في فصل الشتاء القارس وقُرب قدوم العيد المبارك لم تتمالك نفسها من البكاء
كادت أن تختنق من ألم جثُم على صدرِها وأيقظها من سبات طويل في تلك الليلة التي تحتاج فيها إلى فراش دافئ ...
خرجت إلى شرفتها قليلاً لتستنشق هواءاً دافئاً عليلاً يخرج ما بجوفها من حريق خامد توشك وساوس الشيطان أيقاظه ...
نظرت إلى روضة حديقة منزلها المطل على البحر العميق الساكن لتبحر معه إلى سفر بعيد لا تحتاج فيه إلا إلى الواحد الأحد...
وإذا بعينيها تقع على رجل يقبع تحت شجرة الصنوبر وفي يده وردة البنفسج أنه زوجها وحبيبها لم يشا أن يوقظ من كانت له القلب النابض التي يرى فيها نور الحياة وبهجتها أنها(زوجته الحبيبة) ....
نزلت لتقص عليه سبب مجافاة النوم لها ..وتسأله عن سبب خروجه من المنزل في هذه الليلة الشديدة البرودة والدخان يتصاعد من المدافئ ...
قالت أتعلم أريد أن أبوح لك بأسراري الدفينة بداخلي قالتها وهي تبتسم أبتسامة حائرة ترضى بها النفس الحزينة ....فهيا لا تريد أن تُشعره بأغوار الحزن القاتم الذي يعتريها والناس في فرح لقدوم عيد الفرح والبهجة والسرور...
قالت تجلسُ تحت تلك الشجرة في هذه الليلة الشديدة البرودة لقد كُنت قاسية معك وفظة أعذر قلبي القاسي ...
قال لا تكترثي لذلك فأنت العاقلة بجنون ..عاقلة بأنك تريثت عن البوح بحبك وجنونك أنك أحببتني وقبلت الزواج بي رغم فقري...
قال : عزيزتي أحكي لي لماذ جافى مضجعك النوم...
قالت: أنبني الضمير فلم أعد قادرة على الأستمرار في البُعد عنك والصد والهجر لقد آلمتك كثيراً ومنعني غروري من الأعتراف لك أعرف أنه لم يكن لزعلي منك مبرر أعذرني زوجي الحنون ، وها أنا أرى في عينيك نظرة المشتاق الولهان مهما حاولت أن تُخفي عني ما بداخلك فما الذي يمنعك عزيزي قال أنها كبرياء رجل رغم حبي لك ..
أمسك بيدها وأخذا يمشيان على كثبان الرمل ح وصولاً إلى السفينة التائهة التي رست على شواطئ ذلك البحر من زمن بعيد فأقعدها إلى جنبه وقال: أنظري إلى تلك النجوم البعيدة وقمر الزمان الذي يعكس جماله على زرقة البحر الهادئ علت محياها أبتسامة ولكنها لا تزال حائرة رغماً عنها ...
قالت: عزيزي قُدم العيد وأنا قلبي عن الفرح بعيد لا يزال الحزن يُحكم قبضته
علي ويسحبني نحو رمال من الضيق المتحركة كيف لي أن أفرح بالعيد والثوب
الجديد وأرى أحلامي تتبدد ومستقبلي الذي هو أنت عني بعيد..
قال: لا تحزني فما كُتب على اللوح المحفوظ هو قدري وقدرك والواجب أن نؤمن بالقضاء خيره وشره ..قالت :نعم بالله ...
وأثناء ذلك تشتد رياح الشتاء برودة وما يلبث البحر أن يهيج امواجه ليتعالى صوت الموج في غضب الأمواج القادم من بعيد وكأنه غضب الطبيعة على
خطايا بني البشر....ثم قال:
نفرح ونضحك ونتسلى بالعيد وغيرنا لا يجد لقمة العيش التي يسُد بها رمق جوعه ونحن نُسرف في أقتناء أثواب العيد وأطفــال لا يجدون كسوة تحميهم من برد الشتاء القارس لماذا تذهب أموالنا سدىً ولا ننفق مما أتانا الله من فضله لنشكـره على نعمائه التي لا تُعد ولا تُحصى...
