنفسهم ؟


      الجواب :
      هؤلاء على أي حال لم يهتموا بأنفسهم ، لأنهم لو اهتموا بأنفسهم لاهتموا بأولادهم ، فإن كل أحد يعلم أن بقاءه في الحياة بقاء محصور بقاء محدود وأن امتداد هذا البقاء إنما هو عبر الذرية المتسلسلة فيما بعد إذ الإنسان يبقى ذكره ببقاء ذريته ، هذه هي السنة ، سنة هذه الحياة ، ولذلك يحرص الإنسان على الذرية لأنه يرى بقاءه يمتد في وجودهم في تسلسلهم من بعده إلى أن يشاء الله تبارك وتعالى نهاية ذلك ، وعلى هذا فإنه عندما يهتم بذريته يكون مهتماً بنفسه اهتماماً أكبر ، هذا من حيث التسلسل ، ثم أيضاً هو يكون مهتماً بنفسه من حيث إنه يحرص على أداء ما عليه إذ الإنسان المهتم بنفسه هو الذي يهتم بعاقبتها في الدار الآخرة وبسعادتها في تلك الدار ، وإذا كان هو لا يهتم بذريته فمعنى ذلك أنه لا يهتم بما ينفع نفسه إذ هذه أمانة حُمّلها فإن لم يتحملها كان عاقبة أمره خسرا ، فالله تبارك وتعالى يقول ( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ) ، فما أجدر هذا الإنسان أن يهتم بأولاده وبسلامتهم من تلك النار ليكون هو أيضاً سالماً بأداء ما عليه من الواجب ، ثم إنه هو ولا ريب هذا الإنسان مهما كانت قسوته ومهما كانت شدته وفضاضته لو رأى ولده يتعرض لنار تلفحه في هذه الدنيا أما كانت تثور في نفسه مشاعر الرحمة ، أما كان يثور في وجدانه إحساس بوجوب إنقاذ ولده من هذه الهلكة ، هذه هلكة الدنيا فكيف بالهلكة يوم القيمة ، لذلك كان لزاماً على الإنسان العاقل أن يحرص على سلامة أفلاذ أكباده في الدار الآخرة بتربيتهم التربية الصحيحة وأمرهم بما فيه طاعة الله .



      يتبع بإذن الله تعالى
    • (4)

      سؤال:
      لا شك أن الصلاة عمود الدين فإذا كان الأب والأم غير مواظبين على صلواتهم في أوقاتها فكيف الحال سيكون عند الأبناء أنا لا أريدهم أن يكونوا نسخة مني ومن أبيهم فكيف أجعلهم أكثر حرصاً منا على صلواتهم علماً بأن أعمارهم بين التاسعة والثانية عشر ؟

      الجواب :
      عليها قبل شيء أن تتقي الله تعالى في صلاتها ، أن تحافظ عليها محافظة تامة ، وعليها أن تدعو زوجها إلى البر والتقوى والصلاح والاستقامة والمواظبة على الصلاة والحرص على كل خير ففي هذه الحالة تتمكن ويتمكن زوجها من تربية أولادهما على البر والصلاح والخير والاستقامة والهدى والرشد والسداد .


      سؤال :
      شاب عنده أخ كثير الخروج من البيت خاصة في الليل يعني كثير السهر وعندما يقوم بنصحه تزعل الأم وتقول لأخيه الأكبر ( الناصح ) إنه لم يأت إليك ليطلبك وهو غير محتاج إليك ، فما نصيحتكم لهذه الأم ؟

      الجواب :
      على الأم أن تتقي الله ، وأن تعلم أن صلاحها ورشدها وسعادتها في استقامة ولدها ، وفي تربية ولدها على الاستقامة والصلاح والرشد ، ولتعلم أن أخاه عندما يدعوه إلى البر والتقوى والصلاح والمواظبة على الخير والبعد عن الشر والبعد عن قرناء السوء فإنما يدعوه لما فيه مصلحته ، هو حريص على مصلحة أخيه ، ولو لم يكن حريصاً على مصلحة أخيه لأهمله .


