إيمان أبي طالب

    • إيمان أبي طالب

      [B]لقد أختلف المؤرخون فى إيمان أبي طالب ولكن المحقق المنصف يعرف أن القول بكفر أبي طالب وشركه صادر من أعداء الأمام علي كرم الله وجهه ومناوئيه من الخوارج والنواصب أرادو بذلك الحط من كرامة الأمام علي كرم الله وجهه وتنزيل مقامه المنيع وتقليل شأنه الرفيع.[/B]


      [B]ثم إن بعض الاعلام قد نقلوا هذا الخبر من غير تحقيق وتدبر وتناقله آخرون من كتاب الى كتاب بغير تعمق وتفكر حتى آل اليوم إليكم وأنتم تنقلونه وترسلونه إرسال المسلمات ولو كنتم تتدبرون فى الأخبار وتنقلون الروايات بعد التحقيق ما تفوهتم بهذا الكلام وما قلتم أن أبا طالب مات مشركاً.[/B]


      [B]وكثير من أعلام السنة مثل أبن أبي الحديد وجلال الدين السيوطي وابي القاسم البلخي والعلامة أبي جعفر الإسكافي وآخرين من أعلام المعتزلة والعلامة الهمداني الشافعي وابن الأثير وغيره ذهبوا الى ان أبا طالب أسلم فى حياته وأعتنق الين الحنيف ومات مؤمناً.[/B]


      [B]فقد قال ابن الأثير فى كتاب جامع الأصول : وما أسلم من أعمام النبي غير حمزة والعباس وأبي طالب.[/B]


      [B]وقال ابن أبي الحديد فى شرح النهج ج 14 / 65 ط إحياء التراث العربي [ واختلف الناس فى إيمان أبي طالب فقالت الأمامية وأكثر الزيدية : ما مات إلا مسلماً وقال بعض شيوخ المعتزلة بذلك ومنهم الشيخ أبو القاسم البلخي وأبو جعفر الإسكافي وغيرهما ].[/B]


      [B]أقول : والمشهور أنه ما تظاهر بالأسلام بل أخفى ذلك ليتمكن من نصرة رسول الله (ص) والذب عنه فإن المشركين من أهل مكة والقريش كانوا يراعون ذمته ويقفون عند حدهم اذا نظروا اليه فكانوا يهابون ويعظمون جانبه إذ كانوا يحسبونه منهم.[/B]


      [B][B]الدلائل والشواهد على إيمان أبي طالب[/B][/B]


      [B]أما دلائل إيمان أبي طالب فكثيرة ولاينكرها إلا من كان فى قلبه مرض ومنها :[/B]


      [B][B]1- قول النبي (ص) ((أنا وكافل اليتيم كهاتين فى الجنة)) . وأشار بسبابته والوسطى منضمتين مرفوعتين . نقله ابن أبي الحديد فى شرح نهج البلاغة : ج 14 / 69 ط أحياء الكتب العربية ومن الواضح أنه صلى الله عليه وآله وسلم لم يقصد بحديثه الشريف كل من يكفل يتيماً . فإنا نجد بعض الكافلين للأيتام لا يستحقون ذلك المقام وهو جوار سيد الأنام فى الجنة لأنهم الى جنب كفالتهم لليتيم يعملون المعاصي الكبيرة والذنوب العظيمة التى يستحقون بها جهنم لا محالة. ولكنه صلوات الله عليه قصد بحديثه الشريف جده عبد المطلب وعمه أبي طالب الذين قاما بأمره وتكفلاه وربياه صغيراً حتى أنه صلوات الله عليه كان يعرف فى مكة بيتيم أبي طالب بعد وفاة جده عبد المطلب فقد تكفل أبو طالب رسول الله (ص) وكان فى الثامنة من العمر وكان يفضله على أولاده ويقيه بهم.[/B][/B]


      [B][B]2- حديث مشهور بين المسلمين رواه القاضي الشوكاني أيضاً فى الحديث القدسي أنه قال (ص) ((نزل عليّ جبرئيل فقال : إن الله يقرؤك السلام ويقول : إني حرمت النار على صلب أنزلك وبطن حملتك وحجر كفلتك)).[/B][/B]



