الجـــــ السادس عشر ـــــــــــــــــــزء
نجمة من بين دموعها : أنا ...كنت أبغى أدفن أحزان أمي ...ما أبغى أتذكر..هاالأحزان ولا أشوف شئ يذكرني بدموعها وليالي الأسى اللي عاشتها ...ما دريت ان الحزن والفرح ذكرى نشيلها معنا بقلوبنا طول العمر .....
في هالوقت سمعوا صوت فيصل وهو ينادي من الخارج : يا محمد ..وين أنتم ...
راحت غالية بسرعة تدور على عباتها ...ومحمد خرج عند فيصل ...أما نجمة فحاولت تجمع دموعها ...وتهدي نفسها....قفلت صندوق أمها ...ولحظتها حست بوجوده بالغرفة ...رفعت راسها وهي تحاول تبعد نظره عن الصندوق ....
اندهش فيصل من الألم والحزن اللي على وجهها ....وعيونها المليانة دموع ...هذه دموع جديدة ...وش صار ...وش هالصندوق اللي بيدها ...
بس الحواجز اللي بناها بينهم ما خلته يقدر يقرب منها ويسالها بشكل حميم ...
من مكانه بوسط الغرفة قال لها : وش فيك ؟ ليه تبكين ؟
نجمة : ولا شئ بس تذكرت أمي .
فيصل : وش هاللي بيدك ؟
نجمة : هاه ...صندوق أوراق ....ولملمت نفسها ووقفت وهي تقول : أنت شفت بيتنا ...تعال أوريك إياه ....
وطلعت معاه وهي تقول هذه كانت غرفة أمي الله يرحمها ... وهذه غرفتي ...مشى وراها بدون اهتمام ...باله مشغول بالصندوق اللي كان معاها واعطته لمحمد وغالية وخلتهم يروحون قبلها للبيت ..وعلى أساس هي وإياه يلحقونهم بعدين ...
بس ما حب يعلق على شئ اللحين !!!!!!!!!!
نجمة : وين أبوي وأمي وعمتي؟
فيصل : تركتهم ببيت خالك .... يالله لا نتأخر ....
قفلت البيت ...ومشت معاه لبيت خالها ....وهناك كانت لحظات وداع حزينة بينها وبين أخوالها ...بس هس ما كانت تبغى تجلس أكثر ...حالتها النفسية ما تسمح لها بالبقاء ..تحس نفسها بتنهار ..تبغى تبعد شوي ..
وهي تسلم على غالية قالت لها . لا تتركي مهرة لوحدها بها الفترة ...لو كنت أقدر كان جلست أكثر ..
غالية : يا ريت تجلسين معانا أكثر
ما ردت عليها نجمة بس ابتسمت لها وراحت لمهرة اللي كانت جالسة بركن الغرفة سرحانة..
نجمة : مهرة حبيبتي ...في أمان الله وما أوصيك على أمك ونفسك وأخوانك ...لا تستسلمي للحزن واليأس...حطي أملك بربنا وفي المستقبل ...ربنا بيعوضكم كلكم .... محمد ينتظرك كوني معاه ...اللي يقول لك وافقي عليه ...سامعة ...هو سندك بعد الله ...بيشيل معاك حزنك وهمك ..وبينسيك كل اللي فات ....
ما تدري كيف خرجت من بيت أخوالها ..ما كانت حاسة بأرجولها ...
وفي الطيارة حرصت أنها تجلس جنب عمتها نورة...تبغى تبعد عنه.. أحاسيسها ما تستحمل أي إثارة ...تشعر بالتعب ينخر عظامها ...حتى نفسها تحسه ثقيل ..كأنها تسحب الهواء من آخر الكون ....
فيصل وهو متعجب من تصرف نجمة ..ومن الصندوق اللي شايلته بيدها هي صحيح حطته بكيس بس هو عارف انه الصندوق اللي شافه بيدها ببيت أمها ...وش فيه ؟ وليه الحزن هذا كله ؟
العمة نورة : نجمة أنت لازم أول ما توصلين تروحين للطبيبة أنا شكلك مو عاجبني حاستك تعبانة كثير
نجمة : هو اللي مر علينا هاليومين يا عمة قليل ؟
والله اني حاسة صدري ضيق ...طلعت من بيت أخوالي وأنا متضايقة ...خايفة عليهم كلهم
العمة : هم ما عليهم شر إن شاء ... و لو جلست أسبوع زيادة معاهم ما أظن فيصل بيخالف ...
