أذكى مقالة كتبت عن الارض

    • أذكى مقالة كتبت عن الارض

      تحتاج المقالة الى ذكاء علمي وتدقيق ومتعه في نفس الوقت اخبروني عن رأيكم بها

      الأرض


      كم هو عجيب ٌ ذلك الصبر الذي تمتلكه، وكم هي غريبة قوة التحمل التي تحبسها في جوفها ، وما يزيد الأمر غرابة الصبر العجيب الغريب ، ولا من يدري لماذا هذا الصبر؟ . كل يوم ٌتظلم ، كل يوم ترفس وتداس بالاقدام ، ولا يمر يوم إلا وينشب من شرفها ، ولا يمر يوم إلا و
      ُتجرح مشاعرها . مسكينة هذه الصابرة مسكينة هذه المتعذبة مسكينة هذه الارض .

      قد يطأ التفكير الغريب العقل وكيف أن هذه الأرض متعذبّة ، وكيف أنها صابرة ، وصابرة على ماذا ؟ ويتبادر أيضا إلى الذهن نوع الظلم الذي ظلمت به ، ورغم أننا نعيش هذا الظلم ، ولكن العقل الإنساني يتجاهل هذه الفكرة بغفلة راحة.
      منذ ملايين السنين وهذه الأرض تخفي ألمها، منذ ملايين السنين وهي تكظم الغيظ ، منذ الملايين والإنسان يرتوي من خيرها ، ويستقي من وافر عطائها يأكل من بصيلات شعرها(الاشجار) ، ويقتات على ساكنها من البهائم(الغنم والماعز) ، و يحرق شعرها ليشعر بالدفء والراحة حين يحس بالبرد (حرق الاشجار)، ويرتوي من ينابيع الماء التي تخرج من جوفها ، وما هذه الينابيع إلا جراحا تنزف دما لتروي قصة الأرض المزمنة.
      لم تكن الأرض على علم بأن ذلك الطفل(الانسان) الذي ترعرع في أرجائها قد ينشأ جيل قاسيا لا يرحم ، ولم تكن تعلم انه سوف يزداد قسوة مع مر الأيام ، ولم تكن على دراية بأن ذلك الطفل الذي ترعرع في أجوائها وسقته من عطفها وضمته إلى صدرها سوف يزداد قسوة إلى أن يبلغ حد النهش الشديد في أحشائها (موارد الارض)، إلى حد الطمع والجشع .

