جربت الحب بس ,,,,,حبك أنت غير

    • الجـــــ السادس عشر ـــــــــــــــــــزء

      نجمة من بين دموعها : أنا ...كنت أبغى أدفن أحزان أمي ...ما أبغى أتذكر..هاالأحزان ولا أشوف شئ يذكرني بدموعها وليالي الأسى اللي عاشتها ...ما دريت ان الحزن والفرح ذكرى نشيلها معنا بقلوبنا طول العمر .....
      في هالوقت سمعوا صوت فيصل وهو ينادي من الخارج : يا محمد ..وين أنتم ...
      راحت غالية بسرعة تدور على عباتها ...ومحمد خرج عند فيصل ...أما نجمة فحاولت تجمع دموعها ...وتهدي نفسها....قفلت صندوق أمها ...ولحظتها حست بوجوده بالغرفة ...رفعت راسها وهي تحاول تبعد نظره عن الصندوق ....
      اندهش فيصل من الألم والحزن اللي على وجهها ....وعيونها المليانة دموع ...هذه دموع جديدة ...وش صار ...وش هالصندوق اللي بيدها ...
      بس الحواجز اللي بناها بينهم ما خلته يقدر يقرب منها ويسالها بشكل حميم ...
      من مكانه بوسط الغرفة قال لها : وش فيك ؟ ليه تبكين ؟
      نجمة : ولا شئ بس تذكرت أمي .
      فيصل : وش هاللي بيدك ؟
      نجمة : هاه ...صندوق أوراق ....ولملمت نفسها ووقفت وهي تقول : أنت شفت بيتنا ...تعال أوريك إياه ....
      وطلعت معاه وهي تقول هذه كانت غرفة أمي الله يرحمها ... وهذه غرفتي ...مشى وراها بدون اهتمام ...باله مشغول بالصندوق اللي كان معاها واعطته لمحمد وغالية وخلتهم يروحون قبلها للبيت ..وعلى أساس هي وإياه يلحقونهم بعدين ...
      بس ما حب يعلق على شئ اللحين !!!!!!!!!!
      نجمة : وين أبوي وأمي وعمتي؟
      فيصل : تركتهم ببيت خالك .... يالله لا نتأخر ....
      قفلت البيت ...ومشت معاه لبيت خالها ....وهناك كانت لحظات وداع حزينة بينها وبين أخوالها ...بس هس ما كانت تبغى تجلس أكثر ...حالتها النفسية ما تسمح لها بالبقاء ..تحس نفسها بتنهار ..تبغى تبعد شوي ..
      وهي تسلم على غالية قالت لها . لا تتركي مهرة لوحدها بها الفترة ...لو كنت أقدر كان جلست أكثر ..
      غالية : يا ريت تجلسين معانا أكثر
      ما ردت عليها نجمة بس ابتسمت لها وراحت لمهرة اللي كانت جالسة بركن الغرفة سرحانة..
      نجمة : مهرة حبيبتي ...في أمان الله وما أوصيك على أمك ونفسك وأخوانك ...لا تستسلمي للحزن واليأس...حطي أملك بربنا وفي المستقبل ...ربنا بيعوضكم كلكم .... محمد ينتظرك كوني معاه ...اللي يقول لك وافقي عليه ...سامعة ...هو سندك بعد الله ...بيشيل معاك حزنك وهمك ..وبينسيك كل اللي فات ....
      ما تدري كيف خرجت من بيت أخوالها ..ما كانت حاسة بأرجولها ...
      وفي الطيارة حرصت أنها تجلس جنب عمتها نورة...تبغى تبعد عنه.. أحاسيسها ما تستحمل أي إثارة ...تشعر بالتعب ينخر عظامها ...حتى نفسها تحسه ثقيل ..كأنها تسحب الهواء من آخر الكون ....
      فيصل وهو متعجب من تصرف نجمة ..ومن الصندوق اللي شايلته بيدها هي صحيح حطته بكيس بس هو عارف انه الصندوق اللي شافه بيدها ببيت أمها ...وش فيه ؟ وليه الحزن هذا كله ؟

      العمة نورة : نجمة أنت لازم أول ما توصلين تروحين للطبيبة أنا شكلك مو عاجبني حاستك تعبانة كثير
      نجمة : هو اللي مر علينا هاليومين يا عمة قليل ؟
      والله اني حاسة صدري ضيق ...طلعت من بيت أخوالي وأنا متضايقة ...خايفة عليهم كلهم
      العمة : هم ما عليهم شر إن شاء ... و لو جلست أسبوع زيادة معاهم ما أظن فيصل بيخالف ...
      نجمة : لا ما بيخالف ...بس ماني قادرة أجلس ...
      العمة وهي تضحك : ايه وأنت تقدرين تفارقين حبيب القلب ...فيصل
      ابتسمت نجمة بوهن ...وفي هاللحظة كان فيصل واقف على رأسهم ...وجات لثواني عيونه بعيونها ...
      فيصل وهو ينحني على كرسي عمته كانه يهرب من عيونها المعاتبة : هاه تبون شئ ؟مرتاحين!!
      العمة وهي تبتسم : ليه عيونك مضيف بالطيارة وأنا ما أدري ؟!! لو نبي شئ شف هالمزايين يتمنون يخدمونا !!
      فيصل وهو يضحك : ايه ..قولي كذا ... بس تراهم ما يخدمون إلا المزايين اللي مثلهم
      العمة : ما أظن فيه أزين مني ومن نجمة !!! وإلا عندك شك ؟!!
      فيصل : لا والله ما عندي شك ابد ...يالله قربنا نوصل ..ورجع لكرسيه اللي وراهم جنب عبد الرحمن
      العمة : نجمة فيه شئ بينكم ؟
      نجمة : ايش تقصدين يا عمة ؟بين مين ؟
      العمة : بينك أنت وفيصل ؟
      نجمة : لا ما فيه شئ
      العمة : ما أحب اتدخل بينكم ...بس أحس أنه بينكم شئ ...أو خليني أقول ..أن بينكم شئ مقطوع ..جفاف ..ما أدري وش أقول لك .. بس أحس اللي بينكم ماهو اللي مفروض يكون بين اثنين شباب توهم متزوجين
      نجمة تناظر عمتها : ......................................
      العمة بعد ما حست ان نجمة ما عندها رد : يا بنتي كل المتزوجين يلاقوا صعوبة في بداية حياتهم لأن كل واحد جاي من بيت وتربية تختلف عن الثاني ...ويمكن كل واحد فيهم وهو يجهز نفسه للزواج ويقفل شنطته اللي بياخذها معه لبيته الجديد ...حط فيها كل معاناته وألامه السابقة للي عاشها في بيت أهله ..كل الأخطاء والتجارب السيئة ... أخذها معاه واول شئ يبدأ يعرضها ويستعرضها في حياته الجديدة هي هذه الأخطاء ......
      أنا ما أتكلم عنك انت وفيصل بالذات أنا أتكلم عن الجميع...
      أخطاء الماضي وتجاربه ...لازم نحطها في مكانها الصحيح من الذاكرة بس علشان نستفيد منها ...ونتجنب أن نقع فيها أو في مثلها....
      نجمة وهي تبتسم لعمتها :تطمني يا عمة أحنا بخير ...بس يمكن تعبانين شوي ..تعرفين الإرهاق بعد عرس نوف وفهد ..وبعدين هاعزاء ...بس تطمني
      العمة : الله يهديكم وبس
      أسندت راسها على شباك الطيارة اللي جنبها بعد ما وضعت المخدة الصغيرة تحته وأغمضت عينيها ....
      كان فيصل يشوفها وهو جالس وراها ....بس يمكن ما هو حاس بها لأنه كان مستغرب ..ومو فاهم سر تغيرها عليه....
      وصلوا المطار وكان في استقبالهم خالد ومشاري ونواف اللي كان جاي بسيارة فيصل...
      توزعوا بالسيارات ...سمعته وهو يقول : نجمة تعالي معي
      تلفتت حولها كانت تتمنى أحد ينقذها من الجلوس بجانبه ....وكأن ربي علم بحالها
      جاء مشاري وحط يده على كتفها وهو يقول لفيصل : لا والله ما أخليك تفوز بهالحلوة ...وتخلي معي الشيبان ...خذ أبوك وعمك وعماتك هههههههههههه
      فيصل بملل : ونواف مع مين بيركب
      مشاري : يروح مع خالد ؟ المهم أنا ابغى نجمة معي ...ولحالنا ... يا أخي أختي ...ودي أجلس معاها بروحنا شوي ...
      تركهم فيصل وراح ...وفعلا راحت هي مع مشاري ...
      في سيارة مشاري ...
      مشاري : كيف حالك يا نجمة وكيف أخوالك ...عظم الله أجركم .
      نجمة : الله يجزاك الجنة ...الحمد لله كلنا بخير
      مشاري : سامحيني ..
      نجمة : على أيش اسامحك ؟
      مشاري : أني أخذتك من زوجك ..ما خليتك تروحين معاه !!
      نجمة : لا عادي ..ما فيها شئ أنا مشتاقة لقعدتك وسواليفك ...بس وش عندك ..وش السالفة ؟!!
      مشاري : ابد بس بغيتك تساعديني بشئ !!
      نجمة : خير وش هو ؟
      مشاري :أبغى اسافر انا وصديق لي لنيوزلنده ..دورة لغة لمدة شهرين
      نجمة : يعني أنت ما تقدر تاخذ الدورة هنا ...أحسن لك
      مشاري : هناك بتكون معايشة 24 ساعة للغة ..وبعدين المكان اللي بنروحه محترم ..وفيه طلاب زملاء لنا راحوا واستفادوا كثير من هذه المعايشة .....وبعدين اللي وده يغلط بيغلط في أي مكان ...مو شرط يسافر ...
      نجمة : والله ما أدري وش اقول لك ...بس أنت تآمر أمر يالغالي
      مشاري : تسلمين ما يامر عليك ظالم ..اسمعي ..بكرة تجين عندنا ..وأفتح أنا الموضوع وأنت تأيديني فيه
      نجمة وهي تضحك : هذه مؤامرة ..بس أنا وش أستفيد ...لازم أطلع بشئ !!!
      مشاري وهو يوقف قدام محل عصيرات : أحلى عصير كوكتيل لعيون أحلى أخت ...ونزل بسرعة قبل ما تكلمه ...وراح جاب كاسين عصير
      مشاري وهو يعطيها العصير : تفضلي ..عصير فرش باررررررررد
      نجمة : تبي تضحك علي بكاسة عصير ... ما حزرت يا شاطر ...ابي شئ ثاني لو وافق أبوي على السفرة
      مشاري : أمرك أنت بس تدللي
      وصلوا للبيت ..نزلت نجمة ..ودخلت للبيت وكانوا الباقين قد سبقوهم ....ومتجمعين عند الجدة بالصالة
      على طول نجمة لحضن جدتها .....
      الجدة : هلا بالغالية ..وينك يمة ..كيف حالك عظم الله أجرك بخالك وولده
      نجمة : جزاك الله خير يمه ..اشتقت لك كثير ..كيف حالك أنت ..وش أخبارك
      سارة من وراها وهي تضربها على ظهرها : اشتقت لك يا لشينة ...
      التفتت لها نجمة ..ووقفت وحضنتها بحب ...يا عمري ..وانا اشتقت لك يالحلوة
      كان فيصل يتابع هذا اللقاء الحار بين نجمة وجدته وأخته ...يعني الكل يشتاق لها ويحبها والكل تشتاق له !!
      وش فيها يخلي الكل يفتقدها لها الدرجة ؟!! وليه مشاعرها هذه لهم بس ؟
      سمع الكل صوت نواف وهو نازل من الدرج .......
      نواف : يا ولد ...الشيخ نواف نازل ....ولما وصل عندهم ..كانت نجمة ردت لثمتها على وجهها
      نواف : السلام عليكم ...وحب راس ابوه وعمه وعماته ....وأخوه فيصل ...
      والتفت على نجمة وهو يقول: نجمة عظم الله أجرك يا بنت عمي ..كيف أخوالك ؟
      نجمة : جزاك الله خير ...الحمد لله كلهم بخير ..جعلك ربي بخير
      نوف : والله افتقدنا حسك بالبيت ..أنت وزوجك الدب ...بس بصراحة أنت أكثر هههههههه
      سارة : مو لله مفتقدها !!
      نواف : ايه والله للأطباق اللذيذة والحلويات الشهية ...ثلاثة أيام يا بنت الحلال ما غير أحنا والجبنة والأندومي ذبحتنا سوير
      سارة : نووووووووووواف ..طيب أشوف مين اللي يسويلك شئ بعد كذا
      أبو فيصل : كله إلا سارة الغالية ...
      قامت نجمة وهي تقول أنا طالعة فوق عن أذنكم ...
      أبو فيصل : يالله يا سارة شوفي الشغالات يحطون الغدا...
      بعد ما طلعت نجمة فوق مسكت صندوق امها...وفتحت الغطاء وناظرت محتوايات الصندوق ....
      كل اللي كان بالصندوق منديل حريري ..ودفتر صغيروقلم نسائي... وشوية كروت ورسايل ...
      أسورة ذهب ...قارورة عطرصغيرة...عطر أمها المفضل كان دهن مخلط يجيبه ابوها ... وقطعة حرير أسود ملفوف فيها جديلة شعر طويلة...ما قدرت تلمسها كانت بآخر الصندوق.. قفلت الصندوق وحطته بالدرج ...
      وبدلت ملابسها ..نزلت تساعد سارة بالمطبخ..
      نجمة : سارة إلا ما قلتي لي وش أخبار العرسان ...والله أني اشتقت لهم
      سارة : يووووووووووووه خليهم هذولا بعالم ثاني ...ما كلمونا إلامرة يوم وصلوا ...وأمس كلمتني نوف خمس دقائق ...
      نجمة : الله يعنيهم ..ما دامهم مبسوطين ..هذا هو المهم ...بس عساك ما قلتي لهم شئ
      سارة : لا ..ما قلت لهم سألت عنك قلت لها أنك مشغولة ..
      نجمة : اليوم إن شاء الله اكلمهم ..واتطمن عليهم
      في الصالة عند فيصل كانت عمته جالسة بجنبه : فيصل ممكن أطلب منك طلب ؟!!
      فيصل متعجب : أنت تآمرين أمر يا عمة مو تطلبين.. أفا بس وانا فيصل
      العمة : تسلم والله ..بس هذا الطلب مو علشاني ..
      فيصل : آمري يا عمة
      العمة : ودي تنتبه هاليومين لنجمة ...حاستها تعبانة ..ومتضايقة ..راعيها شوي ...وودي لو تاخذها للطبيب حاسة أنها مريضة وإلا فيها شئ !!
      فيصل متعجب : هي اشتكت لك من شئ ؟!!
      العمة : لا والله ..ما اشتكت من شئ ..بس أنا حاسة أنها متغيرة ...أنت ما لاحظت ؟
      فيصل وهو يغالط نفسه : لا ما لاحظت ...بس يمكن من حزنها على خالها وولده
      العمة : وإن كان....أنت لازم تراعيها شوي
      فيصل منهي الكلام : إن شاء الله عمتي
    • الجـــــ 17ــــــــــــــــــزء

      وفي الليل ...وفي فندق يطل على أجمل منظر في مدينة كوالالمبور..( بس أنا متأكدة أنه أي أثنين في مثل حالة نوف وفهد بيكون أي مكان في عيونهم جنة الله في الأرض لأنهم بيشوفونه بقلوبهم اللي مليانة حب ...علشان كذا بأترك لخيالكم المدين اللي كل واحد منكم يحبها...
      وفي شرفة إحدى الغرف كان العرسان يقضون أجمل لحظات عمرهم ...
      فهد : الله جو يهبل ...بس تدرين ناقص شئ واحد..
      نوف وهي تبتسم : ايش ناقص ...
      فهد وهو يضحك ويغمز لها : دلة قهوة عربي ..والله أني مشتهي فنجان قهوة من قهوة بيتنا هههههه
      نوف : أما أنا بصراحة أتمنى لو كان فيصل ونجمة معانا
      فهد : قولي والله أنت بس...تبين الرحلة تخرب ههههههههه
      نوف وهي مكشرة : ليه تقول كذا حرام عليك
      فهد : عاد أنت أخبر بأخوك فيصل ...اكيد بخليها رحلة رسمية ...بمواعيد وقلم ومسطرة
      أخذت نوف تتلفت تدور شئ تحذه على فهد اللي كان يضحك
      في هالوقت جاهم اتصال من ....
      نجمة :السلام عليكم .. كيف حال العرسان الحلوين ....اشتقنا لكم
      فهد وهو يضحك : هلا وغلا بالنجمة الغالية ...بس احنا ما اشتقنا ....
      يوم سمعت نوف اسم نجمة جات تركض وتبي تاخذ الجوال تكلم نجمة ...
      فهد وهو يبعد عنها ويضحك : نوف بخير بس هي موفاضية تكلم أحد
      نوف بصوت عالي : فهددددددد عن البياخة ...هات أكلم ...وتعلي صوتها ...نجمة قولي له...
      وأخذت منه الجوال وهي تناظره بنظرة توعد ..: هلا نجمة حبيبتي ...كيفك وش أخبارك ..يا أني مشتاقة لك
      نجمة وهي تضحك : باين ..كيفك انت حبيبتي ...وكيف رحلتكم ؟
      نوف : روعة تجنن ...ريتكم معانا كلكم
      فهد : لالالا...لا تقولي كذا يجون كلهم بعدين ...لا ما نبيكم
      نوف تبعد عنه وتكمل : والله يا نجمة طول النهار من مكان لمكان ...وأحياناً نروح المكان مرتين وكل مرة نشوفه شكل جديد ....
      نجمة : الله يهنيكم ..ويسعدكم وانتبهو لنفسكم ..الكل يسلم عليكم
      نوف : وين الباقين عنك ..ما أسمع حولك أحد
      نجمة : عمتي وسارة راحو السوق ..وأبوي وعمي معزومين وفيصل بالمكتب وامي توها راحت البيت ..وأنا مروقة لوحدي وسلامتك
      نوف : يالله حبيبتي سلمي على الكل ...توصون على شئ
      نجمة : الله يسلمك ...سلامتك حبيبتي ترجعون بالسلامة
      قفلت الجوال ...وتراخت على الكنبة ومددت جسمها المتعب وهي تمسك بيدها دفتر صغير ...
      وتنظر له نظرة حب ..وشوق ...خوف ..ورهبة ..
      كانت يدها ترتجف وهي تمرر يدها على غلافه المخملي ...
      تفتح أول صفحاته .....مكتوب فيها بخط أنيق وجميل ..

      هل كنت أملك إلا أن أحبك
      يا من تفتح برعم قلبي على قطرات حبك
      يامن رويت حياتي بندى من روحك
      أنت قدري
      وهل كنت أملك إلا أن أحبك

      قرأت هذه الكلمات ....هي تعرفها ..سبق أن قرأتها
      لم تكن تحس بمثل هذه المشاعر عندما كانت تقرأها
      لماذا الآن تشعر بشئ مختلف وهي تقرأ نفس الكلمات
      كنت أشعر بالغضب والتمرد لما كنت أقرأ الكلمات ...والآن أشعر بالأختناق والضعف ...
      يا ما كنت ألوم أمي ...والآن أبحث لنفسي عن الأعذار
      مسكت القلم ..وبيد مرتجفة كتبت بذيل نفس الصفحة ....

