الطفل في الأسابيع الأولى

    • الطفل في الأسابيع الأولى

      في الأسابيع الأولى من حياة الطفل، تجدين نفسك عزيزتي الأم تائهة، حائرة أمام ذلك الكائن الضعيف الذي تخشين إيذاءه بدون قصد. وهناك الكثير من الأمور التي لا تعرفين كيف تتصرفين معها أو فيها.
      وهنا إجابة عن بعض أسئلة الأمهات الحائرات، الخاصة بهذه الفترة الحرجة من عمر الطفل.
      هل من الضروري لف جسم الطفل الوليد بحزام يمتد من البطن إلى أسفل القدمين؟
      هناك اعتقاد خاطئ بأن لف الطفل بهذا الشكل يحميه من أي أذى قد يصيبه أثناء حمله ووضعه، كما أنه يقلل من التقوس الحادث في الساقين.
      والحقيقة أن لف الطفل بهذا الشكل يسبب له الضيق، ويحد من حركته وحركة قفصه الصدري، ويعوق تنفسه. كما أن التقوس في الساقين الذي تخشاه الأم سيزول مع مرور الوقت، وبدون حاجة لمثل هذا الرباط الذي قد يؤدي إلى نتائج عكسية.
      بعد الولادة بوقت قصير، يدرك الطفل أن العالم الذي جاء إليه مختلف عن البيئة الناعمة المريحة التي تعود عليها وهو في رحم أمه.
      كما أنه بعيد كل البعد عن الجو اللطيف الذي عاش فيه محاطاً بدفء الأم وحنانها. وبدلاً من ذلك يجد ملابس جديدة وبرودة وأضواء تخطف الأبصار وأصواتاً عالية، وسريراً يشبه الصندوق البارد.
      وكل هذا غريب عليه، ويستغرق اعتياده عليه بعض الوقت.
      درجة الحرارة التي تناسب الوليد هي نفسها التي تناسب الأم، لكن مع تأكيد أن الوليد لا يستطيع أن يحافظ على توازنه الحراري في الأسابيع الأولى. فهو يبرد بسرعة إذا تعرض لدرجة حرارة منخفضة، وترتفع حرارته بسرعة إذا تعرض لدرجة حرارة مرتفعة.
      وفي سبيل راحته تجب مراعاة التخفيف أو الزيادة من ثيابه وفقاً للظروف الجوية.
      يجب أن ترتاح الأم بعد الولادة عدة ساعات، قد تصل إلى يوم كامل، وذلك حتى تستعيد قواها الطبيعية، وتستطيع أن تعتني بوليدها، ويجب أن تتم محاولة الإرضاع من الثدي في أقرب فرصة ممكنة حتى تتم الاستشارة لعملية الرضاعة وتحريض إفراز الهرمونات المسؤولة عن إفراز الحليب.
      يبول الوليد عادة خلال عملية الولادة أو بعدها مباشرة بيوم أو اثنين على الأكثر. فإذا مضى على الطفل 48 ساعة دون أن يتبول بالرغم من تزويده بالسوائل اللازمة، فعلى الأم مراجعة الطبيب وفحص الطفل.
      أما عن التبرز فهو يتم خلال الـ 48 ساعة الأولى من عمر الطفل وقد يتأخر إلى اليوم الثاني، وهذا يحدث نادراً.
      ما هي الطريقة الصحيحة للاعتناء بالسرة؟
      كثير من الأمهات يخشين الاقتراب من منطقة السرة حيث يكون شكلها غريباً وغير مقبول. والمطلوب من الأم مراعاة نظافة هذه المنطقة، وذلك بمسحها بالكحول أو المطهرات ثلاث مرات يومياً، وتركها إلى أن تسقط من تلقاء نفسها. ويكون ذلك بعد مرور بين سبعة وعشرة أيام تقريبا على الوضع.
      ولا تقلقي إذا وجدت إفرازات أو قليلا من الاحمرار أو خروج قليل من الدم من هذه المنطقة، فهو أمر طبيعي سرعان ما يخف ويزول.
      ويراعى تحميم الطفل خلال هذه الفترة بواسطة إسفنجة خاصة مع تجنب استعمال الماء والصابون في منطقة السرة.
      متى يكون الحمام الأول للوليد؟
      إن الحمام بالنسبة للطفل شيء ضروري ومنشط ومنعش، وهو يقوي الروابط والمشاعر العاطفية بين الأم ووليدها، وذلك من خلال ملامسة الأم طفلها ونظراتها ومداعباتها له أثناء الحمام.
      في الحمام الأول يقتصر الأمر على استعمال منشفة ناعمة لمسح جسم الوليد بالماء والصابون بخفة ولطف.
      وبعد أن يسقط الحبل السري تقوم الأم بتحميم الطفل بالماء والصابون في حوض صغير لا تزيد درجة حرارة الماء فيه على 37 درجة مئوية، بحيث تكون قد جهزت كل ملابس الطفل واحتفظت بها قريبة من مكان الحمام. ويكون موعد الحمام في الصباح والمساء قبل أن ينام الطفل. ويفضل أن يكون قبل الرضاعة تجنباً لاستفراغ الطفل أثناء تحميمه، إذا كان الحمام بعد الرضاعة.
      ولا يستحسن غسل وجه الطفل بالماء والصابون إلا بعد مرور الأشهر الثلاثة الأولى من عمره، وما على الأم إلا أن تقوم بمسح العينين والفم والأذنين من الأسفل إلى الأعلى باتجاه العين، ومن الخلف فقط، بواسطة حبات من القطن النظيف المبلل بالماء.
      وبعد الحمام يجب أن يتم تنشيف الطفل جيداً من الماء لكن بلطف وبدون تدليك، منعاً لحدوث الالتهابات الناتجة عن بقايا الماء أو التدليك بشدة.
      ويفضل وجود شخص آخر لمساعدة الأم خاصة في الأسابيع الأولى من عمر الطفل.