بعد الغياب /رواية مختلفة جدا وجديدة جدا

    • قبل دقايق

      على باب مكتبه، جواهر من طلعت من باب مكتبه، كل القوة اللي كانت متسلحة فيها انهارت

      رجولها مو قادرة تشيلها، سندتها نجلاء، وهي حاسة أنها مو قادرة عليها، جواهر أطول منها، وجسمها منهار بين إيديها، سحبتها سحب وجلستها على الكنبة الطويلة في مكتب سكرتيره..

      وخليفة السكرتير مستغرب من اللي قاعد يصير قدامه.. بس ظل ساكت من باب الذوق.. وعقب سألهم لو كانوا محتاجين شيء..
      فطلبت منه نجلاء يتكرم يجيب لهم ماي..

      نجلاء بقلق واستفسار: جواهر هو هو.. صح؟؟ وإلا ما كان صار لك كذا..

      جواهر بصوت مسحوب منه الروح، كأنه يأتي من عالم ثاني: إيه.. إيه.. إيه..هو.. هو..

      هـــو

      هـــــــو

      هــــــــــــو

      عــــــــبـــــــدالله

    • بعد الغياب/ الجزء الرابع عشر


      في غرفة مها والجازي عقب صلاة الظهر

      كل وحدة منهم متمددة على سريرها
      مها ماسكة لابتوبها وتفرفر في المنتديات عن ريجيمات جديدة..

      الجازي حاطة سماعة الأي بود على أذنها تسمع أغنية راشد الماجد الجديدة..

      دق الباب دقة هادئة بس قوية، مها بدون اهتمام: ادخل..

      وكانت الصدمة لهم كلهم إن اللي دخل سعود، اللي نادر جدا جدا يدخل غرفتهم مو مثل محمد اللي يحب يحوس في أغراضهم..

      نطت كل وحدة منهم من سريرها واقفة، مها قفلت اللابتوب، والجازي رمت الأي بود وهي تقول في نفسها: ياويلي بيقتلني، أكيد جاي يهادني بسبة غيابي، ليتني ماغبت، ليتني ماغبت..

      سعود اللي كان بعده بلباسه العسكري اللي يكشف بنيته المتناسقة بالنجمتين المعلقة على كتفه، قال بلهجة هادئة: السلام عليكم.. وتوجه وجلس على سرير مها.. ردوا السلام وكل وحدة منهم بالها يودي ويجيب.. سعود كمل بنفس الهدوء: الجازي لو سمحتي، اطلعي إنزلي لأمي وقفلي الباب وراش..

      الجازي: حست أنه انزاح عن صدرها حمل: الحمدلله ما انتبه أني مارحت للمدرسة.. ونزلت ركض على الدرج بعد ماسكرت الباب، خايفة يغير رأيه ويناديها.

      مها هنا حست روحها بتطلع، سعود ماقفل عليها هالقفلة إلا يوم خطبتها بس.. يعني القفلة هذي وراها شيء كايد..

      سعود: إجلسي مها.. أبيش في موضوع ..

      مها بحذر: سم فديتك..

      سعود كمل بهدوء وبساطة، كأنه يتكلم في سالفة عادية جدا: أبيش تسألين رفيقتش فاطمة، لو ماعندها مانع تتزوجني.. خطبتها من أبوها أبو صالح..

      مها حست كأنها انضربت على رأسها بحديدة : سعود وفاطمة، فاطمة وسعود.. وماقدرت تفتح ثمها بشيء..

      سعود بنفس نبرته الهادية: أشفيش مها، ما أعتقد إن طلبي صعب لذا الدرجة..

      مها وهي تسحب نفس عميق: الأحسن إنك تصرف نظر عن فاطمة، وأنا بادور لك بنفسي غيرها..


    • في البنك/ في مكتب خليفة

      جواهر مو قادرة تسحب نفس، حاسة إنها بتختنق، ونجلاء تناولها الماي عشان تشرب.. وخليفة مستغرب من الفيلم اللي قاعد يصير قدامه..

      جواهر بصوت مو باين: عبدالله يا نجلاء عبدالله.. هو يا نجلاء هو..
      أرجوج نجلاء قومي خلينا نروح قبل يطلع ويشوفنا بعدنا هنا.. أرجوج.. أرجوج.. أموت ولا يشوفني مو قادرة أوقف..

      نجلاء بخوف: انتي فعلا مو قادرة توقفين، أنا بأتصل بالاسعاف..

      جواهر بحدة ما تتناسب مع حالتها: أرجوج نجلاء أفهميني، أبيه يعرف أني أقوى منه، أنه ماهز شعرة من رأسي.. قومي أرجوج.. ارجوج أحب على يدج..وهو الحين اكيد عرف إنها أنا.. قومي قبل يطلع..

      نجلاء سندت جواهر وتوجهوا للمصعد ، مع انغلاق أبواب المصعد عليهم.. كان عبدالله يطلع من مكتبه..
      سأل خليفة بلهجة حذرة: وين راحو الدكتورات اللي طلعوا من عندي قبل شوي؟؟

      خليفة بلهجة محايدة: نزلوا (بدون ما يقول له على سالفة أنه وحدة منهم تعبت وجلست في مكتبة دقايق ترتاح، لأنه حاس إن السالفة محرجة وفيها شيء غير مفهوم، فحب يلتزم حدوده)

      عبدالله وقف على الباب دقيقة وهو يفكر بشيء، بعدها رجع لمكتبه وقفل الباب..

    • في سيارة تهاني

      نجلاء حاضنة جواهر اللي ترتعش بشكل غير طبيعي، نجلاء مرعوبة عليها وخايفة..

      نجلاء توجه كلامها للسايق: حسين روح للمستشفى الأهلي.. هو أقرب مستشفى من هنا.. بسرعة..

      جواهر اللي توها تستوعب: ليش المستشفى؟؟..

      نجلاء بخوف: ما تشوفين حالتج، خلهم يعطونج إبرة مهدئة على الأقل..

      جواهر بصوت واثق مختلف عن حالتها: مافيني شيء نجلاء والله أنا الحين أحسن.. وجهت كلامها للسواق: حسين روح لبيتي..

      نجلاء بحذر: أنتي أكيد أحسن؟؟؟

      جواهر بلهجة مطمئنة: والله أكيد..

      نجلاء بترقب: يعني ممكن أسال؟؟

      جواهر بهدوء: عن شنو؟؟

      نجلاء باستفسار: ليش ما كلمتيه؟؟ ليش ما طلبتي تشوفين عيالج؟؟ يعني سحبتينا للبنك.. واخرتها تحطين ورقة على مكتبه وتطلعين؟؟

      جواهر بهدوء غامض: يعني وش كنتي تبين أسوي له، أضربه، أنا بصراحة كان نفسي أقتله مو أضربه بس، بس غلبت تفكيري المنطقي.. ووش كنتي تبين أقول له؟؟ قوم قدامي ودني لعيالي؟؟ كأننا في فيلم قديم ماله طعم.. الحياة شيء ثاني.. أنا لو علي: أبي أشوف عيالي الدقيقة هذي قبل اللي بعدها وخصوصا بعد ما عرفت أنهم خلاص صاروا قريب..

      بس أنا خايفة عليهم.. أنا ما أدري هو اشلون برر غيابي لهم.. خايفة من ردة فعلهم.. تأثير معرفتهم بوجودي.. تعرفين هم في سن حرجة الحين.. وهم اللي لازم يكونون في المقام الأول، لا لهفتي عليهم، ولا كرهي لأبوهم

      لازم أفكر عدل، قبل أقدم على أي خطوة..وأنا خفت أفتح الموضوع معاه في البنك أسوي له فضيحة.. لكن الحركة اللي أنا سويتها في البنك أنا متاكدة أنها خلته يفر حوالين نفسه.. وياما جاي لك يا عبدالله.. إذا خليتك تفر.. ما تعرف رأسك من رجلك.. ما أكون جواهر بنت منصور..

      نجلاء بلهفة: وش ناوية تسوين؟؟

      جواهر بحقد غريب: أشياء وايد بس خليني أرتب أفكاري.. أهم شيء أنه خلاص زمن الدموع راح وولى، مستحيل أشمته فيني أو أخليه يحسني ضعيفة قدامه..

      وهم يتكلمون، رن موبايل جواهر، طلعت جواهر موبايلها تظن إنه عبدالعزيز، كان نفس الرقم المميز: نفس الرقم اللي دق علي الصبح يا نجلاء.. أنا ناقصته هذا.. خلني أرجع للبيت وأعطي الرقم عبدالعزيز يتفاهم معه..

      نجلاء بحدة: وليش عبدالعزيز، هاتيه أنا أأدبه

      ردت نجلاء: شوف يا أبن الناس، إذا ماعندك حريم تغار عليهم، إحنا لنا رجال يغارون علينا، يا أما إنك تنسى هالرقم، وإلا خليناهم ينسونك إياه..
      .............
      ملامح صدمة حقيقية على وجه نجلاء: إيه أنا الدكتورة نجلاء.. من معاي؟؟ وهي تحس إن هالصوت المميز سمعته قبل..
      ............
      دكتور عبدالله ، آسفة ما أعتقد إنها تقدر تكلمك الحين..

      جواهر بدهشة وحدة: عبدالله؟؟ وليش ما أقدر أكلمه، خايفة منه يعني.. هاتيه..


    • في غرفة مها/ الاجتماع المغلق بينها وبين سعود مازال قائم

      سعود بلهجة فيها شوي انفعال، تخلى فيه عن قناع البرود: ليه؟؟ أنتي شايفة على البنية شيء؟؟

      مها برعب: لا والله، حاشا.. أنا أشهد انها حشيمة، ومتربية وبنت ناس..

      سعود يرجع لبروده: زين ليش ما تبيني أتزوجها؟؟ المفروض إنها صديقتش، وأنا أخيش، يعني تفرحين لنا..

      مها بحذر: ولأنها صديقتي، وأنت أخي.. أقول لك إنكم ما تصلحون لبعض، ولا واحد في المية

      سعود بهدوء: يعني عشانها حضرية وأنا بدوي، ما أشوف هذا سبب.. أو لأنها ما تغطي وجهها، عادي المره تمشي على شور رجّالها.. وما أعتقد إن تغطية وجهها بتكون مشكلة لها..

      مها بنفس الحذر: لا مهوب ذا السبب ولا ذاك، فاطمة دلوعة أهلها، أقل شيء ممكن يكسرها، تحسها أحيانا مثل اللعبة من الدلع والنعومة والرفاهية ، وانت بصراحة جد بزيادة، واعذرني على ذا الكلمة: دفش وفيك شوي قسوة، يعني هي الشرق، وأنت الغرب..

      سعود بنفس هدوءه اللي يقتل: يعني بس هذا السبب؟؟

      مها وهي نفسها تخنقه: إيه..

      سعود وهو يوقف متوجه لباب الغرفة، بلهجة آمرة: أنتي بس إسأليها.. وردي لي خبر

      مها وقفته بخوف وقالت بتردد: سعود أنت اللي تنفع لك وحدة مثل دانة بنت عمي هادي..