نجمة : لا ما بيخالف ...بس ماني قادرة أجلس ...
العمة وهي تضحك : ايه وأنت تقدرين تفارقين حبيب القلب ...فيصل
ابتسمت نجمة بوهن ...وفي هاللحظة كان فيصل واقف على رأسهم ...وجات لثواني عيونه بعيونها ...
فيصل وهو ينحني على كرسي عمته كانه يهرب من عيونها المعاتبة : هاه تبون شئ ؟مرتاحين!!
العمة وهي تبتسم : ليه عيونك مضيف بالطيارة وأنا ما أدري ؟!! لو نبي شئ شف هالمزايين يتمنون يخدمونا !!
فيصل وهو يضحك : ايه ..قولي كذا ... بس تراهم ما يخدمون إلا المزايين اللي مثلهم
العمة : ما أظن فيه أزين مني ومن نجمة !!! وإلا عندك شك ؟!!
فيصل : لا والله ما عندي شك ابد ...يالله قربنا نوصل ..ورجع لكرسيه اللي وراهم جنب عبد الرحمن
العمة : نجمة فيه شئ بينكم ؟
نجمة : ايش تقصدين يا عمة ؟بين مين ؟
العمة : بينك أنت وفيصل ؟
نجمة : لا ما فيه شئ
العمة : ما أحب اتدخل بينكم ...بس أحس أنه بينكم شئ ...أو خليني أقول ..أن بينكم شئ مقطوع ..جفاف ..ما أدري وش أقول لك .. بس أحس اللي بينكم ماهو اللي مفروض يكون بين اثنين شباب توهم متزوجين
نجمة تناظر عمتها : ......................................
العمة بعد ما حست ان نجمة ما عندها رد : يا بنتي كل المتزوجين يلاقوا صعوبة في بداية حياتهم لأن كل واحد جاي من بيت وتربية تختلف عن الثاني ...ويمكن كل واحد فيهم وهو يجهز نفسه للزواج ويقفل شنطته اللي بياخذها معه لبيته الجديد ...حط فيها كل معاناته وألامه السابقة للي عاشها في بيت أهله ..كل الأخطاء والتجارب السيئة ... أخذها معاه واول شئ يبدأ يعرضها ويستعرضها في حياته الجديدة هي هذه الأخطاء ......
أنا ما أتكلم عنك انت وفيصل بالذات أنا أتكلم عن الجميع...
أخطاء الماضي وتجاربه ...لازم نحطها في مكانها الصحيح من الذاكرة بس علشان نستفيد منها ...ونتجنب أن نقع فيها أو في مثلها....
نجمة وهي تبتسم لعمتها :تطمني يا عمة أحنا بخير ...بس يمكن تعبانين شوي ..تعرفين الإرهاق بعد عرس نوف وفهد ..وبعدين هاعزاء ...بس تطمني
العمة : الله يهديكم وبس
أسندت راسها على شباك الطيارة اللي جنبها بعد ما وضعت المخدة الصغيرة تحته وأغمضت عينيها ....
كان فيصل يشوفها وهو جالس وراها ....بس يمكن ما هو حاس بها لأنه كان مستغرب ..ومو فاهم سر تغيرها عليه....
وصلوا المطار وكان في استقبالهم خالد ومشاري ونواف اللي كان جاي بسيارة فيصل...
توزعوا بالسيارات ...سمعته وهو يقول : نجمة تعالي معي
تلفتت حولها كانت تتمنى أحد ينقذها من الجلوس بجانبه ....وكأن ربي علم بحالها
جاء مشاري وحط يده على كتفها وهو يقول لفيصل : لا والله ما أخليك تفوز بهالحلوة ...وتخلي معي الشيبان ...خذ أبوك وعمك وعماتك هههههههههههه
فيصل بملل : ونواف مع مين بيركب
مشاري : يروح مع خالد ؟ المهم أنا ابغى نجمة معي ...ولحالنا ... يا أخي أختي ...ودي أجلس معاها بروحنا شوي ...
تركهم فيصل وراح ...وفعلا راحت هي مع مشاري ...
في سيارة مشاري ...
مشاري : كيف حالك يا نجمة وكيف أخوالك ...عظم الله أجركم .