أتذكرين يوم أن جئت لخطبتك وعيرني أبوك بأني فقير لا أملك من حظوظ الدنيا إلا القليل هناك تذكرت حديث حبيبي رسول الله ((أذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه إن لم تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)) فقلت في نفسي ما الذي أعمى بصره وجعل على قلبه غشاوة...
أولا يتذكر قول الله عن ندم من حال بينه وبين طاعة الله ورسوله أمواله ومنصبه { ما أغنى عني ماليه ، هلك عني سلطانيه } هنا أتذكر الكثير عزيزتي كيف يرضى بأن تتزوج أبنته من آخر قد لا يحق حقاً ولا يُبطل باطلاً وربما حتى لا يُصلي في حين يُرفض صاحب الدين والأستقامة في أي زمن نحن ..
ماذا أقول بعد لا شئ هذا ما حملني إلى هنا وقد قادني هذياني وشرودي إلى تلك الشجرة التي بقرب القصر الذي تعيشين ...
كيف يتحقق العدل والمساواة في زمن يُكرم فيه الرذيل ويُذل فيه الكريم أين نحن
من عمر بن الخطاب سيد قريش عندما يقول عن بلال سيدُنا بلال ...رضي الله عنه.
أن الله لا ينظر إلى صوركم ولا ألى أجسامكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) .
أين الأمل ...الأمل المجروح ...من قساوة الزمان والطغيان ...وقد ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ..بظلمهم بتركهم لصلواتهم ببعدهم عن سنة حبيب الله ومصطفاه....
أخذك أبيك مني رغماً عني وها هو يطلب مني تطليقك ولكن هيهات هيهات أن ألبي طلبه ذاك ..لقد حاول شرائي بأمواله التي لا تغني من الحق شيئا..لن أبيعك و لو بمال الدنيا عزيزتي...
بكيا بكاء حميماً دافئاً وسقطت دمعتاهما المجروحة ...يبكيان الحال الذي هما فيه و هما في تساؤل ماذا حل ببني البشر ..أين المفر ..من كل تلك الفتن التي نعيشها حتى يصبح الحليم أي صاحب الأيمان واليقين حيران...
فما من زمان إلا والذي بعده أشرٌ منه ..ونحن في زمان الذي تموج فيه الفتن كلما ذهبت فتنة جاءت غيرها فتن يرقق بعضها بعضاً ..وصاحب الدين يمسك
جمراً لا يستطيع أن يفعل شئ..
العيد فرحة العيد بسمة العيد هو أن نلقى أوزارنا خلف التسامح وأن نسامح أن
نبدأ من جديد مع من أحببنا مع من تركنا خلفنا مع من أسرفنا في حقهم العيد أن
نتواصل مع القريب والبعيد ..أن نحقق النجاح في حياتنا والمزيد أن نطهر قلوبنا من الأحقاد والأدران أن نحب بعضنا البعض دون تعقيد أن نتواضع لبعضنا فلا يفخر أحد على أحد ولا يبغى أحد على أحد أن نكبر الله ونحمد الله ونهلل ونلبي بالنداء لبيك اللهم لبيك ..لبيك لا شريك لك لبيك ..أن الحمد والنعمة والملك لك لاشريك لك ...
فلنبدأ من جديد ولنسامح كل من أخطأ بحقنا ..تاركين وراءنا كيد الشيطان وشركه ..والنفس الأمارة بالسوء ..وأن نعطي الفقير ونعطف على الصغير وأن نوقر الكبير وأن نبادر بالسلام ..
وهنا أقول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...عيدكم مبارك ..فليسامحني كل
من أخطأت بحقه وسنترك باب التسامح والعفو هنا مفتوحاً ..
