البعض يعتقد أن تحقيق الإنجاز سيحسب للمقعد الذي يجلس عليه
لا أنكر فضل وزارة الإعلام علي وما ذكرته هو الحقيقة الجارحة
لم انتقد إعلاميي السلطنة وخميس البلوشي أستاذي
عايل كان يجب أن يلتحق بالمنتخب ولا تبرير عندي لما قام به ربيع
شاعر ورياضي ومثقف ومقدم برامج ناجح استطاع أن يختط لنفسه مساراً مغايراً عمن سبقوه، آمن بالتعددية في العمل الإعلامي وقدم ألوانا مختلفة بدءا من التراثي وصولاً إلى الرياضي ونجح فيها جميعاً. لفت تألقه أنظار قناة الدوري والكأس فتعاقدت معه كمقدم للبرامج الرياضية، فواصل تألقه ومارس تعدديته التي يهواها ولكن في إطار التقديم الرياضي المحترف ، "الزمن" التقته ونحن على أعتاب بطولة مهمة، ووسط مجموعة من الأحداث الساخنة. فقال الكثير.
** قدمت العديد من الألوان الإذاعية والتفزيونية –إن صح التعبير- بدءا من البرامج الاجتماعية مروراً بالثقافية وصولاً إلى البرامج الرياضية إلى الحد الذي كان من الصعب معه تحديد هوية حميد واتجاهه كمقدم الأمر الذي سبب إرباكا للجمهور فلماذا كل هذا التنوع المشتت؟
هذا التعدد جزء من شخصيتي؛ فأنا شاعر ولاعب كرة قدم وناقد أدبي ومحلل رياضي، وهو أمر لا يمكنني التنصل منه. ولكن فيما يتعلق بالتخصص فإنك لا تستطيع فعل ذلك في السلطنة، وسوف تظلم نفسك إن قمت بذلك؛ لأن جميع الجوانب التي ذكرتها لا تملك المساحة الكافية من الحضور الإعلامي وهي محدودة ولاتمنحك الفرصة الكافية للإبداع والتعبيرعما تختزنه من طاقات وإمكانيات حتى تتبنى لون دون آخر. وأنا هنا أتحدث عن التلفزيون؛ لأن هناك مساحة أكبر فيما يتعلق بهذا الجانب في الإذاعة، لذلك اتجهت للعمل بها، وبالنسبة للجمهور لا أعتقد أن ذلك قد سبب إرباكا له، والدليل أن من شاهد حميد مع مختلف الألوان التي قدمها تقبله، هذا على الأقل حسب الردود التي وصلتني.
** ولكن هناك من يرى أن تنقل حميد من لون إلى آخر سواء في الإذاعة أو التلفزيون وعدم استقراره في إحداها نوع من الرغبة للوصول وتحقيق مكاسب مهنية سريعة تؤمن له وضعا يميزه عن زملائه؟
لك أن تضع جميع الأعمال التي قدمتها تحت طائلة المساءلة والتقييم، وتحديد ما إذا كانت ناجحة أم لا، ثم أطلق الحكم الذي يناسبك، ويمكنك من الوصول إلى حكم دقيق أن تستنير برأي المثقفين عن برنامج مدارات ثقافية أو المهتمين بالفنون الشعبية عن نديم الماضي أو الميدان أو الرياضيين عن مختلف البرامج التي قدمتها سواء في التلفزيون أو الإذاعة، وستعرف إن كنت أعطيت هذه المجالات حقها أم لا. وكما قلت أن التخصص يعني أنك تحكم على نفسك وعلى قدراتك الإبداعية بالضمور والتلاشي لا سيما في الوضع الذي كان موجودا في فترة عملي في السلطنة؛ لأنه لا يوجد تركيز على الجوانب المختلفة لدينا سواء ثقافية أو فنية أو شعبية وهي في الغالب موسمية.
** هناك من اتجه عكس اتجاهك تماماً، على سبيل المثال يعقوب السعدي قبل أن ينتقل إلى قناة دبي كان متخصصاً في الرياضة وقد استطاع أن يبرز وأن يكون له وجود فاعل في هذا الجانب.
هناك فرق كبير بين حميد ويعقوب.