      [B][B]لأبي طالب حق على كل مسلم[/B][/B]


      [B]قال ابن أبي الحديد فى شرح نهج البلاغة : ج14 / 83 و84 ط دار أحياء التراث العربي [ ولم استجز أن أقعد عن تعظيم أبي طالب فإني أعلم أنه لولاه لما قامت للأسلام دعامة وأعلم أن حقه واجب على كل مسلم فى الدنيا الى أن تقوم الساعة .. فكتبت :[/B]


      [B][B]ولولا أبو طالب وابنه ... لما مثل الدين شخصاً فقاما[/B][/B]
      [B][B]فذاك بمكة آوى وحامى ... وهذا بيثرب جس الحماما[/B][/B]
      [B][B]تكفل عبد مناف بأمرِ ... واودى فكان عليٌ تماما[/B][/B]
      [B][B]فقل فى ثبير مضى بعدما ... قضى ما قضاه وأبقى شماما[/B][/B]
      [B][B]فلله ذا فاتحاً للهدى ... ولله ذا للمعالي ختاما[/B][/B]
      [B][B]وما ضر مجد أبي طالبِ ... جهولٌ لغا أو بصيرٌ تعامى[/B][/B]
      [B][B]كما لا يضر إياه الصباح ... من ظن ضوء النهار الظلاما ].[/B][/B]



      [B][B]أشعار أبي طالب فى الأسلام[/B][/B]


      [B]وأدل دليل على إيمان أبي طالب أشعاره الصريحة بتصديق النبي ودين الإسلام ومنها ميميته المشهورة :[/B]


      [B][B]يرجون منا خطة دون نيلها ... ضراب وطعن بالوشيج المقوم[/B][/B]
      [B][B]يرجون أن نسخي بقتل محمدِ ... ولم تختضب سحر العوالي من الدم[/B][/B]
      [B][B]كذبتم وبيت الله حتى تفلقوا ... جماجم تلقى بالحطيم وزمزم[/B][/B]
      [B][B]وتقطع أرحام وتنسى حليلة ... حليلاً ويغشى محرمٌ بعد محرم[/B][/B]
      [B][B]على ما مضى من مقتكم وعقوقكم ... وغشيانكم فى أمركم كل مأثم[/B][/B]
      [B][B]وظلم نبي جاء يدعو الى الهدى ... وأمرِ أتى من عند ذي العرش قيّم[/B][/B]


      [B]وإليكم أيضاً قصيدته اللامية الشهيرة :[/B]


      [B][B]أعوذ برب البيت من كل طاعن ... علينا بسوءِ أو يلوح بباطل[/B][/B]
      [B][B]ومن فاجر يغتابنا بمغيبة ... ومن ملحق فى الدين مالم نحاول[/B][/B]
      [B][B]كذبتم وبيت الله نبزي محمداً ... ولما نطاعن دونه ونناضل[/B][/B]
      [B][B]وننصره حتى نصرع دونه ... ونذهل عن أبنائنا والحلائل[/B][/B]
      [B][B]وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ... ثمال اليتامى عصمة للأرامل[/B][/B]
      [B][B]يلوذ به الهلاك من آل هاشم ... فهم عنده فى نعمة وفواضل[/B][/B]
      [B][B]لعمري لقد كفلت وجداً بأحمد ... وأحببته حب الحبيب المواصل[/B][/B]
      [B][B]وجُدتُ بنفسي دونه فحميته ... ودافعتُ عنه بالذرى والكواهل[/B][/B]
      [B][B]فلا زال للدنيا جمالاً لأهلها ... وشيئاً لمن عادى وزين المحافل[/B][/B]
      [B][B]وأيده رب العباد بنصره ... وأظهر ديناً حقه غير باطل.[/B][/B]


      [B]ومن شعره :[/B]


      [B][B](يا شاهد الله عليّ فاشهد ... أني على دين النبي أحمد)[/B][/B]


      [B][B](من ضل فى الدين فإني مهتد)[/B][/B]


      [B]بالله عليكم أنصفوا!! .. هل يجوز أن ينسب قائل هذه الأبيات والكلمات الى الكفر؟!![/B]


      [B]والله إنه من الظلم والجفاء أن ننسب أبا طالب الى الكفر بعد أن يُشهد الله سبحانه بأنه على دين النبي أحمد (ص).[/B]