بقلم /ورود
oman0.net/forum/showthread.php?t=277742
كادت أن تختنق من ألم جثُم على صدرِها وأيقظها من سبات طويل في تلك الليلة التي تحتاج فيها إلى فراش دافئ ...
خرجت إلى شرفتها قليلاً لتستنشق هواءاً دافئاً عليلاً يخرج ما بجوفها من حريق خامد توشك وساوس الشيطان أيقاظه ...
نظرت إلى روضة حديقة منزلها المطل على البحر العميق الساكن لتبحر معه إلى سفر بعيد لا تحتاج فيه إلا إلى الواحد الأحد...
وإذا بعينيها تقع على رجل يقبع تحت شجرة الصنوبر وفي يده وردة البنفسج أنه زوجها وحبيبها لم يشا أن يوقظ من كانت له القلب النابض التي يرى فيها نور الحياة وبهجتها أنها(زوجته الحبيبة) ....
نزلت لتقص عليه سبب مجافاة النوم لها ..وتسأله عن سبب خروجه من المنزل في هذه الليلة الشديدة البرودة والدخان يتصاعد من المدافئ ...
قالت أتعلم أريد أن أبوح لك بأسراري الدفينة بداخلي قالتها وهي تبتسم أبتسامة حائرة ترضى بها النفس الحزينة ....فهيا لا تريد أن تُشعره بأغوار الحزن القاتم الذي يعتريها والناس في فرح لقدوم عيد الفرح والبهجة والسرور...
قالت تجلسُ تحت تلك الشجرة في هذه الليلة الشديدة البرودة لقد كُنت قاسية معك وفظة أعذر قلبي القاسي ...
قال لا تكترثي لذلك فأنت العاقلة بجنون ..عاقلة بأنك تريثت عن البوح بحبك وجنونك أنك أحببتني وقبلت الزواج بي رغم فقري...
قال : عزيزتي أحكي لي لماذ جافى مضجعك النوم...
قالت: أنبني الضمير فلم أعد قادرة على الأستمرار في البُعد عنك والصد والهجر لقد آلمتك كثيراً ومنعني غروري من الأعتراف لك أعرف أنه لم يكن لزعلي منك مبرر أعذرني زوجي الحنون ، وها أنا أرى في عينيك نظرة المشتاق الولهان مهما حاولت أن تُخفي عني ما بداخلك فما الذي يمنعك عزيزي قال أنها كبرياء رجل رغم حبي لك ..
أمسك بيدها وأخذا يمشيان على كثبان الرمل ح وصولاً إلى السفينة التائهة التي رست على شواطئ ذلك البحر من زمن بعيد فأقعدها إلى جنبه وقال: أنظري إلى تلك النجوم البعيدة وقمر الزمان الذي يعكس جماله على زرقة البحر الهادئ علت محياها أبتسامة ولكنها لا تزال حائرة رغماً عنها ...
قالت: عزيزي قُدم العيد وأنا قلبي عن الفرح بعيد لا يزال الحزن يُحكم قبضته
علي ويسحبني نحو رمال من الضيق المتحركة كيف لي أن أفرح بالعيد والثوب
الجديد وأرى أحلامي تتبدد ومستقبلي الذي هو أنت عني بعيد..
قال: لا تحزني فما كُتب على اللوح المحفوظ هو قدري وقدرك والواجب أن نؤمن بالقضاء خيره وشره ..قالت :نعم بالله ...
وأثناء ذلك تشتد رياح الشتاء برودة وما يلبث البحر أن يهيج امواجه ليتعالى صوت الموج في غضب الأمواج القادم من بعيد وكأنه غضب الطبيعة على
خطايا بني البشر....ثم قال:
نفرح ونضحك ونتسلى بالعيد وغيرنا لا يجد لقمة العيش التي يسُد بها رمق جوعه ونحن نُسرف في أقتناء أثواب العيد وأطفــال لا يجدون كسوة تحميهم من برد الشتاء القارس لماذا تذهب أموالنا سدىً ولا ننفق مما أتانا الله من فضله لنشكـره على نعمائه التي لا تُعد ولا تُحصى...