      أنت قدري
      وهل أملك إلا أن أحبك

      وكأنها تعترف لنفسها لأول مرة بأنها حقيقة تحب زوجها ......
      ليس ما كانت تدعيه من ان ما بينهما مجرد ..ود وعشرة ولن تصل هي وإياه للحب
      بس الآن تأكدت أنها وصلت للحب ...الذي كانت تخشاه....
      اسندت رأسها المتعب على طرف الكنبة وأغمضت عينيها بوهن ......حاضنة دفتر خواطر أمها
      وكأن قلبها استكان وهدأ لقرب هذه الذكرى من روح أمها المحبة ...
      كأن قلبها وجد من يفهم أنينه الصامت ...ويبادله أنين محبوس من سنين في صفحات الدفتر
      شعرت براحة ...وغفت ......
      دخل فيصل الصالة في قسمهم ...النور الخافت لم يجعله يلاحظ وجودها على الكنبة ....
      بس الصالة باردة ...ذهب للغرفة ..لم يكن أحد فيها ...ولما رجع للصالة شافها نايمة ..مثل الطفل اللي نايم بركن وهو خايف ...لافة نفسها وحاضنة دفترها على صدرها بين يدينها ...
      وقف فيصل قدامها ويناظرها برحمة ...رحم شكلها الحزين والمتعب ..كان على جبينها تقطيبة ..وقافلة فمها بقوة بانت من خلال التجاعيد حوله...
      ناداها بصوت خافت ..نجمة قومي نامي على السرير ...ما ردت عليه ...
      عرف أنها نايمة وبعمق ...
      بكرة اوديها للمستشفى فعلا شكلها تعبان ...وجهها أصفر وباين الضعف عليها ...
      راح للغرفة وجاب لحاف غطاها به ...
      أول ما حست بدفء الغطاء لانت ملامحها وفردت نفسها ..وأدارت جسمها للناحية الثانية ...
      تساقطت خصلات شعرها وراءها أمام فيصل .....
      كان بعده واقف أمامها ...يتأمل فيها ...كانت عيونه على الدفتر اللي سقط تحتها وهي تنقلب ..استغرب منه أول مرة يشوفه معها....التفت ومش كم خطوة ...
      وقف لما سمع تنهيدة منها ...رجع لقيها مثل ماهي نايمة ....بس هالمرة ما قدر يقاوم انه
      ينحنى على ركبته وبأطراف أصابعه جمع خصلات شعرها المتناثرة ورتبها وراء ظهرها ...كان يشعر بأحساس غريب ..وده يحضنها...يمسح دموعها ويخفف ألمها ...
      بس هو ما يعرف كيف يكسر الحاجز اللي مبني بينهم ...شخصيته ..ظروف حياته ...تربيته ...كل شئ فيه يمنعه يسوي اللي يتمناه معاها ....
      وبسرعة فك خصلات شعرها من بين أصابعه...وعدل اللحاف عليها وابتعد بسرعة عنها .....
      في الفجر صحيت نجمة ...وهي أكثر راحة ..اسنغربت اللحاف اللي عليها ...
      قامت ...حست أن رأسها ثقيل ..بس قالت يمكن من نومة الكنبة ...
      شافته نايم في السرير بثوبة ...وكتاب مرمي على الأرض عرفت أنه نام متاخر ...
      قربت منه وبصوت هاديء : فيصل ...فيصل ...صلاة قم لصلاة الفجر يالله
      فتح عيونه ...كانت وافقة قدامه تبتسم : صباح الخير ...يالله علشان تلحق على الصلاة
      بعد ما صلوا رجع فيصل علشان يرتاح ...كانت هي واقفة تجمع شرشف الصلاة وسجادتها ...
      نجمة : شكلي أمس نمت ما حسيت بنفسي ...متى رجعت ؟
      فيصل بنعاس : الساعة عشرة
      نجمة :عسى بس تعشيت ؟
      فيصل : ايه تعشيت مع عمتي وسارة يوم رجعوا من السوق
      نجمة : طيب أنا نازلة اشوف جدتي تبغى شئ
      فيصل : لا أنا بأنام وصحيني الساعة تسعة علشان نروح المستشفى
      نجمة بخوف : ليه ؟
      فيصل : شكلك تعبان ...بأوديك للمستشفى ...تشوفك الدكتورة
      نجمة وكأنها أرتاحت : لا ما يحتاج أنا بخير
      فيصل وبدون ما يناقشها : على كيفك ...اجل لو تأخرت صحيني الساعة تسع ونص
      نجمة وهي متعجبه منه : طيب ...وطلعت عنه
      بعد ثلاثة أسابيع وفي بيت أبو فيصل كانوا كلهم مجتمعين ينتظرون وصول العرسان ....
      أم سلمان : كأنهم تأخروا ...
      أبو سلمان وهو يضحك : لا ما تأخروا ...تراك اقلقتينا
      الجدة : مين راح يجيبهم من المطار
      نجمة :خالد يا جدة
      شوي ووصلوا العرسان ....الكل رحب فيهم ...وتلقوهم بالأحضان..
      كانت الفرحة تضئ وجوه العرسان ... بضياء زادهم جمال
      نجمة : ما شاء الله يا نوف ...وجهك مثل القمر ..
      فهد وهو يضحك : ايه هذا تأثيري عليها ....
      نوف وهي تضربه على يده : قم بس قم
      نجمة وهي تضحك منهم : وحتى أنت يا فهد...ما شاء وجهك مثل البدر يضوي
      نوف :شفت عاد حتى أنا تأثيري عليك بعد قوي
      نجمة بفرحة : الله يسعدكم
      أقول فهد : رح أنت وفيصل المجلس خل سارة تنزل معنا ....
      وطلعوا ...ونزلت سارة وهي طايرة من الفرحة وتحضن أختها اللي أول مرة تفارقها ..
      سارة : يالظالمة 25 يوم ...ما أشتقتي لنا ..و إلا من لقي أحبابه نسي أهله
      نوف : والله أني اشتقت لكم كلكم ...بس تصدقين عاد كانت رحلة تهبل ....
      بعدين أوريكم الصور ...والأفلام ....شئ والله
      أم سلمان بسعادة : الله يكمل فرحتي برجعة مشاري على خير
      نوف : هو متى بيرجع مشاري ؟ كم باقي له ؟
      نجمة : بعد شهر إن شاء الله ....مر عليه شهر وباقي له شهر
      نوف : الله يرده سالم غانم
      الجدة بضعف : والله ما كان له لازم سفرته لوحده لبلاد المشركين
      نجمة : هو سافر يا جدة يدرس هناك ...وكلها شهرين ويرجع بالسلامة

      كملوا السهرة مع بعض ..وآخر الليل كلا راح لبيته ...
      كان تعب نجمة واضح ...وحالة الضعف باينة عليها ...وزيادة عصبيتها خاصة مع فيصل مأثرة على علاقتهم ما عادت تطيق منه كلمه ...وهذا خلاه هو كمان يبتعد عنها أكثر ما بينهم غير الكلام الرسمي ..
      فهد لنوف وهم بالسيارة : لاحظتي أن جدتي تعبانة ..وكان مالها حيل
      نوف : ايه لا حظت ...والله أني حسيتها كبرت بالحيل
      فهد : حتى نجمة ما لاحظتي أنها ضعفانة ...وذابلة
      نوف : حتى هي ...يمكن ضغط البيت والأهتمام بجدتي ...أنا اعرف سارة ما تعرف تباري الكبار همها من نفسها بس ....الله يهديها بس
      اليوم الثاني في الصباح كانت نجمة مع سارة بالصالة ...
      نجمة : سارة ودي أشاورك بشئ
      سارة : خير وش عندك ؟
      نجمة : يالله من أولها من غير نفس ..ما علي منك اسمعي
      عمتي نورة امس كلمتني ...وهي ودها تخطبك من عمي لعبد الرحمن ...وش رأيك
      سارة بضيق : يا ربي ما نتهينا من هالموضوع !!كم مرة أقول لالالالالالالا ما ابي
      نجمة : انت ما تبين الزواج عامة وإلا عبد الرحمن خاصة ؟
      سارة : اسمعي أنا ما أبي الزواج عامة ...وما أبي عبد الرحمن خاصة
      نجمة وهي تهز راسها : ما فهمت عليك ؟
      سارة : أنا ماني مستعدة للزواج اللحين ...خلوني استمتع بحياتي أول ..ولو نويت اتزوج ما ابي
      عبد الرحمن ...مو لأنه فيه شئ بس أنا ما ابي واحد من الأقارب ...ودي نغير شوي ..يا أختي ملل هههههه
      نجمة وهي تطالعها : بايخة ما تضحكين ...اجل أنا بأقول لعمتي ..لأنها بصراحة ناوية تخطب له وحدة ثانية لو رفضتي
      سارة وهي تضحك : ما شاء الله ما أسرع ...مجهزين بديلة !!
      نجمة بتحدي : مو أي بديلة ...هذي غالية بنت خالي ...عمتي عجبتها وتقول اذا ما وافقتي بتخطبها
      سارة بهدوء : الله يوفقهم ...قولي لعمتي أني اتمنى لهم التوفيق ... إلا وش أخبار أخوالك ؟!!
      نجمة وحزن يظهر على وجهها : بعد يومين بيتزوج محمد ومهرة وبيسافرون ...الحمد لله أوضاعهم استقرت ..
      سارة ك بتروحين لهم أجل ؟
      نجمة : والله ما أدري جدتي تعبانة ...وما ودي أتركها ..وفيصل ما قلت له !! أنا محتارة خاصة أن عمتي ودها تروح تخطب بهاليومين قبل ما يسافر محمد
      سارة : إلا مضبطات أموركم أنت وعمتي ..هههههههه...وجدتي أنا موجودة ما عليك بأهتم فيها وإلا ماني كفو يعني
      اتصلت نجمة على عمتها ...وبلغتها رد سارة ...
      العمة : أجل بأروح اخطب غالية لعبدالرحمن ...بأتصل فيهم أول وإن وافقوا ...بأروح أنا وعبد الرحمن ..
      وأنت لازم تكونين معاي ..وبالمرة تحضرين زواج محمد ..خالتك اتصلت تعزمني
      نجمة : والله ما أدري يا عمة ...اشوف فيصل وأرد لك
      العمة : لا أنا اللي بأكلم فيصل ما عليك منه
      نجمة : طيب يا عمة ...على خير
      وفي الليل وبعد ما نام الكل ...كانت جالسة هي وياه بالصالة هو كالعادة يتابع التلفزيون وهي بيدها الدفتر القديم ......
      فتحت صفحة مكتوب فيها ....
      كم اشتاق لك
      يا من أبعدتك الأقدار عن عيني
      اشتاق لكلماتك الدافئة تنسكب في روحي
      اشتاق لأنفاسك تعطر كياني
      اشتاق ليديك تدفئ وجاني
      كم سأحتمل بعدك عني
      ولكن سأتصبر بحبك الذي يملأ حياتي

      رفعت عيونها لفيصل المشغول .....
      مسكت القلم كتبت بنفس الصفحة ...

      كم اشتاق إليك ...وأنت أمام ناظري
      اشتاق لك وعينيك بعيني
      اشتاق لك وأنا بين يديك
      اشتاق لك ...وأعلم أن جفاءك قاتلي

      خرجت تنهيدة من صدرها غصب عنها ...
      وقفلت دفترها وقامت بتروح تنام ...
      أنتبه لها فيصل وقال : بتروحين تنامين ؟!!
      نجمة : تبغى شئ؟
      فيصل : ايه نسيت عمتي كلمتني اليوم !!
      نجمة : ايه
      فيصل : يعني تبين تروحين معاها لبيت خالك !!
      نجمة : ما أدري على كيفك؟
      فيصل متعجب من برودها : انت اللي تبين تروحين مو أنا ؟ ويوم أنك تبين تروحين كان قلتي لي مو عمتي تقول لي
      نجمة بملل : أنا ما قلت لها تقول لك هي لما سألتني بتجين قلت لها بأشاور فيصل ...قالت لي أنا بأكلمه
      واذا ما تبيني أروح ما فيه داعي تسوي مشكلة ...أنا ما أبي
      فيصل : أنت ما تبين تحضرين زواج عيال خالك ؟
      نجمة : مو مهم ...الله يوفقهم
      فيصل : يعني ما عزموك ...خالك و محمد اتصلوا وعزموني أنا وابوي وعمي
      نجمة : فيصل الله يخليك ...راسي مصدع ...قرر وش تبي واللي تبغاه أنا موافقة عليه
      فيصل بعصبية : روحي نامي أحسن
      قامت نجمة من على الكنبة بعصبية وما أمداها تمشي خطوة واحدة إلا وهي تنهار من طولها قدام فيصل ...
      اللي قفز وهو يحاول يوصل لها قبل ما تصطدم راسها بالأرض ....
      بس ما لحق ...كانت ممدة على الأرض فاقدة لوعيها ....
    • الجــــــ الثامن عشر ـــــــــــــــــــــــــــــزء
      حاول فيصل يصحيها ...رش عليها شوية ماء ...وبخ عطر .....بعد ثواني فتحت عيونها ....
      لقيت نفسها بين يدينه ...وشافت نظرة خوف بعيونه ...
      بس هي كانت مصدعة راسها ثقيل ...مو قادرة ترفعه ...
      ساعدها فيصل لين وصلت لسريرها ...
      فيصل : بأنادي سارة علشان تساعدك تلبسين بنروح المستشفى
      نجمة : ما يحتاج
      فيصل وبعصبية : كيف يعني ما يحتاج ؟ أنت مو شايفة نفسك مو قادرة توقفين ؟
      نجمة : بكرة في الصباح نروح ...اللحين الوقت متأخر
      فيصل : لا بعد بدري الساعة 11 ..
      نجمة : أنا اللحين أحسن ...لما أنام اصير أحسن وبكرة نروح للمستشفى
      في الصباح حست بدوار شديد وهي تقوم ...لاحظها فيصل اللي سبقها في القومة
      فيصل : تجهزي وأنا استناك تحت بالسيارة
      تساندت على الجدار وقامت لبست ...وطلعت معاه ...
      مرت على غرفة سارة ...ولما حستها صاحية دخلت عندها ....
      نجمة : سارة بأطلع أنا وفيصل شوي
      سارة متعجبة : ليه ..وين بتروحون ؟
      نجمة وهي تحاول تطمنها : ابد ضايق صدري وبنطلع بالسيارة شوي
      سارة : زين الحمد لله ....تو ما أشرقت الشمس عندكم
      تركتها نجمة وما ردت عليها ...لأنها كانت تعبانة ...
      وفي المستشفى ..طلبت منهم الطبيبة يسوون تحاليل ...
      وبعد أنتظار ساعة جاتهم نتيجة التحاليل ...
      الطبيبة وهي ترفع راسها من على الأوراق وتناظر نجمة بأ بتسامة : مبروك يا مدام ...أنت حامل
      أول رد فعل كان لنجمة أنها رفعت راسها وابتسامة ضعيفة على وجهها تبي تشوف أثر الكلمة على فيصل ....بس الجمود اللي على وجهه قتل الإبتسامة ....
      ما شافت في وجهه فرح ...ولا أثر للخبر اللي سمعوه قبل شوي ....
      هي اللي كانت شاكة بالخبر ...فرحت ...قلبها رقص من الفرح ..بعد ما تأكدت من الحمل
      مع أنها كانت تعبانة ..بس فرحت وكان ودها تشوف فرحة بعيونه...
      كانت الطبيبة تتكلم ...هي ما هي معاها وما سمعت شئ مما قالته ...كانت عيونها عليه ...وعقلها يحاول يفهم هالإنسان اللي قدامها ...انتبهت عليه وهو يكلم الطبيبة ...مبتسم
      فيصل بعد ما سمع الطبيبة تأكد عليها بالراحة التامة : ممكن اسأل اذا كان ممكن تسافر زوجتي بالطيارة خلال هاليومين ؟
      ما أنتبهت لرد الطبيبة ...وقامت ...
      استغربت الطبيبة ...وحتى فيصل حس بإحراج ...
      الطبيبة : هذا كرت فيه مواعيد المراجعة الدورية ...أتمنى تنتظموا ...لأن المدام تحتاج متابعة دقيقة
      ولا تنسى يا أستاذ الراحة والتغذية ..
      كانت هي وصلت للباب ...أخذ الكرت ولحقها ...
      في السيارة بعد ما أخذ فيصل الأدوية ....حط الكيس جنبها وحرك السيارة
      التفت عليها وهو يقول : ليه قمتي والدكتورة تتكلم
      نجمة : كنت مخنوقة ..ابي اتنفس ...ريحة الغرفة مقرفة ؟
      فيصل وهو متعجب منها : أنت أصلا ما سمعتي وش كانت تقول ؟
      نجمة : وأنت يهمك أسمع وإلا ما أسمع ؟ أنت أصلا يهمك شئ بها الدنيا !!
      فيصل بحدة : وش قصدك ؟
      نجمة : ............
      فيصل :مكن أفهم وش فيك اللحين ؟
      نجمة : أنا اللي أبغى افهم ليه تضايقت يوم قالت الطبيبة أني حامل ؟
      فيصل وهو يوقف السيارة جنب الشارع : ومين قال لك أني تضايقت ؟
      نجمة :ليتك شفت وجهك ؟ تقل أحد كاب عليك ماء بارد !!
      فيصل :لا والله ما انتي صاحية ؟ أنا الخبر كنت متوقعة ...أحنا متزوجين من خمسة أشهر ...وحالتك الفترة اللي مرت تبين أنك حامل ...علشان كذا الموضوع كان عادي بالنسبة لي !!
      نجمة : لا والله حتى لو هو عادي ...ابتسامة على القليل قدام الطبيبة الحلوة ....على علشان تعرف أنك جنتل يا استاذ !!
      فيصل وهو يحرك السيارة بقوة بعد ما ضرب الدريكسون بيده : صحيح أنكن حريم مكفرات العشير ..
      نجمة وهي دارية أنها تستفزه : خير ...وش مكلف على عمرك فيه ...وانا كفرت به ؟!!
      ليكون ما تنام الليل من همي ؟
      فيصل بحدة : نجمة ممكن تسكتين ؟
      نجمة بقهر : عادي أصلا أنا ساكتة وبأظل ساكته طول عمري ! وليتك تسكت أنت بعد لأني مصدعة
      بعد دقايق ...كان فيصل فيها يراجع نفسه ...
      وبصوت هادئ قال لها : ممكن أعرف ليه اللحين أنت زعلانة ؟
      بصوت مخنوق : وليه أزعل بالعكس أنا فرحانة اذا كان خبر الحمل ضايقك فهذا شئ يعنيك لوحدك !!
      فيصل : استغفر الله يا ربي ..يا بنت الحلال والله ما تضايقت ...يعني كنتي تبيني أرقص قدام الدكتورة وإلا أسوي مثل المسلسلات اللي خربت عقولكم ...وأناقز من الفرحة ...
      نجمة وهي بداخلها ما تدري ليه ودها تنرفزه ..وتخليه يعصب ..:محشوم ما يصير الشيخ فيصل يبتسم ...ولمين ...لزوجته ..ولية ؟ علشان بيجيهم طفل ؟
      بس يوم يتكلم أو يطالع أي أحد ثاني تلاقي الإبتسامة وش عرضها بوجهه ؟
      فيصل : مين تقصدين ؟ عسى إن شاء الله قصدك الطبيبة ؟
      نجمة ناظرته بحدة وما ردت عليه ......دارت وجهها عنه للجهة الثانية ؟
      فيصل ...بدأ يستغفر ربه بصوت واطي ...وبعد شوي ضحك ...كانوا وصلوا للبيت وهو يضحك ..
      أول ما وقف بالسيارة ...فتحت الباب ..ونزلت ...وضحكته توصل لها ...كان يردد ...بندخل الدوامة
      سمعته يقول لها بصوت واضح : ما أبي أسمع هالسخافات مرة ثانية ...ولاتفكرين أني مستعد أدللك علشان أي شئ ...فاهمة ..
      ما ردت عليه ...دخلت للبيت لقيت ...أمها وسارة خارجات من المطبخ ...
      أول ما شافوها ...هلا والله وغلا
      أم سلمان : هاه يمه كيف حالك ؟
      نجمة :الحمد لله ...وين أبوي معك ؟
      أم سلمان : ايه هو وعمك عند جدتك ...
      دخل فيصل ...السلام عليكم ...ومد يده بكيس الأدوية لنجمة ....خذي !!
      أم سلمان : أنتم كنتم بالمستشفى ...خير إن شاء الله
      نجمة تناظر فيصل ....اللي تجاهل نظرتها ...وكمل طريقه لغرفة جدته !!
      ام سلمان بلهفة ....يمه نجمة وشفيك طمنيني ؟
      نجمة : تطمني يمه ...أنا بخير ..بس ....شكلك بتصيرين جدة عن قريب
      أم سلمان بفرحة وهي تحضن نجمة : وش تقولين بالله ..الله يبشرك بالخير مبررررررررروك ..كلووووووووووش
      سارة وهي تناقز : يا حظي أنا عمة ...وتلم نجمة بعد أم سليمان ...
      كان فيصل واقف قدام باب غرفة جدته ...ويتابع المنظر وهو يبتسم ...
      في هذه اللحظة فتح أبو سليمان باب غرفة أمه وخرج وهو يقول خير وش عندكم ؟
      أم سليمان وهي تضحك : بارك لفيصل ونجمة ...بيجيبون أول حفيد بالعايلة إن شاء الله ....
      مبرررررررررررررروك الله يتمم لك يا بنتي على خير <<<<<< خرجت من ابو سليمان وأبو فيصل اللي لحق أخوه بعد ما سمع أصواتهم الفرحانة بالصالة ...
      كانت فرحة صادقة من الكل ...
      دخل غرفة جدته ...لقيها متشوقة تسمع الأخبار اللي خلتهم فرحانين ..
      فيصل : السلام عليكم شلونك يمه
      الجدة : وعليكم السلام هلا يمه ...وشلونك ...وش عندكم صياحكم بالصالة ...وش صار ؟
      فيصل وهو يبتسم : ابد ياجدة ..بس فرحانين بجية أول حفيد بالعايلة !!
      الجدة : وش تقول ؟
      نجمة من على الباب : وده يقول أنك إن شاء الله بعد كم شهر بتشيلين أول صغير بها العائلة ..ولد ولدك
      الجدة : ما شاء الله لا إله إلا الله مبرووووووووووك ز..الله يفرح قلوبكم يا عيالي ...ويتمم لك يا نجمة على خير ...تعالي هنا لمي تعالي يا غالية ...
      مرت من جنبه وهو على طرف السرير ...طالعته بنظرة حادة وقالت بصوت واطي : شفت وش قصدي
      شلون الناس تفرح ....مو دلع ...فرحة
      راحت لحضن جدتها ....
      هو طلع من عندهم ...الظهر قرب ...وماله خلق يداوم ...ركب سيارته وجلس يدور ما يدري وين يروح
      اتصل على فهد ...
      فيصل : السلام عليكم
      فهد : وعليكم السلام ...
      فيصل : اقول وش أخبار الشغل اليوم ؟
      فهد : تمام الحمد لله
      فيصل : أنا مو جاي المكتب اليوم
      فهد : يحق لك ...مبروك ..
      فيصل وهو متعجب : دريت ؟
      فهد : وشلون ما تبيني أدري ...ما تدري أن الحريم وكالات أنباء عالمية ههههههههه
      فيصل : الله يبارك فيك ...عقبالك
      فهد : إن شاء الله ...عاد تصدق كنت أنا ونوف نحاول نسبقكم بس أنتم سبقتونا ....كان ودنا ولدنا يحمل لقب ...الحفيد الأول ههههههههه
      فيصل : يالله مع السلامة
      فيصل ...أنا عمري ما تكلمت معها بخصوص العيال وأحنا لنا أكثر من خمس شهور متزوجين وفهد ونوف لهم شهر واحد ويتكلمون عن العيال ؟؟ صدق مجانين ....
      يا ترى لو فهد هو اللي مكاني وشلون بيستقبل الخبر ...بيناقز من الفرحة ...وتخيل منظر فهد ...وضحك ؟
      بس والله أنا ما زعلت ...يمكن سرحت شوي فكرت في حالتها ...وضعفها ...ما أدري ما أتذكر بأيش فكرت ...بس أنا ما أنتبهت لها ..
      يا ربي ...هالبنت بتطيحني بالدوامة اللي أبوي كان عايش فيها ...خصام وزعل ودلال ...وصياح ..
      كيف أنسى منظره في كل مرة كانت أمي الله يرحمها تزعل منه على سبب تافه وتشيل شنطتها وتهدده بالخرجة من البيت...وهو يوقف قدامها يتذلل لها .... وتردد صدى الكلمات بأذنه ..معليش علشان العيال ...والله ما كان قصدي ..يا بنت الحلال سامحيني ...اللي تبين يصير ...
      وهنا بس كانت ترجع ...وترجع شناطها ....كان يوقف هو وأخوانه حواليهم يسمعون بخوف وترقب ....المعركة الكلامية من بدايتها لنهايتها ....
      ما أنتبه لنفسه إلا وهو واقف قدام مسجد صوت الآذان يملأ صدره براحة ....
      نزل من سيارته بعد أن تغوذ من الشيطان ...وصلى ....
      طول اليوم كانت التباريك توصل للأثنين من الأهل والأحباب ...أخوانها ...وعمتها ...وحتى أخوالها اللي أتصلت في غالية علشان تعتذر منها عن حضور فرح محمد ومهرة ....
      آخر الليل ..كانت تتمدد ممسكه بدفترها ....تبحث بين صفحاته عن خاطرة تشاركها أمها فيها بإحساسها الجميل بالإمومة..........
      وأخيرا لقيتها ..........
      صفحة كانت من دون كل الصفحات مزدانة بنقوش وألوان جميلة ...
      وفي وسطها ...