      سعود طالعها بغضب وقال لها: مهوب شغلش، نفذي اللي قلته وبس..

      مها وهي نفسها لو أنه مو أخوها الكبير عشان تفش حرتها فيه: إن شاء الله.. سعود، اللي تبيه


    • في مكتب عبدالله، بعد ما رجع لمكتبه وقفل عليه الباب، رجع لكرسيه، وهو يفكر.. ويفكر

      معقولة تكون الدكتورة جواهر هي نفسها جواهر زوجتي السابقة وأم عيالي؟؟
      معقولة تكون درست وخلصت لا وخذت ماجستير ودكتوراة وكل هذا خلال 17 سنة؟؟ مستحيل.. مستحيل.. لو هي أينشتاين القرن 21.. مستحيل.. من وحدة ماتعرف تقرأ وتكتب، لدكتورة جامعة، لا ومؤلفة كتب علمية في تخصص علمي صعب بعد..
      مستحيــــــــــــــل..

      لا وهـــــالـــطـــول..
      من وين جابته كله؟؟ من قزمة لوحدة بهالطول...
      أنا بأتجنن..بأتجنــــــــــــن

      لا والصــــــــوت؟؟
      بس هي ما تكلمت ولا قالت كلمة..
      أقصد الصوت اللي سمعته في التلفون ودوخني.. يكون صوتها بعد؟؟... اللي خلاها تتغير هالتغيرات كلها، عادي يخلي صوتها يتغير.. جات على الصوت يعني؟؟

      طيب أشلون أتأكد؟؟ أشلون أتأكد؟؟ إنه جواهر هي جواهر..

      الرقم.. الرقـــــــــم

      بأرجع أتصل على نفس الرقم، بيد ترتعش حاول إنها تكون واثقة، رجع يتصل على نفس الرقم:

      رن كم مرة، قبل ماينرد عليه، حس قلبه بيوقف من الترقب مع انفتاح الخط
      بس.. بس مو نفس الصوت.. وحدة تهزئ فيه.. بس مو نفس الصوت.. صوت هو سامعه، وتوه سامعه،
      عرف صاحبة الصوت..
      وخلاص تأكد من اللي يبيه..
      ورجع يسيطر على زمام الأمور: دكتورة نجلاء؟؟ بكل ثقة وهدوء
      ..................
      أنا عبدالله، مدير البنك العالمي الإسلامي، ممكن أكلم الدكتورة جواهر؟؟
      ................
      وبعدها سمع حس ثاني يتكلم معاها، ثم جاءه صوتها الغامض الغاضب الملتهب المتجمد، الصوت العامر بالمتناقضات:

      - نعم يا دكتور عبدالله؟؟ أو أقول زوجي السابق أحسن؟؟ أو أقول خطاف الأطفال أحسن واحسن؟؟ أو أقول الخاين النذل الخسيس أحسن وأحسن وأحسن؟؟ (جواهر بصوت غلفته بالبرود مع إنها كانت تغلي من داخل)

      - عبدالله كان مصدوم من هجومها البارد الحاد عليه، لكنها ماراح تغلبه في لعبة البرود اللي هو بطلها: هلا بالدكتورة جواهر؟؟ أو أقول زوجتي السابقة أحسن؟؟ أو أقول الأم المهملة اللي كانت بتقتل عيالها بجهلها أحسن وأحسن؟؟ أو أقول الباردة والوقحة وطويلة اللسان أحسن واحسن وأحسن؟؟


      - أنت بأي حق تهاجمني؟؟ (جواهر بذات اللهجة الباردة اللي تحتها نار تشتعل)

      - بنفس الحق اللي عطيتيه لنفسج.(عبدالله بنفس برودها)


      - أنا لي ألف حق وحق، ما اعتقد أني حرمتك من عيالك 17 سنة بكل وحشية، كأني حيوان سادي مجرد من الإنسانية. (بذات البرود الخشن)

      - أعتقد أني عندي أسبابي، وأنا غير مجبر بمناقشتها مع أستاذة جامعة قليلة أدب . (بلهجة فيها شوي حدة) كمل: انا عندي الحين شغل، وأفضل أني أتفاهم مع عبدالعزيز مو معاج. (مع أنه كان يكذب، كان يبي يتفاهم معها، ومعها هي بس، صوتها بعث فيه حيوية غير طبيعية، أشعلت بركان خامد في أعماقه، عمره في حياته ماسوت فيه أنثى كذا، صوتها و روح التحدي اللي عندها جننوه)


      - وأنا بعد أفضل إنك تتفاهم مع عبدالعزيز (بس هي كانت صادقة، ماكانت تبي تسمع صوته أو تشوفه مرة ثانية).. أنا أبي أشوف عيالي في أقرب وقت، فياليت أنكم تتفاهمون على الطريقة الأنسب.. تحب أعطيك رقمه؟

      - عبدالله بلهجة واثقة مستفزة: مثل ماجبت رقمج، أقدر أجيب رقمه، مع السلامة..

      (الله لا يسلم فيك عظم) ..جواهر بلهجة غضب وحقد ويأس، بعد ما سكر الخط..

      نجلاء بلهفة ودهشة وترقب: عمري ماسمعتج تتكلمين بهالطريقة الحادة، وإلا المسبات اللي قلتيها له.. واااااو ..عمري ما تخيلتها في قاموسج..

      جواهر بحدة: وقح وبارد بشكل ما تتخلينه، عقب اللي سواه فيني كله، ما كأنه سوا شيء.. لا ويقول إني الوقحة الباردة بعد.

      نجلاء بخبث: بس الحق ينقال، الحين عرفت ليش ما تزوجتي عقبه، ليلة وحدة مع رجّال مثله، تكفي عن ألف عمر، ماعدلتي صراحة في وصفه، شنو هالرجّال القنبلة؟؟

      جواهر بغضب: شوفو تفكيري وين، وهي وين راح تفكيرها، الله يأخذه ويأخذ الألف عمر معاه..

      نجلاء وهي تضحك: خلاص وصلنا بيتج، بأنزل معاج، وبأخلي سواقي يجيني هنا..


      من ناحيته عبدالله سكر الخط، هو في عالم ثاني، تسند على كرسيه، وغطا عيونه بيده: شنو هالنمرة المفترسة؟؟ معقول هذي جواهر الطفلة الوديعة؟؟
      ابتسم وهو يقول لنفسه: لو كنت قدامها يمكن كان قطعتني ببرود، وكلتني بشوكة وسكين بكل هدوء..

      بس أنا اللي أعرف أربيها، واعرف أشلون أكسر رأسها..
      إذا ما أدبتها على تطويلها لسانها علي
      ما أكون عبدالله ابن محمد..


    • بعد الغياب/ الجزء الخامس عشر


      عبدالعزيز طالع من شغله وتوه يركب سيارته، رن موبايله، طالع الرقم، رقم غريب ومميز جدا

      عبدالعزيز: من ياترى اللي يدق: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
      ...........................
      إيه طال عمرك في الطاعة، أنا عبدالعزيز بن منصور
      ..........................
      الله يسلمك ويبقيك
      .......................
      الحمدلله يسرك الحال.. من معاي لاهنت؟؟
      .......................
      باستغراب كبير: مدير البنك العالمي الإسلامي؟؟ بأيش ممكن أخدمك؟؟
      ....................
      الحين الحين؟؟
      ...................
      طيب.. المشوار من مكان شغلي في شارع السد، لين منطقة الأبراج، في هالزحمة ووقت طلعة الناس من دواماتهم، يمكن ياخذ ساعة.. فيه مشكلة؟؟
      ..............
      نتقابل بعد ساعة.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

      سكر عبدالعزيز تلفونه، وهو مستغرب أيش يبي فيه مدير البنك هذا؟؟ وتوجه بسيارته لمنطقة الأبراج.


    • جواهر في بيتها ونجلاء بعدها عندها، نجلاء بلهجة قلق خفيف: أكيد أنتي الحين تمام؟؟ قولي لي الصراحة؟؟

      جواهر بلهجة هادئة فيها رنة فرح غريبة: والله تمام، ومبسوطة يا نجلاء والله مبسوطة، أول مرة أكون مبسوطة كذا من سنين..

      خلاص بأشوف عيالي يا نجلاء، تضحك بصوت عالي، تدرين مبسوطة وايد... بس في نفس الوقت خايفة ومتوترة..

      جواهر بنبرة خليط من الخوف والرهبة والتوتر والفرح: ما أدري أشلون بيكون تقبل عيالي لي، تدرين 17 سنة مو شوي
      ومثل اللي لمع في راسها فكرة: ولو كان أبوهم متزوج، ما أدري أشلون دور مرت أبوهم في حياتهم........كملت بخوف: تعتقدين تكون عذبت عيالي أو جننتهم؟؟ يمكن يكونون متعقدين الحين يا قلبي يا عيالي؟؟

      نجلاء بابتسامة حب وهي تسمع كلام جواهر: يا حبيبتي شنو هالأفكار؟ ومن قال لج أنه تزوج؟ .......غمزت نجلاء بعينها وكملت بخبث: يمكن عايش على الاطلال وذكرى الليلة الوحيدة مثل بعض الناس..

      جواهر بغضب: صدق ما تستحين، بس خلينا في موضوعنا.. إذا جينا للحق زواج عبدالله مني ماكان يعتبر زواج، وأنا ما كنت مره، وكان مغصوب على السالفة كلها، يعني ماحد يلومه لو بغى يتزوج، وخصوصا أنه بعده شاب، واعتقد مثل ماشفتيه، ماعليه قاصر..

      نجلاء بلهجة استنكار: هذا ماعليه قاصر.. هذا ...

      قاطعتها جواهر: والله لو رجعتي تمدحين لي في شكله الغلط، باطردج من بيتي الحين.. آوت

      نجلاء باستفزاز مرح: عادي اطرديني، أصلا أنا أبيج تطرديني أروح لبيتي، وثانيا: أنا كلمة الحق ما أخليها ببلعومي بعدين أغط فيها، وثالثا: سايقي برا ينطرني، خليني أروح.. وكملت نجلاء وهي متوجهة للباب: ورابعا: سبحااااااان ربه اللي خلقه على هالرجولة كلها.. وخامسا:

      قبل ماتكمل خامسا، كانت جواهر ترميها بالكوشية اللي ماصابتها، لأن نجلاء طلعت وقفلت الباب وراها


    • وصل عبدالعزيز لمقر البنك، وقف سيارته في المواقف اللي بدت تفضى، واتصل بجواهر عشان يقول لها أنه يمكن يتأخر عشان ما تحاتي لو تأخر.. وطلع لمدير البنك وهو يفكر بالسبب الللي ممكن يكون مدير البنك هذا طالبه عشانه، خطر له الف فكرة، أكثرها متعلق بالشغل، وانهم يمكن يبون يقدمون تبرع لبيت الزكاة، لكن ولا فكرة منها كانت الفكرة الحقيقية..

