سأحكي لكم قصة أحزاني

    • سأحكي لكم قصة أحزاني

      سأحكى لكم قصة أحزانى
      سأحكى عن دمعى و نحيبى
      و عن شوقى لحبيبى
      سأحكى عن كل الجراح
      و عن حبٍ
      طواهُ الزمانُ
      و راح
      حيث أنه يُحكى أن :-
      موجٌ جبارٌ لطم شُطآنى
      زلزالٌ دمر بُنيانى
      بركانٌ تفجر فى وجدانى
      يأسٌ قاتلٌ هد أركانى
      دمعٌ جارفٌ أدمى أجفانى
      لحنٌ شجىٌ نقش الحزن على جُدرانى
      لهفى على قلبى
      و لهف قلبى على زهرة" ماتت فى بُستانى
      فتح الزمانُ سجل قدرى و قال اكتُب
      فكتبتُ بيدى قصة أحزانى
      فبكت عينُ الزمانِ لما رأت
      ألما" يسرى كما السُم فى كيانى
      إنى و إن تبسم الزمانُ مكتئب
      رفيق للسُهد و النومُ جفانى
      ما رق لى قلبُ الزمان يوما"
      و لا رأيتُ الفرحَ أدنانى
      أشكو لربى و القلبُ يشكو لله منى
      فهو ضحيتى و أنا الجانى
      طغى الشوقُ يا حبيبتى
      و وجع الفراق أبكانى
      طغى الشوقُ فسال الدمعُ
      كما اللهيبُ أحرق أجفانى
      فلا أنتِ أمسيتِ ِبقُربى
      و لا قلبكِ بين أحضانى
      حبيبتى اليأسُ قتلنى
      و طول البُعد أضنانى
      كأن الزمان استعذب جراحى
      أو طابت له أحزانى
      قدَّر لى الزمانُ عشق العيون
      اللواتى سحرهن يُشجينى
      فترانى سكيب الدمع
      لا الذكرى تُؤنسُنى و لا الدمعُ يواسينى
      و ترانى أعيشُ الدهرَ كمدا"
      دائى العشق و حنينى
      كأن الأسى فى الدنيا حظى
      و كأن الحزن قرينى
      قد رثيتُ حبيبتى مرارا"
      و أنا بعد الموت من يُرثينى
      أكتب الشعر فكأن القلم يرثى لحالى
      و كأن الأحبار تبكينى
      أبيتُ و كأنه قبرا" مرقدى
      و كأن بُردتى كفنا" يُغطينى
      و كأن ندى الصباح أدمعى
      و الليلُ ترابٌ يُوارينى
      و كأن القلبَ جمرا" فى صدرى
      و كأن فى الحشا نارا" من تحتها نيرانى
      من يسمعُ آهاتى
      أو يسمعُ بين جدران الصمت أنينى
      ما بيدى عشتُ اللوعةَ و الأسى
      لكنه قدرا" سطره الزمانُ فوق جبينى
      ما بيدى فراقها
      لكن الزمانَ أراد بنارها يكوينى
      أراها فى الأحلامِ و أحاكيها
      ثم أصحو أُناديها فلا تأتينى
      فأدركتُ أن الموت أبعدها
      و أنها اليوم لن تُلاقينى
      تمنيتُ لو جئتِ مرة " آراكِ
      و الى صدرك تضُمينى
      أنا و فؤادى
      على درب الأحزان التقينا
      نهيمُ صبابة" و الدمعُ فى عينينا
      تذكرنا الماضى الأليم
      و الجرح القديم
      و ما جرت به الأقدارُ
      و ما لاقينا
      عبثا" مضى العمر يا فؤادى
      بين لهيب البُعد و حزنٍ به ارتوينا
      لو أنها تعودُ بالدمع
      لقضينا العمر نحيبا" و بكينا
      لكن فراق الحبيب أمسى
      بعد الرحيل قدرا" علينا

      منقولة