      سؤال :
      ما هو معيار لباس الأم أمام أطفالها ؟

      الجواب :
      الأم ينبغي لها أن تكون حريصة على الستر حتى ولو كان يجوز لها أن تظهر مفاتن جسمها أمام أولادها إلا أن ذلك قد يكون ينعكس له أثر سلبي على نفسية الأولاد ، وعندما يرونها حريصة على التستر بقدر المستطاع ، بقدر ما لا يضايقها فإنهم يُجلّون هذه القيم وينشأون على هذه الأخلاق .



      سؤال :
      ما هي الطرق المثلى التي يمكن للمسلم أن يتبعها في تربية أولاده في ظل متطلبات الحياة المغرية بحيث يستطيع أن يوازن بين التزامه بالتربية الإسلامية وبين عدم حرمان الأولاد من التمتع ببعض متطلبات العصر مع التسليم بأن التربية الصالحة تفوق أي اعتبار آخر ؟


      الجواب :
      لا ريب أن الله تبارك وتعالى لم يحرّم على عباده ما فيه منفعتهم وما فيه مصلحتهم ، وإنما حرّم عليهم ما فيه مضرتهم ، فالانتفاع بالحياة المعاصرة وغير المعاصرة لا يتصادم مع الدين بشرط ألا يكون ذلك إلا في إطار ما أباحه الله تبارك وتعالى أي في إطار الأخلاق الفاضلة والأعمال الصالحة ، فإن كان في هذا الإطار فمن الذي حرّم على الناس أن ينتفعوا بمتع هذه الحياة ( قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة ) ، فالله تعالى أباح لعباده أن ينتفعوا بمتع هذه الحياة التي ليس فيها ما حرّم عليهم ، وإنما حرّم الله سبحانه تعالى ما حرّم لأجل ما فيه من المضرة والمفسدة للعباد ، والإنسان يستطيع في هذا الوقت أن يوفر لأولاده ما تدعو إليه الحاجة سواءً ما كان من ناحية التغذية أو كان من ناحية اللباس أو كان من ناحية مرافق الحياة أو كان من ناحية الترفيه عليهم بشرط أن يكون ذلك كله في حدود الفضيلة ولا يتجاوزها إلى ما عداها .



      يتبع بإذن الله تعالى
    • شكرا لك يا اخي ابو زياد على هذا الموضوع جميل رائع وكثير من الاسئله والاجابه
      ولك مني تحيه الاسلام
      وسلام عليكم ورحمه من الله وبركاته
      لستُ مجبوراً أن أُفهم الآخرين من أنا 00 فمن يملك مؤهِلات العقل والإحساس سأكـون أمـامهُ كالكِتاب المفتـوح وعليـهِ أن يُحسِـن الإستيعاب إذا طـال بي الغيــاب فَأذكـروا كـلمــاتي وأصفحــوا لي زلاتـي انا لم اتغير.. كل مافي الامر اني ترفعت عن (الكثير) ... حين اكتشفت... ان (الكثير) لايستحق النزول اليه كما ان صمتي لا يعني جهلي بما يدور (حولي) ... ولكن أكتشفت ان ما يدور (حولي) ... لايستحق الكلام
    • (5)

      سؤال :
      هل يوم القيامة يُسئل كل والد عن ولده ، لأن كل إنسان سيكون بالغاً ويحاسب عن نفسه ، فهل سيحاسب الوالد عن ولده في ذلك اليوم ؟


      الجواب :
      نعم ، يحاسب على تربيته لأولاده ، لأنه إن انحرف الولد نتيجة تربية الأب الفاسدة فإن ذلك مما يُسئل عنه الأب ، فإن من سن سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ، ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ، فكل أحد مسئول عن نتائج أعماله ، من كان قدوة صالحة كان له ثواب صلاح غيره يعود مثله إليه ، وكذلك من كان قدوة سيئة لغيره فعاقبة انحراف الآخرين يعود عقابها عليه بقدر ما يعاقب أولئك لأنه كان السبب في ذلك .


