المال العام زمن الخلفاء الراشدين

    • المال العام زمن الخلفاء الراشدين

      بسم الله الرحمن الرحيم

      لقد كان الموقف من المال العام , اًبرز مصاديق الشورى , وولاية الاًمة على نفسها

      حيث كان الخلفاء الراشدون يعتبرون اًنفسهم اًمنا عليه , ولا يتصرفون به تصرفاَ َ شخصياَ َ

      , فيحرصون على جمعه بحق وتوزيعه بعدالة

      وذلك تنفيذاّ ّ لقوله سبحانه وتعالى بسم الله الرحمن الرحيم :ـــ

      (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها، وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل..) النساء 58

      والتزاما بقول النبي ــ صلى الله عليه وسلم ـــ (إني والله لا أعطي أحداً ولا امنع أحداً، وإنما أنا قاسم ، أضع حيث أُمرت )

      وعندما تولى اًبوبكر ــ رضي الله عنه ـــالخلافة كان متحرجاَ َ من الراتب الّّذي ياًخذه من بيت المال

      فقال عند وفاته :ـــ ((انظروا ماذا أنفقت من بيت المال. فنظروا، فإذا هو ثمانية آلاف درهم، فأوصى أهله أن يؤدوها إلى الخليفة بعده

      وكان عمر ــــ رضي الله عنه ـــ ينظر الى المال العام كنظرة سلفه أبي بكر على أنه مال الله ومال الناس. ولم يكن يأخذ لنفسه إلا كسائر المسلمين،

      وبالرغم من ذلك، فقد كان عمر قلقاً من نفسه ومن سياسته المالية

      فكان يسأل الصحابة فيما إذا كان عادلاً، وبالتالي يستحق لقب خليفة؟ أم ظالماً وبالتالي فهو ملك؟

      فسأل سلمان يوماً: أملكٌ أنا أم خليفة؟

      فقال له سلمان بصراحة وبدون تملق: إن أنت جبيتَ من أرض المسلمين درهماً أو أقل أو أكثر، ثم وضعته في غير حقه فأنت ملك غير خليفة

      فقال قائل: يا أمير المؤمنين إن بينهما فرقاً: الخليفة لا يأخذ إلا حقاً ولا يضعه إلا في حق، وأنت بحمد الله كذلك،
      والملك يعسف الناس، فيأخذ من هذا ويعطي هذا

      وقال لابنه لما ضُرب:ـــ يا عبد الله انظر ما عليَّ من الدين. فحسبوه فوجدوه ستة وثمانين ألفا أو نحوها،

      فقال: إن وفى مال آل عمر فأدهِ من أموالهم، وإلا فاسأل في بني عدي، فان لم تفِ أموالهم فاسأل في قريش

      صعد عمر ـــ رضي الله سبحانه وتعالى عنه ــ المنبر ذات مرة وهو يرتدي حلة (أي ثوبين) مما كان قد أعطى المسلمين منه ثوباً ثوباً،

      فقال : أيها الناس ألا تسمعون!..

      فقال سلمان: لا نسمع، لأنك قسمت علينا ثوباً وعليك حلة،

      قال: لا تعجل يا أبا عبد الله. ثم نادى على عبد الله بن عمر،

      فقال: نشدتك بالله، الثوب الذي اتزرت به هو ثوبك؟،

      قال : اللهم نعم، فقال سلمان: الآن فقل نسمع

      وهذا ما يدل على هيمنة الأمة على الخليفة الحاكم، ومراقبته في أدق المسائل المالية،

      اًمّا عن علي بن اًبي طالب ــ رضي الله عنه ــــ

      سأله ذات مرة أخوه عقيل بن أبي طالب فقال: إني محتاج وإني فقير فأعطني،

      فقال: اصبر حتى يخرج عطائي مع المسلمين فأعطيك معهم، فألـحَّ عليه،

      فقال لرجل: خذ بيده وانطلق به إلى حوانيت أهل السوق فقل: دقّ هذه الأقفال ، وخذ ما في هذه الحوانيت،

      قال عقيل : تريد أن تتخذني سارقاً،

      قال له الخليفة : وأنت تريد أن تتخذني سارقاً؟

      اٍذاَ َ فاٍنّ السياسة الماليةكانت تنبع من شعورهم ــــ رضي الله عنهم ــــ باًنّ الاًمة هي صاحبة الحق الاًول في الاًمر

      واٍنّهم ليسوا سوى نائب عن الاًمة
      أحبك عندما اشتاج اليك !! ابحث عنك بين دفاتري فدوماً اجدك بين طياتها تنتظرني تشتاج الي تهمس لي احبك عندما استمع الى نبضات جلبي فدوماً تخبرني بأنك جربي ولن تبتعد عني احبك وردة جورية في كل يوم اسقيها حبي فتعطيني املاً في الحياة وتنسيني الجرح والالآم