      اليوم أشعر ببعض نبضك في خافقي
      وغدا أراه يمشي أمام ناظري
      زاد فرحي لأنه بعض منك سكن داخلي
      كم هي فرحتي ...وكم هي سعادتي
      يا رب أدم هذا السرور علي

    • أمسكت القلم ....وكأنها ترى أمها وتبادلها فرحها وتشاركها إبتسامتها

      أي رحمة وأي حب وضعه الرحمن في قلوبنا لهذه النبضات ....
      ننتظرها ...بشوق وأمل ...وأمنيات ...


      دخل فيصل ...شافها ...ممدة وهي تبتسم للفراغ أمامها ...ودفترها في حجرها ...
      جلس على كنبته المفضله .....بعد ما فتح التلفزيون ....أنتبهت له ...
      طالعته ...وهي تأنب نفسها (( زودتها معاه اليوم ...بس يستاهل ))
      سالته بكل هدوء : تبي تتعشى ؟
      فيصل : تعشيتي أنت ؟
      نجمة : ما أشتهي
      فيصل : بس أنت سمعتي كرم الدكتورة لازم تاكلين زين ...هذه فترة تكوين الجنين ؟
      نجمة وهي تضحك : ما شاء الله حافظ كلام الدكتورة ههههههه
      فيصل طنشها وما رد عليها .....
      قامت عنه وطنشته زي ما طنشها ...بس شوي وجابت له العشاء ..ما يهون عليها
      أستمرت علاقتهم كذا برود ...وجفا ...مع بعض المواجهات الخفيفة
      لأن فيصل ما كان فاهم ظروف اللي تمر فيها نجمة ...
      يعني مثلا كرهت بعض العطور اللي يحطها ...
      في الصباح وهو قدام المراية بيحط العطر ..
      نجمة بقرف : فيصل ...لا تحط من هذا العطر ...ريحته شينه
      فيصل : أنا بأطلع ما نبي جالس معك ...وشلون صارت ريحته هاللحين شينة وأنا دايم أحط منه ما قد قلتي شئ ...حط منه وما رد عليها
      ثاني يوم وهو قدام المرايا يدور عطره ....
      فيصل : نجمة وين عطري ..
      نجمة :عندك على التسريحة كل عطورك
      فيصل : لا عطري ( *****)
      نجمة ببرود : رميته الزبالة
      فيصل وبقهر : ايش ؟ ترمين قارورة عطر جديدة بـ 500 ريال
      نجمة : وش اسوي لك ...قلت لك يقرف ...ما طعت ...
      فيصل وهو يقترب منها بقهر : أظنك تختبرين صبري؟ بس لا تعودينها
      دارت ظهرها عنه وتلحغت ونامت ...,طلع هو وصفق الباب بكل قهر وراه
    • الجــــــــــــــــــــــــــــــ التاسع عشرــــــــــــــــــــــــزء

      في بداية الشتاء وبعد شهرين رجع نواف ومعاه اشهادة الدكتوراة ...
      كانت فرحة كبيرة للكل ...اجتمعوا معا <<<< دائما هي الأفراح تجمع الأهل
      كان بيت ابو فيصل مكان اجتماع العائلة ( البنات الجوهرة والعنود والعمة وسلمان وعياله وفهد ونوف ...كلهم اجتمعوا في تلك الليلة في بيت أبو فيصل
      خاصة ان الجدة أصبحت متعبة ...ولا تستطيع الخروج من المنزل ...
      بعد ليلة حافلة بالضحكات ...والأماني والتمنيات...وبما لذ وطاب من الماكولات والمشاوي ...
      استقيظت نجمة في الساعة التاسعة مع أنها لم تنم إلا بعد أن صلت الفجر ....
      رياح باردة ...وسماء غائمة .....وقلوب متعبة وحائرة ........
      كانت نجمة واقفة أمام باب المطبخ الزجاجي المؤدي لحديقة المنزل الخليفة كانت تلف يدينها خول بطنها وكأنها تحضن صغيرها ...
      كانت تتأمل الأشجار تتمايل مع الرياح ...وغيوم السماء التي تتجمع ثم ما تلبث أن تتفرق في تشكيلات فنية جميلة ... سبحان الله ما أجملها ...... اجواء رائعة نلف الرياض في بداية الشتاء ...ذكرتها بالجنوب عشقها الأبدي رمز الطبيعة الخلابة في نظرها ...
      كان واقف في باب المطبخ الداخلي ينظر لها بعد أن استيقظ وبحث عنها ولم يجدها ..لم تشعر به ...
      كان الهدوء يشوب علاقتهم في هذا الأسبوع بشكل كبير ....كل اللي بينهم كلام عادي أشبه ما يكون تقارير يومية بسيطة ...طلبات معتادة ....
      كان فيصل يقول لنفسه ...الحمل خلاها أكثر جاذبية ...أو يمكن التعب اللي كانت تحس فيه خف عنها وأرتاحت فصار شكلها أحلى....
      شافها تتحرك وتفتح الباب المؤدي للحديقة وتخرج ...
      استوقفها بصوته : صباح الخير ...وين طالعة ؟
      التفتت عليه بأبتسامة عذبة وهي نقول : صباح النور ...باطلع أستقبل المطر ...تعال شم ريحة رحمة ربي
      مشى لين عندها ...كان رذاذ المطر يتساقط بشكل خفيف ..
      فيصل : ادخلي الهوا بارد !!
      نجمة : ما عليك نسيت أني بنت الجنوب ...احب البرد والمطر ..
      رفعت راسها للسماء وهي تقول...شف شكل الغيوم يجنن وضحكت ههههههه
      فيصل متعجب .....
      نجمة كملت كلامها ... تصدق كنا واحنا صغار كل واحد فينا يحجز له غيمة ويسميها بأسمه ويجلس يتابعها .....00
      ليتنا نرجع صغار ....ونلاحق الغيوم ....
      نظرت له ...ما كان على وجهه أي أثر لكلامها ...سبحان الله أنسان غريب ...صعب التعايش مع أنسان تكون مشاعره وردود افعاله دائما عند الصفر ....
      أشرت له على الطاولة : تعال أجلس هنا وانا بأروح أجيب الفطور هنا
      فيصل : خلينا ندخل أحسن ...هنا برد
      نجمة : يعني أنت بردان ...الجو مو برد كثير ...
      فيصل ...استسلم وجلس ...وهي راحت للمطبخ بسرعة ..
      كان يفكر ...ليه هو ما قال أنه خايف عليها من البرد أو ليه ما قالها علشانك أخاف الهواء يتعبك .... رفع راسه للسماء وشاف الغيوم وابتسم ....كم هي طفولية التفكير ...
      رجعت بصينية عليها كوبين واحد شاي له وواحد نسكافة لها وسندويتشات منوعة ...
      فيصل : أنت اللحين ما بتخففين من شرب هالقهوة ...طول النهار تشربينها بكل أنواعها
      نجمة وهي تضحك : مستحيل ...القهوة وحب الجنوب بدمي ...ههههههههه
      فيصل ما يدري ليه كل ما قالت الجنوب يحس بالغيرة والقهر .....
      نجمة : على فكرة وش رايك نروح يومين لجدة ومكة ...
      فيصل : وش طراك ؟
      نجمة : ابد منها ناخذ عمرة قبل ما اثقل أكثر ...ومنها أسلم على خالي وعياله وأبارك لغالية بملكتها على عبد الرحمن
      فيصل : أشوف ظروفنا بالشركة أول ....وأنت اسألي الطبيبة عن السفر
      نجمة تضحك وهي تقول ما فيه داعي .....اللحين انا طيبة وصلت تقريبا لنهاية الشهر الرابع
      فيصل : متى رحتي للطبيبة آخر مرة ؟
      نجمة : من أول مرة رحنا سوى ما عاد رحت لها
      فيصل بحدة: ليه ...وش هالأهمال
      نجمة : هو الموضوع يهمك ...أنت ما سألت عني ...او عن صحتي ...هاللحين تجي تقول ليه ما رحتي
      فيصل : أنا مشغول ..وأنت عارفة ..وبعدين عندك السواق والسيارة ...وانت مو بجاهلة وإلا صغيرة علشان أذكرك وإلا أروح معاك .....
      نجمة والدموع تتجمع بعيونها... تسمع صوت جاي من الحديقة : ما أدري مين اللي جاي ...
      أبو فيصل : السلام عليكم
      فيصل ونجمة : وعليكم السلام
      نجمة : هلا عمي ...تعال حياك
      أبو فيصل : ايه والله الجلسة هنا توسع الصدر
      تقوم نجمة للمطبخ علشان تجيب قهوة عمها ... اللي جيته أنقذتها وتسمع صوت نواف بالصالة
      نواف : يا أهل البيت وينكم ؟
      نجمة : نواف... عمي وفيصل بالحديقة الخلفية ....
      طلع لهم نواف ..وجلس معاهم
      طلعت نجمة صينية القهوة ودلة الحليب بالجنزبيل وتركتهم لأنها بتروح تشوف جدتها وعمتها نورة ...
      فيصل : تذكرت يبه يمكن هاليومين أسافر ...
      أبو فيصل : على وين ؟
      فيصل : للآن ما قررت ...أنا كان في نيتي ...لندن ....تعرفني أحب شتاها ...يمكن أودي نجمة لجدة وأنا اروح لندن
      نواف مستغرب ويستهزء : هي لندن ناقصها برودة !!
      فيصل : وش قصدك ؟
      نواف : ابد سلامتك ....بس البرودة اللي في لندن تكفي ...ما فيه داعي تضيف لها برودتك ...يا اخي كانك شايب عمرك 80 سنة ...أنا بعمري ما شفت أحد يعامل زوجته بها الرسميات ..والبرود
      فيصل بحدة : نواف !! اسكت
      نواف : اسمع ...مني أحسن تسمع من غيري .....الكل ملاحظ عليكم بس ما فيه أحد تكلم ...بيشوفون نهاية هالشئ !!
      فيصل : كيف يعني وش ملاحظين ؟مضاربة ...وهواش ...وإلا طردتها من البيت ..إلا داشر أنا طول الليل والنهار برى البيت
      نواف : مو شرط هذا كله يصير البرود والإحمال أحيانا أكثر تدمير للزواج من الهواش والمضاربة ...
      يعني أنت ما قد اخذتها وطلعتوا تتمشون ...تتعشون ..وين ضحككم ...كلامكم ...واللحين تبي توديها جدة وأنت تروح لندن ...ليه ما تسافرون سوا ..لمكان واحد على القليلة تعوضها عن شهر العسل اللي ما شافته
      يا اخي كانك عايش مع مدبرة منزل من الدرجة الأولى ...مو زوجتك ....ولا تقول هذا شئ خاص بينكم ...
      ترى واضح وباين لنا ..
      فيصل قام وهو متضايق : أنا عندي موعد مهم عن أذنكم
      نواف : فيصل ..لا تزعل تدري أنك ونجمة أخواني ...واتمنى لكم السعادة
      أبو فيصل : الله يهديكم يا عيالي ...ليه تكلمت كذا ويا أخوك
      نواف : يبه أنت شايف حال فيصل ومرته ...يرضيك ..
      أبو فيصل : الله يهديهم
      في هاللحظة جات نجمة وهي تركض ....عمي تعال شوف جدتي ...ما ادري وش فيها
      قاموا للجدة ....كانت فاقدة الوعي ....
      نجمة وهي تبكي : دخلت عندها ...عمتي نورة كانت بالحمام ...وهي بهالشكل ظنيتها نايمة ..يوم قربت منها وناديتها ما ردت ...
      نواف كان يتصل بالأسعاف ...
      في المستشفى ...كان أبو فيصل وابو سلمان ...والعمة ...وأم سلمان ...والعيال ( فيصل وفهد ونواف ومشاري وخالد )
      الطبيب :جلطة اصابت الدماغ ....وستبقى أم عبد الله عندنا بالعناية ..وأطلبوا من ربنا يشافيها
      ودخلت الجدة العناية .....كان الجميع يتناوب على المستشفى ...والقلوب قبل الألسنة تلهج بالدعاء للجدة الغالية الطيبة الحنون ....الأمل متعلق بالله عز وجل انه يشفيها ويعيدها شمعة تنير البيت ...وريحانة تعطر أركانه ...الأم الحنون والصدر الرحيم للجميع ...تسمع من الحاضر و تستفقد الغايب .. تذكر البعيد قبل القريب ...توجه وتنصح ...تشارك وتواسي
      كانت نجمة تقضي معظم النهار بالمستشفى ....وبالمساء ترجع البيت وتكون أم سليمان بالمستشفى ...اصروا أنهم ما يتركوها لوحدها .....خاصة أنهم بعد ثلاثة أيام نقلوها لغرفة خاصة بعد ما استقر وضعها بس ما زالت فاقدة الوعي تقريبا ...
      بعد أسبوع رجعت نجمة للبيت كانت هي وسارة راجعين مع بعض الوقت متأخر وهم تعبانين ...
      راحت نامت على طول ....ما حست بفيصل لما دخل لأنه اكيد جاء متأخر لأنه بالعادة بعد ما يخلص شغل بالمكتب يمر المستشفى يجلس عند جدته أطول وقت ممكن....
      سمعت صوت الساعة توقظها وقت صلاة الفجر وقامت تصلي بتاقل ما شافته ما تدري هو رجع وقام قبلها وإلا نام بالمستشفى ....صلت وجلست على سجادتها بعد الصلاة والتسبيح تدعي لجدتها ........
      بعد ما خلصت رجعت تنام ...بعد ساعة صحيت على صوت يناديها ...فتحت عيونها بتثاقل....
      كان فيصل واقف في باب الغرفة ...منظره كان غريب لاف الشماغ على وجهه وصوته فيه ضعف وحزن ما أعتادته ...
      فيصل : نجمة ...نجمة ..قومي ..يوم شافها ترفع راسها وتعدل نفسها بالسرير ....
      فيصل : نجمة ...عظم الله أجرك في جدتنا ...توفت قبل ساعة ...
      قال هالجملة وطلع وتركها....كانت جالسة بسريرها متبلدة الإحساس ...... حاسة أن قلبها توقفت نبضاته ... ماهي قادرة تتنفس ...الدموع متحجرة بعيونها ...والغصة خانقتها ....لمت نفسها بيدينها ....لثواني ....وتمت الله يرحمك يا جدتي ...الله يرحمك ..
      تحاملت على نفسها ...وسحبت رجولها ....غيرت ملابسها ...نزلت تحت ...لقيت عمتها ...وأمها وسارة متجمعات يبكين الغالية بهدؤ ....أول ما دخلت إليهن ....مدت أمها يدها لها فغاصت في حضنها ....ساعتها بس قدرت أنها تبكي ...تنفس عن الحزن اللي بداخلها بدموع حارة ...
      نجمة : راحت الغالية وماعاد بنشوفها ولا بنسمع صوتها ؟
      أم سلمان : الله يرحمها ...أطلبي لها يا بنتي الرحمة ...
      العمة نورة وهي تبكي : الله يرحمك يمه كنت نور هالبيت ....
      نجمة : يمه مين كان مع جدتي ...ومتى توفت ؟
      أم سلمان : كنت أنا ..وفيصل ...ويم حسينا أ،ها بدأت تتعب كلمنا أبوك وعمك وعمتك وجوا ...على الفجر
      واللحين بيخلصون أوراقها وبيجيبها الأسعاف للمغسلة ...مين بيروح معي أنا وعمتكم ....
      سارة اللي كانت بحضن عمتها : انا ما أقدر أروح ....
      نجمة : ولا أنا أقدر ..يمه
      في هالوقت دخلت نوف وهي تبكي ووراها فهد ....
      نوف :وش صار وشفيها جدتي
      حضنتها عمتها وخبرتها بوفاة جدتها ...
      كانت نوف تبكي بحرقة على جدتها ...
      فهد من باب الصالة : اذكروا الله وأدعوا لجدتي ...
      العمة : فهد تعال ...سارة قامت داخل
      دخل فهد وحب راس عمته ..وامه واخته وعزاهم في جدته ...
      جلس جنب نوف وعزاها بكلمات حنونة وهو ...كان يتكلم والدموع في عيونه ...
      نوف حبيبتي اذكري الله ..واطلبي لها الثبات والرحمة ...هذا اللي تحتاجه منا اللحين ....احنا مؤمنين ونعرف ان هذه طريقنا كلنا ...وقومي شوفي سارة هي اللحين تحتاجك ...
      وأنت يا نجمة ...اذكري ربك وادعي للغالية ...
      طلع عنهم ...ما كان مستحمل شكلهم وبكاهم ...
      شوي جاهم صوت فهد : يالله يمه مين بيروح منكم للمغسلة ( مكان تغسيل الأموات )
      أنا أستناكم بالسيارة الأستعاف بطريقها لهناك
      العمة : يا لله يا أم سلمان ..أنا رايحة اجيب أغراض امي ...الله يرحمها من سنين وهي مجهزتها ( كفنها وحنوطها )
      أم سلمان : يا بناتي لازم توقفون معانا في غسيل جدتكم ...هذا فيه أجر كبير لكم ..وتتعلمون مثل هذه الأشياء .... لأنكم لازم تحتاجون هذه الأمور بحياتكم ...ولازم ما نعتمد فيها على الغرب ...
      قامت نوف وراحت مع أمها وعمتها ...
      وبقت نجمة وسارة وكان الحزن والألم يغمر البيت ....خاصة بعد ما رجعوا من الدفن ..ودخل أبو فيصل وأبو سلمان وقاموا البنات يعزون الشياب .....كان الموقف صعب عليهم كلهم ...دموع الرجال الكبار غالية وتنزل إلا لغالي ...ومافيه أعلى من الأم ..
      كان التأثير على أبو فيصل كبير ...كانت أمه ..وصديقته ..وسنده بالحياة ...وقفت معاه في أصعب مواقف حياته ...ما يتخيل البيت بدونها ..ولا حياته من غير وجودها....
      وجود البنات حوله خلاه يتماسك ...ويقوم يروح للرجال بالمجلس..
      وبدأ الأهل والجيران والمعارف يتجمعون للعزاء ...وامتلأ البيت ....
      نجمة ما شافت فيصل طول اليوم ....وآخر الليل كان الجميع هلكانين ...الحزن والسهر ...انهك قلوبهم وأجسامهم ...
      طلعت نجمة مع البنات غرفتهم ...جلست شوي معاهم ...
      قامت راحت لغرفتها ...وهناك لقيته في الصالة ...متمدد على الكنبة ...كان راسه على طرف الكنبة و حاط يده على عيونه ...كأنه نايم
      وقفت بطرف الصالة...تعرف كم هو يحب جدته ويغليها ...واكيد هو متأثر لموتها ...
      بس هي مجروحة من طريقته في تبليغها لخبر موتها ...ما هان عليه يجي جنبها ...ويقول لها الخبر بطريقة فيها شئ من الرحمة أو الود ....ادري مش ممكن يفكر وإلا يتصرف بطريقة المحب مثل فهد ...بس على القليل يعرف انها جدتي أنا كمان ويؤلمني موتها ....
      مسحت دمعها بيدها ...وتعوذت من الشيطان ...ومشت لين عنده ....
      جلست على ركبتها قدام الكنبه وحطت يدها على راسه وهي تقول : فيصل ..فيصل
      رفع يده من على وجهه ...وناظرها بعيون حمرا مليانه دموع ...
      انحنت عليه ..,حبته على راسه وهي تقول : عظم الله أجرك وأجرنا في جدتي ....
      حركتها هزته ...أثارت مشاعره ...جلس وحط راسه بين ايدينه وبدأ يبكي مثل الطفل .....
      قامت وجلست جنبه ....وأخذت تربت على ظهره ...وتهدي عليه وهي تقول : الله يرحمها هي تبي منا الآن الدعوة الصادقة أن الله يثبتها ويغفر لها ويوسع مدخلها ... يالله قم خلك ترتاح ...أنت اكيد من الصبح ما أرتحت ...وبكرة وراكم يوم طويل ...
      قام ودخل الحمام توضأ ...وصلى ركعتين وأوتر وراح ينام ....لقيها سبقته في الفراش ونايمة من التعب
      كان يتقلب في الفراش .....هو ما حس بالخطأ اللي سواه الصبح إلا يوم شافها هي كيف واسته اللحين
      قال لنفسه ...كيف أنا في الصبح قومتها من النوم وبلغتها بوفاة جدتي ...وأنا واقف بعيد عنها ...
      وهي اللحين جات لين عندي وعزتني بوفاة جدتنا ....وواستني ...
      لا حول ولا قوة إلا بالله ....بس والله ما كان قصدي كنت حزين ..وخفت أنهار قدامها ..مثل ما صار الحين
      بعد فترة من التفكير ...نام من التعب
      مرت أيام العزا على الكل ثقيلة وبطيئة ومتعبة ....
      وبعد ما هدأ البيت ....وبدأت حياتهم ترجع مثل ما كانت ...
      بدأوا كلهم يستفقدوا الجدة ... و يحسوا بأن شئ مهم ينقصهم ...
      خاصة نجمة اللي تعودت تقضي فترة الضحى معاها ...وكل ما حست بضيق أو ملل تدخل غرفتها
      وأبو فيصل الي كان أكثر الوقت هو وإياها سواليف ...
      حتى فيصل صار أكثر انطواء ...وأكثر صمتا ..وصار يجلس أكثر وقته بالمكتب أو بالمجلس لوحده ..وأحيانا بغرفة جدته اللي خلوها مثل ماهي ...
      مر شهر على وفاة الجدة ...
      قرر أبو سلمان وأم سلمان يروحون المدينة لزيارة مسجد الحبيب وبعد إلحاح من سلمان وعياله يوم جوهم بالعزا ...
      وبعدها بكم يوم جات الجوهرة لزيارة ابوها هي وعيالها ...وكان عندها خبر حلو لسارة ...
      واحد من أهل زوجها ...رجل ما عليه كلام يبي يخطبها ....
      بس هي كالعادة رفضت ....
      وفي الليل كانت نجمة والجوهرة بالصالة يحاولون يقنعون سارة ...
      الجوهرة : اللحين ما تقولين بن متى بتمين ترفضين اللي يتقدمون لك بدون سبب؟أنت مو صغيرة
      سارة : صغيرة و إلا كبيرة أنا ما أبي أتزوج وبس
      نجمة : بس ما يصير يا سارة هذه سنة الحياة ...والزواج لابد منه لكل بنت وشاب
      سارة : وش استفدتم من الزواج ؟
      الجوهرة : طالع هذه وش تقول ...الزواج استقرار ..اسرة ..عيال ...حب ...ود ...حياة كاملة تتقاسمينها مع شريك حياتك
      نجمة : صدقت أختك
      سارة : أنت بالذات يا نجمة لا تتكلمين
      نجمة : ليه إن شاء الله
      سارة : يعني تبين تفهميني أنك أنت وفيصل تتشاركون ووتقاسمون الحياة ...بينكم حب ...واللي بينكم أصلا زواج ....اذا كان هذا هو الزواج ...انا ما أبيه
      نجمة : وليه تاخذيني أنا وفيصل مثال ...أنا وفيصل حالة خاصة ....ليه ما تاخذين نوف وفهد ...وإلا أمي وأبوي ...وإلا الجوهرة وزوجها ...كلهم حياتهم طبيعية ..
      سارة : واذا صارت حياتي مثلك أنت وفيصل( جليد) ...وإلا مثل أمي وابوي (بركان)..
      نجمة : استخيري الله ...وربنا بييسر أمرك ..
      قامت عنهم سارة وهي زعلانة ..
      الجوهرة : نجمة ممكن اسألك بس ما تزعلين مني ...أنا ما أحب اتدخل بحياتكم ...بس ايش المشكلة بينك وبين فيصل
      نجمة وهي تغتصب البسمة : تصدقين ...ما أدري .....والله ما فيه شئ واضح ...ما فيه مشكلة معينة ..
      بس ما عليك من سارة تراها مضخمة الأمور ...يالله قومي نامي تأخرنا ...
      الجوهرة وهي تضحك : إلا قولي ودك تهربين مني ...بس الله يوفقكم ويهدي سركم ...
      اللي ما كانوا منتبهين له هو فيصل اللي كان جاي من برى وما سمعوا حسه وهو داخل ...يس هو سمعهم ...
      كان مقهور من كلامهم ...خاصة يوم قالت نجمة (( انا وفيصل حالة خاصة ))
      طلع لقيها تستعد للنوم ...وجالسة بفراشها صندوقها قدامها ودفترها بين أيدينها
      ما قال لها شئ ....بس من طريقة فتحه للباب ...وللأدراج ...
      ونومه ...عرفت أنه معصب <<<<صارت تعرف نفسيته من حركاته..
      ثاني يوم ومن الصباح ما عاد شافته ....و بالليل ...
      كان فهد ونوف عندهم ...
      نوف : نجمة يمكن الأسبوع الجاي تخاوينا أنا وفهد بنروح المدينة
      نجمة : ايه والله ودي ...بشوف فيصل وعمي ونروح سوا ...
      والله أني اشتقت لأبوي وأمي ....
      رن جوال نوف ...وقامت وهي تقول ...يالله بروح أنا وفهد
      نجمة : وين تعشوا معانا ..سارة مسوية بيتزا تهبل ..
      نوف : لا فهد صار بالسيارة يقول تعبان
      نجمة : أجل اصبري بأحط لكم قطعة
      وراحت نجمة للمطبخ ...وكانت سارة فيه
      نجمة : هاتي بنحط قطعة بيتزا لفهد ونوف ...بيروحون
      سارة وهي تفقل باب الفرن ...خذي من الصينية اللي على الطاولة ...خلصت من أول ...وأنا طالعة استحم وانتبهي للصينية الثانية ....
      كانت الشغالة تجهيز السلطة والصحون والملاعق على الطاولة قرب الفرن.. ونجمة على الناحية الثانية من الطاولة تقطع البيتزا....
      سارة طلعت من المطبخ وهي مارة بالصالة تقول لخواتها : استعدوا لأكل أحلى بيتزا من يدين أحلى طباخة بالعالم
      الجوهرة : قصدك من يدين أحلى عروس بالعالم ...
      طنشتها سارة وكملت طريقها ...
      وفجأة هز البيت صوت أنفجار وصراخ جاي من المطبخ .................
    • الـــــــــــجــــــــــــــــــــــــــــــ20ــــ ــــــــــــــــــــــــــــزء

