القضية تتعلق بالاقتباس أو التضمين من القرآن الكريم فى الأعمال الأدبية سواء الماجنة منها أو الهادفة.
اليكم بعض النصوص الأدبية منها : أنت الآن قاب شفتين، أو أدنى "، من الحب، فهزى إليك بخدع اللحظة وصلى لنا صلى وتناسلى وتساقطى عشقًا شهيًا.
ورغم أن هذا اقتباس ساقط .. إلا أننا عرضنا هذه القضية على علماء العلماء، وكان رأيهم فى هذه التحقيق.
ناقشنا القضية مع العلماء والمفكرين حيث أكدوا أنه لا مانع من الاستشهاد بآيات القرآن فى الأعمال الأدبية مع ذكر مصدرها، كما أنه يجوز الاقتباس أو التضمين ولكن فى حدود، ولكن الأجدر أن ننأى بالقرآن عن الشعر لأن لم ينزل لعمل قطعة موسيقية أو شعرية أو ليكمل شطر بيت شعر ولكنه نزل لأغراض أهم واسمى وعلى رأسها الهداية والتشريع، كما أن هناك مجالات أخرى على المبدعين الاتجاه إليها والبعد عن القرآن أفضل.
بداية يقول الدكتور طه أبو كريشه (نائب رئيس جامعة الأزهر): إن جلال القرآن وتعظميه لأنه كتاب الله الذى نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخرج الناس من الظلمات إلى النور يقتضى منا أن ننأى به عن أن يكون مادة مستعان بها فى غير مالا يليق بالقرآن. ومن ذلك الإتيان بالآيات القرآنية فى ثنايا أبيات الشعر، وكأنه والشعر أمران متساويان وبخاصة إذا رأينا بينهما توافقًا فى الوزن والقافية أحيانًا مما يجعل القارئ العادة يظن أن القرآن شعر لهذا يقول عز وجل فى كتابه: (وما هو بقول شاعر)، وإذا أضفنا إلى ذلك أن قصائد الشعر تتداول هنا وهناك وقد يعبث بها العابثون فيستحب هذا العبث على الآيات القرآنية.
يضيف "د. أبو كريشة" مسائلاً: لماذا يحتم عل الشعراء اللجوء إلى ذلك ومجال الشعر عندهم واسع وأرحب فيما يريدون الحديث عنه ولذلك فليكن للقرآن مكانته بعيدًا عن تأليف البشر، وليكن للشعر مكانته التى بالتأكيد قابلة للصواب والخطأ .. ومهما حسنت النوايا التى تكون وراء الاقتباس فإن جلال القرآن وقدسيته أكبر وأعظم من تلك النوايا الخادعة فى كثير من الأحيان.
الإساءة للقرآن يقول الدكتور صابر عبدالدايم (أستاذ بكلية اللغة العربية جامعة الأزهر): هناك فى الاقتباس بعدًا ننكره ولا نوافق عليه وهو أن يتعمد الشاعر الإساءة إلى معانى القرآن ومنطقة والقيم الإسلامية وهناك بعض الشعراء الذين خاضوا فى هذا المجال ولم يوفقوا بل لقيت تجاربهم الرفض والاستهجان من أهل العلم فى هذا المجال، وهم نقاد الأدب والمبدعون الكبار الذين لديهم الغيرة على التراث الإسلامى وعلى كتاب الله عز وجل، وهناك الآن رابطة الأدب الإسلامى وهى رابطة عالمية تتصدى لكل أوجه الانحراف فى الكفر والإبداع على مستوى العالم الإسلامى.
ويضيف: إن القرآن كتاب الله قد أحكمت آياته من لدن حكيم خبير وأن معانى القرآن وقصصه وما فيه من فكر ورشد يُقوم كل اعوجاج فهو مصدر هداية ومعرفة لكل أديب مسلم مؤمن بإسلامه وبفاعلية الحضارة الإسلامية وضرورة استعادة مجدها، ومن هنا لو تأملت إنتاج أغلب الشعراء نرى أن الشاعر كان يركز على المعانى الرئيسية عند مدحهم للخلفاء. وهذا يدل على أن القرآن ساهم بفاعلية فى تشكيل فكر الأدباء.
أما المتطاولون فهم يبغون مجدًا وشهرة والله حافظ كتابه و ناصر لدينه ولو كره المشركون، ولذلك نرى أن محاولات التطاول على كتاب الله من خلال اقتباس معانى ووضعها فى قوالب مبتذلة محاولات فاشلة بإذن الله وسوف تقابل بالاستهجان وبالفشل فورًا.
قمة البلاغة يؤكد الدكتور جابر قميحة (أستاذ الأدب الإسلامى): أن القرآن هو قمة البلاغة وقد نزل بلسان عربى مبين ولن يستطيع أحد من البشر أبدًا أن يصل إلى ما يماثل أسلوبه فى المستوى أو الجمال أو التأثير وذلك بشهادة الكفار أنفسهم.