      وصل لمكتب المدير في الطابق 17
      لقى خليفة قاعد ينتظره في مكتبه: أستاذ عبدالعزيز منصور
      - نعم..
      - المدير ينطرك، وانا قاعد أنطرك، أبي أدخلك أروح.. دوامي خلص من 10 دقايق.. تفضل.. تفضل..

      دخل عبدالعزيز بحذر، وخليفة دخله وقفل الباب وراح..
      كان في المكتب شخص واحد واقف، معطي الباب ظهره، ويطل مع الشباك الزجاجي الضخم اللي يطل على الكورنيش، ومحتل الواجهة كاملة..

      لما سمع صوت الباب انقفل، الواقف فر جسمه بالكامل لناحية الباب، عبدالعزيز لما شافه، حس إحساس غريب، وكان قلبه بينط من مكانه..

      الواقف مشى خطوات واسعة وواثقة ناحية عبدالعزيز، وهو مبتسم ابتسامة سعادة حقيقية تطل من عيونه..

      مد عبدالعزيز كفه له، فتفاجئ عبدالعزيز أنه يجذبه من يده ويحضنه، ويطول وهو حاضنه بكل قوته، حس عبدالعزيز بالإحراج،أولا من هالحضن من هالشخص الغريب ، ولأنه كان أطول منه بكثير ثانيا..

      بس بعد ثواني حس عبدالعزيز أن هالحضن مو غريب عليه، وكأنه ياما رمى نفسه فيه.. لكنه حاول يخلص نفسه بلباقة..

      عبدالله بعد ماعبدالعزيز خلص نفسه من حضنه، بقت إيديه على أكتاف عبدالعزيز، وهو يطالع في وجه عبدالعزيز بتمعن كأنه يبي يحفر ملامحه في مخيلته، بعدها رجع يحضنه بقوة، وهو يقول: والله وكبرت ياعزوز، والله وكبرت يا أبوي..

      عبدالعزيز ورأسه مدفون غصبا عنه في صدر عبدالله، سمع الصوت، الصوت.. الصـــــــــــوت..

      خلص نفسه بقوة وهو مصدوم: عبدالله؟؟؟؟

      عبدالله بنبرة خليط من الفرح والخوف: إيه عبدالعزيز.. عبدالله ياعبدالعزيز..

      عبدالعزيز بنبرة غضب بس خالية من أي كراهية: وين عيال أختي يا عبدالله؟؟ وينهم؟؟

      عبدالله بحزن: زين قل لي اشلونك.. الحمدلله على السلامة..

      عبدالعزيز بإصرار: وين عيال أختي؟؟

      عبدالله بحزن أكبر: موجودين وطيبين وبخير، شباب ماشاء الله..

      عبدالعزيز بحزن: وإن شاء الله إنك مبسوط يوم خذتهم وحرقت قلب أختي.. إن شاء الله أنك كنت مبسوط خلال هالـ17 سنة، اللي كانت أختي تموت فيها في اليوم ألف مرة وهي تتذكر غدرك فيها وخطفك لعيالها.

      عبدالله بوجع: لا تقول كذا ياعبدالعزيز، اقبلها من العالم كله إلا أنت..

      عبدالعزيز بألم جارح: ما تنقال غير كذا.. مالك عذر يابو عبدالعزيز مالك عذر.

      عبدالله يمسك بيد عبدالعزيز، ويتوجه فيه للجلسة اللي في الزاوية: تعال نجلس وأنا أقول لك كل شيء من الأول للأخير.. وعقب إحكم علي وأنا راضي بحكمك.


    • قرب آذان العصر، حصة نازلة الدرج تنط السلالم ثنتين ثنتين، وعقب نطت في حضن أمها.. وتمددت فيه: يمه طالبتج

      أمها بغضب مخلوط بالحب: نقزتيني الله يصلحج بنية، نعم وش تبين؟؟

      حصة: طالبتج طالبتج، تكفين قولي تم..

      أمها بحب: تم

      نورة بعيارة: زين يمه أعرفي السالفة، يمكن حصة عضوة في جماعة إرهابية، وبتلبس حزان ناسف، وتروح تفجر نفسها في فيلاجيو وإلا ستي سنتر.. وأنا أقعد أبكي، مو عليها، إلا على المجمعات..

      أمها بغضب تمد عصاها وتضرب نورة على فخذها: طرم طرم..

      نورة تضحك: لحول يمه نمزح نمزح، وإلا دلوعتج مكتوب عليها: ممنوع اللمس والاقتراب والتصوير؟؟

      أمها تخزها بغضب.. ونورة ميتة ضحك (نورة مافيه شيء يزعلها أبدا) أم فهد توجه كلامها لحصة بحنان: وش تبين فديتج قولي؟؟

      حصة بخجلها اللطيف: صح بكرة الجمعة؟؟

      نورة وهي بعدها تضحك: بلا هالمقدمات الفاضية، أدخلي في الثقيل..

      أمها: أنا ماقلت لج طرم.. خليها تتدلع وتحط مقدمات، أنا أبي اسمعها.. توجه كلامها لحصة: صح حبيبتي بكرة الجمعة..

      حصة تكمل بنفس نبرتها الخافتة: وماعندي مدرسة؟؟

      أمها وهي تبتسم وهي عارفة وين تبي توصل: وماعندج مدرسة..

      حصة بضراعة ورجاء: زين طالبتج خليني أنام عند جواهر، زمان مانمت عندها.

      نورة بعيارة: استحي يا بنت، لا تكونين ترسمين على عزوزي ؟؟ مافيه روحة. انطقي

      أم فهد عصبت على نورة وشاتتها بالنعال اللي في رجلها بس النعال ماصابتها، وراحت تركض للطابق الثاني وأمها تتوعدها توريها شغلها: صدق ماعرفت أربيج، أنا أوريج الشغل يا نوير؟؟

      نورة تطل من فوق درابزين الطابق الثاني: أم فهد.. أم فهد، خذي هذي، وترسل لها بوسة طايرة من فوق: امسكيها يمه لا تجي براسج..

      أم فهد تبتسم من خبال بنتها، وترجع توجه حديثها لحصة: مايصير حبيبتي تنامين هناك، إذا سافر عبدالعزيز مثل المرة اللي فاتت خليتج تنامين عندها..

      حصة بحزنها الطفولي: يمه شفقانة عليها، ماشبعت من قعدتها..

      أمها بحب: روحي إجلسي عندها من الحين، لحد بالليل، وفي الليل تعالي أنت وياها وأسهروا عندنا، حريم أخوانج واختج كلهم بيجون الليلة.

      بين بيت جواهر وخالها باب في السور المشترك بين البيتين، فيقدرون ينتقلون بين البيتين بحرية.

      حصة تنط تبوس أمها: زين يمه.. مشكورة مشكورة، ممكن أتصل عليها أشوفها فاضية؟؟

      أمها في نفسها: فديت الذربة... : كلميها يمه
    • آذان العصر على وشك/

      عبدالله خلص كلامه
      حكى لعبدالعزيز كل شيء
      حتى عن أحلامه.. وعن الرقم اشلون جابه، وعن جية جواهر اليوم لمكتبه
      حكى كل شيء بصراحة وبدون تلميع.....
      ثم قعد ساكت ينتظر رد عبدالعزيز بلهفة..

      عبدالله بحذر: عبدالعزيز وش فيك ساكت؟؟ ريحني.. قول شيء يا أخوي..

      عبدالعزيز بحزن: وش تبيني أقول؟؟.. برافو عليك.. يالأبو الحريص اللي خفت على عيالك من أمهم، فخطفتهم وحرقت قلبها، لا وكنت مخطط أنها تظنهم ميتين وإنها بتنسى وتتزوج؟؟
      كمل عبدالعزيز بغضب: ياقو قلبك يا أخي!!!
      من عطاك الحق إنك ترسم مسار حياة إنسان غيرك، لا لا (عبدالعزيز باستدراك ساخر حزين): لا مو ترسمها إلا تدمرها، وتهدمها حجر حجر..

      قاطعه عبدالله بحزن: مافيه داعي تبالغ، كاهي جواهر درست وكملت ولا.. دكتورة بعد.. يعني حياتها ما تدمرت مثل ما أنت تحاول تصور لي، هذا إذا كانت ماتزوجت وعندها عيال ثانين (قال الجملة الأخيرة وهو يحسها ثقيـــــــــــــــــــــلة على قلبه ولسانه، بدون مايعرف السبب)..

      بدون مايريحه عبدالعزيز ويوصله للمعلومة اللي هو يبي: شوف يا عبدالله، عشان نتجاوز نقطة الخلاف اللي بيننا، الشيء اللي سويته قبل 17 سنة ماله مبرر، ومستحيل يكون له
      يمكن أنت كان عندك أسباب، أنت شفتها مقنعة ذاك الوقت، بس مستحيل أن خطف العيال وإبعادهم عن أمهم كان هو الحل الوحيد، لازم كان فيه حلول ثانية، بس أنت فكرت في الحل اللي يريحك بكل أنانية، بينما جواهر بالقلعة.. ولا همتك..(عبدالعزيز بغضب)

      (كمل وهو يحاول يسيطر على أعصابه): خلنا ما نتناقش في اللي فات، لأنه مثل ماقلت لك مستحيل حد يقتنع بمبرراتك، خلنا نتناقش في اليوم، بما أنك شفت جواهر اليوم، نكون قطعنا نص المسافة، النص الثاني هو شوفتها لعيالها..
      أشلون ممكن تشوفهم؟؟ وشنو الطريقة الأنسب واللي ماتأثر في نفسيتهم؟؟


    • بعد الغياب / الجزء السادس عشر

      #أنفاس_قطر#


      جواهر تطوي سجادتها عقب ما صلت العصر
      بالها مشغول مع عبدالعزيز: اشفيه تأخر؟؟ وأنا اللي اليوم بالذات أبيه عشان أحكي له على المفاجأة اللي صارت اليوم..

      رن تلفون البيت، نطت ترد تظنه عبدالعزيز، في الكاشف باين رقم بيت خالها: ألو.. حيالله ام فهد..
      ............
      بنبرة حب: هلا والله بحصوصتي، هلا بقلبي..
      ...........
      أكيد يا قلبي، أنتي ما تستأذنين، أنتي تجين بدون أستئذان، بعدين عندي لج هدية جبتها لج قبل كم يوم ونسيت أعطيج إياها..
      ..............
      إذا جيتي تعرفين


      وسكرت التلفون، ونزلت للصالة، وهي تطلب من الشغالة تسوي حليب كرك، حصة مدمنة حليب كرك..

      بعد دقايق، كانت حصة تدخل مثل الإعصار العذب: شنو هديتي؟؟ شنو هديتي..

      جواهر بحب: زين تعالي عطيني بوسة وسلمي الأول..

      جواهر كانت قاعدة على الكنبة، جات حصة وحصنتها من ظهرها، وعطتها بوسة كبيرة على خدها: يالله هديتي.. هديتي.

      جواهر وهي تضحك: صدق إنكم جيل مادي..