      كانت نجمة واقفة تجهز صحن البيتزا ؟؟؟طلبت من فلورا أنها تجيب لها قصدير تغلف الصحن ... تحركت فلورا للجهة الثانية من المطبخ تجيب القصير بعد ما ولعت النار تحت إبريق الشاي...
      بعد ثانية واحدة من تحركها سمعت نجمة صوت إنفجار عالي ...كان الفرن قد أنطفأت شعلته فتسرب الغاز منه بعد أن أمتلأ داخله بكمية كبيرة من الغاز
      لثواني فقدت الإحساس بكل شئ حولها .. أسودت الدنيا بعينها ...وفقدت السمع ...
      قوة الإنفجار دفعت الطاولة اللي أمامها نحوها فدفعتها بقوة للخلف لتصطدم بالجدار وتقع على الأرض ...ولتسقط عليها بعض شظايا الزجاج المتناثرة من الأبواب المتحطمة والشبابيك وبعض الأواني .....
      صرخة واحدة قوية أطلقتها وهي تسقط على الأرض ...وتغطي وجهها بكفيها...
      أما فلورا فدفعها قوة الإنفجار نحو باب المطبخ المطل على الحديقة ....سقطت على الأرض وكانت تصرخ وهي تغطي وجهها بيديها ....خرجت الخادمة الثانية ( زينب ) من غرفة الغسيل الملحقة بالمطبخ لتجد أمامها المنظر المرعب نجمة على الأرض والزجاج المتساقط حولها ...وبالجهة الثانية صديقتها بنفس المنظر والمطبخ معفوس أبواب الدواليب متساقطة الأواني ...أخذت تصرخ وتبكي ...وتحاول أن تتقدم إلى مكان نجمة متحاشية الزجاج ...
      في لحظات كانت سارة والجوهرة ونوف يركضن ناحية المطبخ ....منظر المطبخ واللي فيه...جمدهن لثواني
      قبل ما يتحركن بسرعة ناحية نجمة .....
      فهد وفيصل كانوا بالخارج ...سمعوا صوت الأنفجار ...ركض فهد لداخل البيت وهو يصرخ ...نوف ...نجمة وش صار ........
      أما فيصل فركض بسرعة ناحية ( عداد الكهرباء) وفصل الكهرباء عن البيت ودار ناحية المطبخ ...وقفل محابس الغاز الرئيسية ...وبلحظة كان لاحقهم للمطبخ ...
      لقي البنات يسندون نجمة ويجلسونها ...
      الجوهرة : نجمة تسمعين ...نجمة وش تحسين ؟
      فتحت عيونها وهي تحس بطنين براسها ..شافت الخوف بعيون اللي حولها ....مدت يدها تلقائيا ناحية بطنها ...كأنها بتطمن على اللي فيه ....
      قالت بصوت ضعيف وكأنها تطمن نفسها : أنا بخير
      فهد وهو يقرب منهم : بعدوا شوي خليني أشيلها ...نوف هاتي قطن ولصق
      فيصل كان واقف مصدوم من المنظر ...يوم دخل وشافها مرمية على الأرض تيبس مكانه ...
      كان قلبه ينبض بسرعة وقوة ...حس أنه بينفجر من الخوف والقلق اللي ما قدر يعبر عنه إلا بشدة يده على طرف الطاولة المقلوبة أمامه ...
      ما كان يسمع شئ من كلامهم عيونه عليها بصمت ....
      هو ماكان يدري مين اللي بالمطبخ ...بس تصرفه الأولي كان عن خبرة وتدريب .......
      سارة بصوت باكي تسأل زينب : وش صار ؟
      زينب وهي تساعد فلورا : ما أدري ...أنا كنت عند الغسالة ؟
      فلورا بصوت ضعيف : هذا يمكن غاز الفرن سكر من الهوا ...وبعدين أنا شغل البوتجاز أسوي شاي ...
      في هذه اللحظة يجي زوج فلورا ( السواق ) وهو يصيح ويبكي ...وبدون وعيه يدخل ويلمها ....كانت بتكلم بكلمات ماهو واضح معناها ...بس كان صوته كله أهتمام وحب
      كانت نجمة تتساند واقفة بين ايدين فهد .....شافت منظر السواق وزوجته .....دارت رأسها عنهم..وطلعت مع فهد للصالة ومددها على الكنبة ....
      فهد : نوف هاتي عباة نجمة ...نوديها للمستشفى
      نجمة : ما يحتاج ..انا بخير
      الجوهرة : وش تقولين ...لازم تروحين تطمنين على نفسك ...انت اللحين من الروعة مو حاسة بشئ بس بعدين بتحسن بالألم ...
      نجمة وهي تهز راسها : ما بروح اللحين يوم أحس بالتعب بأروح
      التفتواكلهم على فيصل اللي طالع من المطبخ يهاوش سارة اللي كانت وراه ويقول : هذا إهمال ...مو كأنكم أربع حريم بالمطبخ ...وشلون ما تنتبهون للغاز ....أستهتار..
      كان هذا متنفس طبيعي له عن الخوف والقلق اللي حس به ....هذا هو التعبير اللي يقدر يعبر به عن خوفه من اللي صار لنجمة ....
      طلعت سارة لغرفتها وهي تبكي
      الجوهرة : فيصل تعال شف حرمتك ما تبي تروح المستشفى
      فيصل يناظرها ونوف تنظف بعض الجروح اللي بجبهتها وبيديها : قومي أنا أوديك للمستشفى
      نجمة وهي ما تعرف كيف تفسر نظرته: ما فيه داعي <<<< ياترى هو زعلان على اللي صار ...وإلا زعلان علي وإلا مني ؟!!
      في هاللحظة دخل عمها أبو فيصل وهو متروع ...كان يزور واحد من اصدقائه : وش صار ؟
      الجوهرة تخبره ...وهو جالس جنب نجمة وهي بحضنه يسمي عليها : أسم الله يبه ...كيفك اللحين وش تحسين ؟ليه ما وديتوها للمستشفى
      نجمة : الحمد لله يا عمي أنا بخير ....ما يحتاج أنا طيبة مافيه شئ ...بس ودي أرتاح ...
      بروح أرتاح بغرفة جدتي ....
      التفتت على البنات وهي تسأل :كيفها فلورا ؟وش صار عليها ؟
      نوف : بخير ...ما صار لها شئ بس شوية جروح مثل جروحك ؟
      نجمة تقول لنغسها ...لا والله ما فيه مثل جروحي ..
      قامت بس كانت تحس بجسمها كله يرجف ...أكيد من الروعة اللي صابتها
      الجوهرة ونوف حسوا بها قاموا وراحوا معاها للغرفة وهم يساندونها ....وابو فيصل راح لغرفته بعد ما مر على المطبخ وشاف اللي صار ...وحمد الله على سلامة أهل بيته
      فهد كان واقف بطرف الصالة مو عاجبه ردة فعل فيصل وبروده ...اللي كان واقف متساند على دربزين ( حاجز ) الدرج ...مو حاس بعمره ولا باللي حوله...من الداخل كان مرعوب من اللي صار...يتخيل منظرها وهي طايحة ....ولو كانت قريبة من الفرن شوي وش كان بيصير ؟؟
      طلعت نوف من الغرفة وجلست على الكنبة وهي تبكي ....
      فهد جاء وجلس جنبها وحط يده على ظهرها وبصوت حنون: وش فيه وش صار ؟
      نوف : ولا شئ بس والله أحس أني للحين متروعة من المنظر ...كنت بأموت لو صار شئ لها
      فهد : الحمد لله ربنا قدر ولطف ....أنا بأروح البيت ...وأنت باتي هنا ...خليك معاها
      طلعت الجوهرة وهي متلثمة ورمت نفسها على الكنبة ....الحمد لله
      فهد : شلونها اللحين ؟
      الجوهرة : ما أدري ...كان لازم تروح المستشفى ...عادة في مثل هذه الحالات ما يحس الإنسان بأي ألم في البداية...لأن الخوف والرعب ينسوه كل الألم ....بس بعدين يبدأ يحس بالألم ...بس هي عنيدة الله يهديها
      فهد وهو يطالع فيصل بعتاب : ما أدري ليه هي تعاند ؟ ومين تعاند ؟
      تحرك فيصل ...وطلع لغرفته فوق ....
      فهد وهو يطالع نوف وجوهرة : لا والله أخوكم هذا مو صاحي ...ما كانها حرمته ...طيب هي بنت عمه ...على القليلة يتطمن عليها !! و قام فهد وطلع وهو معصب ......
      دخل فيصل الغرفة ...ورمى نفسه على الكنبة وحط راسه بين ايدينه كانت دموعه تنزل بصمت ....ما يدري كم جلس على هالحالة ؟!!!!!
      سمع صوت حد يدق الباب ....وانفتح الباب كانت الجوهرة ....
      شافته على حالته هذيك جالس ويدينه مرتكزة على ركبه وكفوفه حاضنه وجهه ...بسرعة مسح وجهه ..وطالع فيها وقال : فيه شئ الجوهرة ؟
      الجوهرة وهي تجلس جنبه : ايه جاية أخذ شوي أغراض تبيها نجمة ...
      فيصل بأهتمام : كيفها اللحين ؟
      الجوهرة بحنان : بخير ...إن شاء الله أنها بخير ....بس أنت ليه ما دخلت تطمن عليها ؟ ما يصير كذا يا فيصل !! أدري والله أنك مهتم فيها ..وأدري أنك خفت عليها...
      محد كثري يعرفك ويعرف حنانك وحبك لأهلك ...عاد شلون زوجتك وولدك ....بس انت الله يهديك تيبست مكانك ...
      فيصل : .............
      ما قدر يرد عليها ....وقام عنها ودخل الحمام يتوضأ ...بيصلي ركعتين لله شكر اللي حفظ زوجته وولده من الشر......
      أخذت الجوهرة الأشياء اللي تبيها نجمة ... وطلعت ..........
      وعند سارة اللي كانت ميتة من البكا ...وتدعي على نفسها لأنها تعتقد أنها السبب في الي صار كانت نوف جالسة معاها تهديها ...
      نوف : يا بنت الحلال أنت ما تفهمين ...هذا قضاء الله وقدره ..
      سارة : صدق فيصل أنا مهملة ..ما أنتبهت للفرن وأنا أحط الصينية الثانية أن الشعلة أنطفت ...
      نوف : فيصل ما كان يقصد وكلنا نعرف فيصل يوم يعصب يقول كلام ماله معنى ...
      سارة : بس .....
      نوف : بلا سخافة قومي توضي وصلي ركعتين أحمدي الله على سلامة الجميع وأدعي ربك يشفي نجمة ... أنا نازلة تحت والحقيني لما تخلصين ..
      كانت الجوهرة بالصالة ...بعد ما حطت أغراض نجمة بالحجرة ..ظنتها نايمة ...وجلست معاها نوف ..وبعدين لحقتهم سارة ..
      في غرفة نجمة كانت متمددة على السرير يدها على بطنها ...الخوف والقلق يذبحها ...والحسرة تخنقها ...وألم بدأ يغزو جسمها ...
      خوف وقلق على اللي ببطنها ...كانت حاسه أنه تضرر ..فيه شئ مو طبيعي صار
      الحسرة على حالها وحظها ...الكل أهتم فيها وعبر عن خوفه وقلقه إلا هو أعز الناس على قلبها ..اللي تتمنى منه نظرة وإلا لمسه وإلا كلمة ......يا الله ما اقسى قلبك يا فيصل ....هنت عليك ما سالت عني
      يا حظك يا فلورا بحب زوجك لك الله يهنيك ...
      ألم بدأ يضرب بظهرها وأرجولها ....يروح ويجي ...متقطع ..وينتقل لين أسفل بطنها ...
      ما ابغى اروح للمستشفى بيخوفوني أكثر ...تحاليل وتصوير ...يا ربي ما أبغى أفقد هالأمل اللي أنتظره ...
      يا ربي ابغاه يعوضني عن حب فيصل ...وينسيني جفاه وقسوته .....وانشغل فيه عن فيصل والدنيا ...
      وأعطيه كل الحب اللي بقلبي ...
      زاد الألم عليها ....تقلبت بسريرها ....حاولت تجلس فيه ..تأوهت آآآآآآآآآآآآآآه
      في الصالة نزل فيصل لخواته ...مر ووقف عندهم : كيفها ...نايمة ؟
      الجوهرة : ما أدري ..يمكن نامت ..أدخل شوفها !!!
      راح للغرفة ...فنح الباب بشويش وقف على الباب ...حس بآآآآآآه طالعة منها ..
      تقرب من السرير شافها صاحية ...تتقلب
      فيصل : نجمة تعبانة فيك شئ ؟
      نجمة وهي تقاوم الألم : شوي تعبانة ...ممكن تنادي الجوهرة
      راح بسرعة ورجع ومعاه الجوهرة ونوف وسارة ....
      الجوهرة وهي تجلس جنبها : نجمة شكلك تعبان ...خلينا نوديك المستشفى ..
      نجمة تمد يدها للجوهرة علشان تقرب منها وتقول لها بصوت واطي : أحس أني أنزف ماني قادرة أقوم
      الجوهرة تشهق ...وتلتفت على فيصل ..رح البس وجهز السيارة ...
      ساعدوا البنات نجمة تلبس وتاخذ عباتها ...وقربوا لها كرسي المكتب اللي بالعجلات ...يبون يحطونها فيه لين السيارة ..
      جاهم فيصل : وش فيكم ؟
      الجوهرة بصوت واطي : ماهي قادرة تمشي بنحطها على الكرسي
      راح فيصل لين نجمة وانحنى عليها وشالها مثل الطفل الصغير بين ايدينه ....
      شهقت نجمة ما توقعت هالحركة منه ...ويمكن خافت ...تعلقت بثوبه..وغمضت عيونها وهي تقول : لاتطيحني ماني ناقصة اليوم ....
      طالعها فيصل وحست به يشدها لصدرها ...يوحي لها بالأمان بين يدينه :لاتخافين ..بس صرتي ثقيلة دبة !!
      أسندت راسها عليه ....يمكن كان ودها هاللحظة على مافيها من ألم ووجع لو تطول ...عمره ما كان قريب منها زي هاللحظة ..ماقد حضنها ولمها لصدره ...كانت تبكي ...تبكي كل آلامها وأوجاعها
      الجوهرة من وراهم : تو ما جاز لكم تنكتون أنت وإياها ...يالله
      فتحت نوف السيارة وحط فيصل نجمة
      نجمة من بين دموعها : تسلم
      ساق السيارة بسرعة للمستشفى ...ووصلوا للطوارئ ....
      بعد الفحص ...خرجت الطبيبة لهم ...
      الطبيبة : أنت زوجها ؟
      فيصل : خير
      الطبيبة : أنا آسفة بس الجنين ميت ...وهي بتنزف ...لازم نحاول نولدها ...
      فيصل حس بسكين تنغرز بقلبه ....
      ما قدر يتكلم بس كان يردد : إنا لله وإنا له راجعون لا حول ولا قوة إلا بالله ويده تنقبض بقوة
      الجوهرة : أنت متأكدة يا دكتورة
      الطبيبة :والله يا أختي أنا طلبت طبيب استشاري كمان ..وهو نفس الشئ أكد أن الجنين للأسف ميت
      والمهم اللحين سلامة الأم ....بس أحنا لازم نقول لها على اللي حا نعمله معاها اللحين ...
      لأننا بنعطيها شوية أدوية ...ونحاول نولدها طبيعي ...
      وكملت وهي تأشر لفيصل ممكن حضرتك تجي معاي علشان نحاول نبلغها وبعدين فيه شوية اوراق لازم توقع عليها
      فيصل : الجوهرة تعالي معي ..
      دخلوا لنجمة اللي كانوا الممرضات حولها ...تحاولون يهدونها ويساعدونها ..
      الطبيبة : نجمة اسمعي ...أنت مؤمنة بقضاء الله ..
      نجمة وهي تطالعها بخوف وتبكي : لاتقولين أنه مات ....لا تقولين
      الطبيبة : ربنا بيعوضك أنت صغيرة وزوجك الحمد لله شاب ..والأيام الجاية تعوضون اللي فاتكم المهم اللحين أننا نوقف النزيف ...نبغى نسوي لك طلق صناعي ...ونخرج الجنين
      لفت راسها عنها ..وهي تبكي وتشهق : لا .... خلوني أموت معاه
      الجوهرة وهي تقرب منها وتمسد على شعرها : حبيبتي نجمة استغفري ربك ...وش هالكلام ...الله يعوض عليكم ...
      فيصل : يالله يا نجمة تقوي ... الله معاك ...دايم أنت تتخطين كل المواقف الصعبة ...
      حس نفسه مو قادر يقول أي كلمة زيادة ... أصلا مو عارف وش يقول
      وده يطلع ويهرب من دموعها ..وعذابها ...ومن عجزه أمامها
      كانت دموعها نازلة من عيونها مثل الشلال ...ما وقفت ....
      بدأت الطبيبة بتجهيزها وحقنها بالأدوية اللازمة ..وطلبت من الجوهرة تطلع ....
      طلعت الجوهرة عند خواتها اللي كان يبكون بالممر على بنت عمهم واللي صابها ...
      في هالوقت وصل فهد ....
      فهد : ها وش صار ؟
      قالت له نوف كل شئ ...
      فهد : لا حول ولا قوة إلا بالله ...
      الجوهرة : اللحين قرب الفجر يالله نتوضأ ونصلي ..وندعي لها ...ربنا يقومها بالسلامة ...
      بعد الصلاة رجع فيصل وتجمعوا كلهم قدام غرفة الولادة والقلق يقتلهم ....
      بعد ثلاث ساعات من الآلام والعذاب والمعاناة في غرفة الولادة .....
      و الأنتظار والقلق المميت والدعاء أمام عرفة الولادة ...
      ________________________________________
    • الجــــــــ 21 ـــــــــــــــــــــــزء

