مفهوم التطوع

    • مفهوم التطوع

      مفهوم التطوع

      .التطوع بات من الأعمال الظاهرة البارزة اليوم في واقع الناس، وخاصة مع وجود الأزمات والمحن التي تصيب البشرية نتيجة الحروب أو الكوارث، وصارت الأمم والشعوب أفرادا وجماعات يتسابقون إليه، وقامت من أجله المؤسسات والجمعيات، وهذا مما ينبغي أن يكون المسلمون أسبق إليه.

      فما هو التطوع وما فضائله، وما هي مجالاته، وما هي أنواع المتطوعين، وما آثاره، تساؤلات نحاول الإجابة عليها من خلال هذا المقال:

      أولاً- تعريف التطوع

      التطوع تَفَعُّلٌ من الطاعة، وتَطَوَّعَ كذا: تَحَمَّلَه طَوْعًا، وتَكَلَّفَ استطاعته، وتطوع له: تكلّف استطاعته حتى يستطيعَه، وفي القرآن: { فمن تَطَوَّعَ خيراً فهو خير له } البقرة/184 ؛ قال الأَزهري: ومن يَطَّوَّعَ خيراً، والأَصل فـيه يتطوع فأُدغمت التاء فـي الطاء، ويقال: تَطَاوَعْ لهذا الأَمر حتـى تَسْتَطِيعَه .

      و التَّطَوُّعُ: ما تَبَرَّعَ به الإنسان من ذات نفسه مـما لا يلزمه وغير مفروض عليه. و الـمُطَّوِّعةُ: الذين يَتَطَوَّعُونَ بالـجهاد، ومنه قوله تعالـى: { والذين يلـمزون الـمطوَّعين من الـمؤمنـين } ، وأَصله الـمتطوعين فأُدغم. وفـي حديث أَبـي مسعود البدري فـي ذكر الـمُطَّوِّعِينَ من الـمؤمنـين: قال ابن الأَثـير: أَصل الـمُطَّوِّعِ الـمُتَطَوِّعُ فأُدغمت التاء فـي الطاء وهو الذي يفعل الشيء تبرعاً من نفسه.

      فالعمل التطوعي هو: تقديم العون والنفع إلى شخص أو مجموعة أشخاص، يحتاجون إليه، دون مقابل مادي أو معنوي.

      ثانياً – فضائل التطوع وفعل الخير :

      فضائله كثيرة متعددة ولذلك جاء الحث عليه في الكتاب والسنة، قال تعالى:

      - { وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ} (73) سورة الأنبياء

      - { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (الحج:77).

      - { وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (البقرة:148).

      - { فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} (المائدة: الآية48).

      وقال الرسول صلى الله عليه وسلم:

      1- ( كل سلامي من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين أثنين صدقة ، تعين الرجل على دابته فتحمله عليها أو ترفع عليها متاعه صدقة ، والكلمة الطيبة صدقة وبكل خطوة تمشيها الى الصلاه صدقة ، وتميط الاذى عن الطريق صدقة ) متفق عليه.

      2- ( الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة فأفضلها قول لا اله الا الله وأدناها أماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان ) متفق عليه.

      3- ( لقد رأيت رجلأً يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي المسلمين ) رواه مسلم .

      4- ( الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله أو القائم الليل الصائم النهار ) متفق عليه .

      5- ( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ،من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ، ومن فرج عن مسلم كربه من كرب الدنيا فرج الله عنه كر به من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما سترة الله يوم القيامة ) متفق عليه .

      6- ( من مشى في حاجة أخيه كان خيراً له من اعتكاف عشر سنوات ) متفق عليه

      7- ( مثل المومنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد اذا إشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) رواه احمد ومسلم

      ثالثاً- مجالات العمل التطوعي:

      التطوع يسع كل المجالات النافعة والمفيدة، وأبرزها:

      1- مجال العبادة : فالمسلم لا يقتصر في عبادته على الفرائض والواجبات، بل يزيد عليها من خلال التطوع بالنوافل والسنن والقربات، والأمر واسع ومتاح للتنافس والتسابق في شتى أنواع العبادات كالصلاة والصيام والصدقات والحج وغيرها.

      2- المجالات العلمية، كإنشاء المكتبات والمدارس والجامعات وسائر المؤسسات العلمية التي لا يكون هدفها الربح المالي، ثم القيام عليها ودعمها.