      حصة بحزن وخجل: والله ما أقصد جواهر، بس أنتي الوحيدة اللي تعرف أنا وش أحب بالضبط، وتجيبه، موب قصدي..

      حصة حساسة وطيبة وشفافة بزيادة.. تحس إنك تشوف قدامك مخلوق كرستالي ماعنده أسرار أو شيء يخبيه، وفي نفس الوقت تخاف عليه أقل حركة تكسره..

      جواهر بحب كبير: يا قلبي أنتي، أنا اللي ما أقصد، أمزح معاج بس.. يالله تعالي تعالي، قالتها جواهر وهي تطلع كيس من وراها.

      حصة: تمد يدها بخجل
      رجعته جواهر وراها وهي تقول: لا لا.. أبي ابتسامتي الحلوة.. أيوه كذا.. يالله خذي..

      فتحت حصة الكيس بحذر وطلعت اللي فيه: واااااااااااو.. وااااااااو.. وااااااااااو... تجنننننن تجننننننن والله تجنن.
      ورجعت تنط على جواهر وتبوس فيها..

      حصة بفرح طفولي: أنتي شنو هالذوق اللي عندك.. والله تجنن.

      جواهر بابتسامة صافية: الحلو للحلو..

      كانت جواهر جايبه لحصة بيجامة (هالو كيتي) الكوليكشن الجديد، كانت عبارة عن بنطلون بنتاكور ماسك لنص الساق معاه تيشرت طويل لنص الفخذ واسع، ومعاها شبشب ينربط بخيوط طقم معاها، وبعد ربطة وشباصات شعر وحتى الصدرية والبانت، كله طقم واحد..

      وكثير كانت جواهر تشتري هالأشياء لحصة اللي كانت تنبسط فيهم...
      حضنت جواهر حصة.. وهي تقول في نفسها بسعادة صافية: بكرة بأشتري لبنتي نفس هالاشياء، ولا تظنين أني خلاص ماراح أشتري لج يا حصة، بأشتري لكم ثنتينكم، كلكم بناتي..


    • عبدالعزيز طالع من المسجد هو وعبدالله بعد ماصلوا العصر، كل واحد ركب سيارته، وتوجه في طريقه.. وكل واحد منهم غارق في تفكيره الخاص..

      عبدالعزيز يفكر بأخته، وعبدالله يفكر بعياله..

      عبدالعزيز يفكر في أخته وخايف عليها، عبدالله موب سهل وهذا الشيء اكتشفه من حواره الطويل معه، شخصيته قوية زيادة عن اللزوم، وأخته طيبة زيادة عن اللزوم، أشلون بتقدر عليه؟؟
      بس يا سبحان الله أشلون أني ماقدرت أكرهه طول هالسنين.. معزته كانت مغروسة في قلبي غصبا عني.. سبحان الله

      الله يا جواهر وأخيرا بتشوفين عيالج!!
      كان شعور عبدالعزيز خليط من مشاعر متضاربة، خوف وفرح وقلق وتوجس، خايف على أخته، وفرحان عشانها، وحاس بشوي حزن غير مفهوم، إن أمه وأخته اللي ماكان فيه شيء شاغلها غيره بيشاركه فيها عيالها. بس الشعور الطاغي كان التوجس: وش بيصير؟؟ وش بيصير؟؟ وش بيصير؟؟

      عبدالله تفكيره كان منصب على عياله، أشلون بيتقبلون الوضع، وجواهر هذي حسيتها فيها قوة شخصية غير طبيعية، أشلون بتعامل عيالي، أخاف تقسى عليهم، والله أقطعها لو قالت لحد منهم شيء..

      وإلا يمكن يحبونها أكثر مني؟؟ لا لا.. شنو يحبونها أكثر مني.. 17 سنة وأنا أمهم وأبوهم، تجي تبي تاخذهم على الجاهز.. الله يستر بس، الله يستر.

      وإلا لو تكون متزوجة.. أشلون زوجها؟؟ (حس بكره غير طبيعي لهذا الزوج المفترض اللي يسمع رنين صوتها كل يوم) الله يأخذه زوجها، يمكن يكون ملعون جدف ويجنن عيالي.. الله يستر الله يستر..



    • في بيت هند رفيقة نوف..

      كانت هند قاعدة في غرفتها، تطقطق على النت، دق باب غرفتها، فصلت الكمبيوتر ماتبي حد يشوف أيش اللي كانت تسويه..

      دخل عليها أخوها الكبير فايز الطويل الشديد الوسامة اللي بينه وبين أخته هند تشابه كبير في الشكل وفي الشخصية: هاه هنودتي، شاخبارحبيبة أخوها اليوم؟؟

      هند وهي ترفع حواجبها دهشة: غريبة.. وش عندك يا فايز؟؟ موال الحب هذا مو علي جيب من الآخر..

      فايز: فديت اللي فاهمني.. من الآخر الأخر: رفيقتج نوف..

      هند باستغراب: وش فيها؟؟

      فايز بخبث: أبيج تظبطينها لي..

      هند باستفهام: أشلون أضبطها لك، مافهمت..

      فايز بخبث ثعلب: خليها تحبني يالغبية، أبي أخطبها، ولو رحت لأبوها أدري أنه بيرفض، إلا لو كانت هي تحبني وجبرته يوافق.

      هند وهي فاهمة على أخيها الخبيث: بس نوف بعدها صغيرة، نوف أصغر مني بثلاث سنين، يعني على كل الأحوال مستحيل يوافق يخليها تتزوج قبل تخلص جامعة على الأقل، وهي الحين توها سنة أولى.

      فايز: أنتي بس نفذي اللي أقول.. لازم كومة الفلوس والنفوذ هذي تدخل في جيبي.. ربي ما خلقني جذاب ووسيم كذا إلا لسبب..

      هند تستمع لمخطط أخوها الشيطاني، وتفكر في نفسها: وليش أنا بعد ما أضبط الرأس الكبيرة، وأكوش على كل شيء.



    • قبل المغرب بشوي مها ومنيرة متجمعين في بيت فاطمة
      وفي غرفتها بالتحديد

      فاطمة بفرح: غريبة أنكم قدرتوا تجون أول ما كلمتكم، بالعادة تنشفون ريقي من كثر الترجيات، لين تتكرمون وتجون..

      منيرة: إحنا اصلا كنا طالعين لبيت خالتي، فقلت لامي وسارة خلاص نزلوني عند فاطمة شوي، وعقب عليان يجيني ويجيبني عندكم بيت خالتي..

      مها بعيارة: سعود اليوم لو قلت له أبي المريخ بيوديني، كيف لو قلت له بأروح بيت فاطمة؟؟

      فاطمة بدهشة: وليه عسى ماشر؟؟ لا يكون مريض؟؟ مو عوايده الأخ..

      مها بغموض: جايتش في الحكي بس مهوب الحين، بعدين وجهت كلامها لمنيرة بعيارة: أشلونه حبيب القلب؟؟

      منيرة بزعل: لحول مها، خلي يومس يعدي، قدام أدبغس..

      مها وهي تضحك: الدبغة الهينة.. إبلعي العافية أحسن لش، لا أقوم أقعد فوقش، أخليش تزوعين غداش..

      فاطمة بجدية: لا جد مناري إنتي لمتى بتظلين على هالحال، سالم ريلج، يعني مو خطيبج عشان تتدلعين..

      منيرة بغضب: لحول أنتي الثانية.. لو أدري إنكم بتستلموني كان رحت مع أمي أحسن، أنا طقيت من بيت خالتي عشان ما حد يكلمني في ذا الموضوع ، جيتوني أنتو.. أمحق خويات..

      مها بحب: فديت قلبش مايصير اللي تسوينه في روحش، والله أخرتها بتستخفين، قولي لأبيش وإلا أخيش يقولون له أنش منتي بداخلة بيته، خله يبيعه ويشتري لش غيره، وهو ماعليه قاصر ماشاء الله

      منيرة بحزن: استحي أولا، وبعدين هو مستحيل يسويها لا عشاني ولا عشان غيري، ارتباطه في بيته غريب..

      فاطمة: وش حببه في بيت الرعب هذا؟؟

      منيرة بحزن وخوف: وهذا اللي مخوفني أكثر، مو البيت بس، سالم شخصيا أحسه مجنون ويخوف..

      مها بنفي: لا عاد حرام عليش، سالم رفيق أخي محمد، ومحيميد يمدحه مدح العزاير، يقول أنه رجال مافيه منه اثنين..

      منيرة بحزن: يعني أنتي تشوفين اللي يسويه تصرفات إنسان طبيعي، مصر أنه يسكن في نفس البيت اللي أهله ماتوا محترقين فيه، لا وغرفتهم بعدها محترقة، مارضى أنه حتى يصلحها..

      عقبه منيرة ما أستحملت وبدت تبكي، مها وفاطمة تقطع قلبهم عليها.. بس ماعندهم كلام يقولونه، أيش يقولون أنه هذي فعلا تصرفات واحد مجنون..


    • حكاية سالم

      لما كان عمر سالم ست سنين، كانت جدته أم أبوه جاية تزورهم، لما جات ترجع بيتها، أصر سالم يروح معها، فقالت خلوه يروح ينام عندي وبكرة بأجيبه لكم..

      في الليل كانت أم سالم مشغلة الدفاية عشان إذا قامت تبدل لولدها اللي عمره 5 شهور يكون الجو دافي شوي، بس قدر الله نفذ، احترقت غرفة أبوه وأمه، فماتوا الله يرحمهم هم وأخوه الصغير وأخته اللي كان عمرها 3 سنين، كانوا كلهم مع أمهم وأبوهم في نفس الغرفة. والبيت ما أحترق فيه إلا هذي الغرفة بس.

      طبعا هم ماخلوه يرجع البيت، وعمه خذه عنده، البيت ماحد جاه عقب اللي صار، لأن أبوعلي كان مايقدر يستحمل يرجع البيت أو يشوفه عقب ماشال أخوه محترق منه.

      سالم ماعرف هله وش صار لهم إلا لما صار عمره 15 سنة، كان يبي يعرف ليه كل ماسأل هله أشلون ماتوا، الكل يرتبك..
      هرب وصار يتوصف الناس من البيت لين دله..

      وليته مادله
    • في بيت جواهر كانت جواهر في غرفتها مع حصة، انطق الباب ، عدلت حصة حجابها على راسها..
      تأشر لها جواهر أنه أنا بأطلع خليج براحتج.. لأنها عرفت إن اللي يدق عبدالعزيز..

      طلعت جواهر لعبدالعزيز اللي كان واقف في الصالة اللي فوق، عبدالعزيز حس إنها متغيره، عيونها فيها لمعة غريبة، وهي حست أنه متغير، في قلبه اضطراب غريب..

      بدون كلام.. بالخيط الرفيع الممدود بينهم.. بالصلة القوية اللي تربط بينهم.. جواهر رمت نفسها في حضن عبدالعزيز، وبكت..

      عبدالعزيز يلمها بحنان، ودمعته في عينه ويحاول يمنعها تنزل: قبل 3 أيام بكيتي في حضني تبين عيالج، الحين ليش تبكين؟؟ ما تبينهم؟؟ عبدالعزيز بمزح لطيف شفاف..