نجمة : الله يجزاك الجنة ...الحمد لله كلنا بخير
مشاري : سامحيني ..
نجمة : على أيش اسامحك ؟
مشاري : أني أخذتك من زوجك ..ما خليتك تروحين معاه !!
نجمة : لا عادي ..ما فيها شئ أنا مشتاقة لقعدتك وسواليفك ...بس وش عندك ..وش السالفة ؟!!
مشاري : ابد بس بغيتك تساعديني بشئ !!
نجمة : خير وش هو ؟
مشاري :أبغى اسافر انا وصديق لي لنيوزلنده ..دورة لغة لمدة شهرين
نجمة : يعني أنت ما تقدر تاخذ الدورة هنا ...أحسن لك
مشاري : هناك بتكون معايشة 24 ساعة للغة ..وبعدين المكان اللي بنروحه محترم ..وفيه طلاب زملاء لنا راحوا واستفادوا كثير من هذه المعايشة .....وبعدين اللي وده يغلط بيغلط في أي مكان ...مو شرط يسافر ...
نجمة : والله ما أدري وش اقول لك ...بس أنت تآمر أمر يالغالي
مشاري : تسلمين ما يامر عليك ظالم ..اسمعي ..بكرة تجين عندنا ..وأفتح أنا الموضوع وأنت تأيديني فيه
نجمة وهي تضحك : هذه مؤامرة ..بس أنا وش أستفيد ...لازم أطلع بشئ !!!
مشاري وهو يوقف قدام محل عصيرات : أحلى عصير كوكتيل لعيون أحلى أخت ...ونزل بسرعة قبل ما تكلمه ...وراح جاب كاسين عصير
مشاري وهو يعطيها العصير : تفضلي ..عصير فرش باررررررررد
نجمة : تبي تضحك علي بكاسة عصير ... ما حزرت يا شاطر ...ابي شئ ثاني لو وافق أبوي على السفرة
مشاري : أمرك أنت بس تدللي
وصلوا للبيت ..نزلت نجمة ..ودخلت للبيت وكانوا الباقين قد سبقوهم ....ومتجمعين عند الجدة بالصالة
على طول نجمة لحضن جدتها .....
الجدة : هلا بالغالية ..وينك يمة ..كيف حالك عظم الله أجرك بخالك وولده
نجمة : جزاك الله خير يمه ..اشتقت لك كثير ..كيف حالك أنت ..وش أخبارك
سارة من وراها وهي تضربها على ظهرها : اشتقت لك يا لشينة ...
التفتت لها نجمة ..ووقفت وحضنتها بحب ...يا عمري ..وانا اشتقت لك يالحلوة
كان فيصل يتابع هذا اللقاء الحار بين نجمة وجدته وأخته ...يعني الكل يشتاق لها ويحبها والكل تشتاق له !!
وش فيها يخلي الكل يفتقدها لها الدرجة ؟!! وليه مشاعرها هذه لهم بس ؟
سمع الكل صوت نواف وهو نازل من الدرج .......
نواف : يا ولد ...الشيخ نواف نازل ....ولما وصل عندهم ..كانت نجمة ردت لثمتها على وجهها
نواف : السلام عليكم ...وحب راس ابوه وعمه وعماته ....وأخوه فيصل ...
والتفت على نجمة وهو يقول: نجمة عظم الله أجرك يا بنت عمي ..كيف أخوالك ؟
نجمة : جزاك الله خير ...الحمد لله كلهم بخير ..جعلك ربي بخير
نوف : والله افتقدنا حسك بالبيت ..أنت وزوجك الدب ...بس بصراحة أنت أكثر هههههههه
سارة : مو لله مفتقدها !!
نواف : ايه والله للأطباق اللذيذة والحلويات الشهية ...ثلاثة أيام يا بنت الحلال ما غير أحنا والجبنة والأندومي ذبحتنا سوير
سارة : نووووووووووواف ..طيب أشوف مين اللي يسويلك شئ بعد كذا
أبو فيصل : كله إلا سارة الغالية ...
قامت نجمة وهي تقول أنا طالعة فوق عن أذنكم ...
أبو فيصل : يالله يا سارة شوفي الشغالات يحطون الغدا...
بعد ما طلعت نجمة فوق مسكت صندوق امها...وفتحت الغطاء وناظرت محتوايات الصندوق ....
