غالت في حقي أرزاء الحياة... أبكيها وهي تقول: كيف أنت...؟ قلت كئيب... أبكي على ضفة النهر... نهر فوار باللئام... ثر بالغدر والإذعان... نساء وغلمان... يسرحون... يمرحون... وأنا هنا حزين أبكي... أبكي قرص الشمس البادي... شاحبا يبكي آلامي... وأتراحي... نظرت إلى شجرة الوجود... تبدت لي صفراء كالهشيم... نظرت إلى ظلال الكون... ظهرت لي كالأسحم البهيم...رأيت الفضاء سديما يطادرني... وأنا رخو بين حدين... سيف يبترني من الوراء... وغدير الخيانة أمامي... يموج بالدماء الثائرات... وواحات تعلو منها هامات... وكاسات تدار على الأقيال... يعبون ما فيها من أبوال...
تلك أمتي... صيروها ترنيما... زابورا تنود به الرهبان... يسخرون من الأقدار... قالوا لنا: هذا حفل بهيج...!!! قلت سبحان من أوحى إلي... سبحان من علمني أن أقول:... لقد كفرت بك يا أمتي... قالوا: تلك أمة قد خلت... قلت :هذا حظي من الوجود...
قالوا: إلى أين يا حزين...؟ قلت من ظلمات الوجود... من صيرورة الزمن الخداع... إلى أمل العدم... إلى غدر الشموس والأقمار...أجرجر أحلامي في عمايات الأيام... وحالي يردد الصدى... يقول: أنا عبد مجلل بالذل... يرسف في غل... مكسور الجناح... أبكي... عدوت إلى الأمام... أخط الأرض بقيدي... أجر حشائش الذكريات... مشتعلات تترى كالزفرات... أدهس جماحم الأبطال... وهياكل الجنود... عجب ما ينتابني من عواطف... مبهم ذاك الإحساس الذي يراودني... أخشاه حين يعذبني... وأرى قطرات دمعي حرى... تبكي وطني... تبكي جسما مثخنا بالجراح...صولة عدت عليها العوادي... استأسدت عليها نعاج لئام... صبحا... وفي الليل يظهرون كالخراف...اغتصبوها في غفلة الجذلى... واغتالوها غصبا على الثوار... أضج على رفاتها بالدعاء...
أترنح بالأمل المغبون... وعود في السماء... في الأرض... تراني شزرا من كوة الأحزان... أعاندها وكأنني... شهم يفري بالجبناء... أعاندها فتولول بالاستجداء... أنا عربي أنسى... أنسى بسرعة... وأرضى بملء كيسي... ذاكرتي جمرة الغضا... تتلظى مع الآهات... تعول بين يدي كالثكلى... أشفق عليها من غفلاتي...ثم أثور... فتقول يا هذا لك تثور...؟ عجيب أمرك يا سارح النظرات... يا ناظر الأرداف... يا مغاليا في حب الشهوات... أنت لن تثور... لن تثور... بكيت على ليال طوال... ضاعت بين رموس الجسد... ليال مترعات بالقبل... بالحنو الشفيف على جراحي... تلك الفتاة ... حكمتني... في بخار الدماغ... في أوار اللذة... في أوردة الدم... سكبت بين نهديها كأسا... ارتوي من جسدها أنفاسا... وأنا عربي أبكي... أبكي للفرح ... للحزن... تشابكت الدموع في شؤوني... فلم أدر ماذا أقول...؟ أأنا باك للحزن والألم...؟ أم للفرح الذي بدا من سرار الغواني...؟
سكن الطيف بقلبي... أعاديه بثورتي... هامد ساكن... لم أرض بالخنجر والعقال... لم أرض بالسيف والسكين... لم أرض بالشيح والقيصوم... أنا عربي بدون ظل... شبح بدون رأس ... لا تعرفني النياشين... لا تيجان ولا عرس... لا حديث ولا أمل... تلك الرمال والأحجار تعرفني... تلك الشطآن والأصداف تعرفني... تلك الأمواج والحيثان تعرفني... وأنا الصائد الماهر... أصطاد في كل يوم هزيمة... أعلنها صدى في خراب روحي... وأملا يرنو إلى دماء إخوتي... وغدا... أراها غدرانا تضخ بالغضب... قالوا من أنت...؟ قلت: أنا السكران... نائم في صدف العهر... قالوا يا هذا لم تبكي... وأنت الذليل...!!! ؟ يا هذا ويحك لا تعد دائرتك... لم يعجبني أن أنسى عنواني... وهويتي... وماهيتي... وهل لي أن أنس...؟ قلادة توشحتها نحور الذكران... يضعونها دمية بين أيديهم... يرونها بالوعد المأفون... ثم يقولون... غدا سنصير رجالا...!!!