      3- المجالات المالية، التي تتطلب دفع المال وتقديمه بسخاء من أجل نفع الناس ومساعدتهم، وهذا المجال يدخل ويشارك في الكثير من المجالات.

      4- المجالات الحرفية، من خلال التطوع فيما يتقن من أنواع الحرف المفيدة النافعة.

      5- المجالات الإدارية، وهي تدخل في شتى الأنواع، والإدارة صارت فن وجودة وإتقان، فالإداري الناجح في عمله إن تطوع أفاد وقدم الكثير.

      6- المجالات الفكرية، من خلال الآراء الصائبة والنصائح القيمة، والخطط الرائدة.

      رابعاً- أقسام وأنواع المتطوعين:
      * منهم المتطوع بماله: صدقات، تبرعات، قروض، مشاركات في شركاته، تنمية مال.
      * ومنهم المتطوع ببدنه: مراسلات، حرف، تحميل، حراسة..
      * ومنهم المتطوع بجاهه: شفاعات، علاقات...
      * ومنهم المتطوع بوقته: كل يوم، ساعة في اليوم، ساعة في الأسبوع، في المواسم، عند الطلب والفزعات..
      * ومنهم المتطوع بفكره: تقديم رأي صائب، استشارة، بحث، استبانات، دراسات، إحصاءات، خطط، نقد، تقويم...

      خامساً- آثار التطوع:

      1- كسب الأجر والثواب في الدنيا والآخرة.

      2- حل المشاكل والمعضلات وخاصة وقت الأزمات.

      3- التآلف والتحابب بين الناس، ومعالجة النظرة العدائية أو التشاؤمية تجاه الآخرين والحياة.

      4- التكافل والتعاون بين أفراد المجتمع.

      5- الزيادة من قدرة الإنسان على التفاعل والتواصل مع الآخرين والحد من النزوع إلى الفردية وتنمية الحس الاجتماعي.

      6- تهذيب الشخصيَّة ورفع عقلية الشح وتحويلها إلى عقلية الوفرة والكسب الأعظم مصداقاً للآية الكريمة (ومن يوقَ شحَّ نفسه فأولئك هم المفلحون).

      7- العمل التطوعي يتيح للإنسان تعلم مهارات جديدة أو تحسين مهارات يمتلكها.


      وفي الختام ندعو الناس جميعا وخاصة المسلمين منهم إلى المبادرة والمسارعة في تقديم النفع والخير للآخرين وخاصة المتضررين منهم.

      ونسأل الله أن يؤلف على الخير قلوبنا، ويجمع شملنا، ويبعد الشرور عنا، ويحفظ عباده من المحن والمصائب، والحمد لله رب العالمين.



      منقول للفائدة من موقع عالم التطوع العربي
      http://www.arabvolunteering.org
    • تسلم وضاح اليمن على الموضوع الاكثر من رائع
      وهذا مقال أرسلته الاخت زينب من البحرين حول العمل التطوعي





      العمل التطوعي

      تعريف العمل التطوعي :

      العمل التطوعي هو الجهد الذي يبذله الإنسان من أجل مجتمعه بملئ ارادته ( لتحقيق الأهداف الإنسانية ) دون انتظار أي مقابل ( مادي أو معنوي ) مقابل جهوده .
      التطوع حركة اجتماعية تهدف إلى تأكيد التعاون وإبراز الوجه الإنساني والحضاري للعلاقات الاجتماعية وإبراز أهمية التفاني في البذل والعطاء عن طيب خاطر ( بدون إكراه أو إجبار) .
      قد يكون هذا العمل على مستوى من الجهد الجسدي أو الفكري أو المادي ..لكن السؤال ما يميز العمل التطوعي في أيامنا انه فكري أكثر أم جسدي أم مادي ؟
      إن نشر العمل التطوعي بين المواطنين هو واجب إنساني من خلال التعليم وتدريب المواطنين والمساهمة بالمشاركة باتخاذ القرارات التي تمس حياة المجتمع بشكل ديمقراطي . إن العمل التطوعي هو مؤشر على الجانب الإنساني للمجتمع حيث أنه يعمق التكامل بين الناس ويشجع على التعاون وتنمية روح الجماعة .‏
      (العمل الطوعي فطرة إنسانية ونظرة حضارية ).