كل اللي كان بالصندوق منديل حريري ..ودفتر صغيروقلم نسائي... وشوية كروت ورسايل ...
أسورة ذهب ...قارورة عطرصغيرة...عطر أمها المفضل كان دهن مخلط يجيبه ابوها ... وقطعة حرير أسود ملفوف فيها جديلة شعر طويلة...ما قدرت تلمسها كانت بآخر الصندوق.. قفلت الصندوق وحطته بالدرج ...
وبدلت ملابسها ..نزلت تساعد سارة بالمطبخ..
نجمة : سارة إلا ما قلتي لي وش أخبار العرسان ...والله أني اشتقت لهم
سارة : يووووووووووووه خليهم هذولا بعالم ثاني ...ما كلمونا إلامرة يوم وصلوا ...وأمس كلمتني نوف خمس دقائق ...
نجمة : الله يعنيهم ..ما دامهم مبسوطين ..هذا هو المهم ...بس عساك ما قلتي لهم شئ
سارة : لا ..ما قلت لهم سألت عنك قلت لها أنك مشغولة ..
نجمة : اليوم إن شاء الله اكلمهم ..واتطمن عليهم
في الصالة عند فيصل كانت عمته جالسة بجنبه : فيصل ممكن أطلب منك طلب ؟!!
فيصل متعجب : أنت تآمرين أمر يا عمة مو تطلبين.. أفا بس وانا فيصل
العمة : تسلم والله ..بس هذا الطلب مو علشاني ..
فيصل : آمري يا عمة
العمة : ودي تنتبه هاليومين لنجمة ...حاستها تعبانة ..ومتضايقة ..راعيها شوي ...وودي لو تاخذها للطبيب حاسة أنها مريضة وإلا فيها شئ !!
فيصل متعجب : هي اشتكت لك من شئ ؟!!
العمة : لا والله ..ما اشتكت من شئ ..بس أنا حاسة أنها متغيرة ...أنت ما لاحظت ؟
فيصل وهو يغالط نفسه : لا ما لاحظت ...بس يمكن من حزنها على خالها وولده
العمة : وإن كان....أنت لازم تراعيها شوي
فيصل منهي الكلام : إن شاء الله عمتي
نجمة من بين دموعها : أنا ...كنت أبغى أدفن أحزان أمي ...ما أبغى أتذكر..هاالأحزان ولا أشوف شئ يذكرني بدموعها وليالي الأسى اللي عاشتها ...ما دريت ان الحزن والفرح ذكرى نشيلها معنا بقلوبنا طول العمر .....
في هالوقت سمعوا صوت فيصل وهو ينادي من الخارج : يا محمد ..وين أنتم ...
راحت غالية بسرعة تدور على عباتها ...ومحمد خرج عند فيصل ...أما نجمة فحاولت تجمع دموعها ...وتهدي نفسها....قفلت صندوق أمها ...ولحظتها حست بوجوده بالغرفة ...رفعت راسها وهي تحاول تبعد نظره عن الصندوق ....
اندهش فيصل من الألم والحزن اللي على وجهها ....وعيونها المليانة دموع ...هذه دموع جديدة ...وش صار ...وش هالصندوق اللي بيدها ...
بس الحواجز اللي بناها بينهم ما خلته يقدر يقرب منها ويسالها بشكل حميم ...
من مكانه بوسط الغرفة قال لها : وش فيك ؟ ليه تبكين ؟
نجمة : ولا شئ بس تذكرت أمي .
فيصل : وش هاللي بيدك ؟
نجمة : هاه ...صندوق أوراق ....ولملمت نفسها ووقفت وهي تقول : أنت شفت بيتنا ...تعال أوريك إياه ....
وطلعت معاه وهي تقول هذه كانت غرفة أمي الله يرحمها ... وهذه غرفتي ...مشى وراها بدون اهتمام ...باله مشغول بالصندوق اللي كان معاها واعطته لمحمد وغالية وخلتهم يروحون قبلها للبيت ..وعلى أساس هي وإياه يلحقونهم بعدين ...
بس ما حب يعلق على شئ اللحين !!!!!!!!!!
نجمة : وين أبوي وأمي وعمتي؟
فيصل : تركتهم ببيت خالك .... يالله لا نتأخر ....
