خواطر مع الحياة
تناغمت تلك الأجراس مع حلول فصل الخريف وتناثر رذاذ المطر في أجواء السماء الساطعة الملبدة بالغيوم تجمعت تلك العوائل ، لتقضى أوقات السمر وتتجاذب أطراف الحديث تاركة ورائها ، هموم الحياة وجهد التكلف لكسب الرزق لتعود مفعمة بالنشاط والحيوية ، في تلك الساعة وأبنت العشرين تنظر إلى زرقة السماء وخضرة المرعى وتساقط رذاذ المطر على ثوبها الأبيض ،فتتذكر يوماً كانت فيه طفلة صغيرة لا تكاد تفقه شيء من أمور الحياة وما فيها من منغصات ومكابدات ،ومسؤوليات تتشعب من خلالها الأهداف الكفيلة بتحقيق المستقبل الذي يطمح إليه الجميع حينها بدأت تستشعر وعورة الطريق الذي لا يخلو من أطراف يتنازع الكل فيه لتحقيق المستحيل وغير المستحيل ولو كان على أعناق الغير ، وهناك بدأت التساؤلات لماذا تتباين الأحوال وتتغاير الأطوار ، تغيرت قلوب البشر من قلوب ملؤها الخير ونشر السلام إلى تلك القلوب القاسية فظهرت أنواع من الأفاعي البشرية ، لتحيط بهذا العالم وتغير ملامح الناس, القلب القاسي , كيف كان ولماذا أصبح هذا هو حاله , وإلى أين مآله،والمستقبل المجهول يحيط به من كل جهة ومع ما يحمله المستقبل المجهول من تصورات بحياة ملؤها السعادة والفرح والاستقرار إلا أنه ما يلبث أن يفاجئه بمنغصات الحياة الغير محبوبة ومنها الرحيل ، غياب الأحباب وذهاب الأصحاب وفراق الأعزة ،تلك الرحلة الطويلة في البحر العميق رحلة مهما أوجدت لها الاحتياطات والتأمينات الكفيلة بتسييرها , إلا أن الخطر الكامن خلف أسرار الطبيعة وعالم الغيب وما يقدر فيه للإنسان سيظل كأجراس تعلمنا بما يجب فعله و ناقوس الخطر ظاهر وجلي فالبحر ذو تقلبات خصوصاً عند اشتداد غضب الأمواج الذي يكاد يلامس السماء من قوته وبطشه،هذا في نظر الآخرين ، وأما هو فجمال الطبيعة الخلاب الذي يضيف للحياة جوهرها ورونقها فهو يؤدي دوره،تتحطم أمامه جبال من أساطيل السفن التي تغزو البحر ،و سيظل البحر العميق لغزاً يحتاج إلى كشف أسراره ، والقلب القاسي يزداد صلابة فهو لا يريد أن يهزم ،يريد أن يستمر في هذه الحياة التي وهبت له كغيره من البشر كتب عليه أن يكون قاسياً إلا أن مكمن جوهره الحنان والرحمة والحب والوئام ،وفي ليلة مظلمة أحتاج فيها إلى ضوء خافت ليرتاح من هموم الأفكار التي تتنازعه ورغم القساوة إلا أنه بحاجة إلى ذلك النور فالوحدة وبجانبها الظلمة يشعرانه بالخوف فهو لا يريد أن يكون وحيداً مع أنه محاط بالكثيرين فيشعل شمعة ويظل ينظر إليها وهي تحترق فتترائي أما ناظريه شمعة حزن تحرق نفسها لتضئ للآخرين، فيسألها هل هذا هو دورك في هذه الحياة ثم يتخيل بأنها تحادثه فأول ما قالته : وماذا تظن أيها القلب القاسي غير ذلك أن كان دوري في الحياة أن أحترق لأنير دروب الآخرين فلا تظن بأن هذه نهايتي لا سأعيش ذكرى في قلوبهم ، سيتذكرون تلك الشمعة التي أضاءت لهم يوماً سيتذكرونها وستصاحبها بقايا ذكريات أخرى كثيرة فالشمعة التي رأيت لا تنتهي ستوقد شمعة أخرى وأخرى والحياة مستمرة لا تظن أبداً بأنني سأنتهي قد تنتهي أنت ، وبعد أنطفاء الشمعة لا يوقد شمعة أخرى، وإنما يعتريه حزن شديد فتسقط منه دمعة يرى الدمعة المجروحة