      خرجت الطبيبة وقالت : الحمد لله قدرنا نولد المريضة وهي بتكون بخير إن شاء الله ....بس هي محتاجة نقل دم ....النزيف كان شديد وهي أصلا ضعيفة ....
      كان فيصل وفهد ...ومشاري وخالد واقفين أمام الطبيبة ...ويسمعونها بأهتمام ...
      فيصل : أنا بأتبرع لها بالدم
      باقي الشباب : حتى أحنا كمان مستعدين
      الطبيبة : الآن يكفي متبرع واحد
      فيصل بنفاذ صبر : خلاص قلت أنا ..وكمان عندي بطاقة متبرع ...يعني جاهز
      ومشى أمام الطبيبة منهي الجدل اللي بينهم ....
      بعد ساعة خرج فيصل من غرفة سحب الدم ...وقابل فهد ...وكان أبوه ونواف واقفين معاه
      أبو فيصل : هاه شلونها اللحين
      فيصل : تطمن يبه إن شاء بتكون بخير والتفت على فهد يسأله ...
      فيصل : كلمت عمي وعمتي قلت لهم ؟
      فهد : ايه ...ويمكن على بعد الظهر يكونون هنا ..على أول رحلة يلاقونها !
      فيصل : يوصلون بالسلامة إن شاء الله
      طلعت الطبيبة ....اللحين أحنا نقلنا لها الدم و نقلناها لغرفتها ..بس هي شكلها متأثرة نفسيا ...بالإضافة لتعبها الجسمي...
      أرجو أنكم تراعون هالنقطة ...يعني نبغى راحة وهدوء تام ..
      وراحوا كلهم لجناحها ....كانت نايمة على السرير الأبيض والشحوب يغطي ملامحها ....
      وقف فيصل على راسها ويناظرها بحزن وألم ...
      والباقين كانوا حول سريرها وماهم بأحسن منه حالة..
      جات الطبيبة وقربت من السرير...وابتعد الجميع عنها ..ما عدا فيصل
      فيصل : أنت مو قلتي أنها صحيت ؟
      الطبيبة : أنت عارف تأثير البنج وهي بعدها تعبانة ومحتاجة للنوم والراحة ...
      في هاللحظة ..كانت نجمة تتحرك في السرير بصعوبة وصدرت منها آآآآآآآآآآآآآآهة ضعيفة
      الطبيبة : نجمة كيف حالك ..الحمد لله على سلامتك
      فيصل بصوت خافت : نجمة ..نجمة
      نجمة وهي تفتح عيونها وبنظرة ضبابية ما شافت بوضوح اللي قدامها بس أشباح تسبح بضباب كثيف تأوهت....شوي وهي تسترجع ببطئ لحظات ألآمها السابقة ويدها تنتقل بصعوبة تتحسس يطنها...قالت لنفسها خلاص ما عاد فيه أمل ...أغمضت عينها بقوة ...ولا ردت على أحد ....ورجعت تنام
      الطبيبة : هي محتاجة للراحة ...خلوها تنام أكثر فترة ممكنة
      كانت أطراف يد فيصل الماسكة حاجز السرير تضغط عليها بكل قوة من القهر
      طلعت الطبيبة ...وراحت سارة والعنود مع نواف وأبوهم للبيت ....وفهد راح مع نوف ...ومشاري وخالد طلعوا ..أصر فيصل أنهم يروحون علشان يرجعون بعد العصر ...لأنهم من البارح على وقفتهم ...ووصى البنات يجيبون له هو ونجمة شوية أغراض محتاجينها .....
      جلس على الكرسي اللي قدامها ...بس اللحين... يقدر يفك اسر دموعه المحبوسة من الفجر ....
      نزلت دموعة بصمت ...وهو يناظرها ويتذكر كل كلامها معاه ...حركاتها ...
      تذكر يوم سألته ...أنت وش ودك يجيك بنت وإلا ولد ؟
      فيصل : اللي يجي من الله حياه الله...
      نجمة وكأنها كان ودها تستثيرني كملت ...بس أنا ودي بولد ...تدري يقولون الولد يطلع على أخواله وضحكت ....
      وش سويت أنا ناظرتها بغرور وصديت عنها مثل كل مرة ...
      بس هي كملت : بس لو جات بنت وش بتسميها ؟
      فيصل : لين تجي يصير خير ...
      نجمة قامت وهي مقهورة مني وهي تقول ...مافيه أمل منك ...ما بتتغير ...
      حس بتأنيب الضمير ...والألم ...
      غمض عيونه ...وأسند راسه على حافة الكرسي ....شوي وغفى على جلسته ..
      بعد ساعة دخلت ممرضة ...وعلى حركتها فتح عيونه ...وكان وقت صلاة الظهر قرب ..فقام شاف الممرضة تشيك على ضغط وحرارة نجمة ...اللي كانت صاحية بس ما ترد على كلام الممرضة وتساؤلاتها
      الممرضة : نجمة ...كيفك اللحين ...أنت حاسة بألم ...
      نجمة ..............
      فيصل : نجمة أنت صاحية ...كيف حالك ...تحسين بشئ ...تبغين شئ؟؟!!
      يوم ما ردت عليه قال للممرضة تطلب الطبيبة
      توضأ وصلى بالغرفة عندها ....بعد ما أنتهي بشوي ..جات الطبيبة ...
      كشفت على نجمة ...ونفس الشئ ...ما كانت ترد على أسألتها ..
      أشرت الطبيبة لفيصل وطلعت معاه برى ...
      الطبيبة : شكل المدام رافضة تتكلم بسبب صدمة فقدها للجنين ...لا تضغطوا عليها ...شوي وترجع لطبيعتها ..
      رجع فيصل للغرفة ...كانوا جايبين الغدا ...
      وزي ما رفضت تتكلم رفضت تاكل ...
      فيصل بترجي : نجمة بس أشربي الشربة !!!
      نجمة كانت نظراتها فارغة من أي معنى ...وكأنها ما تشوف اللي قدامها ...او كانها نظرات ما فيها حياة
      حتى هو ما قدر ياكل شئ ...رجع لكرسيه محتار وش يسوي ...
      بس يوم طرى بباله أن عمه وعمته بيجون اليوم ارتاح شوي أكيد بيقدرون يأثرون عليها
      بالعصر كان الجميع في الغرفة ويحاولون يتطمنون عليها ....سلموا عليها كلهم ...
      بس ما كلمت أحد ولا ردت على أحد .....وكأنها ولا حست بوجودهم أصلا ...
      عمها وفهد ما قدروا يستحملوا منظرها طلعوا للغرفة الثانية ...
      العنود : حبيبتي نجمة ...ردي علي ...فيه شئ يوجعك ....
      سارة وهي تبكي نجمة حبيبتي سامحيني كل هذا بسببي... الله ياخذني
      فيصل بصوت حاد : بس اسكتي ....
      نوف : خلوها ترتاح ...تعال يا فيصل عند فهد وابوي بالحجرة الثانية أشرب قهوة
      كانت عيونه عليها ...هي ما ترد على أحد ...يالله سترك يارب وش صار لها !!
      وطلع عنها ...بس قلبه كان معاها ...
      العنود : سارة هاتي ترمس الحليب
      وأخذت الكوب اللي صبته سارة وقربته من نجمة وهي تقول:حبيبتي نجمة اشربي شوية حليب بالقرفة زين يدفيك ....
      نجمة ما ردت ولا شربت ....ولا كأنها موجودة
      حطت العنود الكوب بيأس على الطاولة وناظرت خواتها بألم ...وطلعت عند أبوها بالغرفة الثانية
      لحظات ويدخل أبو سلمان وأم سلمان ...اللي وصلهم مشاري وخالد وقالوا لهم السالفة كلها
      أبو سلمان : السلام عليكم ...وبدأ يسلم على الجميع بداية بأخوه
      وسلمت أم سلمان على البنات ....وراحت لنجمة حضنتها بحب الأم الصادق ....لحقها أبو سليمان بلهفة الأب الحنون ..
      أم سليمان : وهي تسلم عليها هاه يمه كيفك اللحين ...الله يعوض عليك يابنتي
      أبو سليمان وهو ينحني عليها : وشلونك يا بنتي ..الحمد لله على السلامة ...لله ما أعطى وله ما أخذ...يا بنتي المؤمن يقول (( لا حول ولا قوة إلا بالله ,إنا لله وإنا اليه راجعون , اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيراً منها ))
      نجمة بنفس الوضع السابق ......ولا كأنها شافت اغلى ناس عندها...ولا سمعتهم
      ألتفت أبو سليمان يداري دمعة حسرة وحزن على بنته بدت تتجمع بعيونه ..وطلع لفيصل واخوه ...
      أبو سليمان بقهر : وش قالت الطبيبة....وليه اللحين هي ما تتكلم ولا ترد علينا ..
      فيصل بحزن : تقول أن حالتها النفسية متأثرة من فقد الجنين ...ويومين وبترجع مثل الأول إن شاء الله ...تعال هنا يا عمي استريح
      أبو سليمان : وين ارتاح ونجمة هذه حالتها ...أنت شفتها يا بو فيصل ؟؟<<<يشكي همه لأخوه
      أبو فيصل : إن شاء الله ما فيها إلا الخير ....هي اللحين تعبانة ويوم ترتاح بترجع مثل الأول ...
      ونفس التساؤلان كانت تطرحها أم سلمان على البنات ...وهم يحاولون يطمنونها ...
      في المسا جات الطبيبة لمتابعة حالة نجمة ...وبعد ما انتهت ...
      أم سلمان : هاه يا بنتي كيفها الليحن ؟
      الطبيبة : والله هي اللحين جسميا نقدر نقول بخير ولله الحمد ...بس هي تعاني نفسيا !!
      أم سلمان : بس هي ما تتكلم ولا تاكل ....وش نسوي ؟
      الطبيبة : أنت يا خالة تعرفين أن المرأة تعاني اضطرابت بعد الولادة ...وتصيبها في كثير من الآحيان كآبة ...وفي حالة بنتكم زادت هذه الحالة ....لأنها يمكن كانت متعلقة كثير بالجنين الجاي وحاطة عليه آمال كثيرة ..
      الأكل مقدرور عليه هاليومين بنخلي المغذي بيدها ...وبتمر عليها زميلة لي ..من الطب النفسي تشوفها وتطمنوا عليها إن شاء الله ...
      بس أنا أبغاكم ما تزيدوا توترها ...ولا تضغطوا عليها ...كونوا حولها ....كلموها عادي ..اعطوها الأخبار ...تكلموا مع بعض ...
      وهي إن شاء الله بتتحسن ...
      كان الكلام هذا كله أمام الجميع ...بالغرفة الثانية الملحقة بغرفة نجمة ....الكل كان مهتم ومتأثر ...وأكثرهم فيصل.
      ما قدر يتحمل أكثر ...طلع وتركهم ..
    • الجـــــــــ 22 ـــــــزء
      خرج فيصل لحديقة المستشفى ....كعادته ما يبي أحد يشوف مشاعره أو يشاركه فيها ...
      بس نواف كان متابعه...شافه جالس على الكرسي بآخر ركن بالحديقة جالس يطالع امامه ....والحزن بعيونه والهم مرسوم على وجهه..
      نواف وهو يجلس أمامه ويضع يده على كتفه مواسياً : ما قدامها إلا العافية إن شاء الله ...وربنا يعوض عليكم ...
      فيصل : بس شكلها تعبانة ...و ما أدري وش صابها كأنها ... .... ما أدري وش أقول ...
      كأنها ماهي حية ....صايرة جسد بدون روح
      نواف : أنت روحها ...
      فيصل يطالع أخوه وهو ماهو فاهم عليه .......
      نواف كمل : هي اللحين تمر بمحنة وأنت اللي بتساعدها تتجاوز هالمحنة ......إن كنت ....
      وسكت نواف وطالع أخوه ....
      فيصل يستفهم : إن كنت ايش...كمل ؟؟
      نواف بتردد: إن كنت تحبها ...وتبي تكمل معاها حياتك ....وإلا كلا يروح لطريقه...ويبقى الأحترام والقرابة بيننا كلنا ...لاتفكر أنكم تستمرون علشان ...اي سبب غير أنك تحبها كزوجة ....
      فيصل : ومين قالك أني ما أحبها كزوجة ؟
      نواف : فيصل ...صحيح أنت أكبر مني ...بس أنا عاشرت أشكال وأنواع من البشر ...وعرفت حريم ...يا كثرهم ..
      فيصل طالعه بنظرة استنكار حادة ...
      ضحك نواف : لا تفهمني غلط ...صديقات بالجامعة ...زوجات أصدقائي ...معارف ...يعني مو اللي تظنه
      بس بصراحة ما قد شفت أحد بطيبة ...وبراءة بنت عمنا ...احسها مثل الوردة البرية ....واعتقد أن أكثر بناتنا مثلها ....زهور برية .....نادرة الوجود...حرام الواحد يفرط فيها ..
      وأنت يا خوي احسك ما تعاملها بشكل طبيعي ...
      على العموم أنا ما بتدخل بخصوصياتك ...بس والله أني اتمنى لكم السعادة ...بس حاول هاليومين تبين لها الحب والحنان اللي أشوفه بعيونك ...وخرج الشوق اللي حابسة بضلوعك ...
      طالعة بنظرة ذات مغزى وقام عنه .....
      بعد ساعة رجع فيصل للغرفة ....كانت مشاعره اهدأ كثير ....
      لقي الجميع على جلستهم ...بالغرفة ...
      أصر عليهم كلهم أنهم يروحون يرتاحون ..
      أم سلمان : رح أنت ..وأنا بأبات معاها
      فيصل : عمتي روحي أنت ارتاحي ...وبكرة الصباح تعالي ...وانا اروح ...خلينا نتناوب بجلسة المستشفى أحسن..
      مع إصراره ...ما قدروا إلا أنهم يروحوا كلهم وبقي هو معاها ....
      بعد ما هدأ المكان ...اخذ مصحفة وجلس قريب منها يقرب بصوت شجي آيات من القرآن ...بعد ساعة رفع راسه ...شافها نايمه ..واثر دموع على وجهها ...
      عدل اللحاف عليها ...ونام على الكنبة أمامها ....
      مرت أربعة أيام ..وهي على نفس الحال .....
      مع أن الطبيبة النفسية مرت عليها ...وطمنتهم وكتبت لها حبوب مهدئة ..
      كانت أم سلمان تقضي اليوم كله معاها ..وفيصل يقضي الليل عندها ...والباقين ما خلوهم ...هذا جاي وهذا رايح ...بس هي بعالم ثاني ...ما هي حاسة بأحد ...
      وما تبغى تحس بأحد ..
      رابع يوم جاء سلمان وهيفاء وعيالهم ....ودخلوا الغرفة سلموا عليها ...
      ولما رفع سلمان طيف لسريرها علشان تسلم عليها ...حس أنها حركت يدها ومسكت يد طيف لثواني ...وعينها كانت تتابع عيال أخوها ...بالغرفة ...بس مافيه أي استجابة غير كذا ..
      طلع سلمان وأمه للغرفة الثانية ...
      سلمان : وبعدين بتظل على هالحال لمتى يعني ...ليه ما نشوف مستشفى ثاني ...أو نوديها لشيخ يقرأ عليها ؟
      أم سلمان : والله أحنا محتارين ..الطبيبة تقول أيام وتعدي ...وهي مثل ما تشوف ...حتى أني أنا وبنات عمك
      احترنا معاها وش نسوي لها ...
      بالغرفة كانت هيفاء جالسة تكلم نجمة : نجمة حبيبتي ...أنت العاقلة المؤمنة تسوين كذا أجل وش خليتي للي إيمانهم قليل ...أنت عارفة أن أي مصيبة تصيب المؤمن خير ...حتى الشوكة يطاها له فيها اجر عظيم أنت ناسية قول الحبيب عليه السلام
      ((ما يصيب المسلم ، من نصب ولا وصب ، ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم ، حتى الشوكة يشاكها ، إلا كفر الله بها من خطاياه))...واذا فقد أحد ابناءه ...فهم في الجنة يسبقونه فيها إن شاء الله ويكونون شفعاء له ....
      نوف وهي تقرب ملقة شربة لها: حبيبتي نجمة أشربي هالشربة علشان خاطري ...وش تبين يصير فيك ؟وغصت بدموعها
      مسكتها هيفاء ...وخلتها تجلس على الكنبة علشان تهدأ ...خليها براحتها يا نوف
      في اليوم الخامس بالصباح كان الموجودين هم خالد ومشاري وابو سلمان وامه وسلمان وعياله ....
      دق الباب ودخل خال نجمة أبو محمد وزوجته بعد ما تغطت أم سلمان ....
      كانوا يسلمون عليها ويتحمدون لها بالسلامة ....
      أبو سلمان وهو يطلع من الغرفة ويأشر لعياله يطلعون.. علشان ياخذون راحتهم مع نجمة ..
      أبو محمد : هاه يا بنتي كيف حالك وشلونك ...
      ما ردت عليهم ....
      جلسوا معاه ساعة ...يتكلمون ...ويعيدون ذكريات يعرفون أنها تحبها ...عن ولادتها ..وأمها وحياتها السابقة ...في النهاية قام أبو محمد وهو يمسح دمعة حارة نزلت من عينه على بنت أخته ..إلا بنته اللي مو قادر يسوي لها شئ ...وطلع عند أبو سلمان والشباب..
      أصر أبو سلمان أنهم يرحون كلهم لبيت أبو فيصل يتغدون لأنه لما درا بوصولهم..أصر أنه يجهز الغدا لين يجون ....
      بقيت أم محمد مع نجمة بعد إصرارها أنها ما تتركها لأنها مضطرة تسافر بالليل هي وأبو محمد ..ويرجعون لجدة ...فقالوا بيرسلون الغدا بعدين لها للمستشفى ...
      ويوم خلت الغرفة وما بقى إلا أم محمد ...
      أم محمد وهي تقرب وتمسد على راس نجمة : هاه يمه وش هذا اللي سمعته ... كيف يعني ما تبين تاكلين ولا تشربين ...
      يعني عاجبك تظلين هنا بالمستشفى ...أنت تعترضين على قضاء الله وقدره ...وإلا هذا من برك بوالديك ...
      أنت الحنونة ..تشوفين دمع أبوك ..وأمك ولا تحاولين تخففين من حزنهم ..ما اصدق أن هذه بنتي اللي ربيتها ...
      دق الباب ..وكان فيصل جايب الغدا هو ونوف ...
      في المساء تجمعوا مرة ثانية عند نجمة ...
      وجاء ابو محمد يودعها ...وكانت دموعه تتسابق في عيونه ...
      أبو محمد : يالله يا بنتي في أمان الله ...لا أوصيك بذكر الله والأستغفار ...ربي يشفيك ويهديك يا بنتي...
      انحني يسلم على راسها ولامست دموعه وجهها ...فأحرقت قلبها ...
      وخرجت منها آآآآآآه وضمت خالها بقوة ...أفرحت الكل ...
      ما زادت عن هذه الضمة إلا بضمة ثانية لخالتها ...ورجعت لما كانت فيه ...
      وطلعوا وهم يدعون لها ...وراح فهد ونوف يوصلونهم للمطار
      في آخر اليوم وقف أبوها قدامه وهو يقول بحزن : نجمة وش اللي يرضيك يبه ...وش تبين ...أنت بس قولي لي !!
      طلع عنها وهو يمسح دمعته ..وطلع خالد يوصل أمه وأبوه
      كان أخوانها سلمان ومشاري معاها وعيال سلمان حولها كانت طيف تلعب بسريرها..وسعد ...طلع على الكرسي يتفرج من الشباك اللي بالغرفة ...وهيفاء ترتب الغرفة لها قبل ما يطلعون...
      وسلمان قرب منها وهو يقول: أنا بأ سافر بكرة الصباح للمدينة ما بتودعيني ...بس أبغى تودعيني ببسمة ..وإلا أقول لك وش رايك تجين معانا أنا والعيال للمدينة كم يوم ....
      هيفاء بيأس: ما أدري من وين جبيتي هالقسوة يالحنونة ....حني علينا ببسمة
      مشاري : احنا السبب محد قالنا نخلي فيصل يتبرع لها بالدم اكيد هذا بسبب دمه !!
      سلمان بحدة : مشاااااااااااااري ...وش هذا الكلام ؟
      مشاري : وأنا صادق ...وإلا من متى يهون على نجمة دموعنا وعذابنا ..وبالأخص دموع ابوي أنت ما شفته !!
      انحنى سلمان يسلم عليها ...ورفع عياله يسلمون عليها ...
      وحضنتها هيفاء وهي تقول : ودي أبقى معاك بس أنت عارفة الظروف يالله قومي بالسلامة وتعالي لنا بالمدينة ...
      طلعوا كلهم ..وبقي مشاري اللي أصر على فيصل أنه هو اللي بينام معاها الليلة ....
      قرب مشاري منها وقال لها بحنان : أكيد أنت ما زعلتي مني يا غالية ...
      التفت وهو يدور بعيونه على شئ ..
      مشاري : وين الشكولاتة ....عيال أخوك ما خلوها ...قضوا عليها ...ما شاء الله عليهم
      وإلا يمديك أنت تاكلينها ...وأحنا ما ندري عنك
      سمع صوتها تناديه بضعف : مشاري ...
      مشاري وهو ميت من الفرحة : أمرك يا الغلا كله...
      نجمة : ابي اروح مع سلمان للمدينة ...
      مشاري : أمرك أنت تطلعين بالسلامة من هنا وترتاحين كم يوم ...عقب أو ديك برسم الخدمة للمدينة ..
      نجمة : لا أبغى أطلع من هنا واروح معاهم للمدينة بكرة....الله يخليك كلم الطبيبة واحجز ...بأطلع منها ..
      مشاري بحنان : ابشري يالغلا ..باسوي كل اللي أقدر عليه ...وما يصير خاطرك إلا طيب ..وبأكلم فيصل
      نجمة : ما عليك منه لا تكلمه ...أنا أبغى اروح ارتاح أبعد من هنا ... بس ما أبي حد يكلمني في أي موضوع ...خلوني على راحتي ..
      تحرك مشاري بسرعة بدون ما يرد عليها ...هم ما صدقوا ترجع تحس في نفسها وفي اللي حولها ..
      وطلب الطبيبة ...وشرح لها وضع نجمة ..وافقت انها تسمح لها بالخروج بكرة اذا أكلت الليلة ...
      أتصل على ابوه وأخوانه وخبرهم بطلب نجمة ..
      في بيت أبو سلمان ...
      ابو سلمان : سلمان أحجز لأختك معاكم ...ورتب أمورها ..وانت يا أم سلمان روحي أنت وهيفاء جهزوا اغراضها اللي بتحتاجها ..وهاتوها ...
      أم سلمان : بس لازم نقول لفيصل أول
      سلمان : فيصل أكيد ما بيخالف ..
      أبو سلمان : ما دام هي تبغى تروح المدينة بنخليها تروح وترتاح ..وفيصل خلوه علي ..
      تحرك الجميع يرتب أمور سفرة نجمة مع أخوها ...
      دري فيصل بطلب نجمة ورغبتها ...حس أنها تبي تبعد عنه ...أنقهر ...وحس بألم ..
      بس ما فيه مجال أنه يحتج أو يعترض أهم شئ اللحين أنها تخرج من ازمتها ..وبعدين كل شئ وله حل ...
      ثاني يوم من الصباح بدري كان فصل أول زائر لنجمة دخل وشافها جالسة في سريرها مرتكية على وسايد بنصف جلسة ومشاري يسولف عليها وهي تبتسم ...
      ارتاح لشوفتها بخير ...
      فصل : السلام عليكم
      مشاري : وعليكم السلام
      انتبه فيصل أن نجمة ما ردت عليه ...وما طالعت فيه ...
      مشاري : جيت بوقتك يالطيب ...تعال كل هالفطور الزين ..أنا طالع شوي
      فيصل وهو يقترب من سريرها : كيفك اللحين ...عساك طيبة
      نجمة : .....................
      فيصل : يعني أنت زعلانة اللحين مني ...مو انا مثلك ... كنت انتظر هالمولولد وأتمناه....
      رفعت راسها وناظرته ...بنظرة ...ما فهم معناها ...لوم ...عتاب ...حزن
      ظلوا ثواني كل واحد ينظر للثاني ...بدون كلام ...
      بس نظرات حيرة ...وحزن ..وندم ..
      في لحظة مد يده ناحية راسها ... كان وده يلمس شعرها ....يقرب منها بأي شكل..اشتاق لها
      بس في هذه اللحظة كانت أم سلمان تفتح الباب ....وتسلم عليهم..
      قبض يده ..وابتعد بحسرة ..كان وده بلمسها ...
      دخلت عمته وقفت مكان ما كان واقف وسلمت على نجمة..وكان وراها أبو سلمان ومشاري وخالد ..
      بعد السلام ...
      أم سلمان : يالله اطلعوا برى ...خلونا نجهز نفسنا للخرجة من المستشفى ..سلمان يستنى بالمطار راح يقطع تذاكر الصعود للطيارة
      طلعوا كلهم للغرفة الثانية ....وهي دخلت للحمام غيرت ملابسها واستعدت ...
      كان مشاري مقرب لها كرسي ...علشان يوصلها للسيارة ...
      حاولت الرفض بس محد عطاها فرصة ...
      أبو سلمان : يبه أنت بعدك تعبانة وقدامك سفر ..ريحي عمرك ...
      وصلوا لسيارة مشاري ....كان واقف جنب السيارة ...
      نجمة وهي توقف تلتفت على أمها وابوها قبل ما تدخل السيارة ...يالله مع السلامة مافيه داعي تعبون حالكم للمطار ..ما بقى شئ على الرحلة <<<< هي كانت تعني فيصل أكثر شئ ما ودها يروح للمطار ..قربه يربكها ...يشوش تفكيرها ...ويثير مشاعرها ...
      أبو سلمان وهو يسلم عليها : يالله يبه في حفظ الله ..انتبهي لنفسك
      أم سلمان وهي تسلم عليها : الله يحفظك ...الله الله بعمرك يمه ...واحنا كم يوم ونجيكم ..
      اقترب فيصل وانحنى عليها وهو يقول : مع السلامة ...تامرين على شئ ...لو احتجتي شئ اتصلي
      أحنت راسها وماردت عليه ...وهو ابتعد بسرعة
    • الجــــــــــــــ 23 ـــــــزء
      بعد أسبوعين في المدينة .....
      كانت نجمة جالسة بحديقة فيلا سلمان وعيال أخوها يلعبون قدامها ...
      هيفاء جاية وشايلة صينية الشاي : وجاكم الشاي المديني المنعنع ...اللي ما فيه مثله من يد أحلى بنات المدينة هيفاء ..... سلمااااااااااان يالله تعال ألحق على الشاي والبريك <<< كان داخل من باب الحديقة ...
      سلمان وهو يضحك : السلام عليكم ...
      نجمة وهي تضحك : وعليكم السلام ..اكيد حماتك تحبك ...جيت بوقتك..
      سلمان وهو يطالع هيفاء ويكشر : بس أنا ما أحب بنتها ....
      هيفاء وهي تضحك وتغمز له : بس بنتها تعشقك ...
      سلمان : تحبيني هاه.. أجل ليه لاطعتني ساعة على التلفون ما تردين ؟...والجوال مشغول ؟
      هيفاء وهي ترد بدلع : والله حبيبي ما كنت منتبهة كنت أكلم خالتي أم سلمان بالجوال وما سمعت التلفون ...تراها تسلم عليكم كلكم
      نجمة وسلمان : الله يسلمها ويسلمك
      نجمة : كيف حال أبوي و أمي والعيال كلهم ...
      هيفاء : كلهم بخير يسلمون عليكم ...ويسألون عنك !!
      سلمان وهو يلتفت يكلم نجمة : إلا أنت ليه مسكرة جوالك ...وش عندك؟
      نجمة : ابد ما فيه شئ ...بس يوم أحتاج أكلم أحد اتصل ...وبعدين اقفله وأنساه...
      سلمان : قولي ما تبين تردين على أي أحد ....يعني تكلمين اللي على كيفك ؟؟
      نجمة طنشته والتفتت لطيف اللي جاية تركض وحضنتها ...هاه حبيبتي تبغين يسكويت وإلا بريك ؟
      سلمان وهو منغاض : نجمة فيصل كل يوم يتصل يسأل عنك ...ليه ما تكلمينه وتردين عليه لما يطلبك؟!!
      بينكم شئ ...مزعلك بشئ ؟؟ وش المشكلة ؟
      نجمة وهي تخبي راسها بطيف : ما فيه مشكلة بس ما أبغى أكلم أحد ..ابغى أرتاح شوي !!
      سلمان : بس هذا زوجك ...ويبي يتطمن عليك أنت كم مرة صديته ..وما رضيتي تكلمينه ..احرجتيه ؟
      نجمة وهي ودها تسكت أخوها : شكلي ثقلت عليكم ...طولت كثير عندكم ؟
      سلمان بحده : نجمة هذا ما هو أسلوب للتفاهم ...أنت تعرفين أنك بعيوننا ولو قعدتي العمر كله....ولا عاد أسمع منك هذا الكلام ابد ...
      ادري أنه هذه حياتك وما تبين حد يتدخل ...أنت للحين ما تحسن أننا أخوانك اللي ممكن يوقفون معاك ويفدونك بحياتهم ...يوم تحسن هذا الأحساس بتجين وتقولين لي كل شئ ...
      هيفاء وهي تحاول تخفف التوتر اللي صار : يا جماعة صلوا على النبي ...وشبكم ...يا سلمان يوم بتحس نجمة نفسها مستعدة للكلام بتتكلم ....خلها على راحتها ...وأنت يا حبيبتي ...أنا قلت لك من الأول أحنا أخوات دايم قلوبنا مفتوحة لك ....
      نجمة وهي تحس بالإحراج : والله ما أدري وش أقول ..بس أنا ....
      هيفاء : خلاص يا نجمة بعدين نتكلم ...يالله اللحين ما بتروحين معاي لبيت أهلي قومي استعدي
      نجمة : لا ما أقدر أروح....روحي أنت ...
      هيفاء : ليه إن شاء الله ...ماما بتزعل عليك بعدين ...يالله يا شيخة بلا دلع ...نخلينا نروح نغير جو ونتسلى
      سلمان وهو يقوم : يالله أنا قايم اذا اتفقتم ...تجهزوا ...وراح عنهم
      نجمة وهي حاسة بالذنب : زعل مني ...صح
      هيفاء وهي تقرب منها : لا ...سلمان عمره ما يزعل منك ..بس يمكن ما توقع ردك
      في هاللحظة رجع سلمان وطلع من باب الصالة مرة ثانية وقال : على فكرة بكرة المساء بجينا ضيوف استعدوا لهم ...
      هيفاء : مين ؟
      سلمان : ضيوف وبس ...مو ضروري تعرفين مين !!!
      وهنا قامت نجمة من مكانها وراحت لين أخوها وحضنته وهي تقول : سامحني ..والله مو قصدي
      سلمان وهو يمسح على راسها : أنا أصلا ما زعلت منك ...أنا بس أتمنى اشوفك دايم سعيدة ومرتاحة
      نجمة : بوجدكم أنت وأبوي وأخواني إن شاء الله
      سلمان : بوجود زوجك ..وعيالك إن شاء الله ..
      ماردت عليه ورخت راسها ..وهو يبتسم لها ...
      هيفاء بصوت عالي وهي جاية لهم : هيه أنت وياها ...اشوف زاد حالكم ...تراني أغار ...بعدوا عن بعض وبسرعة ...
      ضحكوا ...ومشى كلا منهم ينهي أشغاله ...
      ألتفتت نجمة قبل ما تدخل الغرفة : سلمان من الضيوف ؟
      سلمان : ما بأقول لك ...يالله أخلصي ...ما لك شغل ..