      شروط نجاح العمل الطوعي ( الفردية والمؤسسية )
      صفات وشروط فردية:

      o الشجاعة في تحمل المسؤولية .
      o الالتزام بالمبادئ والأهداف.
      o قبول النقد والمحاسبة .
      o التفاني والتضحية.
      o الفخر لدى الأعضاء بالانتماء للمنظمة الطوعية.
      o الصبـر على مواجهة المشكل .
      o التسامح .
      o روح الجماعة ونبذ الفردية والأنانية والوصولية.
      o الاحترام حسب العطاء وحجم التطوع( بغض النظر عن العمر أو المال أو المؤهلات ).
      o توظيف المؤهلات للعمل التطوعي حسب الأهداف.



      شروط مؤسسية:
      o وجود نظام داخلي ولوائح تنظيمية وخطط عمل واضحة.
      o إلمام العضوية بالنظام الداخلي واللوائح .
      o خطة عمل تقوم على الاستراتيجية استناداً على النظام الداخلي .
      o ميزانيـة – والالتزام باللوائح المالية .
      o المشاركة.
      o خطط واضحة للتدريب .
      o الابتعاد عن سلطة المركز واستقلالية الفروع.
      o المحاسبة .
      o عدم الوصاية والهيمنة.
      o الاجتماعات المنتظمة.
      o التقاريـر المنتظمة.
      o التوثيق .
      o (علاقات مؤسسية واضحة) لوائح إدارة العمل التطوعي تختلف عن إدارة الشركات والمؤسسات الحكومية.
      o عدم الزج بالانتماءات ( السياسية أو الدينية أو ...) في العمل التطوعي وتوظيفها لأهداف ومصالح ضيقة .


      مميزات العمل الطوعي:
      o المشاركة لكل ألوان الطيف الاجتماعي والسياسي ...
      o رفض البيروقراطية والتسلسل الهرمي .
      o سهولة المحاسبة.
      o سهولة اتخاذ القرار.
      o المساواة.
      o وسيلة لتحقيق ( السلطة الخامسة) حقوق الإنسان .
      o الشعور بالانتماء.
      o تحقيـق الذات.
      o تفجير الطاقات وتوظيفها .


      أهمية العمل التطوعي :
      تنبع أهمية العمل الطوعي للنفس البشرية من كونه ضرورة لإثبات الذات ومعالجة الأنانية ونفي الكآبة ( التركيز على القيم الإنسانية للفرد وادميته )
      (ثقل الشخصية واغناء الفكر ) اكتساب المهارات وتنمية القدرات
      ( استثمار طاقات الشباب ) والمشاركة في تحديد المشكل والبحث عن حلول والمشاركة في اتخاذ القرارات ( الاعتراف بالآخر وتشجيعه على تحمل المسؤولية )
      أهمية القطاع التطوعي من مرونة وقدرة على الحركة السريعة وبهذا يكون عاملاً مكملاً للعمل الحكومي وداعماً له

      العمل التطوعي ليس مرتبطاً بزمن محدد بقدر ما هو مرتبط بقيمة الخدمة نفسها.
      ( توظيف المؤهلات ) تحويل الطاقات الخاملة إلى طاقات منتجة
      تهيئة المجتمع لمواجهة التحديات والتعامل معها ( مساهمة المجتمع في بناء نفسه ).
      إعطاء الفرصة للمشاركة الطوعية لجميع أفراد المجتمع كل بحسب تخصصه وقدراته وإمكانياته في إطار المتطلبات الإنسانية .
      المتطوع من داخل المجتمع يكون أدرى بأبعاد المشاكل وكيفية التعامل معها.
      تعبئة الطاقات البشرية والمادية وتوجيهها نحو العمل الاجتماعي.
      العمل التطوعي , دليل على التكافل الاجتماعي والإحساس بآلام الآخرين ناهيك عن مساعدة الدولة نفسها في اقتسام المهام معها مما يعزز دور مؤسسات المجتمع المدني ويؤكد على الحاجة لها, فأي دولة مهما كانت غنية وقوية لا تستطيع أن تقوم بجميع مسؤولياتها دون مساندة من الأفراد .
      و يعتبر الشكل الإغاثي من أهم أشكال العمل التطوعي في حال ( الحروب الداخلية أو الخارجية و الكوارث الطبيعية ).


