هل تجد نفسك أبا سيئاً..؟؟

    • هل تجد نفسك أبا سيئاً..؟؟

      balagh.com/woman/nesa/images/27808.jpg دانييل بلايش
      ترجمة : عبير الدجاني
      هل تجد نفسك أباً سيئاً,فتندفع لشراء الكتب ولسماع المحاضرات المتعلقة بتربية الطفل والتي تعتقد بأنها ستقدم لك يد العون , إلا أنها ستزيد من إحباطك ويأسك فهي ليست من الواقع الذي تعيشه , عندها ستسأل كيف استطاع أهلنا القيام بتربيتنا دون استخدام تلك الوسائل , وهل تم إعطاء اجدادنا برامج ونصائح مكافحة الضغوط والعلاج النفسي اللازم ؟ كيف استطاعت الأجيال السابقة القيام بتربية ابنائها دون اخذ استشارات وتدريبات . وما هذا المناخ الفقير الذي عاشوا فيه؟
      فهناك إذا إفراط في تقديم البرامج التي تقوم بالقاء اللوم على كل شئ قمت بفعله , كان لدينا عام 1990 عدد لا متناه من البرامج التي تساعد على تطوير الأسرة , ولكن برامج هذه الأيام لا تعرض إلا المشاحنات الزوجية , نعم هذا صحيح فتربية الأطفال هي خطة داخلية جديدة.
      وبالطبع فإن طريقة تصرف أطفالكم هي مسؤوليتكم وحدكم , فلا تحاولوا إلقاء اللوم على أي شخص آخر , عندما يتحول هؤلاء الأطفال إلى مخربين أو سفاحين صغار , ولا تقوموا بالشكوى من سياسة المدرسة ولا تلقوا باللوم على المجتمع.
      ولكن هناك توضيح إن عدم استمتاعكم بالوجود مع أطفالكم طول 24 ساعة لا يشير إلى عدم محبتكم لهم , فكل العلاقات الإنسانية تشهد صعودا وهبوطا في المستوى , فقد يقودكم الأطفال إلى الجنون أحيانت وتشعرون بحاجة كبيرة للهروب الى العمل , ولكن في أحيان أخرى , تقومون بعد الدقائق للوصول إليهم وقراءة القصص سويا , ومن جهة أخرى , أنتم لستم مجبرين على الإستمتاع أو الشعور بالبهجة والقيام بمرافقتهم في غنائهم , ولايعني هذا أنكم تجعلونهم يشعرون بالأمان أو بأنهم محبوبين ومرغوبين.
      لايبدو أن هذا الإحباط هو إختراع القرن الـ 21 ولكنه , للمرة الأولى , يولد داخلنا شعور بالذنب , فنحن الجيل الوحيد الذي يملك هذا الكم الهائل من الضغوط والإنزعاح والشعور بالأضطهاد, ومن جهة أخرى , فنحن الجيل الوحيد أيضا الذي يعتقد أن مشاكله لن يتم حلها إلا باللجوء إلى المستشارين والمختصين مهما كان الأمر مكلفا.
      أتساءل هنا فيما إذا كنت قد قمت بالإستماع إلى محاضرات عن تربية الأطفال ثم شعرت بعدها أن الآمر كان مضيعة للوقت, لأنك تعرف كل هذه الأمور , والأمر نفسه ينطبق على النصائح التي يتم تقديمها لك من قبل الآخرين المتعلقة بالأطفال , فأنت تعرف بالتأكيد حاجة الطفل لأن تلعب معه وقتا أطول , كما تعرف ضرورة أن تكون أكثر لطفا معه , وأنت تدرك حاجتك لقضاء وقت مميز مع زوجتك , ولو مرة واحدة في الإسبوع بعيدا عن صخب الأطفال , فكل هذه الأمور هي من البديهيات وليس هناك ضرورة لأخذ الإستشارات بشأنها.



      منقول