همٌ في قلبي ..!!

    • همٌ في قلبي ..!!












      حياة الشباب في كنف الدراسة كم هي عجيبة؟ كم هي مفعمة بالآمال والهموم؟ إنها حياة لا تعرف السكون، كحركة الأفلاك السرمدية، إنها رحلة طويلة، يقطعها الآباء والأبناء معًا، إنها مواجهة بين الآمال والطموحات، وبين سطوة الواقع، إن التأمل في تلك الحياة أجده همًا في قلبي، كيف لا، وعيناي تبصران همومًا في قلوب أخرى؟! ترقب همًا في قلب تلك الأم، التي ما إن تتذوق طعم الأمومة، وتهدهد رضيعها، حتى تداعب أحلام المستقبل خاطرها، إذ ترسم بفرشاة الأمل مستقبلاً ساطعًا لفلذة كبدها، يمر يقينًا بميدان الدراسة، وتشرد الأم بذهنها، تتمنى لو عبرت حواجز الزمن؛ لترى هل تتحقق أحلامها لوليدها أم لا؟!
      وأبصر همًّا في قلب ذلك الوالد، الذي ما إن يرى قطعة منه تمشي على رجلين؛ حتى ينسى نفسه، ولا يكد ولا يكدح إلا من أجل ثمرة فؤاده، وينتشي بلذة التضحية والبذل من أجله، إذ ينظر في الآفاق إلى مستقبل ولده الزاهر، ويركض بغير توقف على مدى حياة ولده الدراسية، يلازمه الخطى، يشاركه الأفراح والأحزان.





      ثم أرى همًّا في قلب ذلك الفتى الشاب، الذي يطير على بساط الأحلام والآمال والمخاوف، تتقاذفه أمواج الأسئلة الثائرة: هل ستُكلل جهود تلك السنين بالنجاح؟! هل سأكون كما تمنيت؟! هل سأمسح عن جبين والديَّ عناء السنين؟! هل يستحق الأمر مني كل هذا الاهتمام؟! هل سأجتاز عقبات الحياة الدراسية؟! هل سلوك هذا الطريق هو الذي سوف يبرزني في المجتمع، أم أن المعايير قد تبدلت؟!
      خواطر مسافر.
      يقول: (بحكم عملي في مدينة تبعد عن مدينتي مسافة أقطعها في ساعة بالقطار، فإنني قد اقتربت كثيرًا من عالم الدراسة العجيب، إذ أن طلبة وطالبات الجامعات يستقلون القطار للوصول إلى الجامعات في تلك المدينة، وقد امتلأ ذهني بصور متلاحقة من المواقف التي رصدتها حواسي، مواقف المعاناة اليومية لهؤلاء الشباب، الذين يتركون بيوتهم في البكور إلى رحلة الأحلام.
      استوقفني مشهد يومي، أراه عند خروجي من منزلي، متوجهًا إلى محطة القطار، مشهد تلك الأم، التي تشيع ابنتها الطالبة إلى محطة القطار، في وقت لم يكد ينسلخ فيه النهار من قيد الظلام، تشيعها حتى تطمئن عليها، تُرى أي صورة تداعب خاطر الأم الحنون في خضم هذا العناء اليومي، لاشك أنها صورة المستقبل المنتظر، عندما ترى ابنتها تتدلى من رقبتها سماعة الطبيب، أو تقف أمام التلاميذ كمعلمة وقور.







      وها هي محطة القطار تمتلئ بالطلبة، وما إن يلوح القطار المتهالك من بعيد؛ حتى يتأهبوا للركوب، ليدركوا مقاعد لهم في سباق عنيف، ويظل الباقون واقفين على أقدامهم طوال ساعة من الزمن، ولا يزال القطار في كل محطة يقف فيها يحشد أفواجًا من الدارسين؛ لتزداد أعداد الواقفين، فترى تلك الفتاة الواهنة تترنح من طول الوقوف، وترى هذا الشاب الذي لم يحصل على كفايته من النوم، يغمض عينيه، وتأخذه سنة من النوم.
      وترصد العين أنماطًا مختلفة متباينة من سلوكيات في قضاء وقت الرحلة، ما بين فتى يمسك بكتاب الله، يفتتح يومه بتلاوته، وبين فتاة تتناقش مع زميلاتها مسألة في مادة ما، وربما جلس الرفقاء يتمازحون، تعلو صيحاتهم وضحكاتهم.
      لم تترك أحاديثهم لذهني مجالاً للشرود، أحاديث إلى حد ما تعكس اهتماماتهم، ومدى تفاعلهم مع الحياة الدراسية، ما بين مهتم بها، يتحدث عما يجري في قاعة المحاضرات، أو صعوبة المادة، أو عن أستاذها، وبين شاب غير عابئ، لا تمثل الدراسة عنده شيئًا ذا بال.
      اقتربت منهم أكثر أسبر أغوارهم، فإذا بالمستقبل يقلقهم، وماذا بعد التخرج والحصول على الشهادة الجامعية، هل سأجد فرصة عمل في ظل الظروف الصعبة، أم أنني سأكتفي بالنظر إلى شهادتي معلقة على الجدران.