      أسباب فشل وعدم فاعلية الجمعيات التطوعية:
      o عدم تمثيلها لمختلف الشرائح.
      o ضعف الوعي العام بأهمية وفوائد المشاركة .
      o تهميش الشباب ورفض الآخر .
      o ضعف التنسيـق مع المؤسسات الداعمة ( عوائق مادية )
      o عدم التجانس الفكري والاجتماعي للأعضاء.
      o عدم وضوح أهداف المؤسسة وخططها وبرامجها.
      o (الاتجاهات السياسية المختلفة لكل عضو) تجعله يحاول جذب التنظيم نحو الاتجاه السياسي الذي يتبناه.
      o (التجارب الفاشلة) تمنع من الانخراط مجدداً في أي تنظيمات جديدة.
      o غياب الحراك الاجتماعي المشجع.
      o رفض فاعلية أو حضور الأنثى .
      o عدم تحمل المسؤولية أو التفرد بها لمصالح شخصية ضيقة على حساب المصلحة العامة.
      o الأنظمة الاستبدادية القمعية ( دكتاتوريات بمساحيق وبدون مساحيق )
      o التضيق والاعتقالات (بوليس مجنّد , للعرقلة والأضعاف والتصفية .. )
      o المحاربة من خلال ( لقمة العيش أي العمل ... – الطرد من الجامعة... )
      o انشغال الفرد بشؤنه الخاصة.
      o الافتقار للمبادرة .
      o الافتقار ( للأخصائيين ) القادرين على تنمية قدرات المتطوعين .
      o الفقر
      o الدور السلبي للأعلام ( غير مستقل – مجيش – استهلاكي ...)
      o القوانين ( الاستثنائية – عدم تحديثها ... )


      كلمة أخيرة
      العمل التطوعي تعتمد عليه مؤسسات المجتمع المدني كما أنه يساهم في مساندة خدمات بعض الأجهزة الحكومية ذات العلاقة بالخدمة المباشرة للمجتمع ، لكنه ليس بديلاً ولا منافساً للأجهزة الحكومية..
      كما أن الدعوة إليه لا تعني عجز أو تخلي الجهاز الحكومي عن مسؤولياته ولا جزء منها، ولكن الدعوة للعمل التطوعي هي إفساح المجال للمواطن لخدمة مجتمعه واستجابة لدوافعه الخيرية وفطرته الإنسانية، وإشعار له بقيمته الاجتماعية وتجسيد لمواطنته،
      .. كما أن مساهمة المتطوع هي جانب من جوانب التدريب والاستعداد لمواجهة المواقف الصعبة، وتجعله يستشعر حجم وأهمية وقيمة الخدمات التي تقدمها الدولة، فيقدرها ويثمنها ويحث غيره إلى تقديرها والاستفادة منها بالشكل الصحيح، كما أن الشباب يجد في العمل التطوعي متنفساً لتحدياته وطاقته فيستثمرها .

      خاتمة
      ما يحتاج إليه العمل التطوعي : ( نشر الوعي ) التثقيف بأهمية العمل التطوعي بين الأفراد كباراً وصغاراً كي يكون المجتمع كله أكثر وعياً بذاته وأكثر تماسكاً بلحمته وأكثر فخراً بحاضره ومستقبله.


      اسم الكاتب :حسام سليمان رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان - سوريا



    • باحث اجتماعي كتب:

      تسلم وضاح اليمن على الموضوع الاكثر من رائع
      وهذا مقال أرسلته الاخت زينب من البحرين حول العمل التطوعي





      العمل التطوعي

      تعريف العمل التطوعي :

      العمل التطوعي هو الجهد الذي يبذله الإنسان من أجل مجتمعه بملئ ارادته ( لتحقيق الأهداف الإنسانية ) دون انتظار أي مقابل ( مادي أو معنوي ) مقابل جهوده .
      التطوع حركة اجتماعية تهدف إلى تأكيد التعاون وإبراز الوجه الإنساني والحضاري للعلاقات الاجتماعية وإبراز أهمية التفاني في البذل والعطاء عن طيب خاطر ( بدون إكراه أو إجبار) .
      قد يكون هذا العمل على مستوى من الجهد الجسدي أو الفكري أو المادي ..لكن السؤال ما يميز العمل التطوعي في أيامنا انه فكري أكثر أم جسدي أم مادي ؟
      إن نشر العمل التطوعي بين المواطنين هو واجب إنساني من خلال التعليم وتدريب المواطنين والمساهمة بالمشاركة باتخاذ القرارات التي تمس حياة المجتمع بشكل ديمقراطي . إن العمل التطوعي هو مؤشر على الجانب الإنساني للمجتمع حيث أنه يعمق التكامل بين الناس ويشجع على التعاون وتنمية روح الجماعة .‏
      (العمل الطوعي فطرة إنسانية ونظرة حضارية ).