قفلت البيت ...ومشت معاه لبيت خالها ....وهناك كانت لحظات وداع حزينة بينها وبين أخوالها ...بس هس ما كانت تبغى تجلس أكثر ...حالتها النفسية ما تسمح لها بالبقاء ..تحس نفسها بتنهار ..تبغى تبعد شوي ..
وهي تسلم على غالية قالت لها . لا تتركي مهرة لوحدها بها الفترة ...لو كنت أقدر كان جلست أكثر ..
غالية : يا ريت تجلسين معانا أكثر
ما ردت عليها نجمة بس ابتسمت لها وراحت لمهرة اللي كانت جالسة بركن الغرفة سرحانة..
نجمة : مهرة حبيبتي ...في أمان الله وما أوصيك على أمك ونفسك وأخوانك ...لا تستسلمي للحزن واليأس...حطي أملك بربنا وفي المستقبل ...ربنا بيعوضكم كلكم .... محمد ينتظرك كوني معاه ...اللي يقول لك وافقي عليه ...سامعة ...هو سندك بعد الله ...بيشيل معاك حزنك وهمك ..وبينسيك كل اللي فات ....
ما تدري كيف خرجت من بيت أخوالها ..ما كانت حاسة بأرجولها ...
وفي الطيارة حرصت أنها تجلس جنب عمتها نورة...تبغى تبعد عنه.. أحاسيسها ما تستحمل أي إثارة ...تشعر بالتعب ينخر عظامها ...حتى نفسها تحسه ثقيل ..كأنها تسحب الهواء من آخر الكون ....
فيصل وهو متعجب من تصرف نجمة ..ومن الصندوق اللي شايلته بيدها هي صحيح حطته بكيس بس هو عارف انه الصندوق اللي شافه بيدها ببيت أمها ...وش فيه ؟ وليه الحزن هذا كله ؟
العمة نورة : نجمة أنت لازم أول ما توصلين تروحين للطبيبة أنا شكلك مو عاجبني حاستك تعبانة كثير
نجمة : هو اللي مر علينا هاليومين يا عمة قليل ؟
والله اني حاسة صدري ضيق ...طلعت من بيت أخوالي وأنا متضايقة ...خايفة عليهم كلهم
العمة : هم ما عليهم شر إن شاء ... و لو جلست أسبوع زيادة معاهم ما أظن فيصل بيخالف ...
نجمة : لا ما بيخالف ...بس ماني قادرة أجلس ...
العمة وهي تضحك : ايه وأنت تقدرين تفارقين حبيب القلب ...فيصل
ابتسمت نجمة بوهن ...وفي هاللحظة كان فيصل واقف على رأسهم ...وجات لثواني عيونه بعيونها ...
فيصل وهو ينحني على كرسي عمته كانه يهرب من عيونها المعاتبة : هاه تبون شئ ؟مرتاحين!!
العمة وهي تبتسم : ليه عيونك مضيف بالطيارة وأنا ما أدري ؟!! لو نبي شئ شف هالمزايين يتمنون يخدمونا !!
فيصل وهو يضحك : ايه ..قولي كذا ... بس تراهم ما يخدمون إلا المزايين اللي مثلهم
العمة : ما أظن فيه أزين مني ومن نجمة !!! وإلا عندك شك ؟!!
فيصل : لا والله ما عندي شك ابد ...يالله قربنا نوصل ..ورجع لكرسيه اللي وراهم جنب عبد الرحمن
العمة : نجمة فيه شئ بينكم ؟
نجمة : ايش تقصدين يا عمة ؟بين مين ؟
العمة : بينك أنت وفيصل ؟
نجمة : لا ما فيه شئ
العمة : ما أحب اتدخل بينكم ...بس أحس أنه بينكم شئ ...أو خليني أقول ..أن بينكم شئ مقطوع ..جفاف ..ما أدري وش أقول لك .. بس أحس اللي بينكم ماهو اللي مفروض يكون بين اثنين شباب توهم متزوجين
نجمة تناظر عمتها : ......................................
العمة بعد ما حست ان نجمة ما عندها رد : يا بنتي كل المتزوجين يلاقوا صعوبة في بداية حياتهم لأن كل واحد جاي من بيت وتربية تختلف عن الثاني ...ويمكن كل واحد فيهم وهو يجهز نفسه للزواج ويقفل شنطته اللي بياخذها معه لبيته الجديد ...حط فيها كل معاناته وألامه السابقة للي عاشها في بيت أهله ..كل الأخطاء والتجارب السيئة ... أخذها معاه واول شئ يبدأ يعرضها ويستعرضها في حياته الجديدة هي هذه الأخطاء ......
