السيد Muqawama
ارجو ان تكون بخير. اولا، و بخصوص اقتراحك لفريق التواصل الإلكتروني بفتح موضوع جديد و مستقل ندرج فيه ردودنا و تعليقاتنا، سوف ندرس المقترح و نتخذ قرارا في القريب العاجل. و لكن في نفس الوقت، لقد حرصنا على المشاركة في هذا الموضوع نظرا لانه جلب انتباه الكثيرين من القراء و لفترة طويلة. فنحن نعتقد ان المشاركة هنا توفر لنا فرصة جيدة لتوضيح وجهة نظر الحكومة الأمريكية للسادة القراء ازاء عدة قضايا بما في ذلك الاوضاع في العراق. و خاصة انك انت و غيرك ممن يتحدثون نيابة عن بعض عناصر ما تسمونها (بالمقاومة) - و لو بصفة غير رسمية – قد كرستم الكثير من وقتكم و طاقتكم في الصاق بيانات (النصر) العظيمة .
و كما تعلم، انا و بصفتي ممثلا لوزارة الخارجية الأمريكية اختلف معك و بشدة في الكثير – ان لم يكن في كل - ما ادرجته اعلاه. و مع ذلك، و بناءا على ما كتبته انت في الادراج الذي وجهته لي اعلاه، يبدو ان هنالك على الاقل نقطة واحدة نتفق عليها و هي ان بدئ حوار حر و مستمر و مفتوح لجميع الاطراف سيعود بالفائدة على الجميع.
اما عن ادعاءاتك المتعلقة بالاوضاع في البحرين، اسمح لي ان اقول الاتي. لك الحق في ان تستمر باعتقادك بأن ما على الولايات المتحدة الا ان تلوح بعصاها السحرية و كل ما تريد تغييره في الكون سوف يتحقق في الحال و لكن هذا لا يعني ان تلك الصورة لها اي صلة بالواقع. فأن كانت الولايات المتحدة تمتلك تلك القدرة الجبارة، فكيف لك أن تفسر حقيقة ان هنالك اختلافات بينها و ما بين بعض الدول الصديقة – ناهيك عن الدول التي علاقتنا معها مضطربة– ازاء عدة قضايا هامة؟
وكما سبق و ان اكدت عدة مرات في المنتدى، ليس هنالك شك في ان هذا الافتراض يوفر اطارا سهل الاستخدام و بسيط حيث يوجه اللوم للولايات المتحدة لكل علة يواجها العالم. و لكن و بالاضافة الى كونها صورة غير دقيقة على الاطلاق ، فأن ذلك ليس بالاطار البناء و الذي يمكن من خلاله تحديد الاسباب التي ادت الى ازمة ما. بل هو في الواقع يقف كعقبة امام اي تحليل جاد و موضوعي يهدف لوجود حل لاي قضية.
و حيث انه من الواضح انك من هواة التاريخ و بما انك ذكرت الاتحاد السوفيتي في ادراجك اسمح لي ان اقول الاتي. و بالرغم من انني لا اريد تحويل نقاشنا إلى أطروحة عن فضائل الرأسمالية والديمقراطية أو نقص الشيوعية كأيدلوجية، الا انني أود أن أركز على بعض الحقائق التي لا جدال فيها.
لقد اتضح للعالم بأكمله وخاصة بعد مرور فترة زمنية على انهيار الاتحاد السوفيتي والتغيرات التي حدثت في الدول الشيوعية السابقة وفي الدول التي كانت من ضمن دول الاتحاد السوفيتي أن تجربة الدول التي وقعت تحت سيطرة الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية وخاصة اليابان وألمانيا الغربية اختلفت تماما عن تجربة الدول التي احتلها الاتحاد السوفيتي.