      [B][B]إقرار أبي طالب بالتوحيد[/B][/B]


      [B]لقد روى الحافظ أبو نعيم والحافظ البيهقي [ أن صناديد قريش مثل أبي جهل وعبدالله بن أمية عادوا أبا طالب فى مرضه الذى توفى فيه وكان النبي (ص) حاضراً فقال لعمه أبي طالب ((يا عم قل لا إله إلا الله حتى أشهد لك عند ربي تبارك وتعالى)). فقال أبو جهل وابن أبي أمية : يا أبا طالب أترجع عن ملة عبدالمطلب .. وما زالوا به حتى قال : اعلموا أن أبا طالب على ملة عبدالمطلب ولا يرجع عنها. فسروا وفرحوا وخرجوا من عنده .. ثم اشتدت عليه سكرة الموت وكان العباس أخوه جالساً عند رأسه فرأى شفتيه تتحركان فانصت له وأستمع وإذا هو يقول : لا إله إلا الله. فتوجه العباس النبي (ص) وقال : يابن أخي والله لقد قال أخي الكلمة التي أمرته بها - ولم يذكر العباس كلمة التوحيد ].[/B]


      [B]ولا يخفى على أحد أن آباء النبي (ص) كلهم كانوا موحدين ومؤمنين بالله يعبدونه ولا يشركون به شيئا. فلما قال أبو طالب فى آخر ساعات حياته : إعلموا .. أن أبا طالب على ملة عبدالمطلب ولا شك أن عبدالمطلب كان على ملة أبيه إبراهيم مؤمناً بالله موحداً فكذلك أبو طالب. مضافاً الى ذلك فقد تفوه ونطق بكلمة التوحيد وسمعه أخوه العباس يقول : لا إله إلا الله.[/B]



      [B][B]دلائل اخرى على إيمان أبي طالب[/B][/B]


      [B]وهذا أصبغ بن نباتة يروي عن الأمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه الذي شهد الله ورسوله بصدقه وتقواه أنه قال ((والله ما عبد أبي ولا جدي عبدالمطلب ولا هاشم ولا عبد مناف صنماً قط)).[/B]


      [B]وأضف على ما نقله المؤرخون من أشعار صريحة فى إيمان أبي طالب خطبته الغراء البليغة التى خطبها فى خطبة أم المؤمنين خديجة بنت خويلد لرسول (ص) وذكرها عامة المؤرخين. وهي قوله : ((الحمدلله الذي جعلنا من ذرية إبراهيم وزرع إسماعيل وجعل لنا بلداً حراماً وبيتاً محجوجاً وجعلنا الحكام على الناس ثم أن محمداً بن عبدالله أخي من لا يوازن به فتى من قريش إلا رجح عليه براً وفضلاً وحزماً وعقلاً ورأياً ونبلاً وإن كان فى المال قل فإنما المال ظلٌ زائل وعاريةٌ مسترجعة وله فى خديجة بنت خويلد رغبة ولها فيه مثل ذلك وما أحببتم من الصداق فعلي وله والله بعدُ نبأ شائع وخطبٌ جليل)). [/B]


      [B]هذا وقد أمر أبا طالب ابنه جعفراً أن يقف بجانب النبي (ص) ويؤمن به وينصره فذكر بعضهم أن أبا طالب دخل المسجد الحرام ومعه ابنه جعفر فرأى رسول الله (ص) واقفاً يصلي وعلي على يمينه يصلي معه فقال أبو طالب لجعفر [ صل جناح ابن عمك فتقدم جعفر فوقف على يسار النبي (ص) يصلي معه ويقلده فى الركوع والسجود فأنشد أبو طالب قائلاً :[/B]


      [B][B]إن علياً وجعفراً ثقتي ... عند ملم الزمان والنوب[/B][/B]
      [B][B]لا تخذلا وانصرا ابن عمكما ... أخي لأمي من بينهم وأبي[/B][/B]
      [B][B]والله لا أخذل النبي ولا ... يخذله من بني ذو حسب[/B][/B]