أنا ما أتكلم عنك انت وفيصل بالذات أنا أتكلم عن الجميع...
أخطاء الماضي وتجاربه ...لازم نحطها في مكانها الصحيح من الذاكرة بس علشان نستفيد منها ...ونتجنب أن نقع فيها أو في مثلها....
نجمة وهي تبتسم لعمتها :تطمني يا عمة أحنا بخير ...بس يمكن تعبانين شوي ..تعرفين الإرهاق بعد عرس نوف وفهد ..وبعدين هاعزاء ...بس تطمني
العمة : الله يهديكم وبس
أسندت راسها على شباك الطيارة اللي جنبها بعد ما وضعت المخدة الصغيرة تحته وأغمضت عينيها ....
كان فيصل يشوفها وهو جالس وراها ....بس يمكن ما هو حاس بها لأنه كان مستغرب ..ومو فاهم سر تغيرها عليه....
وصلوا المطار وكان في استقبالهم خالد ومشاري ونواف اللي كان جاي بسيارة فيصل...
توزعوا بالسيارات ...سمعته وهو يقول : نجمة تعالي معي
تلفتت حولها كانت تتمنى أحد ينقذها من الجلوس بجانبه ....وكأن ربي علم بحالها
جاء مشاري وحط يده على كتفها وهو يقول لفيصل : لا والله ما أخليك تفوز بهالحلوة ...وتخلي معي الشيبان ...خذ أبوك وعمك وعماتك هههههههههههه
فيصل بملل : ونواف مع مين بيركب
مشاري : يروح مع خالد ؟ المهم أنا ابغى نجمة معي ...ولحالنا ... يا أخي أختي ...ودي أجلس معاها بروحنا شوي ...
تركهم فيصل وراح ...وفعلا راحت هي مع مشاري ...
في سيارة مشاري ...
مشاري : كيف حالك يا نجمة وكيف أخوالك ...عظم الله أجركم .
نجمة : الله يجزاك الجنة ...الحمد لله كلنا بخير
مشاري : سامحيني ..
نجمة : على أيش اسامحك ؟
مشاري : أني أخذتك من زوجك ..ما خليتك تروحين معاه !!
نجمة : لا عادي ..ما فيها شئ أنا مشتاقة لقعدتك وسواليفك ...بس وش عندك ..وش السالفة ؟!!
مشاري : ابد بس بغيتك تساعديني بشئ !!
نجمة : خير وش هو ؟
مشاري :أبغى اسافر انا وصديق لي لنيوزلنده ..دورة لغة لمدة شهرين
نجمة : يعني أنت ما تقدر تاخذ الدورة هنا ...أحسن لك
مشاري : هناك بتكون معايشة 24 ساعة للغة ..وبعدين المكان اللي بنروحه محترم ..وفيه طلاب زملاء لنا راحوا واستفادوا كثير من هذه المعايشة .....وبعدين اللي وده يغلط بيغلط في أي مكان ...مو شرط يسافر ...
نجمة : والله ما أدري وش اقول لك ...بس أنت تآمر أمر يالغالي
مشاري : تسلمين ما يامر عليك ظالم ..اسمعي ..بكرة تجين عندنا ..وأفتح أنا الموضوع وأنت تأيديني فيه
نجمة وهي تضحك : هذه مؤامرة ..بس أنا وش أستفيد ...لازم أطلع بشئ !!!
مشاري وهو يوقف قدام محل عصيرات : أحلى عصير كوكتيل لعيون أحلى أخت ...ونزل بسرعة قبل ما تكلمه ...وراح جاب كاسين عصير
مشاري وهو يعطيها العصير : تفضلي ..عصير فرش باررررررررد
نجمة : تبي تضحك علي بكاسة عصير ... ما حزرت يا شاطر ...ابي شئ ثاني لو وافق أبوي على السفرة
مشاري : أمرك أنت بس تدللي
وصلوا للبيت ..نزلت نجمة ..ودخلت للبيت وكانوا الباقين قد سبقوهم ....ومتجمعين عند الجدة بالصالة
على طول نجمة لحضن جدتها .....