أما مسألة الاقتباس أو التضمين من الآيات القرآنية أو تطعيم الأسلوب الإبداعى ببعض كلمات القرآن فالقاعدة العامة أنه لا حرج عليه بضوابط معينة.
يضيف د. قميحة: يجب التفرقة بين الاقتباس أو التضمين، فالاقتباس هو أخذ كلمات أو عبارات قرآنية مع التغيير فيها، أما التضمين فهو أخذ كلمات أو آيات بنصها دون التغيير فيها ودون الإشارة إلى مصدرها، أما إذا تمت الإشارة إلى المصدر فهذا يعتبر استشهادًا، فالاستشهاد لا حرج فيه، أما الاقتباس أو التضمين فلهما ضوابط وقيود أهمها:
- دقة الموقع السياقى بمعنى أن تكون الكلمات القرآنية باستعمال لا يسئ إليها ولا يشوه صورتها لأنها بمثابة الدر الغالى الذى يطعم به العمل الأدبى.
- يستوى أن يكون الاستعمال فى شعر أو ثير فهناك من المبدعين من استعمل بعض البيان القرآنى فى إبداعاته بشكل طيب مثل مقامات الحريرى، ولكن للأسف فإن بعض المحدثين يضعون بعض الكلمات القرآنية فى غير مقام محمود مما يفقدها قدسيتها ويسئ إلى المضامين القرآنية.
ويرى الدكتور سعيد عرام (الأستاذ بكلية أصول الدين) : أنه من الأجدر أن ننأى بالقرآن الكريم ونترفع به عن مثل هذه السفاسف التى تقود للقيل والقال وتثير البلبلة بين الناس وخاصة غير المثقفين، وقد قال العلماء أنه يجوز أن نتمثل ببعض الآيات القرآنية فى المسائل المهمة كأن يقول: "والآن حصحص الحق" حيث يرى العلماء جواز ذلك أما عدى ذلك فلا يصح ويرى بعض العلماء المنع التام لأن القرآن لم يخلق لمثل هذه الأمور لكنه جاء للهداية والتشريع.
يضيف د. عرام: أما من يأخذه لعمل مقطوعات غنائية فلا يجوز هذا فلا يصح أن يستخدم فى الألحان القرآن الكريم ولكن يصح التغنى بالقرآن أى بترتيله وتجويده بصوت حسن، أما من يغنون القرآن فهم بهذا يلحدون فى آيات الله.
من موقع ليله القدر ..
اتمنى ان يطلع كل محبي الادب و النثر على الموضوع لتعم الفائدة
اليكم بعض النصوص الأدبية منها : أنت الآن قاب شفتين، أو أدنى "، من الحب، فهزى إليك بخدع اللحظة وصلى لنا صلى وتناسلى وتساقطى عشقًا شهيًا.
ورغم أن هذا اقتباس ساقط .. إلا أننا عرضنا هذه القضية على علماء العلماء، وكان رأيهم فى هذه التحقيق.
ناقشنا القضية مع العلماء والمفكرين حيث أكدوا أنه لا مانع من الاستشهاد بآيات القرآن فى الأعمال الأدبية مع ذكر مصدرها، كما أنه يجوز الاقتباس أو التضمين ولكن فى حدود، ولكن الأجدر أن ننأى بالقرآن عن الشعر لأن لم ينزل لعمل قطعة موسيقية أو شعرية أو ليكمل شطر بيت شعر ولكنه نزل لأغراض أهم واسمى وعلى رأسها الهداية والتشريع، كما أن هناك مجالات أخرى على المبدعين الاتجاه إليها والبعد عن القرآن أفضل.
بداية يقول الدكتور طه أبو كريشه (نائب رئيس جامعة الأزهر): إن جلال القرآن وتعظميه لأنه كتاب الله الذى نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخرج الناس من الظلمات إلى النور يقتضى منا أن ننأى به عن أن يكون مادة مستعان بها فى غير مالا يليق بالقرآن. ومن ذلك الإتيان بالآيات القرآنية فى ثنايا أبيات الشعر، وكأنه والشعر أمران متساويان وبخاصة إذا رأينا بينهما توافقًا فى الوزن والقافية أحيانًا مما يجعل القارئ العادة يظن أن القرآن شعر لهذا يقول عز وجل فى كتابه: (وما هو بقول شاعر)، وإذا أضفنا إلى ذلك أن قصائد الشعر تتداول هنا وهناك وقد يعبث بها العابثون فيستحب هذا العبث على الآيات القرآنية.
يضيف "د. أبو كريشة" مسائلاً: لماذا يحتم عل الشعراء اللجوء إلى ذلك ومجال الشعر عندهم واسع وأرحب فيما يريدون الحديث عنه ولذلك فليكن للقرآن مكانته بعيدًا عن تأليف البشر، وليكن للشعر مكانته التى بالتأكيد قابلة للصواب والخطأ .. ومهما حسنت النوايا التى تكون وراء الاقتباس فإن جلال القرآن وقدسيته أكبر وأعظم من تلك النوايا الخادعة فى كثير من الأحيان.