** كيف ذلك؟
إذا تحدثنا عن تلك المرحلة لربما يعقوب لم يكن متعددا؛ بمعنى أنه لم يكن مهتماً بتقديم نفسه في إطارات برامجيه مختلفه بحكم شخصيته لذلك اختط لنفسه مسارا محددا وجد أنه قادرا على الإبداع فيه على عكس ما أراه في نفسي من تعددية تخدم كل جانب أعمل به وهذا الكلام ليس بالضرورة أن يوحي بأنني أفضل – حتى لا يفهم كلامي بغير محله – بل لأن المسأله تتعلق بمدى قدرة الإعلامي على لإنجاز ما يوكل إليه من أعمال وفق إمكانياته، والتعدد موجود ليس مع حميد فقط، والأستاذ خالد الزدجالي خير مثال على ذلك فقد قدم العديد من البرامج المتنوعة الاتجاهات والتي لاقت نجاحات كبيرة، ومثله فعل الأستاذ محمد المرجبي.
** ذكر أحمد البلوشي في إحدى اللقاءات التي أجريت معه أن بعد رحيلك أصبح خميس البلوشي هو المذيع الأبرز في السلطنة فهل حقاً أنك المذيع الرياضي العماني الأول؟
لا يمكن أن أرى نفسي كذلك أبداً! وما قاله أحمد هو مجرد رأي شخصي وأنا أشكره على ثقته الكبيرة بي، ولكن خميس يظل أستاذي وأنا تعلمت منه الكثير من خلال نصحه وإرشاده، فخميس قامة إعلامية كبيرة في مجال الإذاعة بشقيها المرئي والمسموع في السلطنة وبالمناسبة هو أيضا ممن يمتلكون تعددية في الظهور الإذاعي إذ لم يقتصر عمله على البرامج الرياضيه فقط.
** كيف جاء عرض القناة القطرية؟
العرض سبقه تمهيد، إذ عملت مع القناة بمسماها الذي ظهرت به أول مرة في خليجي 17 وكان يطلق عليها نفس اسم البطولة، وقد رشحني للعمل لدى الأخوان بها في ذلك الوقت الأستاذ صالح القاسمي مدير البرامج بتلفزيون السلطنه خلال فترة البطولة، وبعد قرار استمرار القناة التي أنشئت خصيصاً لتلك المناسبة، وتغيير مسماها إلى قناة الدوري والكأس، قدم لي المسؤولون بها عرضا للعمل ضمن طاقمها.
** صرحت في إحدى الصحف القطرية بأن ما تعلمته خلال عام في قطر يفوق ما تعلمته خلال سنوات عملك في السلطنة الأمر الذي عده البعض نوعا من الجحود ونكران لجميل وزارة الإعلام عليك وهي من أوصلتك لما أنت عليه الآن؟
على العكس أنا لا أنكر فضل الوزارة وذكرت ذلك سابقاً، وما قلته في تصريحي هو ما نستطيع أن نطلق عليه "الحقيقة الجارحة" وأنا بطبيعتي المهنية والشخصية أحب الوضوح، لعل الطرح كان مزعجاً بعض الشيء، ولم أتعمد أن يكون بالصورة التي وردت في الحوار، ولكن ذلك كان اشتغال الصحفي الذي أجراه معي، وهو الواقع رغم كل شيء، ودون إغفال لدور الوزارة التي لولا عملي بها وتأسيسها لي لما عرفني الأخرون أو أتيحت لي الفرصة للعمل في قناة الدوري والكأس. فعندما تعمل في منظومة متكاملة من المحترفين في قناة رياضية بهذا المستوى، فلاشك أن الفائدة التي تحصل عليها خلال عام لا يمكن أن تقارن مع قناة غير متخصصة وهنا أقصد قناتي تلفزيون سلطنة عمان.
** انتقدت العمل الإعلامي والإعلاميين بالسلطنة ممن سبقوك في هذا المجال رغم أنك بحساب السنين مازلت في بداية مشوارك. فعلى ماذا استندت فيما ذكرت؟
للأمانة لم أقم بانتقاد أي شخص بعينه فهذا ليس من حقي، وإنما عبرت عن رأيي فيما يتعلق بمنظومة الإعلام الرياضي ككل من تلفزيون وإذاعات وصحف وقلت أن هذه المنظومة ليس بها روح مجددة وهذا أيضاً واقع يجب مواجهته، ربما هناك أسباب وظروف لم تساعد العاملين في مجال الإعلام الرياضي على تطوير أنفسهم، ولكن مهما بلغت هذه الظروف من قساوة يجب أن يكون هناك تجدد في العقلية المهنية.
