( منقول )
عددها (1.5) مليون وبعضها عمره (600) عام: شجرة الملول الوطنية تتميز بقيمة غذائىة وطبية وصناعية
عمان - بترا - من فيروز مبيضين: ترسيخ اهمية الشجرة كرمز وطنى ومنبع عز وفخار وشموخ اردني وتعزيز اهمية الشجرة كموروث تاريخي وشاهد على حضارات الماضي من اهم المبررات التي حدت بالمعنيين لاختيار شجرة بلوط الملول شجرة وطنية للاردن.
ومن بين مليون ونصف المليون شجرة ملول تأتى كل من »ملولة المسطبة وشجرة الصبيحي وشجرة العروسة« كاشجار ملول معمرة تصل اعمارها الى اكثر من ستمائة عام لتكون شواهد حية على تاريخ الاردن وحضارته وتطوره.
مدير الحراج في وزارة الزراعة سليمان المعايطة قال انه بامكان اي من المواطنين او المؤسسات الراغبة بزراعة هذه الشجرة مراجعة مديرية الحراج للحصول على غراس شجرة الملول مجانا حيث قامت المديرية باكثار هذا النوع من الاشجار وادخلتها ضمن خطة التحريج الوطني للمواسم الزراعية المقبلة.
واضاف لوكالة الانباء الاردنية ان الاردن يعتبر من اغنى دول العالم في التنوع النباتي للمناطق الجافة حيث ينمو في الاردن طبيعيا حوالي 2500 نوع من النباتات في مختلف المناطق البيئية واهمها الملول والسدر والبطم والرتم والاكاسيا والعرعر والخروب.. كما ان مساحة الاراضي المسجلة حراجا في المملكة تبلغ مليونا و320 الف دونم.
وقال ان سبب اختيار الملول تحديدا كشجرة وطنية جاء ضمن معايير تم اعتمادها من قبل لجنة ضمت مؤسسات اكاديمية وحكومية وغير حكومية وكان من اهمها ان تكون الشجرة المختارة معمرة وشاهدا تاريخيا في حياة الاردن وان يكون الاردن موئلا طبيعيا للشجرة وان تكون قادرة على تحمل الظروف البيئية الصعبة ومقاومة الامراض وان تكون ممثلة لبيئة الاردن بشكل خاص وبيئة البحر المتوسط بشكل عام.
واشار الى ان هذه الشجرة تنمو في المناطق شبة الجافة حيث تغطى مساحة لا تقل عن42 الف دونم فى مناطق بني كنانة والكورة وجرش وغرب الزرقاء والبلقاء ووادي السير مؤكدا ان لها قيمة كبيرة في الحفاظ على التنوع الحيوي واكثارها سهل ويمكن تجددها طبيعيا وخشبها له قيمة كبيرة كخشب وكحطب وتدخل في صنع الفحم والدباغ.. اما ثمارها واوراقها فهى ذات قيمة غذائية وعلفية وطبية وصناعية كبيرة.
خبير الغابات والمستشار الدولي للبيئة الدكتور عبد المعطى التلاوي قال لوكالة الانباء الاردنية ان الموطن الاصلي لشجرة الملول هو شرقي حوض البحر المتوسط وشمال العراق وايران وتركيا كما تنتشر في مناطق مختلفة من العالم حيث توجد في جنوب ايطاليا ومنطقة البلقان وسوريا ولبنان وفي جبال الكرمل والمنطقة الساحلية من فلسطين.
واضاف.. اما في الاردن فاكثر تواجدها في بيرين والعالوك وصروت وملكا والهويشة والرمان 00ويقدر ان في الاردن 2ر4 الف هكتار منها 3 الاف هكتار غابات حكومية و2ر1 الف هكتار غابات مملوكة وتحتوى على 5ر1 مليون شجرة0 وحول فوائد هذه الشجرة قال الدكتور التلاوي انه اضافة الى دورها في حفظ التربة وزيادة مساحة التشجير فانها يمكن اعتبارها من اكثر الاشجار قابلية لتكون كخطوط نار لمكافحة حرائق الغابات حيث يتميز خشبها بالقساوة والمتانة وهو مقاوم للعفونة والرطوبة وبذلك فان خشبها يستعمل فى الاعمال الانشائية وصناعة الادوات الزراعية والاثاث ومواد البناء واعمدة السياج والهياكل الخشبية والانشاءات البحرية ويصلح كحطب للوقود ولصنع الفحم ذي النوعية الممتازة.
وتستعمل الثمار في تغذية الماشية بطحنها وخلطها مع علف الحيوانات.. ويتم تحميص الثمار واستهلاكها من قبل بعض السكان او بطحنها وخلطها مع الدقيق لصناعة الخبز وتمتاز كوءوس الثمار باحتوائها على نسبة عالية من المواد الدباغية..
كما تحتوي على مواد طبية عديدة تستعمل في علاج العديد من الامراض وتفيد في معالجة افراط الحموضة في المعدة وضمور الكبد.. ومسحوقها بعد التجفيف والطحن يذر فوق الجروح المفتوحة فيساعد على شفائها وتمنع تكون الازرار اللحمية.
ويعمل من الثمار صبغة لمعالجة التثليج في القدمين والتهاب لثة الاسنان وذلك بتجفيف ثمار البلوط في الشمس جيدا او تحويلها الى مسحوق ناعم يضاف اليها الكحول ثم تطلى اللثة المصابة 00كما ان مغلى واكل الثمار نفسها يفيد في معالجة التبول الليلي عند الاطفال.
وقال ان اصنافا من الملول تحتوي على كميات من العفص الذي يتكون نتيجة اصابة البراعم بحشرة عفصة الصباغين ويجمع في شهري تشرين الاول وتشرين الثانى حيث يلعب دورا مهما في الطب لكثرة استعماله خاصة لمعالجة التيفوئيد.
ويستعمل مغلي لحاء البلوط في علاج اصابات الرحم بالسرطان ومعالجة الجروح والقروح النتنة ومعالجة التسلخات عند الاطفال وفي معالجة ضعف الاعصاب في الشيخوخة.
واشار الى ان الملول يعتبر مصدرا مهما لاستخراج مادة المن التي تدخل في صناعة الحلويات والمسماة »من السماء« وتتكون نتيجة اصابة الاوراق ببعض الحشرات حيث تؤدي الى افراز مادة بيضاء يتم جمعها من تحت الاشجار وخاصة في شمال العراق حيث المصدر الرئيس لحلويات »من السماء« وهي مادة مغذية لذيذة الطعم.
اما اهم المتطلبات المناخية لضمان نجاح زراعة هذه الاشجار فالافضل ان تتم زراعتها في التربة الخفيفة والمتوسطة القوام العميقة الغنية بالمواد الغذائية والرطوبة كما تتحمل التربة الضحلة والجافة.. ولانباتها فان بذورها لا تحتاج الى معاملات قبل زراعتها ولكن تنضيدها في رمل رطب في اماكن باردة يساعد على سرعة انباتها وزيادة نسبة الانبات تتكاثر من البذور بسهولة كما تتكاثر طبيعيا من البذور الساقطة على الارض او من الاخلاف بعد القطع كما يمكن تكاثرها بالعقل بسهولة باستعمال الهرمون في معاملة العقل وافضل وقت لزراعتها هو بين كانون الثاني واذار وحسب سقوط الامطار وموقع زراعتها.