      وفي الرياض ما كان حال فيصل أحسن من حالها ......
      نظرات اللوم والعتب بعيون كل اللي حوله زادت من ...احساسه بالذنب ..ومن تعبه
      كان جالس بالصالة هو وأبوه ...
      ابو فيصل : ما قلت لي يا فيصل متى بتروح تجيب حرمتك ؟
      فيصل : إن شاء الله قريب ...<<< والله ما يدري أبوي أني مو قادر أكلمها ..ما ترد علي شلون أروح أجيبها
      أبو فيصل : والله البيت ما يسوى من غيرها
      فيصل : صدقت يبه ...<<<< أجل وش أقول أنا اللي حياتي أظلمت من دونها
      كانت سارة جاية بصينية القهوة ....وسمعتهم ..
      سارة : مين هي اللي البيت ما يسوى بدونها ؟!!
      أبو فيصل : نجمة ..مين غيرها اللي غايب نورها عن بيتنا ؟
      سارة : ما شاء الله وقمت تتغزل في بنت أخوك بعد ...وأنا ما أسد يعني ؟
      أبو فيصل : صبي القهوة ...وقولي لي وش أرد على الرجال اللي له ثلاث أسابيع ينتظر ...وروحي نوري بيته ...
      سارة وهي مكشرة :أنا قلت ماني قايلة رأيي إلا لما ترجع نجمة ...
      أبو فيصل : يا بنت الحلال فشلتيني من الرجال ...أنت قولي رأيك وبعدين يوم ترجع نجمة بتسوي اللي تبينه
      سارة : كأنك يبه تبيني أوافق ؟!!
      فيصل : وليه ما توافقين ...الرجال ما عليه كلام ...ما فيه عيب
      سارة : العيب يمكن في أنا !!
      فيصل بحدة : سارة وش ذا الكلام ...أنت متى بتعقلين ...وتصيرين حرمة ..
      سارة ..............
      أبو فيصل : إن شاء كم يوم وترد نجمة ...واسمع ردك !!
      سارة وهي تقوم : إن شاء الله
      وبعد ما قامت سارة ....
      أبو فيصل : يا فيصل خف على البنت ...الحريم ما يتعاملون مثل العسكر ...
      الحريم يجون بالكلمة الطيبة ...والمعاملة الزينة ...فهمت وانا أبوك ...الله يهديك بس
      قام فيصل من عند أبوه وهو ضايق صدره ...لأنه عارف ومتأكد أن ابوه كان يقصد طريقة معاملته لزوجتة ...
    • الجـــــــ 24 ــــــــــــــــــــــزء
      ثاني يوم كان الأربعاء ..كانت هيفاء ونجمة في المطبخ ...يجهزون للضيوف قهوة وحلويات وفطاير..
      نجمة ك اكيد سلمان قال لم من الضيوف !!
      هيفاء وهي تضحك : أنت ما تعرفين سلمان ...اذا قال كلمة ما يعيدها ..ما قال لي وما رح يقول لي
      نجمة وهي تضرب هيفاء على كتفها : سلمان سيد الشباب مافيه منه اثنين
      هيفاء وهي تضحك : ايه من شاهدك يالحصين ....
      نجمة : طيب ...اذا ما قلت له ويضحك
      هيفاء : يالله خلصنا خلينا نروح نستعد مافيه وقت ...وخلي مآثر أخوك الهمام بعدين أحكيك عنها
      بعد ساعة كان سلمان ينادي عليهم : نجمة هيفاء ...الضيوف وصلوا ..
      وعند باب الصالة كانت ...عمتهم نورة وأم محمد وغالية جايين يقضوا الخميس والجمعة معاهم ...
      طبعا فرحة نجمة ما تنوصف بشوفة الحبايب ...اللي جابهم هو عبد الرحمن
      وفي المساء كانوا سهرانين بالحديقة .....
      نجمة : والله ناقصنا شوفة خالي ليته جاء معاكم
      أم محمد : زين منه اللي خلانا نجي مع عبد الرحمن ...ما توقعت يوافق ..
      العمة نورة : والله هذه الساعة المباركة اللي جمعتنا في طيبة الطيبة ... بكرة إن شاء الله اليوم كله نقضيه في المسجد ...
      نجمة : إن شاء الله حى أنا بروح ...ما صدقت أني تعافيت ...علشان أكسب لي كم صلاة بمسجد الحبيب عليه السلام
      العمة نورة : ايه والله قبل ماترجعيت بيتك !!
      أم محمد : ايه والله ليت أم سلمان معانا ...إلا يمه نجمة متى بترجعين الرياض ؟
      نجمة : قريب يا خالة إن شاء الله ...غالية تعالي معاي نتمشى شوي
      وقامت نجمة وغالية ...
      نجمة : هاه وشلونك أنت وعبد الرحمن وش أخباركم ..ومتى الزواج إن شاء الله
      غالية وهي تضحك على مهلك ...احنا بخير ..وعبد الرحمن أمير قلبي أنا ...وزواجنا أول الإجازة بعد شهرين إن شاء الله ...
      واللحين جاء دورك ...جاوبي ..
      غالية وهي تضحك : وشلونك أنت ...وكيفك مع فيصل ...ومتى بترجعين بيتك
      نجمة والبسمة غابت عن وجهها : ما أدري !
      غالية : وشو اللي ما تدرين ؟
      نجمة : كل اسألتك إجابتها ما أدري ...ما أدري أنا بخير وإلا ..لا ...ما أدري كيف حالي مع فيصل ...وما أدري متى بأرجع ...
      غالية : نجمة أنت طول عمرك كنت بسيطة وواضحة ليه اللحين أحس فيك غموض ...ليه مو قادرك أفهمك ...أنا من أول ما جينا ...أدور على نجمة أختي رفيقة طفولتي وصباي ما لقيتها ...حتى ضحكتك أحسها ...مو صافية مثل أول ....
      نجمة وهي تغير الموضوع : تحبينه ؟!!
      غالية وهي تبتسم : تصدقين ما كنت أتصور ان ممكن أحب أحد ...مثل ماأحب أمي وأبوي ...اللحين احس أني أحب عبد الرحمن مثل ما أحب أمي وأبوي ...واحبه أكثر من نفسي ...
      نجمة : يا سلالالالالالالالالالام على الكلام الحلو ...وينه عنك يسمع
      غالية :بصراحة عبد الرحمن ...ينحب ....وخالتي نورة تنحب ..أنا ربي راضي علي الحمد لله يوم وفقني بها الرجل وأهله ..
      نجمة : الله يتمم عليكم ويوفقكم ويديم المحبة بينكم ...أنت تستاهلين كل خير ...
      وهنا جاتهم العمة نورة ...هاه وش تسوون يا بنات ؟
      نجمة وهي تبتسم : ابد يا عمة ...نسولف
      العمة :نجمة ...ما بتقولين لي وش فيك ؟ متى بتردين بيتك ؟
      نجمة : ما فيّ شئ يا عمة ....بس يمكن متضايقة شوي ...وقريب برد إن شاء الله
      العمة وهي تجلس جنبهم : نجمة أنا قلت لك من أول الحياة الزوجية فيها كثير من المشاكل خاصة بالبداية بس الجفا ماهو حلها ....
      هنا وصلت هيفاء لهم وجلست معاهم وهي تقول : خالتي أم محمد تصلي ...وبعدها تقول تبغى تروح الفندق علشان ترتاح ...الله يهديكم كان بتم الليلة عندنا !!
      لاحظت هيفاء أنهم سكتوا لما وصلت ...
      هيفاء : أنا قايمة .
      العمة: لا أجلسي يا هيفاء ...احنا كنا نتكلم مع نجمة ...
      نجمة : يعني يا عمة فيصل اشتكى لك من جفاي ؟
      العمة : إن كنتِ لسه ما عرفتي فيصل فأنا أقول لك ...فيصل عمره ما يشتكي من أي شئ ...يسمع الشكوى من غيره بس هو ما يشتكي
      بس سارة لما كلمتها علشان اتطمن بخصوص العريس اللي جاها قالت لي : ما أقدر أفكر وبيتنا حالة مو مستقر؟
      هي ما بغت تقول لي شئ ...بس أنا كنت حاسة
      نجمة : والله ياعمة ما أدري وش أقول لكم ....حاسة أن فيصل ما يبغاني ...ويعاملني بلا مبالاة علشان تجي مني.... وأطفش منه واطلع بكرامتي من البيت ...
      العمة : يعني أنت اللحين تفكرين أنك .............سكتت وطالعت فيها بحدة
      نجمة وهي تنتفض من الفكرة اللي دارت براس عمتها : لا ...لا والله ياعمة ما طرأ ببالي هالشئ ......
      أنا طول الوقت أفكر بالخطأ اللي سويته علشان فيصل ما يتقبلني كزوجة ...
      العمة : ومين قال أن فيصل ما تقبلك ...وماهو معتبرك زوجة ...روحي اتصلي على سارة وتعلمك وش حالة فيصل ...كيف عايش هالأسبوعين من دونك .....
      هيفاء : ايه والله صدقتي يا عمة سارة ونوف كل ما أكلمهم يتحسرون على حال فيصل ؟
      نجمة ترفع عيونها لهم متعجبة .....
      كملت هيفاء : والله تقول سارة ..لا يأكل مثل الناس ...ولا ينام ...ودايم قلقان ومتوتر ...
      ومو طايق أي كلمة ...
      العمة : ايه والله حتي أخوي أبو فيصل يقول أنه حتى مو مركز بالشغل بالشركة ّ!
      هيفاء : والأعجب من كذا أنه مو راضي حد يدخل غرفته ينظفها ويرتبها ...يطلع منها يقفلها ... يا دوب الشغالة وسارة ينظفون الصالة والحمام أكرمكم الله ..
      العمة : يمه نجمة أنت بأيش تفكرين بالضبط ؟
      نجمة : أنا كنت طول الوقت أفكر وش أسوي علشان زواجنا ينجح !!
      هيفاء : اسمعي يا نجمة ...أنا تزوجت سلمان وهو ما يعرفني ولا أنا أعرفه ..في بداية زواجنا كثرت المشاكل بيننا .....لدرجة أني ظنيت أنه ما تزوجني إلا مجاملة لأخوي ...
      بس تدرين وش قررت ...وش قلت لنفسي.........
      قلت بنفسي والله يا سلمان لأخليك تعشقني ...إلا تعشق ظلي بعد ...
      وكملت وهي تضحك : وعملت جاهدة على ذلك !!فهمتي وش قصدي !!
      نجمة : ما قهمت ؟
      هيفاء : أنا حددت هدفي من البداية أني أخلي سلمان يحبني ...وكان كل اللي أسويه يحقق هذا الهدف ....
      لكن أنت واعذريني أن قلت لك بصراحة... كان هدفك أن زواجك يكون ناجح ...صح ؟
      نجمة : صح ...
      هيفاء : وكان الزواج الناجح يعني لك ...أنك تقومي بواجباتك كاملة ...وبالتالي تحصلي على حقوقك كاملة ..صح ؟
      نجمة : صح
      هيفاء : وهذا اللي صار ...كنت ربة بيت ...زوجة ...أخت ...بنت عم ...زوجة أبن ...كل هذا سويتيه ...ويمكن حاولتي أنك تكتفي بهذا ...بس أكيد أنت حسيتي أن هذا كله مو كفاية ...
      لأنك ما قمتي بالدور الأهم ...بأن تكوني ....حبيبته ...وتحاولي بأن يكون هو حبيبك ومن هنا بدأت حيرتك ...وبدون ما اسأل فيصل أكيد هو كمان كان بيسوي نفس الشئ وبيفكر بنفس الطريقة .....
      وما أقدر أظلمك يا نجمة أكيد حاولتي تتقربي منه ...بس أكيد بدون اصرار ..كنت تتقدمي خطوة ...ولما ما تشوفي تجاوب منه تتراجعي خطوات ...
      نجمة وهي ترخي رأسها للأرض : اعترف أني في الأول حاولت أني أبعد الحب عن حياتنا وأنا قلتها له صراحة قبل الزواج ... كنت أقول أنا ربي أنعم علي بحب الأب والأم والأخوان والأقارب ..والصديقات ...هههه <<<ضحكة ألم
      يعني كنت غارقة في الحب طول عمري ...وظنيت أني ما بأحتاج لحب زوج ممكن يتخلى عني لأي سبب ......
      بس أكتشفت أني غلطانة ....وحب الزوج غير ...
      حب فيه كل معاني الحب..فيه حنان الأم ..ورعاية الأب ...وحماية الأخ ...وألفة الصديق ...واهتمام القريب..
      فيه المودة والرحمة الأستقرار ..كل المشاعر اللي نبحث عنها ...
      هو حب ما نقدر نقول عن الزواج ناجح بدونه ....حب هادئ يغلف كل الكلمات وكل الأفعال ...
      حسيت أني أحتاجه ..وما اقدر أعيش بدونه.........وهنا ..
      كانت دموعها بدأت تتجمع ...والكلمات توقفت بحلقها ...
      كانت خالتها أم محمد رجعت لهم وجلست جنب نجمة ولمتها لحضنها وهي تقول : يمه كل شئ يتصلح ...وياما يصير بين الرجال وحرمته ...
      شوفيني أنا وخالك وأحنا لنا أكثر من ثلاثين سنة متزوجين كل يوم والثاني مناقرة وهواش ..
      العمة وهي تضحك : اصلا مافيه أحلى من التراضي بعد الخصام ...بين الزوجين ...له طعم ثاني
      دق جوال غالية ...ورجعت لهم تقول بعد شوي بيجي عبد الرحمن علشان نروح للفندق...
      غالية : نجمة احنا رايحين الفندق نبات تعالي معانا ....
      نجمة : ليه باتوا هنا ؟
      العمة : لا خلينا نكون قرب المسجد علشان نكسب كل الفروض بالمسجد إن شاء الله
      احنا أخذنا ثلاث غرف وحدة لعبد الرحمن .ووحدة لي ووحدة لغالية وأمها ...تعالي معانا ..
      نجمة : طيب أكلم سلمان ......
      العمة روحي استعدي وأنا رايحة أكلم سلمان ...
      وفعلا طلعت نجمة معاهم للفندق ...وكانت هي وغالية أول من ركب السيارة ..
      عبد الرحمن : هلا والله ببنت الخال ...كيف حالك والحمد لله على سلامتك
      نجمة : الله يسلمك كيفك أنت ؟
      عبد الرحمن وهو يبتسم : بنعمة وخير وسعادة.... بشوفة الغاليين
      غالية : الله يديمها عليك
      نجمة : دايما إن شاء الله
      عبدالرحمن وهو يطالع غالية : يديم شوفة الغاليين ؟!!! آمين يارب
      غالية بحب :ويديم النعمة و الخير والسعادة
      عبد الرحمن :أقول وش رأيكم يا بنات ...ناخذ لنا لفة على ما يطلعون ...شكلهم مطولين
      نجمة و غالية : ههههههههه
      غالية :دحومي ؟!!! من صدقك أنت ....ودك الليلة بهوشة محترمة ...ومدبلة من أمي وأمك
      عبد الرحمن وهو يطالع غالية : علشان هالدحومي ....وعيون الغاليين اتحمل أي شئ
      غالية بدلال : بس تحمل أجل.... جات ست الحبايب ..ههههههه
      تعدل عبد الرحمن بجلسته ....وهو يقول : أنتباه يا بنات ..وعلى طول للفندق
      وصلوا للفندق كانت أم محمد وأم عبد الرحمن بغرفة ...وغالية ونجمة بغرفة ..................وعبد الرحمن بغرفة
      قضت نجمة يومين من اروع ما مر بحياتها ......
      كانت ساعات يومها تقضيها بين صلاة وانتظار صلاة ..قراءة قرآن ودعاء ..تأمل وتفكر ...خشوع لامس أعماق نفسها ....
      في الروضة الشريفة شعرت أنها حلقت بروحها ...فتحررت من الزمان والمكان ...دعت الله كثير أن ينير بصيرتها ...ويهديها لطريق الحق ...ويسخرها لزوجها ...ويسخره لها ويزيل ما بينهما من سوء تفاهم ..
      هدا قلبها ...وصفى تفكيرها ...وسمت روحها ...
      أحست أنها رجعت لتلك الطفلة الصغيرة ..خالية الهم ...رائقة البال ...مرهفة المشاعر ...
      كانت لاتعود للفندق إلا آخر الليل للنوم فقط ....مرة وحدة خرجت مع غالية وعبد الرحمن يشترون شوية هدايا للأهل ....وهي بعد اشترت شوية هدايا للأهل <<<مو معقولة في المدينة وما يشترون هدايا ؟؟
      في ليلة الجمعة....في غرفة البنات
      غالية : شوفي بكرة عبدالرحمن عازمنا على الغدا ...
      نجمة : وعمتي وخالتي ؟
      غالية : لا ...ما يبون يروحون معانا ..وبيطلبون الغدا بالغرفة ..يبون يرتاحون علشان يستعدون للسفر..
      نجمة : وانا بتغدى معاهم بالغرفة ..وش يوديني معاكم ...عذول ههههههههه
      غالية : ومين قال لك أني ابغاك معاي ...بس حكم قرقوش ...أمي قالت ما تروحين إلا اذا كان أحد معاك !!!
      نجمة وهي تضحك : اجل ..نكاية فيك مافيه روحة ...خليك تغدي معانا ...وهو يتغدى بغرفته ههههه
      غالية وهي تقوم تحضنها : واهون عليك أول رمة أطلب منك ...وبعدين انت عارفة بجدة ما يخلونا نطلع ...هو يجيني كل اسبوع ساعة ...ولو تشوفين ...الباب مفتوح ...وهذا جاي وهذا رايح ..
      نجمة : طيب على أمرك بس بشروطي !!
      غالية : تامرين أمر ...وش هي شروطك ؟
      نجمة : لا بالمطعم ...اتشرط ههههههه
      وناموا ...بعد صلاة الفجر جلسوا بالمسجد لين الضحى ....طلعوا فطروا ...وارتاحوا شوي ...
      استعدوا لصلاة الجماعة ... ونزلوا كلهم ...للصلاة
      بعد الصلاة ...راحوا غالية ونجمة وعبدالرحمن للمطعم ...وكان على ذوق عبد الرحمن ...
      وأول ما دخلوا المطعم وكان قريب من المسجد ...كان شرط نجمة أنها تجلس بطاولة لوحدها ...ويكون عبدالرحمن وغالية مع بعض ...علشان يكونوا على راحتهم وهي على راحتها ...وكانوا بقصم العوائل ..
      رجع لها شعور الوحدة ...والحنين ...تمنت لو كان معاها ...تمنت لو هو جالس قدامها ...بصمته وبروده وجفاه ...بس يكون قدامها ...
      بوووووه ...ههههههههههه ..نقزت نجمة من الصوت اللي كان قريب من أذنها
      كانت غالية واقفة على راسها ....وهي سرحانة مو حاسة بنفسها
      غالية : يا بخته ..حتى أنك مو قادرة تتغدين ...من كثر ما تفكرين فيه ...خذي جبت لك صحن حلا على ذوقي
      بس أوعديني تاكلينه كله ....مو مثل الغدا شكلك ما مسكتيه ...وإلا أقول لك باجلس معاك
      نجمة : لاوالله ما تجلسين معاي ...قومي روحي لعبد الرحمن وأخلصوا علشان نرجع الفندق ...تلاقي خالتي وعمتي اللحين ...ينتظرونا وهم شايطين ..ههههههه
      وبعد ما خلصوا ورجعوا للفندق ...كان كل شئ جاهز للرجعة ..بس هي أصرت أنها تكمل باقي اليوم في المسجد ...وكلمت سلمان يجيها بعد صلاة العشا وياخذها من المسجد ,,,
      أما الباقين فبعد صلاة العصر توكلوا على الله ...وسافروا لجدة ...
    • أما في الرياض في بيت أبو فيصل ......
      ابو فيصل ونواف وفيصل بالصالة دخلت عليهم نوف ....
      نوف : السلام عليكم
      الجميع : وعليكم السلام
      أبو فيصل : كيفك يبه ...وكيف عمك وينه هو وفهد ...
      نوف : شوي ويجون ...كيفكم شباب
      نواف : هههههالحمد لله أنا بس اللي شباب والباقين شواب
      نوف : إلا سيد الشباب ...بس بعد فيصل ..شيخكم
      فيصل : خليك منه ...مسكين الغرور ذابحه...
      نواف : بس يحق لي ..وقام يستعرض نفسه ...زين ..وأخلاق ..وكمال ..والكامل الله ..صح يا ابو فيصل
      الجميع ..يضحكون على نواف ..
      سارة وهي نازلة الدرج : وش السالفة ....ليه تضحكوني ...علموني ؟!!
      نوف : جاتكم عاد أميرة الغرور ...بل سلطانته ...ياهلا بسوير
      سارة وهي تسلم على أختها : كأني سامعه نبرة استهزاء ...صح
      نوف : اللحين أنت ما بتتواضعين وتردين على الناس ...تراهم ملوا
      سارة : قلت لكم ...لما ترجع نجمة
      نوف : بالله ..ما شاء الله واذا تأخرت نجمة ..وإلا ما رجعت ...وش بتسوين ؟
      في هاللحظة رفع قيصل راسه متعجب من كلام نوف
      كملت نوف : عمتي وأم محمد كانوا عندهم بالمدينة اليومين اللي مرت ...ويمكن يقنعونها تروح معاهم لجدة تقعد لها فترة بعد ...
      سارة : ياسلام هو على كيفها يعني ...
      نوف وهي تناظر فيصل بمكر: اذا زوجها ما مانع أنت بتمانعين...وأزيدك من الشعر بيت ...خالد يفكر يسافر بعد اسبوعين ياخذ له دورة ويمكن ياخذها معاه ...و..
      بها اللحظة قام فيصل وهو معصب ...,طلع لغرفته ....
      وكانت بعيون البنات نظرة ماكرة ....وعلى شفايفهم بسمة ساخرة ...
      ما طافت على نواف : وش عندكم؟...وش ورى هالظرة الماكرة ؟؟
      سارة وهي تخفي ضحكتها : ما فيه شئ ..وش بيكون عندنا !!
      وترجع تكلم نوف بصوت واطي : والله أنك ما أنت بهينة
      نوف ترد عليها : خلينا نهزه شوي ...يمكن يتحرك ..
      وهنا ينقز نواف ويجلس بينهم وهو يقول ك ما تعرفون أن المساسر حرام ؟
      نوف : لا بس احنا كنا نتشاور بعروس شفناها لك ....
      نواف وهو يضحك : ما شاء الله صرتوا تخططون ..وتدبرون
      سارة : نعجبك أحنا
      نواف وهو يقلد سارة : مانبي راد عليكم لين ترجع نجمة ههههههههههه
      أبو فيصل : يالله بأروح ارتاح بغرفتي ..واذا جاء عمكم قولوا لي
      في هذه اللحظة نزل فيصل من غرفته ...ومعاه شنطته ...وراح لين أبوه
      فيصل : استأذنك يبه في كم يوم ...بأسافر عندي شغل ضروري ..مع السلامة ...
      وبدون ما يلتفت على أحد قال :انتبه لخواتك يا نواف....مع السلامة
      ما عطى أحد فرصة يساله أو يفهم منه شئ ....مشى بسرعة وهو يسمع ابوه يدعي له
      ابو فيصل : في حفظ الله ورعايته ...الله يردك سالم غانم ...
      طلع وخلاهم بحيرة وراه ؟؟
      سارة : وش هذا ..وين بيروح ؟ وش شغله ؟!!
      نوف : اسكتي يا أنا ودي أصرخ بوجهه ...يمكن يصحى


