مدارس اليوم ليست أماكن للتعلم
يقول جون هولت"إذا كان الدواءُ يمرضك فإنّ أخذ المزيد منه لن يَشفيك. وإذا أوقفته تتحسن."
"If it's the medicine the makes you sick, more medicine will just make you sicker. And if you quit taking it, you will get well"
John Holt
"If it's the medicine the makes you sick, more medicine will just make you sicker. And if you quit taking it, you will get well"
John Holt
ما الذي نريده من التعليم؟؟؟؟؟؟؟
أ- الاحتفاظ بالمعلومة ( معظمنا ينساها بعد الاختبار)
ب- الفهم (القدرة على توظيف ما نعرف بمرونة في مجالات التفكير والعمل أو السلوك أو الأداء.)
ت- استعمالها الجيد والفعال في حياة الطالب.(أثناء وبعد المدرسة)
سؤال: هل تتحقق الأهداف الثلاثة في مدارسنا؟؟؟ أترك لكم الإجابة.
نعود إلى العنوان: المدارس ليست أماكن للتعلم
لماذا؟؟؟؟؟
· المدارس تتطلب السلبية في الطالب ولا يمكنه التفوق- بالمقاييس المدرسية - إذا بدأ يسأل ويفكر ويناقش.
· المدارس تزحمك بالمعلومات وبسرعة فالأهم بالنسبة لهم إنهاء المنهج .
· تهتم بالشكل أكثر من المضمون.( خاصة إذا جاء من يزورهم ليطلع على سير العملية التعليمية والمقصود بها معروف.)
· المدرسة تقدم التعليم بالعكس:المعلم هو الذي يطرح الأسئلة غالبا والمفترض أنّ الذي يسأل- بالإضافة إلى المعلم- هو الطالب . وأسئلة المعلم لا تحتمل في الأغلب إلا إجابتين: نعم أو لا، صح أو خطأ. وفي الأغلب لا يقبل المعلمُ إلا إجابة الكتاب حرفيا ولا يقبل إلا أمثلة الكتاب وإلا أدلة الكتاب.
" الأفضل من معرفة كل الأجوبة، أن تعرف بعض الأسئلة"
James Thurber
James Thurber
يقول روبرت روديل Robert Rodale في Organic Gardening أكتوبر 1982
" عندما تكون في المدرسة فانك تسأل ويُتوقع أن تجيب. ويُفترض أنك عندما تمتلئ بالإجابات تكون قد تعلمت فتتخرج.
والآن أعتقد أن التعلم الحقيقي يتحقق عندما تتمكن من طرح أسئلة مهمة. وعندها تكون على أبواب الحكمة، لأن طرح الأسئلة المهمة يقود الدماغ إلى اكتشاف أراض جديدة. "
" عندما تكون في المدرسة فانك تسأل ويُتوقع أن تجيب. ويُفترض أنك عندما تمتلئ بالإجابات تكون قد تعلمت فتتخرج.
والآن أعتقد أن التعلم الحقيقي يتحقق عندما تتمكن من طرح أسئلة مهمة. وعندها تكون على أبواب الحكمة، لأن طرح الأسئلة المهمة يقود الدماغ إلى اكتشاف أراض جديدة. "
" العلم فضول واكتشاف وسؤالُ لماذا؟ لِم هو هكذا؟ يجب أن نبدأ بطرح الأسئلة، لا بإعطاء الأجوبة. الصغارُ والكبار لا يتعلمون بدفع المعلومات في أذهانهم. يمكنك أن تعلم بإثارة اهتمام الطالب وتحفيزه ليعرف. لا بد أن يمتصّ الذهن المعلومة لا دفع المعلومة إلى الذهن. يجب أولا أن تنشئ حالة ذهنية تتوق إلى المعرفة. تجنب قدر الإمكان تلقين المعلم واستماع الطالب"
Victor Weisskopf
· المدرسة تقوم بالتلقين فقط وأكثر المعلمين يخافون الأسئلة وخاصة السؤال الذي يبدأ ب"لماذا؟" لأنها تكشف جهلهم وأيضا يقول نخلة وهبة في كتابه "رعب السؤال":"لماذا، الأداة الأكثر خطورة بين أقرانها والأكثر رعبا للسائل والمسئول معا. ترعب السائلَ لأنها على الرغم من وضوح المقدمات التي تنطلق منها ، يصعُب ضمانُ طبيعة النهايات التي تنفذ إليها عمليات الحفر المتوالية في ذاكرة المسئول أو الظاهرة المدروسة. كما تخيف المسئول أي الشخص (أو الظاهرة )الذي يقع عليه فعلُ السؤال، لأنها بالإضافة إلى قدرتها على كشف طبيعة الرهانات والظروف التي دفعت الفاعل إلى القيام بفعله فهي تكشف التناقضات الداخلية والخارجية التي يشتمل عليها المنطق المستخدم في تبرير أو إخفاء الدوافع الحقيقية التي قادت إلى تنفيذه أو في تفسير الظاهرة بطريقة ملتوية أو مجتزأة".