      لم تكن تشكي لأحد ،كانت تفرغ ألآمها في صوت الرياح وزئيرها ،في اهتزازات طفيفة( الزلازل الخفيفة) ، في حمحم نار دافئة تخرج من قممها الشامخة لتغطي ما فعله البشر ( البراكين)، وتتحلى بها وتنسي بها همومها . مع الأيام كبر ذاك الطفل الوديع الذي احتضنته منذ صغره ، ترعاه و تتيح له من جسدها قوتا . كبُر ذلك الطفل وكبر معه عقله وتفكيره( التفكير الانساني) ، وكبر معه طموحه لم يرضى بالقليل تفاءل للأعلى. لم يكتفي لما كانت تعطيه من كرمها لكي يعيش لا بل بدأ يحفر في جيدها باحثا عن الجديد أغواه ما يحمل صدرها من صفاء يتلألأ كأشعة الشمس الصفراء ( الذهب والمعادن )فأخذ يستخرجه وينهب جوفها ، واستخدم ذلك الصفاء لكي يزين به النساء ظنا انه قد ينتقل إليهن ، وهي في صبر تتألم ولكن قلب الأم الشفيف. ثم رأى ما بها من صلابة ،وشكيمة ، وقوة عزيمة أبهرته( الحديد) فطمع فيها فما انفك حتى بدأ ينهش هذه الصلابة ويبني منها الآلات والمعدات التي سوف تساعده الاستنزاف والنهش و صنع منها ما ينشأ الشرارة والحروب بين أفراده ويريق سفك الدماء . وتستمر الأيام و الإنسان لا يزال في حاله تطور وتقدم على حساب هذه الأم الحنون . بدأ ينشر نسله ويعلمه ما تعلمه سابقا وهكذا دواليك. كانت الأرض تختزن ألمها في جوفها خوفا أن تريه أبنائها - البشر- فيتحسروا على ما فعلوه بها ، اختزنت شعورها على شكل سائل حتى تشعر به كيفما تشاء(البترول)، تقلبه كيفما ترغب حتى يتكيف مع شدة وكثرة آلامها ، كان هذا السائل في بادئ الأمر خفيفا ،ولكن مع مر السنين وكثرة الفجائع التي يرد بها الانسان لها جميلها تحول هذا السائل الى سائل اسود قاتم يشتعل من شرارة ( النفط الخام )صغيرة لكثرة ما يحمله من ألم ووجع وحزن الارض . بدأ التفكير البشري يتطور، لم يكن نزيفها يكفي ليروي ظمى الإنسان فأراد أن يصل إلى مصدر هذا النزيف علّه يحصل على الأكثر، و ربما يكون أفضل من المصدر . فأخذ يحفر فيها ويحفر و يحفر ولكنه تفاجأ لما وجده، لم يجد ما يروي به ظمأه، ولكن وجد ما يشبع به جشعه انه السائل الذي كانت الأرض تختزن فيها شعورها من ألم وحزن وغضب وأسف ، انه السائل الذي من كثافة ما يحويه من شعور غاضب ومشاعر متأججة بالغضب يشتعل ويولد نارا تجسد مشاعر هذه الأرض من شرارة طفيفة .
      راح الإنسان يفكر فيما يستغل هذا السائل وكيف يوظفه لما يشيع الراحة في نفسه فاستعمله في تسيير السيارات والطائرات والمصانع وغيرها .
      كان الإنسان على علم بأن هذا السائل يحمل مشاعر الأرض الحزينة،فراح ينشره في السماء(مخلفات الغاز) لينشر مشاعر الارض التي تحمل حزنها بعدما كانت مكتومة وينشرها في السماء ، ويرجع ما صنّعه من سائل مشاعرها إليها بعدما حوله صلبا ولم يستطع التخلص منه ، ولم يعمل هذا الا ليعذبها ويزيد من المها وحزنها. كل هذه الأساليب ولا يزال الإنسان مستمرا يستنزف شعور الأرض المتجسد في هذا السائل، ويثقب جسدها ليعثر عليه فأكثر الثقوب فيها ،وهي في تألم من هذا وسيستمر الإنسان حتى يجرد هذه الحبيبة من الشعور، حتى لا تجد ما تضع فيها أحاسيسها ومشاعرها . و بخداع زائف هم الإنسان يضع مكان ذاك السائل ماءا؛ ظنا منه انه ربما اختزنت الأرض في هذا الماء مشاعرها مثلما اختزنت في ذلك السائل فهاهو يستنزف شعورها الأصلي ويضع مكانه الزيف والنفاق. لم يكن ذلك يكفي ،لم ينتهي التعذيب إلى هذا الحد ،لا بل بدأ الإنسان يلوث سماء الأرض الصافية بالأدخنة الصادرة من السيارات والمصانع ،عكر سمائها، ولوث مزاجها الصافي، فلم يعد هناك مجال للتفكير الرائع السليم ، وفتح للشمس المجال لكي تعذب الأرض( طبقة الاوزون) وتحرقها بعد أن كانت تتدفق عليها بقدر تسّير الأرض به أمورها .