أنا انتفاضة في فنجان قهوة... في حميا الشراب... في حسيس الليل... في مؤخرة النهار... في بكاء الثكلى... في أنين الجراح... في حدو العواهر... في قهقهات السمان... أنا عربي... ويكفي أن تدينني... بل يكفي أن لا تلومني على الخنوع... أنا لا أبكي عزا ضاع... ولا أملا يرجى...أنا أبكي... ولا أدري لم البكاء...؟ قالوا في محاضر الشرط... وفي مخافر التحقيق... لم البكاء...؟ قلت: هذه لغتي... حروف معجمة... وأحاسيس مبهمة... وأنت أيها الجبان... لم لا تبكي...؟ ألا تدري أيها الشقي أن البكاء ممنوع...؟ ألا تدري أن الكلام ممنوع...؟ ألا تدري أن الشكوى من ذاك محظور...؟ بكائي في قائمة المحظورات... وأنت في بهو الخيانة تتحدث...
عجيب أمر هذا الكوكب... كلانا يعيش لحظة ... في سكك الزمان... في دروب مهترئات... في أزقة سوداء... في خان الزواني... في ملاح العواهر... في جؤنة العطار... في رغد العيش... في ردهات الإسطبلات... أحلامي تتبخر... أبكي لأنني نسيت عروبتي... نسيت تناقضاتي... نسيت أنني رخو بين حدين... قالت لي فتاتي من وراء الستار... متحجبة سافرة... عاهرة تقية... ياحبيبي نم قرير العين... لا تشغل بال ليلنا بالأنين... العز عزنا نحن العرب... ضمتني إلى صدرها... سمعت لصدري نشيجا... نحيب وبكاء وأحزان... ولذة وشهوة ونسيان... أدرت وجهي عن المأساة... وأنا أرى فتاتي غاضبة... آلمني أن تنسى جراحها... بأعقاب سيجار وبلالة خمر... آلمني أن أراها من وادي الخيانة... ضمير تفشى سره بالليل... وغدا رائحة تفوح من الظلام... من ساحة العذارى... من حارة الغلمان... من فضلات الزمان... من بكاء الجرحى.. من أنين الثكالى... من تاريخ أمة أصيبت بزكام الهرطقات...من شعوب أينعت أحلامها... بين هدب وهزل وغناء... من خصيان وعميان... قادونا إلى المذابح... من كلاب مسعورة... نهشت لحوم الأحرار... من قوم منعوا زناد بندقتي من القنص... لا تلوموني أنا عربي وكفى...!!! ذرة طاغية في دياجير الزمن... كلمة صارخة في وجوه الجلادين... تلك أبجدياتي... تلك حروفي... تلك لغتي... فارعات... يابسات... تدب فيها الحياة...
