اليكم اخوتي وأخواتي هذا الحوار الشعري الذي دار بين أحد العشاق والأصمعي .
يحكى في قديم الزمان وبالأخص في الفترة التي عاش بها الشاعر الكبير والمعروف ( الأصمعي ) أن شابا قد بلغ به العشق ما بلغ ، حتى ساءت حالته وضعف جسمه من التفكير الذي لم يغادره ليل نهار ، ومن كيفية السبيل للوصول الى حبيبته واللقاء بها ، أو ربما التقرب من أهلها والزواج بها ، ولكن كان ذلك محالا لفقر ذلك الشاب ووضعه الاجتماعي . فلم يجد الشاب من يعاونه على الحط من همومه ، أو مساعدته في حل أزمته ، فما كان منه الا أن ذهب الى الفلاة وجلس بجانب صخرة ، وبينما هو كذلك هم أن يشكوا مصيبته الى أول من يمر بجانب تلك الصخرة فنقش فيها هذا البيت :
ألا أيها العشاق بالله خبروا ::: اذا حل عشق بالفتى كيف يصنع
فمر الأصمعي قرب الصخرة في اليوم التالي وقرأ بيت الشاب فكتب تحته :
يداري هواه ثم يكتم سره ::: ويصبر في كل الأمور ويخضع
فأتى الشاب بعده وكتب تحت بيت الأصمعي :
وكيف يداري والهوى قاتل الفتى ::: وفي كل يوم غصبه يتجرع
ثم مر الأصمعي مرة أخرى ونقش تحت بيت الشاب :
اذا لم يجد ما يداري به الهوى ::: فليس له حل سوى الموت أنفع
فأتى الشاب الى مكان الصخرة ليرى الجواب ونقش هذا البيت :
سمعنا أطعنا ثم متنا فبلغوا ::: سلامي الى من كان بالوصل ينفع
ثم قتل نفسه بجانب تلك الصخرة ولم يمر عليه أحد سوى الأصمعي في اليوم التالي ، حيث رأى الشاب طريحا على الأرض وقد لطخته الدماء ، فندم الأصمعي على ما صنع ولام نفسه على ذلك .
تحيـــــــ للجميع ـــــــــاتي / نجـــــــــــ الساحة ــــــــــــــــم