فكانت المساعدة والمساندة التي قدمتها الولايات المتحدة إلى كل من اليابان وألمانيا الغربية سببا في أن تتعافى كلاهما من جروح الحرب بسرعة وأدت إلى نجاح كل منهما في تأسيس مجتمع يتمتع باستقرار سياسي وازدهار اقتصادي لسنوات طويلة فكل منهما ما زال يتبنى ويطبق نفس الأنظمة والمبادئ الديمقراطية التي قدمتها الولايات المتحدة منذ ستين عاما.
من الجدير بالذكر أيضا أن الولايات المتحدة أنهت احتلالها لهاتين الدولتين طوعا منذ عدة عقود قبل أن يسمح الاتحاد السوفيتي للدول والمناطق التي وقعت تحت سيطرته بتحديد مصيرها والحصول على الاستقلال. فالاشتباكات العنيفة التي حدثت بين مواطني تلك البلاد والأنظمة التي فرضها الاتحاد السوفيتي عليهم أو تلك الأنظمة القمعية التي دعمها والاشتباكات التي ساهم فيها الجيش السوفيتي نفسه، كانت إحدى المؤشرات الدالة على الطبيعة الاستبدادية للأنظمة التي أسسها الاتحاد السوفيتي .
بالرغم من أن البعض يصفون الاتحاد السوفيتي وصفا رومانسيا ويشبهونه فيه باليوطوبيا (المجتمع الفاضل) فالحقيقة هي أن الدول التي وقعت تحت الاحتلال السوفيتي والتي تم ضمها إليه أو باتت جزءاً من المعسكر الشرقي الذي كان خاضعا للاتحاد السوفيتي قد فضلت الاستقلال والبعد عن الاتحاد السوفيتي والتخلي عن مبادئ الشيوعية عندما أتيحت لهم اول فرصة.
ولا تنسى أن عدة مناطق ذات أغلبية سكانية من المسلمين قد عانت من الأنظمة السوفيتية القمعية وأعلنت استقلالها فورا بعد انهيار الاتحاد بل وتخلت عن مبادئه أيضا. فالعالم بأكمله الآن يدرك تماما أن الأنظمة التي دعمها الاتحاد السوفيتي أو التي فرضها في الكتلة الشرقية كانت أنظمة غير فعالة اتبعت أساليب التخويف والترهيب للتحكم بالسلطة وعم فيها الفساد بكل أشكاله. وربما هذه أهم نقطة والتي كانت السبب الرئيسي وراء انهيار الاتحاد السوفيتي، فعندما استشعرت الشعوب التي سيطر عليها الاتحاد السوفيتي بأنه لن يستخدم القوة العسكرية في فرض ما يريده اختارت الانفصال والاستقلال عن الاتحاد.
فالواقع يا سيدي هو أن عدد الدول الديمقراطية قد تضاعف في العقود الأربع الأخيرة بينما عدد الدول الشيوعية قد صار يعد على أصابع اليد الواحدة وحتى هذه الدول بادرت بإصلاحات اقتصادية تبعدها أكثر عن مبادئ الشيوعية يوماً بعد يوم.
نحن الأمريكيون لا ندعي أن تأريخنا مثالي. فقد اتخذنا قرارات أثبتت لنا الأيام بأنها خاطئة ولكن هذا لا ينفي حقيقة أن الولايات المتحدة لا تزال على قيد الحياة بل أنها تتقدم إلى الأمام، و كذلك مبادئ الديمقراطية و التي انتشرت في جميع أنحاء العالم – بما في ذلك في الشرق الاوسط مؤخرا - بينما الاتحاد السوفيتي انتهى و الشيوعية قد انقرضت أو أوشكت وهذا يشكك في افتراضاتك اعلاه.
و من ثم فان اي محاولة للمقارنة ما بين اي تواجد عسكري أمريكي في اي مكان حاليا او في الماضي بما فعله جيش الاتحاد السوفييتي هي محاولة يائسة و فاقدة للمصداقية و ليست مبنية على الواقع.
و سوف اكتفي بهذا الان.