      [B]فهل من المعقول أن رجلاً يأمر ولده بمتابعة رسول الله (ص) ويأمره بنصرته وعدم خذلانه ثم هو يخالف ذاك الرسول ولا يؤمن به؟[/B]


      [B]وكان أبو طالب كثيراً ما يخاف على رسول الله (ص) البيات إذا عُرف مضجعه .. يقيمه ليلاً من منامه ويُضجع ابنه علياً مكانه. فقال علي ليلةً : يا ابتِ إني مقتول؟ فقال له :[/B]


      [B][B]اصبرن يا بني فالصبر أحجى ... كل حي مصيره لشعوب[/B][/B]
      [B][B]قدّر الله والبلاء شديدٌ ... لفداء الحبيب وبن الحبيب[/B][/B]
      [B][B]لفداء الأغر ذي الحسب الثاقب ... والباع الكريم النجيب[/B][/B]
      [B][B]إن تصبك المنون فالنبل تبرى ... فمصيب منها وغير مصيب[/B][/B]
      [B][B]كل حي وإن تملى بعمرِ ... آخذ من مذاقها بنصيب[/B][/B]


      [B]فأجاب علي كرم الله وجهه فقال له :[/B]


      [B][B]أتأمرني بالصبر فى نصر أحمد ... ووالله ما قلت الذي قلت جازعاً[/B][/B]
      [B][B]ولكنني أحببت أن ترى نصرتي ... وتعلم أني لم أزل لك طائعاً[/B][/B]
      [B][B]سأسعى لوجه الله فى نصر أحمدِ ... نبي الهدى المحمود طفلاً ويافعا[/B][/B]


      [B]بالله عليكم فكروا وانصفوا .. هل يضحي أحدٌ بأبنه إلا فى سبيل العقيدة؟[/B]
      [B]هل من المعقول أن أبا طالب يقدم ابنه علياً فداءاً لرسول الله (ص) وهو غير مؤمن به وبرسالته السماوية؟![/B]



      [B][B]وفاة أبي طالب[/B][/B]


      [B]ذكر كثير من المؤرخين والمحدثين منهم : سبط ابن الجوزي فى كتاب تذكرة الخواص فقال : وقال ابن سعد .. حدثني الواقدي قال : [ قال علي كرم الله وجهه (( لما توفي أبو طالب. أخبرتُ رسول الله (ص) قبكى بكاءً شديداً ثم قال : إذهب فغسله وكفنه وواره .. غفر الله له ورحمه)). فقال له العباس : يا رسول الله إنك لترجو له؟ فقال ((أي والله إني لأرجو له)). وجعل رسول الله (ص) يستغفر له أياماً لا يخرج من بيته وقال علي يرثيه :[/B]


      [B][B]أبا طالب عصمة المستجير ... وغيث المحول ونور الظلم[/B][/B]
      [B][B]لقد هد فقدك أهل الحفاظ ... فصلى عليك ولي النعم[/B][/B]
      [B][B]ولقاك ربك رضوانه ... فقد كنت للطهر خير عم[/B][/B]


      [B]فأسألكم : أما قال الله سبحانه فى كتابه : "إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك".[/B]
      [B]فإذا مات أبو طالب مشركاً كما يزعم البعض فكيف جعل رسول الله (ص) يستغفر له أياماً لا يخرج من بيته؟![/B]
      [B]والمشهور أن طلب الرحمة والمغفرة للمشرك حرام.[/B]
      [B]ثم كلنا نعلم أن تجهيز الميت أي تغسيله وتكفينه من سنن الإسلام فإذا لم يكن أبو طالب مسلماً فكيف يأمر النبي (ص) علياً بتغسيله وتكفينه ومواراته؟[/B]


      [B]وهل من المعقول أن علياً كرم الله وجهه وهو سيد الموحدين وإمام المتقين وأمير المؤمنين يرثي مشركاً بذاك الرثاء الذي هو جدير أن يرثى به الأنبياء والأوصياء ولا سيما وصفه : ((بنور الظلم)) وأنه ((صلى عليه ولي النعم)) وهو الله سبحانه وتعالى ((ولقاك ربك رضوانه)) وهل الله عز وجل يلقى برضوانُه المشركين؟![/B]


      [B][B]فهذه كلها دلائل ناصعة وبراهين ساطعة فى إيمان أبي طالب[/B][/B]

      تم تحرير الموضوع 2 مرة, آخر مرة بواسطة الذيب الحمر ().