      سؤال :
      في بعض الأحيان يخطئ الآباء في تربية أبناءهم فعندما يوبخون أبناءهم يسكبون عليهم جملاً من العبارات التوبيخية ولا يسكبون هذه العبارات على الفعل وإنما على الولد كقولهم أنت لا تنفع ، أنت ليس لديك ذكاء فيصاب الولد بإحباط ويحتقر نفسه ؟

      الجواب :
      هذا أسلوب فاسد ، أسلوب جهلة ، أسلوب الذين لا يفرقون بين التمرة والجمرة ، ولا بين الفاسد والضار ، فلذلك لا حيلة لهم إلا أن يأتوا بهذه الأساليب التي ليس من وراءها أي جدوى ، وإنما الأسلوب الحسن أن يعنّف على تركه ما هو قادر عليه من فعل الخير ، ويبين له أنه كان بإمكانه أن يفعل خيراً بدل من أن يفعل شرا ، وتثار في نفسه النخوة من أجل فعل الخير ، هكذا ينبغي لا أن يوبخ ويقرع بما لا يعود عليه إلا بالإحباط .


      سؤال :
      لدي بنت أبعثها كل يوم إلى المدرسة وأحاول جاهداً أن تكون ملتزمة بالمبادئ والأخلاق ، ولكن تعود من المدرسة محملة ببعض الأفكار من زميلاتها فيطالبنها بنوع معين من اللباس حتى يكون موضة في الفصل ، ويطالبنها كذلك بأن تشتري بعض الصور التي ترمز في حقيقتها إلى أعداء الإسلام ، فأمام هذا الضغط الذي يأتي من المدرسة ومن المجتمع أيضاً كيف أتصرف مع ابنتي ؟

      الجواب:
      نعم ، في هذه الحالة ينبغي يربيها من أول الأمر على البعد عن الزميلات الفاسدات ، فعليه وعلى أمها أن يربياها على أن تنتقي الزميلات الصالحات اللواتي يُعِنَها على الخير حتى إن كان بالإمكان أن ينقلها من هذه المدرسة إلى المدرسة الأخرى التي تجد فيها الزميلات الصالحات فذلك أولى من أن يتركها لتكون ضحية لهذه الزمالة الفاسدة .



      سؤال :
      أبوان ربيا أولادهما على القيم الأخلاقية النبيلة ولكن عند خروج الأولاد من البيت وعند زيارة أرحامهم يتعلمون السب والشم وما شابه ذلك فكيف تحل هذه المشكلة ؟


      الجواب :
      على أي حال ينبغي يُعوّد الأولاد من أول الأمر على التقزز على الكلمات المستهجنة وألا يُعودا إلا على الأخلاق الفاضلة .


      سؤال :
      أبوان عودا أبناءهما على تقبيل يديهما ورأسيهما عند الاستيقاظ أو عند مصافحتهما ، ولكن يقوم أجداد هؤلاء الأبناء بتأنيبهم بسبب هذا احتجاجاً بأن هذا ليس من الرجولة فما قولكم ؟

      الجواب :
      ليس في ذلك أي حرج ، ما كان ينبغي لأولئك الأجداد أن يفعلوا ذلك .


      سؤال :
      ما هو السن الأمثل الذي يكون فيه الطفل قادراً على استيعاب التربية العقدية ؟


      الجواب :
      ذلك يختلف باختلاف مدارك الأطفال ، فمن الأطفال من يكونوا مهيئين في مرحلة مبكرة على إدراك مثل هذه القضايا ، ومنهم من يكونوا بليدي الأذهان فتراعى هذه المدارك وتفاوتها ، فمن كان ألمعياً قادراً على الاستيعاب يُغذى بالمعارف في مرحلة مبكرة ، ومن كان بخلاف ذلك يراعى فيه أيضاً هذا الجانب ويعطى من الجرعات بقدر ما تحتمله مداركه .




      يتبع بإذن الله تعالى
    • السلام عليك ورحمة الله وبركاته،

      لا أجد أكثر من أن أشكرك جزيل الشكر على هذه البادرة الطيبة المباركة بإذن الله، فإنني أقوم بنسخ الأسئلة الأجوبة وطباعتها لتكون مرجع لي لاحقاً.