من فمي انطلقت شرارة الألم... تحترق في دهاليز القلب... بكائي متمدد في الهواء... هواء ينبثر مع الجرح... وآفاقي سوادء بالآهات... لا ضوء أراه باديا... ولا نور أرمقه... بصيص من الأمل... يبدو خاطفا... خافتا... يخاف من الرقيب... يرجو رجاء الوجل... يئن بين الجدران.... يبكي وراء القضبان... يصرخ في عتمة الليل... في وجه السجان... ليته كان بطلا... بل هو البطل... بل هو حلم الجبان... في خوار الزمن... لا يطيق المشي إلا في دسائس الغدر... عجبا له من بطل... عجبا له من جندي... عجبا له من ثائر... ينتفض في ظلال الشعارات... ويبكي "غزة" في غرة النهار... يبكي ضياع حظه من الشجاعة...
تلك أمتي... صيروها ترنيما... زابورا تنود به الرهبان... يسخرون من الأقدار... قالوا لنا: هذا حفل بهيج...!!! قلت سبحان من أوحى إلي... سبحان من علمني أن أقول:... لقد كفرت بك يا أمتي... قالوا: تلك أمة قد خلت... قلت :هذا حظي من الوجود...
قالوا: إلى أين يا حزين...؟ قلت من ظلمات الوجود... من صيرورة الزمن الخداع... إلى أمل العدم... إلى غدر الشموس والأقمار...أجرجر أحلامي في عمايات الأيام... وحالي يردد الصدى... يقول: أنا عبد مجلل بالذل... يرسف في غل... مكسور الجناح... أبكي... عدوت إلى الأمام... أخط الأرض بقيدي... أجر حشائش الذكريات... مشتعلات تترى كالزفرات... أدهس جماحم الأبطال... وهياكل الجنود... عجب ما ينتابني من عواطف... مبهم ذاك الإحساس الذي يراودني... أخشاه حين يعذبني... وأرى قطرات دمعي حرى... تبكي وطني... تبكي جسما مثخنا بالجراح...صولة عدت عليها العوادي... استأسدت عليها نعاج لئام... صبحا... وفي الليل يظهرون كالخراف...اغتصبوها في غفلة الجذلى... واغتالوها غصبا على الثوار... أضج على رفاتها بالدعاء...
أترنح بالأمل المغبون... وعود في السماء... في الأرض... تراني شزرا من كوة الأحزان... أعاندها وكأنني... شهم يفري بالجبناء... أعاندها فتولول بالاستجداء... أنا عربي أنسى... أنسى بسرعة... وأرضى بملء كيسي... ذاكرتي جمرة الغضا... تتلظى مع الآهات... تعول بين يدي كالثكلى... أشفق عليها من غفلاتي...ثم أثور... فتقول يا هذا لك تثور...؟ عجيب أمرك يا سارح النظرات... يا ناظر الأرداف... يا مغاليا في حب الشهوات... أنت لن تثور... لن تثور... بكيت على ليال طوال... ضاعت بين رموس الجسد... ليال مترعات بالقبل... بالحنو الشفيف على جراحي... تلك الفتاة ... حكمتني... في بخار الدماغ... في أوار اللذة... في أوردة الدم... سكبت بين نهديها كأسا... ارتوي من جسدها أنفاسا... وأنا عربي أبكي... أبكي للفرح ... للحزن... تشابكت الدموع في شؤوني... فلم أدر ماذا أقول...؟ أأنا باك للحزن والألم...؟ أم للفرح الذي بدا من سرار الغواني...؟
سكن الطيف بقلبي... أعاديه بثورتي... هامد ساكن... لم أرض بالخنجر والعقال... لم أرض بالسيف والسكين... لم أرض بالشيح والقيصوم... أنا عربي بدون ظل... شبح بدون رأس ... لا تعرفني النياشين... لا تيجان ولا عرس... لا حديث ولا أمل... تلك الرمال والأحجار تعرفني... تلك الشطآن والأصداف تعرفني... تلك الأمواج والحيثان تعرفني... وأنا الصائد الماهر... أصطاد في كل يوم هزيمة... أعلنها صدى في خراب روحي... وأملا يرنو إلى دماء إخوتي... وغدا... أراها غدرانا تضخ بالغضب... قالوا من أنت...؟ قلت: أنا السكران... نائم في صدف العهر... قالوا يا هذا لم تبكي... وأنت الذليل...!!! ؟ يا هذا ويحك لا تعد دائرتك... لم يعجبني أن أنسى عنواني... وهويتي... وماهيتي... وهل لي أن أنس...؟ قلادة توشحتها نحور الذكران... يضعونها دمية بين أيديهم... يرونها بالوعد المأفون... ثم يقولون... غدا سنصير رجالا...!!!