      شروط نجاح العمل الطوعي ( الفردية والمؤسسية )
      صفات وشروط فردية:

      o الشجاعة في تحمل المسؤولية .
      o الالتزام بالمبادئ والأهداف.
      o قبول النقد والمحاسبة .
      o التفاني والتضحية.
      o الفخر لدى الأعضاء بالانتماء للمنظمة الطوعية.
      o الصبـر على مواجهة المشكل .
      o التسامح .
      o روح الجماعة ونبذ الفردية والأنانية والوصولية.
      o الاحترام حسب العطاء وحجم التطوع( بغض النظر عن العمر أو المال أو المؤهلات ).
      o توظيف المؤهلات للعمل التطوعي حسب الأهداف.



      شروط مؤسسية:
      o وجود نظام داخلي ولوائح تنظيمية وخطط عمل واضحة.
      o إلمام العضوية بالنظام الداخلي واللوائح .
      o خطة عمل تقوم على الاستراتيجية استناداً على النظام الداخلي .
      o ميزانيـة – والالتزام باللوائح المالية .
      o المشاركة.
      o خطط واضحة للتدريب .
      o الابتعاد عن سلطة المركز واستقلالية الفروع.
      o المحاسبة .
      o عدم الوصاية والهيمنة.
      o الاجتماعات المنتظمة.
      o التقاريـر المنتظمة.
      o التوثيق .
      o (علاقات مؤسسية واضحة) لوائح إدارة العمل التطوعي تختلف عن إدارة الشركات والمؤسسات الحكومية.
      o عدم الزج بالانتماءات ( السياسية أو الدينية أو ...) في العمل التطوعي وتوظيفها لأهداف ومصالح ضيقة .

      مميزات العمل الطوعي:
      o المشاركة لكل ألوان الطيف الاجتماعي والسياسي ...
      o رفض البيروقراطية والتسلسل الهرمي .
      o سهولة المحاسبة.
      o سهولة اتخاذ القرار.
      o المساواة.
      o وسيلة لتحقيق ( السلطة الخامسة) حقوق الإنسان .
      o الشعور بالانتماء.
      o تحقيـق الذات.
      o تفجير الطاقات وتوظيفها .

      أهمية العمل التطوعي :
      تنبع أهمية العمل الطوعي للنفس البشرية من كونه ضرورة لإثبات الذات ومعالجة الأنانية ونفي الكآبة ( التركيز على القيم الإنسانية للفرد وادميته )
      (ثقل الشخصية واغناء الفكر ) اكتساب المهارات وتنمية القدرات
      ( استثمار طاقات الشباب ) والمشاركة في تحديد المشكل والبحث عن حلول والمشاركة في اتخاذ القرارات ( الاعتراف بالآخر وتشجيعه على تحمل المسؤولية )
      أهمية القطاع التطوعي من مرونة وقدرة على الحركة السريعة وبهذا يكون عاملاً مكملاً للعمل الحكومي وداعماً له
      العمل التطوعي ليس مرتبطاً بزمن محدد بقدر ما هو مرتبط بقيمة الخدمة نفسها.
      ( توظيف المؤهلات ) تحويل الطاقات الخاملة إلى طاقات منتجة
      تهيئة المجتمع لمواجهة التحديات والتعامل معها ( مساهمة المجتمع في بناء نفسه ).
      إعطاء الفرصة للمشاركة الطوعية لجميع أفراد المجتمع كل بحسب تخصصه وقدراته وإمكانياته في إطار المتطلبات الإنسانية .
      المتطوع من داخل المجتمع يكون أدرى بأبعاد المشاكل وكيفية التعامل معها.
      تعبئة الطاقات البشرية والمادية وتوجيهها نحو العمل الاجتماعي.
      العمل التطوعي , دليل على التكافل الاجتماعي والإحساس بآلام الآخرين ناهيك عن مساعدة الدولة نفسها في اقتسام المهام معها مما يعزز دور مؤسسات المجتمع المدني ويؤكد على الحاجة لها, فأي دولة مهما كانت غنية وقوية لا تستطيع أن تقوم بجميع مسؤولياتها دون مساندة من الأفراد .
      و يعتبر الشكل الإغاثي من أهم أشكال العمل التطوعي في حال ( الحروب الداخلية أو الخارجية و الكوارث الطبيعية ).