      جواهر بصوت باكي: متوترة متوترة يا قلب أختك.. وانت أكثر واحد فاهم الأسباب، لأنك تفهمني بدون كلام..

      عبدالعزيز بحنانه البالغ: فاهمج ياقلب أخوج، والله فاهمج، بس خلاص هالدموع مالها سبب، أنتي بتشوفين نوف وعبدالعزيز، بكرة بعد المغرب..

      جواهر وهي حاسة أنه الخبر مثل قنبلة ذرية تفجرت في قلبها وانتشرت في كل جسمها، عشان تنثرها أشلاء:
      شــــــــــــــنو؟؟ مــــــــــتـــــــــى؟؟؟؟؟

    • بعد الغياب/ الجزء السابع عشر



      قبل حوالي 11 سنة

      في بيت أبو علي
      المكان مقلوب، الكل يدور على سالم اللي اختفى من البارح عقب رجعته من المدرسة، ولا حد يعرف وين راح.. والحين صار الوقت عقب صلاة العصر.

      جدته أم مبارك بتستخف (مبارك أبو سالم) واقفة في الحوش بعصاها وتدور : جيبو لي وليدي، ماني بداخلة لين تجيبون لي سالم.. ياحسرة قلبي، أبوه راح مني، والولد بيروح..

      أبو علي بقلق وحزن: يمه أذكري الله.. أذكري الله..

      أمه بعصبية وحزن قاتل: جيب لي سالم يا فالح، قدام أطلع أدوره بروحي في الشوارع.

      أبو علي بقلق وهو يكذب عليها يبي يهديها: بنلاقيه يمه وين بيروح.. أكيد عند حد من ربعه وعلى وصول..

      سيارة جارهم أبوفاضل اللي كان يدور معهم على سالم توقف قدام باب حوش البيت المفتوح، ويوم لمح حرمة واقفة مع أبو علي، ضرب هرن لأبو علي، اللي طلع عليه، وقال له بلهفة: عرفت شيء يا بو فاضل؟؟

      بوفاضل بلهفة غامضة: اركب اركب يا بوعلي..

      وكمل أبو فاضل عقب ماركب ابو علي جنبه: فيه واحد قال لي إن سالم كان يتوصف من مكان بيت هله..

      أبو علي مثل اللي لسعه كهرباء: وشو؟؟ وش تقول؟؟ يالله سترك يالله سترك..كن الولد راح هناك وقاعد هناك من البارحة ، عز الله أنه استخف..

      وصل أبو علي وأبو فاضل للبيت، ولقوا الباب الخارجي مفتوح، وأبو علي مو قادر يدخل، يتذكر المنظر البشع اللي شافه أخر مرة دخل هالبيت: تكفى يابو فاضل تكفى، أنا ما اقدر أدخل، أدخل وشوف لو الولد داخل طلعه، طالبك ما تخليه..

      أبو فاضل دخل وهو متوتر، البيت كبير جدا، دور في غرف الطابق السفلي، وصالاته، مالقى حد، طلع الدور الثاني، يسحب رجله على الدرج، دور في كل الغرف، وهو يتجنب الغرفة اللي شايف بابها المفتوح جزئيا محترق ومتآكل..
      بس مالقى حد، سمى باسم الله ودخل للغرفة المحترقة..

      تمنى الأرض تبلعه ولا شاف المنظر اللي شافه


    • في بيت جواهر

      جواهر بعدها مو قادرة تستوعب اللي قاله لها عبدالعزيز: شنو؟؟ ايش؟؟ بكرة؟؟ تتكلم جد.. أشلون وافق عبدالله بهالسرعة؟؟ أنا توقعت أنه بيماطل في الموضوع..

      عبدالعزيز بهدوء: هذا كان اقتراحه..

      جواهر بصدمة: غريبة.. أشلون؟؟

      عبدالعزيز: عبدالله قال لي، أنه الليلة بيقول الخبر لعياله، هذا أولا..
      ثانيا: هو عنده يوم الأحد الجاي اجتماع في القاهرة، مع المدراء الأقليمين للبنك في كل منطقة الشرق الاوسط، عشان يتعرف عليه، والبنك مسوي احتفال كبير بهذي المناسبة يوم السبت في القاهرة
      وهو بيجلس هناك 3 أيام ثم بيرجع، بيسافر يوم الجمعة بالليل، ويرجع يوم الاثنين بالليل، ويبينا نروح نقعد عند العيال لين يرجع..

      جواهر وهي تحاول تحلل اللي يقوله عبدالعزيز: نقعد عندهم؟؟ وعقب؟؟ أنا أبي عيالي عندي يا عبدالعزيز، كفاية عليه الـ17سنة اللي هو خذهم..

      عبدالعزيز بهدوء وحب: ياقلبي يا جواهر هذا كلام سابق لآوانه، لا تنسين العيال 17 سنة ما يعرفون إلا أبوهم تجين تبين تأخذينهم منه، تحذري يا جواهر.. كوني حذرة في كل خطوة.. لا تنقلب عليج السالفة..

      جواهر بقلق: محتارة عبدالعزيز والله محتارة.. ما أدري وش أسوي أخاف ما يتقبلوني..

      عبدالعزيز بمرح: عندج الليلة ترسمين استراتيجيتج الحربية، وعقب تجهزي أنه نجلس عندهم 3 أيام..

      جواهر بصدمة وهي توها تستوعب: تبيني أقعد في بيته؟؟ لا لا.. خل عيالي هم اللي يجوني.. لا وأنام تحت نفس السقف اللي هو ينام تحته.. مســـــتحــــــــيــــــــل

      عبدالعزيز بهدوء: يا قلبي يا جواهر، لا تعندين مثل الصغار.. أنتي عارفة أنه هذا عشان مصلحة عيالج.. يعني تبينهم يشوفونج في مكانهم اللي هم متعودين عليه؟؟؟ وإلا يشوفون أم غريبة عليهم في مكان غريب عليهم؟؟

      جواهر بحيرة: زين عبدالعزيز خلني أفكر خلني أفكر، المهم أشوف عيالي حتى لو في الصومال..

      عبدالعزيز وهو يضحك: لا مافيه داعي نروح الصومال، وترا بيته موب بعيد من هنا، الحين خليني أروح أصلي المغرب..
      وقولي لحصة اللي مسوية روحها مستحية وقاعدة تطل مع فتحة الباب: من متى هالحيا؟؟ يعني إنها كبرت، وخليها تسلم لي على نورة.. وهو يضحك..

    • فاطمة ومها ومنيرة بعد ما صلوا المغرب، ومنيرة هدت شوي بعد موال الدموع اللي ريحها شوي

      وقالت منيرة بعيارة فيها حزن: الله يرحمها أم سالم، ليتها ما أرضعت أختي سارة، وصارت أخت سالم، كان سارة الحين اللي مبتلشة فيه، بس على قولة سارة: (الله رمى حظي معاك) اللهم لا اعتراض..

      فاطمة باستفسار: إلا أنتي كم كان عمرج، لما ماتوا أهل سالم؟؟

      منيرة بهدوء: كانت أمي حامل فيني..

      مها وهي تحاول تغير الأجواء وتوصل للسالفة اللي هي تبيها، بس مو قادرة تطلع من لسانها: خلونا نغير السالفة، كلنا الحين عندنا رياييل على قولة فاطمة، إلا فاطمة.. المفروض ندور لها معرس..

      فاطمة بمرح: إيه والله تكفين.. يدي على كتفج..

      مها بمرح خبيث: تنقي واحد من أخواننا، حاضرين..أنتي صرتي تعرفينهم من كثر ما حنا نتكلم عنهم..

      منيرة وهي تضحك: إيه تكفين إخذي عليان الدب خليه يصدعس..

      فاطمة وهي تضحك: لا لا.. علي أصغر مني بسنتين، ما أبيه.. شأسوي به؟؟ أخذه أربيه..

      مها وهي خلاص بتوصل: زين محمد وإلا سعود؟؟ وشدت على اسم سعود وهي تقوله..

      فاطمة مسوية حالها تفكر: أمممممم محمد على قولتج يا مها خريش، وفالها 24 ساعة.. شنو يعني أقعد أدور له في الشوارع.... وسعود؟؟ لا لا.. حبيبتي ماني بايعة عمري..

      مها بحزن حاولت تخبيه: ليه أشفيه سعود؟؟ والله أنه رجّال مامثله..

      فاطمة وهي تضحك: والله خوش ريال وحلو وطوله يجنن.. بس ماني بايعة عمري، خليني عند أمي..

      مها فجرت القنبلة لانها حبت خلاص تخلص من الموضوع اللي هي في الأساس ما كانت مقتنعة فيه: فاطمة، أنا أتكلم جد، سعود طلب مني أسألش لو كنتي توافقين عليه..

      فاطمة ومنيرة قعدوا يطالعون في مها ..وهم مو مستوعبين هي وش قالت..



    • دخل أبو فاضل الغرفة المحترقة وهو متوتر.. يتلفت يمين يسار، شاف منظر تمنى أنه مات ولا شافه..

      سالم قاعد في الزاوية حاضن ملابس محترقة وضام رجوله لصدره..

      أبو فاضل قرب منه بهدوء، ومو شبه متأكد أنه الولد أكيد تجنن، ولد صغير عمره 15 سنة
      يقضي الليل في مكان ماتوا فيه أهله محترقين
      لا والبيت بدون كهرباء، يعني قضا الليل في ظلام دامس..

      وعقب خاف أبو فاضل أنه يكلم الولد بروحه، يهرب أو يرمي نفسه من الشباك..
      فنزل لأبو علي وسحبه، أبو علي اللي كان بيموت وهو يدخل يسحب نفسه ويتذكر
      نسى كل شيء وكان بيجن لما شاف ابن أخوه على هالحالة
      نزل عليه بالراحة وهو يهزه بشويش: سالم سالم، قم يا أبوك خلنا نروح البيت..

      سالم رفع رأسه بهدوء
      وألتفت لعمه بهدوء
      وتكلم بهدوء
      وهو يطالع عمه بعيون ميتة: مالك لوا.. أنا في بيتي وبأقعد فيه..

      عمه وهو يعتقد أن كلام سالم من تاثير الصدمة: زين يا أبوك جدتك ورانا بتستخف عليك.. أراحك معنا لها، طمنها عليك.. وعقب بكيفك..

      راح معهم سالم.. واللي في رأسه في رأسه، بعد ماسلم على جدته، راح جمع ملابسه، وراح لبيت هله بدون مايقول لاحد..

      صار عمه كل ما يرجعه، يروح، لما تعبوا منه ومن عناده، جدته راحت سكنت معه في بيت هله بعد ما جددوا البيت كامل

      إلا الغرفة المحترقة اللي مارضى سالم يخلي حد يقربها
      و رغم إن أم مبارك كانت حالفة ما تدخل بيت أبو سالم عقبه، بس ماقدرت تخلي سالم بروحه..
      وظلت ساكنة مع سالم لحد ما توفت من سنة..