ازداد تعذيب الشمس ولفح حرارتها فضربت اشعتها البحر، فبكى بكاءا شديدا( تبخر الماء) متأسفا على حال الأرض مستشعرا بما تعانيه من عذاب، ولكن دموعه لم تلبث حتى تبخرت من شدة حرارة الشمس وتصعّدت إلى السماء تحمل شكوى الأرض( تكثف الماء) ،وما حل بها من سفك ونهب ، ولكن ما من مجيب للشكوى ،ولا من يخفف على الأرض شدتها . فيحل الليل وشكوى الأرض تجوب في السماء وها هم البشر ينظرون إلى شكوى الأرض نظرة تفاءل وفرح ويعتبرونها باشر خير ودليلا على قدوم الخير والنماء . يا صابرة على المعانة يا ام يا حنون حتى شكواكِ يستبشرون بها ،الا تستحي جمعيات الانسان ومبادئها السامية من ِفعل الانسان ،يحمون حقوقه وينتهكون حقوق الغير. وفي حلول الليل يظهر القمر ليواسي الأرض بنوره الوديع ،وينشر نوره على سطحها ، ويرسم البرودة على شكوى الأرض وتضل شكواها حائرة لا تجد من يواسيها ، فترتد خائبة في الفجر الكليم ترجع للأرض كما غادرت فتبكي الأشجار عند الفجر(تكثف الماء علىشكل قطرات ندى)، ويبكي الجماد وكل من شاهد الحدث جامدا يشارك بدموعه على شكل قطرات من الندى .
      يستمر الإنسان في سهوه فيحلق أشجارها و يضعها زينة يزين بها منزله ، وإذا رأى جرحا ينزف من جراحها راح يزيد فيه ويعمقه حتى يشبع من رشف دمائها والتي مع استنزافه تغمرها الملوحة وما هي إلا ملوحة السقم والألم ، ، واذا رأى الجرح قد نضب ادخل آلاته فيها ليستقي من دمائها ويرتوي . واذا لم يجد فيه نزيفا يرويه ذهب يبحث عن جرح آخر، واذا لم يجد اخذ يحفر ويحفر ويحفر فيها......... وتظل صامته تضمد جراحها بنفسها وتستقي كل يوم من شكواها النابعة من البحر وهكذا دواليك .
      وفي لحظات من الغضب والثورة بعد طول صبر ومعاناة تستفيق روح الأرض نشوة عصبية سببتها الأحداث، فتهتزّ غيضا وتهزُ من يعيش عليها ، وتثور ثورتها فتخرج على شكل حمم تحرق بها وتلفح من يؤذيها . وها هو البحر يبرد بعدما بكى ولكن جسد الأرض لا يزال محتفظا بحرارته فتعصف بذلك الريح عصفا شديدا وتتلي ذلك بعصف من السماء لترسل شواظ من برد مبرزة أسفها وغضبها فتسقط الدموع من السماء فتعود هذه الأم الحزين وتبكي فتجري دموعها في مجاري وأودية لغزارتها لتروي مرة أخرى بها أبنائها وتنسى في لحظات ما فعلوه بها ورغم ما حدث فنجدها تضم أبنائها في نهاية حياتهم في حضنها الواسع( القبور) وتسقيهم من رحمتها على ما فعلوه بها ، فما أروعك أيتها الأم العظيمة ما أعظم صبرك وما أعظم حلمك وما

      تم تحرير الموضوع 1 مرة, آخر مرة بواسطة jacozzy: خطا مطبعي ().

    • فعلا ما اروع تلك الام

      تصوير جميل بشكل حسي راقي للعمليات المادية اخي الكريم

      تشكرر على مقاسمتنا متعة التصوير ........سلمت اناملك
      انسان جديد
      قلب قوي
      ونبض صافي
    • القلب القاسي كتب:

      فعلا ما اروع تلك الام

      تصوير جميل بشكل حسي راقي للعمليات المادية اخي الكريم

      تشكرر على مقاسمتنا متعة التصوير ........سلمت اناملك


      تزيني الصفحه وموضوعي بمرورك شكرا ع الوقت اللي قضيتيه في النظر للموضوع وقت الجميع ثمين.