الجدة : هلا بالغالية ..وينك يمة ..كيف حالك عظم الله أجرك بخالك وولده
نجمة : جزاك الله خير يمه ..اشتقت لك كثير ..كيف حالك أنت ..وش أخبارك
سارة من وراها وهي تضربها على ظهرها : اشتقت لك يا لشينة ...
التفتت لها نجمة ..ووقفت وحضنتها بحب ...يا عمري ..وانا اشتقت لك يالحلوة
كان فيصل يتابع هذا اللقاء الحار بين نجمة وجدته وأخته ...يعني الكل يشتاق لها ويحبها والكل تشتاق له !!
وش فيها يخلي الكل يفتقدها لها الدرجة ؟!! وليه مشاعرها هذه لهم بس ؟
سمع الكل صوت نواف وهو نازل من الدرج .......
نواف : يا ولد ...الشيخ نواف نازل ....ولما وصل عندهم ..كانت نجمة ردت لثمتها على وجهها
نواف : السلام عليكم ...وحب راس ابوه وعمه وعماته ....وأخوه فيصل ...
والتفت على نجمة وهو يقول: نجمة عظم الله أجرك يا بنت عمي ..كيف أخوالك ؟
نجمة : جزاك الله خير ...الحمد لله كلهم بخير ..جعلك ربي بخير
نوف : والله افتقدنا حسك بالبيت ..أنت وزوجك الدب ...بس بصراحة أنت أكثر هههههههه
سارة : مو لله مفتقدها !!
نواف : ايه والله للأطباق اللذيذة والحلويات الشهية ...ثلاثة أيام يا بنت الحلال ما غير أحنا والجبنة والأندومي ذبحتنا سوير
سارة : نووووووووووواف ..طيب أشوف مين اللي يسويلك شئ بعد كذا
أبو فيصل : كله إلا سارة الغالية ...
قامت نجمة وهي تقول أنا طالعة فوق عن أذنكم ...
أبو فيصل : يالله يا سارة شوفي الشغالات يحطون الغدا...
بعد ما طلعت نجمة فوق مسكت صندوق امها...وفتحت الغطاء وناظرت محتوايات الصندوق ....
كل اللي كان بالصندوق منديل حريري ..ودفتر صغيروقلم نسائي... وشوية كروت ورسايل ...
أسورة ذهب ...قارورة عطرصغيرة...عطر أمها المفضل كان دهن مخلط يجيبه ابوها ... وقطعة حرير أسود ملفوف فيها جديلة شعر طويلة...ما قدرت تلمسها كانت بآخر الصندوق.. قفلت الصندوق وحطته بالدرج ...
وبدلت ملابسها ..نزلت تساعد سارة بالمطبخ..
نجمة : سارة إلا ما قلتي لي وش أخبار العرسان ...والله أني اشتقت لهم
سارة : يووووووووووووه خليهم هذولا بعالم ثاني ...ما كلمونا إلامرة يوم وصلوا ...وأمس كلمتني نوف خمس دقائق ...
نجمة : الله يعنيهم ..ما دامهم مبسوطين ..هذا هو المهم ...بس عساك ما قلتي لهم شئ
سارة : لا ..ما قلت لهم سألت عنك قلت لها أنك مشغولة ..
نجمة : اليوم إن شاء الله اكلمهم ..واتطمن عليهم
في الصالة عند فيصل كانت عمته جالسة بجنبه : فيصل ممكن أطلب منك طلب ؟!!
فيصل متعجب : أنت تآمرين أمر يا عمة مو تطلبين.. أفا بس وانا فيصل
العمة : تسلم والله ..بس هذا الطلب مو علشاني ..
فيصل : آمري يا عمة
العمة : ودي تنتبه هاليومين لنجمة ...حاستها تعبانة ..ومتضايقة ..راعيها شوي ...وودي لو تاخذها للطبيب حاسة أنها مريضة وإلا فيها شئ !!
فيصل متعجب : هي اشتكت لك من شئ ؟!!
العمة : لا والله ..ما اشتكت من شئ ..بس أنا حاسة أنها متغيرة ...أنت ما لاحظت ؟
فيصل وهو يغالط نفسه : لا ما لاحظت ...بس يمكن من حزنها على خالها وولده
العمة : وإن كان....أنت لازم تراعيها شوي
فيصل منهي الكلام : إن شاء الله عمتي