      وفي المدينة .........
      قضت نجمة باقي هاليوم الفضيل بالمسجد بين قراءة قرآن ..ودعاء ..وبعد صلاة المغرب حصل لها موقف أثر فيها كثير ..
      كان فيه أم مع بناتها الثلاث بجانبها ....الأم كانت طول الوقت مستغرقة في صلاة ودعاء ...
      حست أنها اكثر الوقت كانت تبكي في صلاتها بصوت خافت ....
      وحدة من البنات ( الوسطى عمرها تقريبا 5 سنوات) كانت يدها مجبسة وتلعب هي وأختها الصغيرة أمام تجمة ...
      كانت نجمة تراقب حركاتهم الطفولية ...بحب ..وسعادة ...كانت أمهم تصلي
      وفجاءة البنت اللي يدها بالجبس سقطت ...فأسرعت لها نجمة وجلستها وتطمنت عليها أنها ما تضررت أخذتها تجلس جنبها وقالت لها : لازم تنتبهي يا حبيبتي علشان ما توقعي مرة ثانية وتتعور يدك ... لاتجري ...امشي على مهلك ..
      البنت : حاضر يا ابلة ..بس أنا يدي تعورت لأن بابا ضربني ...هو اللي عورني ..
      حست نجمة بالإحراج ...ماكان ودها أن البنت تقول مثل هالكلام الخاص ...
      بعد ما انتهت الأم من صلاتها ...قربت منها وشكرتها على اهتمامها بالبنت ...وجلست تتكلم معاها ..
      حست المرأة بالأرتياح من نجمة ومن كلامها ...ففتحت لها قلبها ..
      المرأة : أنا أم لها البنات الثلاث ...وابوهم الله يهديه قاسي معاهم شوي ...بس هو مو بكيفه ..غصب عنه أنا أدري أنه يحبهم ...ويموت فيهم ...بس ...الله يهديه لما يفقد وعيه ما يدري وش يسوي فيّ وفيهم ...يصير وحش ..
      نجمة : وكيف يفقد وعيه ؟ هو يسكر ؟!!!
      المرأة : الله بلاه بها البلى ... ولكن املي بالله كبير أنه يتوب عليه منه ويرجع لعقله ولبيته ولبناته ...
      نجمة : بس والله حرام هالبنات يؤذيهم بهالشكل !! أنت وين أهلك ...ليه ما تروحين عندهم لين الله يهديه ؟
      المرأة : الحمد لله أهلي موجودين ومو مقصرين معاي ومع البنات ...بس أنا ما اقدر أتركه ....بصراحه احبه وما استغنى عنه ...هو ما كان كذا بس أهل السوء أثروا عليه ...الله لا يسامحهم ...وأخاف عليه إن تركته يتردى حاله أكثر ... أنا اللحين دايما أدعي له ..واتودد له وأحببه في الخير ...وأحاول أني أبعده عن الشر ...
      أحياناً يسمع مني ...وأحيانا يغلبه الشيطان بس أنا ما يأست منه
      نجمة سرحت شوي في هالمرأة العظيمة ...اللي على ما يجيها من زوجها ما تزال تحبه وتحاول أنها تصلح من حاله ومو هاين عليها تتركه <<<<< يالله
      نجمة : سبحان الله ...ربنا سخرك له ....الله يهديه ..ويرجعه لك ولبناته ...ويقر عينك بشوفته من خيرة الرجال...ولا تيأسي يا أختي إن الله على كل شئ قدير
      المرأة : لا والله ما ياست ...وإن شاء الله ما ايأس ..والله يجزاك كل خير على دعاءك لي
      نجمة : وانا لا تنسيني من صالح دعائك ...
      كان المؤذن قد بدأ الآذان ...فأخذ الكل يستعد للصلاة
      بعد الصلاة ودعت نجمة المرأة وكل منهما تدعو للثانية ....
      خرجت للساحة بعد ما جاها اتصال من هيفاء تحدد لها مكانها ...مرت للفندق وأخذت أغراضها اللي كانت خلتها بأمانات الفندق ...وركبت معاها السيارة ..
      نجمة : السلام عليكم ....كيفكم ..كيفك يا سعد
      هيفاء : وعليكم السلام ...الحمد لله ..كيفك أنت وحشتينا
      نجمة : ليه جيتي أنت وسعد ...وينه سلمان ؟
      هيفاء : ابد عنده ضيوف ..وما قدر يجي يأخذك ...جيت أنا والشيخ سعد
      نجمة : مين الضيوف ؟
      هيفاء : ما أدري ...كيف اليومين اللي قضيتوها بالمسجد..عساك ارتحت
      نجمة : روعة ...تجنن ..مين يكون في رحاب مسجد المصطفى وما ينبسط ويرتاح
      وصلوا للبيت ...وأول ما دخلوا قابلهم سلمان ...وبعد ما سلم عليهم ..
      سلمان : نجمة البسي وتعالي سلمي على الضيوف ..وأنت يا هيفاء جهزي القهوة ..
      نجمة : سلمان ...مين الضيوف
      سلمان وهو يمشي عنها : يالله بسرعة اللحقيني أنت وأياها ...
      نجمة وهي تطالع هيفاء : مين ؟
      هيفاء وهي ترفع أكتافها ...وش يدريني ...علمي علمك ...يالله بسرعة اجهزي
      طلعت نجمة بسرعة ...لبست لها طقم ناعم وسرحت شعرها ...وحطت كحل ..وجلوس ...وتعطرت ..
      كل هذا سوته وذهنها مشغول بالضيوف <<<ياترى ابوي وأمي ...وإلا وأحد من أخواني ...يمكن عمي ...يمكن فهد ونوف ....اف وش هالحيرة !!
      نزلت لقيت هيفاء لسه بالمطبخ ...
      هيفاء : بسرعة أسبقيني على الصالون...سلمان سأل عنك للمرة الثانية
      راحت للصالون وفتحت الباب وهي ترسم على وجهها ابتسامة ....ودخلت للداخل ..
      الــــبــــــــــــــــدايــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــة
    • وقف الضيف أول ما دخلت ....كانت عيونه متعلقه فيها ....
      هي أول ما شافته جمدت مكانها لثواني ....احتارت تتقدم ..وإلا تهرب ...
      عيونها احتارت وين تستقر >>> داخل عيونه التعبانة ...وإلا على تقاسيم وجهه اللي اشتاقت لها ...وإلا تهرب بها بين الكنبات ...وإلا تتخبي في وجه سلمان اللي لقته عليه بسمة تشجيع ....
      جاها صوت سليمان يصحيها ...ويشجعها ...هلا نجمة تفضلي ...
      سحبت رجولها كم خطوة ...كان هو يمشي لها ...وبوسط المجلس تلاقوا ...
      شدت قامتها وأخذت نفس ملأ صدرها قوة ...ومدت يدها له وهي تقول : السلام عليكم
      فيصل وهو يمد يده : وعليكم السلام ...كيف الحال؟
      شد على يدها ..كأنه يبغى يخبي رجفة يده اللي حست فيها ..وخلى يدها الصغيرة تنعم بدفى يده لثواني ...
      سحبت يدها بهدوء وهي تلتفت على سلمان اللي قام ومعاه طيف وكان بيخرج من الصالون ...كانت طيف محتجة ما تبي تخرج ....
      نجمة بصوت حست ضعفها فيه : خلها يا سلمان ..
      سلمان وهو يضحك : خليني أغسل يدها شوفي كيف وسخت نفسها بالعصير ....
      خرج سلمان وقفل الباب وراه ...
      رجعت التفتت مرة ثانية ناحية فيصل ...