      أسباب فشل وعدم فاعلية الجمعيات التطوعية:
      o عدم تمثيلها لمختلف الشرائح.
      o ضعف الوعي العام بأهمية وفوائد المشاركة .
      o تهميش الشباب ورفض الآخر .
      o ضعف التنسيـق مع المؤسسات الداعمة ( عوائق مادية )
      o عدم التجانس الفكري والاجتماعي للأعضاء.
      o عدم وضوح أهداف المؤسسة وخططها وبرامجها.
      o (الاتجاهات السياسية المختلفة لكل عضو) تجعله يحاول جذب التنظيم نحو الاتجاه السياسي الذي يتبناه.
      o (التجارب الفاشلة) تمنع من الانخراط مجدداً في أي تنظيمات جديدة.
      o غياب الحراك الاجتماعي المشجع.
      o رفض فاعلية أو حضور الأنثى .
      o عدم تحمل المسؤولية أو التفرد بها لمصالح شخصية ضيقة على حساب المصلحة العامة.
      o الأنظمة الاستبدادية القمعية ( دكتاتوريات بمساحيق وبدون مساحيق )
      o التضيق والاعتقالات (بوليس مجنّد , للعرقلة والأضعاف والتصفية .. )
      o المحاربة من خلال ( لقمة العيش أي العمل ... – الطرد من الجامعة... )
      o انشغال الفرد بشؤنه الخاصة.
      o الافتقار للمبادرة .
      o الافتقار ( للأخصائيين ) القادرين على تنمية قدرات المتطوعين .
      o الفقر
      o الدور السلبي للأعلام ( غير مستقل – مجيش – استهلاكي ...)
      o القوانين ( الاستثنائية – عدم تحديثها ... )

      كلمة أخيرة
      العمل التطوعي تعتمد عليه مؤسسات المجتمع المدني كما أنه يساهم في مساندة خدمات بعض الأجهزة الحكومية ذات العلاقة بالخدمة المباشرة للمجتمع ، لكنه ليس بديلاً ولا منافساً للأجهزة الحكومية..
      كما أن الدعوة إليه لا تعني عجز أو تخلي الجهاز الحكومي عن مسؤولياته ولا جزء منها، ولكن الدعوة للعمل التطوعي هي إفساح المجال للمواطن لخدمة مجتمعه واستجابة لدوافعه الخيرية وفطرته الإنسانية، وإشعار له بقيمته الاجتماعية وتجسيد لمواطنته،
      .. كما أن مساهمة المتطوع هي جانب من جوانب التدريب والاستعداد لمواجهة المواقف الصعبة، وتجعله يستشعر حجم وأهمية وقيمة الخدمات التي تقدمها الدولة، فيقدرها ويثمنها ويحث غيره إلى تقديرها والاستفادة منها بالشكل الصحيح، كما أن الشباب يجد في العمل التطوعي متنفساً لتحدياته وطاقته فيستثمرها .
      خاتمة
      ما يحتاج إليه العمل التطوعي : ( نشر الوعي ) التثقيف بأهمية العمل التطوعي بين الأفراد كباراً وصغاراً كي يكون المجتمع كله أكثر وعياً بذاته وأكثر تماسكاً بلحمته وأكثر فخراً بحاضره ومستقبله.


      اسم الكاتب :حسام سليمان رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان - سوريا






      اخي الغالي

      دائماً ابداعك وقلمك المتميز
      لا تعليق بعده


      اشكرك من اعماق القلب
    • دايخة فزمن بايخ كتب:

      تسلـــــمى ايدك يا واضح موضوع مره مفيدة اتمنى الكل استفاد مضوع زي التطوع لازم ينفهم عدل

      تسلــــــم يا اخووويه



      الله يسلمك ويحفظك


      تواجدك وسام لى


      تحياتي