تحياتي
فهد
فريق التواصل الإلكتروني
وزارة الخارجية الأمريكية
ارجو ان تكون بخير. اولا، و بخصوص اقتراحك لفريق التواصل الإلكتروني بفتح موضوع جديد و مستقل ندرج فيه ردودنا و تعليقاتنا، سوف ندرس المقترح و نتخذ قرارا في القريب العاجل. و لكن في نفس الوقت، لقد حرصنا على المشاركة في هذا الموضوع نظرا لانه جلب انتباه الكثيرين من القراء و لفترة طويلة. فنحن نعتقد ان المشاركة هنا توفر لنا فرصة جيدة لتوضيح وجهة نظر الحكومة الأمريكية للسادة القراء ازاء عدة قضايا بما في ذلك الاوضاع في العراق. و خاصة انك انت و غيرك ممن يتحدثون نيابة عن بعض عناصر ما تسمونها (بالمقاومة) - و لو بصفة غير رسمية – قد كرستم الكثير من وقتكم و طاقتكم في الصاق بيانات (النصر) العظيمة .
و كما تعلم، انا و بصفتي ممثلا لوزارة الخارجية الأمريكية اختلف معك و بشدة في الكثير – ان لم يكن في كل - ما ادرجته اعلاه. و مع ذلك، و بناءا على ما كتبته انت في الادراج الذي وجهته لي اعلاه، يبدو ان هنالك على الاقل نقطة واحدة نتفق عليها و هي ان بدئ حوار حر و مستمر و مفتوح لجميع الاطراف سيعود بالفائدة على الجميع.
اما عن ادعاءاتك المتعلقة بالاوضاع في البحرين، اسمح لي ان اقول الاتي. لك الحق في ان تستمر باعتقادك بأن ما على الولايات المتحدة الا ان تلوح بعصاها السحرية و كل ما تريد تغييره في الكون سوف يتحقق في الحال و لكن هذا لا يعني ان تلك الصورة لها اي صلة بالواقع. فأن كانت الولايات المتحدة تمتلك تلك القدرة الجبارة، فكيف لك أن تفسر حقيقة ان هنالك اختلافات بينها و ما بين بعض الدول الصديقة – ناهيك عن الدول التي علاقتنا معها مضطربة– ازاء عدة قضايا هامة؟
وكما سبق و ان اكدت عدة مرات في المنتدى، ليس هنالك شك في ان هذا الافتراض يوفر اطارا سهل الاستخدام و بسيط حيث يوجه اللوم للولايات المتحدة لكل علة يواجها العالم. و لكن و بالاضافة الى كونها صورة غير دقيقة على الاطلاق ، فأن ذلك ليس بالاطار البناء و الذي يمكن من خلاله تحديد الاسباب التي ادت الى ازمة ما. بل هو في الواقع يقف كعقبة امام اي تحليل جاد و موضوعي يهدف لوجود حل لاي قضية.
و حيث انه من الواضح انك من هواة التاريخ و بما انك ذكرت الاتحاد السوفيتي في ادراجك اسمح لي ان اقول الاتي. و بالرغم من انني لا اريد تحويل نقاشنا إلى أطروحة عن فضائل الرأسمالية والديمقراطية أو نقص الشيوعية كأيدلوجية، الا انني أود أن أركز على بعض الحقائق التي لا جدال فيها.
لقد اتضح للعالم بأكمله وخاصة بعد مرور فترة زمنية على انهيار الاتحاد السوفيتي والتغيرات التي حدثت في الدول الشيوعية السابقة وفي الدول التي كانت من ضمن دول الاتحاد السوفيتي أن تجربة الدول التي وقعت تحت سيطرة الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية وخاصة اليابان وألمانيا الغربية اختلفت تماما عن تجربة الدول التي احتلها الاتحاد السوفيتي.