      سالم بعد ما خلص الثانوية، قرر إنه يستلم حلال أبوه..وصار رجل أعمال ناجح، لكن في نظر منيرة مجنووووووون.. ومخيف.. ومرعب..
      وما تنلام.....
      ماكانت تبيه.. ولا تبي سيرته.. لكنها استحت من أبوها اللي كان يترجى فيها..
      أملها الوحيد في الحياة
      أنه
      سالم يطلقها قبل زواجهم.


    • في بيت عبدالله بعد العشاء، كانوا جالسين في الصالة الخاصة بأبوهم والتابعة لغرفته: نوف جالسة لاصقة في أبوها مثل عوايدها.. عبدالعزيز جالس على كنبة ثانية، ويلعب في موبايله..

      تنحنح عبدالله اللي من رجعته للبيت بعد ماشاف عبدالعزيز خال العيال، وهو متوتر.. مو عارف أشلون يفتح الموضوع للعيال: نوف عبدالعزيز.. أبيكم في موضوع..

      عبدالعزيز نزل موبايله جنبه، ونوف ركزت مع أبوها اللي هي حاسة أنه له كم يوم متغير..

      عبدالله سألهم بهدوء: عمركم تمنيتوا يكون لكم أم..؟؟

      عبدالعزيز بهدوء فيه رنة حزن ماحد لاحظها: أكيد كل واحد يتيم يتمنى لو كان عنده أم..

      نوف راح تفكيرها بعيد بعيد
      بغضب مجنون نطت وهي تبكي: تبي تتزوج يبه.. تبي تتزوج..؟؟
      ماسويتها واحنا صغار تسويها الحين، وش الأم اللي نبيها عقب ماصرنا شباب؟؟ أنا كنت حاسة حاسة، قلبي كان يقول لي إنك فيك شيء..وإنك متغير صار لك كم يوم..

      عبدالله ضحك وهو يحضن بنته: إجلسي يا المجنونة، حد جاب طاري زواج..

      نوف خذت نفس ..وقالت بفرح مختلط بدموعها: صج يبه؟؟ صج؟

      وعبدالعزيز قاعد يطالع اللي يصير قدامه كانه يشوف مشهد في التلفزيون ماله علاقة فيه: طيب يبه قل لنا: أنت وش تبي تقول بدون مقدمات طال عمرك.. ؟؟ قالها باحترام وهدوء

      خذ عبدالله نفس عميق وقال في كلمة وحدة مثل اللي يرمي قنبلة: أمكم..

      نوف وعبدالعزيز باستغراب ودهشة: وش فيها أمنا الله يرحمها؟؟
    • بعد الغياب: الجزء الثامن عشر





      منيرة وفاطمة قاعدين يطالعون في مها صار لهم عشر دقايق وهم ساكتين..


      مها وهي خلاص وصلت حدها: والله أني قلت لها يصرف نظر، بس هو أصر..


      فاطمة اللي أخيرا تكلمت بعد الصمت الطويل: أصر علي؟؟


      مها: إيه عليش أجل على جدتي..


      فاطمة باستفهام: ليه أصر علي؟؟


      مها بنفاذ صبر: وش دراني، أقول له يصرف نظر؟؟ ونخلص من ذا السالفة؟؟ وعلى فكرة، لا تظنين ذا الشيء له تأثير على صداقتنا، أنا أصلا كنت متأكدة من رفضش، بس حبيت أبري ذمتي..


      فاطمة مثل اللي يلقي قنبلة: ومن قال لج إني رفضت؟؟ أنتي تألفين كلام على لساني..


      مها: يالعيارة.. مهوب أنتي توش تقولين، ليه أنا بايعة عمري أخذ سعود؟؟


      فاطمة بلهجة جدية: هذاك الوقت كنا نمزح، بس لو أنتي تكلمين جد.. لازم أنا أفكر جد..


      مها بجدية: جد الجد.. هو فيه شيء يتعلق بسعود مهوب جد..


      فاطمة بدلال: زين أنا خليني أفكر، وهو إسأليه ليش هو مصر علي، وردي لي خبر، وعقب أنا أجاوبج..


      مها وروح العيارة ترجع لها : ياشين الدلع عليش يالعنز، لا وتبين تأخذين أخي، وتجين بملاغتش عندنا في بيتنا، تبينا نهج ونخلي البيت لش، وإلا أقول.. خلاص.. هونا من الخطبة..
    • في بيت عبدالله

      عبدالعزيز ونوف: وش فيها أمنا الله يرحمها؟؟

      عبدالله بلهجة جدية: المشكلة إنه الله مابعد رحمها..

      عبدالعزيز نط واقف وبلهجة غضب: وش هالكلام يبه؟؟ الميت مايجوز عليه إلا الرحمة..

      أبوه بلهجة هادئه وهو يأشر له يجلس: هذا أنت قلتها، الميت.. الميت.. وأمكم بعدها حية ما ماتت..

      عبدالعزيز ونوف اللي أنصدموا صدمة عمرهم: شنو يبه ؟؟شنو؟؟


      *********************


      جواهر راحت مع حصة لبيت خالها عشان جمعتهم الأسبوعية
      شمسة زوجة فهد(بنت خاله)، والعنود زوجة طلال، وموزة ،وعيالهم ،ونورة، وأم فهد، وحصة
      الكل كانوا يسولفون ومبسوطين بجوهم الأسري الحميم
      لكن جواهر كانت في وادي.. والعالم كله في وادي.. حاسة أحيانا إنها طايرة، واحيانا إنها تحت الأرض، متخوفة ومتوترة
      بس الأهم إنها شفقانة ومشتاقة وبتموت من اللهفة..
      واخيرا يا جواهر أخيرا بتشوفين نوف وعبدالعزيز وتضمينهم لصدرج..

      الموجودين كلهم كانوا حاسين إنها متغيرة، إسألوها ، قالت مافيه شيء
      كانت ماتبي تقول لأحد لين تشوف عيالها
      وبسبب شدة توترها، وإحساسها إنها مو قادرة تتفاعل مع الموجودين.. أستاذنت على طول بعد العشاء
      رغم أنهم كلهم مسكوا فيها تسهر معاهم وخصوصا حصة، بس هي تعذرت بالتعب، وراحت لبيتها

    • عبدالعزيز بهدوء قلق: أشلون أمنا حية يبه؟؟ هذا فيلم عربي قديم وإلا شيء؟؟

      نوف اللي قامت وجلست جنب أخوها عشان تواجه أبوها في الجلسة قالت بتخوف: يبه لا تكون تبي تتزوج ؟وتبي تقص علينا وتقول أنه زوجتك أمنا؟؟

      عبدالله وهو يضحك: أختك هذي اللي مخها فيلم قديم.. وش هالهبال يا بنتي الله يهداج.... وبعدين كمل بهدوء وهو مبتسم: أنتي تعرفين اسم أمج صح؟؟ مكتوب في شهادة ميلادج اسمها الخماسي.. لا جات أمج بكرة خذي بطاقتها وقارني الاسمين عشان يتطمن قلبج..

      نوف وعبدالعزيز لحد الحين مو قادرين يستوعبون.. شنو هالفيلم .. أم تطلع بعد 17 سنة.. لا وبتجيهم بكرة..

      كان عبدالعزيز اللي بدأ بالكلام بأسلوبه المهذب الهادئ: عفوا يبه: بس أمنا وين كانت طول هالـ17 سنة، وانت ليش قلت لنا إنها ماتت؟؟

      نوف مثل المصدومة، اللي لمعت في رأسها فكرة: يبه أمنا كانت مسجونة وتوها طلعت من السجن؟؟؟

      عبدالله وهو ميت من الضحك رغم توتره: يا ابنتي انتي اشفيج الليلة متأثرة بالأفلام، لا أمج ما كانت مسجونة.. وكمل عبدالله بلهجة فخر خفيفة طلعت غصبا عنه: أمج دكتورة في الجامعة، في جامعتج..

      نوف بحزن واستغراب: معاي في الجامعة ولا أدري عنها، وليش كانت مختفية طول هالسنين، وليش خلتنا.. فيه أم ترمي عيالها وعقب ترجع تدور عليهم عقب 17 سنة..

      عبدالله هنا حس بعمق الجريمة اللي ارتكبها: أمكم ما تركتكم بكيفها، كان فيه ظروف... وإحنا صار بيننا طلاق..

      قاطعه عبدالعزيز بغضب: أي ظروف تخلي أم تترك عيالها؟؟ لا طلاق ولا غيره.. وش هالقلب اللي عندها، وجاية تدورنا عقب ماصرنا شباب، قل لها خلاص مهمتها انتهت.. خلها تكمل حياتها اللي كانت عايشتها ومستمتعة فيها ولا سائلة عنا..

      عبدالله صار بين نارين: يبه عبدالعزيز، الحين أنا ما أقدر أشرح لكم الأسباب بالتفصيل، بس اللي أقدر أقوله أن الذنب كله ذنبي، وأمكم مالها ذنب..

      نوف بغضب: لا يبه لا تحمل نفسك مسؤولية شيء أنت ماسويته.. لا تغطي على تركها لنا.. قل لها أنه إحنا ما نبي نشوفها.. على قولة عبدالعزيز خلها بحياتها السعيدة اللي هي عايشتها بعد ما تركتنا نعيش أيتام نتحسر على شوفة الأطفال مع أمهاتهم واحنا عندنا ام ما درت عنا....
      هنا نوف بكت وارتمت على صدر أخوها

      عبدالعزيز يأكد على كلام أخته وهو يضمها لصدره: قل لها الأم اللي عافتنا صغار جاء دورنا نعيفها كبار..بلهجة قاسية..

      عبدالله حس إنه ضعيف قدام عياله، ممكن يستحمل أي شيء إلا أنهم يكرهونه أو حتي يزعلون زعلة كبيرة عليه..

      حس خلاص إنه مو قادر يكمل، بصوت متعب: خلاص يا عيال.... كل واحد منكم يروح لغرفته..... بنتكلم بعدين..

      نوف وعبدالعزيز طلعوا مع بعض
      وبداخلهم مشاعر متضاربة غضب وحزن وفضول
      غضب من أمهم لأنها تركتهم بظنهم طول هالسنين
      وحزن أنهم عاشوا أيتام مع أنه عندهم أم
      وفضول أنهم يعرفون هالأم..
      بس هيهات يضعفون أو يتراجعون...

    • جواهر بعد مارجعت من بيت خالها، لقت عبدالعزيز جالس في الصالة يتابع برنامج على قناة الرسالة
      سلمت وجلست، التفت عليها عبدالعزيز بعد ماقصر صوت التلفزيون..
      وقال لها بمودة: أعتقد الحين أقدر أقول لك يا أم عبدالعزيز..

      جواهر بسعادة وبحب: تقدر يا قلبي تقدر..

      عبدالعزيز: هاه شنو استعدادتج لبكرة؟؟

      جواهر بقلق: متوترة.. متوترة ..متوترة..

      عبدالعزيز بهدوء وثقة: أنتي ما ينخاف عليج..