      فجزاك الله خير جزاء
    • (6)

      سؤال :
      كثير من الآباء يستخدم وسيلة الضرب لتقويم سلوك الأبناء ، فهل الضرب وسيلة ناجعة للتربية ؟ وإذا لم تكن فهل هناك وسائل أخرى ؟

      الجواب :
      لا يصار إلى الضرب إلا مع عدم جدوى غيره ، والضرب يكون ضرب أدب ، ضرب غير مؤثر ولا مبرح ، أما الضرب المؤثر والمبرح فهو من الخطأ وقد يعكس آثاراً نفسية سلبية في نفسية الطفل فلا ينبغي ذلك ، وعلى أي حال ينبغي أن يحس الطفل بإشفاق والديه عليه وحبهما له ورحمتهما به وأنهما يدفعانه إلى الخير دفعا .


      سؤال :
      كيف يمكن لنا أن نزرع في نفوس أبناءنا قوة الإرادة والثقة بالنفس ؟

      الجواب :
      إنما ذلك بما يرونه في الآباء أنفسهم ، فمن الضرورة أن يكون الأب نفسه قبل كل شيء قوي الشخصية ليغرس هذه الشخصية في نفسية أولاده .


      سؤال :
      ما هي الأبعاد النفسية التي تترتب على التفضيل بين الأبناء ؟

      الجواب :
      لا ريب أن كل نفس ترغب أن تكون سابقة وألا تكون مسبوقة ، وفي هذا تنافس بين جميع الناس ، الأولاد مع آبائهم ، والمرؤوسون مع رؤوسائهم والأتباع مع قادتهم ، الكل يحرص على أن يكون سابقاً لا أن يكون مسبوقا ، فلئن كان هذا الولد غير مقصر في شيء ويرى الآخر من الأولاد يقدم عليه لا لسبب إلا لكونه محبوباً وهو لم ينل هذه المحبة فإن ذلك مما يدعوه إلى الغيظ ، ويدعوه إلى أن يحس بالكراهية لذلك الذي ينافسه ويتقدم عليه بغير موجب إلا لكونه محبوباً وهو لم ينل هذه المحبة وهذه الحظوة عند والديه أو عند أحدهما ، فلذلك ينبغي للأبوين أن يحرصا على تآلف أولادهما وانسجامهما في حياتهما وعدم إحساس أحدهم منهم بأنه مؤخر عن غيره بحيث يكون هؤلاء الأولاد يرون الأبوين يغمرانهم جميعاً بمشاعر الرحمة ، ويغمرانهم بالإحسان من غير أن يقدما أحداً على غيره .


      سؤال :
      نحن لو نزلنا إلى واقع الأسر نجد بعض الأبناء يبرون آبائهم أكثر من الآخرين فيقدمون للأب أو الأم خدمة جليلة مالية وغيرها من المساعدات فيميل الأب لذلك الذي يخدمه من أبناءه ألا يجوز له أن يفضله ولو بشيء من الهدايا ؟

      الجواب :
      نعم هذه مكافأة ، ليس ذلك إيثاراً ، وإنما هذه مكافأة على ما قدمه الولد ، والمكافأة على الإحسان محمودة ، وهذا مما يشجع الآخرين أيضاً على الإحسان .


      سؤال :
      ما مدى صحة القول بأن ربوا أبناءكم لزمان غير زمانكم حيث أصبحت التربية التقليدية التي تربينا عليها لا تصلح لزمن التلفاز والانترنت وغيره من وسائل الإعلام المؤثرة على الطفل ، ما هي النصيحة التي تقدمها للأم والأب حتى يؤديا أمانتهما على أكمل وجه ؟

      الجواب :
      على أي حال هنالك ثوابت لا تختلف بين زمان وآخر ، وهناك متغيرات تراعى فيها ظروف الزمان والمكان ، فالثوابت تجب المحافظة عليها من غير تفريط فيها ، والمتغيرات لا بد من أن تتغير بحسب اختلاف الأزمنة والأمكنة فإن ما يتطلبه الظرف الحالي والمرحلة الراهنة غير ما كانت تتطلبه الظروف السابقة من أجل ما هو معلوم من هذه الطفرة في التطور واختلاف نمط الحياة من وقت إلى آخر .


      تمت الحلقة بعون الله تعالى وتوفيقه