· المدرسة لا تعلم للفهم، وفرق بين المعرفة والفهم. وحفظ معنى كلمة أو نصّ وحلّ مسألة رياضية من الكتاب في الفصل لا يعني أن الطالبَ فهم( في الأغلب).
ما الذي يفعله الطالبُ عندما يفهم؟
الشرح( بمعنى أنه يشرح ما فهمه بكلماته )
إعطاء الأمثلة ( أمثلة من واقع حياته)
التطبيق العملي ( ولا أقصد هنا حل مسائل الكتاب فقط ، فمن التطبيق العملي –المهم جدا- المشاريع الطلابية كمجموعات أو أفراد )
التدليل ( أي بإمكانه التدليل بأدلة من عنده غير التي في الكتاب فيقدم أدلة على مسألة أو دعوى معينة)
المقابلة( أقصد المقارنة بين الأشياء)
وضعها في سياق آخر( توظيف المعلومة في مواقف مختلفة )
التعميم والتخصيص
طرح الأسئلة ( يطرح الطالبُ الأسئلة على نفسه والطلابِ والمعلم )
تعليم الآخرين ( يعلم الطالبُ الآخرين)
· المدرسة لا تجيب إذا جاءت فرصة التعلم تقرع على الباب.( بل تطردها) ( تصور لو أنّ طالبا في درس التاريخ سأل معلمه " كيف أعلم أنّ المكتوب أمامي في الكتاب قد وقع بالفعل كما كُتب" بم سيجيبُ المعلمُ الطالبَ؟؟؟؟)
· المدرسة تعيق فرص التعلم خارج المدرسة.
· المدرسة مهووسة بالعملية التعليمية- كما يرونها( وهي في الحقيقة أعمال إدارية)- من تحضير الدروس إلى التمارين والتدريبات والاختبارات والواجبات والرصد الخ لماذا؟
لأن الكل يعلم أن البقاء في المدرسة النهار كله مرير جدا وممل جدا للطالب والمعلم - أقصد الموظف - وبالتالي لا بد من إشغال الطالب.
والتلاعب بعقل الطالب بهذا الأسلوب مؤذ للطالب والواحد منا في طفولته اكتسب اللغة بدون كل هذا.
· المدرسة تجعل التعلم( بل تسمي ما يحدث في المدارس تعليما وتعلما والأمر ليس كذلك) مُخيفا ومُملا وبالتالي إبعاد الطلاب عن الكثير من مباهج الحياة كالقراءة ودخول المكتبات لهذا لا بد أن نطلق على ما يحدث لنا في المدارس اسما آخر غير التعلم.
تقول Barbara Sher في كتابها Wishcraft
"كل من نسميهم عباقرة رجالا ونساءا هم أناس تمكنوا من عدم إسكات فضولهم وتساؤلاتهم الطفولية.وبدلا من ذلك كرّسوا حياتهم لتزويد ذلك الطفل( أي الذي بداخلهم ) بالأدوات والمهارات التي يحتاجون إليها للعب على مستوى الراشدين."
· المدرسة تصنف الطلاب في خانات محدودة وتلصق بهم عناوين ثابتة فيظن الطالب أنّ العنوان الذي ألصق به يصفه تماما ( كعنوان صعوبات التعلم مثلا)( والأدهى عنوان: غبي وأبله)
· المدرسة تعلمنا الجنون المؤقت وبعد التخرج نحاول إلغاء الكثير مما تعلمناه في المدرسة ولا اقصد المواد التي تعلمناها بل الأسلوب الذي تمّ به تعليمُها( طبعا هناك معلمون نحمل لهم أجمل الذكريات) فترى بعض الآباء والأمهات يحرصون على ألا يمرّ أبناؤهم بتجربة مدرسية كتجربتهم( العجيب أنهم في المدرسة يحاولون منعك من العنف بعنف ونهيك عن الشتم بشتمك وردعك عن الصراخ بالصراخ)
· المدارس تخلق لك مشاكل وتطلب منك حلها وتحملك المسئولية واغلب وقتك في المدرسة تقضيه محاولا تعلم كيف تقضي وقتك في المدرسة وكيف تعامل المعلمين لنيل رضاهم أو لإغاظتهم .....)
· المدرسة تلومك على أخطائها ( تحشرك مع 30 طالبا في مكان يسمونه فصلا دراسيا ويتناوب على أذيتك 7 معلمون يوميا ولا يسمح لك بالحركة وعليك فقط أن تسمعهم يتحدثون فإذا تمردت فأنت مشاغب و.....و..........)
· المدرسة تقتل في الإنسان الدهشة والفضول والتساؤل والطفل يبدأ عامه الدراسي الأول علامة استفهام كبرى وينتهي من الابتدائية علامة توقف كبرى أو نقطة .
