مِمَّا لايدع مجالاً للشك ،أنّ الأفعوان لا يحب أن يمتدحه أحداً أو يصفه شخص ما، خاصة إذا كان هذا المادح يتودّد تقرُّباً من شخصيته ، ففي كثير من الحالات ونحن نُراقب عن بُعد على الساحة وخاصةالتنقلات الحركية لشخصية الأفعوان ، فكلماته ذات اللطافة التي يجب أن تكون وهو بأعلى قِمّة المسئولية ، ولأن الردود التي ينتهجها الأُفعوان بعيدة كُل البعد عن الآنا ، بحيث أنني لم أقرأ كلمة قالها عن نفسه تفاخراً أو تماهياً او فشخرة / كما يقولون.. كأنْ يقول عن نفسة على سبيل الزعم والمكانة ... ولم نكتشف يوماً مكمن القوّة والتعالي ولكني أكتشفت مكمن الضعف في قلمه ( فقط للمجاراة ) وهو القُوّة في نظري ..!وكثيراً ما يأتينا بصيغة الجمع وليس بصيغة الفرد او الأنفراد بالرؤية الشخصية ، وهذا لعَمْري يُسجل في شخصية الأفعوان ، ذات السلوك الواقعي ، المحبوكة بلغة الرؤى وليست بلغة التسلُّط والقوة ..فكلمته (نحن) يستخدمها في كثير من الأحيان ، وكثيراً ما تأسرني كلماته لأنه يكتبها بلغة شفافة تأسرني ببعدها الإنساني كبير ، كما تأسرني لغة التخاطب بصيغة الجمع ( نحن ) ... وغالباً ما يفتح صدره للآخرين اذا أحس بأن هذا القلم متمكِّن وله الحق حتى ولولم يعترف الآخرون به ، أو يشعُر برؤيته وإثبات حُجّته خاصّة إذا وجد فيه أو توسّم فيه روح المجادلة ومكامن القوة ،وقد يحدث للأُفعوان صمت كبير ولا تجد يتكلّم لكنه يضل يعمل بلغة الصمت ويُراقب ويراسل لتخفيف حِدّة الكلام والجدال معاً ، رغم أن بعض الناس لا يرون هذا ، لكنني أعرف هذه الشخصية من خلال أسلوب الكتابة ونمط التعبير الشفاف والمتجانس معاً .. وقد لا تجد على شفتيه إلاتهدئة الأمور ،رغم أن لديه السلطة الكامله في الحذف وضبط ما تحويه تلك الكلمتين ، ولكنه لا يقوم بهذا ، إمتناعأ للهاجس الذي نتوقف عنده (سياسة الساحة) فإنه وعندئذ يركن إلى التهذيب بكلمات التقديم المباشر ولجوءه الى ( التشذيب ) بدعوى حق تواجد الجميع ، ويعود إلى التسوية من باب لِكُلٍ له حق الدفاع عن نفسه .!
إن مفهوم الأثرالإيجابي في هذه الشخصية يرجع إلى أبعاد إنسانية الأُفعوان كإنساناً أولاُ ثم يرجع إلى حيث المسئولية الموكولة إليه رغم أن الدِلاله الثقافية الإدبية لديه تنتمي إلى المتوسط ، ولكن المعرفة العامة لمفهوم الحياة لديه ، كما القيم الإنسانية لجذور ثقافية ومسئولية تعزز احتياج الإنسان إلى الألتصاق ببيئته ومجتمعه ولأني ومن خلال تواجدي في الساحة اكتسبت شيئاً مُهماً من الثقافة الأُفعوانية ، هو كيفية التعامل مع الآخرين ، بأجناسهم المختلفة وارتكزت تلك المفاهيم في الردود والتعقيبات الفاعلة التي استفدتُ منها وكذا من محور شخصيته أو من خلال أثر إيجابيات هذه الشخصية السمحة ((إذا جازا التعبير)) فالفلسفة التي أكتسبتها من خلال رصدي لحركة تعامل الأفعوان كمسؤول هي (إن تحترم الآخرين تكتسب ثقافة التعامل ) فالشخصية الافعوانية التي آثرت بتميُّز ردودها وتنقُّلها عبر اقسام الساحة العمانية المختلفة كأنما هي عملية متجددة ، لا تنتهي ، فالثقافة عن طريق التجارب هي المعرفة.!
لقد وقفت يوماً وأنا أقرأ رداً كبيراً مؤدباً ، ذكياً ، ذاخبرة ومعرفة وحدس معرفي حياتي ، ولغة تقرب من ثقافة تزداد قُوةً وحماسةً ونشاطاً .. استوقفتني جُملة ألقاها الأفعوان ، وقال (( وليكن في علم الجميع أنه لا يستطع أن يلغي ، لا مشرفاً ولا غيره ، هناك لُجنة ، أو هناك مجموعة مكونة من أربعة أشخاص وهُم من لهم الحق في الإلغاء ، ولا يمكن أن تتوصل إلى هذا الحل إلا بعد أن تنفذ لدينا الفرص.)) أو هكذا أظنه قال ، وليعذ رني الأفعوان على التصرف في بعض الكلمات .
نعم / قد يغضب الأفعوان في أحايين كثيرة ، ولكن غضبه لذيذ له شعور الطيبة ، فدائماً ما يُظهر اللين في قلمه ، لذلك فإن طيبته آثرت إلاّ أن تَظْهر كما هي على سجيّتها او على طبيعتها .. ولم أرى له غضب طاف على قمّة غضبه كإنسان مذ أنْ عهرفته في الساحة بإسمه هذا المستعار ( الأفعوان ) إلاّ يوم أن رد الى فُقاعة / حيث كان عنوانه حسبما أذكر ( الى فقاعه والى كُل الفقاعات أو الفقاقيع التي تأتي من بعده ) ، فغضبه هذا لم يكن من السهل بل من الصعْب عليه بعد أنْ ضاقت به السبل وصَعُبَ الحل مع ما تقدّمنا ذِكْره ..
إن التَّماهِ في القيم وإحترام الأبعاد الإيجابية يُعطينا البُعْد الكبير في استقامة السلوك وتوازن الشخصية لدى الأفعوان ويُساهم بشكل فعال في خلق او صُنع حِماسة المشتركين لكي يُساهموا بشكل مباشر ومتواصل مع الساحة بدون تميز.
بلسانه العذب 