الحمد لله الذي أمر بقتال الأعداء.. وأنزل على عبده الكتاب فأعجز به البلغاء.. وآمن به الحكماء.. ورضي بحكمه العقلاء.. وجعله لنا هادياً ونذيراً.. ومرشداً وبشيراً.. من تمسك به فقد رشد.. ومن زاغ عنه فقد فسد.. من اعتمد عليه في موالاته ومعاداته فهو له سراج منير.. القائل في كتابه العزيز.. { كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} (البقرة: 216) .. وقوله سبحانه :{ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ } (التوبة: 36).. وقوله سبحانه :{ إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } (التوبة: 111).. والقائل : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ } (الصف:10ـ 13).. والصلاة والسلام على أشرف خلقه.. وخير رسله.. محمد صلى الله عليه وسلم .. الذي مزق الله ببعثته ظلام الكفر.. وجعل من هديه عدم مولاة اليهود والمشركين جملة وتفصيلا.. الحاض على مجاهدة الأعداء.. ونصرة الضعفاء.. القائل : << جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم >>(المستدرك على الصحيحين [2427] ج2 ص91).. والقائل : << رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها وموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها والروحة يروحها العبد في سبيل الله أو الغدوة خير من الدنيا وما عليها >> (صحيح البخاري [2735] ج3 ص1059).. والقائل : << تضمن الله لمن خرج في سبيله لا يخرجه إلا جهاد في سبيلي وإيمان بي وتصديق برسلي فهو ضامن عليَّ أن أدخله الجنة أو أرجعه إلى منزله الذي خرج منه بما نال من أجر أو غنيمة.. والذي نفس محمد بيده ما من كلم يُكلم في سبيل الله إلا جاء يوم القيامة كهيئته يوم كلم لونه لون الدم وريحه ريح المسك.. والذي نفس محمد بيده لولا أشق على المسلمين ما قعدت خلاف سرية تغزو في سبيل الله أبداً ولكن لا أجد سعة فأحملهم ولا يجدون سعة ويشق عليهم أن يتخلفوا عني.. والذي نفس محمد بيده لوددت أني أغزو في سبيل الله فأقتل ثم أغزو فأقتل ثم أغزو فأقتل >>( صحيح مسلم [1876] ج3 ص1495).. وعلى آله وصحبه الأطهار.. الذين تحابوا في الله حباً بلغ مبلغ الكمال.. وجاهدوا في سبيل نصرة هذا الدين جهاداً عظيماً.. وأرغموا فيه أنوف الأعداء.. وجاهدوا فيه الكفار والمنافقين والمجوس واليهود والنصارى جهاداً كبيراً.. وتميزوا به عن أهل الضلال والزيغ.. فلم يرضوا منهم بأنصاف الحلول سبيلا.. أما بعد...
أحـلَّ الكفــر بالإسـلام ضيمـاً
يطــول عليــه للديــن النحيـب
فحــق ضائــع وحمـى مبـاح
وسيـــف قاطـــع ودم صبيـب
وكـم من مسلــم أمسـى سليبـاً
ومسلمــة لهــا حـــرم سليـب
وكـم من مسجـد جعلـوه ديـراً
علـى محرابــه نصـب الصليـب
دم الخنزيـر فيـه لهـم خلـوق
وتحريـق المصاحـف فيــه طيـب
أمــور لـو تأمَّلــهن طفــل
لطفّـل في عوارضـــه المشيـب
أتسبـى المسلمـات بكـل ثغــر
وعيــش المسلمين إذن يطيــب
أمـا والله والإســلام حـــق
يدافــع عنــه شبـــان وشيـب
فقل لـذوي البصائـر حيث كانوا
أجيبــوا الله ويحكـــم أجيبــوا