وهي تسقط من عينيه فيمسحها بيدهويضمها إلى صدره قائلاً لقد أفتقدتك عزيزتي أين تواريت عني كل تلك السنين فيبكي ويبكى إلا أن بكاءه يصاحبه الشعور والحنين إلى تلك الأيام التي ولت عندما كان يهدى له ورود المحبة تلك الورود التي كانت بمثابة الحب كان يأخذ الورد ويسمع همسه فكم مرة سمع همس الورد للورد كلام الحب ذاك الكلام الذي يغاير كل الكلام الذي سمعه في حياتهتذكر يوماً تكلم فيه بنفسه مع وردة أطلق عليها وردة الحياة لأن تلك الوردة أهديت له في يوم تثاقلت فيه الهموم عليه وحس بأن لا طعم للحياة حتى أيقظت فيه وردة الحياة حب الحياة من جديد يا لها من قصة ..أقبل الصبح وذهب إلى تلال تلك المراعي بعد كل تلك الذكريات الموجعة و الأليمة فإذا بصقر ينقض عليه من السماء فخاف وأراد الهروب ولكن سقط الصقر بقربه وكأنه يناديه عجباً ما قصة هذا الصقر عندما أقترب منه تفاجأ بأن ذلك الصقر كان جريحاً ،قال له : ما الذي أصابك أيها الصقر الجريح
فنطق بأبيات من الشعر ذكر فيها السماء و النجوم والقمر وذكر أشياء أخرى جميلة وبعد ذلك قال أتعلم أيها القلب القاسي ...هكذا هي الحياة كل منا له قصة وكل منا له نص يرويه ليحكي حكايته ..وهنا أترككم مع الذكريات فلنتذكر ما فات ولنعلم بأن هذه الحياة هبة من الله نعيشها كما أراد الله لنا أن نعيشها , شاكرين الله على نعمائه وفضله ولندرك أن الغاية منها الوصول إلى مرضاة الله والهدف الأسمى بلوغ الآخرة والطريق إليها طويل إلا أنه سهل عل من سهله الله له .: فلنجعل منبعنا الأيمان بالله والاعتصام به .......
ورود المحبة
تناغمت تلك الأجراس مع حلول فصل الخريف وتناثر رذاذ المطر في أجواء السماء الساطعة الملبدة بالغيوم تجمعت تلك العوائل ، لتقضى أوقات السمر وتتجاذب أطراف الحديث تاركة ورائها ، هموم الحياة وجهد التكلف لكسب الرزق لتعود مفعمة بالنشاط والحيوية ، في تلك الساعة وأبنت العشرين تنظر إلى زرقة السماء وخضرة المرعى وتساقط رذاذ المطر على ثوبها الأبيض ،فتتذكر يوماً كانت فيه طفلة صغيرة لا تكاد تفقه شيء من أمور الحياة وما فيها من منغصات ومكابدات ،ومسؤوليات تتشعب من خلالها الأهداف الكفيلة بتحقيق المستقبل الذي يطمح إليه الجميع حينها بدأت تستشعر وعورة الطريق الذي لا يخلو من أطراف يتنازع الكل فيه لتحقيق المستحيل وغير المستحيل ولو كان على أعناق الغير ، وهناك بدأت التساؤلات لماذا تتباين الأحوال وتتغاير الأطوار ، تغيرت قلوب البشر من قلوب ملؤها الخير ونشر السلام إلى تلك القلوب القاسية فظهرت أنواع من الأفاعي البشرية ، لتحيط بهذا العالم وتغير ملامح الناس, القلب القاسي , كيف كان ولماذا أصبح هذا هو حاله , وإلى أين مآله،والمستقبل المجهول يحيط به من كل جهة ومع ما يحمله المستقبل المجهول من تصورات بحياة ملؤها السعادة والفرح والاستقرار إلا أنه ما يلبث أن يفاجئه بمنغصات الحياة الغير محبوبة ومنها الرحيل ، غياب الأحباب وذهاب الأصحاب وفراق الأعزة ،تلك الرحلة الطويلة في البحر العميق رحلة مهما أوجدت لها الاحتياطات والتأمينات الكفيلة بتسييرها , إلا أن الخطر الكامن خلف أسرار الطبيعة وعالم الغيب وما يقدر فيه للإنسان سيظل