أتذكرين يوم أن جئت لخطبتك وعيرني أبوك بأني فقير لا أملك من حظوظ الدنيا إلا القليل هناك تذكرت حديث حبيبي رسول الله ((أذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه إن لم تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)) فقلت في نفسي ما الذي أعمى بصره وجعل على قلبه غشاوة...
أولا يتذكر قول الله عن ندم من حال بينه وبين طاعة الله ورسوله أمواله ومنصبه { ما أغنى عني ماليه ، هلك عني سلطانيه } هنا أتذكر الكثير عزيزتي كيف يرضى بأن تتزوج أبنته من آخر قد لا يحق حقاً ولا يُبطل باطلاً وربما حتى لا يُصلي في حين يُرفض صاحب الدين والأستقامة في أي زمن نحن ..
ماذا أقول بعد لا شئ هذا ما حملني إلى هنا وقد قادني هذياني وشرودي إلى تلك الشجرة التي بقرب القصر الذي تعيشين ...
كيف يتحقق العدل والمساواة في زمن يُكرم فيه الرذيل ويُذل فيه الكريم أين نحن
من عمر بن الخطاب سيد قريش عندما يقول عن بلال سيدُنا بلال ...رضي الله عنه.
أن الله لا ينظر إلى صوركم ولا ألى أجسامكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) .
أين الأمل ...الأمل المجروح ...من قساوة الزمان والطغيان ...وقد ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ..بظلمهم بتركهم لصلواتهم ببعدهم عن سنة حبيب الله ومصطفاه....
أخذك أبيك مني رغماً عني وها هو يطلب مني تطليقك ولكن هيهات هيهات أن ألبي طلبه ذاك ..لقد حاول شرائي بأمواله التي لا تغني من الحق شيئا..لن أبيعك و لو بمال الدنيا عزيزتي...
بكيا بكاء حميماً دافئاً وسقطت دمعتاهما المجروحة ...يبكيان الحال الذي هما فيه و هما في تساؤل ماذا حل ببني البشر ..أين المفر ..من كل تلك الفتن التي نعيشها حتى يصبح الحليم أي صاحب الأيمان واليقين حيران...
فما من زمان إلا والذي بعده أشرٌ منه ..ونحن في زمان الذي تموج فيه الفتن كلما ذهبت فتنة جاءت غيرها فتن يرقق بعضها بعضاً ..وصاحب الدين يمسك
جمراً لا يستطيع أن يفعل شئ..
العيد فرحة العيد بسمة العيد هو أن نلقى أوزارنا خلف التسامح وأن نسامح أن
نبدأ من جديد مع من أحببنا مع من تركنا خلفنا مع من أسرفنا في حقهم العيد أن
نتواصل مع القريب والبعيد ..أن نحقق النجاح في حياتنا والمزيد أن نطهر قلوبنا من الأحقاد والأدران أن نحب بعضنا البعض دون تعقيد أن نتواضع لبعضنا فلا يفخر أحد على أحد ولا يبغى أحد على أحد أن نكبر الله ونحمد الله ونهلل ونلبي بالنداء لبيك اللهم لبيك ..لبيك لا شريك لك لبيك ..أن الحمد والنعمة والملك لك لاشريك لك ...
فلنبدأ من جديد ولنسامح كل من أخطأ بحقنا ..تاركين وراءنا كيد الشيطان وشركه ..والنفس الأمارة بالسوء ..وأن نعطي الفقير ونعطف على الصغير وأن نوقر الكبير وأن نبادر بالسلام ..
وهنا أقول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...عيدكم مبارك ..فليسامحني كل
من أخطأت بحقه وسنترك باب التسامح والعفو هنا مفتوحاً ..
بقلم /ورود
oman0.net/forum/showthread.php?t=277742
تم تحرير الموضوع 2 مرة, آخر مرة بواسطة ورد المحبة ().