** ولكنك كنت جزءا من هذه المنظومة التي تنتقدها الآن، ولم تقدم ما تطالب به حالياً عندما كنت فردا بها؟
ولأني جزء منها لم أكن قادرا على رؤية الوضع والحكم عليه، ولكن بعد خروجي وخوضي غمار تجربة جديدة واكتشافي للعديد من العوالم التي كنت أجهلها فيما يخص العمل الإعلامي الرياضي ومقارنة واقعي الجديد بالقديم اكتشفت الفرق وما ينبغي علينا فعله للنهوض بالعمل الإعلامي الرياضي بالسلطنة.
** وهل تعتقد أن أشخاصا مثل ناصر درويش وسعيد المالكي وخميس البلوشي وغيرهم ممن يشرفون على الإعلام الرياضي بالسلطنة لايملكون عقليات التجديد؟
"لا" أنا لا اقصد هؤلاء أبداً فمن ذكرت عناصر تملك إمكانيات كبيرة وقادرة على إحداث الفرق إذا ما توفرت لهم الظروف الملائمة للعمل حسب رؤيتهم التي تغذيها سنوات الخبرة.
** إذاً من تقصد؟
أقصد القيادات والمسؤولين عن الإعلام في السلطنة.
** ألا تعتقد أن التغيير يأتي دائماً من الأسفل وليس من القمم؟
الوضع في السلطنة يحتاج لتغييرات في الآلية التي تدار بها الأمور لدى صناع القرار في الأعلى وليس من مكان آخر، ربما نحن بحاجة لقرار سياسي يدعم الإعلام الرياضي على غرار ما حدث مع الدراما المحلية والمسرح.
** هل مسألة التطوير مرتبطة بالخيال، أو بمعنى آخر هل ينقص إعلاميينا الرياضيين الخيال؟
لا أعتقد أن الزملاء في السلطنة ينقصهم الخيال، ولكن ما يعانيه إعلامنا هو العشوائية والارتجالية إلى جانب ضعف الدعم المادي، ومسألة تبني الشكل الإعلامي الرياضي في أدوار تخدم الجانب التنموي للبلد وفهم أعمق لدور الرياضه إجمالا.
** ماذا تعني بالارتجالية؟
سأعطيك مثال على ذلك، أنت كمسؤل للقسم الرياضي بجريدة الزمن وتعد أحد أعمدة المنظومة الإعلامية الرياضية في البلد هل تعتقد أنه من المناسب طرح مواضيع منتهية مثل إقالة ريباس أو كالديرون أو وجود خلاف بين الوزارة والاتحاد وما شابهها في هذا التوقيت خصوصاً ونحن مقبلون على خليجي19؟ وماذا سيقدم طرحها من فائدة سواء للجمهور أو المنتخب؟ هذه هي الارتجالية التي أتحدث عنها والتي يجب أن تؤطر ضمن خطاب إعلامي موحد، فالعملية الإعلامية خلال المرحلة القادمة يجب أن تدار بذكاء
** ألا تعتقد أن وجود خطاب إعلامي موحد قبل خليجي19 يتطلب نوعا من الوفاق بين مؤسستي القرار في الاستحقاق المقبل (الاتحاد العماني ووزارة الشؤون الرياضية) اللتين تعصف بينهما الخلافات كما يروج البعض؟
نعم لا بد من ذلك لأن مثل هذا الخلاف –إن وجد- قد يتسبب باهدار جهود السلطنة الرامية لإنجاح البطولة وتحقيق اللقب، لذا يجب أن يسعى الجميع لحلها أو تأجيلها على أقل تقدير، ولكن المشكلة التي نواجهها في هذا الصدد أن البعض يرى أنه إذا ما تحقق إنجاز فسوف يحسب للكرسي متناسياً أن هذا حلم وطن وتحقيقه يحسب له وليس لشخص أو منصب.