      جواهر خطر ببالها خاطر، سألت عبدالعزيز بحذر: إلا عبدالله قال لك عن السبب اللي خلاه يأخذ العيال ويهرب فيهم بهالطريقة؟؟؟

      أطلق عبدالعزيز تنهيدة طويلة: إيه قال لي..

      جواهر بغضب: قل قوله آمين... وانت عسى اقتنعت بخرابيطه

      عبدالعزيز بعتب: لا تدعين يا جواهر.. وثاني شيء طبعا ما اقتنعت ولا راح اقتنع.. بس هو كان مقتنع باللي سواه..تدرين أنه كان مفكرج لا تقرين ولا تكتبين، عشان كذا خاف على عياله منج..ومن جهلج..

      جواهر بدهشة وغضب: أنا ؟؟

      عبدالعزيز وهو مبتسم: إيه أنتي، لا وكان يبيج تتزوجين وتنبسطين..

      وحكى عبدالعزيز السالفة كلها لجواهر مثل ماسمعها من عبدالله بالضبط..



    • عبدالله كان متمدد على سريره، الهم راكبه من ساسه لرأسه، حاس إن ساعة حسابه على الجريمة اللي ارتكبها بحق جواهر جات خلاص..

      ياربي وهالسفرة اللي جات في هالوقت.. أيش اللي ممكن يصير وأنا غايب ياربي؟؟

      آآآآآآآآآه يارب
      سامحني يارب إني ماقدرت أقول لعيالي الحقيقة؟؟ وش أقول؟؟
      وش أقول؟؟؟
      أني خطفتكم من أمكم وحرقت قلبها عليكم؟؟؟
      إني كنت أناني ولا همني إلا نفسي؟؟
      بس والله أني سويت كل هذا عشانهم؟؟ كنت مفكر إن هذا هو الأصلح لهم..

      ياربي.. ذكره الهم هذا بالهم اللي كان يعانيه أخر أيام زواجه من جواهر
      بس الهم هذا غير.. غير..
      الهم هذا حاد وقاسي ومليان خوف..
      هالمرة هو مو خايف على عياله مثل ذيك المرة
      هالمرة خايف من عياله، لو عرفوا الحقيقة؟؟ أشلون تصرفهم معه.

      وقف عبدالله وقعد يدور في الغرفة محتار ومهموم ومو عارف أشلون يتصرف: الحين بكرة وجواهر وأخوها بيجون هنا، المسكينة أشلون العيال بيقابلونها؟؟
      يعني خذت العيال منها 17 سنة، ويوم تجي تشوفهم، تشوفهم حاقدين عليها وهي ماسوت شيء، والذنب كله ذنبي بروحي..

      وعبدالله وهو يكلم نفسه طاحت عينه على موبايله اللي منزل جنب سريره.. فكر دقيقة..

      راح جلس على سريره، وخذ الموبايل، ودق على رقم معين


      وقتها عبدالعزيز كان خلص من سرد السالفة لجواهر، اللي كانت مفولة على عبدالله لأخر حد: يعني شين وقوات عين، خطف عيالي ويبي يسوي نفسه بطل وشهم، وسوى كذا عشاني وعشان عيالي، صدق ما يستحي، بس لاجا العيب من أهل العيب مايكون عيب.. الشكوى لله..

      ودخلت غرفتها وهي تحلطم عليه
      وغسلت ولبست بيجامتها وتمددت على سريرها وهي تتحلطم عليه
      كان نفسها يكون قدامها عشان تفش غلها فيها، وتخنقه وتضربه.. المهم تفش خلقها وبس..

      وهي تفكر هالتفكير، رن موبايلها، قالت في نفسها: أكيد نجلاء، هذا وقتها.

      شالت الموبايل، الرقم المميز إياه، شالته بسرعة وهي تقول لنفسها: كاهو جاني بروحه، ربي ماهان عليه أنام وأنا مابردت حرتي فيه، بس صدق وش يبي قليل الأدب هذا متصل؟؟

      جواهر بحدة: نعم.. مافيه ذوق صراحة.. أي حق عطيته لنفسك الليلة عشان تتصل علي؟

      عبدالله اللي كان أصلا منحرج من الاتصال، لقى في حدتها دافع خلاه يسيطر على زمام الأمور، ورد عليها ببرود: أنتي ما تعرفين شيء اسمه فن محادثة الناس بأدب؟؟ لو تبين كورس عطيتج؟؟

      جواهر ببرود: أولا الادب مع اللي يستاهل الأدب، ثانيا: لو على فرض إني احتجت دروس في الأدب، اكيد ماراح تكون على يد واحد ماعنده أخلاق أصلا، عشان يكون عنده أدب..

      عبدالله بنفس برودها وهو حاس إنه بينفجر: الظاهر إني كنت على حق يوم خذت عيالي، شنو بتعلمينهم؟؟ قلة الأدب يا دكتورة..

      جواهر بهدوءها المشتعل: إذا ماكنت أنت خلاص ربيتهم على إنعدام المشاعر والكذب والخيانة والخسة الصفات الرفيعة اللي حضرتك أكبر خبير فيها، تكون قلة الأدب خلاص تحصيل حاصل..

      عبدالله وهو حاس إنه بينفجر منها.. بس مسيطر على أعصابه لأخر حد.. لأنه مستمتع بسماع صوتها: الظاهر إنج محتاجة حد يربيج من جديد..

      جواهر وهي تمثل البرود.. مع إنها من قد ماهي معصبة صارت تدور في الغرفة.. مو قادرة تجلس: أنا متربية من قبل أعرفك..

      عبدالله بهدوء: أنا تزوجتج فترة بسيطة ماكانت كافية أأدبج، بس العتب يكون على الأخ اللي انتي متزوجته الحين لأنه فشل يسوي كنترول على لسانج اللي متبري منج. (سأل هالسؤال وكأنه غير مهتم، مع أنه بيموت ويعرف لو هي متزوجة أو لا، كل ما يسمع صوتها أكثر، كل ما يزيد تولعه بهالصوت، ولو هي مره متزوجة المفروض أنه هو اللي يسوي على نفسه كنترول)

      جواهر ببرود: أنتي يعني مكلمني هالوقت عشان تسبني وبس؟؟

      عبدالله وهو حاس بخيبة أمل أنها ماجاوبت على سؤاله: لا طبعا.. ليش معتقدة أنه لج هالأهمية، أضيع وقتي عشان أسبج؟؟ .... أنا متصل عشان نوف وعبدالعزيز..

      جواهر غصبا عنها أطلقت تنهيدة طويلة مشبعة حب وحنان لما سمعت أسماء عيالها
      وهو حس إن كل خلية في جسده ذابت مع هالتنهيدة... وبلم ماعرف شيقول
      جواهر توها انتبهت لروحها حست بحرج كبير، تنحنحت وقالت: وش فيهم نوف وعبدالعزيز؟؟

      هو بدوره سيطر على أعصابه.. وقال بهدوء وهو يلقي الخبر القنبلة: يظنون إنج أنتي اللي تركتيهم ومايبون يشوفونج..

      جواهر حست إنها مثل اللي انطعنت في عمق قلبها، وقالت بصوت مشبع بالحزن: أنا تركتهم؟؟ ومايبون يشوفوني؟؟

      عبدالله حس إن نبرة الحزن بصوتها تذبحه، ماقدر يتكلم، كان برودها وتحديها له هو اللي يعطيه دافع يرد عليها، بس الحزن في صوتها خلاه يحس نفسه صغير صغير، فسكت..

      جواهر بذات النبرة الحزينة: ليش عبدالله؟؟ حرام عليك والله حرام عليك..

      عبدالله حس إنه خلاص موقادر يستحمل.. وهي تنطق اسمه بهالطريقة اللي كلها يأس وحزن

      رد عليها بحزن: سامحيني جواهر سامحيني، والله العظيم أني حاولت، ورب الكعبة إني حاولت أقول لهم، بس لما شفت أشلون عصبوا، خفت جواهر، خفت..
      أنتي ماتدرين وش كثر أحب عيالي.. أنا أموت والله أموت ولا يكرهوني، أو يحتقرونني
      وش تبين أقول لهم: أني خطفتهم من أمهم.. يعني أجيب لهم أمهم، وأبعد عنهم أبوهم.. أنتي قولي لي شأسوي.. قولي لي..

      جواهر كانت ساكتة تسمعه، وهي تحس كل كلمة تطعن قلبها ألف طعنة، حاولت تسيطر على نفسها، بس ما قدرت، كل اللي قدرت عليه أنه صوتها خرج هادئ فيه بحة من يحاول أن يمنع نفسه من البكاء: عبدالله اتق الله.. خاف ربك، خطفت عيالي مني 17 سنة وحرمتني منهم.. عشت حياتي كلها على أمل رجعتهم، تعذبت عذاب ماشافه إنسان، ويوم حسيت خلاص أني بأفرح وأشوف عيالي، حتى فرحتي بشوفة عيالي استكثرتها علي، إلا تخربها علي، خاف ربك، خاف ربك، أشلون تبيني أشوفهم وأنت خليتهم هم يظنون أني أنا اللي تركتهم، لا ومايبون يشوفوني بعد..
      ( وكملت بعصبية) أنا عمري ما شفت واحد نذل وخسيس وأناني مثلك..

      عبدالله بحزن وعصبية مماثلة:رجعنا لقلة الأدب.. المهم شوفي جواهر أنا مسافر بكرة وما اقدر أأجل سفري، لو تحبين تأجلين شوفتهم لحد ما أرجع، يمكن وقتها أكون فكرت وتشجعت أقول لهم..

      جواهر بغضب: وأنا بقعد طول عمري أنتظر يصحا ضميرك الميت، لا عبدالله.. أنا بكرة بأشوف عيالي، يعني باشوفهم.. مايبون يشوفوني، مايبوني، مايهمني، المهم أنا أشوفهم..

      عبدالله وهو يطلق تنهيدة: مثل ما تبين، أنا بس بغيت أقول لج عشان ما تنصدمين من ردة فعلهم بكرة..

      جواهر بعد ما سيطرت على نفسها... وببرودها اللي يجننه: لا.. صراحة ما قصرت، ماقصرت.. وش هالرجولة والشهامة كلها، بعد ماذبحت الشاة جاي تسلخها..

      عبدالله بنفس برودها: ياجواهر لا تستفزيني، أنتي منتي قدي..

      جواهر بذات البرود المشتعل: أعلى مافي خيلك اركبه، واللي ما تطوله بيدك طوله برجلك، يعني وش بتسوي أكثر من اللي سويته، أنا ماعدت طفلة يا عبدالله، أنا الحين مره لها شخصية مستقلة، لا تقدر تفرض علي شيء، ولا تأخذ مني أكثر من اللي أنت خذيته.. وأعتقد إن المكالمة هذي انتهت، مع السلامة..

      عبدالله ببرود غاضب: أعتقد أني أنا اللي متصل وأنا اللي أنهي الاتصال، مو أنتي..

      كان رد جواهر عليه: إنها أنهت الاتصال..