فلسطين .. حاولت أن أكتب عنك كلمة.. أو أرسل إليكِ رسالة.. أو أعبر لك بعبارة.. تعبر عن مدى حزني وألمي.. وهمي وغمي.. بسبب ما يحدث في أرضكِ الطاهرة.. وأماكنك المقدسة.. من قتل وهدم وإحراق وتشريد وعربدة وفساد.. ولكن.. ماذا أكتب؟! وماذا أقول؟! ولمن أكتب؟! وهل هناك من يسمع أو يعقل؟! في هذا الزمن العاثر.. الذي تغيرت فيه المفاهيم.. وتبدلت القيم والأخلاق.. وسيطر الأوباش على حياة الناس.. تساؤلات تدور في خاطري.. تارة تشدني إلى الكتابة.. وتارة أخرى تبعدني عنها بسبب اليأس والسآمة.. لما آلت إليه أمتي من الضعف والوهن.. والجبن والخوف.. والاستجداء من الأعداء.. وطلب العون والتأييد من العبيد.. والرضوخ للطغاة ومصاصي الدماء.. فهذه الأمور مجتمعة منعتني بعض الوقت عن الكتابة.. وآلت بي إلى الركون والدعة.. ولكن عقلي لم يركن لمطالب جسدي.. وفكري لم يستجب لوسوسة نفسي.. فلم يتوقف عن التفكير.. والبحث عن المخرج أو السبيل.. فأخذ يشجعني على الكتابة.. ويؤملني بالانتصار على النفس وقيود الأعذار.. وينصحني بالكتابة في التو والحال.. وقذف بركان غضبي حتى لا ينفجر فيحرق جسدي.. ولكني قبل أن أكتب مقالي إليك يا فلسطين تساءلت.. هل أكتب نعي لوفاتك بسبب تخاذل الأمة الإسلامية عن نصرتك؟!.. أم أكتب عن الجرائم والمذابح والمجازر والتقتيل في شعبكِ الأبي؟! .. أم أكتب عن أساليب الاغتيالات الإسرائيلية وبشاعتها وهمجيتها؟!.. أم أكتب عن هدم البيوت وتدنيس المساجد؟! .. أم أكتب عن اغتصاب أرض وهتك عرض؟!.. أم أكتب عن المؤامرة العالمية لإخراجكِ من الأمة الإسلامية؟!.. أم أكتب أهنئك أم أعزيك بشهدائك الأبطال البواسل؟!.. أم أكتب لأحيي فيك انتفاضتك المباركة؟!.. أم أكتب عن أطفال الحجارة العظام؟!.. أم بصمود شعبك الجبار في وجه الأشرار؟!.. أم أكتب عن تاريخكِ العظيم؟!.. أم أكتب عن النكسات والهزائم؟!.. أم أكتب عن التشريد والتهجير؟! .. أم أكتب عن المخيمات واللاجئين؟!.. أم أكتب عن إراقة الدم الطاهر الزكي على عرصات الطهر والقداسة؟!.. أم أكتب عن الانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان من قبل أناس لا يعترفون بالنظـام؟!.. أم أكتب عن قتـل الأطفـال والرضع؟!.. أم أكتب عن قتل النساء والعجائز؟!.. أم أكتب عن بقر بطون الحوامل؟!.. أم أكتب عن حادثة اغتيال البراءة؟!!.. أم أكتب عن الطفولة وما تعانيه من الألم والظلم والقسوة؟!!.. أم أكتب عن التخويف والتجويع؟!.. أم أكتب عن الحصار والتركيع؟!.. أم أكتب عن التنكيل والتذليل؟!.. أم أكتب عن السجون والمعتقلات؟!.. أم أكتب عن عربدة الأشرار في أرضكِ الطاهرة وسكوت العالم الحر؟!.. أم أكتب عن تاريخ اليهود الدامي الأسود؟!.. أم .. أم .. أم.. لقد حار فكري وتشتت أفكاري.. فلا أدري ماذا أكتب؟!.. ولمن أكتب؟!.. وهل تفيد في هذا الزمن الكتابة؟!.. وهل ينفع الكلام؟!.. وهل هناك من يسمع؟!.. وهل هناك من يبصر؟!.. بعد أن انطمست البصائر.. وتحجرت القلوب.. وتاه الناس في متاهات السلام!!.. وغرد الصقر بين أسراب الحمام؟!!.. ولكن رغم ذلك قررت أن أكتب إليكِ يا فلسطين.. سمع من سمع.. وقرأ من قرأ.. وعقل من عقل.. فلا يهمني إلا أنت ...