كأجراس تعلمنا بما يجب فعله و ناقوس الخطر ظاهر وجلي فالبحر ذو تقلبات خصوصاً عند اشتداد غضب الأمواج الذي يكاد يلامس السماء من قوته وبطشه،هذا في نظر الآخرين ، وأما هو فجمال الطبيعة الخلاب الذي يضيف للحياة جوهرها ورونقها فهو يؤدي دوره،تتحطم أمامه جبال من أساطيل السفن التي تغزو البحر ،و سيظل البحر العميق لغزاً يحتاج إلى كشف أسراره ، والقلب القاسي يزداد صلابة فهو لا يريد أن يهزم ،يريد أن يستمر في هذه الحياة التي وهبت له كغيره من البشر كتب عليه أن يكون قاسياً إلا أن مكمن جوهره الحنان والرحمة والحب والوئام ،وفي ليلة مظلمة أحتاج فيها إلى ضوء خافت ليرتاح من هموم الأفكار التي تتنازعه ورغم القساوة إلا أنه بحاجة إلى ذلك النور فالوحدة وبجانبها الظلمة يشعرانه بالخوف فهو لا يريد أن يكون وحيداً مع أنه محاط بالكثيرين فيشعل شمعة ويظل ينظر إليها وهي تحترق فتترائي أما ناظريه شمعة حزن تحرق نفسها لتضئ للآخرين، فيسألها هل هذا هو دورك في هذه الحياة ثم يتخيل بأنها تحادثه فأول ما قالته : وماذا تظن أيها القلب القاسي غير ذلك أن كان دوري في الحياة أن أحترق لأنير دروب الآخرين فلا تظن بأن هذه نهايتي لا سأعيش ذكرى في قلوبهم ، سيتذكرون تلك الشمعة التي أضاءت لهم يوماً سيتذكرونها وستصاحبها بقايا ذكريات أخرى كثيرة فالشمعة التي رأيت لا تنتهي ستوقد شمعة أخرى وأخرى والحياة مستمرة لا تظن أبداً بأنني سأنتهي قد تنتهي أنت ، وبعد أنطفاء الشمعة لا يوقد شمعة أخرى، وإنما يعتريه حزن شديد فتسقط منه دمعة يرى الدمعة المجروحة وهي تسقط من عينيه فيمسحها بيدهويضمها إلى صدره قائلاً لقد أفتقدتك عزيزتي أين تواريت عني كل تلك السنين فيبكي ويبكى إلا أن بكاءه يصاحبه الشعور والحنين إلى تلك الأيام التي ولت عندما كان يهدى له ورود المحبة تلك الورود التي كانت بمثابة الحب كان يأخذ الورد ويسمع همسه فكم مرة سمع همس الورد للورد كلام الحب ذاك الكلام الذي يغاير كل الكلام الذي سمعه في حياتهتذكر يوماً تكلم فيه بنفسه مع وردة أطلق عليها وردة الحياة لأن تلك الوردة أهديت له في يوم تثاقلت فيه الهموم عليه وحس بأن لا طعم للحياة حتى أيقظت فيه وردة الحياة حب الحياة من جديد يا لها من قصة ..أقبل الصبح وذهب إلى تلال تلك المراعي بعد كل تلك الذكريات الموجعة و الأليمة فإذا بصقر ينقض عليه من السماء فخاف وأراد الهروب ولكن سقط الصقر بقربه وكأنه يناديه عجباً ما قصة هذا الصقر عندما أقترب منه تفاجأ بأن ذلك الصقر كان جريحاً ،قال له : ما الذي أصابك أيها الصقر الجريح
فنطق بأبيات من الشعر ذكر فيها السماء و النجوم والقمر وذكر أشياء أخرى جميلة وبعد ذلك قال أتعلم أيها القلب القاسي ...هكذا هي الحياة كل منا له قصة وكل منا له نص يرويه ليحكي حكايته ..وهنا أترككم مع الذكريات فلنتذكر ما فات ولنعلم بأن هذه الحياة هبة من الله نعيشها كما أراد الله لنا أن نعيشها , شاكرين الله على نعمائه وفضله ولندرك أن الغاية منها الوصول إلى مرضاة الله والهدف الأسمى بلوغ الآخرة والطريق إليها طويل إلا أنه سهل عل من سهله الله له .: فلنجعل منبعنا الأيمان بالله والاعتصام به .......
ورود المحبة