· المدرسة تعيق التعلم بالخوف والخجل والإرباك( وأقصد بالإرباك هنا اختلاف مطالب ومشارب وموانع وتوجهات المعلمين فكل يزعم وصلا بليلى)
· المدرسة تعلم الطالب أن التعلم لا يتم إلا بالعصا والجزرة والترهيب والترغيب وان التعلم ليس عملية طبيعية . ( كيف تعلمنا جميعا التحدث وكيف حصّلنا ألوف الكلمات قبل المدرسة بل كيف اكتسب بعض الأطفال قبل الابتدائية لغتين أو أكثر وكيف تعلمنا قيادة الدراجات والتعامل مع الآخرين الخ ما تعلمناه؟ هل تعلمناه بعصا وسبورة؟ )
جون هالت John Holt (1927-1985) من رواد الشأن التعليمي في الولايات المتحدة.
من مؤلفاته: كيف يخفق الأطفال How Children Fail
يتحدث جون هولت عن ابنة أخيه ذات السبعة عشر شهرا وكيف انه قضى أيامه الصيفية مراقبا ومتابعا لها .. وقد لاحظ أنها أشبه بالعلماء فهي دائمة المراقبة والتجريب بلا ملل ولا كسل فتراها نشطة تحاول اكتشاف ما حولها ومعرفة كيف تعمل الأشياء .. وعند العقبات تراها تعمل بإصرار . ومع أن كثيرا من تجاربها ومحاولاتها للتحكم ببيئتها لا تنجح فإنها تواصل نشاطها بلا توقف .
ويرى المؤلف أن سبب هذا لعله عدم وجود عقوبات مرتبطة بإخفاقاتها إلا العواقب الطبيعية مثل السقوط عند محاولة الوقوف على كرة . ويذكر أن الطفل لا يتعامل مع الإخفاق كما يفعل الكبير لأنها لم تتعلم –بعد- أن الإخفاق عار أو جريمة وعلى عكس الكبار، فإنها ليست معنية بحماية نفسها من كل أمر صعب وغير مألوف فهي دائمة المحاولة ...
ويرى المؤلف أنه بملاحظة الطفلة ، يصعب الأخذ بفكرة أن الإنسان لا يتعلم إلا بالمكافأة والعقوبة. لا شك أن الطفلة تحصل على مكافآت وتصيبها عقوبات من المحيطين بها إلا أنها تقضي معظم وقتها بعيدا عن المديح واللوم ومع ذلك لا تتوقف عن التعلم والاكتشاف ومحاولة فهم ما يجري حولها. وتعلمها- وَحده- يُعطيها الرضا والسعادة سواء لاحظ ذلك المحيطون بها أم لا.
المصدر: How Children Fail/ John Holt
· المدرسة تعلم الطالب أن الذكاء هو في التفوق المدرسي وأنّ التعلم لا يتم إلا هناك وانّ الإخفاق هو عدم التفوق المدرسي وأنّ الموهوب هو من يأخذ علامات عالية في اختبار قياس الذكاء أو الموهبة كما يزعمون.
علام يدل التفوق الدراسي؟ لاحظ أنّ السؤال عن التفوق في مواد الدراسة المقررة في المدارس.
يرى الأستاذ إبراهيم البليهي في كتابه" وأد مقومات الإبداع" أنها تدل على الانصياع" فهو دلالة الإتباع وليس دليلا على الأصالة الذاتية والإبداع" . لماذا ؟
تعال معي ( المتحدث هنا خالد عاشور) إلى فصل دراسي زرته في المرحلة الابتدائية الأولى وكان الدرسُ قراءة، وعلى الطلاب أن يملئوا فراغا في جملة تقول"أنا............في الفصل" فقال أحد الطلاب( عمره 6 سنوات):"أقرأ" فخطّأه المعلمُ !!!!!!!!! لأن الجوابَ الصحيح (!!!!!!!!!) كما قال المعلم!!!!!!!!!!:"أنا أدرس".
فلنعد إلى البليهي وهو يبين أن التعليم يقوم في الغالب على الحفظ وحصر النفس في مقررات دراسية لا يتجاوزها الطالب بل عليه أن ينقاد لما فيها بلا سؤال ولا مراجعة .فالطالب هنا"وعاء يتم حشوه أو آلة يتم تحريكها فهو منفعل لا فاعل مما يكرّس ضيق الأفق ويرسخ عادة التقليد ويعوق نشوء روح الابتكار."
وهنا قد يصرخ البعض قائلا :" متى تتحول مدارسنا إلى أماكن منتجة للمعرفة؟"
· المدرسة تضع سقفا معرفيا للطالب . وتقدم كل ما تقدمه على أنه مسلّمات ويقينيات وقطعيات وأمور محسومة و" لم يترك الأولُ للآخر شيئا"كما يقولون.
· المدرسة تجعل المعلم مقياس كل شيء وعلى الطالب أن يرضيه فيتحول الطالبُ من الرغبة في التعلم إلى إرضاء المعلم.