فكانت المساعدة والمساندة التي قدمتها الولايات المتحدة إلى كل من اليابان وألمانيا الغربية سببا في أن تتعافى كلاهما من جروح الحرب بسرعة وأدت إلى نجاح كل منهما في تأسيس مجتمع يتمتع باستقرار سياسي وازدهار اقتصادي لسنوات طويلة فكل منهما ما زال يتبنى ويطبق نفس الأنظمة والمبادئ الديمقراطية التي قدمتها الولايات المتحدة منذ ستين عاما.
من الجدير بالذكر أيضا أن الولايات المتحدة أنهت احتلالها لهاتين الدولتين طوعا منذ عدة عقود قبل أن يسمح الاتحاد السوفيتي للدول والمناطق التي وقعت تحت سيطرته بتحديد مصيرها والحصول على الاستقلال. فالاشتباكات العنيفة التي حدثت بين مواطني تلك البلاد والأنظمة التي فرضها الاتحاد السوفيتي عليهم أو تلك الأنظمة القمعية التي دعمها والاشتباكات التي ساهم فيها الجيش السوفيتي نفسه، كانت إحدى المؤشرات الدالة على الطبيعة الاستبدادية للأنظمة التي أسسها الاتحاد السوفيتي .
بالرغم من أن البعض يصفون الاتحاد السوفيتي وصفا رومانسيا ويشبهونه فيه باليوطوبيا (المجتمع الفاضل) فالحقيقة هي أن الدول التي وقعت تحت الاحتلال السوفيتي والتي تم ضمها إليه أو باتت جزءاً من المعسكر الشرقي الذي كان خاضعا للاتحاد السوفيتي قد فضلت الاستقلال والبعد عن الاتحاد السوفيتي والتخلي عن مبادئ الشيوعية عندما أتيحت لهم اول فرصة.
ولا تنسى أن عدة مناطق ذات أغلبية سكانية من المسلمين قد عانت من الأنظمة السوفيتية القمعية وأعلنت استقلالها فورا بعد انهيار الاتحاد بل وتخلت عن مبادئه أيضا. فالعالم بأكمله الآن يدرك تماما أن الأنظمة التي دعمها الاتحاد السوفيتي أو التي فرضها في الكتلة الشرقية كانت أنظمة غير فعالة اتبعت أساليب التخويف والترهيب للتحكم بالسلطة وعم فيها الفساد بكل أشكاله. وربما هذه أهم نقطة والتي كانت السبب الرئيسي وراء انهيار الاتحاد السوفيتي، فعندما استشعرت الشعوب التي سيطر عليها الاتحاد السوفيتي بأنه لن يستخدم القوة العسكرية في فرض ما يريده اختارت الانفصال والاستقلال عن الاتحاد.
فالواقع يا سيدي هو أن عدد الدول الديمقراطية قد تضاعف في العقود الأربع الأخيرة بينما عدد الدول الشيوعية قد صار يعد على أصابع اليد الواحدة وحتى هذه الدول بادرت بإصلاحات اقتصادية تبعدها أكثر عن مبادئ الشيوعية يوماً بعد يوم.
نحن الأمريكيون لا ندعي أن تأريخنا مثالي. فقد اتخذنا قرارات أثبتت لنا الأيام بأنها خاطئة ولكن هذا لا ينفي حقيقة أن الولايات المتحدة لا تزال على قيد الحياة بل أنها تتقدم إلى الأمام، و كذلك مبادئ الديمقراطية و التي انتشرت في جميع أنحاء العالم – بما في ذلك في الشرق الاوسط مؤخرا - بينما الاتحاد السوفيتي انتهى و الشيوعية قد انقرضت أو أوشكت وهذا يشكك في افتراضاتك اعلاه.
و من ثم فان اي محاولة للمقارنة ما بين اي تواجد عسكري أمريكي في اي مكان حاليا او في الماضي بما فعله جيش الاتحاد السوفييتي هي محاولة يائسة و فاقدة للمصداقية و ليست مبنية على الواقع.
و سوف اكتفي بهذا الان.
تحياتي
فهد
فريق التواصل الإلكتروني
وزارة الخارجية الأمريكية