    • قرأت الموضوع كاملا ولكني لم اجد تعليقا واحدا يفي


      الذي كنت اعرفه ان ابو طالب مات وهو لم يؤمن ولو ينطق بشهادة التوحيد


      ومع ذلك فكل مسلم يكن له الحب والاحترام ويحمل له الفضل الكبير لنصرته لرسول الله صلى الله عليه وسلم


      واتمنى ان يكون ابا طالب مؤمنا ومات على الايمان ...


      اشكرك اخي على الموضوع ولك اجر ما جئت به وتقبل مروري
    • لنترك أمر أبي طالب لخالقه فهو خير من يجازي ويحاسب
      ولا داعي للخوض في مثل هذه الأمور فالرجل الآن في ذمة ربه
      ولكن حقيقة لم يمر علينا ما يوثق إسلامه ولم نقرأ أو ندرس طيلة
      سنوات دراستنا في مناهج التربية الإسلامة ما يشير إلى إسلامه ولم نستمع أو نقرأ لعالم دين
      بأية وسيلة إعلامية يذكر هذا الشيء
      وتمجيد الخيرين ورثائهم وارد جدا فهنالك مثلا من آمن بالله حقا حين آمن مثلا
      بدين موسى وعيسى عليهما السلام وهنالك من مات وهو حنيفيا ولم يسجد لصنم
      وهؤلاء يستحقون الرثاء والتمجيد أيضا
    • ابي طالب ،،

      كان السبب في اقامة الدين وتقوية وحماية الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.

      وعليه فاننا لا نشك في ان يرى المشركون والمنافقون غير الحقد على ابي طالب

      الذيب الحمر

      الصديق المخلص :)

      شكرا لك

      المادة 19
      من قانون حقوق الانسان لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حرية اعتناق الآراء دون أي تدخل، واستقاء الأنباء والأفكار وتلقيها وإذاعتها بأية وسيلة كانت دون تقيد بالحدود الجغرافية.
    • لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

      اللهم اني أشهد أن لااله الأنت وأن محمد عبدك ورسولك

      اللهم اني أسألك أن تحشرني مع حبيبك وحبيبي رسول الله
      وصحبه الكرام أبو بكر وعمر وعثمان وعلي بن أبي طالب
      اللهم امين ,, اللهم امين



      تحياتي لك وللجميع ولأهل بلدي , بلد المليون تكشيرة !!
      وكلنا مسئول !!
    • عقيدتنا نحن اهل السنة والجماعه في ابا طالب انه مات على الشرك هذا ما اقره نبينا محمد صلى الله عليه وسلم

      وأما دفاعه عن النبي صلى الله عليه وسلم، فكان دافعه كما هو معروف عند العرب، وعند غيرهم من الأمم التي تشاركهم في بعض الطباع ما جبلوا عليه من العصبية للنسب والقبيلة، فهذا لا يحتاج إلى استقصاء في رده، لا سيما أن أبا طالب كان قد ربى النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاة عبدالطلب فأي عجب في دفاعه عنه مع بقاءه على الكفر، بل العجب كل العجب أ، لا يدافع عنه إلى آخر رمق، وهو ابن أخيه وربيبه.


      ويدل على موته على الشرك فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد حزن عليه لوفاته على الشرك، وعدم استجابته لما طلبه النبي صلى الله عليه وسلم منه من التلفظ بالشهادتين قبل الموت، ولهذا نزل القرآن مواسيا له، فقال تعالى(إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء)فهذا ظاهر في بيان السبب الرئيس في حزن النبي صلى الله عليه وسلم عليه، فضلا عن فقدانه لمناصرته وحمايته، وقد روي عنه صلى الله عليه وسلم، وصححه بعض أهل العلم أنه قال حينما لقي أذي من المشركين بعد وفاته: ما أسرع ما وجدت فقدك يا عم.
      وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحزن على من لم يؤمن به من الكفار عموما، فكيف بعمه؟ قال تعالى (فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا)
      وقال تعالى (لعلك باخع نفسك أن لا يكونوا مؤمنين)