ألإسرائيــل تعلــو رايــة
في حمى المهـد وظل الحـرم
رب وامعتصمـاه انطلقــت
ملء أفـواه الصبايــا اليتـم
لامسـت أسماعــهم لكنـها
لم تلامـس نخـوة المعتصـم
أحـلَّ الكفــر بالإسـلام ضيمـاً
يطــول عليــه للديــن النحيـب
فحــق ضائــع وحمـى مبـاح
وسيـــف قاطـــع ودم صبيـب
وكـم من مسلــم أمسـى سليبـاً
ومسلمــة لهــا حـــرم سليـب
وكـم من مسجـد جعلـوه ديـراً
علـى محرابــه نصـب الصليـب
دم الخنزيـر فيـه لهـم خلـوق
وتحريـق المصاحـف فيــه طيـب
أمــور لـو تأمَّلــهن طفــل
لطفّـل في عوارضـــه المشيـب
أتسبـى المسلمـات بكـل ثغــر
وعيــش المسلمين إذن يطيــب
أمـا والله والإســلام حـــق
يدافــع عنــه شبـــان وشيـب
فقل لـذوي البصائـر حيث كانوا
أجيبــوا الله ويحكـــم أجيبــوا
فلسطين .. حاولت أن أكتب عنك كلمة.. أو أرسل إليكِ رسالة.. أو أعبر لك بعبارة.. تعبر عن مدى حزني وألمي.. وهمي وغمي.. بسبب ما يحدث في أرضكِ الطاهرة.. وأماكنك المقدسة.. من قتل وهدم وإحراق وتشريد وعربدة وفساد.. ولكن.. ماذا أكتب؟! وماذا أقول؟! ولمن أكتب؟! وهل هناك من يسمع أو يعقل؟! في هذا الزمن العاثر.. الذي تغيرت فيه المفاهيم.. وتبدلت القيم والأخلاق.. وسيطر الأوباش على حياة الناس.. تساؤلات تدور في خاطري.. تارة تشدني إلى الكتابة.. وتارة أخرى تبعدني عنها بسبب اليأس والسآمة.. لما آلت إليه أمتي من الضعف والوهن.. والجبن والخوف.. والاستجداء من الأعداء.. وطلب العون والتأييد من العبيد.. والرضوخ للطغاة ومصاصي الدماء.. فهذه الأمور مجتمعة منعتني بعض الوقت عن الكتابة.. وآلت بي إلى الركون والدعة.. ولكن عقلي لم يركن لمطالب جسدي.. وفكري لم يستجب لوسوسة نفسي.. فلم يتوقف عن التفكير.. والبحث عن المخرج أو السبيل.. فأخذ يشجعني على الكتابة.. ويؤملني بالانتصار على النفس وقيود الأعذار.. وينصحني بالكتابة في التو والحال.. وقذف بركان غضبي حتى لا ينفجر فيحرق جسدي.. ولكني قبل أن أكتب مقالي إليك يا فلسطين تساءلت.. هل أكتب نعي لوفاتك بسبب تخاذل الأمة الإسلامية عن نصرتك؟!.. أم أكتب عن الجرائم والمذابح والمجازر والتقتيل في شعبكِ الأبي؟! .. أم أكتب عن أساليب الاغتيالات الإسرائيلية وبشاعتها وهمجيتها؟!.. أم أكتب عن هدم البيوت وتدنيس المساجد؟! .. أم أكتب عن اغتصاب أرض وهتك عرض؟!.. أم أكتب عن المؤامرة العالمية لإخراجكِ من الأمة الإسلامية؟!.. أم أكتب أهنئك أم أعزيك بشهدائك الأبطال البواسل؟!.. أم أكتب لأحيي فيك انتفاضتك المباركة؟!.. أم أكتب عن أطفال الحجارة العظام؟!.. أم بصمود شعبك الجبار في وجه الأشرار؟!.. أم أكتب عن تاريخكِ العظيم؟!.. أم أكتب عن النكسات والهزائم؟!.. أم أكتب عن التشريد والتهجير؟! .. أم أكتب عن المخيمات واللاجئين؟!.. أم أكتب عن إراقة الدم الطاهر الزكي على عرصات الطهر والقداسة؟!.. أم أكتب عن الانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان من قبل أناس لا يعترفون بالنظـام؟!.. أم أكتب عن قتـل الأطفـال والرضع؟!.. أم أكتب عن قتل النساء والعجائز؟!.. أم أكتب عن بقر بطون الحوامل؟!.. أم أكتب عن حادثة اغتيال البراءة؟!!.. أم أكتب عن الطفولة وما تعانيه من الألم والظلم والقسوة؟!!.. أم أكتب عن التخويف والتجويع؟!.. أم أكتب عن الحصار والتركيع؟!.. أم أكتب عن التنكيل والتذليل؟!.. أم أكتب عن السجون والمعتقلات؟!.. أم أكتب عن عربدة الأشرار في أرضكِ الطاهرة وسكوت العالم الحر؟!.. أم أكتب عن تاريخ اليهود الدامي الأسود؟!.. أم .. أم .. أم.. لقد حار فكري وتشتت أفكاري.. فلا أدري ماذا أكتب؟!.. ولمن أكتب؟!.. وهل تفيد في هذا الزمن الكتابة؟!.. وهل ينفع الكلام؟!.. وهل هناك من يسمع؟!.. وهل هناك من يبصر؟!.. بعد أن انطمست البصائر.. وتحجرت القلوب.. وتاه الناس في متاهات السلام!!.. وغرد الصقر بين أسراب الحمام؟!!.. ولكن رغم ذلك قررت أن أكتب إليكِ يا فلسطين.. سمع من سمع.. وقرأ من قرأ.. وعقل من عقل.. فلا يهمني إلا أنت ...
ألإسرائيــل تعلــو رايــة
في حمى المهـد وظل الحـرم
رب وامعتصمـاه انطلقــت
ملء أفـواه الصبايــا اليتـم
لامسـت أسماعــهم لكنـها
لم تلامـس نخـوة المعتصـم