الإساءة للقرآن يقول الدكتور صابر عبدالدايم (أستاذ بكلية اللغة العربية جامعة الأزهر): هناك فى الاقتباس بعدًا ننكره ولا نوافق عليه وهو أن يتعمد الشاعر الإساءة إلى معانى القرآن ومنطقة والقيم الإسلامية وهناك بعض الشعراء الذين خاضوا فى هذا المجال ولم يوفقوا بل لقيت تجاربهم الرفض والاستهجان من أهل العلم فى هذا المجال، وهم نقاد الأدب والمبدعون الكبار الذين لديهم الغيرة على التراث الإسلامى وعلى كتاب الله عز وجل، وهناك الآن رابطة الأدب الإسلامى وهى رابطة عالمية تتصدى لكل أوجه الانحراف فى الكفر والإبداع على مستوى العالم الإسلامى.
ويضيف: إن القرآن كتاب الله قد أحكمت آياته من لدن حكيم خبير وأن معانى القرآن وقصصه وما فيه من فكر ورشد يُقوم كل اعوجاج فهو مصدر هداية ومعرفة لكل أديب مسلم مؤمن بإسلامه وبفاعلية الحضارة الإسلامية وضرورة استعادة مجدها، ومن هنا لو تأملت إنتاج أغلب الشعراء نرى أن الشاعر كان يركز على المعانى الرئيسية عند مدحهم للخلفاء. وهذا يدل على أن القرآن ساهم بفاعلية فى تشكيل فكر الأدباء.
أما المتطاولون فهم يبغون مجدًا وشهرة والله حافظ كتابه و ناصر لدينه ولو كره المشركون، ولذلك نرى أن محاولات التطاول على كتاب الله من خلال اقتباس معانى ووضعها فى قوالب مبتذلة محاولات فاشلة بإذن الله وسوف تقابل بالاستهجان وبالفشل فورًا.
قمة البلاغة يؤكد الدكتور جابر قميحة (أستاذ الأدب الإسلامى): أن القرآن هو قمة البلاغة وقد نزل بلسان عربى مبين ولن يستطيع أحد من البشر أبدًا أن يصل إلى ما يماثل أسلوبه فى المستوى أو الجمال أو التأثير وذلك بشهادة الكفار أنفسهم.
أما مسألة الاقتباس أو التضمين من الآيات القرآنية أو تطعيم الأسلوب الإبداعى ببعض كلمات القرآن فالقاعدة العامة أنه لا حرج عليه بضوابط معينة.
يضيف د. قميحة: يجب التفرقة بين الاقتباس أو التضمين، فالاقتباس هو أخذ كلمات أو عبارات قرآنية مع التغيير فيها، أما التضمين فهو أخذ كلمات أو آيات بنصها دون التغيير فيها ودون الإشارة إلى مصدرها، أما إذا تمت الإشارة إلى المصدر فهذا يعتبر استشهادًا، فالاستشهاد لا حرج فيه، أما الاقتباس أو التضمين فلهما ضوابط وقيود أهمها:
- دقة الموقع السياقى بمعنى أن تكون الكلمات القرآنية باستعمال لا يسئ إليها ولا يشوه صورتها لأنها بمثابة الدر الغالى الذى يطعم به العمل الأدبى.
- يستوى أن يكون الاستعمال فى شعر أو ثير فهناك من المبدعين من استعمل بعض البيان القرآنى فى إبداعاته بشكل طيب مثل مقامات الحريرى، ولكن للأسف فإن بعض المحدثين يضعون بعض الكلمات القرآنية فى غير مقام محمود مما يفقدها قدسيتها ويسئ إلى المضامين القرآنية.
ويرى الدكتور سعيد عرام (الأستاذ بكلية أصول الدين) : أنه من الأجدر أن ننأى بالقرآن الكريم ونترفع به عن مثل هذه السفاسف التى تقود للقيل والقال وتثير البلبلة بين الناس وخاصة غير المثقفين، وقد قال العلماء أنه يجوز أن نتمثل ببعض الآيات القرآنية فى المسائل المهمة كأن يقول: "والآن حصحص الحق" حيث يرى العلماء جواز ذلك أما عدى ذلك فلا يصح ويرى بعض العلماء المنع التام لأن القرآن لم يخلق لمثل هذه الأمور لكنه جاء للهداية والتشريع.
يضيف د. عرام: أما من يأخذه لعمل مقطوعات غنائية فلا يجوز هذا فلا يصح أن يستخدم فى الألحان القرآن الكريم ولكن يصح التغنى بالقرآن أى بترتيله وتجويده بصوت حسن، أما من يغنون القرآن فهم بهذا يلحدون فى آيات الله.
من موقع ليله القدر ..
اتمنى ان يطلع كل محبي الادب و النثر على الموضوع لتعم الفائدة