      ولو مات على الاسلام لفرح النبي صلى الله علي وسلم



      واليك ما حدث بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين أبي طالب والمشركين

      قال ابن إسحاق : ولما اشتكى أبو طالب وبلغ قريشا ثقله قالت قريش بعضها لبعض إن حمزة وعمر قد أسلما وقد فشا أمر محمد في قبائل قريش كلها ، فانطلقوا بنا إلى أبي طالب فليأخذ لنا على ابن أخيه وليعطه منا ، والله ما نأمن أن يبتزونا أمرنا .
      قال ابن إسحاق : فحدثني العباس بن عبد الله بن معبد عن بعض أهله عن ابن عباس ، قال مشوا إلى أبي طالب فكلموه وهم أشراف قومه عتبة بن ربيعة ، وشيبة بن ربيعة ، وأبو جهل بن هشام وأمية بن خلف ، وأبو سفيان بن حرب في رجال من أشرافهم فقالوا : يا أبا طالب إنك منا حيث قد علمت ، وقد حضرك ما ترى ، وتخوفنا عليك ، وقد علمت الذي بيننا وبين ابن أخيك ، فادعه فخذ له منا ، وخذ لنا منه ليكف عنا ، ونكف عنه وليدعنا وديننا ، وندعه ودينه فبعث إليه أبو طالب فجاءه فقال يا ابن أخي : هؤلاء أشراف قومك ، قد اجتمعوا لك ، ليعطوك ، وليأخذوا منك . قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم كلمة واحدة تعطونيها تملكون بها العرب ، وتدين لكم بها العجم . قال فقال أبو جهل نعم وأبيك ، وعشر كلمات قال تقولون لا إله إلا الله وتخلعون ما تعبدون من دونه . قال فصفقوا بأيديهم ثم قالوا : أتريد يا محمد أن تجعل الإلهة إلها واحدا . إن أمرك لعجب ثم قال بعضهم لبعض إنه والله ما هذا الرجل بمعطيكم شيئا مما تريدون فانطلقوا ، وامضوا على دين آبائكم حتى يحكم الله بينكم وبينه . قال ثم تفرقوا .

      الرسول يرجو أن يسلم أبو طالب

      فقال أبو طالب لرسول الله صلى الله عليه وسلم والله يا ابن أخي ، ما رأيتك سألتهم شططا ; فلما قالها أبو طالب طمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في إسلامه فجعل يقول له أي عم فأنت فقلها ، أستحل لك بها الشفاعة يوم القيامة . قال فلما رأى حرص رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا ابن أخي ، والله لولا مخافة السبة عليك ، وعلى بني أبيك من بعدي ، وأن تظن قريش أني قلتها جزعا من الموت لقلتها ، لا أقولها إلا لأسرك بها . قال فلما تقارب من أبي طالب الموت قال نظر العباس إليه يحرك شفتيه قال فأصغى إليه بأذنه قال فقال يا ابن أخي ، والله لقد قال أخي الكلمة التي أمرته أن يقولها ، قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لم أسمع


      وثبت في الصحيح أيضا أن العباس قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم إن أبا طالب كان يحوطك وينصرك ، ويغضب لك ، فهل ينفعه ذلك ؟ قال نعم وجدته في غمرات من النار فأخرجته إلى ضحضاح وفي الصحيح أيضا من طريق أبي سعيد أنه - عليه السلام - قال لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة فيجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه وفي رواية أخرى : كما يغلي المرجل بالقمقم وهي مشكلة وقال بعض أهل العلم القمقم هو البسر الأخضر يطبخ في المرجل استعجالا لنضجه يفعل ذلك أهل الحاجة وفي رواية يونس عن ابن إسحاق زيادة وهي أنه قال يغلي منها دماغه حتى يسيل على قدميه ومن باب النظر في حكمة الله ومشاكلة الجزاء للعمل أن أبا طالب كان مع رسول الله بجملته متحزيا له إلا أنه مثبت لقدميه على ملة عبد المطلب ، حتى قال عند الموت أنا على ملة عبد المطلب ، فسلط العذاب على قدميه خاصة لتثبيته إياهما على ملة آبائه ثبتنا الله على الصراط المستقيم .