      عبدالله حس إنه ولع من الغضب، حس أنه فيه دخان يطلع من أذنه من العصبية: هذي وش مفكره نفسها، عمري ماحد خلا أعصابي تفلت مثلها، بس أنا أوريها شغلها، أوريها شغلها..

      كان فيه موال مجنون من موواويله ينرسم في مخه، مسك موبايله وسوى إتصال ثاني، كان فيه شيء يبي يتأكد منه، وعلى ضوء تأكده، بيكون المخطط اللي هو يرسمه..

    • بعد الغياب/ الجزء التاسع عشر

      #أنفاس_قطر#


      الساعة 10 نص بالليل

      مها واختها الجازي جالسين في الصالة اللي تحت
      يتابعون فيلم على mbc2... وأمهم راحت تنام
      محمد مستحيل يرجع قبل ما يفطر هو ربعه في مطعم بيروت، بما أنه بكره الجمعة..

      وسعود؟؟

      سعود كان يدخل لحظتها عليهم.. سلم عليهم.. وجلس بهدوء
      خلع غترته وبين من تحتها شعر رأسه المقصوص على الطريقة العسكرية
      ووجه كلامه للجازي: الجازي قومي ودي غترتي فوق لغرفتي..

      الجازي نطت، كأن أمر سعود لها أمر عسكري، ألتفت سعود لمها اللي كان قلبها يرقع، وعارفة أنه ماصرّف الجازي إلا عشانه يبي يسألها..

      بعد لحظة صمت..
      سعود بهدوءه اللي يذبح: أنا أنتظر..

      مها بحذر: وش تنتظر؟؟

      سعود ببرود: أعتقد أنه عندش كلام لي.. وأنا قاعد أنتظره، وحركات البنات هذي مانيب فاضي لها..

      مها بتردد: أنا ٍسويت اللي علي وقلت لها..

      سعود بتسائل بارد: طيب؟؟

      مها بتردد وريقها ناشف مو قادرة تطلع الكلمة: هي تسأل تقول ليش أنت تبيها هي بالذات..

      سعود رفع حاجب ونزل الثاني وهو يطالع مها بنظرة خلتها تجمد في مكانها: هي تسأل؟؟

      مها هزت رأسها بدون ماتقول كلمة

      سعود كمل ببروده الشهير: قولي لها أسبابي تخصني أنا، وفي الجانب اللي يخصها هي: إنها تكون موافقة علي، أو رافضة لي كشخص، ومالها علاقة بأسبابي..

      مها تبلع ريقها: زين باقول لها، بس لا تلومني إذا مارضت..

      سعود قام مع رجوع الجازي وكمل بهدوء: لا ألومش ولا شيء.. بس أنتي وصلي كلامي

      مها تقول والجازي تجلس جنبها: إن شاء الله فديتك..

      بعد ماطلع سعود، الجازي تهمس لمها بفضول: أنتي وش بينش وبين سعود؟؟

      مها: مهوب شغلش، يا شين اللقافة..

      الجازي: لحول ما حد يفتح ثمه عندش يعني.. أشوف الفيلم أحسن لي..



    • في غرفة نوف الساعة 11 بالليل

      اجتماع مغلق بين نوف وعبدالعزيز اللي كانوا جالسين على الجلسة اللي في الزاوية بغرفة نوف

      وكل واحد منهم حاضن كوشيه ويفكر.. حسوا أن حياتهم مقبلة عل منحنى خطير، كانو متوترين وخايفين ومتلهفين: معقولة أم وعقب هالسنين؟؟

      نوف بتوتر: وشرايك باللي صار عزوز؟؟

      عبدالعزيز بتوتر مماثل : ما أدري نوف.. ما أدري.. مخي مشلول..

      نوف بلهجة خليط من اللهفة والغضب: تخيل عزوز يطلع لنا أم.. أم مثل كل العالم؟؟

      عبدالعزيز بحزن: إيه.. ام قطتنا كل هالسنين وعقب جات تدورنا..

      نوف بحذر: ما تدري عزوز عن ظروفها، أبوي كان يقول إنها مالها ذنب، بس إحنا ماخليناه يكمل كلامه..

      عبدالعزيز بغضب حزين: أبوي كان يحاول يغطي على الجريمة اللي هي سوتها بحقنا..

      نوف بلهفة: لا تزودها عزوز، لاجيت للحق خلك من بربرتنا على أبوي، أنا باموت وأشوفها، يا سبحان الله الدم مايصير ماي، من يوم دريت أنه عندي أم، وأنا مثل اللي نمل يمشي بجسمي من الترقب..

      عبدالعزيز ما يبي يقول إنه عنده نفس الاحساس: وعلى هالأم أكيد أنها شينة مثلج..

      نوف بابتسامة: إذا تشبهني أكيد مزيونة...

      عبدالعزيز بمرح: إيه عجوز ومزيونة؟؟

      نوف وهي تبتسم: حرام عليك إذا أبوي شباب، ليش أمي عجوز؟؟

      عبدالعزيز يمد لسانه لها: عشان الحريم يعجزون قبل الرياجيل..

      نوف بلهفة: تدري عزوز، عجوز؟ شينة؟ اللي هو.. المهم نشوفها.. تدري حاسة أني مو قادرة أصبر لبكرة

      عبدالعزيز بحذر: بس نوف خلينا نتفق على شيء إذا جات بكرة..

      نوف باهتمام: كلي أذان صاغية..

      عبدالعزيز: إذا إحنا بكرة بينا لها إنه إحنا مبسوطين بشوفتها، بتحس كأنها ماسوت شي، لكن لازم نبين لها إنه إحنا زعلانين منها، عشان تعرف إنه سالفة تركها لنا ماعدت على خير..

      نوف بحماسة: المهم نشوفها، واللي تبيه بأسويه فيها.. إن شاء الله تكون تبي نطلع لها قرون..

      وقعدت نوف وعبدالعزيز يرسمون مخططاتهم لحد أذان الفجر..

    • محمد وربعه طالعين من المسجد عقب ماصلوا الفجر، كانوا 3 كلهم في سيارة محمد، واحد جنب محمد وواحد ورا، محمد وهو يشغل السيارة: وش ذا البرد اللي مهوب صاحي، ليتني جبت الفروة..

      جبر بمرح: أفا.. شوي برد خلاك اتكتك..

      محمد يضحك: جانا الحضيري بمصطلحاته اللي كنها وجهه، وش اتكتك ذي؟؟ من أي قاموس جبتها؟؟

      خالد اللي ورا ميت من الضحك: يتنافض يا بو سعيد يتنافض.. عدها الله يرحم شيبانك.. (خالد يكون ولد عم محمد، أصغر من محمد بسنتين بعده طالب جامعة)

      محمد : جبير ذا يبي له كورس مكثف عندي، ست سنين واحن ربع وهو عاد لسانه ملتوي.. ماني بابو سعيد، كان ماخليته يصطلب، الجمعة الجاية بأروح النعيرية، وتراك معي يا جبر..

      جبر بابتسامة: لا يا أبوي وين النعيرية في ذا البرد؟؟.. خلني في الدوحة

      محمد بجدية معها ابتسامته المعهودة: مالك لوا، تراك رايح رايح، ودك بكيفك، وإلا قلصتك في ظهر النيسان..

      جبر: غصيبة هي؟؟

      محمد: اللي ودك.. بغيتها طرب صارت نشب..

      جبر: زين خلني أفكر..

      محمد بغضب: لا تكون تبي تشور أمك، تراني بأحولك الحين وأخليك ترجع بيتكم على سيارة كروة، وشوف لين تجيك سيارة كروة ذا الفجر، بيخيس ثناك في البرد ماحد جاك..

      جبر يضحك: لحول.. خلاص بأروح معك..

      محمد بابتسامة: كفو..

      خالد: انتوا وذا البربرة، انا ميتن من الجوع، أراحكم نتريق..

      محمد : يالله يالله على بيروت، ودبوها حمص وفول وبصل..

      *************

      الساعة 10 الصبح في بيت جواهر

      جواهر جالسة في الصالة اللي تحت..بعدها مواصلة من البارح مانامت، ماقدرت تنام، حاولت وحاولت، بس التوتر والتفكير واللهفة ماخلوها تنام..

      مو مصدقة متى النهار يطلع من شوقها لشوفة عيالها..

      عبدالعزيز توه ينزل مستعجل: جواهر فديتج صبي لي كأس كرك، تأخرت على الروحة للمسجد..

      جواهر بحب: بالراحة ياقلبي، أنا بصراحة استغربت تأخرك في النوم، بالعادة من الساعة 9 في المسجد.. الله يكتب أجرك ويثبتك على طاعته..

      عبدالعزيز: بلاج ما تدرين، البارح ما نمت إلا عقب ماصليت الفجر..

      جواهر بدهشة: غريبة.. عمرك ماسويتها..

      عبدالعزيز بهدوء: أبو عيالج الله يهداه سهرني البارح، اتصل علي الساعة 11 وقعدنا نتكلم لين الساعة 3، وبعدين قمت أصلي التهجد ثم قعدت لين صليت للفجر...

      جواهر بصدمة: 4 ساعات تكلم عبدالله، وش قلتوا كل هذا؟؟

      عبدالعزيز بهدوء: كل شيء.. كل شيء، كان يبي يعرف كل شيء صار لنا بالتفصيل من يوم راح لحد اليوم، وهو بعد علمني بكل اللي صار لهم..

      جواهر بغضب: بأي حق يسأل؟؟ وأنت ليش تعطيه أخبارنا؟؟ هو يعني وش هامه منا..

      عبدالعزيز بهدوء: أنا والله أدري إنج عندج حق في زعلج من عبدالله.. وما ألومج عليه، بس أنا يا جواهر والله ما قدرت أكره عبدالله، عبدالله كان شيء كبير بالنسبة لي من وانا طفل.. أعرف أن اللي سواه بحقج جريمة، بس أنا ما أقدر أكرهه والله ما أقدر..

      جواهر بحب: أدري إن قلبك مايقدر يكره، وكملت بحقد: بس أنا ممكن أكرهه نيابة عنا اثنيننا، ما أقدر أطلب منك تسوي شيء مو في طبيعتك
      وبعدين كملت بلهفة: طيب وش قال لك عن عيالي؟؟

      عبدالعزيز باستعجال: أنا الحين بأروح الصلاة، بس باختصار واللي أعتقد إنه الأهم، أنهم كانوا في أمريكا 12 سنة ولهم 5 سنين راجعين، نوف في أولى جامعة، وعبدالعزيز في ثاني ثانوي.. وخليني أروح..

      جواهر بصدمة: وقف وقف، أمريكا يعني مو بريطانيا؟؟ النذل الكذاب.. الكذاب يقعد طول عمره كذاب.... وبعدين شنو سالفة أنه نوف جامعة وعبدالعزيز بعده مدرسة ليش تأخر عنها..

      عبدالعزيز وهو طالع: إذا رجعت قلت لج..

      جواهر تصارخ عليه وهو طالع: وأنا شيصبرني لين ترجع..