أنا انتفاضة في فنجان قهوة... في حميا الشراب... في حسيس الليل... في مؤخرة النهار... في بكاء الثكلى... في أنين الجراح... في حدو العواهر... في قهقهات السمان... أنا عربي... ويكفي أن تدينني... بل يكفي أن لا تلومني على الخنوع... أنا لا أبكي عزا ضاع... ولا أملا يرجى...أنا أبكي... ولا أدري لم البكاء...؟ قالوا في محاضر الشرط... وفي مخافر التحقيق... لم البكاء...؟ قلت: هذه لغتي... حروف معجمة... وأحاسيس مبهمة... وأنت أيها الجبان... لم لا تبكي...؟ ألا تدري أيها الشقي أن البكاء ممنوع...؟ ألا تدري أن الكلام ممنوع...؟ ألا تدري أن الشكوى من ذاك محظور...؟ بكائي في قائمة المحظورات... وأنت في بهو الخيانة تتحدث...
عجيب أمر هذا الكوكب... كلانا يعيش لحظة ... في سكك الزمان... في دروب مهترئات... في أزقة سوداء... في خان الزواني... في ملاح العواهر... في جؤنة العطار... في رغد العيش... في ردهات الإسطبلات... أحلامي تتبخر... أبكي لأنني نسيت عروبتي... نسيت تناقضاتي... نسيت أنني رخو بين حدين... قالت لي فتاتي من وراء الستار... متحجبة سافرة... عاهرة تقية... ياحبيبي نم قرير العين... لا تشغل بال ليلنا بالأنين... العز عزنا نحن العرب... ضمتني إلى صدرها... سمعت لصدري نشيجا... نحيب وبكاء وأحزان... ولذة وشهوة ونسيان... أدرت وجهي عن المأساة... وأنا أرى فتاتي غاضبة... آلمني أن تنسى جراحها... بأعقاب سيجار وبلالة خمر... آلمني أن أراها من وادي الخيانة... ضمير تفشى سره بالليل... وغدا رائحة تفوح من الظلام... من ساحة العذارى... من حارة الغلمان... من فضلات الزمان... من بكاء الجرحى.. من أنين الثكالى... من تاريخ أمة أصيبت بزكام الهرطقات...من شعوب أينعت أحلامها... بين هدب وهزل وغناء... من خصيان وعميان... قادونا إلى المذابح... من كلاب مسعورة... نهشت لحوم الأحرار... من قوم منعوا زناد بندقتي من القنص... لا تلوموني أنا عربي وكفى...!!! ذرة طاغية في دياجير الزمن... كلمة صارخة في وجوه الجلادين... تلك أبجدياتي... تلك حروفي... تلك لغتي... فارعات... يابسات... تدب فيها الحياة...
من فمي انطلقت شرارة الألم... تحترق في دهاليز القلب... بكائي متمدد في الهواء... هواء ينبثر مع الجرح... وآفاقي سوادء بالآهات... لا ضوء أراه باديا... ولا نور أرمقه... بصيص من الأمل... يبدو خاطفا... خافتا... يخاف من الرقيب... يرجو رجاء الوجل... يئن بين الجدران.... يبكي وراء القضبان... يصرخ في عتمة الليل... في وجه السجان... ليته كان بطلا... بل هو البطل... بل هو حلم الجبان... في خوار الزمن... لا يطيق المشي إلا في دسائس الغدر... عجبا له من بطل... عجبا له من جندي... عجبا له من ثائر... ينتفض في ظلال الشعارات... ويبكي "غزة" في غرة النهار... يبكي ضياع حظه من الشجاعة...