      بعضهم يستاء من عجزه عن الإنفاق على نفسه في الدراسة، ويشعر بأنه يمثل عبئًا ثقيلاً على والديه، وود لو كان هناك متسع من الوقت ليمارس عملاً، يدر عليه مالاً يكفيه مؤنة الدراسة، وبعضهم يصب جام سخطه على الأوضاع والأحوال، وبعضهم يحدوه التفاؤل بأن يكون الغد أفضل.
      وبعد الوصول، يذهب كلٌ إلى كليَّته، ليقضي وقتًا طويلاً في قاعات المحاضرات، ثم تلقاهم في رحلة العودة قبيل المساء، ولكن ليس على ذلك الحال من النشاط والحيوية، التي تظهر عليهم في الصباح، فترى أكثرهم تبدو عليهم علامات الإرهاق، في رحلة متكررة، جعلتني أتساءل عن هذه الجهود، وهذه الآمال والأحلام: إلام تصير؟!).
      الدراسة دوافع وأهداف.
      تختلف تلك الدوافع والأهداف من شاب لآخر؛ فمنهم من يبغي بها الحصول على عمل يتكسب منه، ومنهم من يرغب في اكتساب وضع اجتماعي طيب في مجتمعه، ومنهم من يتعلم ويدرس تحت ضغط الوالدين، وبعضهم يرى عدم حصوله على شهادة دراسية طيبة عار لابد من تفاديه، ومنهم من يرغب في مزيد من المعرفة والتثقيف، ومنهم من يريد بذلك تدعيم موقفه في الاختيار عند إرادة الزواج، ومنهم من يبتغي الشهرة فيرى في ذلك سبيلاً إليها، ومنهم من يرغب في نهضة مجتمعه، ومنهم من يفعل ذلك تدينًا وقربة إلى الله بنية نفع الإسلام والمسلمين، ومنهم من ليس له أي أهداف محددة.
      وإنما يحدد هذه الدوافع حال القطر من الناحية الاجتماعية والاقتصادية، ومستوى ثقافة الشعب ووعيه، واستقرار سياسة التعليم من عدمه.





      أهمية الدراسة.. ما الذي يحددها؟
      يختلف الاهتمام بالدراسة لدى الشباب وذويهم، وفقًا للعوامل الآتية:
      1- مدى قوة العملية التعليمية في القطر: فالبلد الذي يولي التعليم اهتمامًا كبيرًا، يتمثل في قوة الميزانية والكوادر التعليمية والتخطيط القوي...، يقوى فيه الاهتمام بالدراسة والتعليم، وعكسه البلد التي لا توليه اهتمامًا كبيرًا، كالدول الغنية ذات الموارد، وإلا لو اجتمعت الموارد البشرية والطبيعية في قطر؛ لكان في مصاف الدول العظمى.
      2- توافر القدوات والرموز العلمية: والتي تثير إعجاب الشباب؛ فتتولد لديهم الرغبة في الوصول إلى مصاف تلك الشخصيات.
      3- مدى الاستقرار الاقتصادي: ففي الدول الفقيرة، قد ينخرط الشباب مبكرًا في العمل سعيًا وراء الرزق؛ نظرًا لما تعانيه الأسرة من ضيق اليد، وقد يزج به والده في العمل في سن صغيرة، ويرضى بأميته؛ إذ أنه ينظر إلى التعليم على أنه عبء اقتصادي على كاهله.
      4- اتجاه السياسة التعليمية في البلد: فالبلد التي تحقق نوعًا من الاستقرار في سياستها التعليمية، ولا تتخبط فيها، وتسير بخطى واضحة لدى الجمهور، ومن ورائها سياسة الدولة في تبني المواهب وتوظيف طاقات الشباب، لاشك أن التعليم يحظى فيها باهتمام كبير.
      5- التقدم العلمي والتطور التكنولوجي: حيث يكون العلم والمعرفة اتجاهًا عامًا في أنحاء تلك البلاد، إذ لا مكان فيها لغير من اتخذ العلم سبيلاً.
      6- توافر فرص العمل من خلال المؤهل الدارسي: مما يعطي أهمية للدراسة، خاصة عند الأسر الفقيرة.


      منقـــــول ..



      [FONT="Comic Sans MS"][SIZE="6"]
      عذراً أخوتي ... ضاعت الرجولة
      [/FONT]
    • ~!@q~!@q~!@q~!@q~!@q~!@q~!@q


      بقراء ع فاقه الحين عندنا دوام .

      ولي رجعه بالموضوع
      كلكم ذووووووووووق وكلي نظر
      ***********************************************
      من أقوال أحد العقلاء المجانين:
      افهم اللي تبا تفهمه ..
      i don't care