      شهقت بصوت واطي وهي تشوفه وهو........................................

      كان يناظر يده اللي كانت بيدها ....يناظرها بشوق ...وبعدين ..رفعها لفمه وباسها ...وهو يتنسم عبيرها ...
      كان مو منتبه ذيك اللحظة لها ....
      قربت منه وهي مندهشة ....لمست ذراعه بطرف أصبعها وهي تقول : ليه ؟!!
      انتبه انهم صاروا لوحدهم ..وانها قريبة منه ...ما بينهم إلا كم سنتميتر ....
      وبدون ما يتكلم .....مد يده وسحبها لحضنه ....
      في هالمرة ما قدر يخفي رجفة جسمه كله وهي بين يدينه ..
      أول ما حست بنفسها على صدره وبين أحضانه ...تركت لعيونها التعبير ....بكت ...بكت ايام وليال ...بكت أمل كان مفقود ..بكت قلب مجروح ....بكت شوق وحنين ...
      أما فيصل ...فكان محتار مو عارف كيف يهديها ..كل ما يشد عليها ويقول : اشتقت لك ... تزيد في بكاها ....
      أما في الخارج وعند باب الصالون ...فكان سلمان واقف وخايف على أخته ..
      جاته هيفاء : أشبك ؟ وش تسوي ....عيب...يالله قدامي
      سلمان : شكلي بأدخل ...ما تسمعين بكاها ؟
      هيفاء : أكيد لازم تبكي ...أجل تبغاها تضحك ...ما عليك منهم ...تعال بس أنت معاي


      بعد ما أحتار فيصل وش يسوي معاها علشان يهديها .................
      شالها بين ايدينه ....وراح فيها للكنبة ...
      ما أنتبهت لنفسها إلا وهي على الكنبة جالسة وهو جالس جنبها ...
      مسك مشبك شعرها وفكه ...وبأصابعه نثر شعرها اللي يعشق ريحته ....على أكتافها
      شهقت نجمة ....وش سويت أنت ؟؟ شلتني !!
      فيصل وهو يبتسم ويناظر خصلات شعرها اللي بين يدينه: وش رايك ...ابغاك تجلسين و تهدئين ..
      نجمة وهي تلقط أنفاسها ....علشان تتمالك نفسها ....
      نجمة :كيف عمي والبنات ؟
      فيصل : الله يا نجمة ما أقساك ..هنا كلنا عليك ؟تبعدين ولا تسألين ؟
      نجمة تناظره بعيون متعجبه ....وتذكرت شئ وضحكت ...وزاد ضحكها ....
      كان يناظرها بعجب .....وش اللي يضحكك ؟
      نجمة وهي تضحك : أنت السبب ؟ زي ما قال مشاري ؟
      فيصل : كيف يعني ...وش قال مشاري ...أعرفه انا هذا الولد قوله صواريخ !!
      نجمة : يقول قسوتي ...بسبب دمك اللي نقلوه لي ..هههههههههههههههههههه
      فيصل وهو يبتسم : وتضحكين بعد ...عاجبك يعني كلامه ؟ يعني أنا أنا قاسي ؟
      نجمة : أنت أحكم على نفسك
      فيصل : اسمعي ...خلينا ننسى كل اللي فات ...ونبدأ من جديد ...بس اللي أبغاك تعرفينه .....
      أني والله العظيم ...احبك ..... يمكن طبعي فيه شوية جلافة ...يمكن كلامي قليل وما أعرف أزين كلامي ...بس مو قصدي ...غصب عني ...بس والله أني ما أقدر أعيش من غيرك ...
      حتى كرهت البيت ..من دونك ....تعرفين ما كان مصبرني على غيابك إلا .....
      صورك ...ودفتر أشعارك ...حتى ملابسك خليتها مثل ما تركتيها ...ما رضيت أحد يدخل الغرفة علشان ريحتك ما تروح منها ....
      أنت تعرفين أني ما قلت لهم بالبيت أني جاي لك ...لأنك لو رفضتيني ...كنت هجيت من البلد وما رجعت لهم ...
      نجمة بخجل ودلع : أنا كمان أحبك ...يمكن قلت لك مرة أني ما أبغى حبك ... بس صدقني ....
      ما كنت فاهمة ولا مقدرة قيمة حبك في حياتي ....
      حبك غير ....حبك بيخلي لحياتي معنى ...حبك فرحة أيامي وسعد لياليّ ..
      ابي وعد منك انك ماتخليني
      ***********ولاتساوي غلاي بواحدٍ ثاني
      وان كانك تحبني صدق وتغليني
      *********لامني اخطيت سامحني علشاني
      اما انا في محبتك مايلزم توصيني
      **********من يمك الروح تآمرني وتنهاني

      فيصل وهو يضحك : بس تراني ما أعرف أقول أشعار ...ولا قصايد ...بس والله أحبك
      نجمة وهي ترد له الضحكة : أنت تقول لي ...مو حتى ما تعرف ترسل مسجات ...ما أدري منهو الأستاذ اللي نجحك بالتعبير بالأبتدائي ودي أشتكيه للوزارة ....
      فيصل وبصوت عالي يضحك .................

      ضحكته وصلت لسلمان وبردت قلبه القلقان ....<<<<على طول أتصل في الأهل والأحباب يبشرهم بلم شمل الحبيبان

      خرجت نجمة من الصالون ...
      نجمة : هيفاء وين القهوة ؟

      هيفاء : تبغين القهوة ...ما شاء الله بدري ؟
      نجمة : أنا طالعة فوق أجهز شنطتي ...خلي سلمان يقوي فيصل لين أجهز !!
      هيفاء : على وين إن شاء الله ؟
      نجمة : بنروح الفندق ...قرب المسجد نقعد كم يوم ...قبل ما نرجع الرياض ..
      هيفاء : خلاص يعني صافية لبن ...ههههههههههههه
      نجمة وهي تجي لها وتلمها بمحبة : حليب يا قشطة ....وحابدا التحدي !!






    • بعدخمس سنوات

      نجمة داخلة الصالة بدلة القهوة ....
      جلست ...وقالت لعبدالله الصغيررررررررررر
      نجمة : عبودي رح ناد باب يتقهوى ...
      فيصل وهو جاي : أنا جيت ...
      أول ما جاء يجلس جنبها ...يصيح عبودي : لا بعد عن ماما ...ماما ما تجلس عندها ...أنا بس هنا
      فيصل : وش هالنشبة ...وبعدين مع ولدك هذا ؟
      نجمة وهي تضحك : أحسن تستاهل ...جاي لي من يتمنى قربي ليل ونهار ..
      فيصل يغيض عبود : أصلا مامتك مو حلوة ...ما أبي أجلس جنبها ...
      عبود : لا ماما حلوة.... ولم أمه ويحبها ...ماما أنت حلوة أنا أحبك
      فيصل : الولد هذا من وين يتعلم هالكلام ؟
      نجمة : خله على القليلة يطلع واحد بالعيلة يعرف يتكلم كلام حلو ...
      فيصل وهو يغمز لها : صح أنا كلامي مو حلو ....بس أفعالي حلوة ...صح !!
      تضحك نجمة ....
      فيصل : بابا عبود رح لعمة نوف ألعب مع رهف ..
      عبود : أنا اروح أجيبها هنا تلعب معي !!
      فيصل وهو يتقرب من نجمة ويطالع مكان ما خرج عبود ... الولد هذا موهين يخوف ....
      نجمة : خليك بعيد ليجي اللحين ...
      فيصل : أقول شكلي بأرسله بعثة عند عمته سارة بالشرقية ....
      نجمة : على فكرة بتجمعون البنات إن شاء الله الأسبوع الجاي كلهم هنا ....
      فيصل : الله يحييهم ...وين أوبي ؟
      نجمة : عمي وابوي راحوا يزورون واحد من أصدقائهم
      فيصل : أجل وش رايك نطلع نتمشى شوي ...
      نجمة : لوحدنا ؟!!
      فيصل : لوحدنا .... يا نجمة عمري
      نجمة : خلاص ما اقدر أغمى علي ............


      وكان هذا الجزء بداية حياة زوجية سعيدة فيها أيام حلوة وايام مرة .....
      بس في كل الأيام... الحب كان يحيط بهم ...
      ويجعل حلاوة أيامهم مميزة ....ويصبرهم على مرارها
    • وقبل ان اقول النهايه حبيت أقول لكم ...
      الحياة الزوجية ...ما هي قصايد حب مكتوبة ...ولا لحظات رومانسية مرسومة
      الحياة الزوجية ... تعايش بين فكرين ...وروحين ...وجسدين ...لابد لهما من التفاهم
      لتتولد بينهما الرحمة والمودة ....ولتتحول لحب ...
      حب...يشيع الأمن في النفوس ...والراحة في العقول